أربعة أعمال درامية وبرنامج للطبخ..
وهذا يعني اربع فرص درامية، خلال شهر رمضان المبارك... وأيضاً برنامج
للطبخ.
ويعني أيضاً اربع شخصيات درامية.. يفترض أن تكون مختلفة.. ومتباينة..
وتتحرك في موضوعات وقضايا متعددة وترصد وتعالج قضايا وموضوعات مختلفة.
ولكن ماذا عن النتيجة..؟
القراءة المتأنية، والمتأملة، والدقيقة لأسلوب أداء الفنانة الهام الفضالة،
تجعلنا نخلص إلى نتيجة لربما لا تكون لصالحها، لان منهجية الاداء..
والتقمص.. والتمثيل تبدو سطحية.. وخالية من العمق.
وتعالوا، عبر هذه الرحلة، نتأمل جوانب من تلك الشخصيات التي قدمتها،
متجاوزين طبعاً «مطبخ الهام» الى أعمالها الدرامية، لاننا هنا نتحدث عن
النجمة والفنانة والممثلة الهام الفضالة. منذ الوهلة الاولى، تمثل الهام في
مسلسل «فرصة ثانية» عنصر الشر، او السلب في البناء الدرامي لذلك المسلسل،
بالاضافة لعدد اخر من الشخصيات التي تتحرك في اطار ذلك المحور السلبي وتضم
عدداً من العناصر التي راح كل منهم يتعامل معها ببعد ومضمون متباين، ونخص
مرام «ابنة الاخ» وحسين المهدي «زوج الابنة» وملاك «الابنة» وهي محاور
«الشر» في العمل.. وان ظلت «الام - زوجة تركي» هي الاساس، الا ان الفنانة
الهام الفضالة ذهبت الى قشور الشخصية- البرجوازية - الثرية- المتكبرة-
المسيطرة.. ولكن مع غياب صريح وواضح للعمق.. غياب يجعلها في المرحلة الاولى
تفقد «السيطرة» على البنات في كثير من الحوارات، بالذات تلك التي تحمل
المواجهة مع الابنة «زينة كرم»، ثم تتهاوى بقية المعطيات مثل التكبر.. الى
حالة من الصراخ.. وشيء من ردود الأفعال المباشرة، الخالية من دراسة الشخصية
وتحليلها خصوصاً ونحن امام «نص» يعتمد اصلا على البعد الفلسفي للتجربة،
والفرصة الثانية، التي لا تخص الاب وحده، بل تذهب الى جميع الشخصيات، حيث
منهجية التعامل مع تلك الفرصة وابعادها.
شخصية محورية اخرى، لا تذهب الى الهدف، وكنا قد اشرنا في محطة سابقة، الى
الفنان عبدالعزيز جاسم، الذي ظل «بعيداً» عن سر تلك الشخصية واقتناها.. او
السيطرة عليها، وتحليلها ودراستها ومعايشتها..
تأتي الفنانة الهام الفضالة، لتذهب هي الاخرى الى قشور الشخصية، من ازياء
وتفاصيل هامشية، بينما الاساس يظل مفرغاً.. بلا عمق.. لهذا فإن الشخصية
سرعان ما تذهب الى النسيان.. شأنها شأن الكثير من الاعمال السابقة التي
قدمتها الفنانة الهام الفضالة، التي لا تشتغل على عمق.. ومضامين.. وابعاد
الشخصية.. وهو امر عليها ان تلتفت اليه، لان عليها ان «تبصم» في الذاكرة..
حتى لو كان من خلال مشهد.. وليس شخصية ومسلسل.. فكيف بمسلسلات ومسيرة..
حينما ندرسها ونحللها ونبحثها، نجدها.. شخصيات هشة لا تترك اثراً في
ذاكرتنا.. ولربما ذاكرة الكثير من المشاهدين.
ونتجاوز «الفرصة الثانية» الى مسلسل «بوكريم برقبته سبع حريم» ونحن هنا
يفترض ان ننتقل من الزوجة الشريرة الى الابنة الكبرى الطيبة.. ولاننا نتحرك
بذات النهج الذي تشتغل عليه الفنان الهام الفضالة، فإن تلك الشخصية، ورغم
حضورها على الشاشة، الا انها لا تعلم..ولا تثير بداخلنا الاهتمام..
والحوار.. عكس بقية الشخصيات.. ونخص الفنان القدير سعد الفرج والفنانة
النزقة شجون الهاجري.
انه الاشتغال على الشخصية.. وتحويلها من ورق الى فعل.. ونبض.. وملامح..
