|
يعلن قائد الطائرة عن الهبوط في مطار القاهرة.. ويطالب
الجميع ربط الأحزمة ووضع المقاعد في الوضع الرأسي.. بينما كانت هي تتطلع
الى أضواء القاهرة البديعة من أعلى والساعة تتجاوز منتصف الليل بقليل.
تسأل نفسها: هل تعود كما كانت وتتألق في الأضواء أم تكتفي
بان تعكسها لغيرها مثل قطعة الكريستال.. كانت فوق سريرها الخاص داخل
الطيارة.. متلهفة لان تلمس أرض المطار وتحتضن الأهل والأصدقاء والأحبة
الذين جاءوا لأجلها.
الطبيب الفرنسي «روا كامي» الذي أجرى لها العملية عندما
شاهد شرائط الفيديو وهي تؤدي الاستعراضات أدرك انه أمام نجمة لها وزنها
وموهبة خاصة نعم كل المرضى تحت مشرط الجراح سواء.. لكنه كان يدرك ان قطعة
الجمر هذه.. ستموت وهي حية اذا فقدت أهم ما لديها.. وهو فنها أو قدرتها على
ان تمارسه.. وان تحتفظ بهذا الوهج الخاص.. في المطار تنتظرها جيهان وهويدا
أختاها وكل الأقارب والأصدقاء وبعض المعجبين الذين عرفوا بميعاد وصولها من
المستشفى الفرنسي الى مطار شارل ديجول بطائرة اسعاف ومن ثم الى القاهرة
بطائرة عادية على سرير خاص، وكانت في المستشفى الفرنسي قد سارت على قدميها
بضع خطوات.
وقبل ان تغادر شريهان المستشفى قالت: ستصحبني الى القاهرة
أخصائية في العلاج الطبيعي لاستكمال العلاج وهو ما كان يجب ان يتم في باريس
لمدة شهرين.. ولكني فضلت العلاج في القاهرة.
واتفقت مع الطبيب «روا كامي» على العودة في شهر سبتمبر
لمتابعة الحالة والاطمئنان.
واتجهت شريهان فور وصلوها الى القاهرة الى منزل شقيقتها
هويدا لتبقى فيها أياما.. تحت العلاج.
في مطار القاهرة هبطت شريهان من الطائرة بنفس الطريقة التي
سافرت بها الى باريس من خلال اسانسير للهبوط.. وكانت طوال الرحلة من باريس
الى القاهرة مستلقية على السرير الخاص الذي أعدته لها المستشفى في باريس.
وكان في استقبال النجمة العائدة في مطار القاهرة عدد كبير
من الفنانين وأقارب شريهان.
وروت شريهان الأيام الحرجة التي عاشتها في باريس بين لحظات
الرعب والخوف والرضا بقضاء الله.
حلت معها على السرير الأبيض عذاب النفس الذي سببه طريقة
معالجة الحادث صحافيا.. وبعثرة الاشاعات والروايات.. التي لم ترحم ظروفها..
ووجهت سهاما قاتلة لها تدمي قلبها.. وروحها الممزقة!!
قالت والدموع تغرق عينها.. أنا انسانة.. مؤمنة بقضاء الله..
وهذا أمر مكتوب.. كانت «شعرة» واحدة كافية لاصابتي بالشلل.. لا رجل يمنى
ولا يسري ولا وسط ولا يد.. كانت لحظات عصيبة.. قاسية للغاية.
واستمرت شريهان في عتابها لكل من انتقدها وحاول تحطيم
نفسيتها من صحافة وآراء.. كنت أتمنى ألا يراني الناس وأنا «متجبسة» في وسطي
وصدري ورجلي.
كنت أبكي لم يكن سهلا علي ان يراني الناس وأنا في هذه
الحالة.. وكانت دموعي نازلة ومدشدشة ووسطي متجبس وصدري متجبس.. وبرضه
مارحمونيش!
انتقدوا الطريقة التي سافرت بها.. أنا غنية جبت طيارة أسافر
بها.. يعني كنت أسافر بعربة كارو.
الطائرة التي سافرت بها صغيرة للغاية لا تتسع الا لثلاث
أشخاص.. أنا متربطة على سرير.. وأختي جيهان قاعدة متنية.. ظلت بعدها بيومين
لا تستطيع تحريك أرجلها بسبب القعدة المتعبة.
العملية كانت محفوفة بالخطر.. كانت قريبة جدا من النخاع
الشوكي الذي يمس الجهاز الحركي للسائقين.
