في الفترة الأخيرة فرضت دراما السيرة الذاتية نفسها علي الساحة
الفنية، ولم
تلقي الضوء علي مشاهير الفن والثقافة والعلم الذين
رحلوا عن دنيانا فقط، بل تعرضت الدراما للمشاهير من الأحياء أيضا ويبدو ذلك
واضحا في مسلسل »الشحرورة«
الذي يستعرض سيرة المطربة صباح.
ومن أهم ما يميز دراما السيرة الذاتية في هذه المرحلة التنوع بين
شخصيات لامعة في مجالات عديدة..
فهناك العالم الكبير مصطفي مشرفة والشاعر
الفلسطيني الكبير محمود درويش..
والريان
.
ولكن يبدو أن دراما السيرة الذاتية هي الفرس المثير للجدل هذا موسم
، بعد أن تسبب أكثر من مسلسل ينتمي لتلك النوعية في اثارة الجدل
والانتقادات حوله، وكانت البداية مع مسلسل »الشحرورة«
الذي نجح حتي الآن في احتلال صدارة أكثر من استفتاء حول المسلسلات الأكثر
مشاهدة، ولكنه مع ذلك لم يسلم من الانتقادات والاعتراضات التي أخذت عليه
بسبب وقوعه في مغالطات وأخطاء كبري.
فبعد عرض الحلقات الأولي منه انطلقت العديد من الانتقادات التي تتهم
المسلسل بأنه لا يتحري الدقة والحقيقة في عرض الاحداث،
بعد أن تناقضت مجموعة من أحداث المسلسل مع ما روته الفنانة صباح بنفسها في
أحد البرامج الحوارية.
وقد علقت المخرجة كلودا عقل ابنة شقيقة الشحرورة علي تلك الأخطاء علي
صفحة صباح الرسمية علي الفيسبوك، حيث أكدت أن الكثير من الأحداث ليس لها أي علاقة
بالواقع وهو ما اعتبرته اساءة إلي تاريخ النجمة الكبيرة ورحلتها الفنية.
وأضافت كلودا في نفس السياق إلي أن المسلسل اسقط العديد من التفاصيل
المؤثرة والتي لعبت دورا مهما في نشأة الشحرورة،
كما ابتدع الكاتب احداثا من نسج خياله واستبدل أسماء حقيقية بأسماء أخري
وهو ما يعتبر تزييفا في الحقائق.
كما كتبت أن صباح أعربت لها عن استيائها من كم الأخطاء الذي تتضمنه
الاحداث سواء في الشخصيات المحورية أو الديكور أو حتي الملابس،
وقد تردد أن كارول سماحة بطلة المسلسل أصيبت بحالة من الاحباط بعد علمها
بعدم رضا صباح عن المسلسل وخاصة أنها كانت تتوقع أن يحظي العمل باعجاب
واشادة الشحرورة الأصلية ولكنها صدمت من انتقادها للعمل.
ولم يأتي الهجوم من جانب صباح فقط،
بل كانت هناك جبهة هجوم أخري تمثلت في المطربة الكبيرة فيروز التي رفعت
دعوي قضائية طالبت فيها بايقاف عرض المسلسل لاحتوائه مشاهد تتناولها هي
وزوجها الموسيقار الراحل عاصي الرحباني إلا أنه تم رفض الدعوي.
تشويه وتزييف
مسلسل »الريان«
كان له نصيب أيضا في اثارة الجدل والاثارة حوله بعد ظهور أحمد الريان في
برنامج »الحقيقة« مع الاعلامي وائل الابراشي ليؤكد أن المسلسل شوه صورته
أمام المشاهدين وأمام الرأي العام بعد قيام المؤلف بادخال أحداث ووقائع لا
تمت للحقيقة بصلة وهو ما اعتبره اساءة له ولأسرته ترتب عليها تشويه متعمد
لصورته أمام العامة.
وأعلن انه صدم بعد أن أظهره المسلسل كأحد أعضاء الجماعة الاسلامية وهو
ما يتنافي مع كونه عضو
بجماعة الاخوان المسلمين في بداية حياته،
كما اعترض علي تصوير المسلسل له بانه عميل ــلأمن الدولة ، إلي جانب إظهاره
في صورة المزواج بشكل فج وغير مبرر.
