المثقفون: عصر السماوات المفتوحة.. لا يعترف بالرقابة علي
المسلسلات!
الفنانون: لم نتعلم من تجربة فيلم "الرسالة".. ومازلنا
نعاني من "ثقافة التحريم"!
من المستحيل ان نعيش الآن في عصر السماوات المفتوحة ومازلنا نفكر
بعقلية ثلاثينيات القرن الماضي لا أحد يصدق اننا نلتزم بثقافة التحريم في
الوقت الذي ينعم فيه العالم بالحرية الفكرية وحرية الابداع والذي يثير
الدهشة أكثر من أي شئ أن يحدث ذلك في مصر بعد ثورة 25 يناير ويفاجئنا وزير
الإعلام بمناشدته للقنوات المصرية بعدم عرض مسلسل "الحسن والحسين" في الوقت
الذي يستطيع المشاهد بضغطة زر بسيط أن يشاهد المسلسل علي أي قناة فضائية
عربية تعرضه. المسألة ببساطة في ثبات القيم الدينية التي جاء بها الإسلام
وليست في ثبات وسائل تلقي هذه القيم.. هل نحن بالفعل مقبلون علي مرحلة
جديدة بانفتاح وحرية أكثر أم نحن نسير إلي مزيد من الانغلاق والاستمتاع
بالقيود التي تعود بنا إلي عصور الظلام..
يقول الحسين
* يقول الكاتب الصحفي صلاح عيسي: شاهدت في السبعينيات بروفة مسرحية
بعنوان "ثأر الله" للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي وبطولة عبدالله غيث
وأمينة رزق وقد استطاعا التغلب علي مشكلة تجسيد الشخصيات الدينية بحيلة
درامية ناجحة حيث كان الفنان عبدالله غيث يقدم شخصية الحسين رضي الله عنه
فكان يقول قبل إلقاء حواره عبارة "يقول الحسين كذا.. كذا" وكذلك فعلت أمينة
رزق التي قامت بدور السيدة زينب رضي الله عنها وهكذا وكان الجمهور يتقبل
تماما هذه الحيلة وهي ليست اختراعا جديدا بل إن فيلم "ظهور الاسلام" عام
1950 وهو أول فيلم ديني استخدم هذه الحيلة وقد ظهرت في تلك الفترة شخصيات
أصبحت محرمة الآن مثل بلال مؤذن الرسول الذي قام بتجسيده الفنان الراحل
يحيي شاهين وكذلك الصحابي عمار بن ياسر والقائد العسكري الإسلامي خالد بن
الوليد.
* يدافع الفنان خالد الصاوي عن حرية الابداع ويقول: لن يكون للدراما
المصرية أي مستقبل بدون الحرية وثورة يناير قامت من أجل الحرية لذلك أري أن
من أهم اهداف الثورة التي يسعي الفنانون لتحقيقها هي الحق في حرية الفكر
والتعبير والابداع ومن هذا المنظور يمكن الحديث عن المسسلات الدينية وتجسيد
شخصيات الصحابة أو غيرهم علي الشاشة كان الأزهر في البداية يمنع تجسيد
الانبياء وهذا حقه لكن أصبح يتشدد عاما بعد الآخر حتي وصل الآن إلي منع
ظهور كل الصحابة وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة رغم أن فضيلة الشيخ
محمود شلتوت - رحمه الله - سمح للفنان حسين صدقي بتقديم شخصية خالد بن
الوليد في فيلم سينمائي وللأزهر كل الحق في الرؤية الشرعية السليمة لكن
أرجو ألا تكون هذه الرؤية بضغط من تيارات إسلامية غير مصرية أو خضوعاً
لتشدد بعض السلفيين لأننا لن نستطيع تقديم الفن الهادف وتصبح الساحة خالية
أمام الفن الهابط والاسفاف.
تراجع غريب!
