في حوارٍ مع "إيلاف"، تحدَّثت الفنانة اللبنانيَّة، ماغي بو غصن، عن
دورها في مسلسل "آخر خبر" الذي يلقى الكثير من ردود الأفعال الإيجابيَّة،
وأملها في الدراما اللبنانيَّة، وأبرز مشاريعها المقبلة.
بيروت: لعبت الممثلة اللبنانيَّة، ماغي بو غصن، العديد من أدوار
البطولة في لبنان وسوريا ومصر والخليج، ونالت الكثير من الجوائز عن أعمالها
وأدوارها التَّمثيليَّة، عرفت بدايةً من خلال صوتها، لكنَّها لم تحترف
الغناء، درست التَّمثيل وخاضت غماره، عرفت في الدراما السوريَّة لفترةٍ
طويلةٍ، فظنها المشاهدون دمشقية الأصل، إلَّا أنَّها سجَّلت أخيرًا حضورًا
لافتًا في الدراما اللبنانيَّة في عددٍ من الأدوار الكوميديَّة،
وآخرها شخصيَّة "سوسن" في مسلسل "آخر خبر" الرمضاني.
وفي حوارٍ لـ"إيلاف"، تحدَّثت ماغي عن دورها في المسلسل الذي يستقطب
نسبة مشاهدةٍ مهمَّةٍ، وأبرز ثنائيًّا كوميديًّا جديدًا، يلقى إعجاب
المشاهدين، كما تطرَّقت لوضع الدراما اللبنانيَّة، وكشفت عن مشاريعها
المقبلة.
·
أخبرينا عن التَّطورات الَّتي
سيشهدها المسلسل خلال الحلقات المقبلة، وما رأيك بالشَّخصيَّة الَّتي
تقدمينها؟
شخصيَّة "سوسن" تشهبني، فأنا أنثى ولكن مشاغبة في الوقت عينه، أمَّا
المسلسل فسيشهد تطورات عديدة، سنبقى نتنكَّر بشخصيَّات معيَّنة لكشف بعض
القصص والحقائق حولها، قصَّة الحب بين "بوب" و"سوسن" ستشهد مدّ وجزر، كما
ستبرز خيوط جديدة كعلاقة أمِّه مع زهير رمضان.
·
ما قصَّة الإعلانات الَّتي
إنتشرت لك على الطرقات والَّتي قيل أنَّها أزعجت البعض من فريق العمل؟
بصراحة لم تصلني إعتراضات، ولا أستطيع القول أنَّ هناك إنزعاج من أحدٍ
معيَّنٍ، فوسام صبَّاغ بطل العمل إتصل بي وهنأني، والإعلانات كانت عبارة عن
مفاجأة من زوجي لي.
·
قدَّمت بدايةً العديد من الأدوار
الدراميَّة، والآن نراك بارزة في الكوميدي، أين ترين نفسك أكثر؟
أجد نفسي في الكوميدي والدراما، ولكن ردَّة فعل النَّاس كانت أقوى
وأجمل على الكوميدي، وأحببت ذلك.
·
كيف تصفين تجربتك مع وسام
صبَّاغ، خصوصًا أنَّ الكثيرين أثنوا على أدائكم معًا؟
وجدت أنَّ هناك إنسجامًا بيني وبينه أثناء التَّصوير، فأنا أحبه كممثل
كوميدي قبل عملي معه، وأحببت تجربة التَّمثيل معه، والحمدالله جاء النقد
إيجابيًّا.
·
ما رأيك بالتطور الدرامي الحاصل
على السَّاحة اللبنانيَّة، وما الفرق بين الدراما المحليَّة والعربيَّة
الَّتي عملت بها أيضًا؟
اليوم لم يعد هناك فرق بين الدراما اللبنانيَّة والعربيَّة، لأنَّها
تشهد تطورًا كبيرًا من ناحية الإنتاج والكتابة والتَّمثيل، وأبرز دليل على
ذلك مسلسل "باب إدريس" الذي يعرض حاليًا، ويستقطب نسبة مشاهدة عالية، وأجمع
عليه النقَّاد، فهو عمل فني كامل ومتكامل بجميع عناصره.
·
ماذا تحضرين من جديد؟
هناك مسلسل جديد يحمل عنوان "أوبرج" من كتابة هيام أبو شديد، وإنتاج
مروى غروب، يجري التفاوض عليه الآن.
