قضى في مصر ربع قرن من عمره، قدم للساحة الفنية العديد من الأعمال الدرامية
التي حققت نجاحًا كبيرًا، كان آخرها الملحمة الدرامية التي أثارت جدلاً
كبيرًا حولها، وهى مسلسل «الدالي» بجزئيه الأول والثاني. هو المخرج
اللبناني يوسف شرف الدين الذي يقدم هذا العام مسلسلا جديدًا مع الفنان نور
الشريف بعنوان «ماتخافوش» بعد أن توقف «الدالي» بجزئه الثالث فعن العمل
الجديد وأسباب توقف «الدالي»، وتفاصيل أخرى كثيرة تحدث إلينا المخرج يوسف
شرف الدين في هذا الحوار..
بداية حدثنا عن مسلسل «ماتخافوش» خاصة أنه التعاون الثالث مع نور الشريف؟«ماتخافوش»
مسلسل من تأليف أحمد عبد الرحمن، وإنتاج شركة «كينج توت»، ويتناول عدة
موضوعات شائكة من خلال شخصية «مكرم بدوي»، وهو رجل أعمال وصاحب قناة فضائية
وجريدة، ولديه توجهات خاصة في هذه القناة، ومجموعة من المبادئ والقيم التي
يتمسك بها في سياسته للقناة والجريدة، وفي الوقت نفسه يقدم مكرم بدوي
برنامجًا تليفزيونيًا على هذه القناة بعنوان «ماتخافوش»، يناقش فيه العديد
من المشكلات في العالم العربي، والسلبيات الموجودة في المجتمع، وأيضًا
يتناول في البرنامج قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وبسبب هذا الموضوع
يتعرض مكرم لضغوط كثيرة وأزمات ومشاكل يواجهها.
ومن ناحية أخرى يعالج المسلسل مجموعة من مشاكل الشباب والبنات، ومن خلالهم
يتم تناول تأثير الإنترنت و«الفيس بوك» عليهم، وكذلك تأثير العالم الغربي
في التربية بالشرق.ماذا عن مشاكل المسلسل مع الرقابة قبل التصوير، خاصة أنه
يتعرض لقضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي؟لم تحدث مشاكل مع الرقابة إطلاقًا.
بالعكس كان تقرير الرقابة عن المسلسل جيدًا جدًا، ولم تكن لها أي تعليقات
أو اعتراض على شيء في السيناريو؛ كما أن الرقابة اليوم أصبحت مدركة أننا
نقدم فنًا وآراءً، وما دمنا لم نتعد حدودنا فيما نقدمه وليس هناك تعد على
القيم والأخلاقيات ولا حرية الناس؛ فيكون من حقنا أن تكون لنا آراؤنا التي
نقدمها.
·
هل تعتقد أن المسلسل سوف يثير
الجدل بعد عرضه؟
لا أحد يستطيع توقع ما سيحدث بعد عرض «ماتخافوش» والجرأة الموجودة فيه لم
نأت بها من فراغ ولكن اعتمدنا على حقائق ووثائق مضبوطة وصحيحة أصدرتها
أميركا و«الكيان الصهيوني» نفسه، ونقدم ما جاءت به الجرائد الإسرائيلية عن
«الكيان الصهيوني»، وأيضًا ما كتبه رجال الفكر اليهودي في ذلك. وأحب أن
أوضح أننا نتحدث هنا عن «الصهيونية» وليس عن اليهودية لأن هناك فرقا كبيرا
بينهما؛ اليهودية هي ديانة وشعب.لكننا نتحدث عن «الصهيونية» ومحاولاتها
العدوانية على منابع الفكر في العالم العربي.
·
هل هناك إشارة واضحة في المسلسل
لشخصيات إسرائيلية بارزة في المجتمع «الصهيوني»؟
لا على الإطلاق؛ فنحن نتحدث في المسلسل بمنظور عام حتى نصل إلى المجازر
التي حدثت في فلسطين وغزة أخيرًا.
·
تردد أنه بعد الأحداث الأخيرة في
غزة تم تغيير بعض المشاهد في السيناريو؟
فعلاً كنا قد انتهينا مع الفنان نور الشريف والمؤلف أحمد عبد الرحمن من
التحضير للمسلسل والتعديل في السيناريو، لكن فجأة بعد أن حدثت تلك المجازر
الأخيرة في غزة قررنا أن نضيف ما حدث إلى المسلسل، ويتم الإشارة إليه بشكل
كبير في الأحداث.
·
المسلسل يضم عددًا كبيرًا من
الوجوه الجديدة والشابة هل هذه محاولة منك ونور الشريف لتكرار تجربة
«الدالي»؟
فكرة أن نقدم وجوها جديدة هذا شيء جيد جدًا، وأنا ونور الشريف متحمسان لها
بشكل كبير.. ولا بد أن يشاهد الجمهور وجوهًا جديدة، خاصة أننا نجد في
مسلسلات شهر رمضان تكرارا للوجوه حيث نرى بعض الممثلين مشاركين في عدة
مسلسلات، وهذا يحدث نوعا من الملل عند الجمهور، لذلك لا بد من ضخ دماء
جديدة في المسلسلات.
