منذ أن أعلن عن تقديمه شخصية “رمضان مبروك أبو العلمين” في مسلسل
تلفزيوني بعد نجاحه بها من خلال السينما، وهناك من ينتقده ويتهمه باستغلال
النجاح، لكنه يؤكد أنه ضحك كثيرًا من هذا الاتهام . . إنه النجم الكوميدي
محمد هنيدي الذي يعترف بأنه تردد عدة سنوات في الاتجاه للتلفزيون ويكشف
أسباب حماسه لتقديم رمضان مبروك “درامياً” والصعوبات التي واجهها في باريس
واقتراب العمل من الثورة ومبادرته بتخفيض أجره وسبب صمته أيام الثورة . .
كما يكشف عن قراره بالاستمرار في الاستفادة من “رمضان مبروك أبو العلمين”،
وذلك في حوارنا هذا معه .
·
كيف ترى الانتقادات التي واجهتك
منذ إعلانك عن إعادة تقديم شخصية “رمضان مبروك” في مسلسل تلفزيوني؟
- أضحكني كثيراً لأنني لا أرى عيباً في أن أعيد تقديم الشخصية، فهذا ليس
اتهاماً لأنه من حقي أن أستغل شخصية حققت نجاحاً كبيراً مع الجمهور عند
تقديمها في فيلم سينمائي، وأنا أفهم أن الاتهام ربما كان مقبولاً لو كنت
أعيد شخصية فاشلة، وقتها كان من الممكن أن يتهموني بالإصرار على الفشل لكن
استغلال شخصية ناجحة أمر مشروع فنياً .
·
ألم يكن من الأفضل تقديم شخصية
جديدة تماماً على شاشة التلفزيون؟
- نجاح رمضان مبروك أغراني بتقديم أحداث جديدة منه في مسلسل تلفزيوني،
فالفيلم حقق إيرادات ضخمة، كما أن نسبة مشاهدته عندما عرض على التلفزيون
كانت عالية جداً، وهو ما يؤكد أن الشخصية أعجبت الناس، وعندما استشرت بعض
أصدقائي في فكرة تقديمه في مسلسل وجدت إجماعاً غير مسبوق على الفكرة فتوكلت
على الله .
·
لكن لماذا لم تفعل هذا من قبل مع
أي من الشخصيات الأخرى التي حققت بها أيضاً نجاحاً سينمائياً؟
- لأنني كنت متردداً في خوض تجربة التلفزيون، وفي السنوات الخمس الأخيرة
كانت تأتيني كل عام عروض لتقديم مسلسل ورغم أن معظمها كانت عروضا جيدة،
لكنني كنت أتراجع في اللحظات الأخيرة، خوفاً من جمهور التلفزيون، فهو جمهور
مرعب ولا بد عندما أحل ضيفاً عليه أن أختار ليس فقط العمل المناسب بل
والتوقيت المناسب أيضاً، وقد شعرت بأنه آن الأوان لأقدم للجمهور عملاً
تلفزيونياً .
·
هل تشعر بأن الجمهور في حاجة إلى
الضحك بعد أجواء الثورات التي عمت دولاً عربية كثيرة؟
- رغم أن هناك من قللوا من قيمة الكوميديا في الفترة الأخيرة لكنني أؤكد أن
الجمهور يظل في حاجة إلى الضحك دائماً، وتزيد هذه الحاجة بعد مروره بأحداث
عصيبة، ولذلك أتمنى أن يكون المسلسل سبباً في إسعاد وإضحاك الناس خاصة أننا
نقدم الضحك ونحترم عقلية ووعي الناس في نفس الوقت من خلال كوميديا راقية
تمس حياتنا وما يحدث فيها .
·
ما الفرق بين رمضان مبروك الذي
قدمته سينمائياً والذي تقدمه تلفزيونياً؟
- ملامح الشخصية الرئيسية ثابتة في العملين لأنه لا يمكن أن أضحي بملامح
شخصية حققت نجاحاً لدى الناس، لكن الأحداث والتفاصيل مختلفة تماماً،
فبالإضافة إلى استمرارنا في مناقشة قضية التعليم هناك قضايا أخرى في
المسلسل مثل الزواج من أكثر من امرأة وعدم الإنجاب والهجرة غير الشرعية،
وهناك أيضاً قضايا وطنية مثل تزوير الانتخابات والفساد .