وأحاسيس.. واختلاجات.. وألم.
وهنا الفرق الحقيقي بين الفنان والاخر.. بين النجم والممثل.. والهامش
الاساس.. هنالك نوعية من الفنانين يبلغ مرحلة عالية الحساسية من التقمص
والمعايشة للشخصية، تجعلها تذهب الى عقولنا قبل عيوننا.. وقلوبنا..
تدهشنا.. تذهلنا.. فلا تكاد تفارقنا..
ونذهب الى مسلسل.. «باب الفرج» وهنا يفترض شخصية كوميدية، ضمن المعالجة
الكوميدية للحديث، وتجسد هنا الفنانة الهام الفضالة شخصية اختصاصية
اجتماعية تحصل على مبلغ من المال، والمتغيرات التي تحبط بها.. ويظل التحرك
في اطار ذلك الفهم المتعجل.. والقراءة المباشرة للشخصية.. ولربما الامور
هنا تبدو اكثر تسطحاً منها في بقية الاعمال، لان نسبة الهامش تبدو اعلى..
واعمق.. وابعد.. لهذا تغيب البصمة.. ومن قبلها يغيب العمل بكامله.
ونتوقف عند مسلسل «علمني كيف انساك» للكاتبة ايمان سلطان واخراج منير
الزعبي، ومعها في العمل الفنانة هدى حسين الفنان خالد أمين، حيث حكاية
المضيفة التي ترتبط بزميلها الطيار، والتي ترضى ان تكون زوجة ثانية في
حكاية تتفجر ولادتها حينما تكتشف الزوجة الاولى الامر وتطلب الانفصال.
وهنا نحن امام شخصية تبدو في المرحلة الاولى ذات بعد رومانسي وهذا يعني
نقلة مختلفة عن بقية الشخصيات، فاذا بنا عن امام ذات القشور.. اكبر كمية من
العدسات.. شأنها شأن الشخصية في «فرصة ثانية» وهكذا الازياء.. والتسريحات
وغيرها.. بينما العمق يبدو مغيباً.. حتى تلك المشهديات التي تتحدث بها
الشخصية الى نفسها.. تظل بعيدة عن عمق التمثيل والاداء.. والتقمص.
هذه المعطيات، وغيرها تشكل علامة استفهام كبرى، في مسيرة فنانة، يفترض انها
قطعت مسافات بعيدة.. فهل رسمت.. او علمت.. تلك المسيرة عبر شخصيات، لم تم
استعادتها، هل سنكون قادرين على الاشارة لهذه الشخصية في هذا المسلسل، او
تلك الشخصية في ذات العمل..
نعتقد بان «منهجية» الاشتغال التي تتحرك من خلالها الفنانة الهام الفضالة
في حاجة الى وقفة تأمل.. في التعامل مع الشخصيات ودراستها وتحليلها..
ومنحها البصمة والخصوصية والابعاد.. وقبل كل هذا المضمون الذي يثريها.
اربعة اعمال درامية، في شهر واحد.. ورغم ذلك حينما يتم الحديث فعلاً عن
مسلسل «ابو كريم» يقال تأملوا اداء الفنان القدير سعد الفرج، الذي بلغ
مرحلة تتجاوز حتى النص الذي يبدو مفرغاً في احيان كثيرة.. بل انه ثمة حلقات
لا تتجاوز الثلاثة مشاهد.. حينما يغيب عنها الفرج وشجون.. تبدو هامشية.
وهكذا الامر مع بقية الاعمال.. اربعة اعمال درامية، واربع شخصيات، يفترض
لكل منها تذهب الى مضاء وعمق ومضى ودلالة خاصة، فإذا بها تخلص الى ذات
النتيجة وهي الهامش.
فحينما تتحول شخصية بمستوى «الزوجة» في «فرصة ثانية» الى هامش، عندها يكون
الخلل وهو بلا ادنى شك خللاً «مجلجل»، لان لتلك الشخصية مفاتيح عدة، اقلها
تلك القشور، والهوامش.. شخصية ثرية اذا ما اعدنا قراءتها.. تحليلها..
وشخصية مسيطرة فاذا بها منذ اللحظة الاولى خاوية.. ركيكة.. لانها جاءت
مفرغة من المضامين.
وهنا نهمس، وبكثير من «المحبة» في اذن فنانتنا الهام الفضالة أن تبادر الى
مزيد من العمق.. والاشتغال.. والتعب على الشخصية، بقدر الاشتغال والتعب في
البحث عن الازياء.. والاكسسوارات والعدسات.. لان الشخصية روح.. وليست
هامشاً.. وما تقدمه وبنسبة كبيرة شخصيات تخلو من الروح والنبض والتفاعل..
