في الفن، ربما يختار الفنان ـ لاسيما ان كان صاحب كاريزما ضخمة وجماهيرية
واسعة أن يتخذ ساترا عن الشأن العام ويحتمي بحب الجمهور، خوفا على نجاحه
واستمراره على العرش الفني من هزات لا تحمد عقباها. غير ان البعض لا يمشي
في ذات الاتجاه، وانما يتخذ الاتجاه المعاكس، ليقول رأيه في الشأن العام
صريحا قاطعا، وليلتحم بهموم الناس وأحلامهم سواء من خلال أعماله الفنية أو
من خلال تصريحاته المباشرة.
عادل امام الملقب بالزعيم، زعيم الفن في مصر من هذا النوع الثاني، بل انه
على رأس الفنانين المصريين الذين لا يؤثرون السلامة. من هنا تطاله سهام
كثيرة دوما.. تحاول النيل منه فلا يزداد الا قوة وجماهيرية.
وفي الايام الماضية كان عادل امام هدفا لسهام حاولت النيل منه مجددا، كونه
أعلن بصراحة انه سوف ينتخب السيد جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطني
الحاكم ونجل الرئيس مبارك اذا رشحه الحزب في الاستحقاق الرئاسي في 2011، ما
عرّضه لهجوم حاد من نفر من الكتاب، وصل الى حد التجريح الشخصي في مقالات
ببعض الصحف المصرية الخاصة، رد عليها انصار عادل امام بحديث معاكس عن حقه
في انتخاب هذا او ذاك من المترشحين وبالدفاع عن قيمته كفنان.
هكذا صار اسم عادل امام طرفا في معركة سياسية، وجزءا من استقطاب بين طرفين
متضادين سياسيا. وعادل امام لم يكن يقصد ذلك.. هو دوما يقول كلمته ويمضي،
مهما يكن حجم الحرج او التحرج، ويدلي بدلوه في اخطر القضايا مهما تكن
العواقب، حتى لو كانت اصدار حكم بإحلال دمه كالذي اصدره ابو مصعب الجزائري
زعيم تنظيم القاعدة بالجزائر في كانون الثاني يناير الماضي. لم يخش عادل
امام شيئا بل سخر من مهدري دمه.
هو اليوم يصف ناكري حقه في انتخاب جمال مبارك وفي ان يقول رأيه في السياسة
بأنهم جهلاء، ويتندر بمن يحترفون النضال باسم الحرية، فيما واقعهم يؤكد
انهم يصادرونها.
انها حلقة جديدة في فنّ عادل امام وكاريزمته، تلك التي ترسخت بأشرطته
السياسية ضد الارهاب وضد الفساد في الثمانينيات والتسعينيات. وهو في هذا
الحوار يبدو كعادته ساخرا من خصومه كاشفا لهم.. ويثير عددا من المفاجآت في
مقدمها انه مصرّ على رأيه في ما يتعلق بانتخابه لجمال مبارك حال ترشحه،
وانه عازم على انجاز شريط سينمائي عن المفكر المصري د. نصر حامد ابو زيد
المحكوم قضائيا بتفريقه عن زوجته والمقيم بهولندا، وشريط سينمائي بعنوان
«فرقة ناجي عطا الله» يقوم من خلاله بتشريح الاوضاع العربية الراهنة على
مرآة الصراع العربي الاسرائيلي، فإلى نص الحوار:
·
[ تتعالى الأصوات هذه الأيام
مطالبة عادل إمام بالكف عن الحديث في السياسة، والامتناع عن ان يدلي بدلوه
في الشأن العام.. بماذا تفسر هذه المطالبة وبماذا ترد عليها؟
ـ هذا كلام الجهلاء، والغريب أن من أدلى بهذا الرأي هو رئيس لجنة الحريات
في نقابة الصحافيين (الصحافي محمد عبد القدوس) وهو صديق ورجل طيب، ولا بأس
به.. ولكن لا أفهم انتشار هذه المقولة على هذا النحو، لاسيما أنها ليست
المرة الأولى التي يدعو فيها البعض الى اسكات صوتي: هل يحتقرون في قرارة
أنفسهم مثلا مهنة التمثيل، ويرون ان الممثل لا ينبغي له أن يشتبك مع الشأن
العام؟
·
[ محمد عبد القدوس نفسه له عمود
شهير اسمه «في الفن» ودائما يبدي احتراما للفن في كتاباته؟
ـ وجدّته كانت فنانة عظيمة هي السيدة فاطمة اليوسف.. وجده محمد عبد القدوس
كان فنانا، ووالده إحسان عبد القدوس كان مثقفا وفنانا كبيرا، ومعظم رواياته
تحولت لأشرطة سينمائية ومسلسلات، وكان ليبراليا.