التقرير الطبي الذي جئت به من الاسكندرية حدد مكان الخطر..
كنت مصابة بتفتت في الفقرة الأولى القطنية وكسر في الفقرة الثانية عشرة
الظهرية.
والخطير في هذا الكسر ان النخاع الشوكي اللي في هذه المنطقة
يخرج منها جزءان من العصب يبدان من طرفي الفقرة التي يصل حجمها الى 4 سم.
وشاءت ارادة الله ان يبقى الكسر في مكانه ولا يتحرك.. ولم
يمس النخاع الشوكي.. وكان شعرة واحدة كافية بالخطر.. والجراحة الدقيقة كانت
ومازال الجزء المكسور في الفقرة الثانية عشرة ووضعت شرائح بلاتينية لتثبيت
الفقرتين الحادية عشرة الظهرية والثانية القطنية حتى تلتحم مكانها.
وتقول بأسى بالغ - لن أستطيع الرقص الا بعد ستة شهور..
ارتدي خلالها كورسية ضاغط.. ارتديه تحت الملابس.. بالطبع سوف أتعود عليه
بعد وقت طويل الكورسيه للمشي والنوم وليس للجلوس.
ونظرت شريهان الى السماء.. وهي تردد.. الحمد لله.. الحمد
لله.. الحمد لله.
ووجهت شريهان بعد عودتها التحية الى جمهورها الذي أحاطها
بمشاعر الود طوال فترة علاجها في باريس.
وقالت لسمير خفاجي في مطار القاهرة وهي تبكي أنها تحمد الله
ان عادت الى مصر وهي تسير على قدميها.
وان برقيات كثيرة وباقات الورود التي وصلت اليها في
المستشفى رفعت من معنوياتها الى السماء.. وقتلت اليأس في داخلها وأنها سوف
تبذل كل جهدها لتعود سريعا الى الجمهور الذي أحاطها بالحب والرعاية.
وقال المذيع التلفزيوني فايز الزمر زوج شقيقتها جيهان ان
شريهان بدأت تمشي في طرقات المستشفى بعد 5 أيام من اجراء العملية الجراحية،
كنوع من العلاج الطبيعي، خصوصا ان طبيبها المعالج البروفيسور روا كامي
أخصائي العظام استبدل قميص الجبس بحزام ترتديه أثناء السير فقط.
وقالت شقيقتها هويدا زوجه المخرج كريم ضياء الدين أنها
استضافتها في شقتها بالدقي لتساعدها في العلاج الطبيعي الذي أمرها الدكتور
باستمراره 45 يوما.
وقال الدكتور أحمد سمير الملا الذي أجرى لها الجراحة
العاجلة بالاسكندرية ورافقها الى باريس انه عاد قبلها واستقبلها في المطار
ليشرف على نقلها الى المنزل.
وأكد ان حالتها مطمئنة جدا وان العلاج يستمر شهرين يتخلله
علاج طبيعي وان حكاية المسامير البلاتين لا تقلقه ولكنها لمجرد التثبيت فقط
وسوف تنزع بعد ان ينتهي دورها.
وأكد الدكتور الملا بعد عودته الى القاهرة ان الأعصاب سليمة
وان شريهان ستعود الى فنها لتسعد الملايين.
ولم ينقطع رنين تليفون الحجرة المجهزة التي أعدت لشريهان في
منزل شقيقتها هويدا بشارع التحرير بالقاهرة.. وزاد عدد الزائرين..
والمهنئين.. وأشار عليها الطبيب بعدم الحركة والاجهاد.
واختفت شريهان من منزل شقيقتها الى مكان ما حتى لا تحدث لها
أية مضاعفات.
وأصبح العثور عليها أمر صعب للغاية.. ومازالت شريهان مختفية
عن الأنظار.. في انتظار الشفاء.