·
كلمة أخيرة
أطلب من الله أنّْ يقدِّم لنا على قدر ما نستحق، وأنّْ نلاقي إستحسان
الجمهور ونكون عند حسن ظنِّه، وأنّْ نكمل بهذه المسيرة.
إيلاف في
12/08/2011
نيكول سابا:
أمتلك موهبة تساعدني علي تجسيد أي
شخصية
الهام عبدالرحمن
النجمة اللبنانية نيكول سابا تنافس بقوة في دراما رمضان بدورها الجديد
في مسلسل "نور
مريم" الذي تقوم فيه بدور طبيبة أطفال وتتعرض لخطف ابنتها.. ويشاركها
البطولة
ياسر جلال. يوسف الشريف. جيهان فاضل. كارولين خليل. والإخراج لإبراهيم
الشوادفي.
تقول نيكول : اي دور مهما كانت طبيعته اعمل له حساب وأشعر بالخوف وهنا
أنا بطلة المسلسل. والدور ثقيل من الناحية الفنية فأنا زوجة وأم لطفلة تصبح
مراهقة.
وأيضا طبيبة أطفال وهي شخصية سوف تدخل قلوب
الناس.
وتضيف: اعتبر "مريم" فيها تحد
بالنسبة لي أمام الجمهور لأنهم اعتادوا ان يروني كفتاة روشة
شقية من خلال الكليبات
التي اغنيها. لكن في مسلسل "نور مريم" المسألة مختلفة تماماً فليست كل
الممثلات
قادرات علي تجسيد دور الأمر فالبعض يتخوف ان هذه الشخصية سوف تبعدهم عن
نوعيات أخري
من الأدوار. لكن معي الأم مختلف. لأنني في سن استطيع آداء دور الجامعية
والفتاة
التي تحب. وليس معني ظهوري علي الشاشة كأم انني لم اعد أنثي
وانني عجزت بالعكس كثير
من الفتيات يتزوجن في سن صغيرة وينجبن مبكراً وهذا ما حدث لمريم في
المسلسل.
أوضحت: انها تقدم صورة جديدة للطبيبة فهي امرأة جميلة تهتم بأناقتها
وفي نفس الوقت حريصة علي التفوق في عملها وانا ضد ان تظهر بعض المهن علي
الشاشة
بإهمال في المظهر أو الجمال لأن الواقع ان هناك طبيبات
ومهندسات جميلات
فعلاً.
عن قيامها بالغناء لأول مرة للأطفال في المسلسل تقول:اقدم 4 أغان
كلمات
محمد بهاء الدين ألحان محمد يحيي. وكل أغنية لها مكانها في الاحداث فطبيعي
ان تغني
الأم لطفلتها قبل النوم. أو تغني معها في رحلة الملاهي. وهذه المخرجة
شجعتني علي
التفكير في اصدار ألبوم للأطفال. لأنهم محور الكون كله. فالأهل
كل ما يشعلهم هو
راحة الأطفال وإرضاؤهم.
عن الأقاويل التي ترددت كثيراً بأنها تسببت في توقف
تصوير المسلسل بسبب أجرها قالت: هذا الكلام غير حقيقي. كنت مرتبطة بتطوير
مسلسل في
بيروت وتوقف تصوير "نور مريم" بسبب احداث ثورة يناير. وجاء موعد تصوير
المسلسل
اللبناني وكان لزاماً عليّ السفر لتنفيذ العقد. ولم يكن لدي الجهة المنتجة
"لنور
مريم" سيولة مالية لعمل أوردرات لاستكمال التصوير.
عن السينما والجديد لدينا
اشارات: ان السينما الآن تمر بظروف صعبة. والافضل ان تنتظر
لعيد الفطر ومدي اقبال
الناس علي دور العرض خاصة ان الموضوعات في المرحلة القادمة ستكون سياسية
أكثر. وأنا
كمواطنة لبنانية وعربية اتابع ما يجري علي الساحة رغم انني في فترات سابقة
لم أكن
اهتم بالسياسة لكني الآن أكثر اهتماماً ومتابعة وأتمني
الاستقرار والحرية لكل
بلادنا العربية.
عن الغناء والحفلات تقول:
احييت حفلات كثيرة في الفترة
الأخيرة. وذهبت لمدن ازرها من قبل في مصر مثل بني سويف.
