لم تظهر الدراما السعودية في شهر رمضان الجاري بالمستوى المتوقع منها،
وخرجت بحسب آراء النقاد والخبراء تكرر تجاربها السابقة، وطرحا قدمته من قبل
في السنوات الماضية، وبمستوى فني أقل، عابه التسطيح، وشوهته لغة الوعظ
المباشرة.
وتشابهت أهم المسلسلات السعودية في رمضان في الأسلوب وطريقة العرض
وتحولت إلى دراما تسعى لمناقشة مشاكل المجتمع، تماما كما هو الحال منذ
البداية قبل 18 عاما، مفتقدين للتجديد.
وشدد فنانون وكتاب لـ"العربية.نت" على تراجع مستوى الدراما السعودية
في هذا العام، مقارنة بالأعوام الماضية، متهمين في الوقت ذاته الفنانون
النجوم بالمسؤولية عن ذلك وأيضا الكتاب.
دراما دون مستوى التطلعات
بداية يؤكد الممثل خالد سامي الذي غاب عن المسلسلات الرمضانية أن
الدراما السعودية لم تكن في هذا العام على مستوى التطلعات.
وفيما يرفض أن يكون قصور مشاهدته لها نوعا من الإضراب أو المقاطعة،
يؤكد في حديثه للعربية.نت على أن توقيت أهم المسلسلات السعودية الموحد قلل
من فرص مشاهدتها.
ويقول إن "عرض المسلسلات السعودية في وقت واحد على مختلف القنوات
الفضائية، هي سياسية تنافسية من القناة ذاتها، والهدف هو كسب الإعلان في
الوقت الذهبي، وهو أمر غير جيد للمشاهدين لأنه يفوت عليهم مشاهدة كل
المسلسلات".
ويضيف في رؤيته النقدية لأعمال هذا العام: "لم أشاهد أي تطور في
الدراما السعودية خلال هذا العام".. ويتابع: "ألوم نجوم تلك الأعمال على
تراجع مستواهم، فهي كانت افضل بكثير في العام الماضي منها في هذا العام".
ويركز سامي وهو أحد جيل بدايات الدراما السعودية على تراجع مسلسل
غشمشم تحديدا ويتهم بطله فهد الحيان بتقديم مستويات ضعيفة في غشمشم..
ويقول: "شاهدت بعض حلقات غشمشم ووجدته عملا مفرغا تماما.. وللأسف فهد
الحيان خرج من عباءته ودخل في عباءة واسعة عليه ولم يستطع التحرك فيها".
ويلوم سامي التلفزيون السعودي على ابتعاده هذا العام عن الشاشة في
رمضان. ويضيف :"من أبعدني هو التلفزيون السعودي.. قدمت لهم في الشهر الأول
من العام نصا.. وبعد فترة قالو لي إن النص ليس جيدا، مع أن الكل لم يقدم
نصوصا.. وبعد تفاهم مع الأساتذة الأجلاء في التلفزيون وعدوني بعد رمضان..
وتوقفت على هذا الأمل".
تكرار الأفكار السطحية
ويؤكد المنتج والممثل عبدالرحمن الخطيب على أن غالبية المسلسلات
السعودية في هذا العام كانت تدور في فلك واحد.. ويتهمها بتسطيح الأفكار
بشكل أضعفها.. ويقول للعربية.نت :"ما لاحظته هو طغيان التكرار على الدراما
السعودية في هذا العام.. ما تشاهده في أي مسلسل تشاهده في غيره.. وما
شاهدناه في هذا العام شاهدناه في العام الماضي وسنشاهده في العام المقبل،
لا جديد".. ويتابع: "هناك تسطيح لبعض القضايا من خلال معالجتها بشكل سطحي".
ويتهم الخطيب المنتجين بأنهم السبب الأهم وراء التكرار والتشابه لغياب
العمل المؤسساتي والاعتماد في الإنتاج على العمل الفردي بالإضافة إلى غياب
الكتاب الجيدين حسب نظرة.. ويضيف: "السبب هوعدم وجود كتاب جيدين.. بعض
المنتجين لا يحمل ثقافة جيدة.. والأمر الثالث هو كأن الكوميديا هي التي
ستشهر هذا الفنان او ذاك.. أصبحت الشخصيات متكررة".. ويتابع: "اللجوء لهذا
النوع من المسلسلات لأنه لا يوجد عمل مؤسساتي.. بل اجتهادات فردية"..
