خلال الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم اللبناني (20-24 آب/أغسطس) قُدمت
مجموعة من الأفلام اللبنانية في عرضها الأول، مستفيدة من تلك المنصة شبه
الوحيدة المعنية بتقديم النتاج البصري اللبناني. يتعدى المهرجان الذي تنظمه
مؤسسة "..نما في بيروت" حضوره كاحتفالية سنوية تحاول غربلة الأفلام واختيار
الأفضل منها، الى مناسبة لقراءة تلك الأعمال التي تُعرض لمرة واحدة فقط
خلال المهرجان وقد لا تجد فرصة أخرى للتواصل مع الجمهور المحلي في غياب
القنوات الضرورية لذلك. أربعة أيام من العروض ضمت أكثر من خمسة وثلاثين
عملاً، يستحق بعضها التوقف عنده بقراءة هادية ومتأنية.
ليس دقيقاً القول ان كثيرة هي الأفلام التي كان عرضها منتظراً
ومرتقباً خلال مهرجان الفيلم اللبناني. فالأسماء التي تحتل قائمة العروض
فتية بمعظمها، تتعاطى نمطاً انتاجياً غير سائد أو جماهيري (الفيلم القصير،
التجريبي، التحريك...)، تفتقر الى محيط يسلط الضوء عليها وعلى أعمالها، في
بلد مازال يعاني أزمة تواصل واعتراف باشكال فيلمية أكثر انتشاراً (الفيلم
الروائي الطويل والفيلم الوثائقي). الأمر اذاً يصب في اهتمام قلة من
المتابعين والهواة وبعض النقاد والصحافيين بطبيعة الحال والمهنة. على الرغم
من ذلك، يستقطب المهرجان جمهوراً حاشداً من الشباب المنخرطين في صناعة
الأفلام ومن المهتمين بالفن عموماً ومن المثقفين الذين يودون الوقوف على
منجزات "هذا الجيل" (جيل الحرب وجيل الفيديو والديجيتال والمالتيميديا)
منفذا الى وعيهم ونمط تفكيرهم وأدوات تعبيرهم المختلفة جذرياً عمن سبقهم.
ولعل المرحلة السياسية الممتدة منذ العام 2005 وما يقترن بها من تحولات،
باتت تشكل صك الاعتراف لهذا الجيل والمخبر الحقيقي لمواهبهم وقدراتهم
وذهنيتهم. فبعدما أدوا سنوات طويلة أدوار ضحايا حرب لا ذنب لهم فيها،
أصبحوا خلال السنوات الأخيرة مسؤولين ومشاركين في مرحلة سياسية جديدة. وبعد
ان كانت أفلامهم محاولات احتجاج على "قدر" وُلدوا فيه ومنه (الحرب)، صارت
أعمالهم وثيقة عن زمنهم. بعيداً من أي تقييم أو إدانة، عثر هذا الجيل على
"معاناته" الخاصة أو "قضيته" في شكل راهن متخبط ومتحول. أربع سنوات ونيف من
الأحداث والتحولات والجمود المرشح للاستمرار كانت بالنسبة الى بعضهم زمناً
كاملاً من التعبير والتعبير المضاد. بعيداً من المقارنة التبسيطية، لا ضير
من القول انه على غرار الحرب في سنواتها الأولى، أشعلت الأحداث السياسية
والأمنية في لبنان منذ 2005 حماسة عدد من المخرجين الشباب. وعلى غرار نكسات
الحرب وخيباتها وفظاعاتها اللاحقة، أثارت نتائج تلك الأحداث الحيرة والقلق.
