الاعلانات التجارية تتدافع على الفضائيات حتى ان مدتها
اصبحت تتجاوز نصف وقت المسلسلات.
جاء الغزو
الإعلاني وحملات الإعلانات الراعية للمسلسلات والبرامج التلفزيونية ليشكل
ضيفا
ثقيلا على المشاهد العربي، فما بين مشهد وآخر تدخل إعلانات وليس إعلانا
واحدا أو
اثنين أو ثلاثة حتى يكاد أن يفقد المشاهد متعة المتابعة.
ويبرز هذا الغزو على الرغم من أن الأمر لم يتجاوز اليومين من شهر
رمضان الكريم،
فمن إعلانات الزبادي والمشروبات على اختلافها الى السيارات وشركات
الاتصالات
والخيام الرمضانية التي تقتحم المسلسلات والبرامج بشكل عشوائي، ما يقود الى
ارتباك
لدى المشاهد، وفقدان المسلسلات الكثير من متعة متابعتها.
ويمثل ذلك إشكالية كبيرة خاصة أنه يشمل مجمل الفضائيات حيث لا يفقد
المشاهد متعة
المتابعة فقط، ولكنه يفقد القدرة على الربط بين أحداث المسلسل والبرنامج،
فإذا كان
هناك مسلسل كمسلسل "ما تخافوش" لنور الشريف والذي يعالج ضمن ما يعالج قضية
كبيرة
تتمثل في الصراع العربي الإسرائيلي، أو مسلسل "تاجر السعادة" لخالد صالح
الذي يعالج
قضية انتشار الشعوذة والخرافات، أو مسلسل "أبو ضحكة جنان" لأشرف عبد الباقي
الذي
يتناول السيرة الذاتية لحياة نجم الكوميديا الكبير إسماعيل ياسين، يصبح
الأمر مع
تدخل الإعلان مشوشا ومشتتا لتركيز المشاهد.
إن الوقت الذي تستغرقه الإعلانات في هذا المسلسل أو البرنامج بحسب
تسجيل دقيق
له، يكاد يساوي نصف وقت المسلسل أو البرنامج، الأمر الذي يبدو في كثير من
الأحيان
مفزعا.
وعلى سبيل المثال، في برنامج كوميدي اسمه "الكابوس" لسيد أبو حفيظة،
هناك ما بين
خمس أو ست جمل، خمس أو ست إعلانات، كذلك في المسلسلات الكوميدية "عبوده
ماركة
مسجلة" و"عصابة ماما وبابا".
وعلى الرغم من أن هذه المشكلة قديمة ويعاني منها الجميع ممثلين
ومخرجين إلا أن
أحدا لم يتصد لحلها، وليس هناك إجماع على رفضها، فوسط رفض البعض غير الصارم
والحاسم
لها وتقديمهم اقتراحات بحلول، واتخاذ البعض موقفا صارما كالفنان محمد صبحي
الذي يصر
على ألا تقتحم الإعلانات مسلسلات، هناك من يقبل بها كالفنان
حسين فهمي الذي يرى أن
الإعلانات تجلب ملايين تساعد علي إنتاج أعمال ومسلسلات ضخمة، وهكذا يظل
المشاهد هو
المتضرر الوحيد والداعي الوحيد للحد على الأقل من كم الإعلانات.
الطريف وليس طريفا أيضا في الأمر أن معظم الإعلانات هذا العام يقدمها
نجوم:
الفنان أحمد حلمي وزوجته منى زكي يقدمان إعلانا عن إحدى السيارات، وتقدم
منى منفردة
إعلانا تجميليا، ويقدم كل من أحمد مكي وكريم عبد العزيز إعلان
مشروب، ويقدم كل من
مصطفى شعبان وسامح حسين إعلان "مقرمشات"، وغيرهم.
ويرى الناقد والكاتب الصحفي قدري الحجار أن تسويق المسلسل لم يعتمد
على الفكرة
والقضية التي يناقشها بقدر اعتماده على نجم العمل، وبالتالي يرتبط حجم
الإعلان
بأسماء النجوم.
ويؤكد ان القطع يشوه الدراما ويعد أكبر مزعج للمشاهد العربي من جانب،
وصناع
الدراما من جانب آخر ومن الأفضل أن تحدد المحطات الفضائية عدداً من
الإعلانات في
الفاصل حتى تحافظ علي مشاهديها ومعلنيها في ذات الوقت.
ويحلل الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الظاهرة
مبينا أن هذا
الزخم الإعلاني الذي تشهده الدراما التلفزيونية في شهر رمضان المبارك مفيد
للمحطة
الفضائية ومربح لها مادياً، لكنه في ذات الوقت يصيب المشاهد بالملل
والمشكلة تكمن
في أن المؤسسات التلفزيونية في العالم العربي لا تمتلك منظومة إعلامية تختص
بالتنظيم وتعمل على إيجاد توازن ما بين المادة الإعلانية وحق
المشاهد.