المنصورة. طنطا. وسعيدة
جداً بتجاوب الجمهور معي في كل حفلاتي وهذا يجعلني اسعر بالاندماج معهم
أكثر. وشعرت
انهم يحبونني خاصة ان المناسبات الغنائية في هذه المدن ليست كبيرة.
عن موافقتها
علي تقديم برامج وهي الموضة السائدة حالياً قالت: عرضت عليّ برامج كثيرة
وكلها لا
تخرج عن فكرة استضافة الفنانين والتحاور معهم. وهي نماذج قديمة ومعروفة.
أنا أتمني
تقديم برنامج يناسب شخصيتي وطريقتي التي اعتاد عليها الجمهور
واحبها.
المساء المصرية في
12/08/2011
نجوم القائمة السوداء تكسب في رمضان!!
معركة الفضائيات اشتعلت في الجولة الأولى
القاهرة: طارق الشناوي
العدد الضخم من القنوات التلفزيونية التي قصت شريط الافتتاح قبل رمضان
بأيام قلائل، صارت واحدة من الأسلحة الاستراتيجية في معركة «الثوار
والفلول» تستطيع أن تلمح في تفاصيل عشرات من البرامج الرمضانية أننا بصدد
فريقين، فمهما تعددت الأسماء فالمعركة مشتعلة.
لم تكتف القنوات الخاصة التي كانت تمارس نشاطها قبل ثورة 25 يناير
بأداء دور المتفرج، وليس معنى ذلك أن تلك القنوات الخاصة التي كانت جزءا من
النظام أو تلعب على يسار النظام المصري السابق توقفت عن الوجود، إنها حاضرة
أيضا بقوة ولكن القنوات الجديدة التي انطلقت بعد الثورة هي التي فرضت علينا
التساؤل حول رؤوس الأموال المتدفقة التي تغذي هذه القنوات فهي تثير علامات
استفهام حول التمويل السخي في وقت يتقلص فيه العائد الإعلاني وأصبح حجم
التورتة الإعلانية محدودا، ولا يسمح بالمزيد من تقسيم هذا العائد، إلا أن
اللهاث لإنشاء قنوات تلفزيونية جديدة مستمر ودائما سوف تكتشف وجهات نظر
متناقضة تطرح عن الثورة وزمن «مبارك».. تعددت الأسئلة وتصاعدت علامات
الاستفهام حول تمويل عدد كبير من هذه القنوات.. هل ظهورها في هذا التوقيت
يحمل الإجابة عن الدور الذي تلعبه أم أن انتهاء القيود التي كان يفرضها
نظام «مبارك» في الماضي سقطت فانفتحت شهية أصحاب رؤوس الأموال في الاستثمار
الفضائي.. هل أصحاب المليارات سواء الذين يقيمون الآن في سجن طرة أو الذين
تمكنوا من «تستيف» أوراقهم ولا يزالون أحرارا طلقاء في مصر أو فروا خارج
الحدود قبل أن تطالهم يد العدالة هل هؤلاء ليسوا ضالعين ولو حتى من وراء
ستار لتعضيد تلك القنوات لتبرئة ساحتهم والتأثير على الرأي العام ليتقبل
منطقا جديدا في التصدي للإدانة الشعبية التي أصدرتها الجماهير ضد رموز
العهد البائد ليصبح الأمر مجرد سوء تقدير لدى الثورة والثوار.. لن نستطيع
أن نجزم بشيء إلا أن الأمر بالفعل يدعو للريبة التي انعكست بطبعها على
العديد من هذه البرامج.
سوف تكتشف وأنت تتابع البرامج تكرارا لمثل هذه التعبيرات التي صارت من
فرط استخدامها «كليشيهات» أنا كنت مع الثورة ولكني ضد الفوضى، أنا بكيت على
مبارك لأني إنسان وكل الذي طلبه من الناس أن تنتظره بضعة أشهر حتى يتم تجنب
الفوضى، الرجل لم يطلب أكثر من ذلك.. وسوف يؤكد هؤلاء أنهم مع الثورة بل هم
ثوريون أبا عن جد.. نعم ليس فقط الفنانون بل السياسيون أيضا شاركوا في نفس
اللعبة الكل صار مناضلا.. أتذكر فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق وهو لاعب
أساسي في نظام مبارك على مدى ربع قرن بعد أقل من شهر على الثورة كان يتبرأ
من كل العصر بل ويعدد مواقفه التي اعترض فيها على مبارك والتوريث.. محامي
مبارك فريد الديب هو القائل في أحد أحاديثه التلفزيونية إن مبارك كان أول
من أيد الثورة.