ومثلما فعلت سنوات الحرب الطويلة وفظاعاتها وتبدل تحالفاتها بالجيل السابق
من المخرجين، تشيع هذه المرحلة السياسية في جيل الحالي خيبة الأمل. بالطبع
هناك عند الجيلين من كان بمنأى عن كل ذلك إما لأنه استشعر مبكراً الخراب
القادم (في حالة الجيل الأول) وإما لأنه لم يُصب بلوثة "الأمل" (بالنسبة
الى الجيل الحالي). لسنا بصدد التأريخ لهذه المرحلة- الآن على الأقل- في
وصفها انقلابية على غرار ما كانت الحرب الأهلية ولسنا بمكان من التنبؤ
بانعطافاتها المقبلة، ولكنها شئنا أم أبينا ترمي بظلالها على عدد من
الإنتاجات الفيلمية. وإذا كان ذلك ليس باكتشاف جديد، الا انه مكمل بأشكال
مختلفة. الى الأفلام الكثيرة المباشرة التي أفرزتها أحداث 2005 وتالياتها
وتناولناها مراراً في هذه الصفحة، يمكن الوقوف اليوم على انتاجات غير
مباشرة على تماس مع المرحلة نفسها، بتبصر متفاوت.
آخر الدواء..السوريالية
لأسباب عينية ملموسة، يصح انتخاب المخرج الشاب طلال خوري نموذجاً.
فتجربته الفتية في مجال صنع الأفلام تحاذي تجربته الشخصية الفتية ايضاً
بسنواتها. فهذا الشاب الذي درس التصوير السينمائي واشتغل على عدد من
الأفلام والاعلانات والفيديو كليب، أنجز تجربته القصيرة الأولى العام 1997
ضمن مشاريع "مهرجان أيلول" للفيديو في عنوان "سكر" وتناول فيه مجموعة شباب
من مرتادي النوادي الرياضية الشعبية وهوسهم بتربية العضلات. في العام 2006،
قدم فيلمه القصير "الإثنين" الذي كان ثمرة إيمان عميق بثورة الأرز
وشعاراتها وبحركة 14 آذار ومحركها الاساسي الراحل سمير قصير. كان العنوان
يرمز الى الموعد الأسبوعي للاعتصام والتظاهر في ساحة الشهداء، الى حيث نزل
العديد من الشباب بعيداً من اي اصطفاف سياسي أو مذهبي، مؤمنين بإمكانية
التغيير التي هبت رياحها. ولكن خوري، اسوة بكثيرين من مجايليه، سرعان ما
فقد حماسته قبل أن ينقلب الأمل مرارة وحزناً على اغتيال قصير ويصير التفاؤل
خيبة أمل من جراء انهيار الحلم الذي آمن به. لا نبالغ إذا قلنا ان حزن طلال
وخيبته أثمرا أفلاماً أفضل بكثير من بكر تفاؤله الأقرب الى فيلم دعاية
(أقصد فيلم الإثنين)، ليس بعيداً بمنطقه ومنطلقه من أفلام سينمائيين
لبنانيين ظهرت خلال الهزيع الأول من الحرب الأهلية ("كلنا للوطن" 1974
لمارون بغداي على سبيل المثال). وليس هذا التباين بين التجربة الاولى
والتجربتين الجديدتين ثمرة القاعدة السائدة من أن المآسي تثمر فناً أرقى
وأعمق، وانما هو نتاج طبيعي لما يمكن أن نسميه غياب النظرة النقدية عن
الأول وإعمالها في الحاليين. في تجربتين مختلفتين هما "الأربعاء" و"9 آب"
(عُرضتا أخيرا في المهرجان)، بحث المخرج عن مفرداته في مكان أبعد من ساحة
المعركة وان بدا الثاني منتمياً ظاهرياً الى أحد فصولها. ليس واضحاً من
خلال الفيلم الأول ما إذا كان المقصود من العنوان "الأربعاء" أن يحيلنا الى
علاقة ما او مقارنة بـ "الإثنين". فهذا الإثنين الذي خلع عنه في الفيلم
صفته القديمة (كأول يوم في الاسبوع يلي العطلة والاسترخاء ويعيد الروتين
الى حيواتنا)، كان يمكن ان يكون عنواناً للفيلم الجديد في وصف "الأربعاء"
