حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

التوك شو تبحث عن انفرادات فى غرف الشات

حاتم جمال الدين

الحياة فيس بوك.. هكذا تبدو الصورة من خلال البرامج والقنوات التى انطلقت بعد ثورة 25 يناير، والتى أصبحت تستخدم مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر وغيرها كمصدر للمعلومات والمواد الفيلمية والأخبار أحيانا، ولكن كان للاعتماد على ما تنشره تلك المواقع سبب فى الزج ببرامج توك شو مهمة ومذيعين لهم أسماؤهم فى معارك جانبية.

منها الانتقادات التى تعرض لها المذيع يسرى فودة بعد أن استضاف فى برنامجه «آخر كلام» على قناة Ontv سلمى الصاوى الفتاة التى نشرت فى صفحتها على الفيس بوك قصة عن اختطافها والتحقيق معها فى مباحث أمن الدولة بمدينة 6 أكتوبر، ورأى البعض أن الفتاة لم تستطع إثبات أى من تفاصيل روايتها، وأنه كان ينبغى على فودة التحقق من حقيقة القصة قبل عرضها وإشغال الرأى العام بها إلى أقصى درجة بعد أن تحركت الحكومة بأكملها لبحث قضية الفتاة المختطفة، وعلى رأسها الدكتور عصام شرف والذى حرص على مقابلة الفتاة بنفسه وسماع تفاصيل روايتها.

كذلك شهدت الساحة الفضائيات أزمة أخرى بعد أن أذاعت الإعلامية هالة سرحان فى برنامجها «ناس بوك» على قناة روتانا مصرية لقطات من فيلم وثائقى عن الثورة المصرية يحمل اسم «الميدان» دون الإشارة لمصدره أو مخرجه مازن سعيد، وهو ما دفع الثانى لاتهام هالة وبرنامجها بالسطو على حقوقه الأدبية والمادية، بينما خصصت هى جزء من حلقة تالية للهجوم على صاحب «الميدان»...

تلك الوقائع تدفعنا للتساؤل عن مدى إمكانية الاعتماد على المواقع الالكترونية كمصدر للمعلومة والخبر أو الفكرة، وهل لدينا قيم للتعامل محددة مع المواد الواردة عبر الانترنت؟، وهل هناك معايير لتنقيها وتوثيقها قبل طرحها كحقيقة واقعة على عبر برامج لها مساحة كبيرة من المصداقية لدى المشاهد؟.

تجيب الدكتورة جيلان حمزة أستاذ الإذاعة والتليفزيـون بكليـة الإعـلام بجامـــعة القاهرة بقولها: «لا يمكن اعتبار الأخبار الواردة عبر مواقع التواصل الاجتماعى معلومة أولى لبناء فكرة أو موضوع حلقة تليفزيونية، ولكن يجب على معد البرنامج أن يتعامل مع كل ما يأتى عبر الشبكة الانترنت باعتبارها مجرد معلومات أو دردشة يجب توثيقها والبحث عن مدى مصداقيتها، لأنه لا ينبغى أن يبنى حلقة برنامجه على قصة وهمية، يمكن لأى شخص أن يكذبها أو يطعن عليها».

وشددت جيلان حمزة على أهمية الاعتماد على العنصر البشرى بشكل أساسى فى التقصى، والتواصل مع المصادر والبحث عن الجديد عندهم، وقالت إن تفوق البرنامج يكمن فى الوصول لانفراد بمعلومة جديدة وحقيقية.

ووصفت اعتماد البرامج الفضائيات على تويتر والفيس بوك بأنه نوع من الاستسهال، مؤكدة أن هذه القصص الوهمية ستكون بمثابة سرطان يأكل مصداقية البرامج والقنوات مع تكرارها أكثر من مرة.