ويتابع: " الدراما السعودية تراوح مكانها، لأنها غير مرغوبة في المحطات
الفضائية".
استحلاب النجاح من التاريخ
ومن جانبه يعتقد الكاتب الدرامي علي الأسمري أن المشكلة الأكبر هي
إصرار النجوم على الشخصيات القديمة التي قدموها ونجحوا فيها.. وإصرارهم على
استحلاب النجاح فيها عاما تلو آخر.
ويقول للعربية.نت: "التراجع الحاصل في الدراما السعودية هذا الموسم
كان بسبب عدم وجود (كركترات) جديدة.. باتت لدينا مشكلة من أن الممثل لم يعد
لدية القدرة على صنع شخصيات جديدة او الخروج بشخصيته الطبيعية ليصنع
كوميديا سوداء طبيعية.. بات عاجزا عن ذلك. وهو يعتمد على ذات الشخصية التي
تعود الجمهور عليها في السنوات الماضية، ونجح هو فيها, لذا يستمر عليها..
هي مشكلة لدى جميع الممثلين الكوميديين السعوديين وظهرت جلية في هذا
العام".
ويتابع الأسمري في محاولته لسرد الأسباب وراء التراجع: "هناك أسباب
كثيرة وراء ما يحدث.. منها أن الممثلين تحولوا إلى منتجين ولهذا لم يعد
الكاتب يعطي رأيه بكل صراحة، بل ينساق خلف ما يريده الممثل".
ويضيف: "تشابه الأفكار جعل كل المسلسلات بنفس الطعم.. نحن نقع في أزمة
لها أكثر من سبب.. السبب الأول هو الكاتب الذي لا يناقش الممثل الذي هو
ذاته المنتج ولا يقول له إنه سيعطيه شخصية جديدة ويفتح له أبواب مختلفة
ولكن يجامله ويكتب له ما يريد كي يحصل على المقابل المادي.
الأمر الثاني هو تخوف ذات الممثل من الخروج عن الشخصية التي تعود
عليها الجمهور.. كي لا يسقط او يصاب بالضعف لأنه يجد أن الجمهور أحبه عليها
وأن الافضل أن يستمر عليها.. وفي الأخير يحترق النجم ولا يعود أحد من
الجمهور يرغب في مشاهدته".
الكتابة من قصاصات الصحف
بات العالم العربي أكثر حرية.. هذا الأمر انعكس سلبا على الدراما
السعودية التي تعتمد في نجاحها على حرية التطرق لمشاكل المجتمع.. وهو أمر
سبقتها عليه الصحف المحلية لدرجة أن ما يطرح في الصحف يشاهد على الشاشة بعد
أشهر.. يؤكد الأسمري على ذلك صراحة .. ويقول: "صارت الحلقات في مختلف
الأعمال متشابهة، وكأنها قصاصات من الصحف وتوضح قضية تناولتها الصحف عبر
مشاهد درامية.. والمشاهد أصبح ذكيا ويشاهد".
وأضاف "عندما تقدم له مثل هذه المشاهد في طابع كوميدي فأنت لن تحل ولن
تربط.. فالمسؤول بالتأكيد طالع الصحف وشاهد القضية وعندما يعيد المسلسل طرح
القضية فهو لن يضيف الكثير.. صحيح أنها تزيد من جدل المجتمع حول الأمر لأن
كثيرين يطالعون تلك المسلسلات ولكن هل هناك حلول، وهل المسؤول الذي تم
انتقاده تأثر وقام بالتغيير؟ بالتأكيد لا".
ويتابع: "المشكلة لدينا أن البعض يعتقد ان الكوميديا هي حل لعلاج
المجتمع وهذا خطأ.. فالكوميديا والدراما بشكل مباشر هي تسلية وليست وسيلة
لطرح مشاكل المجتمع وحلها.. بل هدفها الانسان ذاته.. وهذا ما نشاهده في
المسلسلات الخليجية والعربية فهي إن ناقشت قضية او مشكلة اجتماعية فهي
تناقشها برمزية وبشيء بسيط لإخراج المشاهد الذكي من المشاهد الذي يشاهد من
أجل المتعة فقط.
ويبدأ بعدها نقاش بين النقاد والمختصين حول القضية.. ولكن لدينا اتجه
الممثلون للمباشرة بشكل مقزز، وكأن الممثل يقدم برنامج توعية وليس مسلسلا..