ويذكر القادمون من باريس انه يتردد هناك ان احتمال سفر
شريهان بعد شهر الى أميركا لاجراء جراحة دقيقة تكميلية للجراحة الأولى في
أكبر مستشفى في العالم متخصص في جراحات النخاع الشوكي في ولاية تنيسى. وهذا
القول سوف يتضح بعد انتهاء فترة العلاج الطبيعي الذي يجريه المتخصصون في
القاهرة ويتطلب السفر الى أميركا. وخارج نطاق المأساة.. وبعيدا عن الأحداث
المثيرة يتحدد مستقبل شريهان الفني. تقرر بصفة نهائية تأجيل عرض المسرحية
الاستعراضية الجديدة «آه يا غجر» الى أجل غير مسمى.. وهذه المسرحية مأخوذة
عن الأوبرا العالمية «كارمن».. وقام باقتباسها وتمصيرها الكاتب المسرحي
الفريد فرج ويشترك في بطولتها صلاح السعدني وحسن مصطفى وممدوح عبدالعليم
ويخرجها كرم مطاوع وينتجها سمير خفاجي وكانت شيريهان تستعد لبدء بروفاتها
بعد انتهائها من امتحانات السنة الثالثة من كلية الحقوق، قبل تعرضها للحادث
على طريق الاسكندرية.
وأحدث حادث شيريهان.. ارتفاعا في أسعار بيع أشرطة أفلامها
على الفيديو.
وتؤكد بورصة البيع في دول الخليج والكويت والسعودية ان
اقبالا شديدا حدث على أشرطة فيديو فوازير شيريهان.. وأفلامها الجديدة
والقديمة.
وذكر القادمون من العراق ان جميع المقاهي في حي «المربعة»
تعرض فوازير وأفلام شريهان.. وطلبت مراكز توزيع أشرطة الفيديو من الشركات
التي تطبع أشرطة الأفلام المزيد من أعمال شيريهان!
وفي جدة سافر عدد من الموزعين للفيلم المصري الى القاهرة
لشراء آخر انتاج لعبت بطولته شريهان ولم تعرض حتى الآن.
وتعتبر شريهان أول ممثلة تستطيع ان تزحزح نجم الكوميديا
عادل امام عن المركز الأول في توزيعات الفيديو بالدور العربية وخاصة الخليج.
ويثير حادث شيريهان ردود فعل في الأوساط الطبية والعلمية..
هل يوجد في مصر المركز الطبي أو المستشفى التي يمكنها علاج اصابات العمود
الفقري؟! الاصابة التي لحقت بالفنانة الشابة.
يقول الدكتور محمد مأمون دياب مستشار جراحة العظام: ان
جراحي العظام في مصر طالبوا بانشاء مركز لاصابات العمود الفقري في نادي
عظام القاهرة عام 1964 شأنهم في ذلك شان الدول المتقدمة ورحب الوزير
المسؤول في هذا الوقت لكن المشروع مات اكلينكيا في الأدراج!
بين علاء وجمال
رغم ان اغلب الاشاعات ربطت بين علاء مبارك وحبه الجارف
لشريهان وانه كان يزورها في الاستديو أثناء تصوير أعمالها حتى قيل انه هدد
بالانتحار اذا لم يرتبط بها اعتراضا على رفض أمه الزواج منها.
ويبدو ان «شيري» قد أصبحت مادة سهلة للألسنة.. وكما لعبت
حواديت ألف ليلة وليلة.. نسجوا حولها ألف ليلة، وذكرت بعض المواقع ونقلت
عنها العديد من الصحف والمجلات ان قصة الحب لم تكن مع علاء لكن من شقيقه
جمال.. وقيل انها من طرف واحد.. والوحيد الذي استشعر بهذا الحب وزير
الاعلام الأسبق صفوت الشريف ولماذا لا يكون صديقه المقرب أحمد عز مثلا.. لا
نعرف.. لكن الحكاية تقول بان صفوت دعا «علاء مبارك» لمشاهدة الفوازير ووقع
في غرام البنت من أول لحظة وكانت لم تتجاوز الـ18من العمر.
ويتركون الاستديو وماسبيرو وصفوت الشريف.. ويقولون ان القصة
منسوبة الى رجل أعمال يدعى عمر طنطاوي من شلة جمال مبارك وكان يدرس معه في
الجامعة الأميركية وعمل كمدير لملهى ليلي كان تسهر فيه شريهان بعد الانتهاء
من مسرحية «علشان خاطر عيونك»، أي ان ليلتها تبدأ في الرابعة صباحا فهل كان
ابن الرئيس يبدأ السهر أيضا في الفجر.
ويقول المفبركون ان شريف شقيق عمر طنطاوي.. تزوج من مريم
ابنه أخت شريهان وهي التي نظمت حفل الزفاف الذي أحياه عمرو دياب وسميرة
سعيدة ودينا.. لكن جمال لم يحضر وقد تلقى دعوة لكن أمه منعته وحذرته.