* تقول الفنانة والكاتبة منال زكي: لو نظرنا إلي كم المسلسلات
الكوميدية والاجتماعية بالمقارنة بالمسلسلات الدينية نجد أن عدد المسلسلات
الدينية يتراجع عاما بعد الآخر والسبب المحاذير الرقابية الرهيبة التي تكبل
ابداع الكاتب والمخرج وفي نفس الوقت تجلب المشاكل للمنتج الذي يريد أن ينهي
المسلسل ويبدأ في عملية تسويقه دون الصدام مع الرقابة سواء داخل مصر مع
الأزهر الشريف أو خارج مصر لكن تنوع القنوات الفضائية وتعددها جعل المنع
ينتمي إلي الماضي لأنه ما أسهل أن نشاهد المسلسل الممنوع عرضه في
التليفزيون المصري علي أي قناة عربية أخري كما أن شجاعة عرض مسلسلات تثير
الجدل تحتاج تبني الحكومات لهذه النوعية من الأعمال لأن المنتج العادي يخشي
المغامرة بأمواله ثم يصطدم بقرار المنع بعد ذلك وفي جميع الحالات نريد
بداية لعصر جديد من حرية الابداع دون تكبيل للفكر حتي يشعر المشاهد أن هناك
ثورة قامت وتغييراً حقيقياً قد حدث بالفعل.
اعتراف بالخطأ
* ويسأل المخرج والمصور المعروف د. محسن أحمد عن الفرق بين الدراما
التي تصل إلينا من الخارج والتي نقدمها علي شاشاتنا فيقول:
لأن المخرج الراحل مصطفي العقاد عاش في هوليوود استطاع ان يقدم لنا
فيلما مهما مثل "الرسالة" للأسف منعنا عرضه في السبعينيات لكننا اعترفنا
بخطأنا وقمنا بعرضه علي قنواتنا بعد ذلك بثلاثين عاما معني ذلك أنه كان علي
حق ولكن التشدد هو الذي تراجع أمام عمل رائع بقي مع الزمن.
هذا يقودنا إلي الحديث عن المستوي الفني للعمل الذي يتناول شخصيات
تاريخية أو دينية فاذا كان بمستوي فيلم "الرسالة" فإن المتشددين سوف
يتراجعون امام عمل ممتاز بينما لو كان العمل رديئاً علي المستوي الفني فإن
الجمهور سيرفضه مهما التزم بالضوابط والمحاذير الرقابية لذلك فإن الحرية
وحدها لا تكفي بل مع الحرية نحتاج المستوي الفني المحترم الذي يجذب الجمهور
ويصبح العمل الفني هو المدافع عن حرية الابداع!
الجمهورية المصرية في
18/08/2011
ليل ونهار
الشحرورة.. والريان!
بقلم : محمد صلاح الدين
هذان المسلسلان برغم قيمتهما المتوسطة إلا أنهما يحظيان بنسبة مشاهدة
عالية.. والسبب أنهما يرويان سيرة ذاتية لاثنين من المشاهير.. حتي لو كانت
لفنانة ورجل أعمال.. فإن الإنسان بطبعه يفضل أن يشاهد تجارب غيره الحياتية
لكي يتعلم أو يتعظ.. أو حتي يتعجب ويحمد الله علي ما هو عليه!!
وبالصدفة كلاً من "الشحرورة" و"الريان" مغامران.. فالمرأة كانت فتاة
صغيرة تركت لبنان وجاءت إلي مصر لتطرق أبواب الشهرة وسط العمالقة.. فنالت
صفعة من زكي رستم وشتيمة وتعنيفا من يوسف وهبي. وهكذا أخذت تتحمل وتتعلم.
حتي وصلت إلي مبتغاها.. وميزة هذا الجيل حقيقة أنه كان فعلاً يتعلم. ويقدر
الكبار.. لذلك جاء الدور عليه ليصبح هو أيضاً من الكبار.. وهو درس أتمني أن
يستوعبه جيداً الجيل الجديد. خاصة بعد الثورة.. وهي ألا ينسي تجارب
الآخرين.. وأن يحترم خبرة الكبار ويوقرهم.. ويستمع جيداً لتجاربهم التي بها
كثير من قيم العمل والكفاح!!