بيان الغضب
اما الممثل السوري فراس إبراهيم
فأعرب عن
غضبه بسبب البيان الذي اصدرته مؤسسة محمود درويش برام الله أكدت فيه
تنصلها من مسلسل »حضرة الغياب«
وقال فراس خلال مداخله تليفزيونية لقناة
BBC
العربية وكان مشاركا فيها
»محمود ابوالهيجان«
أحد مسئولي المؤسسة:
كنت أتمني ان يشاهدوا العمل اولاً قبل ان يهاجموني حيث ان رحلة محمود درويش تبدأ في الحلقة الرابعة،
حيث يستطيع من يريد ان يقيم المسلسل ان يحكم عليه بداية من حلقته الرابعة«.
ورداً
علي ذلك قال الهيجان ان المؤسسة ليست معترضة علي
مبدأ صناعة مسلسل عن حياة »محمود درويش«،
ولكن الاعتراض علي اداء بعض الممثلين للادوار، وخاصة فراس إبراهيم الذي
يجسد شخصية محمود درويش
، وان المؤسسة معترضة كذلك علي الرؤية العامة
للمسلسل، وأكد الهيجان ان المؤسسة التي تم تأسيسها في العام
٨٠٠٢ ليست معترضة وحدها علي مستوي المسلسل ولكن معها عدد كبير من مثقفي
وفناني العالم العربي ممن لم يرضيهم تجسيد حياة احد اعظم الشعراء العرب
بهذه الصورة.
وكانت المؤسسة قد أصدرت بيانا نفت فيه أي علاقة لها بالمسلسل السوري،
»في حضرة الغياب«
او بالاشراف عليه،
وانها تري فيه اساءة للشاعر مصورة بعيداً
عن الهجوم والانتقادات
، تطرح أعمال السيرة
الذاتيه تساؤلاًآخر وهو:
لماذا اتجه صناع الدراما الي التركيز علي هذه النوعية من الأعمال؟! والي أي
مدي أثرت ثورة
٥٢
يناير في اللجوء لهذه النوعية من دراما السير الذاتية؟!
في البداية يتحدث الناقد عصام زكريا عن التغيرات التي أحدثتها
٥٢ يناير ومدي انعكاسها علي تغير الفن وخاصة أعمال السير الذاتية فيقول:
أعتبر الثورة ليست لها أي علاقة بهذا الصدد ولو قارنا ما بين أعمال السيرة
الذاتية في النظام السابق وبين الأعمال بعد الثورة نجد أن معظمها تتناول
شخصيات رحلت عن عالمنا منذ زمن فلم يكن هناك محظورات سياسية بالمعني الدارج
فمسلسل »حسن البنا« مثلا يثير نوعا من الجدل ربما لم يسمح بتناولها في
النظام السابق.
فلا أعتقد أنه سيكون هناك تغيرا ملموسا في أعمال السيرة الذاتية
لدراما هذا العام ولكن ما أتوقعه أن تشير هذه الأعمال للحاضر أو ما حدث بعد
الثورة حتي تتلاءم مع الحدث الحالي.
ممنوع الاقتراب!
تري الناقدة الدكتورة عزة هيكل أن هناك موضوعات
وقضايا لا يمكن التطرق اليها من قريب أو من بعيد في الدراما التليفزيونية
أو السينمائية وخاصة اذا كانت تتعلق بشخصيات مهمة وبارزة، فتؤكد قائلة. »كل
قضية مرتبطة بالمخابرات تحديدا لن يمكن
الاقتراب منها وتناولها في أي عمل فني مهما كانت مساحة الحرية ومهما مرت
سنوات طويلة علي وقوع تلك القضية؛ لأنه ببساطة أي شيء مخابراتي ليس مرتبطا
بنظام ورئيس وقتي وانما مرتبط بالدولة نفسها ولذلك مهما سقطت أنظمة وجاءت
أنظمة أخري فأي شيء مرتبط بالمخابرات سيظل مدفونا في ملفاتها.
وعن وجود أربعة أعمال سير ذاتية في السباق الرمضاني هذا العام أشارت
د.عزة الي الي أن الأوضاع غير المستقرة التي تشهدها حاليا كل من مصر وسوريا
ترتب عليها صعوبة طرح أي قضايا اجتماعية أو سياسية في الأعمال الدرامية
لهذا العام.
وأضافت:
الناس باتت مشغولة بالسياسة كثيرا ولذلك لن تقبل
علي مشاهدة موضوعات اجتماعية وهوما غير خطط صناع الدراما،
كذلك وجدت شركات الانتاج أن تقديم أعمال سياسية بحتة قد يؤدي الي نتائج غير
مأمونة ومن هنا جاءت أعمال السير الذاتية الحل الأمثل في رمضان المقبل
لضمان نجاح عملية التسويق.