الدكتورة أمل خطاب أستاذ الصحافة الالكترونية بكلية الإعلام ترى أن التعامل مع الانترنت هو لغة المستقبل، ولكن يجب أن نحدد مدى مصداقية ما يتم بثه عبر الشبكة، والتأكد من نوايا وأغراض من يقوم بتحميل هذه الأخبار والمعلومات، ويجب أن نعلم بأن هناك مواقع يمكن الاعتماد عليها مثل البوابات الرسمية للوزارات والهيئات ومواقع الصحف التى لها أصول ورقية، وغيرها من المواقع التى يعرف عنها التدقيق فى المعلومات التى ينشرها.

وأكدت أمل خطاب ضرورة التزام مقدم البرنامج بالإشارة إلى مصدر الخبر أو المعلومة التى يقدمها فى برنامجه، فيما أبدت موافقتها على فكرة تقديم حلقات تتقصى الحقيقة فى قصة ما يطرحها شخص على شبكة الانترنت، خاصة وإن كانت تلك القصة من شأنها إثارة حالة من البلبة وإثارة الرأى العام، مشيرة للحلقة التى استضاف فيها يسرى فودة الفتاة التى نشرت قصة عن اختطاف الأمن لها، والتى استطاعت إخماد ثورة اشتعلت على الانترنت حول هذه الواقعة.

وعلقت بأن كشف الحقائق جزء أساسى من دور الإعلام، وأن مثل هذه المكاشفات مع الوقت ستشعر مستخدمى الانترنت بالمسئولية تجاه ما ينشروه من معلومات وقصص وموضوعات موضوعات على صفحاتهم.

ومن جانبه يرى الإعلامى حسن حامد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق أن حالة الثورة التى نعيشها حاليا، واندفاع الناس نحو الحرية، وانفتاحهم على الإعلام الجديد الذى يمثله الفيس بوك وتويتر، جعل الكثيرين يقضون وقتهم على شبكة الانترنت ويتبادلون الأحاديث التى والآراء ويتناقلون الأخبار كما يسمعونها فى الشارع دون تدقيق أو تعليق أو نسبها لمصدر.

وقال: «عندما يعتمد الإعلامى على مثل هذه الدردشات كأخبار، أو معلومات يبنى عليها حلقات برنامجه يكون قد وقع فى خطأ مهنى فادح».

ويؤكد حامد أن الاعتماد على المنهج الكلاسيكى فى التعامل مع المصادر الرسمية، أو الأشخاص المرتبطة بشكل مباشر بالقضية المطروحة فى البرنامج هو الحل النموذجى لتجنب هذه المشاكل التى تضر بمصداقية البرامج، خاصة فى تلك المرحلة حتى يتعود الناس على استخدام وسائل التواصل والتعبير عن الرأى بشكل مسئول ومنضبط.

المذيعة دينا عبدالرحمن مقدمة «صباح دريم» على قناة دريم تقول: «استخدام الفيس بوك فى برنامجنا محسوب، وموظف فى نطاق التواصل مع المشاهدين وتلقى تعليقاتهم على موضوع الحلقة، ولكننا لا ننقل أخبار تصلنا عبر مشاركاتهم، وحتى فى حالة الاستغاثات التى تصلنا بشأن موضوع يخص منطقة ما نقوم بالاتصال بمصادر لنا فى تلك المنطقة لنتأكد من حقيقة الموضوع قبل إذاعة أى شىء عنه».

وأضافت دينا أن الاعتماد على البوابات الالكترونية للصحف فى برنامجها يكون فى أضيق نطاق، وذلك فيما يخص الأحداث التى تقع فى وقت متأخر بعد إصدار الطبعات الثانية والثالثة للصحف».

وأكدت أن المعلومات التى يتم استخراجها من المواقع يقوم فريق الإعداد مراجعتها أكثر من مرة لتنقيتها من أى معلومة مشكوك فيها، لأنها ترى فى مثل هذه المعلومات غير الدقيقة خطر على مصداقية برنامجها، وثقة المشاهد التى بناها البرنامج فى سنوات.