هو يوم كغيره في حيوات شخصياته. ولكنه-اي الأربعاء- يشي على نحو ما- بشكل
واعٍ أو غير واعي- بموقع المخرج في وسط الحراك والتقلبات، تائهاً يبحث عن
منفذ ليعثر عليه في الضحك والسخرية. انه الهروب الواعي الذي يختاره المخرج
من الواقع المخيب. بين حالتي التفاؤل واليأس اللتين تقلب فيهما، ها هو يعود
ساخراً من واقع هستيري ترمز اليه شخصيات عدة: الموسيقي الموهوب الذي تنتابه
حالات بارانويا مخيفة ورغبة في الانتحار بين نوباته الابداعية المحاصرة؛
زوجته الرقيقة التي يتوجب عليها مواجهة العالم الواقعي واستيعاب عالم زوجها
المشوش بما يفوق اي قدرة على الاحتمال؛ "خالد" الذي يواجه احتمال أن ينقلب
عالمه الهزلي الى مواجهة دائمة مع المسؤولية الكبرى؛ "محمد" السارق الصغير
والمكتفي بملذات عابرة صغيرة. هذا هو العالم الذي يخلقه المخرج كأنه مجموعة
مقالب تكتنز عيشنا اليومي المضحك المبكي. عالم سوريالي شديد الواقعية إذا
ما رأينا إليه من زاوية المخرج وشخصياته، مروي بكوميديا سلسة أحياناً وفجة
احياناً أخرى، وبتفاصيل منزوعة من إطارها (كمشهد الرجل الذي يقتلع عينه
الاصطناعية) العام تشير الى الكم الكبير من الشواذ الذي نتعاطى معه بوصفه
واقعاً معيشاً، وبلغة بصرية حادة وخام تجترح جمالياتها من حيث لا نتوقع.
الفيلم الثاني، "9 آب" (وللمتابع ان يلحظ الميل الى التأريخ الذي توحي
به هذه العناوين كأن الأفلام يوميات بوح مدونة)، استكمال لمشروع طموح يخوض
المخرج غماره وقوامه استلهام الشعر مادة لأفلامه. بدأ ذلك العام الفائت مع
"الرجل المحترم" الذي يؤفلم قصيدة سامر أبو هواش "تحية الرجل المحترم" من
ديوان يحمل العنوان نفسه. الحلقة الثانية في المشروع هذا الفيلم الذي يقتبس
محمود درويش في قصيدة "واجب شخصي". هنا أيضاً عالم سوريالي، بأبيضه واسوده،
ومناخه البارد ونبرته التي تتعمد أن تبدو الجنازة سينمائية مركبة كما هي
حال الصورة والموسيقى والشعر في الفيلم. قصيدة تحيل الى أكثر من الصور وصور
تحيل الى أبعد من مصدرها. الشهيد في قصيدة درويش يتجسد انساناً وبطلاً
تراجيدياً. والشهيد في فيلم طلال خوري يتجاوز ذاكرته الشفوية والشعرية
والأدبية عن فلسطين لتصير القصيدة معايشة لتجربة المخرج ببعديها الرمزي
والواقعي. اللافت في تجربتي طلال ذهابه في كلتيهما الى مناطق خطرة انها
منطقة العادي والمعيش في الاول والميلودرامي الرمزي في الثاني. في
"الأربعاء"، ينجح بابتكار شيء من لا شيء. وفي "9 آب" يتجاوز الميلودراما
المفترضة في اقتران الصورة والموسيقى والشعر مجرباً ومؤنسناً.
بيروت الحاضر والمستقبل
كاتيا جرجورة التي قررت ترك مكان إقامتها في كندا لسنوات طويلة مع
مطلع الألف الجديد، كانت في الواقع تجاري الرياح التي أوحت إليها بإمكانية
صنع أفلام في هذه المنطقة استكمالاً لتجربتها في التغطية الاخبارية
والصحافية. كانت البداية مع تحرير الجنوب في العام 2000 فأنجزت "بين ضفتين"
ثم في العراق حيث صنعت "الطريق الى كربلاء" لتعود منها الى ساحة الشهداء
وتدون يوميات خيمة الحرية من منظارها في "ترميتايتر: المعركة الأخيرة".