والأفضل أن يقدم الممثل فنا للفن وليس فنا للتوعية والإرشاد.. فالدراما
ليست مجالا للخطابة، بل هي تقدم مشاهد مصاغة بشكل مدروس لصياغة واقع مختلف
عن الواقع الذي نعيش فيه وهذا ما نفتقده في مسلسلاتنا".
ويعتبر الأسمري أن النتاج الطبيعي لهذا الخلط كان تشابه أفكار الكثير
من المسلسلات السعودية.. ويضيف: "الناتج هو أن هناك تتشابه الأفكار.. وفي
فترة من الفترات جميع المسلسلات قدمت فكرة واحدة.. وهذا لا يعني أنهم
يسرقون من بعض ولكنه دليل على أنهم (خاوين) فكريا.. ناقش الجميع ذات
الأفكار وبطرح خاطئ".
العربية نت في
24/08/2011
بعض الحلقات تأثرت بأحداث ثورة 25 يناير
"إحنا الطلبة" بطولة جماعية لطلبة يعرضون الواقع الاجتماعي
المصري
دبي - العربية.نت
يعرض مسلسل "إحنا الطلبة" مشاكل يعيشها المجتمع المصري من خلال مجموعة
من الطلبة الذين يقومون بدور البطولة الجماعية لهذا المسلسل الذي يعمل على
تقديم تصور إشكاليات الواقع الاجتماعي.
والمسلسل من إخراج أيمن مكرم، ومن الأعمال التي تأثرت بأحداث ثورة 25
يناير رغم أنه بدأ في تصويره في مرحلة سابقة عن الأحداث التي شهدتها مصر،
حيث أُعيد كتابة بعض الحلقات في المسلسل التي تحمّل نظام الرئيس المصري
المخلوع محمد حسني مبارك مسؤولية الأوضاع المتردية اقتصادياً واجتماعياً.
ورغم أن المسلسل الذي يقوم ببطولته عدد من الفنانين الشباب كمحمد
نجاتي وأحمد فلوكس ودينا ومادلين طبر وريم البارودي وأحمد سعد ومحمد رمضان،
حاول التركيز على مشاكل هؤلاء الشباب الحياتية وسط أسرهم إلا أن المؤلف لم
يركز على الخطوط العريضة لهذه الإشكالات وركز على تفاصيل يعيد تكرارها نم
دون أن تقدم خطوات في تطوير العمل.
وجاء هذه العمل ليعكس من خلال إيقاعه الدرامي أنه يعيش مرحلة انتقالية
في العمل الدرامي مماثل للمرحلة التي تمر بها مصر بين نظام حسني مبارك ومصر
التي تبحث على مكان خاص لها بعد إسقاط النظام القديم، وحتى الآن لا تعرف
الى أين تتجه، وهذا كما يبدو أفقد المسلسل ايضاً اتجاهه الدرامي، وفقاً لما
ذكرته وكالة الأنباء الألمانية اليوم الأربعاء.
سيناريو المسلسل
ويقدم العمل شخصية 4 شباب وفتاة من طلاب الجامعة كل منهم له ظروفه
الخاصة أحدهم من عائلة غنية، والآخر صعيدي قُتِل والده في حادثة ثأر ومطلوب
منه أن يأخذ بثأر والده، وآخرين فقيرين يعيشان في المناطق العشوائية، ودنيا
فتاة إسكندرانية مات أهلها واستولى عمها الغني على إرثها.
واعتبر النقاد وبينهم الناقد السينمائي طارق الشناوي أن المسلسل خرج
من عباءة فيلم "إحنا التلامذة" الذي قدمه عاطف سالم وقام بكتابته الأديب
المصري نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1988 والمخرج الكبير
توفيق صالح.
وتابع الشناوي: "هناك ظاهرة عامة تتيح لبعض الأفلام قدرة كبيرة على
التسلل إلى عقول المبدعين، وهذا الفيلم الذي قدم قبل 55 عاماً أوحى لكتاب
كثيرين بالعشرات من الأفلام والمسلسلات التي نسجت على منواله، آخرها فيلم
(المركب) الذي تم عرضه قبل شهر والمسلسل الذي نشاهده الآن في رمضان".