وأنا كممثل اشتغل بالسياسة، من خلال أعمالي الفنية. هم يريدون أن يحجروا
على رأيي.. لماذا من الممنوع أن أتحدث في السياسة، أليست لي حقوق المواطنة
الكاملة؟
·
[ربما لأنك حين تتحدث في السياسة
تتحدث في أمور بالغة الحساسية؟
ـ أنا أتحدث في الشؤون التي تهم رجل الشارع، الذي هو عصب جمهوري الحقيقي في
أشرطتي السينمائية وفي المسرح كذلك، أتحدث في السياسة من دون تنظير، ومن
دون أن ابتغي منصبا من وراء ذلك، ولا اريد أن أكون وزيرا أو عضواً في مجلس
شعب .
·
[ كلامك ربما ليس على هوى البعض؟
ـ وهل ثمة في السياسة ما عليه إجماع؟ من المؤكد انه سيكون على هوى البعض
وليس على هوى البعض الآخر.
·
[ مثلا قضية «التوريث» كما
يسميها البعض ويعنون بها تولي السيد جمال مبارك الرئاسة في الانتخابات في
العام 2011، البعض من جمهورك ربما يتصور أنك كان من المفترض أن تقف ضد هذا،
خصوصا انك لم يورثك أحد الفن ولا الموهبة ولا الفرصة بل لم تساعد ابنيك
رامي المخرج ومحمد الممثل حين دخلا الفن؟
- انت لا تستطيع ان تفصل هذا كله عن السياق العام، فبعد المبادرات الحزبية
التي اضطلع بها الرئيس في السنوات الأخيرة، صار من حق كل حزب أن يرشح من
يمثله في استحقاق الانتخابات الرئاسية، وفي كل دولة في العالم ثمة شروط
لترشحك للرئاسة، لكيلا يصبح الأمر فوضى مفتوحة لمن هبّ ودب، فما المانع
مادام جمال مبارك مستوفيا لهذه الشروط ولاسيما اذا رشحه الحزب في
الانتخابات القادمة، من ان يترشح ومن ان ينتخب ومن ان اقول انا انني
سأنتخبه؟ ما المانع من ان انتخبه انا شخصيا ومن ان ينتخبه الناس؟ أليست
لديه حقوق المواطنة كاملة ؟ ثم انا لا أرى غيره على الساحة، من اليوم لامع
ولديه قدرة حقيقية وبرنامج حقيقي غير جمال مبارك؟ أحزاب المعارضة ترفض فقط
وتهدم برامج الحزب الوطني الحاكم فقط وتكتفي بذلك، لكن أين البرنامج الذي
يمكن لي على أساسه أن أساندها؟ هل يعيب جمال مبارك كونه ابن الرئيس؟
أبدا..وربما بالعكس هذه ميزة مهمة فيه.
·
[ بمعنى؟
ـ بمعنى انه كونه ابن الرئيس، فإن هذا جعله يمكث طويلا داخل أروقة العمل
السياسي، وبالتالي اكتسب دربة وخبرة لم تتح لغيره، وبالتالي فهذه ميزة
وليست عيبا.
أيضا جمال مبارك تمكّن خلال الأعوام السابقة ومن خلال أمانة السياسات التي
يتولاها داخل الحزب الوطني الحاكم، من أن يطرح نفسه كسياسي ولديه برامج
حقيقية وواقعية ومشتبكة مع هموم الجماهير.
·
[ كل هذا وانت لست عضوا بالحزب
الوطني..؟
ـ نعم لست عضوا بالحزب.