شخصيات مفرغة.. مقتطعة.. مهمشة.. باهتة.. لهذا سرعان ما تضيع.. كما ضاع
غيرها من الشخصيات التي قدمتها على مدى مسيرتها الفنية.. الا ما ندر.. وهي
دعوة «صريحة» بالذهاب الى الحرفة بمعايير ومضامين تجعلها اكثر رسوخاً في
الذاكرة والوجدان.. على صعيد الشخصية.. وليس على صعيد العدسات.. والازياء..
والاكسسوارات.
فما اروع ان نكون اكثر عمقاً...
وجهة نظر
سيرة
عبدالستار ناجي
تعاني النسبة الكبرى من المسلسلات الخاصة بالسيرة الذاتية لهذه الشخصية أو
تلك، من حالة من الخلل الصريح حيث محاولة «تلميع» صورة تلك الشخصية
وتقديمها بشكل يقترب من الملائكية.
تأملوا النسبة الكبرى مما يعرض من مسلسلات تعتمد على موضوع السيرة الذاتية،
اعتباراً من «الشحرورة» الى «رجل من هذا الزمان» مروراً بـ «عابد كرمان»
وغيرها من المسلسلات ستجدون كماً من «التلميع» و«الرتوش» التي تتجاوز
الحدود.
ومرد ذلك، الى المادة الوثائقية التي يعتمد عليها الكاتب او ذاك، والذي
بدوره لا يريد ان يزعج هذه الجهة او تلك، وحتى لا يزعج المنتج.. والجهة
الموزعة لاحقاً.. تأتي الحالة الدرامية عبارة عن حالة من التلميع.. وهذا ما
شاهدناه عبر سنوات.. وكم من المسلسلات.
بينما واقع الامور عكس ذلك.. وغير ذلك.. فمن شاهد الافلام التي انتجت عن
الرؤساء الاميركان، اعتباراً من «ج. إف. كينيدي» و«نيكسون» وغيره.. سنرى أي
حيادية وأي شفافية ذهب اليها فريق الباحثين والكتاب وايضاً فريق العمل من
ممثلين ومخرجين ولم يقل ان فلاناً اشتكى.. او فلانة ادعت.
أما على المستوى العربي، فحدث ولا حرج، حتى رغم «التلميع»... و«الرتوش»...
يأتي من يشتكي... ويحتج... ويطالب بتعويض.
لهذا يذهب الكاتب الى فسخ الحقائق... وتحويل الشخص المراد سرد سيرته
الذاتية الى حمل وديع... وملاك على الارض... وخير من يضحي للبشرية
والانسانية، اعتبارا من «اسماعيل ياسين» الى «اسمهان» حتى بقية الشخصيات
التي قدمتها الدراما العربية التلفزيونية.
وننصح صناع الدراما، ان يشاهدوا السلسلة العالمية التي انتجت عن رئيس
الوزراء البريطاني الاسبق وينستون تشرشل... يومها تمت الاشارة الى أدق
التفاصيل السلبية والايجابية، وهذا ما ساهم في نجاح العمل ليعرض عالميا.
ونهمس «لا نريد سيرة أشخاص نحولهم الى أنبياء... وملائكة... بل أشخاص
نتعاطف معهم سلبا وايجابا».
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
24/08/2011
نتائج مهرجان «المميزون في رمضان»
شيماء علي أفضل ممثلة تراثية و«الملكة» أحسن مسلسل
شريف صالح
تحت رعاية الشاعر الشيخ دعيج الخليفة أقيم مهرجان «المميزون في رمضان»
لتكريم النجوم الشباب، وقدمه الإعلامي الشاب صالح الراشد. وفي البداية شكر
مدير المهرجان الزميل نايف الشمري الحضور» مؤكداً أن المهرجان بعيد عن
المحسوبية والمجاملات في ظل وجود لجنة التحكيم المكونة من المؤلف والمنتج
محمد الرشود والممثل والمنتج السعودي حسن عسيري والمسرحي البحريني إبراهيم
غلوم. ونفى الشمري الأقاويل التي ترددت عن أن المهرجان يكرم من «يدفع
أكثر»!
بدوره قال د. فهد السليم عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بأن المهرجان
وضع لنفسه مكانة كبيرة بين المهرجانات في ظل وجود أسماء كبيرة في لجنة
التحكيم. فيما تحدث عضو لجنة التحكيم المنتج محمد الرشود موضحاً أن
المهرجان ارتكز الى تصويت الجمهور ليكون حافزاً للفنانين ليقدموا الإبداع
الذي يبحث عنه الجمهور.
