مخطئ من يعتقد أن الثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان، مجرد نجومين
لمسلسل تلفزيوني كوميدي بعنوان «طاش ما طاش».
ومخطئ من يعتقد ان ما يقدمه هذا الثنائي هو فعل درامي يمكن مقارنته
بأي تجربة درامية اخرى.
ان حقيقة الامر، هي ابعد من ذلك بكثير.
فهذا الثنائي، الاكثر تميزاً في الساحة الفنية في الشقيقة المملكة
العربية السعودية، ليس مجرد «طاش ما طاش» بل انهما جزء فاعل من الحراك
الثقافي والفني في المملكة العربية السعودية، ومدخل حقيقي للتغيير.. ولكن
ضمن حوار منهجي وعقلاني تشارك فيه جميع القطاعات السياسية والاجتماعية من
اجل مستقبل الانسان في ذلك البدل.
ولو تأملنا خارطة الموضوعات والعناوين التي قدمت على مدى الايام
الماضية من شهر رمضان المبارك ضمن الجزء (18) من هذه السلسلة، نرى بوضوح
«الذهاب» المباشر لموضوعات اكثر مواجهة مع الواقع.. ومع قضايا تبدو بمثابة
«التابوات» وبالنسبة للاخرين للاقتراب منها.
ولكن القبصي والسدحان يذهبان اليها، وبكثير من العرض المباشر، وايضاً
اللغة المقرونة بالمواجهة.. والساخرة من الواقع.. والساعية الى التعرية..
والنقد والرغبة في التغيير.
في طاش «18» كم من العناوين والموضوعات شديدة الخصوصية والخصوبة، التي
تذهب مباشرة الى قضايا المجتمع السعودي، وهي لا تجامل.. ولا تسوف.. ولا
تتملق.. بل تضع المشرط على الالم.. والجرح.. والمشكلة.. في حوار متفجر..
عالي الشفافية.. حريص.. امين.. يعي المرحلة، ومتطلباتها.. والعمل بشكل
مشترك من اجل شيء من الحلول الايجابية.
حينما يذهب هذان الفنانان الى اي تجربة من تجاربهما السابقة واللاحقة،
فانهما يعملان على مدى عام كامل، مع ورشة من الكتاب، تضع العناوين والافكار،
وتعمل على صياغتها ضمن المنهجية الدرامية «الساخرة» التي يشتغلان بها..
فمهما حينما يستدعيان فكرة او كاتباً او حتى مخرج.. فهما يضعان كل تلك
المعطيات في بوتقة أسلوبها ومنهجها وهو يبدو للوهلة الاولى.. بسيطاً..
سهلا، ولكنه في حقيقة الامر فعل فنى يتطلب لياقة عالية في الكتابة، وايضاً
التمثيل والاخراج.. ومقدرة في الانتقال بين الشخصيات بالذات بالنسبة
للسدحان والقصبي.
تلك الورشة التحضيرية على صعيد الكتابة، تقوم باختزال جميع العناوين
التي تعيشها الساحة السعودية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. ليصار بعدها
الى الاشتغال على الفكرة، والذهاب الى الحدود المتاحة في الكتابة، الى بلوغ
السقف في الكتابة للتصدي لهذا الموضوع او ذلك، ضمن حوار مع اعلى القيادات
التي تؤمن بالدور الذي يضطلع به هكذا برنامج، او هكذا سلسلة تلفزيونية
استطاعت ان تقدم الوجه الايجابي للاعلام في السعودية فما يقوم به هذا
الثنائي وهذا البرنامج، يعادل مئات المطبوعات.. وعشرات الاصدارات ومثلها من
الملحقين الاعلاميين والصحافيين.. لاننا وباختصار شديد امام كوادر مبدعة،
اتيحت لها الفرصة للإبداع.. فأبدعت حباً للمملكة ومليكها.. وتميزت من اجل
دراما سعودية هي اليوم مصدر فخر واعتزاز.. ومن قبلها الاحترام محلياً
وخليجياً وعربياً.