رمضان هو الملعب الأساسي الآن لهذه البرامج التي سوف تمتد إلى باقي
شهور العام وكأنها بمثابة جولة فضائية لثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام
مبارك وأطاحت أيضا بمصداقية العديد من النجوم، إلا أن هذه البرامج تحولت
إلى وسيلة لكسب العيش ولإكساب هذه الوجوه «نيولوك» سياسي لتغيير الملامح
والأفكار والقناعات.. أغلب النجوم باتوا فجأة يتنكرون لكل ما صدر عنهم في
الماضي إنهم يراهنون على أن الناس لديها ذاكرة الأسماك التي تنسى بعد أقل
من الفيمتو ثانية.
تستطيع أن ترى برامج رمضان على هذا النحو نجم يبكي تارة ويستعطف
الجمهور تارة أخرى لا يدري إذا دافع عن مبارك هل يعتبر في هذه الحالة
مدافعا أيضا عن الفساد ولهذا يفصل زيد عن عبيد يقر بأن هناك فسادا ولكن
مبارك آخر من يعلم وإذا كان هو متهم فإنه رجل كبير طاعن في العمر يستحق
الشفقة وليس الهجوم والتشفي.. وصارت تُردد كثيرا على ألسنة العديدين سلاح
الأجندة الأجنبية يبايعون الثورة، ولكنهم يضيفون أن هناك أجندة أجنبية رغم
أن هذا كان هو سلاح النظام البائد لإجهاض الثورة.. ما الذي يعني أغلب
النجوم؟ الشيء المؤكد أنهم فجأة اكتشفوا أن هناك مسافة بينهم وبين الجماهير
ربما كانت بعض الناس تتسامح معهم في دعمهم لمبارك ولأسرته والتوريث قبل
الثورة لإحساسهم أنهم مثلهم يخشون بطش السلطة ولكنهم لن يسامحوهم لو أنهم
استمرءوا الكذب وتنكروا لأقوالهم السابقة والمسجلة على «اليوتيوب».. الناس
تعرف من هم المقربون لمبارك ومن هم الذين لعبوا أدوارا من أجل التمهيد
لابنه وريثا في الحكم ولكن الفنان خاصة النجم يدرك أن البقاء داخل دائرة
الجذب الجماهيري لن يتحقق إلا إذا تم برضاء الجماهير، والناس غاضبة منهم،
إذا قالوا إنهم كانوا مع الثورة أصبحوا منافقين وإذا قالوا إنهم مع مبارك
رفضتهم الأغلبية فماذا يفعلون.. أمسكوا العصا من المنتصف واستعانوا بالخطة
رقم اثنين وهي أنهم مع الثورة وضد الفوضى.
يسرا مثلا وهي من نجمات تلك البرامج نظرا لأنها احتلت مكانة خاصة داخل
دائرة أعداء الثورة في القائمة السوداء.. كانت يسرا حريصة على أن تبرئ
ساحتها سريعا في أعقاب الثورة وتشارك في فيلم روائي قصير يدعم الثورة وهي
أول نجمة من جيلها تفعل ذلك، حيث شاركت في بطولة فيلم روائي قصير عنوانه
«داخلي خارجي» إخراج يسري نصر الله وعرض بين عشرة أفلام قصيرة في مهرجان
«كان» تحت اسم «18 يوما» وهو يؤيد الثورة.. قدمت يسرا هذا الدور حتى تضمن
ألا تصنف على قائمة العهد البائد وهي مثل الكثيرين تراهن على أن الناس لن
يتذكروا أنها كانت من دعائم النظام السابق، بل هي مثلا كانت على رأس قائمة
النجوم الذين أعلنوا مقاطعتهم للجزائر بعد موقعة «أم درمان» قبل أقل من
عامين لمجرد إحساسهم أن هذا كان هو الموقف الرسمي لعائلة الرئيس. قادت يسرا
الفنانين الغاضبين وهم يقفون تحت سفح الهرم رافعين العلم المصري احتجاجا
على الجزائر كل ذلك لإرضاء بيت الرئيس السابق.. كانت يسرا هي بمثابة قناة
الاتصال بين الفنانين وبيت مبارك.. الفنان الذي كانت لديه شكوى كان يحرص أن
تصل شكواه عن طريق يسرا لحلها، فهي الأقرب للعائلة التي كانت تحكم مصر
ولهذا بقدر ما أعلنت تأييدها للثورة لم تنس التحذير من الأجندة الأجنبية
لتقسيم العالم العربي.