بالتأكيد التجربة كانت صعبة علي المؤلف فداء الشندويلي حيث يتناول
حياة ممثلة مازالت علي قيد الحياة. ولكنه غامر أيضاً مع المخرج أحمد شفيق
لعرض التفاصيل الفنية الشيقة بالضرورة. ويبقي قول الحقيقة كاملة حيث لاتصلح
هنا المواربة وإلا فلا قيمة للعمل.. أما كارول سماحة فأحترم اجتهادها
ولكنها باردة إلي أقصي درجة بالمقارنة إلي صباح الحقيقية التي كانت ممتلئة
بالحيوية.. وللأسف لم تعرف سر "طبخة صباح" وهو دمجها للحياتين المصرية
واللبنانية بخفة روح.. وهذا ما افتقدته كارول!!
علي عكس من ذلك كان خالد صالح يدوس ويتألق في شخصية "الريان". يتكيء
علي روح المغامرة المحسوبة التي كانت في طبيعة الرجل.. وهو مفتاح الشخصية
الذي دخل منها الفنان وصال وجال فيها.. وكذا شخصيات أخويه وأبيه.. وأعجبني
أكثر أن خالد صالح فهم جيداً أنه يجب أن يكون محايداً في أدائه. حتي وهو
متهم بالنصب ثم أدين فعلاً أو أنه مزواج أو غيره.. بل يحاول أن يقربه إلي
الجمهور وهو الذي يحكم عليه.. وذلك بعكس أغنية المقدمة والنهاية السخيفة
والمباشرة بل والمبتذلة. والتي بالتأكيد أفسدت مجهود الممثلين في محاولة
إخفاء ماهية الشخصيات حتي يحكم عليها المشاهدون في النهاية. وهو خطأ فني لا
أعرف كيف وقعت فيه المخرجة شيرين عادل. برغم المجهود الذي بذلته في الحلقات
مع الكاتبين الحديدي والبزاوي في استعراض حياة اقتصادي كان في وقت من
الأوقات أقوي من رئيس الجمهورية.. لأن أموال المصريين كلها في جيبه. ثم
أصبح فجأة خلف القضبان!!
وسبحان المعز المذل..
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
18/08/2011
توق أعاد البيئة البدوية إلي الشاشات المصرية بدون جرافيك
أسطورة درامية بذئب وفئران حقيقية .. وقابيل يبحث عن آثار
المسيح
لم تشهد الشاشات المصرية منذ سنوات عرض مسلسلات تدور أحداثها حول
البيئة البدوية في الصراء.. ولكن قناتي روتانا مصرية وخليجية تعرضان في
رمضان الجاري مسلسل¢توق¢ والذي يجمع كوكبة من النجوم العرب أولهم الكاتب
والشاعر السعودي بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز وسيناريو عدنان عودة
وإنتاج إسماعيل كتكت وأيمن الزيود وإخراج المغربي شوقي الماجري وبطولة
سولاف معمار ومحمود قابيل وعبد المحسن النمر وغسان مسعود ومنذر الرياحنة
وكريستين شويري.
عنوان المسلسل¢توق¢ يعني الشوق والحنين.. ويدور حول قرية منسية بين
نجد والشام تحمل عواصف تأتي كل عشرين سنة وتختار رجلاً حين ولدت زوجته
ولداً.. وكانت هناك باخرة تصارع الامواج وحطت في يافا ومن بين ركابها عالمة
آثار اسكتلندية هيلين روز التي عاشت طفولة غريبة وتجيد اللغة العربية التي
تعلمتها في أحلامها وتصل الي القرية وتصبح محور الأحداث في غموض وحبكة
درامية محكمة.
حاز المسلسل علي تعليقات طيبة من المشاهدين علي الانترنت ومنها:
المسلسل اسطورة درامية مدهشة.. من زمان مشفناش المسلسلات الرائعة.. افضل
عمل لانه تأليف بدر عبد المحسن.. قصة حلوة نصاً وتمثيلاً وإخراجاً.