الشروق المصرية في

09/07/2011

 

عبدالرحمن رشاد:

طالبنا المهدى بموجة إف إم وقناة تليفزيونية باسم (صوت العرب)

إيناس عبدالله 

صوت العرب الشبكة التى عرفت لسنوات طويلة بأنها صوت الثورات العربية والتى كانت وليدة ثورة يوليو احتفلت منذ أيام بعيدها الـ58 مع عهد جديد من الثورات العربية، لكنها ورغم تاريخها الحافل لم تستطع مجاراة الأحداث وتركت الساحة للقنوات الإخبارية العربية لتحمل صوت الثورات العربية فى الألفية الجديدة.. ماذا حدث لصوت العرب؟ وهل انتهى عهدها؟ أسئلة جديدة توجهنا بها إلى الإذاعى عبدالرحمن رشاد رئيس شبكة صوت العرب والذى بدأ حديثه قائلا: «أجاب أبناء قناة الجزيرة أنفسهم على هذه التساؤلات الذين أكدوا أنهم تعلموا من إعلاميى صوت العرب وتشبهوا بأدائهم فى التغطية الإخبارية وطريقة التعامل مع الأخبار وتباهوا أنهم من خريجى مدرسة صوت العرب التى كانت لها السبق فى التعامل مع هذه الأحداث لكن ما حدث حاليا هو نتاج 35 عاما من إغفال الدور المصرى فى المنطقة العربية وانسحب ذلك على كل المجالات.

وأضاف: «تمنينا بعد اندلاع ثورة 25 يناير أن نستعيد أمجادنا ولكن كيف يحدث هذا ونحن نعانى من موجة ضعيفة لا تصل إلى كل المناطق المصرية ونفس الحال مع الدول العربية وطلبنا ضرورة أن تبث الشبكة عبر الأقمار الصناعية ثم يتم استقبال الموجة من محطات أرضية بالدول العربية ولكن هذا لم يحدث فطالبنا أن يقام لصوت العرب محطات إرسال على الحدود الغربية والشرقية ولكن هذا لم يحدث أيضا فاضطررنا أن نغطى الأحداث ولو على استحياء، واستعنا بشبكة مراسلينا فى كل المناطق الساخنة مثل سوريا واليمين وليبيا والبحرين ونقلنا الأحداث عن قرب وأذاعنا برامج جديدة تواكبها، ومنها «يوميات الوطن العربى» والمخصص لتغطية الثورات العربية و«شباب عرب أون لاين» الذى يتناول اتصال الشباب العربى عبر الانترنت، وهى محاولات لا ترضى طموحاتنا لكننا لن نقف مكتوفى الأيدى تجاه ما يحدث».

وقال رشاد: «انتهزنا فرصة وجود اللواء طارق مهدى عضو مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون معنا فى احتفالية صوت العرب بعيد ميلادها وطلبنا منه توفير موجة إف إم داخل القاهرة الكبرى أسوة بالمحطات الأخرى وبالفعل رحب وهو ما دفعنا لطرح مطلب آخر نراه أكثر أهمية لهذه المرحلة المهمة وهى إنشاء محطة جديدة تليفزيونية باسم صوت العرب تكون لها استقلاليتها كاملة، خاصة وأننا فى عصر تتفوق فيه الصورة على الصوت، وأكدنا له أن لدينا كوادر من جميع المراحل العمرية وشبكة من العلاقات القوية بالمنطقة العربية من المحيط إلى الخليج تساعدنا فى التواصل الشديد مع أشقائنا العرب، لاستعادة دورنا فى المنطقة وتمنحنا القوة فى مواجهة القنوات الإخبارية مثل الجزيرة والعربية، وذكرنا اللواء المهدى بالكلمة التى قالها الرئيس عبدالناصر فى مجلس الأمة حينما ابدى بعض أعضاء المجلس تذمرهم من سياسة صوت العرب التى قد تختلف مع سياسة مصر وتسبب حرجا مع الحكام العرب الذين شعروا أن إذاعة صوت العرب تساند الشعوب ضد حكامها فقال عبدالناصر انه رغم اختلافه كثيرا مع الإذاعى احمد سعيد رئيس صوت العرب فى هذا الوقت لكنه يرى أن سعيد يقوم بالدور الحقيقى لهذه الإذاعة ويخدم رسالتها كمحطة للشعوب العربية وليست للحكام وهو نفس الشعار الذى نريد أن نرفعه فى القناة التى نتمنى إنشاءها.