ليلى علوي حالة أخرى محسوبة بقوة على عهد مبارك بسبب صلة النسب لأنها
متزوجة من شقيق والد «خديجة» زوجة «جمال».. كانت ليلى مثل يسرا تتبنى مواقف
النظام ووقفت بجوارها تحت سفح الهرم متظاهرة ضد كل ما هو جزائري في تلك
الغضبة التي تحولت إلى اختبار لتحديد مواقف النجوم ومدى ولائهم لبيت مبارك
في البرامج التي تدعى إليها تطلب التسامح مع مبارك ولا تنسى أن تذكر بعض
إنجازاته.. رهان «ليلى» على وجودها داخل الدائرة الفنية يجعلها تمسك دائما
بالحل السحري وهي ارحموا عزيز قوم ذل مع التأييد للثورة.
الإعلاميون أيضا جزء من نفس اللعبة وهكذا كانت الفرصة مهيأة لدى مفيد
فوزي وتامر أمين.. فهم في القفص باعتبارهم نماذج من الإعلاميين الذين
نافقوا السلطة، إلا أن الجميع يؤكدون أنهم ليسوا منافقين وكانوا يذكرون
الحقيقة بل إنهم يستشهدون بأنهم كانوا ينتقدون بين الحين والآخر الحكومة مع
اعترافهم بالتزامهم بالخط الأحمر وهو عائلة الرئيس.. هناك من يصر على
التلويح بأن كل الإعلاميين كانوا «في الهوا سوا» وأنه ليس الوحيد الذي نافق
مبارك ولكن الجميع كان ينتظر الفرصة للنفاق إلا أن الفرصة لم تأت لبعضهم..
أشهر شخصية عوقبت بضراوة بسبب مواقفها المعادية للثورة ورغم ذلك فإنه نجم
هذه البرامج هو طلعت زكريا؛ لأنه الوحيد الذي التقى مع مبارك بين الفنانين
منفردا لمدة تجاوزت الساعتين قبل رحيله عن الحكم بنحو ثلاثة أشهر.. طلعت لم
يكن مدركا في البداية خطورة قرار المقاطعة إلا أنه بعد سقوط فيلمه «الفيل
في المنديل» وتبرؤ الشركة المنتجة من موقفه قبل عرض الفيلم في إعلان نشرته
أدرك، لم يكن «طلعت» يدرك تلك القوة التي يملكها الناس ولكنه اكتشف ذلك
عمليا أيضا في التلفزيون بعد استبعاده من المسلسل الرمضاني «جوز ماما» إلا
أنه وجد في برامج التلفزيون وعلى مختلف القنوات فرصة العمر للمكسب المادي
الذي يسعى إليه، وأيضا للوجود مع الناس وكانت تصاحبه في كل مرة دموعه على
مبارك.. هل كان يبكي على مبارك أم يبكي على نفسه.. لو تذكرت التصريحات التي
خرج بها بعد لقائه مبارك وكيف أنها رفعته درجات بين كل النجوم حيث اتفق معه
على إعادة عيد الفن وكلفه بالتنسيق مع وزير الثقافة.. حكى لمبارك عن فيلمه
الجديد بعد «طباخ الرئيس» وقال إنه سوف يواصل الجزء الثاني منه ولن تستطع
الرقابة أن تتصدى لأفكاره لأن مبارك يدعم خطواته.. اعتقد «طلعت» أنه أصبح
هو فنان النظام وفجأة انهار النظام فهو يبكي أولا على حاله إلا أنه بدأ
يضيف وقائع جديدة في الحوار بينه وبين مبارك تبدو لي أنه يختلقها للدفاع
عنه مثل أن مبارك قال له إن دخله الشهري يصل إلى 15 ألف جنيه مصري ولمدة 30
عاما وكأنه يريد أن يبرر ثروة مبارك لأن نفس هذه المعلومة ذكرها فريد الديب
محامي مبارك في أحد البرامج.