أنهي الماجري تصوير المسلسل ويقوم بإجراء المونتاج لبقية الحلقات..
وقال لمحرر ¢الشاشة الصغيرة¢ : قصة العمل جاءت ملائمة في شكل ابداعي راق
جداً وأحداث مشوقة في عالم اسطوري.
قال : رفض المنتج اسماعيل كتكت أن يستعين ب ¢الجرافيك¢ وغيره من
التقنيات لتصوير المشاهد معتمدًا علي الواقعية في التصوير. وإحضار ما
يستلزم إحضاره ليظهر العمل كما أراد المخرج وكما صوره قلم المؤلف.. وكرغبة
منه في إضفاء الواقعية علي العمل إعتمدت علي الإستعانة بالحيوانات الحقيقية
وليست ¢الجرافيك¢ لأداء العديد من المشاهد مثل مشهد الذئب الذي جاء به
خصيصًا ومن المفترض أن يسحب الذئب الرجل من رجله وهو نائم في واحد من
المشاهد الخطيرة التي شهدها المسلسل.. وكذلك مشهد الفئران. استعنا بفريق
يبحث عن الفئران الموجودة في المنطقة وفي مكبات القمامة ويحضرها في مشهد
إقتحام الفئران وغزوها لقرية العيدان ونجح المشهد لكن هناك بعض الإصابات
والجروح البسيطة للفريق الذي بحث عن الفئران في كل مكان.
قرية ¢العيدان¢ صممت وفقًا للطراز العربي المماثل لنص المؤلف لأداء
تلك المشاهد في صحراء سوريا . والتي أشاد بها كثيرًا كاتب العمل لما رأي
فيها من توافق تام للصورة التي رسمها بقلمه علي الورق.
محمود قابيل أكد أنه انتهي تمامًا من مشاهده وتوقع أن يحظي بقبول
المشاهدين لما فيه من مميزات اختلفت عن غيره من الأعمال التي قدمت علي
الساحة.. وهي أولي تجاربه في العمل الخليجي الذي يضم وجوهاً عربية كثيرة.
وقال إن العمل تم بتقنيات عالية وبروح كبيرة. جعلته يشعر بالترابط العربي
الذي ساد جو العمل والتصوير. مؤكدًا أن تجربته في العمل تعد فريدة من
نوعها. مشيرًا إلي سعادته البالغة لأداء هذا الدور.
أضاف: أجسد دور احد المستشرقين الذين يأتون علي رأس بعثة اجنبية
للتنقيب عن آثار السيد المسيح في القدس. ويتعرضون للعديد من الاحداث
الغامضة في ظل الصحراء المحرقة الغامضة التي حسب وصفه اصابتهم جميعًا
بتقشير في الوجه.
أشار قابيل إلي الإهتمام البالغ من قبل جهة الإنتاج بالحرص علي سلامة
فريق العمل من شدة الحرارة في الصحراء. وصعوبة تصوير العديد من المشاهد في
ظل الظروف الصحراوية الصعبة. ومن اصعب المشاهد التي قام بتصويرها هو حينما
يلدغه ثعبان في الصحراء. وهذا المشهد تطلب التصوير بين الصخور. ومن ثم
احضار عدد من الثعابين. واستغرق المشهد وقتا طويلا. وقام بتصويره في اخر
يوم له في سوريا صباحا. في الوقت الذي وفرت فيه الجهة المنتجة التجهيزات
الكاملة حرصا علي سلامة فريق العمل بأكمله من ارتفاع درجة الحرارة. وتم
تحضير عدد كبير من زجاجات المياه وعدد اخر من المظلات.
أشاد قابيل بجرأة كتكت في إنتاج مثل هذه الأعمال التي تعتبر جديدة
عليه. لكنه عمل يستحق أن ينتج لما يحمله من طرح مغاير ومميز. ويناقش قضية
هامة بتقنيات حديثة ومتطورة. جعلت العمل له إطلالة مغايرة وغير تقليدية
وغريبة. لما فيه من مشاهد عديدة سيفاجأ بها الجمهور.