مكسب كبير
ونجد الناقدة خيرية البشلاوي تعلق علي أعمال
السيرة الذاتية
قائلة:
يعتبر أي عمل يتناول حياة شخصية عامة من
خلال كونها تمثل قيمة يحتذي بها ومخدومة انتاجيا ودراميا وأعتقد بالتأكيد
ستكون مكسب كبير مثل
المسلسل الذي يتناول حياة العالم
»مصطفي مشرفة« نظرا لأن المخرجة انعام محمد علي التي دائما من خلال أعمالها
تبحث عن الكمال وتحاول بقدر الامكان أن تجمع عناصر العمل الجيد وبالتالي
عندما تتحمل مسئولية عمل تحت قيادتها فهي مدركة تماما ماذا تفعل وماذا تريد
أن توجه للجمهور.
وتعقب البشلاوي حول مدي امكانية تناول تلك الأعمال بعد ما واكب
المجتمع من تغير و استعراض تلك الأعمال لجوانب لربما كانت محرمة في عهد
النظام السابق قائلة:
بالتأكيد الرقابة ستتدخل من خلال تأثرها بالتابوهات بمنع مبدع
الدراما ولا تقتصر المشكلة هنا علي الرقابة فقط وانما بمستوي الانتاج فلا
نجد الجانب الاقتصادي ينعكس علي مستوي الانتاج
.. كما كان في السابق بالقيام بعملية السطو علي ميزانية الانتاج ليأخذها
نجم وحده .
المشكلة في الورثة
أما الناقدة ماجدة موريس فتؤكد أن الساحة الفنية
ستشهد مزيدا من الحريات في تناول مختلف الموضوعات في الأعمال الفنية وخاصة
مع سقوط منظومة أمن الدولة ولكن بالتأكيد ليس بشكل كامل لأنه لن يجوز رفع
الرقابة وفتح الباب علي مصراعيه مائة في المائة في الوقت الحالي؛ مفسرة ذلك
بقولها »لابد أن يشعر الناس بتغيير حقيقي في كل شيء وأن الحرية تسود كل
ملامح حياتنا؛ حينها سنجد أنفسنا نمحو الرقابة والقيود ويكون الوقت مناسبا
ليتباري المؤلفون والسينمائيون في طرح القضايا الشائكة التي لم يكن مسموحا
بالاقتراب منها؛ ولكن بالتأكيد المرحلة تلك مازال أمامها وقتا ليس قصيرا
حتي تتحقق«.
وتري ماجدة أن المشكلة ستكمن حينها في ورثة الشخصية المقدمة في العمل
الفني؛ فجميعنا نعلم أن الورثة يعترضون ويتحفظون دوما علي اظهار الجوانب
السلبية والمواقف الخاصة للشخصية علي الملأ في عمل يشاهده الملايين ولذلك
سيكون الورثة هم العقبة الباقية أمام صناع مسلسلات السير الذاتية.
ومن جانب آخر يقول الناقد حسن عطية
»لا أعتقد أن دراما
السيرة الذاتية تعاني هذا العام من المحاذير نظرا لأنها كانت
معدة قبل قيام الثورة حيث بدأ انتاجها والاتفاق عليها قبل الثورة وبالتالي
لم يطرأ عليها تغيرات كثيرة مع ملاحظة أنه لابد أن نفرق بين هذه الأعمال
التي تتناول نماذج مختلفة باستعراض حياة عالم بمسلسل »مصطفي مشرفة«
للمخرجة انعام محمد علي كشخصية علمية لعبت دورا هاما بالمجتمع المصري
وترتبط بما هو مطروح حاليا علي الساحة بينما نجد نموذج آخر مختلف يتناول
حياة فنانة ومطربة جميلة بمسلسل »الشحرورة«
لصباح ومغامراتها مع الرجال وكذلك هناك
نموذج ثالث »الريان«
الشخصية التي اشتهرت بالإهتمام بالجمع بين
قضايا المال والنساء.
ويشير عطية لو أردنا تصنيف عمل محمود درويش بالتأكيد سينضم الي نفس
قيمة عمل مصطفي مشرفة نظرا لقيمته الابداعية الذي لعب دورا هاما بمجال
السياسة والقضية الفلسطينية وقضايا العرب.