·
[ لماذا؟
ـ انا لست حزبيا، انا عندي ما هو أقوى من جميع الأحزاب، في هذا الحزب
استطيع ان اتكلم من دون سقف محدد ومن دون التزام حزبي، واستطيع من خلاله أن
افتح كل الملفات الحساسة كما أشاء، وادلي فيها برأيي..
حين تشاهد شريطي «كراكون في الشارع» الذي يمثل مأساة الاسكان في
الثمانينيات والتي اضطرت الأسرة ان تسكن في مقبرة، كوميديا سوداء تقول كل
شيء؟؟عندما تشاهد شريط «الواد محروس بتاع الوزير» تر مباراة حقيقية بين
عسكري بسيط وساذج وبين وزير، شريط يوصف بأنه كوميدي ولكنه سياسي بالدرجة
الاولى.
هناك ايضا الاشرطة السياسية الحقيقية مع وحيد حامد وشريف عرفة، انا لست
«مضحكاتي» وفي نفس الوقت لا أنظر ولا القي خطبا في أشرطتي.
·
[ لماذا لم تلتحق بحزب التجمع
المعارض التقدمي مثل فنانين كثر؟
ـ زعيم الحزب السيد خالد محيي الدين كانت هناك خلافات بينه وبين السادات،
وكان السادات في أواخر السبعينيات على خلاف مع كل الأطراف تقريبا، وانا
الذي عرضت على محيي الدين ان التحق بالتجمع لكنه رفض وقال لي لا داعي لهذا
الان، وانا حريص عليك.
·
[ ولم يُعرض عليك دخول الحزب
الوطني؟
ـ لا.
·
[ وهل عرضت عليك حقا عضوية مجلس
الشورى مؤخرا؟
ـ كانت هناك ترشيحات وعروض، لكن انا لا استطيع ان اجلس ثلاث او أربع ساعات
على كرسي في المجلس، معظمهم لديه انزلاق غضروفي..! كما قلت لك انا سياسي من
خلال الفن.. لا من خلال احزاب او من خلال برلمان.
يبدو لي احيانا ان البعض فهمني بصورة خاطئة، بعد ان قدمت اشرطة كثيرة ضد
الارهاب وضد الفساد، ففهم البعض انني ضد النظام انا لست ضد النظام. انا ضد
مظاهر الامراض الاجتماعية كلها، ولست ضد النظام..البعض الآخر فهم انني جزء
من السلطة، ونسوا انني فنان من حقي ان يشاهدني رئيس الجمهورية ورئيس
الوزراء ووزير الداخلية..!
انا حين أحارب الإرهاب في اشرطتي، لا أكون مع النظام ولا ضده، وحين اقدم
شريطا مثل «حسن ومرقص» يدعو للوحدة الوطنية، يقال عني أنني أروّج لأطروحات
السلطة، لا.. انا اروّج إطروحات وطنية عمومية ارى انها تمثل مصلحة هذا
البلد، فكيف يفهمون الأمور كذلك؟!
تصور انني في شريط «السفارة في العمارة» تعرضت لمأزق وكدت اذهب الى
المحاكم، واستعدوا علي أقارب أمل دنقل، لمجرد ان ثمة شخصا مسطولا في احداث
الشريط ينشد قصيدة أمل دنقل الشهيرة «لاتصالح» بلسان السكران؟ واتهموني
بالإساءة لهذا القطب الشعري الكبير؟ انا اكثر ممثل عربي رُفعت ضده دعاوى
قضائية، في احداها حكمت بثلاثة اشهر سجنا، بسبب الاتهام بالسخرية من القضاء
في مسرحية «شاهد ما شافش حاجة».. هناك كثير من المحامين وبعضهم طلاب شهرة
ليس الا، وبعضهم يمارس ذلك باسم الدين، لا أعرف من اين أتوا بتوكيل عن
الدين؟
هذا يذكرني بمأساة المفكر الكبير د. نصر حامد أبو زيد الذي اختار ان يهرب
الى هولندا منذ نحو 14 عاما بسبب حكم قضائي بتفريقه عن زوجته وبإحلال ماله
ودمه، وتأثرت بمأساته جدا وفكرت ان اصنع عنه شريطا سينمائيا لكنها فكرة
مؤجلة.