وأعرب رشاد عن أمله فى أن يفكر فى هذا الاقتراح لأنه بالفعل يستحق الدراسة خاصة أن إذاعة صوت العرب هى وليدة ثورة يوليو ونتمنى أن تكون القناة وليدة ثورة يناير.

الشروق المصرية في

09/07/2011

 

برامج الـ توك شو… بين التحدّي بهدف التجديد والهروب إلى الاستنساخ

كشف مستوى المقدّم وبوابة شهرة للفنان المبتدئ

كتب: أحمد عبد المحسن  

تختلف آراء الفنانين حول أهمية البرامج الحوارية ونوعيّتها وعلاقة الفنان بها، إلا أنهم يجمعون على ضرورة أن تكون هادفة وبعيدة عن السطحية وتجلب فائدة للمشاهد وتناقش قضايا مهمة   لا أن تكون مجرد حشو كلام لملء ساعات البث الفضائي.

عبير الجندي 

تعتبر الممثلة عبير الجندي أن البرامج الحوارية، عموماً، مفيدة سواء بالنسبة إلى الفنان أو غيره، خصوصاً تلك التي تطرح مواضيع تهمّ الناس وتناقش قضاياهم، لا سيما إذا استضافت اختصاصيين يبدون آراءهم من محاور عدة ويساهمون في إيجاد حلّ لها.

تضيف الجندي: «يجب أن تتوافر حدود في طرح القضايا ومعالجتها وألا تتعدى الخطوط الحمر، ويجب الأخذ في الاعتبار أن المشاهد ينتمي إلى فئات مختلفة: أطفال وشباب وشيوخ… وخدش الحياء مرفوض تماماً».

ترى الجندي ضرورة أن يكون الحوار مع الفنان الواعي المثقّف، لأنه يمثل جيلاً كاملاً من المعجبين والشباب، «لذا على الفنان تثقيف نفسه، لترتفع شعبيته وكي لا يقع في ورطة حين يطرح المقدّم عليه سؤالاً من العيار الثقيل، فيخسر بسببها شعبيته وتظهر افتقاره إلى الثقافة العامة. في المقابل، يجب أن يتمتّع مقدم البرامج بثقافة عالية ليجاري الضيف ويمنحه فرصة التحدث والتعبير عن الرأي، لكن للأسف نرى كثيراً من معدي البرامج لا يليقون بحجم الفنان وتاريخه الحافل».

من الرائع تقديم موضوع جريء مع فنان أو غيره، برأي الجندي،  لكن يجب ألا يتعدى الأمر ليصل إلى الوقاحة، لذا تتمنى أن يكفّ العرب عن استنساخ البرامج الغربية وأن يبتكروا أفكاراً جديدة تجاري مجتمعاتنا.

إسماعيل الراشد

يلاحظ الممثل إسماعيل الراشد أن بعض البرامج الحوارية يعتمد على المجاملات لذا يفقد أهميته لدى المشاهد،يقول: «برامج الحوارات مع الفنان ظاهرة إيجابية، لكن بعضها مملّ بسبب المجاملات التي يتبادلها الضيف والمقدّم وتكون فارغة من أي معنى. في المقابل يبتعد فنانون كثر عن المجاملة ويعتمدون الحقيقة في حديثهم  فتكون هذه اللقاءات هي الأجمل والأبرز».

