ليست مجرد امرأة شقراء جميلة، انها ابعد من كل ذلك بكثير،
نجمة مقتدرة، وهي قبل كل ذلك، انسانة رقيقة، حينما ادار لها زوجها السابق
توم كروز ظهره، كسر قلبها، وهذا ما قبلها، حتى وهي متزوجة من رجل آخر،
لاحقا، تعترف بانها «لاتزال» تحب «توم» فأي عاطفة، وأي أحاسيس تلك التي
تحملها هذه النجمة الاسترالية المشبعة بالجمال والشفافية، وايضا الاقتدار
الفني الذي لا يجارى.
نيكول كيدمان، ممثلة ومنتجة ومطربة استرالية - أميركية في
رصيدها ترشيحات عدة وفوز واحد بالأوسكار كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم
«ساعات».
ولدت نيكول كيدمان في العشرين من يونيو 1967 في هونولولو -
الهاواي- الولايات المتحدة الأميركية.
والدها الدكتور أنتوني ديفيد كيدمان ووالدتها هي جانيل آن
ماكنيل اصولهما تعود الى اسكتلندا وأيرلندا من ناحية الأب والأم، وكلاهما
من مواليد استراليا.
نشأت في بيت عالم من الطراز الرفيع، والدها اختصاصي أبحاث
مرض السرطان، يعمل في واشنطن بالولايات المتحدة، حينما بلغت نيكول الرابعة
من عمرها، انتقلت اسرتها، عائدة الى سيدني، حيث تبوأ والدها منصب محاضر في
جامعة التقنية العالمية في سيدني.
وراحت تلك الاسرة التي تضمها ايضا مع شقيقتها الصغرى
انطونيا 1970، تشق طريقها في دروب الحياة في مناخ اسري رفيع المستوى.
في عام عودتها الى سيدني، الحقتها اسرتها في المعاهد
المتخصصة لدراسة الباليه، وهذا ما فتح لها الطريق لاحقا الى الدراسة في
مسرح سيدني للشباب، ومنه انتقلت الى مسرح «شارع فيليب» الشهير حيث تخرج
العديد من نجوم الدراما والسينما الاسترالية، وهناك كان شاغل نيكول في
المرحلة الاولى دراسة تقنيات الصوت وتاريخ المسرح، وفي خط متوازٍ، كانت
تدرس في مدرسة البنات شمال سيدني، وهنا تأتي احدى اللحظات المهمة، في
حياتها الشخصية، حيث تقرر ان تتوقف عن الدراسة، والتفرغ لرعاية اسرتها
وأمها على وجه الخصوص، بعد ان اصيبت بسرطان الثدي، وهذا ما يحسب لها، حيث
تفرغت قرابة العامين، تحملت خلالها تلك الصبية شأن أسرتها بالكامل.
وعندما تصل الى سن السابعة عشرة من عمرها، بالذات في عام
1984 لتقدم اولى مشاركاتها الفنية، من خلال مشاركتها في أغنية «بوب غيرل»
لبات ويلسون، بعدها حصلت على دور مساعد في المسلسل الاسترالي «جدول خمسة
الاميال» بعدها ظلت تتنقل بين الادوار الصغيرة وهي تعلم جيدا، بان القفزة
قادمة.
حتى نصل الى عام 1989، يشكل ظهورها في فيلم «الهدوء التام»
امام النجم الاسترالي سام نيل، بمثابة النقلة، حيث جسدت دور «راي» زوجة
الضابط البحري، والتي تم اسرها بعد سفره في يخت في المحيط الهادي من قبل
القاتل «بيلي زان».
ثم تأتي النقلة الاساسة، على الصعيدين الفني والشخصي، حينما
التقت في عام 1990 بالنجم توم كروز في فيلم المغامرات «ايام الرعد - تندر
ديز» وهو فيلم سباق السيارات الشهير، لتكرر اللقاء مجددا مع توم في «بعيد
ونأي» من اخراج رون هيوارد، بعدها جاءت القفزات المادية من خلال دورها في
فيلم «باتمان فور ايفر» الرجل الوطواط الى الابد» امام فال كيلمر 2011.
ثم يأتي دور هابز فيم «الموت من واجل» مع المخرج فان سنت،
لتحصد الغولدن غلوب، بعدها قررت ان تتجه الى افلام المغامرات، في افلام مثل
«صانع السلام» امام جورج كلوني 1997، وحصد الفيلم اكثر من 110 مليون دولار.
وفي النصف الاخير من التسعينيات، بدأت تعصف الرياح بعلاقتها
مع زوجها توم كروز، ولكنها عادت الى شيء من الاستقرار خلال عملها في فيلم
«عيون مغلقة باتساع» مع عبقري السينما ستانلي كوبربك.