وعلى هامش المهرجان تم تكريم مجموعة من الفنانين الكبار هم: مريم الصالح،
محمد جابر العيدروسي واستلم الجائزة نجله جابر، عبدالرحمن العقل وعميد
المعهد العالي للفنون المسرحية د. فهد السليم، وراعي المهرجان الشيخ دعيج
الخليفة. كما قدمت فرقة بلال الشامي فاصلاً غنائياً نال إعجاب الحضور. كذلك
عرضت «بانوراما» مصورة للدورات السابقة من المهرجان.
وجاءت نتائج المهرجان مشابهة في نصف الجوائز على الأقل للدورات السابقة،
فيما انضمت أسماء جديدة هذا العام، وذلك على النحو التالي:
ممثلة كوميدية: هيا الشعيبي «طارق وهيونة».
مذيع إذاعي: مشعل الشايع.
مذيعة إذاعية: منيرة عاشور.
ممثلة دور أول: إلهام الفضالة عن «بوكريم في رقبته سبع حريم» و«فرصة
ثانية».
ممثلة دور ثان هيا عبدالسلام.
ممثلة واعدة شهد «الملكة».
ممثلة واعدة أيضاً: مريم حسين «بنات سكر نبات»
ممثل دور أول: محمود بوشهري «الملكة».
ممثل دور ثان: محمد العلوي «الملكة».
ممثل واعد: فهد باسم عبدالأمير
أفضل مسلسل: «الملكة» و»بوكريم برقبته سبع حريم» وكلاهما للمنتج باسم
عبدالأمير.
دور تراثي: شيماء علي «العضيد».
مؤلف: فهد العليوة «الملكة».
مخرج: خالد الرفاعي «الملكة».
دور مركب: مشاري البلام «فرصة ثانية»
منتج: باسم عبدالأمير.
مذيع تلفزيوني: نواف القطان.
قناة: الراي.
مذيعة: عبير الوزان.
مسلسل كوميدي: «اثنان في الإسعاف».
برنامج مسابقات: شوجي.
مخرج مسابقات: محمد الحداد.
مدير إنتاج: احمد البريكي.
فنانة خليجية: مروة محمد.
ممثل خليجي: طلال السدر.
مخرج كوميدي: مناف عبدال.
ثنائي في التقديم: محمد وبدر الشعيبي.
برنامج مقالب: «فوق تحت» للفنان محمد الطاحون.
برنامج طبخ: «مطبخ الهام».
ممثل كوميدي: شهاب على.
مخرج برنامج أطفال: ياسر الحيدري.
برنامج حواري: «سوالف رمضانية».
مصور تلفزيوني: عادل التلمساني.
مهندس ديكور: فيصل العبيد.
مقدمة غنائية: «علمني كيف أنساك» للمنتج باسم عبدالأمير.
موزع موسيقى: جاسم الشايع.
مصممة أزياء: أنسام الخلف.
مشرف فني: فلاح مطر.
كاميرا خفية: «خليجي في القاهرة».
مونتير: مصعب الصدي.
موسيقى تصويرية: عمر البني.
وأخيراً تم تخصيص جوائز تشجيعية لكل من الطفل ضاري الرشدان وألماس وحلا
وطلال باسم عبدالأمير ليختتم المهرجان بتكريم المذيع صالح الراشد.
Sherifsaleh2000@gmail.com
النهار الكويتية في
24/08/2011
فكرة مستهلكة وشخصيات هامشية وإيقاع بطيء
«لهفة الخاطر».. الموسيقى بطل رئيسي
عبدالمحسن الشمري
اعتدنا في الأعمال الدرامية المحلية والعربية أن تكون البطولة لنجم مشهور
أو فنانة كبيرة، وفي بعض الأحيان يكون المخرج هو البطل من خلال لمساته
الإخراجية التي تغطي على نجومية أبطال العمل، وفي مرات قليلة يكون البطل هو
المؤلف الذي يكتب العمل بحرفية واتقان، لكن أن تكون الموسيقى التصويرية هي
النجم الأبرز والأهم في العمل الدرامي فهو أمر لم نعتده في أعمالنا
المحلية، لكن الموسيقار الدكتور عامر جعفر في مسلسل «لهفة الخاطر» الذي
يعرض حاليا حصريا على تلفزيون الكويت كان هو نجم العمل بل هو النجم الأبرز
في العمل في ظل تواضع عناصر العمل الأخرى لا سيما التأليف والإخراج.
