حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

دراما رمضان التلفزيونية لعام 2013

سير

وحلقات

يومية

في

رمضان

الجميلة المتألقة دائماً على الشاشة.. الحزينة البائسة في حياتها الخاصة

ليلى فوزي.. تزوجت ثلاث مرات إحداها لم تستمر سوى 8 أشهر

القاهرة - أحمد الجندي

أشهر قصص الحب والزواج في الوسط الفني

حباها الله بجمال خارق وملامح ارستقراطية وكاريزما وحضور هائل وفتنة لا تقاوم وجسد ممشوق رشيق .. كل هذا أهلها لتكون «جميلة جميلات» السينما المصرية بل وواحدة من أهم «أيقوناتها» ونجماتها الخالدات على مدى أربعة عقود كاملة «من الأربعينيات وحتى السبعينيات بجانب مكانتها ونجوميتها الممتدة لما يقرب من 60 عاما هي كل سنوات عمرها الفني على ساحة الفن المصري .. رغم كل هذا إلا أن الفنانة والنجمة الراحلة ليلي فوزي لم تصب نفس الحظ على مستوى حياتها الخاصة وبالتحديد حياتها العاطفية حيث القلب والمشاعر كإنسانة بعيدا عن الفن, ونجوميتها لم تحقق لها نفس القدر من الحضور والاطمئنان والتألق على المستوى العاطفي والإنساني مثلما تحقق لها على مستوى عملها وفنها.

تزوجت ليلى فوزي ثلاث مرات جميعها زيجات فنية وان كان الزواج الأخير هو الأطول عمرا وكان من رجل لم يكن بعيدا عن عالم الفن والثقافة فزواجها الأول كان من الفنان عزيز عثمان أما الثاني فكان من النجم أنور وجدي أما الزواج الثالث فكان من الإعلامي الشهير جلال معوض وكل تجربة زواج من هذه الزيجات الثلاث لهذه النجمة تمثل قصة وحكاية لابد وأن تروى.. لكن قبل أن نتطرق لقصة زواجها الأول هناك محطة عاطفية هامة في حياتها لابد وأن نتوقف عندها وهي حكايتها وقصة حبها مع أنور وجدي والحكاية تبدأ عندما التقيا معا في فيلم «من الجاني» عام1944 لكن لم يكن هذا الفيلم هو الأول الذي يضمهما معا فقد سبقه فيلمان «مصنع الزوجات»1941 وكان أنور مشاركا في بطولته و»تحيا الستات»1943 الذي كان من بطولته المطلقة , إلا أن ليلي لم تشاهد أنور مطلقا حيث لم تجمعهما مشاهد مشتركة وفي الفيلم الثاني كان لقاءاً عابراً لكن في فيلم «من الجاني» تعددت اللقاءات وبدأت المشاعر تتكون وتبرز وأنور يلمح لها دائما من خلال نظراته بهذه المشاعر لكن اللقاءات المنفردة حيث الاعتراف والتصريح لم يكن متاحاً لأن والد ليلي كان ملازماً لها دائما أثناء التصوير ..

وتمكن حب ليلي فوزي من قلب أنور وجدي لدرجة انه طلب من مخرج الفيلم أحمد بدرخان أن يضيف مشهد «لقبلة» معها ضمن مشاهد الفيلم , رغم أن ذلك كان صعبا لوجود والدها الدائم في الاستديو وعندما تأكد أنور من مشاعر ليلي تجاهه وأنها تبادله الحب من خلال كلمات سريعة عابرة أثناء التصوير ذهب إلى منزلها وتقدم إلى أسرتها يطالبها للزواج لكن كانت المفاجأة برفض طلبه من جانب والدها هذا الرجل الارستقراطي الثري التي عملت ابنته في الفن على مضض ودون رغبة حقيقية منه ومع تكرار أنور وجدي لطلبه من الأسرة لأكثر من مرة كان أيضا رفض الوالد الذي كان يرى أن سيرة أنور وجدي داخل الوسط الفني المصري بل وداخل المجتمع المصري على انه واحد من «الدنجوانات» المشهورين من أصحاب العلاقات النسائية المتعددة .