أخبار النجوم المصرية في
11/08/2011
حضرة المتهم .. ضابط
تحقيق : ريزان العربا
وي
لم تكن علاقة المواطن بجهاز الأمن ورجال الشرطة علي ما يرام حتي بعد
الثورة..
هذه العلاقة استحوذت علي اهتمام صناع الدراما لهذا العام فشكلت
عاملاً مشتركاً
بين العديد من الأعمال الدرامية فجاءت إما شخصية
محورية في العمل أو تم الاكتفاء بإلقاء الضوء عليها ولكن كان الغالب الأعم
النموذج السلبي لضابط الشرطة أو النموذج الذي عهدناه دائماً.
لم يغب ضابط الشرطة عن أحداث مسلسل
»شارع عبدالعزيز لمؤلفه أسامة نورالدين والذي يقوم ببطولته عمرو سعد وعلا
غانم وهنا شيحة وتتناول أحداثه العشوائيات وما يحدث فيها من جرائم مختلفة..
أما مسلسل »آدم«
فقد جمع بين النموذجين الايجابي والسلبي لضابط الشرطة أو إن صح القول لضابط
أمن الدولة.. فجسد ماجد المصري من خلال شخصية »سيف الحديدي«
الشر والجبروت المعهود عن ضابط أمن الدولة وعن هذا الدور علق المصري
قائلا.. هذه الشخصية ستفجر العديد من المفاجآت مع تتابع الأحداث والتي تعكس
الواقع المصري قبل الثورة.. ومع سيف سينكشف الستار عن أمور كثيرة كانت تدار
خلف أسوار أمن الدولة وتابع.. السياق الدرامي للعمل تطلب بلورة هذه الشخصية
في إطار الشر فظهر وكأنه النموذج المتسلط والشرير في أعين الناس إلا أنه في
حقيقة الأمر ليس شريراً ولكن طبيعة عمله التي تفرض عليه الجمود والحزم
طيلة الوقت هي التي تعكس ذلك الشر..
ومن وجهه نظري أري أن ضباط الشرطة لابد وأن يتحلوا بصفة الحزم والشدة
فإن لم يكونوا كذلك سيفلت زمام الامور من أيدهم..
فإسمه ضابط ومسئوليته
الضبط..
ونحن نطرح من خلال العمل نموذجاً
معيناً فليس جميع الضباط أشرار وليس جميعهم مثاليين والفن ليس به مجاملة
فلن يضطر أي مؤلف أن يوجه فكره في طريق معين حتي يحسن من الصورة التي دمرت
علي مدار سنين طوال إلا إذا تطلب السياق الدرامي ذلك..
وأعتقد أن الثقة بين رجال الشرطة والمواطن العادي موجودة فلديهم خططهم
الكفيلة لإرجاع المياه إلي مجاريها..
نموذج مختلف
نفس العمل قدم النقيض للنموذج السابق لضابط
أمن الدولة المتسلط ولعب الدور أحمد زاهر من خلال شخصية الضابط »هشام
أبوالمكارم«
وهو ضابط ملتزم أخلاقياً
متحكم في انفعالاته وعن هذه الشخصية تحدث زاهر قائلا.. مسألة التطرق
لشخصيتين متضادتين لضابط أمن الدولة في عمل واحد مسألة مقصودة لإبراز
الجوانب السلبية والايجابية
فهذه المهنة مثلها كأي مهنة أخري تحمل الجيد
والخبيث فليس كل الضباط أشرار وليس كل الضباط أصحاب مثل عليا وهذه الشخصية
استقيت بعض جوانبها من أصدقائي الذين يعملون في هذا المجال فأخذت جانباً
معيناً من كل واحد وحاولت توظيفها مع الشخصية التي رسمها المؤلف أحمد
أبوزيد.. والشخصية جسدت كما كتبت تماما قبل الثورة ولم يتم أي اضافات لها
بقصد تحسين صورة الضابط التي اهتزت بعد الثورة إلا أنها أي -
الثورة
- أعطتنا مساحة أكبر من الجرأة مكنتنا من ذكر بعض الجمل والعبارات التي
كانت تعد خطاً أحمر في العهد السابق..
ويتابع..
لا أنكر شدة تحمسي للدور بعد أحداث يناير والتي
وضعت جميع الضباط في سلة واحدة ففقدنا الثقة بهم..