تحليل الوضع الاجتماعي
وأوضح أيضاً أن "هذه المسلسلات والأفلام مالت إلى تحليل الوضع
الاجتماعي لمواقف الشباب وتحميل المجتمع والدولة والأسرة مسؤولية الأوضاع
التي تدفع بالشباب إلى طريق غير سوي وتخرج بهم عن جادة الصواب".
ورغم أن المسلسل وجد إقبالاً على مشاهدته في حلقاته الأولى توقعاً
للرؤية جديدة للحركة الطلابية والأوضاع الطلابية الجامعية في مسلسل يعرض
بعد الثورة التي قادها الجيل القريب من الطلبة الجامعيين، إلا أن نسب
المشاهدة تراجعت بعد مراوحة المسلسل مكانه في خطوطه الدرامية المختلفة التي
تجمع أبطال العمل مع شخصيات أخرى مختلفة من قطاعات وشرائح المجتمع
المختلفة.
العربية نت في
24/08/2011
'في
حضرة الغياب' يجد من يدافع عنه
ميدل ايست أونلاين/ دمشق
'إشادة متأخرة' من بعض النقاد والمقربين من درويش بالعمل بعد سيل من
الانتقادات اللاذعة طالت المنتج والمخرج.
مع إطلالة الشارة الرئيسية لمسلسل "في حضرة الغياب" الذي يروي حياة
الشاعر العربي الراحل محمود درويش، حمل مجموعة من الشبان في رام الله،
والبعض من الكتاب في سوريا أقلامهم وأصدروا البيانات الجارحة والانتقادات
اللاذعة لمنتج العمل الذي يجسد شخصية درويش الفنان فراس ابراهيم، متهمين
إياه بالإساءة إلى الشاعر الراحل.
وبعد مهاجمة العمل من قبل عائلة درويش وعدد كبير من المثقفين على
اعتبار أنه يسيء لشاعر كبير أفنى حياته في خدمة القضايا العربية، أشاد بعض
النقاد والمقربين من درويش مؤخرا بالمسلسل، مما يثير عددا من الأسئلة حول
سبب التبدل الكبير في الآراء وتوقيت نشرها (من قبل المكتب الصحفي للفنان
فراس إبراهيم) الذي جاء بعد عرض ثلثي العمل.
وتقول زوجة درويش حياة الحيني إنها أعجبت بالعمل بشكل كبير "وانني
أقوم بمتابعة العمل ثلاث مرات او اكثر يوميا, وبنظري الشخصي أن كل من نقد
العمل تسرع بشكل كبير, والصورة اختلفت تماما حتى أنني أعتبره أهم عمل عربي
لهذا العام, وانني كزوجة محمود درويش والأعرف بداخليه وصفات الراحل, أؤكد
اعجابي المطلق بكل ما قدم وأشكر كل القائمين على العمل واعتبره بكل صدق,
عمل متكامل يحتوي على كل العناصر, وإنه استطاع تحقيق كل المعادلات الفنية
لاظهار حياة الراحل بصورة ايجابية".
ويؤكد الاخ الاكبر للراحل أحمد درويش أن "القصة كانت رسالة حب لأخي
واشكر كل من قام على العمل لأنه قدم محمود بصورة ايجابية وقدم الحكاية
بطريقة متناسبة ولطيفة , وأنا ضد أي هجوم لاحق العمل خصوصا في حلقاته
الأولى لأنني اطلعت على قصة العمل قبل التصوير, وأحببت كل جملة كتبت
بالسيناريو, وكانت نية المنتج والممثل فراس ابراهيم صافية تجاه العمل وقدمت
بأفضل ما يمكن, واعتقد أن روح الشاعر مرتاحة لما قدم من عمل يحمل اسمه ضمن
حكاية هادئة كانت هدية لما قدم الشاعر عبر حياته الأدبية و الشعرية".
ويرحب صديق درويش المحامي غانم زريقات بالعمل ككل، ويقول "أحيي الفنان
فراس ابراهيم على كل ما قدم من أجل احياء ذكرى الصديق الراحل محمود درويش
وانا شخصيا معجب جدا بهذا العمل بكل الإمكانيات التي قدمت من اجل تقديم
الصورة بأبهى حلة , رغم كل الظروف المادية والصحية التي أحاطت بالفنان فراس
ابراهيم, الا انه أبى الا أن يرى العمل النور هذا العام ويمتعنا بمشاهد
فائقة الجمال".