·
هل مناقشة مثل هذه الموضوعات
محاولة للاقتراب من الثورة؟
- رغم أن العمل مكتوب من قبل الثورة ولم ندخل عليه تعديلات بعدها حتى لا
نقحم الثورة في الأحداث، لكن القضايا التي يثيرها المسلسل تجعله قريباً من
الواقع هذه الأيام، لأننا نتناول قضايا كانت سبباً في قيام الثورة مثل
تزوير الانتخابات وفساد رجال الأعمال .
·
لماذا اخترت باريس لتصوير معظم
أحداث العمل بها؟
- السيناريو الذي كتبه يوسف معاطي هو الذي حدد مواقع التصوير تبعا للأحداث
التي يمر بها رمضان مبروك، فلم يكن التصوير في باريس رفاهية بالعكس نحن
تعبنا جداً أيام التصوير هناك ويكفي أن تعلموا أننا كنا نصور ودرجة الحرارة
تحت الصفر، بينما عندما كنا نعود للتصوير في مصر كانت درجات الحرارة مرتفعة
جداً، كما أن العثور على أماكن تصوير مناسبة هناك لم يكن أيضاً أمراً سهلاً
.
·
هل خفضت أجرك في هذا العمل؟
- رغم أنني تعاقدت على المسلسل قبل قيام الثورة ولم يكن مطلوباً مني بشكل
مباشر تخفيض أجري، لكنني أول من بادر بذلك حرصا على استمرار العمل الذي يضم
مئات من العاملين وكل منهم مسؤول عن أسرة وأي توقف للعمل كان سيضر بهؤلاء
وأسرهم، ولهذا قمت بتخفيض أجري لاستمرار عجلة انتاج المسلسل وأرى أن ما
فعلته واجب وليس أمراً أنتظر تحية عليه .
·
هناك من يرى أنك قررت الاتجاه
للتلفزيون بعد أن بدأت تلمس معاناة السينما فما ردك؟
- هذا الكلام غير صحيح، لأنني أجلت فيلماً جديداً حتى أصور المسلسل، فلا
توجد بالنسبة لي مشكلة سينمائية حتى يقال إنني اتجهت بسببها إلى التلفزيون
.
·
ما الذي حمسك لتقديم المسلسل
الإذاعي “قلقان في مصر”؟
- لأنني أرى أن الإذاعة لا يزال لها جمهور، خاصة في رمضان، بل اعتبر نفسي
واحداً من هذا الجمهور الذي من حقه علينا كنجوم أن نقدم له أعمالاً خلال
الشهر الكريم، وقد سعدت جداً بهذا العمل وبالتعاون فيه مع النجمة هند صبري
.
·
هل للعمل علاقة بالثورة المصرية؟
- البعض ظن هذا بسبب عنوانه، لكنه كوميدي يحاول إدخال البسمة إلى قلوب
جمهور الإذاعة ولا علاقة له بالثورة، أما كلمة “قلقان” فهي مرتبطة بطبيعة
شخصية البطل الذي يبيع قطعة أرض في بلده ويأتي إلى القاهرة ويضع أمواله في
البنك ورغم ذلك يظل “قلقان” عليها دائماً .
·
هل صحيح أنك تنوي تقديم شخصية
“رمضان مبروك” للمرة الثالثة من خلال فيلم جديد؟
- هي فكرة واردة خاصة أن الشخصية ثرية جداً وأنوي الاستفادة منها وإسعاد
الجمهور من خلالها أكثر، لكنني مرتبط أولاً بفيلم “تيتة رهيبة” مع الفنانة
القديرة سميحة أيوب، وهو أيضاً للمؤلف يوسف معاطي وسوف نبدأ تصويره بعد عيد
الفطر، وبعد ذلك سأتفق مع المؤلف يوسف معاطي على إمكانية استغلال شخصية
“رمضان مبروك” فنياً للمرة الثالثة .