الفضائيات ببرامجها المشوبة بالسياسة بل ومذيعوها مثل «بسمة» التي
تقدم برنامج عنوانه «من أنتم» على قناة «القاهرة والناس» كانت «بسمة» وجها
معارضا للنظام وشاركت في الثورة، .. وأتصور أن هذه البرامج حتى تلك التي
تمسك العصا من المنتصف لن تستمر هكذا للأبد سوف تضطر مع الزمن لإظهار الوجه
الحقيقي لها وساعتها سوف يعلو صوت رأس المال.
الفضائيات هي ساحة المعركة الحالية يكفي أن نذكر مثلا أن السلطة
المصرية منعت مؤخرا من البث على النايل سات 15 فضائية أطلقها معمر القذافي
لتأييده وليس من المستبعد أن فلول الثورة أصحاب المليارات المنهوبة يضخون
بعض تلك المليارات في معركة الفضاء ليستعيدوا جزءا من مواقعهم على الأرض..
ما شاهدناه حتى الآن هو فقط الجولة الأولى.
الشرق الأوسط في
12/08/2011
مسلسلات السيرة الذاتية لم تعد تحظى بمشاهدة كبيرة
النقاد اعتبروا أن العديد منها افتقد الوعي
الدرامي وتسبب في تشويه شخصية البطل
القاهرة: نسرين الزيات
شهدت الساحة الدرامية التلفزيونية خلال الآونة الأخيرة عرض العديد من
المسلسلات التي تتناول السيرة الذاتية لبعض الشخصيات المشهورة من فنانين
وكتاب وشعراء ورجال أعمال معروفين لدى أغلب الناس، إلا أن العديد من نقاد
الدراما والسينمائيين يرون أن هذه النوعية من المسلسلات لم تعد كسابق
عهدها، تحظى باهتمام ومشاهدة كبيرة، وأرجع النقاد الذين استطلعت رأيهم
«الشرق الأوسط» السبب إلى أن العديد من هذه المسلسلات يفتقر إلى الوعي
الدرامي، وتقوم على السرعة في الإنتاج، على حساب الكيف والقيمة الفنية، مما
يؤدي إلى تشويه الشخصية في العمل الدرامي، مؤكدين أن بعض المسلسلات التي
تختص بالسيرة الذاتية وتعرض الآن، تطاردها الدعوات القضائية لوقف عرضها.
ويشهد شهر رمضان حاليا عرض العديد من مسلسلات السيرة الذاتية، لعل
أبرزها مسلسل «الشحرورة»، الذي يتناول قصة حياة والمشوار الفني للفنانة
صباح منذ طفولتها حتى وقتنا هذا، ومسلسل «الريان» الذي يعرض مشوار حياة رجل
الأعمال أحمد الريان، الذي انتشرت مشروعاته الناجحة في مصر وانتهى به
المطاف إلى السجن وخسارة كل ما يملك، بالإضافة إلى مسلسلات أخرى تسير على
نفس النهج الدرامي.
إلا أن النقاد أوضحوا أن مسلسلي «رجل لهذا الزمن» الذي تناول قصة حياة
أول عالم نووي مصري، الدكتور علي مصطفى مشرفة، عالم الفيزياء الشهير، أول
عميد لكلية العلوم، ومسلسل «عابد كرمان» الذي يدور حول الجاسوسية بين مصر
وإسرائيل، تمكنا من النجاة من مفرمة ومصيدة تشويه تاريخ هذه الشخصيات، حيث
يعرضان الشخصية بما يتقارب مع حياتها الأصلية.
وحول ما إذا كانت مسلسلات السيرة الذاتية تشويها أم تكريما للشخصية،
قال الكاتب السيناريست وحيد حامد، الذي له سابقة في تقديم مسلسلات السيرة
الذاتية حيث قدم مسلسل «الجماعة» الذي تناول فيه حياة الشيخ حسن البنا مؤسس
جماعة الإخوان المسلمين، قائلا: على الكاتب أو الفنان أو المخرج الذي يتصدى
لعمل يحمل سيرة ذاتية لشخصية سياسية أو أدبية أو غيرها، أن يتحلى بصفتين
«الأمانة والشجاعة المطلقة»، موضحا أنه دائما ما يرغب أنصار كل شخصية في
إظهارها «بأبهى صورة ودون أخطاء» وبالتالي، يجب أن لا يتم تجميل الشخصية
بأي شكل، طالما قررنا طرحها في عمل درامي، والأهم هو الالتزام بالحقيقة،
وجدية البحث. ويؤكد حامد، أنه لم يتابع بشكل دائم مسلسلات السيرة الذاتية
التي تعرض حاليا، مثل «الشحرورة» و«في حضرة الغياب»، فقد شاهد أجزاء من
الحلقات الأولى ووجدها ضعيفة من الناحية الفنية وركيكة ومتواضعة.