الجمهورية المصرية في
18/08/2011
مقعد بين الشاشتين
الريان .. وشارع عبدالعزيز
بقلم : ماجدة موريس
مسلسلان يعرضان الآن علي الشاشة في رمضان وحظهما من الانتشار بين
الشاشات كبير. غير أنه في الوقت الذي يحرص فيه التليفزيون المصري الرسمي
علي عرض "الريان" علي أكثر من قناة. فإنه لا يعرض "شارع عبدالعزيز". وكلا
الاسمين يهم المشاهد المصري بالتأكيد. وصعود الريان وعبدالعزيز جاء ضمن
أخطاء النظام السياسي السابق الذي تحاكم رءوسه الآن. غير أن الطريق إلي
صناعة المال يختلف في الحالتين. وهذا ما يوضحه المسلسلان. ففي "الريان"
الذي كتبه حازم الحديدي ومحمود البنراوي وأخرجته شيرين عادل ويقوم ببطولته
نخبةمن النجوم العتاولة بداية من خالد صالح وباسم سمرة ومعهم أحمد صفوت في
أدوار أبناء الريان الثلاثة الذين يلعبون بالبيضة والحجر إلي ذلك البيت
المتواضع للأب الذي يترجع دوره كصاحب مسمط "صلاح عبدالله" ولكنه لا يهدأ
كرجل وهو يري صعود ابنائه فينافس أصغرهم علي فتاة صغيرة. وحين يقتنصها
الأبناء منه لتزويجها لاصغرهم. يأتي بأخري! الريان عمل مليء بالصخب الدرامي
- إذا جاز التعبير - الذي تفرضه سرعة الأحداث في سنوات صعود الريان أخوان.
والتي لا يحددها المسلسل متجاهلاً عن عمد الربط ما بين الأوضاع السياسية
والاقتصادية وبين صعود ظاهرة الريان. وكأن المسألة هي مجرد لعبة نجحت برغم
وجود مباحث الأموال العامة وأمن الدولة. وبرغم كل القوانين التي تحدد
النشاط الاقتصادي للافراد وتراقبه. وهو ما يضع الفضل وحده هنا في المسلسل
علي براعة وشطارة أبناء الريان وأولهم أحمد الأوسط "خالد صالح" الذي يبدو
أمامنا في صورة العقل المفكر والمدبر وبعده شقيقه الأصغر بينما ينفرد فتحي
الأكبر بدور المتهور المنفعل في دور يؤديه باسم سمرة ببراعة ولكن بدون عمق
درامي يفسره في الصورة أيضاً حول آل الريان نجوم مثل ريهام عبدالغفور وحجاج
عبدالعظيم وجمال إسماعيل ودرة وغيرهم. ولكن الخلاصة من كل ما رأيناه حتي
الآن هي تصالح هؤلاء الاخوة الثلاثة. الذين يقودهم أوسطهم بخفة ظله وحلاوة
لسانه وأساليبه المتلونة في الحصول علي ما يريده حتي لو اقتضاه الأمر
الزواج دائماً ممن يربح من ورائها مثل صباح بائعة البيض والفراخ وغيرها
والمشكلة هنا ان المسلسل - بعد 15 حلقة - يداعب أحلام الكثيرين من الناس
البسطاء الذين يرون في أبطاله الكثير من الصفات المطلوبة للعيش في مجتمع
اليوم. لأننا إلي الآن لم نر فيه متضرر اً واحدا من ضحايا الريان الذين
تناثروا في كل بيت كما يقول الإعلان الترويجي له. ولكن الاكثر أشكالية هو
خروج بطله خالد صالح من شاشة المسلسل بنفس الذقن والملامح الدرامية ليقدم
إعلاناً عن أحد البنوك العامة في مصر.. مع أن الريان - تاريخياً - هو الرجل
الذي خرب البنوك المصرية ذات يوم..!!