هذه الاحداث جعلتني أتعاطف مع شخصيتي أكثر وزادت من مسئوليتي تجاهها بالرغم
من شدة ضيقي وكرهي لهؤلاء الذين قتلوا إخوتنا وأولادنا فكان منهم المجبر
علي ذلك والذي خاف من بطش رئيسه فعساكر الأمن المركزي مسيرين وليسوا مخيرين
وهو ما يذكرني بفيلم »البريء« فهذه النماذج موجودة بالفعل وأنا هنا لا أعطي
مبررات لما حدث علي الإطلاق ولكنها رسالة أريد أن تصل للناس فنحن نعيش في
مجتمع به الشريف واللص وبعد الثورة لا أعتقد أن تعم المثالية علي الجميع
فسيظل النموذجان لأنها هي الحياة كذلك ونحن بشر ولسنا ملائكة.
عداء وكراهية
ضابط الشرطة لعب دورا أساسيا أيضا في
مسلسل »المواطن إكس« الذي تدور أحداثه حول شاب يموت في حادث علي الطريق
وبحوزته مواد مخدرة ومع تتابع الحلقات يتم حل لغز موته هل مات متهما
بالاتجار بالمخدرات أم أنه ضحية والتهمة ملفقة وهل الجناة هم ضباط الشرطة
بالفعل..
ويتابع التحقيق في القضية الضابط شريف الذي
يجسده اياد نصار وعن هذه الشخصية يقول مؤلف العمل محمد ناير..
الجميل في هذا الدور أنه يظهر أمام الناس بعباءة الضابط العنيف الصارم ولكن
فجأة ومع تطور الأحداث سنكشف عن جانب آخر
في شخصيته.. فهو رجل صارم أثناء التحقيق ومزاولة مهنتة وعندما يشعر أن هناك
من يكذب ويتحايل عليه وله شخصية أخري مختلفة تماما عندما يتفاعل انسانيا
فهناك تحول درامي في الشخصية سنلمسه مع تطور الأحداث وسيأخذ شكلا ايجابيا..
وبصراحة اياد استطاع أن يخدم الشخصية
باضافة بعض التفاصيل في الحركات وطريقة الكلام والانفعالات مما اثقل منها
وزاد من عمقها..
وهي مسألة لم تزعجني علي الاطلاق فالفن عموما سواء سينما أو
دراما أو مسرح هو عمل جماعي فأنا أضع الأساس أو العضم الاساسي للعمل
والممثل من الممكن أن يزيد بعض التفاصيل من وجهة نظره بعد عرضها علي المؤلف
أو المخرج وقد تكون صائبة أو غير ذلك فأنا لا استطيع أن احجم من أحد وفي النهاية كله ينصب لصالح
العمل.
وبالنسبة لتوتر العلاقة بين المواطن وضابط الشرطة مؤخرا وهل سيزيد
التركيز علي الجوانب السلبية للضابط من حدة هذا التوتر أم لا أجاب قائلا:
عندما تحدد موعد عرض المسلسل تم حريق مسرح البالون ففكرت في هذا السؤال وأن
الناس لا تريد أن تتذكر مساويء هذا الجهاز إلا أنني توصلت إلي يقين بأن
الشعب المصري واع ويعلم أن منهم الجيد والمتسلط ولابد أن يكون هناك تبادل
في الموضوعات بين النموذجين فلم اتراجع أو حتي أضيف بعض التعديلات علي
العمل بل تم تنفيذه كما كتب منذ شهر أغسطس ٠١٠٢.
وعلي فكرة أي ضابط خاصة عندما يكون في سن اياد أو الضابط شريف يشعر
بنوع من السلطة والقوة وبداخله دوافع انتقامية تحركه وهو أحد
عيوب النظام السابق التي للأسف جعلتها صفة لدي معظمهم.
عمل أخر شهدنا من خلاله تركيزاً
علي النموذج السلبي لرجال الشرطة وهو مسلسل »دوران شبرا«
لمؤلفه عمرو الدالي الذي يقول:
العلاقة بين ضابط الشرطة والمواطن العادي علاقة
غير شرعية يشوبها العداء والكراهية منذ قديم الأزل من وجهة
نظري وعندما أدخلت هذه العناصر في العمل كان ضمن السياق الدرامي له
فحدوتة.. ناصر وعزة.. أو هيثم أحمد زكي وحورية مرتبطة برجال الأمن والشرطة
فهم جزء لا يتجزأ من القصة لان ناصر مسجل خطر..
ولم يكن المقصود اللعب علي الوترالمشدود أو استغلال التوتر
الذي اشتعل فتيلة بين الطرفين -
الشعب والشرطة-
مؤخرا لزيادة الاحتقان بالعكس فأنا أعكس واقعاً
ملموساً..