ميدل إيست أنلاين في
24/08/2009
نور الشريف..
صعيدي غير
شاشة ابوظبي تحتضن التراث في رمضان
عراقة
الماضي في روايات درامية تسلك دروب البادية والصعيد
والريف على قناة ابوظبي الاولى.
أبوظبي - عبق التراث وعراقة الماضي يتجسد قصصاً ودراما
ومواقف إنسانية على قناة أبوظبي الأولى خلال شهر رمضان المبارك عبر مجموعة
من
المسلسلات التي اختارت من البيئة بطلها الرئيسي ومحرك أحداثها، وابتعدت عن
أسوار
المدن لتدخل مناطق الريف والبادية.
يبرز المسلسل المحلي "دروب المطايا" كواحد من المسلسلات التي تركز على
التراث
والتاريخ كخط أساسي للعمل الذي يحاول أن يوثق خلال أحداثه قصة تأسيس إمارة
أبوظبي
وكيف كانت الحياة في تلك الفترة.
كما تأتي أحداث المسلسل على العادات والتقاليد التي كانت سائدة في ذاك
الزمن
وتستقي خطها الرئيسي من موضوع خيانة الأمانة، وكيفية تعامل
المجتمع بقسوة وصرامة مع
كل ما هو غير أخلاقي. العمل من تأليف سلطان النيادي وإخراج عارف الطويل
وبطولة أحمد
الجسمي، هدى الخطيب ومحمد العامري.
ومن التراث أيضا صيغت أحداث مسلسل "منيرة" بطولة النجمة الشابة هيفاء حسين،
حيث
استند الكاتب هيثم البودي إلى تاريخ الكويت في فترة الثلاثينيات حين حدثت
كارثة
الأمطار الغزيرة التي هدمت المنازل وشردت الآلاف.
حدث ذلك في 1934 السنة التي يطلق عليه الكويتيون سنة الهدامة الأولى.
ويعترف
البودي بأنه استقى قصة منيرة من ثلاث روايات تتحدث عن تاريخ
الكويت.
وقال البودي "أرمز بشخصية منيرة إلى بلدي الحبيبة الكويت، التي صبرت على
الفقر
والظلم حتى نالت الراحة والطمأنينة في النهاية". "منيرة" من
إخراج محمد دحام الشمري
ويشارك في بطولته محمود بوشهري، صلاح الملا وغازي حسين.
ولن تغيب نغمة التراث عن المسلسل البدوي "قبائل الشرق" الذي يروي قصص أهل
البداوة وما تحمله من مضامين ومعان إنسانية، والمسلسل الذي
كتبه الإماراتي رعد
الشلال وأخرجه فايز دعيبس يدور حول الصراع القبلي وفكرة السيادة والسلطة،
ويتخلل
العمل مشاهد وتفاصيل دقيقة من حياة البادية لم يتطرق إليها أي مسلسل بدوي
من قبل.
ويركز العمل على الجانب التربوي الذي تتميز به البيئة الصحراوية. ويؤكد بطل
مسلسل "قبائل الشرق" الفنان رشيد عساف على أن العمل سيكون
قريباً من عقل وعاطفة
المشاهد بفضل بساطته وعفويته ومضمونه الإنساني.
ومن بيئة البادية إلى الريف حيث تتجسد البساطة والعفوية مع مسلسل "عشان
ماليش
غيرك" والنجمة الهام شاهين. في هذا المسلسل تنتمي الأحداث إلى
بيئة ساحلية وتروي
جانبا من الجوانب التراثية المتعلقة بمصر والتي تحمل خصوصية وشكلاً مختلفا.
وتدور أحداث المسلسل في منطقة متخيلة سميت "نزلة الرشيدي" غير أن العديد من
المفاهيم المتعلقة بالتراث والعادات يتضمنها سيناريو المسلسل الذي كتبه
عاطف البكري
وأخرجه رضوان شاهين.
وفي الصعيد المصري تجري أحداث مسلسل "الرحايا حجر القلوب" بطولة النجم نور
الشريف، والمسلسل كما يقول الشريف بعيد كل البعد عن القضايا
التقليدية المعروفة عن
الصعيد، فلا يتحدث عن الثأر ولا الخلافات العائلية أو الشرف، لكنه يعالج
موضوعات
تتعلق بالتماسك الأسري وضرورة الحفاظ على الأسرة المصرية.
ميدل إيست أنلاين في
23/08/2009 |