ويضيف "توقعت الهجوم على العمل منذ الحلقة الأولى وهذه التهمة التي
ابتعدت عن محاربة العمل كانت ضمن حسابات شخصية بعيدة عن الحالة الفنية
للعمل, فكل من شارك بالعمل هم من اهم العناصر الفنية والدرامية من
الموسيقار مارسيل خليفة الى المخرج نجدة انزور الى أبطال ونجوم العمل, أخير
أقول إن العمل جدير بالاحترام وحقق نجاحاً فوق التصور".
ويقول الأديب المسرحي فرحان بلبل "تابعت بضعة حلقات من المسلسل، وكنت
في نفس الأثناء أقرأ في الصحف مقالات ناقدة بشدة للعمل، فكنت أستقرئ ما
يقصده الكتاب في الصحافة من كتاباتهم، لكنني، وللحقيقة، لم أجد أي رابط بين
نقدهم وبين الحقيقة التي نشاهدها على الشاشة".
ويضيف "المسلسل هو بحق من المسلسلات التي يمكن الاعتداد بها والثقة
بما يتم طرحه عن حياة المشاهير، وهو لم يأتِ بشيء من بناة أفكار الكاتب أو
المخرج، كما أنه لم يسىء لدرويش. المسلسل باختصار يأرشف ليس لحياة درويش
فقط بل لمرحلة هامة من تاريخ القضية الفلسطينية، وأنا عاتب على بعض الأقلام
التي استخدمت النقد اللاذع لمنتج العمل لأني لم أرَ في فراس إبراهيم ما
يُنقص من قدر درويش".
ويقول كاتب العمل حسن م يوسف "لن أتحدث بصفتي كاتب العمل للدفاع عن
الإخراج أو الإنتاج، فبإمكاني مثلا أن أدافع عن النص الذي كتبته وأكتفي
بذلك، لكن قناعتي بما يعرض على الشاشة من مشاهد أخاذة هي أن أدافع بما
أوتيت عن المسلسل ككل، وعن شخصية محمود درويش التي يجسدها الفنان فراس
ابراهيم".
ويتساءل يوسف "كيف يمكننا تقديم حياة المشاهير؟ وسؤال آخر: أليس ما
يريده عشاق أولئك المشاهير هو ألا تظهر عيوب عظمائهم"؟
ويضيف "في مسلسل 'في حضرة الغياب' يقدم المخرج والمنتج شخصية محمود
درويش وسلوكها الحسن ومحيطها العاشق لها، دون أي تطرق لسلبيات لا يمكن إلا
أن تكون قد حضرت في حياة الرجل، وهو اعترف في بعضها من خلال كتاباته
وأشعاره، بيد أننا لم نلاحق هذه السلبيات واكتفينا بتناول أعاجيب محمود
درويش إرضاء لروح الرجل ولعشاقه، ولنا نحن كمحبين له ولشعره وإبداعه".
وعن الجدل الذي رافق أداء فراس إبراهيم لشخصية درويش يقول يوسف "إن
فراس ابراهيم فنان له باع طويل في الدراما، وهو جاء بوجه درويش وعمل على
منح الصوت نغمة درويشية ترضي عشاق الرجل".
ويضيف "لا أعتقد أن هناك مشكلة، إلا المشكلات الشخصية، وهذا ما لا
يستطيع أحد تجاوزه وخاصة في هذا العصر".
ويقول الكاتب قمر الزمان علوش المتخصص بمسلسلات السيرة الذاتية "لا
أعتقد بالمطلق أن ما يقدم في مسلسل 'في حضرة الغياب' قد قلّ عما قدمناه في
مسلسل 'نزار قباني' الذي كتبته قبل سنوات قليلة ونال إعجاب الناس على
امتداد العالم العربي ، إلا أن السهام لم تنم في تلك الفترة، فخرج علينا من
ينتقد وبشدة كل شيء في المسلسل (المخرج وأنا والبطل تيم حسن)".
ويضيف "النص مكتوب بإتقان واحترافية عالية، وهو من النصوص التي يجب أن
تخلد في ذاكرة دراما السيرة الذاتية. وبالنسبة للإخراج، فليس على المخرج أن
يقدم أكثر مما يقدمه أنزور في المسلسل، وكذلك شخصية درويش التي يجسدها
الفنان فراس ابراهيم، فهي شخصية متعوب عليها من قبل ممثلها لأنه كان يعلم
أنه سيلاقي الكثير من النقد والنقد الشديد".