·
لماذا فضلت الصمت تماماً أيام
الثورة؟
- لم أكن صامتاً لكنني كنت أتابع ما يحدث وأدعو الله ألا يتم قهر
المتظاهرين مثلما كان يحدث معي أنا وزملاء الجامعة عندما كنا نخرج في
المظاهرات ونتعرض للقمع والضرب، ومن اليوم الأول للثورة كنت أقول لزوجتي
وأولادي إن من يطالبون بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية هم مصريون
أحرار رفعوا رؤوسنا جميعاً أمام العالم كله بعد أن كان هناك من يظن أن
الشعب المصري أصبح راضياً بالظلم الواقع عليه، لكن كل ما أتمناه الآن أن
نهتم أكثر ببناء مصر وهذا لن يحدث إلا بالعمل والانتاج ومراعاة ضميرنا في
كل ما نفعله .
الخليج الإماراتية في
16/08/2011
تشارك في "مرايا 2011"
روعة ياسين: خصوصياتي خط أحمر
دمشق - يزن كركوتي
تركز الفنانة السورية روعة ياسين هذا العام على المشاركة في الأعمال
الكوميدية، حيث تظهر في عملين متشابهين من حيث الشكل “مرايا 2011” و”بومب
أكشن” باعتبارهما يعتمدان مبدأ اللوحات الكوميدية، بالرغم من أنها تلعب دور
الفتاة السورية في العمل الدرامي “طيور فوق أشرعة الجحيم” الذي غيرت اللهجة
فيه من العراقية إلى السورية باعتبار أن لا ضرورة درامية لبقاء الدور
باللهجة العراقية حسبما ترى .
دخلت هذا العام مجال عرض المجوهرات وتحديداً في مدينة جدة في المملكة
العربية السعودية حين تعاقدت مع شركة لتسويق منتجاتها، كما تتحضر للدخول في
مجال التقديم التلفزيوني من خلال برنامج “مونديال العرب”، في وقت وقع على
عاتقها موضوع ربط عمل تاريخي بحلقات متصلة منفصلة بخيط من الحياة في الحاضر
. “الخليج” التقت روعة ياسين، وكان معها الحوار التالي:
·
ما الأعمال التي تشاركين فيها
خلال الموسم الرمضاني الحالي؟
- أشارك في العمل الكوميدي الساخر “مرايا 2011”
وأيضاً في العمل الكوميدي “بمومب أكشن” وفي مسلسل “طيور فوق أشرعة الجحيم”،
كما قمت بدخول مجال آخر يتعلق بعرض المجوهرات، وهذا الأمر قبل رمضان،
وشاركت بتقديم دوري في مسلسل “حضارة العرب” لمصلحة الفضائية التربوية
السورية واستعد حالياً لتقديم حلقة في برنامج “مونديال العرب” .
·
وهل من تفاصيل عن أدوارك؟
- أكون ضيفة في مسلسل “مرايا” وهو يدخل في إطار
الأعمال الكوميدية الساخرة، وهذا العمل كان مشروع الفنان القدير ياسر
العظمة وانطلقت أول سلسلة منه عام 1982 تعود مجدداً هذا العام والعمل من
تأليف ياسر العظمة وإخراج سامر برقاوي والانتاج لشركة قبنض ويشارك فيه كل
من هالة حسني والراحل حسن دكاك وعصام عبه جي وسليم كلاس وسلمى المصري وعابد
فهد وغيرهم .
أما في مسلسل “بومب أكشن” الذي يخرجه فيصل بني المرجة، فهو مسلسل يحمل
طابعاً كوميدياً وهو عبارة عن لوحات منفصلة متصلة مدة كل منها نصف ساعة
وتطرح كل لوحة موضوعاً مختلفاً، لذلك لا يوجد لدي دور كامل فيه .
وفي “حضارة العرب” العمل الذي تنتجه الفضائية التربوية السورية يدور
حول العلماء والمبدعين المغمورين في التاريخ العربي ولكل حلقة شخصية تتحدث
عنها، أما دوري فهو طالبة (من العصر الحالي) تستعد لتقديم رسالة ماجستير عن
هؤلاء العلماء، ويربط المخرج العمل التاريخي بالعصر الحالي من خلال دوري
أنا ودور الفنانين قاسم ملحو وعبد الحكيم قطيفان الذي يجسد دور الدكتور
المشرف على رسالة الماجستير . وكما ذكرت قمت بتصوير لإعلان فوتوغرافي لشركة
مجوهرات، وهناك فكرة لتقديم آخر حلقات برنامج “مونديال العرب” عن المواهب
في التمثيل والغناء والشعر والتلحين .