شارع عبدالعزيز
* يفاجئنا مسلسل "شارع عبدالعزيز" بهذا التناول الذي يجمع بين
الانساني والاقتصادي في منطقة بنت شهرتها علي كونها المكان الذي تباع فيه
أجهزة المنازل المهربة بأسعار تضرب السوق. ويفاجئنا أيضاً باسم مؤلفه
الجديد أسامة نور الدين. واسم مخرجه الجديد أيضاً علي دراما التليفزيون وهو
أحمد يسري. يفاجئنا بصورة فيها من الجمال بقدر ما فيها من الصدق خاصة حين
تنتهي الحلقة بانسحاب قائم من المكان وأغنية مؤثرة تودعنا طالبة الدعوة
لبطل المسلسل. ويقوم بدوره "عمرو سعد" في دور عبدالعزيز أو "زيزو" الذي
بدأت مسيرته بتفوق كبير في المدرسة ثم أخذه الشارع من التعليم برغم رغبة
والده صاحب ورشة اصلاحات الغسالات المتواضعة. يرحل الأب في عملية غدر من
آخرين ويجد "زيزو" نفسه في مواجهة العالم الذي أغراه بألعاب المال الجنونية
فيقرر ان يثأر لأبيه وان يصبح مسئولاً عن أسرته. الأم "عايدة رياض" والشقيق
الأصغر الذي يطالبه بأكمال تعليمه "هيثم محمد" ثم "اشجان" زوجته التي جاءت
من الصعيد بعد موت الأب ثمناً لصفقة سلام عائلية وانهاء ثأر قديم وليصبح "زيزو"
هو عين المشاهد تجاه شارع عبدالعزيز وقوانينه. نكتشف من خلاله المعلمين
الكبار الذين يسعون إلي احتكار الرزق وعمليات البيع والشراء مثل المعلم
قنديل "محمد كامل" والمعلم شرشابي "سامي العدل" ثم نكتشف الأكبر منهما وهو
عضو مجلس الشعب عن المنطقة الذي ينهي خصومة حادة بين "زيزو" الصاعد وشرشابي
العجوز بسبب "لبني" طالبة الصيدلة وابنة لطفي صاحب المكتبة المتواضعة
المهددة بالزوال "هنا شيحة وهادي الجيار".. المسلسل يضعنا في حالة درامية
تكشف الكثير من قوانين الحياة وقوانين السوق غير المعلنة. ونكشف أيضاً
القانون الاكبر في عالم عبدالعزيز وهو قانون الغابة وحيث يقتصر وجود الدولة
والنظام علي سيارة شرطة بسارينة تأتي وفقاً للبلاغات أو الظروف. أو تمر علي
الشارع فتتوقف وفق مزاج الضابط أو الأمين. ولا يبخل علينا المؤلف ببناء
مجتهد للشخصيات التي نراها علي الشاشة كبشر من لحم ودم وليسوا مجرد عناوين
مثل سناء "علا غانم" أبنة شرشابي التي زوجها غصباً عنها من أحد صبيانه الذي
تركها للسجن ولا تتمني إلا الخلاص منه. ومثل شابرو ورفيقه الضائعان
المدمنان الباحثان عن فرصة للعمل لأرضاء المزاج ومثل "عاصم" شقيق لبني الذي
هرب للخارج عن طريق سمسار وترك جارته التي ارتبط معها بعلاقة آثمة تبحث عنه
وفي إطار هذه النماذج يضع المسلسل يدنا علي ملامح مجتمع عشوائي يملؤه الزيف
كما تملأ محلاته البضائع المضروبة أو التي يعاد اصلاحها لتباع كجديدة. بلا
قوانين ولا نظم سوي بقايا الضمير الموجودة لدي البعض مؤكداً علي أن دائرة
الفساد لا يمكن ان تتوقف طالما بدأت من القمة.. فالأقوي هو ما يفرض قوايننه.
magdamaurice1@yahoo.com
الجمهورية المصرية في
18/08/2011
فركش
بقلم : ضياء دندش
* من الجائزأن يكون كلامي هنا وقد صدرت حركة التكليفات الجديدة
بماسبيرو. ولأن أسامة هيكل أول وزير إعلام يستفيد مما تكتبه الصحافة وهو من
أهلها أقول له إن أحد المرشحين لقطاع المتخصصة تضخمت أملاكه بشكل مريب منذ
تعيينه 1994 وإقرار ذمته المالية وقتها لا يتضمن شيئاً.. والآن فيلا في
6أكتوبر ومستشفي بالصعيد باسم شقيقه وطابق كامل في برج بفيصل وسيارة بربع
أرنب ورصيد في البنك.. ياريت تشوف ملفه..!!