فيلمها الجديد قفزة على مستوى التحول من التوثيق ومواكبة الحدث الى روايته
متخيلاً في فيلمها القصير الأول "بالروح، بالدم". لنقل ان الفكرة واعدة: أب
ميليشياوي سابق يحاول بشتى السبل أن يردع ابنه المراهق عن الانضمام الى
الحزب نفسه وتكرار أعمال العنف، فلا يجد وسيلة لذلك سوى اختراع حرب صغيرة
لإقناعه بوحشية الحرب. بخلاف خوري وسواه ممن قدموا أفلامهم في المهرجان
الذي اختار طريقاً غير واقعية ليروي الواقع، اختارت جرجورة أكثر الاساليب
واقعية لرواية الحاضر القائم. قصة وشخصيات في لبنان اليوم الغارق في
انشقاقته الطائفية وحزبيته. ولكنها في سبيل الحكاية، أسقطت الواقع. "لبنان
الجديد" هو الاسم المموه للحزب الذي انتمى الوالد اليه سابقاً والشاب
حالياً؛ شبان فتيون طائفيون ولكنهم لا يسمون طائفتهم ويشتمون الطوائف
الأخرى من دون تسميتها؛ شوارع منزوعة الجغرافيا ومتفجرات كأنها هزات أرضية
في مكان مجهول من العالم. أما الحكاية، فتتعاقب أحداثها من دون أي مفاجآت
ولا حتى نقاط ثقل درامية يمكن تطويرها. هكذا تتراجع الشخصيات وعلاقاتها
أمام الحضور الطاغي للأحداث، فتضيع خيوط درامية كثيرة كالعلاقة بين الاب
والابن او علاقة الاب بزملاء الحرب. فتلك الجلسة التي تجمع الاب (فادي أبي
سمرة) مع المقاتلين السابقين مفصلية لأنها تعيده الى الموقع الذي غادره منذ
زمن بعيد وتضعه في مواجهة مع ماضيه من خلال الوجوه القديمة التي يعيد
نبشها. ولكن بدلاً من ذلك، تكتفي المخرجة بسرد تفاصيل العملية وتوزيع
الأدوار. لعل مشهد الحرب المفتعلة هو الأقوى في الفيلم لما يعكسه من علاقات
متداخلة ولكنه في سياقه المعلن والمكشوف ظل "المشهد الذروة" (master
scene) الذي تُبنى الاحداث في اتجاهه من دون الالتفات الى ضعفها أحياناً.
محاولة -هي في الواقع من اختصاص المخرج وليس الناقد ولكن أوردها هنا على
سبيل ذكر اضاعة الفيلم لفرص من داخله- كان يمكن ان تمنح الفيلم شيئاً من
الالتباس والعمق لو ان المخرجة قدمت الحرب المفتعلة تلك في إطار واقعي،
يُكشف عنه في النهاية. لعل محاولة جرجورة تثبت ان الكلام على الواقع
اللبناني مازال عصياً على الأفلام الواقعية التي تتلطى خلف الإيحاء والرمز
خوفاً من إثارة النعرات والحساسيات، ولا تعوض عن ذلك برؤيوية قد تغفر لها
ذلك.
بيروت اليوم هي ايضاً موضوع الفيلم القصير "بيروت وبيروت وبيروت"
لعاصي الرحباني المحكوم بكليشيهات ليس أقلها شخصية المصور الأميركي الساذج
حد البلاهة. على الرغم من ذلك، يقوم الفيلم على رحلة ليلية داخل بيروت،
تجمع بين رؤيتين حلمية وكابوسية. وفي كلتا الرؤيتين، تبدو بيروت أقرب الى
مدينة مستقبلية مستوحدة مهجورة، بمطارها المقفر وطرقاتها المظلمة ومبانيها
الشبحية والفندق الذي يحمل اسمها ولكنه يبدو غارقاً في العتمة والوحشة.
الحوار هو اضعف ما في الفيلم لاسيما انه يستهلك النكتة والموقف بما يستفز
المشاهد ويعيد الحالة المتخيلة للمدينة الى واقع فج ومفهوم.