ودعونا نتأمل شيئاً من حصاد «طاش 18» هذا العام، حيث التعرض لموضوعات
تبدو منذ الوهلة الاولى انها تثير الجدل.. وتحرك المياه الراكدة.. ولربما
تخلق ردود افعال متفاوتة.. على مبدأ «اللي على رأسه بطحة..» ولو كتب لأي من
القراء الكرام، وضع اسم «طاش 18» على محرك المعلومات غوغل.. فإنه سيجد كماً
من المعلومات وردود الأفعال حول هذه الحلقة او تلك. ونشير الى عدد من
الحلقات ومنها «الجن متهم بالفساد» وهو موضوع في غاية الحساسية، وحلقة
«تضرب» بقوة، و«تعري» بعنف و«تنقد» بقسوة، واحدة من القضايا الحساسة جداً،
التي تذهب الى القضاء .. ورجال الدين..و هي محاور صعبة.. تتطلب «ضوء
اخضر».. للتماس معها.. والتعامل مع معطياتها.. وحينما يأتي ذلك الضوء..
الذي يمثل ذلك الحراك الثقافي والابداعي السعودي، فإن «طاش 18» يأتي خصباً،
كما هو شأنه على مدى السنوات الاخيرة. ونتوقف عند حلقة «زيد اخو عبيد» حيث
كشف وسائل البنوك الاسلامية في التحايل على «الربا» وهي حلقة ثرية..
وصريحة.. ومباشرة.. وهي في الحين ذاته تذهب الى «عش النحل» وهذا ما يعلمه
الثنائي القصبي والسدحان، ولهذا يؤمنان للحلقة، كما التجربة بشموليتها
فريقاً متميزاً على صعيد الكتابة والاخراج والتمثيل.. ليحلقا ابعد من حدود
المفردة.. والصورة.
ولا ينتهي الأمر عند ذلك الحد. وتصل الى حلقة - الأموال المحرمة -
والفوائد البنكية.. وهنا أيضاً اشتغال على الموضوع ولكن من زاوية أخرى،
تمنح الموضوع ثراء.. وقيمة.. وعمق. ثم هنالك ميراث الأب الذي تحول الى وقف،
حيث التلاعب بالقوانين يعتبر مدخلاً لتشجيع الفساد.
وفي ذات المنظور الاقتصادي البحت، تأتي حلقة الشيكات من دون رصيد،
والبيروقراطية في استفحال المشكلة.. وأيضاً بطء الاجراءات يساهم في افلات
المجرمين من قبضة العدالة.
بل ان الحلقة، تذهب بعيداً، حينما تعقد مقارنات بين ذات الاجراءات في
دبي والسعودية، وهو أمر به كثير من المواجهة.. والحدة.. ولكننا أمام ثنائي
ارتضى ان يذهب الى الحد.. في كل شيء، في الكتابة.. والموضوع.. والقضايا..
وقبل كل هذا وذاك، التعبير عن الرغبة في التغيير الاجتماعي.
حتى حينما يذهبان الى القضية الاجتماعية البحتة، والذي نحسها في حلقات
«الابن يعلم اباه» فاننا نذهب الى ترسيخ القيم الحقيقية، ونقد جيل.. ونقد
مجتمع.. ونقد حالة.. ونقد اشكالية... ضمن سباق درامي عالي الجودة... حتى
رغم ان الحلقة ذات بعد اجتماعي محدود.. شأنها شأن حكاية الشقيقين
وزوجاتهما.. الا ان هذا الثنائي حينما يذهب حتى الى القضية الاجتماعية
الضعيفة، يحملنا الطرح.. والقضية.. وأيضاً المفاجأة، لتكون درساً.
هذا المنظور الاجتماعي، عند الثنائي السدحان والقصبي، يتحول الى بعد
شمولي، يدعونا الى الحوار.. والتأمل.. والدراسة.. والنقد..