·
ماذا عن دورك في طيور فوق أشرعة
الجحيم؟
- أمثل شخصية هناء، وهي الفتاة من أب سوري وأم
عراقية، يتم تزويجها من قبل عائلتها لشخص أكبر منها في العمر، وهو لا
يستطيع الإنجاب ويقوم الزوج باللجوء إلى أصدقائه الذين يساعدونه بجلب ولد
كي يعيش معي على أساس أنني أمه، ولكني لا أرى أنه مقرب مني ولا أعرف كيفية
التعامل معه فيموت الولد، وهذا المسلسل يدور عن سرقة الأطفال والأعضاء ودور
الصحافة والإعلام والدولة في هذا الشأن .
·
ماذا عن اللهجة في هذا العمل؟
- شخصيتي في مسلسل “طيور فوق أشرعة الجحيم” مكتوبة
باللهجة العراقية، لكنني طرحت على المخرج أن تصبح اللهجة سورية فليست هناك
أية ضرورة درامية كي تكون اللهجة عراقية، وليس هناك أي ضرر على العمل . أما
عن مسلسل “تخت شرقي” في العام السابق فكانت الشخصية في الأصل شخصية بدوية .
·
أنت ميالة إلى الأعمال الخليجية،
ما سبب حبك لهذه الأعمال؟
- لدي 4 مسلسلات خليجية، اثنان منهما مع المخرج
محمد القفاذ أنا والفنانة رنا أبيض وكان لوجودنا في هذا العمل نكهة جميلة،
لهذا كان المخرج القفاذ حريصاً على وجودنا في أعماله، وكما قال لي المخرج
إن وجود الفنان السوري في عمل خليجي يزيد من محبي العمل ومتابعيه .
·
أين الخط الأحمر بالنسبة لك؟
- ألا يقتحم حياتي أي أحد، لأنني لا أقتحم حياة
أحد، وأحب الخصوصية في حياتي الشخصية والعائلية، وهناك من يرغب في
الاستعراض ضمن موقع العمل وهو يدعي النصيحة والخبرة . أنا من بيئة دمشقية،
لا أتجاوز حدودي في الأدوار الجريئة .
·
مونديال العرب، هل هناك حالة
تخوف لديك من تقديمه؟
- لا يوجد تخوف، فالبرنامج لا يشكل عبئاً بالنسبة
لي، فأنا لست طرفاً فيه بشكل رئيسي أنا سأكون في “البرايمات” (الحلقات)
الأخيرة من البرنامج وسأكون ضيفة كأي مشارك سيقدم مواهبه وسأكون مشجعة لهم
لكي يقدموا الأفضل عندهم، فأنا أرى أن الجهد في هذا البرنامج موزع على
المشتركين والمعدين والمخرجين وكافة الكوادر فيه .
·
ماذا عن دخولك مجال الإعلان
وتجربتك؟
- الأمر حصل بالمصادفة، حيث كان أعضاء من شركة
“أسرار الماس” في زيارة إلى سوريا والتقوا العديد من الأشخاص قبل أن يلتقوا
بي، وعند اللقاء قالوا لي إن هناك طيبة في وجهي تشبه الطيبة الموجودة لدى
نساء كثيرات، كما أن المجوهرات التي تقدمها الشركة ليست خيالية أو لطبقة
معينة، وهذه المجوهرات قريبة من كل الفئات، ففيها الغالي الثمن والمتوسط
الثمن وهناك الهدايا الرمزية، إضافة إلى أن العقد مقسم على أربع مراحل كل
واحدة خاصة بمرحلة أو فصل من فصول السنة، وأول “كوليكشن” قدمته كان للأفراح
حيث تكثر حفلات الأفراح في الصيف، وهي في النهاية تجربة جديدة .
* نرى أنك تركزين على الأعمال الكوميدية هذا
العام، لماذا كنتِ مقلّة في هذا النوع من الأعمال سابقاً؟
- عندما تكون بدايتي في الكوميديا مع عمالقة
كالمخرج هشام شربتجي والفنان ياسر العظمة وأيمن زيدان، تصبح خياراتي أصعب
باختيار دور كوميدي . لذلك أجد صعوبة في اختيار أي دور كوميدي في الدراما
حالياً . وأعتقد أن اختيار الفنان لدور كوميدي صعب جداً بسبب وجود شعرة
معاوية بين أن يظهر الفنان بالدور على أنه كوميدي أو مهرج .