* أكد هيكل في حواره مع خيري رمضان كل حرف كتبته هنا عن خطورة وخطأ ضم
وكالة صوت القاهرة للقطاع الاقتصادي.. وقد علمت أنه بدأ اتخاذ إجراءات
تصحيح الوضع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. ولعل وعسي..!!
* محطة "نغم" بالإذاعة بتاعة عبد الحليم حافظ ضربة معلم من سعد عباس..
ما تمسكوه الإذاعة مع صوت القاهرة وإخلصوا..!!
* كانت حلقات "آمنت بالله" عبارة عن دروس من الحبيب الجفري كشفت حجم
الشواذ حولنا وتفاهة الفكر العلماني وذكاء عمرو حمزاوي.. وأهم حاجه أن
الحبيب أخرس مدعي الإبداع والثقافة والإخراج خالد يوسف الذي جلس مثل
التلموذ أمام سيده الحبيب ولم يقل شيئاً.. وأنصح محمد هاني باستمرار
البرنامج بعد رمضان.. ويارب يسمع الكلام ..!!
* بمناسبة محمد هاني: إذا كنت ماسك ثلاث قنوات وبتعمل كده.. إمال لو
مسكت اتحاد الإذاعة والتليفزيون ها تعمل إيه فينا..!!
* طالما أن الأخ إبراهيم الصياد مالوش في الشغلانة يبقي نرجع لوزير
الإعلام ونطالبه بإعدام المسئول عن ترشيح مذيع لم نسمع عنه "محمد موافي"
لنقل محاكمة مبارك..!!
* سهير جودة.. أثبتت أن إعداد البرامج في الراس مش في الكراس..!!
* آثار الحكيم: يا ميت خسارة خليتي إللي يسوي وإللي ما تسواش تتكلم
عنك.. ما تعتزلي من سكات وخلاص..!!
* الست جيهان مش فاضل حاجه اتكلمت عن فيلم "لامؤاخذه" اتصور لها..
بالذمة ده كلام ..!!
* شريف منير: مالك ومال البرامج.. واللا القرشين بتوع الإعلان
يلوحوا.. عموماً البرنامج فشل إعلانياً عشان ما تنفعش مذيع..!!
* إثنان أضاءا شاشة رمضان هذا العام.. الأول أحمد بدير في "كيد النسا"
غول قدام الحوت فيفي عبده.. والثاني سامي العدل الذي أصبح رمانة الميزان
والبهارات في مسلسلات رمضان وغيره..!!
* شدي.. تذكروا هذا الاسم جيداً سيكون له شأن كبير في عالم الدراما..
بعد أن تفوقت علي كل الحريم في مسلسل "خاتم سليمان".. وهزمت رانيا فريد
شوقي بالقاضية..!!
الجمهورية المصرية في
18/08/2011
الدراما التاريخية السورية تنبت من جديد فى مصر
كتب - أحمد عثمان
بعد انتصاف الماراثون الرمضاني من مسلسلات وبرامج من كل صنف ولون ما
بين دراما اجتماعية تتحدث عن قضايا مكررة مثلما جاء في مسلسلات «مسألة
كرامة» و«نور مريم» حتي «لحظة ميلاد» و«تلك الليلة»،
قضايا مكررة وقصص حب وزواج فاشلة مروراً بدراما السيرة الذاتية مثل
«الريان» و«الشحرورة»، لم ينج من هذه النوعية سوي «مشرفة» فهو عمل يستحق
المشاهدة وشخصية بطله تستحق التأمل.. وحتي مسلسلات «الهيرو» أو البطل الذي
يصعد من القاع للقمة مثل «شارع عبدالعزيز» و«الدالي».. وباقي الأعمال التي
تحمل أسماء أبطالها مثل «سمارة» و«نونة» و«الزناتي مجاهد» و«آدم» وصولاً
للكوميديا الواقعة في «جوز ماما» و«كيد النسا» و«الزناتي» والبرامج المملة
المكررة والست كوم المزعج الذي يستخف بعقلية المشاهد المصري تماماً مثل
البرامج التي لا أتذكرها.. نحن نشاهد أعمالاً في واد وغيرنا يلعب بحرفية في
وادي آخر.