وللأمانة قالوا ان شريهان لم تحب «جمال» نهائيا ولم
تستظرفه.. وهذا الكلام فيه الكثير من الخيال والافتراء.. ما أسهل صناعة
الأكاذيب والحكايات لزوم الاثارة دون تدقيق أو يقين.
ورغم مرور سنوات على قصة شيري مع علاء أو جمال لكن الصحف
ماتزال تقلب في هذه الصفحات سعيا للتشفي في علاء وهو قيد الحبس مع شقيقه
بعد ثورة 25 يناير.. وربما لان شريهان ظهرت مرة أخرى في ميدان التحرير ثم
في مظاهرات 30 يونيه 2013 ضد حكم الرئيس مرسي الاخواني.
ولان حرية الكلام ارتفع سقفها وكل الموضوعات مباحة فلا بأس
من التفتيش في الدفاتر القديمة.. خاصة اذا تناولت الأسماء المعروفة.
وقال جمال أنور مدير مكتب شريهان والمتحدث باسمها، في
تصرحات لـMBC.NET
من المعروف ان الحادث المروع الذي تعرضت لها كان حادث سيارة
في طريق مصر اسكندرية الصحراوي، وهو ما أصابها باصابات بالغة في عمودها
الفقري وتلقت علاجها في مركز سموحة الطبي، ثم في باريس، ولم يكن حادث سقوط
من الطابق السابع كما يدعي البعض.
ورفض جمال أنور عمليات الاستفزاز التي تتعرض لها النجمة
شريهان من قبل بعض الصحف والمواقع التي تروج لأكاذيب بعيدة تماما عن الصحة،
مشيرا الى ان «الحادث الذي تعرضت له شريهان لم يكن له أية علاقة بأسرة
الرئيس السابق».
وأضاف ان حديثها مع الاعلامي محمود سعد في برنامج «مصر
النهاردة» كان بهدف ان يتركها تتحدث بحرية في مداخلتها في البرنامج، ليس عن
علاء مبارك، بل عن أنس الفقي وزير الاعلام المقال.
وأوضحت شريهان التي كانت احدى نجمات التلفزيون المصري
لسنوات طويلة، ان ترويج اشاعة ارتباطها بعلاء مبارك في هذه الفترة كذب
وافتراء، ومصر الآن اكبر من الحديث عن مثل هذه الأشياء.
وأشار جمال أنور الى ان انتشار تلك الاشاعة بسبب نزولها الى
ميدان التحرير ووقوفها مع الثوار واعلانها مساندتها اياهم، ورغبتها في
التبرع بدمائها للجرحى.
وقال شارحا: أنا مثلا عندما نزلت الى ميدان التحرير، هل لان
أحد من العائلة الحاكمة ضايقني أو لان هناك ثأرا بيني وبينهم؟.. أم من أجل
ايماني بالثورة ومستقبل أولادي وأحوال البلد.
وأضاف أنور: الحديث عن ان نزولها الى التحرير بدافع ثأري من
عائلة الرئيس السابق، يقلل «ويتفّه» من أهمية نزولها، فقد شاركت في الثورة
مثلها مثل أيه مواطنة مصرية، وتحدث بحرقة أيضا للسبب ذاته.
وتساءل: لم نزلت الملايين للمظاهرات في الثورة المصرية؟
الوجود ثأر شخصي مع النظام؟ أم للمشاركة في ثورة شبابية شعبية من أجل مصر.
وتحدث جمال أنور عن شريهان قائلا: انها عندما تريد ان تتحدث
عن شيء تتحدث عنه بصراحة ووضوح ودون خجل أو خوف.
في الميدان
ويكتب الناقد حسام عبدالهادي في مجلة روز اليوسف بعنوان
شاهد على علاقة علاء وشريهان وكان ذلك بعد القبض على مبارك وولديه علاء
وجمال في سجن طره على ذمة قضايا عديدة.
ويشير الى انه احد ثلاثة يعرفون أسرار حياتها وأولهم جمال
أنور سكرتيرها والثانية صفية «اللبيسة».. وخاصة ان شريهان ظهرت في الفترة
نفسها التي بدأ فيها رحلته الصحافية ويؤكد على وجود علاقة الحب بين شريهان
وعلاء وسمع بنفسه اتصالات عاطفية بين الاثنين وشاهد هدايا علاء الى شيري من
التفاح الاميركاني والجاتوة.. وفي جراب حسام الكثير!
النهار الكويتية في
04/08/2013 |