الخليج الإماراتية في
16/08/2011
أخرج عملين رمضانيين أحدهما بدوي
للمرة الأولى
إياد نحاس: حملات الهجوم
أفادتني
عمّان - ماهر عريف
لازم خوض المخرج السوري إياد نحاس أولى تجاربه البدوية من خلال مسلسل
“دموع القمر” الذي قاد تنفيذه في الأردن وفق شركة إنتاج عراقية تحفظات عدة
بعدما كان أنجز في بلاده “أيام الدراسة” .
حول حملات الهجوم عليه وملاحظات طالت معطيات العملين الجاري عرضهما
طوال شهر رمضان وحقيقة خلافاته الفنية واجهت “الخليج” نحاس في هذا الحوار
الخاص:
·
كيف وجدت تجربتك الأولى في
المجال البدوي؟
- كل عمل له خصوصيته وأنا سعيت إلى الخروج من
الإطار التقليدي في الدراما البدوية وقدّمت أسلوباً مختلفاً عن المعتاد
ربما أحبه بعضهم ولم يعجب آخر .
·
ماذا تقصد ب”الأسلوب المختلف”؟
- أعرف أن الأردنيين أسياد هذا النوع من الدراما
ولديهم باع طويل، وأنا أحترم مدرستهم، لكن لي وجهة نظري ولم أسع إلى تكرار
ما اعتمده غيري على نطاق الصورة وحركة الكاميرا والزوايا، وطريقة التعامل
مع النص وحضور الممثلين على الشاشة والمتابع يمكنه رصد ذلك عملياً .
·
أليست قصة المسلسل تقليدية؟
- لا أعتقد فهي ترتكز على علاقة عاطفية جميلة تبدأ
بعد مقتل والد “قمر” وتعرّض “ديرتها” للغزو وهروبها مع والدتها إلى قبيلة
أخرى حيث تشترط الانتقام لأبيها مهراً وتتشابك مجموعة أحداث متفرعة، وأنا
شخصياً أعجبني النص ووجدته جديداً لاسيما أنه منحني فرصة إظهار العمل بصورة
“ملحمية” تقريباً إزاء عدم الالتزام بحقبة زمنية محددة، وإضافة جوانب
تاريخية جعلته مفتوحاً بين أواخر القرن التاسع عشر ومطلع العشرين .
·
ألا تراه لا يطرح رسائل عميقة؟
- غير صحيح فهناك مفاهيم إنسانية واجتماعية عدة
لكن الهدف الرئيس من العمل التلفزيوني تقديم المتعة، وإذا لم يتحقق ذلك
يؤول إلى الفشل .
·
رأى البعض أن شركة الإنتاج غير
المعروفة أردنياً مصدر ضعف فما قولك؟
- صحيح أن تولي جهة معروفة يمثل ما يشبه “علامة
ثقة” لكن فيصل نجاح العمل نتيجته ومادته المنجزة للجمهور وليس شركة إنتاجه
وهي مع ذلك لها حضورها عبر تجارب سابقة، ويمكن أن يسهم تفوّق هذه التجربة
ناحية تأسيس اسم أقوى لاحقاً .
·
بصراحة هل فرضت عليك المذيعة
العراقية رويدا شاهين كبطلة في أولى تجاربها التمثيلية؟
- هذا لم يحدث أبداً فأنا لست من النوع الذي أخضع
إلى فرض أسماء على أعمالي لأنني أتحمل مسؤوليتها في النهاية، ورويدا شابة
مناسبة لدور “قمر” وأقنعتني بأدائها، وأتوقع انطلاقتها صوب بطولات لاحقة،
وهذا ينطبق على الممثل الأردني الشاب وسام البريحي الذي جسّد شخصية الفارس
المتطلع إلى تقديم مهر الزواج .
·
بالانتقال إلى “أيام الدراسة”
لماذا خلا المسلسل من النجوم؟
- لأنه يدور حول طلبة المرحلة الثانوية بين 16 إلى
18 عاماً وأعمار النجوم الشباب تجاوزت 28 عاماً غالباً بما لا يتلاءم مع
الشخصيات وإقناع المشاهدين شكلاً ومضموناً .