ويدعو علوش منتقدي العمل إلى التريث "فما كان عليهم أن يخرجوا ببيان
من أول ساعة، فهذا يضعهم موضع الشبهة، إن لم يكن الشك، وأتمنى أن تزول
الأزمة بانتهاء عرض العمل".
ويرى الفنان عبد الرحمن ال رشي أن فراس ابراهيم "ما كان ليأتي بمال
كبير ليصرفه على مسلسل فقط لكي يسيء إلى شخص رجل كبير وأحد أساطير القرن
العشرين في العالم العربي مثل محمود درويش. وليس هو فقط من لا يفعل ذلك، بل
إن المخرج والممثلين والناس الذين يحبون نجوم العمل، لن يفعلوا ذلك ولن
يسمحوا بذلك لأننا في عالم عربي مازال ينظر إلى مشاهيره نظرة القدسية".
ويقول الفنان أيمن زيدان "ليس من عادات الدراما السورية أن تسيء لأي
شخصية اعتبارية، عربية كانت أم عالمية، وكل ما تقدمه الدراما السورية، في
العادة، يكون معمولا بدقة فائقة لتجنب الدخول في أي سجالات جانبية تفسد
الكثير من الأهداف السامية التي انطلقت الدراما من أجلها".
ويضيف "أنا هنا مضطر، وبحكم أني من أهل الدار الدرامي السوري، للدفاع
عن مسلسل 'في حضرة الغياب' وذلك لعلمي وإلمامي بما يفكر به المنتج والفنان
المحترم فراس ابراهيم قبل أي مسلسل ينتجه وبخاصة عندما يكون عن مسلسلات
السيرة الذاتية".
ويتابع "شاهدت بعض الحلقات في المسلسل ، وفيه لم أجد ما يقل بأي شيء
عن أي مسلسل سير ذاتية ينتجه المصريون مثلا، أو مما أنتجه السوريون في
الماضي. النص رائع، والإخراج دقيق، وشخصية محمود درويش محترمة إلى الحد
الذي لا يجوز إهانة مجسدها، وأعتقد أن من كتب بيانات الإدانة قد استعجل
وسيراجع نفسه لاحقا ، وبخاصة أن المسلسل أصبح أمرا واقعا لا يمكن حذفه من
ذاكرة الدراما العربية".
ويقول المخرج نبيل المالح إنه لم يجد في المسلسل إساءة لمحمود درويش
"والهجمة التي تنال من فراس ابراهيم أراها غير مبررة، والسبب في ذلك أنها
تتناول عبارات تفيد بإساءة فراس لدرويش والإساءة لم تقع في أي مشهد".
وترى الناقدة كوليت بهنا أنه "لا يمكن لأي شركة إنتاج، حتى لو كانت في
هوليود، أن تصنع مسلسلا لسيرة أحد مشاهير العالم بدقة عالية وتفاصيل دقيقة
أو أن تأتي بشخصية تركب على وجه وجسد وحركة الشخصية التي يتناولها المسلسل
أو الفيلم.
وتضيف "العمل ليس مثاليا مئة بالمئة، لكنه أيضا لا يبتعد بشيء عن أي
عمل آخر من الأعمال التي اعتبرت خالدة في حياة دراما المشاهير، والأمور يجب
أن تصفى على طاولة حوار وليس عبر بيانات تكتب عن بعد وتقرأ عن بعد".
ميدل إيست أنلاين في
24/08/2011
الدراما السورية لا تحتاج لـ'خارطة طريق' لدخول الشاشات
العربية
دمشق - من لمى طيارة
الأعمال السورية لم تتأثر بالأحداث الأخيرة، وحمل معظمها سمة
الاثارة والعنف وتدني الاخلاق التي لا تتناسب مع شهر رمضان.
رغم الظروف التي تعيشها سوريا، استطاعت الدراما السورية ان تجد مكانا
لها على خارطة الشاشات العربية وخاصة الخليجية، ورغم بعض التخوف الذي كان
يروج له حول الامتناع المحتمل للقنوات الخليجية عن عرض أعمال سورية، الا ان
بعض تلك الاعمال (التي هي قليلة نسبيا هذا العام مقارنة بالاعوام السابقة)
حازت مكانا ضمن برامج تلك الشاشات، سواء الخليجية او المصرية او حتى
اللبنانية.