حتي بعد الثورة وبعد محاولات البعض لاستعادة الثقة المفقودة والعمل علي
تحسين صورتهم لم أشعر بأي تغير أو تحسن بل زادت الفوضي وهم السبب الأساسي
لها.. أنا لست متحاملا عليهم
فقد يكون من بينهم ضباط شرفاء لكن عن نفسي لم أرهم حتي الآن
واذا قمت بتوظيف النموذج الجيد لهم في أي عمل فني بعد ذلك فلا أعتقد أنه
سيكون نموذجا من واقع الحياة بل سيكون نابعا من مخيلتي الخاصة ولن
يكون بهدف تحسين صورتهم فذلك ضد مبدئي في الحياة وقد يلجأ بعض المؤلفين إلي
ذلك ولكن إن حدث فلن يكون في مصلحة الثورة.
وأعتذر ستفقد قيمتها وهويتها وبدل من أن
نخطوا خطوات إلي الامام سنعود إلي الخلف..
بإستثناء أن نلمس بالفعل هذا التغير في سلوكهم ومنهجهم وتطبيقهم للقانون..
ويضيف الدالي قائلاً..
تركيز بعض الاعمال الدرامية علي رجال
الشرطة هو نابع من مساحة الحرية التي منحتنا اياها الثورة فتوفرت لدي
صناعها قماشة عريضة لرسم هذه الشخصيات دون حدود بأبعاد نفسية واجتماعية
وسياسية مختلفة فطالما تمنينا أن تتوافر حرية الابداع وأن تلغي كل الخطوط
الحمراء خاصة فيما يتعلق برئيس الدولة وعائلته والوزراء والمسئولين والضباط
وبالنسبة لمسلسل
»دوران شبرا« فقد خدمته الثورة في هذه المسألة فالعمل كتب قبل قيامها بـ ٧
أشهر وتعرض لمقص الرقيب حيث إنه يحوي أكثر من خط درامي حمل العديد من
الخطوط الحمراء.. فقبل الثورة حذفت بعض المشاهد منها ما دار حول قبول أحد
أمناء الشرطة للرشوة من المواطن لتيسير أوراقه فرفض المشهد من قبل الرقابة
كذلك مشاهد ضمت جمل وعبارات معينة خاصة بين المسلم والمسيحي أو التطرق
لانحراف في شخصيات معينة ولكن بعد الثورة عادت هذه المشاهد طبعاً بعد المراجعة مع الرقابة والتي أجازتها..
ضرر للدراما
أما الناقدة عزة هيكل فهي ضد هذا التركيز
الدرامي في تناول رجال الشرطة وتري أنه ضرر للدراما وليس في صالحها وتقول -
كان هناك نوعاً من استغلال النفوذ والسلطة من قبل الجهاز الامني فخلق نوعاً
من الثأرية والعداوة بينهم وبين المواطن فالوضع لم يتحسن عن ذي قبل
والعلاقة لاتزال في أوج توترها وأعتقد أن كمية عن التركيز في هذه المنطقة
سيزيد من اتساع الفجوة خاصة بعد دخولها في الدراما بعد أن كانت تستحوذ علي
اهتمام صناع السينما..
فالتغيير بالنسبة لضابط الأمن والشرطة بعد الثورة لم يكن للاحسن فقبل
ذلك كانوا ضد المختلفين معهم سياسياً..
فالجهاز الأمني مقسم إلي جنائي واجتماعي وسياسي بالنسبة للقسم الاجتماعي
فدوره مغيب تماماً أما الجنائي فهو يتعامل في المقام الأول مع المجرمين
والسياسي يتعامل مع أصحاب المواقف والآراء السياسية التي كانت ضد السلطة
أما الآن فلم يعد هناك تفرقة وزادت العداوة وكأنه يعاقب المواطن ويقول له
خذ حقك بيدك..
وتضيف هيكل قائلة:..
للأسف الشديد فقد خيم الحزن والكآبة واليأس
علي معظم الأعمال الدرامية هذا العام وكنت أتمني أن تكون اكثر إشراقة
فالثورة من المفترض أن تكون مفرحة ولكن تشابهت الأعمال في تناولها لمعاناة
الانسان المصري لدرجة أن أربعة مسلسلات تقريباً كانت بدايتها الموت وفكرة التركيز زادت في إبراز
بعض القطاعات في المجتمع المصري منها حالة العشوائيات والتردي الاقتصادي
ودور السلطة في الحياة الاجتماعية متمثلة في الجهاز الامني وإلقاء الضوء
علي الجانب السلبي مع غياب العدالة وظهور المواطن المقهور وأري أنه ليس إصلاحاً
للمجتمع ولكنه مغازلة للشارع المصري والسباحة مع التيار وليس ضده لترسيخ
بعض المفاهيم الثورية التي انطلقت مؤخراً.