يرى الراشد أن البرامج الحوارية تفيد الفنان المبتدئ أكثر من الفنان المتمرّس لأنها تكون عاملاً لظهوره على الشاشة وتعريف الناس به ومحطة انطلاقة له وفرصة ذهبية.

غادة يوسف

توضح المذيعة الشابة غادة يوسف أن البرامج الحوارية تتمحور حول ناحيتين مختلفتين: الأولى إثارة قضايا لم يتمّ التطرّق إليها على الساحة الفنية أو أخرى يجهلها المتابع ويمكن أن يطلع عليها بصورة واضحة أكثر، عندها يكسب البرنامج نسبة مشاهدة عالية.

الثانية يمكن أن تبرز المذيع لنتعرف إليه شخصياً وما إذا كان متمرّساً في فن الحوار أو مذيعاً مبتدئاً لا يجيد سوى قراءة الأسئلة وطرحها على الفنان, ويمكن للمذيع المتمرّس أن يثير هذه الحوارات من خلال إتقانه فن الحوار مع الفنانين.

نواف النجم

يرى الممثل الشاب نواف النجم أن «البرامج الحوارية تفيد عادة الفنان، لكن ثمة برامج يكون الإعداد فيها ضعيفاً وركيكاً، وتتكرر الأسئلة نفسها للفنان ويعرف المشاهد الإجابة مسبقاً، وأخرى راقية يستغلّ فيها المعدّ فرصة وجود الفنان ليطرح عليه أسئلة منوعة ويمكن للفنان أن يعرض جديده من خلالها والتواصل أكثر مع جمهوره».

يضيف النجم أن هذه البرامج تشكل دفعاً للفنان المبتدئ، فهو أكثر حاجة إليها من غيره من الفنانين، إذ يستطيع إبراز شخصيته الفنية للمشاهدين والمتابعين والتعريف بنشاطه وأعماله الفنية، وتشكل هذه البرامج بوابة الشهرة له والانطلاق في عالم الفن.

الجريدة الكويتية في

09/07/2011

 

تُخمة وحيرة والسلاح الوحيد… الـ ريموت كونترول

كتب: القاهرة – فايزة هنداوي  

تعتمد القنوات في مصر، سواء القديمة أو الجديدة التي تزدحم بها الساحة الإعلامية، على البرامج الحوارية أو «التوك شو» لدرجة أن البعض يقدم أكثر من برنامج حواري في اليوم مثل: «أون تي في»، «سي بي أس»، «الحياة»، «دريم»…

إلى أي مدى تلقى هذه البرنامج القبول من المشاهد؟ ألم يحن الوقت بعد ليملّ منها بعد سياسة الاستنساخ والاستسهال التي تسيطر على بعضها؟

يرى معتز الدمرداش أن المشاهد، إذا لم يجد اختلافاً في نوعية البرامج الحوارية المقدّمة فسيصيبه الملل وسيعزف عن مشاهدتها، هنا يكمن التحدي، برأيه، ولن يستمر سوى البرنامج الذي يقدّم مواضيع جديدة وضيوفاً مختلفين، مشيراً إلى أن الناس يعشقون البساطة بعيداً عن التعقيد الذي يتحدّث به البعض.
من جهته، لا يعتبر محمود سعد أن ثمة ضرراً في تعدّد البرامج الحوارية، لأن ذلك يتيح، برأيه، فرصة للمشاهدين للاختيار بينها بما يتوافق مع رغباتهم، «خصوصاً أن لكل برنامج طبيعة تختلف عن الآخر من حيث نوعية المواضيع وطبيعة مناقشتها» على حدّ تعبيره.

«أجدع ناس»

يوضح الممثل أشرف عبد الباقي، الذي بدأ التجهيز لتقديم برنامج حواري بعنوان «أجدع ناس»، أن الناس ملوا من مشاهدة نوعية البرامج نفسها، لذا اختار برنامجاً مختلفاً يستضيف فيه أناساً بسطاء يساهمون في تنمية المجتمع بدلاً من «متشدّقي» القنوات الذين يتحدثون في المواضيع نفسها.