·
ألم يؤثر ذلك في تسويقه؟
- هذه معضلة فعلاً قللت من فرص توزيعه لكن أعتقد
عقب عرضه الأول حالياً سيحصد ثقة تجعله أكثر طلباً ومتابعة لاحقاً .
·
ماذا بشأن اتهام سرقة موضوعه من
عمل “أشواك ناعمة”؟
- غير صحيح وأنا أحترم “شغل” مؤلفة “أشواك ناعمة”
رانيا البيطار ومخرجته رشا شربتجي لكن لا تشابه إطلاقاً بين أحداث عملهما
المغرق في الدراما وما اعتمدنا عليه كوميديا وفق خطوط وحكايات مختلفة
تماماً .
·
ما سبب خلافك مع زميلك سامر
برقاوي بعدما منحه أحد المهرجانات جائزة إخراج “بيت جدي 2”؟
- لا خلاف بيني وسامر برقاوي وهو صديق وزميل محترم
شكرته لأنه أكمل “بيت جدي 2” بعدما تعرّضت إلى ظرف خاص منعني من ذلك وكان
عتبي على مهرجان “أدونيا” عندما اعتبرني مخرجاً ثانياً للعمل رغم إنجازي
80% منه .
·
هل تقصد ب”الظرف الخاص” تداعيات
قضيتك مع طليقتك؟
- نعم والقضية انتهت وكل ذهب في طريقه .
·
أيلاحقك انتقاد حول اعتمادك
التجريب عادة وتقليدك طريقة إخراج بعض الأسماء المعروفة؟
- التجريب متاح في الفن لكن أنا لي أسلوبي وخطي
ولا أقلد أحداً، فيما أكنّ كامل التقدير لأساتذتي ومن عملت معهم مساعداً
و”كاميرا ثانية” بينهم نجدت أنزور ومثنى صبح وعلاء كوكش وغيرهم .
·
ما مشكلتك مع نقابة الفنانين
السوريين؟
- ليست مشكلة شخصية ولكنها طالت مخرجين آخرين حيث
كانت النقابة تمنح غير الأعضاء إذناً بالعمل قابل للتجديد ثم حددته لاحقاً
في “مرة واحدة كل عام” واشترطت الخضوع إلى دورات إخراجية طويلة من أجل
الحصول على العضوية، أما حجّتها حول وجود زملاء لا يعملون ويجب “تشغيلهم”
أراها بعيدة عن المهنية لأن الأمور تقاس حسب الطلب وجودة الأداء وأنا ضد
هكذا قرارات تؤثر سلباً في المجال ومثال ذلك حمل بعض الأعمال أسماء مخرجين
عوضاً عمن تولاها فعلاً .
·
ما ردّك على مهاجميك؟
- هجومهم المكثف أفادني حيث أثار جدلاً حولي
وأسئلة عدة عني جعلت الناس تتابع جديدي وشخصياً ألتفت إلى إتقان عملي ولا
أترك الحملات المضادة تنتقص من عزيمتي .
الخليج الإماراتية في
16/08/2011
أرجع إليها غيابه عن التمثيل في
لبنان
عماد هواري: عصابات الإنتاج تتحكم
بالدراما
بيروت - ماري ريتا نهرا
يتميز الإعلامي والممثل عماد هواري بصراحة شفافة في قول الأمور كما هي
إنما بأسلوبه الإعلامي المهذّب، منتقداً أقلاماً فنية تتبدل حسب الظروف
والإغراءات، وأيضاً العصابات الفنية القابضة على الانتاج الدرامي اللبناني،
مشيراً إلى أن مستقبله في التمثيل يراه في سوريا ومصر . كيف ولماذا؟ أجرينا
معه هذا الحوار تزامناً مع عرض مسلسل “في حضرة الغياب” في الشهر الفضيل على
قناة “روتانا خليجية” .
·
لماذا اعتذرت عن “صبايا3” مع أنه
يُعرض في الشهر الفضيل؟
- لأن الشخصية التي كنت سألعبها لم تعجبني كثيراً
. وفي الوقت نفسه اتصل بي المنتج والممثل فراس ابراهيم ورشّحني عن دور
سكريتير السفارة المصرية أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهو الذي
ساعد الشاعر الكبير الراحل محمود درويش لدخوله إلى مصر في تلك الفترة .
مساحة الدور ليست كبيرة لكن هناك شبهاً في الشكل بيني وبين الشخصية التي
أؤدي دورها .