·
[ هل قابلت الدكتور نصر؟
ـ نعم قابلته وزارني في المسرح اكثر من مرة هو وزوجته، وهذا الباحث العظيم
للاسف تعرض لهذا المصير المأساوي.. وحين يأتي لبيته في مدينة السادس من
اكتوبر يأتي خفية لكيلا يجد من يتربص به ليقضي على حياته. قبل ذلك وفي
العام 1994 تعدى شاب جاهل باسم الدين على شيخ الرواية العربية وأديب نوبل
نجيب محفوظ وذبحه في الشارع في رائعة النهار، من هنا صنعت شريط
«الارهابي».. لأني شعرت بتعاظم الخطر على العقل المصري والعربي كله.
·
[ مشهد مطاردة المفكرين
والمثقفين يزعجك؟
جدا.. للأسف المفكرون والمثقفون والادباء الحقيقيون مطاردون او مصادرون او
هاربون الى الخارج او يضيق عليهم في اكل العيش، اما المزيفون فوصلوا الى
المناصب والمشروعات والأرصدة الضخمة.
·
[ اليس هذا مخيفا؟
ـ الراحل الكبير رجاء النقاش، المثقف العظيم والكاتب البديع مات مثلما عاش
لم يراكم في ارصدته دولارا واحدا زيادة، هذه هي وضعية المثقف الحقيقي في
مجتمعنا.. وكنت اتمنى ان يكتب لي النقاش مذكراتي وهذا باختياري وكان موافقا
لكن رحيله ألغى الفكرة.
ابني المخرج رامي يحاول اقناعي بأن يأتي بكاميرا ويضعها امامي ويتركني
احكي..انا اهتم فقط بالسينما، وخصوصا مشروع ابو زيد ومستعد ان اذهب الى
هولندا واجلس معه واقنعه بالشريط.
·
[ في حكيك الليلة نغمة اعتزال؟
ـ لا.. انا انظر دائما لسيرة رجل كمحمود المليجي كان جالسا على منضدة ينتظر
التحضير لمشهد جديد في البلاتوه فمات، وليلى فوزي التي ماتت خلال تصوير احد
الاعمال الفنية. أنا أعمل دون النظر لفكرة الاعتزال واتمنى ان اموت وانا
اعمل مثل هؤلاء العظماء.
حياتي كلها هي التمثيل، لا يمكنك ان تتصور ماذا تكون حالتي وانا مثلا بصدد
التحضير لشريط سينما..الشريط الأخير «بوبوس» لا اتذكر عدد النسخ التي
عدّلناه فيها، ربما 11 نسخة، ثم المراجعة ثم العيش في الشخصية ثم التصوير
ذاته، لا اترك الشريط الا حين يصبح جاهزاً تماما للعرض في الصالات
السينمائية..هذه هي حياتي.
وكذلك في المسرح الذي حين ارتبط به تتحول حياتي كلها الى عرض مستمر، ويصبح
المسرح بيتي ويصبح الممثلون جزءا من أسرتي ..لا اعرف طعما للحياة من دون
هذه الحالة، لذا فالاعتزال عندي يرادف الموت.
·
[ هل ثمة مشروع مسرحي جديد؟
ـ نعم.. وهناك في السينما مشروع ايضا.
·
[ ماذا عنه؟
ـ اسمه «فرقة ناجي عطا الله»، وهو يدور حول رجل مصري كان يعمل في السلك
الدبلوماسي في اسرائيل، وكان يجلس في «كوفي شوب» واذا بجواره اسرائيلي من
اصل مصري، واخذ هذا الرجل يجاذبه اطراف الحديث.. المهم انه كانت له تعاملات
مع احد البنوك هناك، وفكر في ان يسطو على البنك، فاستقال من وزارة الخارجية
المصرية ونزل الى مصر واختار خمسة شبان ليساعدوه في المهمة الصعبة، ومن
بينهم فتاة فلسطينية في المقاومة ستلعب دورها هند صبري، وبدأوا يدخلون الى
اسرائيل من خلال انفاق بين غزة ورفح المصرية، واكتشف ان هناك مئات الأنفاق
وان الدخول للفرد الواحد بثلاثة آلاف دولار اميركي. وبعد اجتياز الانفاق،
ووقوع احداث غزة الأخيرة.. وصلوا الى اسرائيل، ويسطون على البنك فعلا،
ولكنهم يحارون بالمال فيصلون الى الحدود الاسرائيلية اللبنانية، وقيل لهم
هناك ستجدون وراء الجبل من يخرجونكم ويساعدونكم، وقاسوا الأمرين.. ووجدوا
انفسهم في النهاية أمام حزب الله. والطريف انهم هربوا بملابس عسكرية
اسرائيلية لزوم التخفي وانتشر الخبر في الفضائيات، واعتقدت اسرائيل ان حزب
الله أسر ستة جنود لها، وكذلك ظن الحزب..