أخبار النجوم المصرية في
11/08/2011
ميدان التحرير يضع نجوم الدراما في خطر
تحقيق : تهاني
عيد
هل تخطف ثورة يناير الأضواء من نجوم رمضان؟!
سؤال فرضته الأحداث المتلاحقة المطروحة علي الساحة خاصة بعد ارتفاع نسبة
المهتمين بالأمور السياسية في ظل حدث تاريخي فوق العادة.
انشغال المواطنين في الوقت الحالي يتركز في شئون البلاد ووقت وكيفية
استقرارها، فهم إما مشغولون بها من خلال تواجدهم في قلب الحدث
»ميدان التحرير«
أو الميادين الأخري بالاعتصامات والوقفات الاحتجاجية أو
مشغولون بمتابعة ما يحدث من خلال الشاشة وهم من يطلق عليهم
»الأغلبية الصامتة«، فهل تجد دراما رمضان مكاناً
علي أجندة المشاهد، أم أن تداعيات الثورة قادرة علي سحب البساط؟ وهل يعد نزول النجوم هذا
العام وسط هذا الزخم السياسي مخاطرة ومجازفة وبالتالي يصبح الغائبون هم
المحظوظون أم العكس؟!
أسئلة كثيرة فرضتها حالة الاهتمام البالغ
بنشرات الأخبار وبرامج التوك شو لدي جمهور الشاشة والتي قد تضع نجوم رمضان
في مأزق، ويجيب عنها مجموعة من المنتجين والنقاد خلال السطور التالية ممن
تباينت آرائهم ما بين مؤيد ومعارض..
فماذا قالوا؟!
الناقد كمال رمزي يؤكد أن الفيلم المثير الذي نعيشه حالياً
أهم من أي دراما ويقول:
من المؤكد أن الأوضاع السياسية والتداعيات السريعة وتلاحق
الأحداث قادرة علي سحب البساط من الشاشة خاصة أن الفيلم المثير الواقعي
الذي نعيشه هو أقوي درامياً
من أي مسلسل..
فمن يميل للمسلسلات ذات الطابع الملحمي يجدها في أحداث اليمن، ومن يعشق
دراما التشويق يبحث عنها في مصر وبالتالي يقل الاهتمام بالمسلسلات إلا إذا
استقرت الأوضاع السياسية حينئذ تكون المسألة مرتبطة بقدرة كل مسلسل علي جذب
الجمهور، وبعيداً عن جودة المضمون فيشترط أن يكون صناعة جيدة،
فن أولاً ومعه القضية التي يطرحها.
أهمية الخبر
المنتج أحمد الجابري يتفق مع رمزي في الرأي إلي حد كبير،
ولكنه يري صعوبة في الإجابة علي سؤال إذا ما كان نجوم الدراما في خطر،
ويقول: رغم صعوبة الإجابة عن السؤال لكن فيه شيء من الحقيقة، إذ أن هناك
خطراً بالفعل علي النجوم خاصة أن الناس مهتمة جداً
بما يحدث وتحديداً بالأحداث المثيرة مثل محاكمة مبارك
، هناك من سيتابع مسلسلات،
فالعمل الجيد يفرض نفسه ورغم ذلك فإنني أري أن
نسبة المشاهدة ستكون ضئيلة مع الاستعداد للانتخابات والأحداث الطارئة التي
تقع بين الحين والحين، إلا إذا رجحت كفة الأصوات التي تنادي بهدنة ميدان التحرير.
ويواصل الجابري:
أتصور أنه سيحدث تأثراً
ملحوظاً خاصة مع حالة عدم الاستقرار التي نعيشها، فالمواطن يريد أن يعرف
»رايحين علي فين؟«
وبالتالي فمتابعة الأخبار تعد أكثر أهمية،
وأكبر دليل علي توقع أو ترجيح حدوث تأثير سلبي علي نجوم الدراما هو انسحاب
بعض الأعمال التي خشي صناعها عليها من الظلم.