·
لماذا غبت هذه الفترة عن
التمثيل؟
- لم أغب إنما الظروف شاءت أن يكون تركيزي في
الفترة الأخيرة على الإعلام . قبل عرض “صبايا 3” و”في حضرة الغياب”، تلقيت
عرضاً للتمثيل إلى جانب نيكول سابا في فيلم سينمائي بترشيح من الفنان عصام
كاريكا لكن حدوث الثورة الشعبية أدى إلى توقف العمل . وللعلم صورت في مصر
أربعة أفلام مع كريم ضياء الدين ومحمد صيفي وصورت عدداً من المسلسلات
أبرزها “حب تحت الحراسة” و”الجبال حين تنهار” مع يوسف شرف الدين وكان عملاً
مصرياً-لبنانياً . أما غيابي عن التمثيل في لبنان فسببه أن عصابات الانتاج
تتحكم بالدراما . ينجح ثنائي في عمل ما فيكررونه في أعمال أخرى . قد ينجح
الأمر مرة لكن تكراره يعني الفشل .
·
الأعمال الدرامية اللبنانية دخلت
المنافسة من الباب العريض . فهل العصابات وحدها هي العائق؟
- صحيح أن الدراما اللبنانية ناشطة اليوم، وأنا
أتلقى الكثير من العروض لكنني لا أجدها تشبه مجتمعنا اللبناني . لا أجد من
المناسب تسليط الضوء على فتيات الليل والمخدرات والانفصال العائلي .
·
لكنها موجودة في كل المجتمع
العربي وليس فقط عندنا؟
- هي مجرد عيّنة ضيقة من مجتمعنا اللبناني والعربي
. أين المبادئ العائلية ولماذا لا يُسلط الضوء على العائلات المترابطة
بدلاَ من الذهاب نحو تفكيك العائلة والمشاهد التي تصور الخلافات بين الآباء
والأبناء؟ أين أعمال شكري أنيس فاخوري ومروان نجار؟ لماذا لا نصور أعمالاً
لبنانية مثل “أبو ملحم”، وسوريا مثل “جميل وهناء” . وهي أعمال تصلح اليوم
كما حالها في الأمس .
·
أين تكمن المشكلة؟
- المسلسلات لم تعد تركز على الشخصيات إنما على
حياة الكل فيها أبطال وهنا الخشية من الانزلاق إلى فخ عدم التركيز في القصة
.
·
بين الإعلام المرئي والمسموع
والمكتوب والتمثيل، أين أنت؟
- أنا في كل هذه المواقع . أستحق أن يقال إنني
إعلامي لأنني عملت في كل روافد الإعلام، وأنني ممثل لأنني بدأت ممثلاً .
وحققت نجاحاً فيه . أنا لم أتأخر في التمثيل لأنني اجتهدت على نفسي كما في
الإعلام حتى ارتبطت بي صفة الإعلامي وهذا ما أفتخر به، علماً بأن الصفة
صارت تُطلق عشوائياً . فهل يجوز أن نقول عن مذيعة تغني وترقص في برنامجها
أنها صارت إعلامية؟ هي موجة بين موجات كثيرة تسري على الساحتين الفنية
والإعلامية .
·
أنت مقرب من كل الفنانين .
فلماذا لا يكون لديك برنامجك الفني؟
- الحمد لله أنني صديق جميع الفنانين والله لا
يعوزني لأحد منهم في الوقت نفسه . الفنان يعرف أن عماد هواري يفيده في نشر
أخباره بمصداقية واهتمام لهذا السبب يتقرب مني . الأخبار التي أقدمها سريعة
لكن لها مفعول كبير على الصعيد الفني . أما عن البرامج، فصحيح أن ليس لي
برنامجي الخاص إنما لا أقل أهمية عن أي زميل آخر لأنهم يعتمدون على أخباري
في برامجهم . على أي حال سوف أطل في عيد الفطر إن شاء الله في برنامج خاص
على شاشة عربية لا تقل أهمية عن “MBC”
.