فكيف بتلك الموضوعات الساخنة، التي ذهبت اليها الحلقات، سواء فيما يخص
القضاء.. والبنوك وقبول الآخر، في الحلقة الأولى على وجه الخصوص، والمستمدة
من تعاليم خادم الحرمين الشريفين الداعية الى قبول الآخر من أبناء المملكة
والمجتمع والأسرة الواحدة. وحتى لا ننسى في هذه الوقفة، ذلك الفريق الرائع
الذي شكل جغرافية الحلقات من كتاب وممثلين، مشيرين الى ان مع ناصر القصبي
وعبدالله السدحان هنالك كل من يوسف الجراح وعبدالله السناني وحبيب الحبيب
وعبدالله المزيني وحمد المزيني، وأيضاً كضيوف شرف الفنان الكبير محمد
المفرح ومحمد بخش وجميل علي وعبدالعزيز السكيرين وماجد مطرب فواز ونواف
الجابر.. ومن الممثلات هنالك الفنانة السعودية القديرة سناء بكر يونس
وأيضاً لطيفة الجرن وريماس منصور وروان عامر والهام الرشيدي وأسماء الحسن.
وعلى صعيد الإخراج، فقد اخرج محمد عايش 20 حلقة من حلقات هذه السلسلة،
بينما اخرج الفنان سمير عارف 5 حلقات.. ليصبح عدد الحلقات 25 حلقة، هو ما
سنشاهده هذا العام باذن الله.
وعلى صعيد الكتابة، بالاضافة الى ناصر القصبي وعبدالله السدحان، هنالك
سعد المدهش وعبدالعزيز المدهش الذين يمثلان جزءاً فاعلاً في ورشة الكتابة،
بالاضافة الى عبدالله بن بجاد.
ونشير الى عدد من عناوين الحلقات وهي: «برومر» و«سطو مسلح» و«التعايش»
و«تشليح» و«الوقف» و«المبتعثة» و«شيك في شيك» و«رجل دم» و«المصعد» و«زيد
اخو عبيد» و«جاك الجني» و«الاب الراشد» و«بدون وكيل» و«سكة سد» و«كيدهن
عظيم» و«انتاج محلي» و«خطك نصيبك» و«الحصار».
ومن خلال تلك العناوين نعرف الاتجاهات التي ستترك بها بقية الحلقات،
وهي تذهب دائماً إلى أهداف وقضايا، تأتي كتعبير حقيقي لنبض مجتمع.. وأمة.
لهذا نعود الى بيت القصيد.. لنؤكد أنه مخطئ من يعتقد بأن الثنائي
القصبي والسدحان هما مجرد «طاش» بل هما ابعد من ذلك.. بكثير... كثير.
وجهة نظر
حليمة
عبدالستار ناجي
نتحدث عن الاعلامية حليمة بولند، من خلال تجربتها الاخيرة في «حليمة
بارك» والتي تمثل تجربة تتطلب منا وقفة مصارحة.. قد تصل الى شيء من العتب..
ولربما القسوة.
وقبل ذلك نشير الى تجربة في غاية الاهمية، تتزامن مع خبر وفاة النجمة
العربية هند رستم، شاغلة الدنيا.. ونجمة الاغراء الاولى في السينما
العربية. لقد قررت تلك النجمة، وهي في عز نجوميتها.. وجمالها.. ان تبتعد عن
الاضواء .. ان تعتزل .. ان تذهب الى حيث اسرتها.. وبيتها.. وحيث تكون بلا
ماكياج.. او رتوش.. او كذب. وحينما رحلت.. ظلت صورتها دائما، كما أرادت،
تلك المرأة الجميلة، رغم انها توفيت وهي في بداية الثمانينيات من عمرها..
ولكن صورتها في ذاكرة المشاهد العربي، ظلت كما هي «نوسة» في باب الحديد..
والجمال الصارخ في «صراع في النيل» وهكذا. فلماذا تريد الاعلامية حليمة
بولند، ان تصر على الظهور على الشاشة وهي «حامل» وقد تغيرت ملامحها
بالكامل... وإن كنا نعتقد بأن ذلك امر شخصي، يرجع اليها ولكننا نظل نفضل ان
تحافظ تلك الاعلامية المتميزة على صورتها.. كما تحافظ هي على اسلوبها
(الخاص) في التقديم والدلع. ولكن الامر ليس في «حمل او ولادة» حليمة بولند،
بل فيما ذهبت اليه من برنامج، هو اقرب الى الهامش.. شيء ما بلا ملامح.
برنامج لا يمتلك المقدرة على الاجتذاب.. او الاضافة لرصيد المشاهد.. او حتى
لرصيد الاعلامية حليمة بولند، بالذات، بعد تجاربها السابقة، بالذات، مع
مركز تلفزيون الشرق الاوسط (ام. بي. سي) الذي طور علاقتها مع المشاهد، ليس
على المستوى المحلي، بل على المستويين الخليجي والعربي.