فقد هزمتنا سوريا بأعمال إنتاج العام الماضي وأعمال شاركت فيها
بنجومها وروحها أعمال أعلنت التحدي علي انتهاك الأسد لأمن وحرمة الشارع
المصري.. وظلت سوريا موجودة علي الساحة الدرامية بأعمال تكشف عن ثقافة
وعقلية الكاتب السوريون قدموا للعالم العربي ما تخلت عنه مصر والسعودية
والكويت، قدموا أعمالاً ذات طابع تاريخي وديني لشخصيات وفترات كانت ومازالت
تمثل حالة جدل وخلاف تاريخي، تواجدت سوريا بفكرها وروحها في دراما مهمة
استلهمنا منها بعض ما كنا نجهله عن فترة مهمة في صدر الإسلام وقبل وبعد هذه
الفترة.. تمتعنا بمسلسل «الحسن والحسين» رغم شعورنا بوجود تمويل شيعي،
وهناك مسلسل «رايات الحق» بطولة أيمن زيدان حول فترة الردة في دور مسيلمة
الكذاب.. ونري مسلسل «الحجاج» لعابد فهد، و«خالد بن الوليد» لباسم ياخور،
و«شهرزاد الحكاية الأخيرة» لسولاف فواخرجي، و«علي بن أبي طالب» و«عنترة بن
شداد» حتي مسلسل «توق».
قدمت هذه الدراما أعمالاً شيقة ومثيرة تجبرك للبحث عنها وتستقطبك من
أول مشهد سواء كانت هذه الأعمال خلفها التمويل الإيراني أو الأردني فهي
نفذت رغماً عن الجميع علي القنوات الفضائية المصرية.. ظلت هذه الدراما تبحث
عن أرض جديدة وسوق جديدة حتي وجدتها علي أرض مصر ونفذت إلي قنواتها رغم
اعتراض الأزهر الذي ساهم رفضه لمسلسل «الحسن والحسين» لتسابق الفضائيات في
عرضه وتمسك الجمهور به.. تماماً كما نفذ من قبل مسلسل «يوسف الصديق» بينما
نحن في مصر أجهضنا مشروع مسلسل «أسماء بنت أبي بكر»، و«الشيماء» وغيرها من
الأعمال التي نحن بحاجة لها لنقف ونتثقف عن تاريخ وفترة كلنا للأسف نجهلها
وتنافسنا بدراما «اللعب علي العقول وبالعقول» لا نخرج منها بشيء ولا نتعلم
منها شيئاً سوي المزيد من ثقافة المخدرات التي نشاهدها يومياً في مسلسلات
«إحنا الطلبة» و«شارع عبدالعزيز» وصراع سمية الخشاب وفيفي عبده علي رجل في
نهاية العمر في «كيد النسا» و«سمارة».. وصراع عزت أبوعوف وحسين فهمي علي
قلب فتاة من عمر بناتهم «داليا مصطفي» في «تلك الليلة» وقضايا «نور مريم»
و«لحظة ميلاد» وكفاح «آدم» وتوهان «الدالي» ورغم ذلك مازال هناك أمل في
مسلسلات تحتاج لإعادة مشاهدة مثل «الريان» و«وادي الملوك» و«خاتم سليمان»
و«شارع عبدالعزيز».
الوفد المصرية في
18/08/2011 |