·
من بين تلك الوجوه زوجة المخرج
يوسف شرف الدين «صفاء مغربي» يقال إنك فرضت وجودها على المسلسل؟
هذا غير حقيقي لأن الفنان نور الشريف هو الذي اختارها للعمل في المسلسل
ورشحها للدور الذي تقوم به دون أي تدخل مني على الإطلاق، فهي زوجتي نعم،
لكنها ممثلة مجتهدة وسوف تكون مفاجأة للجمهور في هذا العمل، لأن مساحة
الدور كبيرة والشخصية مختلفة تمامًا عما قدمته في الدالي.
·
هل كنت تخطط بعد الدالي للدخول
في عمل ثالث مع نور الشريف؟
الحقيقة لم أفكر ولا أخطط لذلك إطلاقًا، ومسلسل «ماتخافوش» لم يكن في
حساباتي وكان قد أسند إلى مخرج آخر، خاصة أنه في البداية كان هناك تردد في
دخول نور الشريف مسلسل «الرحايا» أو «ماتخافوش».
وبعد أن استقر على البدء في «ماتخافوش» اتصل بي المنتج هشام شعبان وطلب مني
أن أقوم بإخراج العمل وطبعًا لعلاقتي بنور الشريف لم أستطع الرفض، خاصة أنه
أصبحت هناك «كيميا» بيني ونور في التعامل ووجود نوع من التفاهم في العمل
فكل منا يفهم ما يريده الآخر قبل أن يطلبه، وأعتقد أن الفكر الواحد مهم في
العمل الفني؛ لأنه عمل جماعي ويعتبر هذا شيئا أساسيا في نجاحه.
·
وكان ذلك أحد الأسباب في اعتذارك
عن مسلسل «تحت الرماد»
مسلسل «تحت الدماء» بالفعل كنت سأدخله، لكنه لم يكن قد اكتمل ولا جاهزًا
حتى أبدأ فيه خاصة أني طلبت فيه تعديلات كثيرة في السيناريو ولم تنته، ومن
ناحية أخرى لم تكن قد انتهت الاتفاقات بين الشركة المنتجة ومدينة الإنتاج
الإعلامي التي كانت ستشارك في الإنتاج؛ فكل ذلك أدى إلى أنني اعتذرت عنه.
·
وماذا عن اعتذارك عن عدم تقديم
الجزء الثالث من«الدالي»؟
لم أعتذر عنه ولكن تم تأجيله لأن كتابته لم تكتمل، خاصة أننا اتخذنا قرارا
بألا نبدأ في تصويره إلا بعد أن تكتمل جميع حلقاته كتابة.
·
ولكن تردد أن هناك خلافًا مع
المؤلف وليد يوسف وكان سببا للاعتذار
غير صحيح، لا يوجد أي خلاف مع وليد يوسف، بل بالعكس فهو من الكتّاب
المجتهدين، وأنا سعيد بوجود الفكر الشبابي في الدراما وهو حاليًا يكتب في
حلقات الجزء الثالث، وسوف نبدأ تصويره بعد انتهائه من الكتابة مباشرة.
·
وأيضًا قيل إن ال10 حلقات الأولى
من «الدالي» الجزء الثالث لم تنل إعجابك ولا نور الشريف
أي كاتب في الدنيا عندما يبدأ في كتابة عمل لابد أن تكون هناك جلسات حول
الحلقات الأولى بينه والمخرج والبطل والمنتج، ويتم طرح آراء ووجهات نظر حول
ما تمت كتابته، وهذا ما حدث في الحلقات الأولى التي كتبها وليد ولم نرفضها
على الإطلاق. كما أن نجاح الجزأين الأول والثاني جعل العيون موجهة إلينا
ولابد أن نكون حريصين على أن يكون الجزء الثالث أقوى منهما.
·
بصراحة هل ترى أن المسلسل بحاجة
لجزء ثالث؟ وهل سوف يكون له نفس النجاح السابق؟
في الحقيقة أي عمل درامي يمكن أن تكون له أجزاء عديدة ما دامت هناك أحداث
وأيام تمر، وحاليًا نشاهد المسلسلات التركية التي تتعدى المائة حلقة وأتوقع
ل«الدالي» الجزء الثالث نجاحًا أكبر من السابق خاصة أن هناك خريطة وضعها
وليد يوسف وسمى الشخصيات الجديدة التي ستكون موجودة في الأحداث وكذلك
الشخصيات السابقة، وسوف تكون له ضجة أكثر من «1، 2».
البيان الإماراتية في
09/08/2009 |