نجوم جدد
وعلي النقيض ينفي المنتج إسماعيل كتكت وجود أية مخاطرة علي الإطلاق
ويقول:
بالعكس هذا العام سيشهد ميلاد نجوم جدد في رمضان هم شباب
٥٢ يناير، وسيكون هناك أصول لمرحلة سابقة من الفن من حيث الشكل والمضمون،
فالموضوعات ستكون أرقي.
وعن
غياب بعض النجوم يقول كتكت:
بصراحة أعتقد أن ذلك أفضل فنحن منذ ثمانية أعوام تقريباً نري الوجوه في
رمضان كل عام مكررة لا تتغير، وهو ما يصيبني بالحزن أحياناً،
وعموماً نسبة المشاهدة للدراما لا تقل برؤيتي الخاصة،
فشهر رمضان ذو طبيعة مختلفة تماماً.
ولكن هل ثورة يناير أضافت أم أخذت من شاشة هذا العام؟ يقول
كتكت:
أنا أقصد أن ثورة يناير أعادت الأمور إلي نصابها فلم يعد هناك
النجم الأوحد الذي يسخِّر كل عناصر العمل لخدمة نجوميته ولم يعد هناك
السيناريو التفصيل علي مقاس نجم بعينه ولن نسمح له بعد اليوم بالتحكم فينا
كمنتجين خاصة أنه كان وضع شاذ وبالتالي نجد هذا العام موضوعات شبابية جداً
مثل مسلسلات »إيد واحدة« و»دوران شبرا« وغيرهما.. إضافة إلي أن الموضوعات
المطروحة كلها شبابية وهادفة واستطاعت أن تزيل الترهل الدرامي الذي كان
يتناسب فقط مع المرحلة السابقة، فكانت بمثابة المكواة الحديدية القديمة التي لها
فعل السحر علي الملابس.
حالة ملل
ورغم اختلاف المنتج جمال العدل في وجهة النظر مع احتمالية تأثير
الظروف السياسية الراهنة علي مشاهدة أعمال رمضان إلا أن له مبرر يري أنه
منطقي ويقول:
بالطبع أحداث الثورة مهمة جداً
جداً، ولكن أيضاً برامج التوك شو الكثيرة التي ازدحمت بها الشاشة خلال
الفترة الماضية نتج عنها تشبع المشاهد إلي حد الملل، وبالتالي فالجميع ينتظر شاشة رمضان لتلقي شيء مختلف وهو بالطبع
الدراما، إلا إذا وقعت أحداث عارضة جسيمة مثل حادث العباسية مثلاً.
ولكن بهذا المعني هل يعد الغائبون هم المحظوظون أم العكس؟ سؤال يجيب
عنه العدل قائلاً:
بالعكس تماماً
فالمتواجدون هم المحظوظون ويكفي أنهم حرصوا علي التواجد في ظل الأزمة
الإنتاجية فكل من شارك بالتأليف أو الإخراج أو التمثيل لم يحصل علي نفس
الأجور المتعارف عليها في الأعوام الماضية، ولكن التواجد في حد ذاته مكسب.
يقول العدل:
يا جماعة الناس محتاجة جرعة دراما
»زهقنا خلاص« وأعتقد أن جمعة كذا أو وقفة كذا لم تعد بنفس الأهمية السابقة
ولن تؤثر علي مشاهدة الأعمال الدرامية إلا في حالة حدث مهم مثل محاكمة حسني
مبارك أو غيرها.
خطوة إيجابية
وتتفق في الرأي تقريباً
مع العدل الناقدة ماجدة موريس، وتقول:
بالطبع لا فالأحداث السياسية مهما كانت لن تؤثر
علي دراما رمضان،
لأن جمهور المسلسلات موجود في كل
وقت خاصة ممن لا يقدرون علي نزول ميدان التحرير مثل ربات البيوت وكبار السن
والأطفال، وهم شريحة لا يستهان بها وتمثل نسبة كبيرة من المشاهدة.
وعن نجوم رمضان وما إذا كان نزولهم مجازفة والغائبون هم المحظوظون أو
العكس تقول ماجدة موريس:
بالطبع لا أعتبر نزولهم مجازفة،
فالعمل شيء ضروري ومهم للإنسان والفنان تحديداً
في كل وقت وأي ظروف.. أما النجوم الذين تغيبوا هذا العام فهذا شيء عادي
جداً، بالعكس أعتقد أنها خطوة إيجابية خاصة أننا كنا نشكو من وجود بعضهم كل
عام يفرضون أنفسهم علي المشاهد .
أخبار النجوم المصرية في
11/08/2011 |