شخصيات هامشية
المسلسل من تأليف جاسم الجطيلي وهو من الأسماء الجديدة التي ظهرت أخيرا في
الدراما المحلية، وتدور أحداث المسلسل حول فتاة تفقد عائلتها في حادث،
وتعيش في غيبوبة لفترة من الزمن، يحاول جدها رعايتها ويقوم دكتور نفساني
وهو زوج حفيدة الجد بعلاجها نفسيا، وبعد أن تشفى تقع في حب الدكتور
المعالج.
إلى جانب القصة الرئيسية في المسلسل يقدم المؤلف العديد من الشخصيات
الهامشية التي تظهر وتغيب دون أن يكون لظهورها أو غيابها أي مبرر، وشخصيات
أخرى لا علاقة لها بالحدث الرئيسي من قريب أو بعيد، تظهر لمجرد المط وزيادة
مساحة الحلقة الواحدة من خلال تشتيت ذهن المشاهد في أحداث جانبية لا علاقة
لها بالحدث الرئيسي.
القصة مكررة وسبق أن تناولتها أعمال عالمية وعربية، ويؤخذ على السيناريو
ضعفه بشكل عام وعدم تقديم حوارات عميقة، على جانب تكرار الحوارات خاصة في
حوارات «الجد- الفتاة» و«الدكتور- الفتاة الدكتور- الزوجة» وغيرها، ونعتقد
أن المسلسل لا يستحق أكثر من سبع حلقات وربما أقل كثيرا لأن الفكرة الرئيسة
لا تتحمل المزيد من المط والتطويل والشخصيات المقحمة والأحداث غير المبررة.
غياب الرؤية الإخراجية
لو أن أحدا غير المخرج محمد دحام الشمري قد وضع اسمه مخرجا على المسلسل
لعذرناه، لكن أن يكون دحام هو المخرج فهو أمر يجب ألا يمر دون أن نتوقف
أمامه، ففي حقيقة الأمر لم يجذبني لمتابعة المسلسل سوى ثلاثة أسماء هي محمد
دحام مخرجا، وهيا عبدالسلام ممثلة، وعامر جعفر مؤلفا للموسيقى، وفي حين لم
تقدم هيا عبدالسلام ما هو متوقع منها، وظهرت بصورة لا تتناسب وإمكاناتها
الفنية، أو أعمالها السابقة وربما نعذرها لأنها في بداية مشوارها الفني وهي
تحتاج المشاركة في العديد من الأعمال حتى تجد نفسها، وتجد المسلسل الذي
يفجر طاقاتها الفنية الكامنة. فإن المخرج محمد دحام لم يكن في الفورما أبدا
وربما كان في عجلة من أمره من أجل إنجاز أعمال أخرى، ونتمنى ألا يكون فكر
دحام قد تحول إلى إنجاز المزيد من الأعمال دون النظرة إلى القيمة الفنية
التي تتضمنها تلك الأعمال.
نعتقد ان المسلسل سقطة لا تغتفر لهذا المخرج الذي تفاءلنا بموهبته وتوقعنا
له المزيد من التألق، نتمنى ألا يكون الجانب التجاري هو الأهم في مشواره.
كانت كاميرا دحام بطيئة جدا، إيقاع المشهد لديه بطيء وغير مبرر بالمرة،
إيقاع ملل يصيب المتبع بالغثيان. وهو أمر لم نعتده من دحام.
نجم المسلسل
في ظل السلبيات الكثيرة التي يتضمنها المسلسل نصا وحوارا وإخراجا تبرز بعض
الإيجابيات، ومنها الأداء الجميل للفنان الشاب عبدالله التركماني الذي يقدم
شخصية الطبيب النفساني التي أداها باقتدار كبير يؤكد موهبته في التمثيل
وتطور أدائه من عمل إلى آخر.
أما النجم الحقيقي في المسلسل فهو الموسيقار الدكتور عامر جعفر، فقد مارس
لعبة موسيقية جميلة من خلال عدة صور، منها الموسيقى التصويرية التي يقدمها
بين المشاهد، وكنا نستمع الى مقطوعات رومانسية غاية في الروعة والإتقان
والحرفية، موسيقى تخاطب الروح بشاعرية، وأيضا من خلال إضافته كما أعتقد
لحوارات عن الموسيقى في بعض المشاهد، أيضا من خلال إدخاله لبعض الآلات ضمن
سياق الحدث الرئيسي.
القبس الكويتية في
24/08/2011 |