فلماذا تعود الى نقطة الصفر.
الى حيث الفعل الاعلامي والتلفزيوني البدائي.. والهامشي.. والساذج..
ونذكر، حينما عادت الراحلة هند رستم الى بيتها، فانها بذلك اوقفت
الزمن عند الصورة التي تريدها.. ويريدها من احبها وعشقها.. في جميع انحاء
العالم.
ولكن لماذا عادت الاعلامية حليمة بولند.. الى الصفر؟
سؤال لا اعرف عنه اجابة.
وعلى المحبة نلتقي
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
26/08/2011
بعض القنوات تواصل عرضه رغم اعتراض مرجعيات عدة
«الحسن والحسين».. الدراما لن تحل ألغاز الفتنة الكبرى!
شريف صالح
قبل رمضان بيوم استضافتني قناة «الإخبارية» السعودية للحديث حول الجدل
الدائر بشأن مسلسل «الحسن والحسين» - رضي الله عنهما -. وكانت المعلومات
المتوفرة لدي أن معظم المرجعيات سنية وشيعية متحفظة على المسلسل وضد عرضه،
وأن فريق العمل اعتمد على فتاوى فردية لعلماء أبرزهم الشيخ القرضاوي. وهنا
تختلط الحساسية الدينية الخاصة بالمسلسل مع نقده وتقييمه كدراما مثل أي
مسلسل آخر.
بداية لا أضع نفسي موضع الفتوى، ولا حتى التعقيب على من أجازوا أو
منعوا، وإنما ثمة تساؤلات كثيرة تفرض نفسها، سأحاول طرحها في نقاط محددة:
- وزير الثقافة والإرشاد الإيراني سيد محمد حسيني أدان عرض المسلسل،
والأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية وقد رأيت بنفسي الأمين العام للمجمع
الشيخ علي عبد الباقي على قناة دريم معترضاً بشدة على عرضه، والأشراف في
مصر، والمفكر أحمد راسم النفيس.. وفي السعودية نفت هيئة كبار العلماء -
أعلى هيئة دينية - ممثلة في الشيخ قيس المبارك إجازة المسلسل، كما نشرت
تقارير عن تحفظ سماحة السيد علي السيستاني عليه.. فمن الذي سمح بعرضه؟ وكيف
تم تمريره؟ وإذا كانت تلك المرجعيات لا تملك الضبطية القضائية المباشرة
لصون الدين وعدم وقوع فتن بين المذاهب، في جميع وسائل الإعلام المرئي
والمسموع والمكتوب، العام والخاص.. فهذا أمر خطير، سيفتح باباً لضعاف
النفوس والانتهازيين لاستغلاله.
- هناك ضرورة للتفرقة بين الدراما التاريخية والدراما الدينية،
فالأعمال التاريخية تتعلق بشخصيات عامة برزت في مجالات مختلفة، مثل مسلسل
الملك فاروق أو «الأيام» عن طه حسين، ومثل هذه الأعمال لا تخلو من لجان
تاريخية تدققها وتجيز نصوصها، ومع ذلك لا تخلو من جدول حول طرق التناول..
فمن باب أولى أن تكون اللجان الخاصة بالأعمال الدينية أكثر صرامة وحذراً،
وهنا لا يندرج مسلسل «الحسن والحسين» في إطار كونه عملا تاريخيا، لأنه
ببساطة يتناول شخصيات كبار الصحابة وآل البيت، وهم جزء من عقيدة المسلمين
جميعاً. وطالما كان للعمل الدرامي هذه الصبغة الدينية الواضحة فمن الأفضل
أن تكون هناك لجنة متعددة المرجعيات على أعلى مستوى وذات أفق مستنير،
لإجازة النص وتدقيقه، ثم رؤية العمل مرة أخرى بعد تنفيذه وإجازة عرضه.. لأن
مشهداً واحداً في مثل هذه الأعمال «الدينية» قد يقيم الدنيا ولا يقعدها.