فشلت كل محاولات أنور وجدي للزواج من حبيبته ليلي فوزي بسبب إصرار والدها على الرفض حيث كان يرى أن ابنته صغيرة ولا يمكن أن تتحمل الحياة مع رجل دنجوان و»بوهيمي» مثل أنور وجدي رغم محاولات الأخير بإقناعه بأنه سيصبح شابا مستقيما ويكف عن الشقاوة والمغامرات ولما وصل الأمر إلى طريق مسدود انسحب أنور وصادر مشاعره التي اتجهت في اتجاه آخر فيما بعد ناحية ليلي مراد عندما التقى بها في فيلم «ليلي بنت الفقراء» عام1945 وتوجت علاقتهما بالزواج الشهير الذي كان حديث الوسط الفني وقتها وأصيبت ليلي فوزي بالإحباط والصدمة وهو ما جعلها توافق على زواجها الأول الذي لم يكن متوافقا على الإطلاق.. ولندخل الآن إلى قصة حكاية هذا الزواج, زواجها من الفنان عزيز عثمان كان والد ليلي هذا الثري الارستقراطي المتزوج من إحدى بنات الأسر التركية الارستقراطية «لمعان هانم عثمان قيصري» وكعادة بعض أبناء الطبقة الارستقراطية كان الأب محبا للفنون وكان يحتفظ ببعض الصداقات من الوسط الفني مثل صداقته للريجسير الشهير قاسم وجدي والمخرج جمال مدكور ابن عبدالخالق باشا مدكور وهما من اقنعا الوالد بدخول ليلي إلى عالم الفن وكان له صديق آخر هو الفنان عزيز عثمان الذي كثيرا ما كان يزوره في منزله وكانت ليلي وأخواتها ينادونه بـ»عمو عزيز» أو «أونكل عزيز» لكن عم عزيز فاجأ صديقه والد ليلي بأنه يطلبها للزواج ورفض الوالد هذا الطلب وأصابه الذهول فكيف يطلب صديقه الزواج من ابنته وفارق السن بينهما يصل إلى 30عاما, وأن عمره أكثر من ضعف عمرها وهو الذي رفض أن يزوجها لأنور وجدي وهو الشاب الذي في مثل عمرها تقريبا لكن المفاجأة الأكبر للوالد كانت في موافقة ليلي على الزواج من عزيز عثمان!!

كانت ليلي في هذه الفترة بعد فشل زواجها من أنور وجدي بسبب رفض وتعنت والدها تعيش حالة من عدم الاتزان العاطفي وأيضا حالة السلطة الأبوية المفرطة التي تعاني منها في منزل أسرتها .. وهذا ما جعلها توافق ببساطة وسذاجة على هذا الزواج ظنا منها أنها تهرب من السلطة الأبوية القهرية إلى الحرية والاستقلال.. وقد احدث هذا الزواج صدمة هائلة في الوسط الفني وقتها كيف يتزوج عزيز عثمان الرجل الخمسيني من هذه الجميلة الصغيرة!! بل كانت الصدمة لجمهور السينما والفن بشكل عام لدرجة أن الجميع كان يتندر بالأغنية الشهيرة لعزيز عثمان «الغراب يا وقعه سودة جوزه أحلى يمامه» التي غناها في فيلم نجيب الريحاني وتحية كاريوكا «لعبة الست». 

أفاقت ليلي فوزي من الصدمة بعد فترة قصيرة من زواجها حيث اكتشفت أنها هربت من سلطة أبوية إلى سلطة زوجية حيث كانت الغيرة الهائلة من عزيز عثمان عليها لدرجة انه كان يعد عليها أنفاسها وتأكدت ليلي أنها من المستحيل أن يستمر هذا الزواج طويلا خصوصا بعد كثرة المشاحنات والخلافات بينهما وطلبت ليلي الطلاق منه أكثر من مرة لكنه كان يرفض بإصرار واستمر زواجهما 6سنوات كاملة من عام 1948 إلى عام 1954 , وهنا نعود إلى قصة حبها الأول أنور وجدي الذي كان زوجها الثاني كان أنور قد انفصل لتوه عن ليلي مراد.. في هذه الأثناء التقى الاثنان ليلي وأنور في فيلم «خطف مراتي» الذي قاما ببطولته معا ومعهما فريد شوقي وصباح وأخرجه حسن الصيفي عام 1953 وتجددت المشاعر بينهما لكن ليلي كانت لاتزال متزوجة من عزيز عثمان وتسعى في طلب الطلاق لكن عزيز كان يرفض وزاد عناده لمعرفته بقصة حب ليلي وأنور.. لكن المخرج حلمي رفله استطاع بدبلوماسيته المعروفة وأخلاقه الحسنة أن يجعل عزيز يوافق على الطلاق وقيل وقتها انه اشترط الحصول على 3آلاف جنيه من أجل أن يطلقها وقيل أن أنور وجدي دفعها له من أجل أن تحصل حبيبته ليلي على حريتها ويتزوجها..

ولم ينتظر الحبيبان طويلا بعد الطلاق خصوصا بعد أن وعد أنور ليلي بأنه سينفذ شروطها ويبتعد عن العلاقات النسائية التي اشتهر بها وعُرفت عنه وفي هذه الأثناء أصيب أنور وجدي بأزمة صحية استدعت سفره إلى باريس ليعرض نفسه على الأطباء وطلب من ليلي أن تصاحبه في سفره فوافقت وهناك اصطحبها إلى السفارة المصرية وتم عقد قرانهما وزواجهما وكان ذلك في يوم 6سبتمبر1954 ولم يقتصر سفرهما على فرنسا وحدها فبعد أن انتهى أنور من فحوصاته الطبية أمضى مع ليلي شهر عسل استمر لأربعة أشهر كاملة طاف خلالهما العديد من المدن الأوروبية ثم عاد إلى مصر ليقيما في شقة أنور في عمارة الايموبيليا الشهيرة بوسط القاهرة واشترى لها سيارة جديدة ووعدها بشراء فيلا فاخرة لها في حي الزمالك .