أما سابين الشمعة فتستكمل في فيلمها الجديد "نزهة"
Promenade تجاربها السابقة التي تلتقي حول عنواني الحرب والحواجز النفسية
والجسدية بما يجعل فكرة "الحائط" بتجردها عنواناً ملائماً تماماً لهواجس
المخرجة التي تجد في الشخصيات التي تعيش حالات متطرفة الوعاء الانسب
للتعبير عن أحاسيسها وأفكارها. اللافت ان هذا الفيلم الذي كتبته بعيد حرب
تموز، أُنجز في إطار مسابقة "جائزة برلين اليوم" للأفلام القصيرة المنعقدة
على هامش مهرجان برلين السينمائي الدولي وفي إطار "برلينال كامبس أوورد".
فازت المخرجة بتمويل لفيلمها مع أربعة مشاريع أخرى من العالم وقامت
المسابقة على تقديم المخرجين سيناريوات قصيرة تحت عنوان "جداري"
My Wall تزامناً مع الذكري العشرين لسقوط جدار برلين. يدور السيناريو القصير
حول امرأة تحاول بناء حائط بيتها المهدم من جديد مستخدمة بقايا الحجارة.
واللافت ان الشريط الصامت الذي يتخلله التحريك يقوم على مفارقة ان هناك
حائطا كان يجب أن يتهدم اما نحن فتتهدم حيطاننا من دون الحاجة الى ذلك
ونعيد بناءها بما يأسرنا ويصنع حواجز من حول أجسادنا وأحاسيسنا.
كما في فيلمها القصير الأول "ما أحلا البحر" (2003)، تختبر الشمعة
بلغة شعرية وانسانية تجتاز الحدود والجغرافيا معاني العزلة والخوف
والإنطواء واجترار الأحزان والجراح والذكريات. الحرب، المدينة والذاكرة
تستحيل كائنات ممسوخة تهدد بابتلاع الفرد.
العرض القادم
"ميلودراما حبيبي"
لعل حكاية المخرج هاني طمبا مع فيلمه الأخير "ميلودراما حبيبي" تضرب
عرض الحائط بكل الآراء والنظريات الثابتة التي نحوكها حول الفيلم اللبناني
ومصير عروضه التجارية في بلده. فإذا كانت أفلام كثيرة حُرمت العرض
الجماهيري أو حازت منه ما لا يغني ولا يسمن بسبب من طبيعتها "الفنية" أو
"النخبوية" كما يُقال، فإن حال شريط طمبا لا تفسير لها على الإطلاق. فهو
مما أشيع عن أجوائه شريط ينحو نحو الكوميديا كما ان اسم مخرجه كان قد لمع
قبل سنوات قليلة في فضاء السينما العالمية بعيد فوزه بجائزة سيزار الفرنسية
لأفضل فيلم قصير "بيروت بعد الحلاقة". ولكن ذلك بما يحتمله من اشارات
جماهيرية تهم الموزع اللبناني وصاحب صالة العرض التجاري، لم يحل دون تجميد
حركته.
فبعد مرحلة تصوير في بيروت أُحيطت بالسرية وبإقصاء الصحافة عن أخبار
العمل نزولاً عند رغبة المنتج الفرنسي كما أُشيع وقتذاك، غاب الفيلم في غرف
المونتاج والميكساج ليخرج منها كاملاً جاهزاً للعرض. هكذا اختتم مهرجان
بيروت السينمائي في تشرين الأول/ أوكتوبر 2008 على رجاء الخروج في الصالات
التجارية خلال شهرين من العرض الأول. ولكن الفيلم عاد ليسقط في النسيان على
الرغم من عرضه في الصالات الفرنسية، بوصفه فيلماً فرنسي الهوية لجهة
الانتاج والتمويل. ثم عاد ليظهر في المشهد اللبناني من جديد خلال الشهر
الفائت كجزء من برنامج "قافلة السينما" الذي يحييه المركز الثاقفي الفرنسي
ويلف من خلال على قرى لبنانية بأفلام من انتاج فرنسي. اللافت ان هذا العرض
الهامشي لفيلم لم يشاهده الجمهور في الصالات، ترافق مع عروض لأفلام حظيت
بما يكفي من فرص العرض والمشاهدة مثل "سكر بنات" لنادين لبكي. قبل أيام،
وصل الخبر اليقين: الفيلم سيخرج في الصالات اللبنانية الاسبوع المقبل. قاد
المبادرة منتجه اللبناني جورج شقير(الذي اضطلع حديثاً بالانتاج السينمائي
ومن بين أعماله "بدي شوف" لخليل جريج وجوانا حاجي توما ومؤخراً 1958 لغسان
سلهب)، تؤازره جمعية بيروت دي سي وسينما متروبوليس في الترويج للفيلم على
قاعدة ضرورة نيله فرصة العرض والنقاش كفيلم لبناني.