- نعاني كمسلمين من فوضى الفتاوى، وصحيح هناك فتاوى راسخة عن عدم
تجسيد الأنبياء جميعاً عليهم السلام، والصحابة العشرة المبشرين بالجنة..
لكن من الضروري أن يسأل المفتون أنفسهم: ألا يمتد تحريم التجسيد لزوجات
النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وأحفاده، وكذلك كل من بشر بالجنة من
الصحابة؟ وإلا ما معنى أن «الحسن والحسن سيدا شباب أهل الجنة»؟!
- جزء آخر من الاعتراض الديني، خلاف النهي عن تجسيد الأنبياء والصحابة
المبشرين بالجنة، يتعلق ب «التمثيل» أي طريقة وكيفية أداء الممثل نفسه
للشخصية الدينية. وهذا أمر ليس ثانوياً، فمثلاً اعترض كثيرون لأن «اللمبي»
غنى أغاني السيدة أم كلثوم بطريقة هزلية ومبتذلة! ما يكشف أن طبيعة تمثيل
أو إعادة إنتاج شخصية اعتبارية قديماً أو حديثاً، قد يترك تأثيراً عظيماً
وإيجابياً، وقد يترك تأثيراً هزلياً وسلبياً. ولو قسنا ذلك على الدراما
سنجد أن ممثلين كباراً قدموا شخصيات مهمة بطريقة أعطت لهذه الشخصيات قيمتها
واعتبارها، ففي العام 1952 قدم الممثل أنور أحمد دور عمره في فيلم «مصطفى
كامل» وآثر الاعتزال بعدها، لأنه من وجهة نظره - وهو محق - لا يقبل على
نفسه بعد أن جسد شخصية زعيم وطني أن يؤدي أدواراً تافهة تنتقص من قيمة
الشخصية التي ارتبطت به تمثيلا. على عكس ما فعل حسن يوسف الذي اجتهد في
أداء شخصية الشيخ الشعراوي وبعدها كانت سقطته في دور المزواج في مسلسل
تجاري هو «زهرة وأزواجها»!
ومن الممثلين الذين برعوا في أداء الشخصيات التاريخية محمود مرسي
«العقاد»، أحمد زكي «طه حسين»، صابرين «أم كلثوم»، وعالميا أنتوني كوين
«عمر المختار»، ودينزل واشنطن «مالكوم إكس»، وبن كينغسلي «غاندي» وغيرهم.
هذه المسألة الدرامية الشائكة ترتبط بأمرين: قدرة الممثل على أن يحافظ
على رمزية الشخصية وقيمتها الروحية، وعدم ارتباطه لاحقاً بأدوار تافهة
خصوصا إذا كان للشخصية رمزيتها الدينية. وهنا تشترط بعض شركات الإنتاج في
تعاقدها عدم قيام الممثل بأدوار قد تنتقص من عظمة الشخصية التي جسدها.
ولهذا السبب طالب الفنان نور الشريف الأزهر بالسماح له بتجسيد «الإمام
الحسين ثائراً» وبعدها يعتزل التمثيل.
أما الأمر الأول وهو قدرة الممثل على أن يحافظ على رمزية الشخصية
وقيمتها فأقول بكل وضوح ان الممثلين محمد المجالي في دور «الإمام الحسين»
وخالد الغويري « الإمام الحسن» أبعد ما يكونا عن الهيبة والقيمة الروحية
الخاصة بالإمامين، وظهرا في الحلقات الأولى كأي شابين يثرثران حول ما يدور
حولهما. وهنا التأثير السلبي القاتل للدراما فهي بدلاً من أن تعيد لرمزية
الشخصية قوتها وقيمتها، تخصم بالسلب من رصيدها في نفوس محبيها، هذا إذا
افترضنا أنهم تأثروا بالمسلسل.