عاشت ليلي مع أنور حالة من السعادة التي لم تكن تتوقعها أو تحلم بها لكن وبما أن لحظات السعادة في عمرنا دائما قصيرة لم تدوم سعادة ليلي طويلا فبعد أشهر قليلة أصيب بانتكاسه صحية وتم نقله إلى مستشفى دار الشفا حيث تم اكتشاف إصابته بمرض الفشل الكلوي وكان وراثيا في عائلته وتوفى به والده وشقيقاته الثلاث وقيل وقتها انه أصيب بالمرض الخبيث, المهم أن ليلي لازمت زوجها وحبيبها في المستشفى وفي سفره للعلاج في «السويد» حيث كان الحديث وقتها عن آلة جديدة لغسيل الكلي لكن القدر كان سريعا حيث توفى أنور وجدي ورحل عن الدنيا في 14مايو1955 وعاد مع زوجته ليلي في صندوق خشبي للقاهرة وعاشت بعدها ليلي حالة من الحزن القاتل بعد فراق زوجها وحبيبها بعد شهور قليلة من الزواج والسعادة لم تزد على 8 أشهر وانتهت بذلك صفحة أو تجربة الزواج الثاني في حياتها

ونأتي إلى قصة وحكاية زواجها الثالث والأخير الذي كان من الإعلامي الشهير جلال معوض حيث تقابلت معه في نهاية الخمسينيات وكانت قد بدأت تفيق لتوها من حزنها على رحيل أنور وجدي والذي استمر حزنها عليه أكثر من 3 سنوات طلب منها جلال معوض أن تشارك في تقديم المطربين في احدي حفلات «أضواء المدينة» التي كانت تقيمها الإذاعة المصرية شهريا وكان هو الذي يشرف عليها وكان عرفاً متبعاً أن يقدم هذه الحفلات كبار نجوم عالم السينما والفن فاعتذرت له بحجة خجلها الشديد من مواجهة الجمهور رغم أنها فنانة ونجمة متألقة وقالت له مواجهة كاميرات السينما بالنسبة لي أكثر سهولة من مواجهة الجمهور خصوصا أنها لم تعمل في المسرح من قبل لكن جلال الذي بدأ يحس بالحب ناحيتها طلب من صديقه عبدالحليم حافظ الذي كان صديقها أيضا أن يتوسط عندها من اجل إقناعها بالزواج فوافقت وبدأت من هنا العلاقة التي تطورت من الصداقة إلى مشاعر حب متبادلة وعزم جلال معوض على الزواج منها بعد طلاقه من زوجته الإذاعية «نوال النحاس» لكن أصدقاءه والمقربين منه نصحوه بأن يعدل عن هذا الزواج نظرا لمكانته كإعلامي شهير وصديق للرئيس جمال عبدالناصر وقالوا له كيف تتزوج من ممثلة بالتأكيد سيرفض الرئيس هذا الزواج وسوف يغضب عليك!! 

لم يعبأ جلال معوض بكل هذه النصائح ولا هذه الاعتراضات وعرض الزواج على ليلي فوافقت وتم الزواج فعلا عام 1960 وكان هذا الزواج الأخير في حياة ليلي فوزي واستمر ما يقرب من 38عاما أي حتى رحيل جلال معوض عام 1998 ولم تكن ليلي تعلم أنها ستعيش مأساة وفاجعة أخرى بدأت بمرض الزهايمر الذي أصابه ومعاناتها معه في فترة مرضه الذي ظل يعاني منه 4 أعوام قبل وفاته وأيضا وفاته التي كانت بمثابة ألم جديد يضاف إلى الآلام التي عانتها من زواجها من عزيز عثمان طيلة 6 سنوات وأيضا معاناتها وصدمتها وحزنها على رحيل زوجها وحبيبها أنور وجدي بعد زواج قصير لم يستمر سوى 8 شهور قضت ستة منها في سعادة والباقي في معاناة مرضه..

بعد رحيل جلال معوض استطاعت ليلي فوزي أن تتشجع وتتغلب على آلامها وتواصل حياتها ومسيرتها الفنية لكنها لم تتزوج مرة أخرى وظل جلال معوض هو آخر زيجاتها الثلاث حتى رحيلها في 12يناير 2005 بعد مسيرة ورحلة فنية رائعة استمرت ما يزيد على 60 عاما كانت حافلة بالتألق والنجومية ويقابلها حياة خاصة كانت في معظمها مليئة بالصدمات والأحزان.

النهار الكويتية في

29/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2013)