قام المخرج هاني طمبا بتصوير أحداث فيلمه "ميلودراما حبيبي" الذي
أعاده الى بيروت للمرة الاولى منذ فيلمه القصير الاخير "بيروت بعد الحلاقة"
عام 2005 . ويستكمل طمبا في فيلمه الروائي الطويل الاول تعاونه الانتاجي مع
الفرنسيين كما يستكمل اتجاهه الى السينما الكوميدية. في مقابلة
لـ"المستقبل" (آذار 2006) بعيد فوز فيلمه القصير، وصف "ميلودراما حبيبي"
الذي كان لايزال مشروعاً على الورق بأنه "مشروع كوميدي عن بيروت اليوم
وسيتيح لي قول ما أريده عن بيروت في اطار واقعي." تدور أحداث الفيلم حول
المغني الفرنسي برونو كابريس الذي عرف شهرة عابرة في السبعينات مع اصدار
أغنيته "عندما ترحل". تعثر عليه أحداث الفيلم بعد مرور ثلاثين عاماً موظف
استقبال في فندق باريسي كبير حيث يتلقى مكالمة هاتفية من صناعي لبناني ثري
يدعوه فيها الى بيروت ليغني أغنيته التي مازالت عالقة في الاذهان. جميل
حرفوش، وهو رجل أعمال ثري معروف، يقرر الاحتفال بعيد ميلاد زوجته رنده،
فيقوم بدعوة المطرب الفرنسي برونو الذي كانت زوجته تهوى أغانيه أيام
الشباب. لكن برونو الآن مطرب فاشل ولا يذكر قدومه إلى لبنان من قبل كما
تعتقد رنده. قبل إحيا الحفل، تحدث مفاجأة ستؤثر على سير الأحداث كما ستكشف
عن الكثير من خبايا هذا البلد وناسه وعلاقتهم بالحرب والذكريات. البطولة
لباتريك تشيزناي يلعب دور المغني الفرنسي الممثل باتريك شيزنيه ويشاركه من
لبنان غابرييل يمين وجوليا قصار وبييريت قطريب وبيار شماسيان وآخرون.
افلام جديدة
شريف عرفة والقراصنة
استقر المخرج المصري شريف عرفة على فكرة فيلمه السينمائي الجديد الذي
استوحاه من واقعة تحرير عدد من الصيادين المصريين أنفسهم من قبضة القراصنة
الصوماليين وعودتهم بعدد من الأسرى دون تدخل أي قوات حكومية. ويتعاون عرفة
في الفيلم الجديد للمرة الثانية مع المؤلف عمرو سمير عاطف كاتب فيلمه
الأخير "أولاد العم" الذي انتهى تصويره مؤخرا بعد أزمات كثيرة مع جهات
أمنية مصرية كون الفيلم يدور في عالم المخابرات والجاسوسية.
ومن المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم الجديد فور استكمال "أولاد العم"
وانتهاء عاطف من الكتابة، حيث يقيم حالياً في عزبة البرج مسقط رأس
الصيادين.