- ما أشرنا إليه يفرض سؤالاً: ما المغزى إذن من تجسيد سبطي النبي -
صلى الله عليه سلم؟- هل أضاف إليهما؟ لا أظن.. الحوارات الدرامية كلها، على
طولها ومللها وتقطيعها بطريقة مفككة، لا تحمل سوى رسالة واحدة تلح على صناع
العمل: علي كان عظيماً، عثمان كان عظيماً، طلحة والزبير كانا عظيمين،
معاوية كان عظيماً.. إذن ما المبرر الدرامي للعمل إذن؟ ولماذا وقعت الفتنة
إذن؟ وما الإضاءة التاريخية والدرامية على ألغاز الفتنة، غير اجترار
«حواديت» بعضها مشكوك أصلا في وقوعها! فمثلا محمد بن أبي بكر كان أحد
المتحمسين ضد عثمان رضي الله عنه ونسبت إلى الخليفة رسالة تطالب والي مصر
بقتله، فلماذا إذن أصرت أخته أم المؤمنين عائشة على القصاص من قتلة عثمان؟
ألا تجعلها رابطة الدم على الأقل أكثر ميلاً إلى معسكر الإمام علي؟ فلماذا
انضمت إذن إلى معسكر خصومه؟ لا توجد إضاءة طبعاً!
ـ الدافع الوحيد وراء العمل أن كل الفتن التي تعرض لها المسلمون ـ سنة
وشيعة ـ منذ 35 هـ وحتى 1432 هـ سببها اليهود، فعبد الله بن سبأ هو العقل
المدبر للفتنة، وهو من أوقع بين الصحابة الكبار، وبين الأمويين والهاشميين،
وكل المعارك والشهداء والاتهامات كان يحركها رجل واحد تلاعب بصحابة من وزن
علي وعثمان وطلحة والزبير؟ هل يعقل هذا؟ وما المفيد إذا ظللنا نرجع كل
أزماتنا ونفسرها تفسيراً جاهزاً بأنها مؤامرة علينا قادها في البداية
اليهودي الذي أسلم نفاقاً ابن سبأ ويقودها ضدنا اليوم أحفاد أحفاده؟
بالتأكيد كان للفتنة أسباب كثيرة معقدة دينية واجتماعية وسياسية يطول
شرحها، غير عبقرية ابن سبأ! هذا عدا الخلاف التاريخي المعروف حول حقيقة هذه
الشخصية وقول مؤرخين ثقات انها شخصية وهمية والروايات المنسوبة إليه منقولة
عن كاذب!
ـ إذن المسلسل على المستوى الفكري لا يضيف جداً عدا إلقاء الفتنة
الكبرى على «شماعة» شخص يهودي مشكوك في وجوده. وعلى المستوى الدرامي يتسم
بالملل وعدم ترابط المشاهد وأخطاء خاصة بالأزياء واللوكيشن وافتقاد الحبكة
الدرامية، فالمسلمون جميعاً كانوا على أعظم حال لولا ابن سبأ الشرير!
Sherifsaleh2000@gmail.com
النهار الكويتية في
26/08/2011
قالت إنها حملت مرتين من المخرج علي بدرخان
شقيقة سعاد حسني: السندريلا تزوجت عبد الحليم حافظ بعقد
رسمي
داليا حسنين -
mbc.net
أكدت جانجاه شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسني أن السندريلا تزوجت عبد
الحليم حافظ في أوائل الستينيات بعقد زواج رسمي، وأن والدتها رأت قسيمة
الزواج، كما أنها حملت مرتين خلال زواجها بالمخرج علي بدرخان، لكن لم يكتب
لها الإنجاب.
وفي الوقت نفسه، كشفت أن الرسالة التي أرسلتها شقيقتها إلى صفوت
الشريف في مهرجان القاهرة السينمائي عام 1999 وحُذف جزء منها؛ هي سبب
قتلها.
وقالت جانجاه، في مقابلةٍ مع برنامج "الشعب يريد" على قناة "القاهرة
والناس" الفضائية، الخميس 25 أغسطس/آب: "سعاد كانت متزوجة بعبد الحليم حافظ
في أوائل الستينيات.. وقسيمة الزواج كانت معها في لندن.. ووالدتي الله
يرحمها رأتها".
وأضافت: "ادعاء البطل المصري أحمد الهوان الجاسوس المزدوج بين مصر
وإسرائيل، أنه تزوج سعاد عرفيًّا لمدة ثمانية أشهر؛ لا أساس له من الصحة؛
لأنه من غير المنطقي أن تكون متزوجة بعلي بدرخان وتتزوج مرة ثانية. وإذا
كان تزوجها، فأين قسيمة الزواج؟! أعتقد أنه يريد الشهرة بعدما ابتعدت
الأضواء عنه. وسأرفع قضية ضده".