بدوره، قرر أحمد العسيلي تقديم برنامجه من الشارع ليكون مختلفاً عما يقدمه الآخرون وليشعر المشاهدون أن البرنامج جزء منهم ولا يتعالى عليهم، ويتجنب تكرار المواضيع والضيوف الذين استنزفتهم الشاشات.
ستفقد البرامج الحوارية مشاهديها مع الوقت، في رأي الكاتب سلامة أحمد سلامة، لأنها تكون موجّهة، غالباً، ولا تتوخى الصدق بل تخدم هدفاً معيناً، مثل إرضاء تيار ما أو جهة معينة.

تعطّش إلى المعرفة

يشير صفوت العالم، أستاذ الإعلام في جامعة القاهرة، إلى أن كثرة البرامج الحوارية ظاهرة صحية، لأنها تعطي فرصة للتنوّع، لكنه يلاحظ أن ثمة استسهالاً من معدّي هذه البرامج إذ يستضيفون الضيوف أنفسهم، «ثمة ضيوف يخرجون من ستوديو ليدخلوا آخر ويتحدثون في الموضوع نفسه، من الطبيعي في هذه الحال أن يصاب المشاهد بالملل ويستعين بـ{الريموت كونترول» لتغيير هذه القنوات».

لا يعترض العالم على طرح قضايا مهمة ومناقشتها، إلا أن هذا لا يعني عدم التنوّع، «إلى جانب هذه المواضيع المهمة يمكن اختيار أخرى قد تبدو بسيطة إلا أنها تحظى باهتمام نسبة كبيرة من المشاهدين الذين يبحثون عن كل ما هو جديد عسى أن يقدّم لهم ما ينتظرونه، وفي حال لم يجدوا ضالتهم يبحثون عن برامج أخرى».

بدورها، ترى الدكتورة ماغي الحلواني، العميد السابق لكلية الإعلام في جامعة القاهرة، أن انتشار البرامج الحوارية في هذه الفترة منطقي ومرتبط بالحراك السياسي والاجتماعي الذي يشهده المجتمع، ثم يقبل المشاهد، برأيها، على مثل هذه البرامج ولا يملّها، لتعطّشه إلى المعرفة التي نمت مع اندلاع ثورة 25 يناير، «لذا نجد كثيراً من البسطاء الذين  يجهلون أموراً سياسية شتى، يتعطّشون الى معرفة المقصود بالدستور أو الدولة المدنية وغيرها من التعابير التي ترددت بكثرة إبان ثورة 25 يناير وبعدها».

تضيف الحلواني أن شرط نجاح هذه البرامج هو البساطة والصدق والموضوعية، «فالمشاهد ذكي وينصرف عن البرنامج إذا شعر بأنه موجّه لخدمة أي هدف غير توعيته».

تعدّد النوعيّات

يوضح أحمد عبد العظيم، مذيع في الفضائية المصرية، أنه مع تعدّد القنوات لا بد من أن تتعدد نوعيات البرامج، مشيراً إلى أن البرامج الحوارية ليست وحدها التي يجب أن تتسيّد الساحة، فثمة برامج فنية وأخرى رياضية واجتماعية، «تعمل كل قناة 24 ساعة وعليها أن تبحث عن برامج ومواد إعلامية لملء هذه الساعات، فكما لا تخلو قناة من برنامج حواري يجب ألا تخلو من برامج عن المرأة أو المطبخ أو الطفل أو غيرها أيضاً».

يضيف عبد العظيم: «هذا التنوّع في خدمة المشاهد وليس ضده ولا يمكن لبرنامج أن يفرض نفسه عليه، لذلك نجد برامج تنتهي أو تغيّر معديها أو مقدّميها بحثاً عن النجاح ولإرضاء المشاهد».

الجريدة الكويتية في

09/07/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)