ونذكر من تلك الاعمال مسلسل "جلسات نسائية " للمخرج المثنى صبح من
تأليف امل حنا الذي تعرضه "روتانا خليجية" و"ام بي سي دراما"، ومسلسل
"الولادة من الخاصرة" للمخرجة رشا شربتجي من تأليف سامر رضوان الذي يعرض
على قناة "أبوظبي" بالإضافة لقناة "ميلودي دراما" المصرية.
وهذا يؤكد، دون ادنى شك، ان الفكرة التي كان يروج لها البعض وعلى
راسهم المخرج نجدت أنزور خاطئة حيث اشار في مقال نشر له أن "هناك قرار
سياسي اتخذ بشكل غير معلن بعدم شراء الأعمال السورية، اوعلى الأقل عرض سعر
بخس لا يتناسب مع قيمة هذه الأعمال التي عادة يتم التهافت عليها في موسم
رمضان".
ولكن الدراما السورية اثبتت انها ليست بحاجة لخارطة طريق لدخول تلك
الشاشات، بدليل ان عمل نجدت الاخير "في ظل الغياب" يعرض على عدة شاشات
عربية منها قناة الجديد اللبنانية التي وضعت عليه عبارة حصريا، رغم ان
العمل يعرض على قنوات عربيه اخرى ، ما يعني انه خضع لسوق العرض والطلب.
ويبقى السؤال المحير هل استطاعت تلك الحركات التي تعيشها المنطقة
العربية ان تغير من مضمون الاعمال الدرامية او ان ترفع من سويتها؟ والجواب
يأتي بطبيعة الحال بالنفي لان ما تقدمه الدراما السورية على الاقل ، مازال
يدور حول الفساد الاخلاقي والديني والمجتمعي ، فمسلسل"ولادة من الخاصرة"
على سبيل المثال يشابه الى حد كبير مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" الذي
اخرجته رشا شربتجي منذ اعوام وعرض بدوره كوجبة دسمة في شهر رمضان الكريم.
ويبدو ان هذا النوع من الاعمال التي تحمل طابع الاثارة والعنف وتدني
الاخلاق اصبح مستساغا ليس فقط للكتاب والمخرجين وشركات الانتاج وانما ايضا
للمشاهد العربي والسوري تحديدا، وربما يكون الجمهور وقع في فخ تلك الاعمال
وانجذب لها.
اما مسلسل " العشق الحرام" الذي كتبه بشار بطرس وتامر اسحاق واخرجه
الاخير فإنه يدور في خطه الرئيسي حول أحد المحرمات دينيا وهو "زنى المحارم"
ورغم ان التيمة الاساسية للعمل تم اخذها من فيلم ايطالي قديم يحمل اسم
"الحب الحرام" الا انه ما من شك -بحسب كاتبي العمل- فإن باقي تفاصيل العمل
اخذت من الحياة العامة ومن قصص حقيقية، تم دمجها جميعا لخلق عمل درامي
متكامل ولكنه في الحقيقة لا يتناسب مع الشهر الفضيل.
ورغم ان موضوع "زنى المحارم" من المواضيع المحرم التطرق لها سابقا
بهذا الشكل الفاضح في الدراما التلفزيونية، نظرا لقوانين السوق التي تحكم
بيع وتوزيع تلك الاعمال للقنوات الخليجية مثلا، الا ان كاتبي العمل لم
يأخذا على محمل الجد تلك الاسواق، حيث يشير تامر اسحاق صراحة ان "العمل
يتناول العلاقات العاطفية الخاطئة والمحرمة من الناحية الأخلاقية
والشرعية"، ولم يراعيا حرمة هذا الشهر الفضيل وقدما عملا منسوخا عن فيلم
اجنبي قد تكون احداثه واقعية ولكنها بعيده كل البعد عن مجتمعاتنا وثقافتنا.
ويجمع بين تلك الاعمال صفة التوثيقية رغم التفاوت في المستوى، وعلى
رأس تلك الاعمال مسلسل "الحسن والحسين"، وهو عمل ديني تاريخي تدور احداثه
حول حقبة مهمة من تاريخ الحضارة الاسلامية، وهو من تأليف محمد اليساري
ومحمد الحسيان وإخراج عبد الباري أبو الخير ومن إنتاج مشترك بين عدد من
الدول هي سوريا والمغرب ولبنان والإمارات والأردن ويجسد فيه خالد الغويري
دور الحسن ومحمد المجالي دور الحسين رضي الله عنهما، بينما يلعب رشيد عساف
دورالخليفة الأموي "معاوية بن أبي سفيان".