ودخلت اطراف كثيرة، الجامعة العربية والامم المتحدة وكل الاطراف لا تفهم
الحقيقة ولا تصدقها، المهم فروا الى سوريا، بعد ان صدقهم حزب الله.. وفي
سوريا يتعرف البطل على ناشطة سياسية هي يسرا، ومنها يتعرف عليه
الاسرائيليون وهكذا تبدأ الأحداث في المزيد من التعقيدات.
انها كوميديا سياسية ( تموت من الضحك)، لكنها في حقيقتها ملهاة، نقوم من
خلالها بتشريح الأوضاع السياسية في مصر والعالم العربي ولاسيما من خلال
الصراع العربي الاسرائيلي .. كما كان شريطي الاخير «بوبوس» تشريحا لاوضاع
اقتصادية واجتماعية فاسدة في مجتمعنا من خلال كوميديا ساخرة.
·
[ حضرت لقاء اوباما في الجامعة
المصرية.. كيف رأيته؟
ـ انا كنت مدعوا لحضور حفل تنصيب أوباما في الولايات المتحدة ولم اذهب
لظروف صحية طارئة، لكنني بالفعل حضرت لقاءه هنا في جامعة القاهرة. اسلوبه
كان رائعا، وطريقة القائه.. وقراءته لايات من القرآن الكريم، لكنني لم ار
في كلامه جديدا، وكلامه يقوله مثقفونا منذ عشرات السنين..عموما هذا افضل
كثيرا من عصر بوش وشخصية بوش.
والحقيقة انا نمت اثناء خطابه، وحين صفق الناس استيقظت مفزوعا وصفقت بشدة.
انا عموما ضد ان ننتظر التغيير من واشنطن او ان نعتبرها المسؤولة عن السلام
او التنمية في منطقتنا، الأفعال احسن من الاقوال..نحن لم ننتصر في حرب 1973
الا لكوننا تركنا الكلام وعملنا بمنطق الافعال.. وبروح العلم والتخطيط
الدقيق.
·
[ واليوم كيف ترى الشخصية
المصرية؟ هل تسود روح «الفهلوة»؟
ـ دعنا لا نظلم الناس، وخصوصا ان الشخصية المصرية شخصية لها عراقتها
وجذورها الضاربة في التاريخ، مرت عليها مراحل كثيرة وتقلبات أكثر حتى
انصهرت في السبيكة التي تراها اليوم، وهي شخصية لها عبقريتها الخاصة، واذهب
فطالع في كتابات الراحل العظيم د. جمال حمدان تجد أكثر مما اقوله انا
الآن..
الشخصية المصرية مع الانفتاح الاقتصادي اصيبت بداء الفهلوة الذي تحكي انت
عنه اليوم، لكن برغم الظروف الاقتصادية الاجتماعية الصعبة، لم تنحرف هذه
الشخصية الا في نسبة محدودة من المصريين. كذلك عرف المصريون التحول نحو
التطرف الديني، ولكنه لم يغلب الا على قطاع لا يزال محدودا بالقياس الى
المجموع، اقصد ان الشخصية المصرية تهضم كل هذه المتغيرات السلبية وتلفظها
فيما بعد وتستفيد من تجاربها بكل أشكال هذه التجارب..
لايزال هناك العلماء والمثقفون والفنانون والمخترعون والشرفاء والمعتدلون
والجادون في مواجهة الفهلوة وفي مواجهة التطرف الديني..!
المستقبل اللبنانية في
09/08/2009 |