وأكد حامد أنه خلال تجربته في مسلسل «الجماعة» قام بالالتزام بالحقائق
التاريخية، مشيرا إلى أنه لا يصح تقديم أي حقائق مغلوطة وذلك لأن هناك
أجيالا جديدة لا يعرفون شيئا عن هذه الشخصيات التي تقدم في أعمال سواء
تلفزيونية أو سينمائية، لافتا إلى خطورة الدراما في الوقت الحالي.
أما الناقد عصام زكريا، فيرى أن معظم هذى الأعمال ضعيفة في الكتابة
والتصوير والإخراج وحتى في التمثيل، فهي تسجل الواقع من دون دراما حقيقية،
بالإضافة إلى تصوير التاريخ القديم مقابل عدم الالتزام بكل تفاصيل مرحلته
في ذلك الوقت. ويؤكد زكريا أن أحد الأسباب الهامة التي تضعف مسلسلات
الشخصيات المعروفة، هو عدم تعود مجتمعنا على تقبل الحقيقة، موضحا أنه إذا
قمنا بعمل بمقارنة بسيطة مع فيلم «الحياة وردية» الذي تناول حياة المغنية
الفرنسية الشهيرة إديث بياف، سنرى الهوة العميقة بيننا وبينهم، وهذا من
المساوئ المجتمعية والعقلية، التي لا تجعلنا نرى الواقع كما هو.. مشيرا إلى
أن مسلسل «أسمهان» الذي عرض في رمضان قبل الماضي وتناول قصة حياة مطربة
الزمن الجميل أسمهان، كان من أفضل مسلسلات السيرة الذاتية، فعلى الرغم من
الضغوط والشروط التي فرضها آل «الأطرش» على صناع المسلسل، فإن المسلسل تحرر
إلى حد ما من فكرة التصوير المثالي للشخصية. وعما إذا كانت هذه الأعمال قد
تشوه التاريخ أو تتحايل على جزء من حقائقه، يؤكد زكريا أنه ليس تشويها بقدر
ما هو تنقيح، وهذه كارثة عندما ننقح السير الذاتية ونجعلها مهذبة، ونبتعد
عن الحقائق سواء السلبية أو الإيجابية. ودافع أمير شوقي منتج مسلسل
«الشحرورة» عن المسلسل قائلا إن المسلسل يقدم جانبا مختلفا وحقيقيا من حياة
الشحرورة «صباح»، ونكشف فيه جوانب لا يعرفها أحد، لكن في نفس الوقت لا
يمكننا الحديث في موضوعات تتعلق بفنانين آخرين، ويضيف شوقي أن المسلسل دوره
أن يذكر الناس بالشخصية فقط.
ودافع أيضا المخرج أحمد شفيق عن مسلسله «الشحرورة» قائلا المسلسل هو
مجرد تكريم للفنانة صباح وتسليط للضوء على مشوار فني طويل وحياة أطول، وكان
من أهم الأشياء لي في هذا العمل حرصي على ألا أقدم شخصية وأمجدها، فكان من
الضروري أن أقدم جوانبها السلبية والإيجابية، ولو كانت صباح لها إيجابيات
فقط، ما كنت تحمست ولا أخرجت هذا العمل. ويؤكد شفيق أنه لا يقدم مسلسلا
كمجرد نسخ من التاريخ وتصويره في الواقع، موضحا أن الكثير من المخرجين
ساروا على نهج التقليد فقط، بمعنى أن يكون الممثل أو الممثلة مشابها بشكل
كبير للشخصية الحقيقة، وفي اعتقادهم أن هذا هو النجاح، وبالتالي أنا رافض
تماما أن أقلد المخرجين الذين سبقوني وقدموا أعمالا درامية تناولت سيرة
ذاتية لشخصيات معروفة.
الشرق الأوسط في
12/08/2011 |