في عام 2001 قدمت تحفتها كممثلة وكمطربة في فيلم «مولان
روج» مع المخرج الاسترالي بان ليرمان، وعن الفيلم عادت لتفوز بالغولدن
غلوب، بالاضافة لاول ترشيح للاوسكار كأفضل ممثلة، بعده مباشرة قدمت فيلم
«الآخرون» المثير للجدل مع المخرج الاسباني الماندرو افينبار ليجمع الفيلم
210 مليون دولار.
وفي عام 2003 حققت الاوسكار كأفضل ممثلة، عبر دورها في فيلم
«ساعات» حيث جسدت شخصية فيرجينا ويلف في الفيلم الذي اخرجه ستيفن والدري.
وتمضي المسيرة والنجاحات والافلام التي تتطلب لياقة فنية
عالية، ومنها دوغفيل 2003 مع المخرج لارس فون ترير، و«تسعة» لروب مارشال
2009، وكم آخر من الاعمال،. وان ذهبت في المرحلة الاخيرة الى الاعمال ذات
البعد النفسي، والبحث، والتي تقترن بأفلام الرعب بعض الشيء.
في جملة تجاربها، تذهب نيكول الى الشخصيات المركبة، التي
تظهر عكس ما تبطن، والتي تتطلب لياقة عالية في التعامل مع الاداء الداخلي،
المبطن.
ونتوقف عند الجانب الشخصي في حياة هذه النجمة التي لاتزال
«تئن» من تلك الازمة العاطفية التي عصفت بها.
تزوجت نيكول مرتين، الاولى من توم كروز والثانية من المطرب
كيث اوربان، وقد تبنت بنتا وولدا مع زوجها توم كروز، وعندها «ابنتان» من
زوجها الحالي كيث.
التقت مع توم في نوفمبر 1989 خلال تصوير فيلم «ايام الرعد»
وتزوجا في ديسمبر 1990 في كولورادو.
في عام 2001 اعلن ناطق رسمي باسمهما عن انفصالهما وبعد مرور
ستة اعوام، وفي عام 2007 وفي حديث لمجلة ماري كلير الفرنسية قالت جملتها
الاكثر شفافية والتي حملت الكثير من المعاني، حينها قالت: «انا لا أزال
أحبه».
كما ابدت دهشتها من قراره بالانفصال، وحتى الان لاتزال تبحث
عن الاجابة بعشرات الاسئلة التي تنحصر في الاسباب التي أدت الى الانفصال
وهذا ما سبب لها ألما نفسيا، وكسر قلبها كما قالت.
بعد ذلك الحادث بسنوات، التقت نيكول مع المطرب الشعبي
الاسترالي «مطرب ريفي» كيث اوربان في يناير 2005، وفي عام 2006 ارتبطا
رسميا، اول اطفالهما ابنتهما سندي روز كليرمان اوريان، ثم ابنتهما الثانية
فيث مارغريت كيدمان اوريان.
مسيرة عامرة بالتفرد، في عام 2003 حصلت على نجمة في شارع
النجوم، وخلال مسيرتها فازت نيكول بعدد من الجوائز كأفضل ممثلة عن عدد من
اعمالها السينمائية المهمة، كما قامت خلال مشوارها بانتاج مجموعة اعمالها
منها: «في القطع»2003، و«صفرة الارنب» 2010، و«مونتي كارلو» 2011، كما قادت
واحدة من اهم الحملات للترويج لبلادها استراليا من خلال الفيلم الرائع
«استراليا» 2008، حينما جسدت دور الليدي سارة اشلي.
ولعل القلة في العالم، الذين يعرفون الجانب الخيري الذي
تتحرك من خلاله، وهي من النوعية من النجوم الذين يصرون على عدم الاعلان عن
مشاريعهم الخيرية ولتبرعاتهم حيث تدعم كيدمان الكثير من المؤسسات الخيرية،
وهي ايضا تحمل لقب سفيرة للنوايا الحميدة لمنظمة الأمم المتحدة في استراليا
منذ العام 1994 حتى اليوم، وقد منحتها المنظمة الدولية «الامم المتحدة»
المرتبة الشرفية «مواطن العام» عام 2004 كما نالت خلال مسيرتها وسام شرف
استراليا المدني الاعلى عام 2006، كما تقود حملات مكثفة من اجل دعم علاج
وبحوث مرض السرطان، الذي لاتزال تعاني منه والدتها والتي اضطرت الى بتر
ثدييها منذ اكثر من 20 عاما.
ونعود الي بيت القصيد، حيث نيكول كيدمان الانسانة، التي تظل
دائما، وفي جملة صورها، قريبة من والدتها، وايضا اسرتها، ولطالما ظهرت في
العديد من الصور وهي تبكي خلال حملاتها لجمع التبرعات لمرضى السرطان في
العالم.
اما نيكول كيدمان النجمة، فهي تبدو دائما القوية والمريبة
عبر الشخصيات الصعبة التي تقدمها ولكنها حينما تبتعد عن الكاميرا، تظل
المرأة والطفلة والعاشقة التي كسر قلبها، فما أروعها من نجمة.
النهار الكويتية في
29/07/2013 |