واللافت ان عاطف كان يفكر قبل تلك الحادثة بتقديم فيلم عن أهل عزبة
البرج التي تقع في محافظة دمياط على ساحل البحر المتوسط والتي ينتمي إليها
وهي قرية يعيش أهلها جميعا على الصيد والمهن المعاونة للصيادين. وسيتحدد
خلال الأسابيع المقبلة اسم الفيلم والأبطال المرشحين للعب الأدوار
الرئيسية.
رقص قذر من جديد
على الرغم من ان فيلم
Dirty Dancing
لم يمض على إنتاجه اكثر من عشرين عاما ، وان الجزء الثاني منه والذي اطلق
بعنوان
Dirty Dancing: Havana Nights
لم يحقق النجاح الكبير عند عرضه عام 2004 ، قررت الشركة المنتجة للفيلم
اعادة تقديمه استثماراً لنجاحه الجماهيري. الفيلم الذي اطلق شهرة الممثل
باتريك سوايزي، دفع بمنتجي المسرح الى اقتباسه في مسرحية غنائية، عرضت في
عدة دول اوربية وحققت الكثير من النجاح. وتدور القصة عن مدرس الرقص، الذي
يرتبط بعلاقة غرامية مع احدى المتدربات على الرقص ومشاركتهما في مسابقة
للرقص. وليس معروفاً بعد ما اذا كان الانتاج الجديد سيضم الابطال القدامى
لاسيما انسوايزي يمر بمرحلة دقيقة من مرضه، حيث يعالج من السرطان منذ فترة.
أخرج الفيلم الاصلي إميل أردولينو عام 1987 وشاركت سوايزي البطولة الممثلة
جينيفر غراي.
دي أوليفيرا وسيناريو عمره نصف قرن
أكبر سينمائي معمّر البرتغالي مانويل دي أوليفيرا يحضر لفيلمه الحادي
والخمسين الذي سيبدأ تصويره بالتزامن مع بلوغه العام الأول بعد المئة في
شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل. اللافت ان دي اوليفيرا يعود من أجل مشروعه
هذا الى سيناريو كتبه في العام 1952 في عنوان "قضية أنجيليكا الغريبة"
The Strange Case of Angelica وتدور أحداثه حول مصور نزيل في فندق، يطلب
منه أصحاب الفندق تصوير ابنتهما التي ماتت لتوها لتنطلق من هناك حكاية
غامضة.
فيرهوفن يقدم "البديلة"
بعد "الكتاب الأسود" الذي عاد به الى موطنه هولندا في العام 2007
راوياً أحد الفصول الغامضة بين النازيين والحكومة الهولندية خلال الحرب
العالمية الثانية، يحضر المخرج بول فيرهوفن لمشروع سينمائي جديد في عنوان
"البديلة"
The
Surrogate مقتبس عن كتاب بالعنوان نفسه لكاثرين ماكل صدر العام 2004. تتناول
الحكاية زوجين فشلت كل محاولتهما للانجاب، يلجآن الى أم بديلة لتحمل
الجنين. ولكنها سرعان ما ستكشف عن سلوك غير متوازن. من أفلام فيرهوفن أيضاً
Basic Instinct وshowgirls
وStarship Troopers.
ديكابريو يدخل "منطقة الفجر"
يواظب الممثل ليوناردو ديكابريو على عمله كمنتج الذي بدأه بفيلم
The Aviator لمارتن سكورسيزي ويستعد حالياً لانتاج نسخة سينمائية جديدة من "منطقة
الفجر"
The Twilight
Zone المقتبس عن السلسلة التلفزيونية الشهيرة
التي ابتكرها رود سيرلينغ وبثتها قناة "سي.بي.أس" ابتداءً من العام 1959.
حظيت السلسلة الفانتازية باقتباس سينمائي أول في العام 1983 على أيدي أربعة
مخرجين هم ستيفن سبيلبيرغ وجو دانتي وجورج ميللر وجون لانديس. ولكن العمل
وُصف بالملعون بعد وقوع طائرة مروحية خلال تصوير الجزء الخاص بلانديس أودت
بحياة الممثل فيك مورو وممثلين طفلين آخرين. الاقتباس السينمائي هذا هو
الثاني ويكتبه راند رافيتش (مخرج
the Astronauts Wife)
فيما ليس معروفاً بعد ما إذا كان ديكابريو سيضطلع بدور البطولة أم لا.