ورغم ان العمل تناول تلك الحقبة من تاريخ المسلمين بحيادية تامة كما
أنه تناول الأحداث دون ميل إلى المعتقد الشيعي، إلا ان توقيت عرضه كانت
سببا في الهجوم عليه، وقد ظهرت بوادر الهجوم على هذا العمل في العراق البلد
الذي يجمع في طياته الطائفتين (السنة والشيعة)، لدرجة ان المرجعية الشيعية
العليا في العراق برئاسة علي السيستاني أكدت تحفظها على عرض المسلسل خلال
شهر رمضان من قبل عدد من المحطات الفضائية العربية، باعتبار أنه سيزيد من
الاختلاف بين المسلمين بتعرضه لأحداث حساسة جدا في التاريخ الإسلامي.
بينما حصل العمل نفسه على نسبة مشاهدة عالية في كل من مصر، الدولة
التي يشكل نسبة السنة فيها العدد الاكبر من السكان بينما لا تشكل الطائفة
الشيعية منها رقما كبيرا، ورغم ان الأزهر الشريف في مصر اصدر بياناً يحذر
فيه القنوات المصرية من عرضه لأنه يرفض تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية،
كما أعلن أسامة هيكل وزير الإعلام المصري، رفضه التام لعرض المسلسل بعدما
حرم الأزهر مشاهدته، ووجه رسالة تحذير لجميع القنوات المصرية (التي أصرت
على عرضه) بالتوقف عن ذلك. الا ان العديد منها مازالت مستمره في عرضه ويلقى
نجاحا جماهيريا. اما المملكة المغربية فقد بقيت القناة السادسة مستمرة في
عرضه رغم تهديدات جامعة الأزهر برفع دعاوى قضائية ضد كل القنوات التي أعلنت
عن عرض المسلسل، وهو ايضا من ضمن الاعمال التي تلقى رواجا كبيرا في المغرب.
المسلسل المصري "رجل من هذا الزمان" من اخراج أنعام محمد علي وتأليف
محمد السيد عيد يروي قصة حياة العالم المصري الراحل الدكتور "علي مصطفى
مشرفة" أول مصري حصل على أعلى درجة في العلوم عن أبحاثه في الذرة والصعوبات
التي واجهها في عمله إلى أن تم قتله، ورغم ان مصر سجلت في تاريخها الحديث
بزوغ نجم العالم احمد زويل الا انها لم تنصف العالم علي مشرفة، ورأت مخرجة
العمل ان العمل "كان محظوظا بعرضه هذا العام خاصة في ظل حالة الحراك
المجتمعي الذي تعيشه البلاد عقب نجاح ثورة 25 يناير التي جعلتنا نعيد
الحديث عن أهمية العلم والعلماء ودورهما فى تقدم الأمم ورقيها".
وأضافت أن مسلسلها يعد الأنسب لجمهور ما بعد الثورة الذي لن يقبل على
الأعمال السطحية التي كان يسوق لها النظام السابق على حساب الأعمال الجادة.
وكل ما قد نعترض عليه هو عنوان العمل، فهذا الرجل من ذاك الزمان وليس من
هذا الزمان.
مسلسل "في ظل الغياب" الذي كتبه حسن م يوسف واخرجه نجدة انزور، وهو
اول مسلسل تلفزيوني يروي قصة حياة الشاعر الفلسطيني العظيم محمود درويش
الذي قام باداء شخصيته فراس ابراهيم، أثار زوبعة اعلامية كبيرة منذ الحلقة
الاولى، وربما منذ اللحظة التي اعلن فيها فراس ابراهيم الممثل المنتج نيته
في انتاج عمل عن محمود درويش يلعب فيه دور الشاعر نفسه.
فقد أبدت مؤسسة "محمود درويش" الثقافية التي تهدف منذ نشأتها على نشر
فكر وإبداع الشاعر الفلسطيني الكبير رفضها للعمل، كما دعا مجموعة من
المثقفين والمخرجين الفلسطينين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لوقف ذلك
العمل، ويبدو ان الرفض لهذا العمل لم يعد مقتصرا على رداءة النص والاخراج
كما يقول المعارضون للعمل، بل ان الامر يتعلق ايضا بالاداء السيء.
ميدل إيست أنلاين في
24/08/2011 |