ابوظبي تقدم افضل باقة مسلسلات في الشهر المبارك، وتراجع
الاهتمام بالمسلسلات البدوية لصالح حكايا الصعيد.
بينما يختم شهر
رمضان أسبوعه الثاني ويستعد لاستقبال أسبوعه الثالث، تصدرت المسلسلات
الصعيدية
وتحديدا "الرحايا حجر القلوب" قائمة أكثر المسلسلات متابعة وإثارة للجدل،
حيث تألق
نور الشريف أو" أبو دياب" في قصة لا تبتعد كثيرا إن لم تكن جزءا من نسيج
المجتمع
الصعيدي في مصر. ففي جنوب مصر هناك مثل هذا الرجل الغني مقابل الفقر المدقع
للأغلبية، هناك هذا الصراع على النفوذ حتى بين أبناء الأسرة
الواحدة، هناك هذا
الدور النسائي شديد التسلط والمراوغة، ومن جهة أخرى نحن أمام سيناريو كتب
بقلم كاتب
من أهل الصعيد، وجاء أداء الممثلين أكثر توازنا وواقعية وبعدا عن المبالغة.
البعض رأى في المسلسل تحديا من جانب أبطاله خاصة من جانب نور الشريف
على أداء
قوي ومتميز، يكسر من حدة النجومية الكبيرة التي حققها الفنان السوري جمال
سليمان في
مسلسله العام الماضي "حدائق الشيطان"، ومسلسله الذي يعرض هذا الشهر "أفراح
إبليس"
وهو المسلسل الذي يشكل منافسا قويا أمام "الرحايا"، حيث يعالج قضية تهم
القطاع
العريض من جمهور المتابعين على اختلاف مراحلهم العمرية ألا وهو قضية
العلاقة
الفاسدة التي تجمع المال والسلطة في هذه الأيام حتى وإن كانت
القصة تدور أحداثها في
صعيد مصر.
أيضا تحقق لـ "الرحايا" البعد الإنساني. فالصعيد ـ وهنا يمثل القيم
والمبادئ ـ
ليس بعيدا عما أصاب المجتمع الإنساني كله من أمراض، ففيه الجنس والدعارة،
وفيه
الغدر والخيانة، والسلطة والقهر، ونقيض كل هذا أيضا.
هذا التجلي لـ "الرحايا" لا ينفي أن حضورا بارزا يتحقق الآن من خلال
متابعة
واهتمام الجمهور للمسلسلات الاجتماعية. فمسلسلات كـ "شتاء ساخن" و"هالة
والمستخبي"
و"ابن الأرندلي" و"أم البنات"، تحقق نسبة عالية من المشاهدة، وللجمهور
مبرراته في
ذلك، حيث تعالج هموم الناس في معيشتهم اليومية، وما يعانونه من فساد وتردي
في
القيم، فضلا عن التقدير الذي يكنه لنجوم مثل ليلى علوي ويحيي الفخراني.
من جانب آخر تراجعت المسلسلات البدوية التي حققت خلال السنوات الماضية
حضورا
متميزا، ويبدو أن هذا التراجع ارتبط بصعود المسلسلات الصعيدية التي تحققت
فيها
صدقية عالية على مستوى موضوعها ومعالجته والأداء التمثيلي للأبطال، كما أن
توزع
البطولة في هذه المسلسلات حتى ليمكن اعتبار كل شخصية بطولة،
جعل النسيج متماسكا.
ويبدو أن المسلسلات البدوية ليست وحدها التي تراجعت أمام جدية وحيوية
المسلسل
الصعيدي والاجتماعي، فقد تراجعت المسلسل الجاسوسي والقومي ـ إذا جاز
التعبير ـ
والذي تمثل في مسلسلات "اغتيال شمس"، و"حرب الجواسيس"، و"في مهب الريح"
و"ما
تخافوش" حيث أكد الكثير من المشاهدين أن ثمة افتعال في المسلسلات، وأن
الأداء غير
صادق إلى حد كبير، وعلى حد تعبير أحد المشاهدين "الممثلون بدوا كأنهم
يقرأون من ورق
أمامهم "، فيما رأى البعض أن السيناريوهات باهتة ومفتعلة و"ليس هناك تحمس
في
التمثيل أو إحساس بالقضية التي تعالج"، هذا على الرغم من أن المسلسل الأخير
بطولة
نور الشريف بطل "الرحايا" لكن في رأي الكثيرين شتان بين أدائه في هذا وذاك.
ووسط زخم القنوات والمسلسلات ظلت باقة المسلسلات التي تعرضها قناة أبو
ظبي
الأكثر قربا إلي قلب المشاهد المصري والعربي على السواء، وعلى رأسها "الرحايا"
يليه "أم
البنات" و"شتاء ساخن" ثم "رجال الحسم"، وذلك في الوقت الذي تراجعت فيه باقة
مسلسلات الكثير من القنوات خاصة تلك التي اختارت مسلسلاتها بناء على اسم
النجم أو
الفنان دون الموضوع. فليس جديدا أن المشاهد لم يتابع كثيرا من المسلسلات
الكوميدية
هذا العام بل وأعلن رفضه لبعضها مثل "حرمت يا بابا" و"عصابة ماما وبابا"
و"عبود
ماركة مسجلة" حيث فضل عليها برامج التوك شو التي تقلد الممثلين والمطربين
والمطربات
ومذيعي البرامج، وتسخر من بعض قضايا المجتمع.
أما المسلسلات الاجتماعية التي اصطبغت بالمحلية فما يبدو حتى الآن
يؤكد أنها
خارج سياق المشاهدة، ولم يكن لها نصيب كبير من جمهور المشاهدين كمسلسلات
"العمدة
هانم" و"هانم بنت باشا" و"ورق توت".
ولم يشهد مسلسل "باب الحارة -4" الاقبال المنتظر كما حدث في الاجزاء
الثلاثة
السابقة بعد اختفاء الكثير من نجومه وتفكك قصته.
وعلى الرغم من كل هذا يبقي في رمضان أسبوعان قد يقلب فيهما المشاهد
الموازين،
فتصعد مسلسلات وتهبط أخرى.
ميدل إبست أنلاين في
03/09/2009 |