تمثيلياً، أطل ديكابريو خلال العام بفيلمي
Body of Lies وRevolutionary Road
وقريباً سيخرج له
shutter island
لسكورسيزي.
ستريب تختتم مهرجان روما
أعلن منظمو الدورة الرابعة لمهرجان روما السينمائي الدولي أن فيلم
"جولي وجوليا" للمخرجة نورا إيفرون وبطولة ميريل ستريب سيكون فيلم الاختتام
في المهرجان. ومن المتوقع أن تقدم ستريب الفيلم الذي سيُعرض خارج المسابقة
الرسمية وأن تشارك في النقاش التي سيليه. يتمحور الفيلم حول امرأتين
تضيِّعان الجزء الأكبر من حياتيهما في اعداد الطعام. فالطاهية جولي باول (إيمي
آدمز) تقرر اعداد 524 وصفة من الوصفات المذكورة في كتاب الطهي الذي يحمل
عنوان "احتراف فن الطهي الفرنسي" وتدوِّن كل المصاعب التي تواجهها في
مدونتها الشخصية على الانترنت. أما المرأة الثانية فهي جوليا تشايلد (ميريل
ستريب) التي تعيش في باريس في أربعينات القرن الماضي حيث يعمل زوجها
كدبلوماسي ثم تقرر في النهاية الذهاب الى مدرسة للطهي وتأليف كتاب عنه. أما
الزوج الدبلوماسي فيتم استجوابه من قبل السيناتور جوزيف ماكارثي بسبب
ارتباطاته الشيوعية المزعومة. وقد أعلن المهرجان الشهر الماضي أن الفنانة
ميريل ستريب سوف تحصل على جائزة مارك أوريليو الذهبية للتمثيل. جدير ذكره
أن مهرجان روما السينمائي الدولي سوف تنطلق فعالياته في 15 تشرين الاول/
أكتوبر القادم وتنتهي في الثالث والعشرين منه. أما نورا إيفرون التي اشتهرت
كاتبة افلام كوميديا رومنسية (When
Harry Met sally) فتضيف هذا العمل الى مسيرتها الاخراجية التي تضم أفلاماً مثل
Sleepless in Seatle
وYouve
Got mail.
قتل نيف كامبل في "صرخة 4"
أعلن الكاتب كيفن ويليامسون أنه يفكر جديًا في قتل شخصية الممثلة نيف
كامبل في الجزء الرابع من سلسلة أفلام "Scream". وكان الكاتب قد اثار هذا الموضوع مع انطلاق كتابة الجزء الرابع،
حيث أكد أنه يواجه مشكلة كبرى في كتابة سيناريو الفيلم المقبل بدون شخصية
"سيد"، ملمحًا إلى صعوبة كتابة جزء جديد من السلسلة بعد أن رفضت النجمة نيف
كامبل العودة بشخصيتها "سيدني بريسكوت" فيه. وقد أكد كل من كورتني كوكس
وديفيد آركيت، وهما النجمان اللذان يشاركان كامبل الفيلم، عودتهما إليه،
ولكن الكاتب وضح حاليًا أنه قد يضطر إلى بدء الفيلم بمقتل شخصية نيف كامبل
خلال العشر سنوات التي مضت بين آخر أفلام السلسلة والفيلم الحالي.
وأوضح ويليامسون أنه ينوي أن يكون الفيلم متابعًا لأحداث الجزء
الثالث، حيث تدور أحداثه بعد مرور عشر سنوات على ما شاهدناه في ثالث
الأفلام.
ومن جهة أخرى أعلن المخرج ويس كريفن، مخرج الثلاثية السابقة، استعداده
لإخراج الجزء الرابع أيضًا فيما لو أعجبته فكرة الفيلم.
المستقبل اللبنانية في
04/09/2009 |