وكشفت شقيقة الفنانة الراحلة عن أن سعاد حملت مرتين من زوجها علي
بدرخان، لكن لم يكتمل الحمل للأسف؛ بسبب طلب الأطباء منها الراحة، في الوقت
الذي كانت لديها التزامات عمل فيه، وكانت تبذل مجهودًا كبيرًا، مشيرةً إلى
"أن السندريلا كانت تحب الأطفال جدًّا، وتتمنى أن يكون لديها طفل، وكانت
هوايتها شراء ملابس الأطفال، ثم تهديها أطفال الأسرة".
نبيلة عبيد
وشددت جانجاه على أن الجملة التي حُذفت من رسالة السندريلا التي
أرسلتها إلى وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، خلال تكريمها من مهرجان
القاهرة السينمائي في عام 1999، والذي كان يرأسه الفنان حسين فهمي في ذلك
الوقت؛ كانت سببًا في قتلها، مشيرةً إلى أنها لا تعرف هذه الجملة، لكنها
ستعرفها عندما تسترد هذا الشريط من إدارة مهرجان القاهرة.
وأكدت أنها لو تملك دليلاً على أن صفوف الشريف هو الذي قتل شقيقتها
منذ عام 2001 لاتهمته بهذا الأمر، نافيةً أن يكون سجنه بعد الثورة هو الذي
دفعها إلى توجيه الاتهام له.
وأوضحت أنها لم تتهم نبيلة عبيد بالاشتراك بشكل غير مباشر في قتل
السندريلا بنقلها رسالة من صفوت الشريف تقول لها: "لا تكتبي مذكراتك"،
مشيرةً إلى أنه ليس لديها دليل على هذا الأمر، وأن التحقيق قد يتثبت منه،
لكنها لفتت إلى أن نبيلة كانت موجودة في المستشفى خلال الفترة التي كانت
فيها سعاد.
نادية يسري
وشددت شقيقة الفنانة الراحلة على أنها منذ اللحظة الأولى لم تصدق أن
سعاد انتحرت، لافتةً إلى أنه لا يوجد تقرير من الشرطة البريطانية، مثلما
تردد مؤخرًا، يتهم ثلاثة أشخاص عرب بقتل سعاد، خاصةً أنها صاحبة الدعوى،
وأن القضية لا تُفتح إلا بطلب منها حسب القانون البريطاني، فضلاً عن أن لم
تتلقَّ تقارير، ومحاميها الإنجليزي لم يبلغها بشيء.
واتهمت جانجاه صديقة السندريلا نادية يسري بالتورط في مقتلها، خاصةً
في ظل تضارب أقوالها ووقوع الجريمة في بيتها، ومحاولة إثباتها أن سعاد
انتحرت ولم تُقتل، لافتةً إلى أن شقيقتها لم تكن مقيمةً مع نادية يسري،
وأنها لم تزرها طول السنوات الأربعة التي قضتها في المصحة إلا ثلاث مرات،
والرابعة هي التي قُتلت فيها؛ إذ استدرجتها إلى شقتها من أجل قتلها.
وأشارت إلى أن المحامية برلتني عبد الحميد هي من اتهمت محسن السكري
بقتل سعاد حسني؛ لأن اسم المرحومة جرى تداوله في التسجيلات التي سُجلت بين
السكري وطلعت مصطفى في قضية مقتل سوزان تميم، لافتةً إلى أن المحامية تخيلت
وشكت أن يكون السكري هو الأداة المستخدمة في القتل.
ونفت شقيقة الفنانة الراحلة أن تكون استفادت من قضية سعاد حسني
ماديًّا. وشددت على أنها أنفقت أكثر من نصف مليون جنيه على قضية السندريلا،
نافيةً كل ما يقال من أن سعاد كانت "تشحت" في لندن. ونوهت أن سفير مصر
بلندن كذب هذا الأمر، والصحفية اعتذرت عنه وقالت إنها كانت تستعطف بكلامها
الحكومة المصرية حتى تعالج السندريلا.
الـ
mbc.net
في
26/08/2011 |