الخليج الإماراتية في
16/08/2011
على الوتر
غادة لم تستوعب الدرس
محمود حسونة
وكأن رياح التغيير لم تهب على بعض صناع الدراما في مصر، ممن صنعوا
شهرتهم من خلال اللعب على مفردات الإثارة الرخيصة والردح النسائي والمخدرات
والبلطجة في الحارة المصرية، ليواصلوا في رمضان الأول بعد الثورة العزف على
الوتر نفسه، متخيلين أن التركيبة التي حققت لهم النجاح سابقاً ما زالت
مطلوبة، وأن ما حدث في مصر كان مجرد ثورة لتغيير نظام سياسي من دون المس
بالذوق الدرامي والاوضاع الاجتماعية المضمونة الرواج تليفزيونياً .
إنهم لم يستوعبوا الدرس، وأعتقد أنه سيكون الدرس الأخير لهم، وقد لا
نجد لأسمائهم وجوداً على الشاشات في المواسم المقبلة مثل غيرهم ممن جرفهم
تيار التغيير وفرض عليهم الغياب من السباق الرمضاني .
النموذج الصارخ لهؤلاء هو الثلاثي مصطفى محرم كاتباً ومحمد النقلي
مخرجاً وغادة عبدالرازق بطلة والذين يقدمون هذا العام مسلسل “سمارة” الذي
أكدت الإحصاءات الإلكترونية أنه من الأعمال الأقل مشاهدة، رغم أن هذا
الفريق ذاته حقق العام الماضي أعلى نسبة مشاهدة من خلال مسلسل “الحاجة زهرة
وأزواجها الخمسة”، وهو ما يؤكد أن قواعد اللعبة تغيرت، وأن التغيير لا بد
وأن يكون شاملاً، وأن ما كان يصلح للأمس لا مكان له على خريطة اليوم .
غادة عبدالرازق اختارت أن تسير على نفس طريق نادية الجندي التي قدمت
الكثير من الأفلام ولكن بمضمون واحد وملامح درامية متشابهة أو تكاد أن تكون
متطابقة للشخصيات التي جسدتها، ومثلما قدمت غادة في “زهرة وأزواجها الخمسة”
شخصية الفتاة التي تشغل كل الرجال المحيطين بها، ولا هم لهم سوى إرضائها،
ولفت نظرها، أملاً بالفوز بها، تكرر التجربة نفسها من خلال مسلسل “سمارة”
المستوحى من فيلم “سمارة” الذي قدمته تحية كاريوكا في الستينات من القرن
الماضي، ولكن بتفصيل درامي يجيده السينارست مصطفى محرم على مقاس غادة لتطل
علينا في صورة الفتاة الشعبية التي يتنافس عليها المعلمون ورواد المقهى
وأبناء الباشوات وأيضاً رجال السياسة، وكأنها المرأة الوحيدة، أو صاحبة
الجمال المتفرد الذي يلغي كل ما حوله من إناث .
“سمارة” ليست فقط امرأة تفتن جميع الرجال، ولكنها
أيضاً ذات شخصية قوية قادرة على قهرهم وتحديهم والانتصار عليهم وسحب
أموالهم، وكأنها تمارس على الجميع لعبة التنويم المغناطيسي .
ورغم أنها تعيش في حارة شعبية إلا أنها تبدل في الملابس والإكسسوارات
بصورة لا تتوافر لبنات القصور والأحياء الراقية، وهو نفسه ما يذكرنا بشخصية
“زهرة” العام الماضي، ومسلسل “الباطنية” العام قبل الماضي، والطريف أن تظهر
ابنة الحارة على المقهى وهي ترتدي قبعة من النوع الذي لم يظهر في مصر من
أيام الملكية .
القيمة الدرامية التي لعب عليها المؤلف لم يتقبلها الجمهور هذا العام
بعد أن أصبحت مستهلكة، وبعد أن استيقظ الوعي الجمعي ليرفض المشاهدون لغة
الخداع الدرامي والفساد التلفزيوني .
غادة عبدالرازق لم تجن على نفسها فقط في هذا المسلسل، وإنما جنت على
كل من شاركها فيه وأولهم لوسي التي تجسد شخصية أمها، وأيضاً حسن حسني
وعبدالرحمن أبوزهرة وياسر جلال وأحمد وفيق . ولعل ما حدث ل”سمارة” هذا
العام يفرض على كل فنان في أدوار البطولة الثانية أن يفكر كثيراً قبل أن
يوافق على الوقوف خلف هذا النجم أو هذه النجمة مرات ومرات .
hassoona15@yahoo.com
الخليج الإماراتية في
16/08/2011 |