في ظل النجاح الكبير الذي حققه مسلسل “باب الحارة” منذ عرضه أول مرة
قبل ثلاث سنوات، لم يخل الأمر من انتقادات طالت أيضاً الجزء الرابع المعروض
هذا العام في الشكل الجديد الذي جاء به المخرج بسام الملا والكاتب الجديد
كمال مرة.
وبالنسبة لما عرض منذ بدء الشهر الكريم وحتى اليوم نستطيع أن نجزم بأن
المخرج بسام الملا قد قرأ تماما الانتقادات الكثيرة والمكثفة التي تعرض لها
في الأجزاء السابقة وقام بإصلاح بعض الأخطاء. وبعد أن أشار النقاد إلى أن
الصمود الذي أبداه أهل الحارة في الأجزاء السابقة كان ورقيا مادام غير مجسد
في العمل قام الملا هذه المرة بتسليح الحارة (رجالها ونسائها)، البنادق بيد
الرجال، والنار بيد النساء المستعدات للانتحار بحرق أنفسهن إن لم يمتنع
الجنرال الفرنسي عن دخول بيوتهن منتصف الليل.
غير ذلك كان التركيز في الأجزاء السابقة على الجانب الثقافي المعدم
منذ الجزء الأول وحتى الثالث، فكان الاتفاق بين الكاتب والمخرج على إبراز
الطبيب الأكاديمي وليس الحكيم الشعبي كما كان أيام الحلاق أبو عصام.
وإذ توجهت أصابع النقد للملا في السابق بسبب تغييب الوجه الحقيقي
للمرأة الدمشقية في السابق وتحييدها عن دورها في المجتمع متهمين إياه
بحصرها بين أربعة جدران كانت الرسالة هذه المرة ومنذ الحلقة الأولى من خلال
سماح زعيم الحارة الجديد أبو حاتم لابنته (حميدة) بمساعدة الطبيب في معالجة
المصابين من شباب الحارة مفسحا لها في المجال لأن ترفع الستار عن وجهها
أثناء عمليات المعاينة، ولكي يطيّب الملا خواطر الملتزمين الذين لا يقبلون
بذلك، كان زواج الطبيب من حميدة فيما بعد.
وفي صور أخرى لا بد من الإشارة إليها، كان الحصار الشامل للحارة
وانقطاع رغيف الخبز عن الناس وانعدام فرصة الحصول على أدنى المواد
الغذائية، وتدبّر أهل الحارة أمرهم عبر قنوات المياه التي توصل المرء عبر
مجاريرها إلى حارات أخرى لتثبت أن أحداث غزة منذ الحصار الشامل الذي فرضته
القوة الصهيونية على المدينة قبل ثلاث سنوات، حاضرة، والأنفاق في غزة هي
القنوات في باب الحارة. يضاف إلى ذلك الموقف المشرف لحارة (أبو النار)
وزعيمها الذي تعاطف تماما مع حارة الضبع في إشارة إلى الدور المغيّب للقوى
الفلسطينية الأخرى أثناء الحصار “الإسرائيلي” وضرورة أن تكون الأيدي
متشابكة لا متواجهة.
تلك المجموعة من الصور والمشاهد في محاور عدة أبرزها الملا من خلال
نصف الجزء الرابع من عمله الأشهر، فكيف علّق عليها المراقبون؟
يقول الممثل والمخرج هاني الروماني: لم يكن على المخرج والصديق بسام
الملا أن ينتظر إلى الجزء الرابع ليصف لنا حال دمشق أيام الاحتلال، والحصار
الدامي الذي ضيّع الكثير علينا وعلى مستقبل آبائنا وأجدادنا.
ما نشاهده في باب الحارة للأسف يجب أن يكون بداية العمل وليس نهايته،
أي كان يجب أن يجسّد منذ الجزء الأول وليس الآن، فالآن قد تنطلي على على
بعض الشباب غير المثقف أن المحتل صبر كثيرا حتى حاصر المدينة التي تجسّدها
حارة،وهذا خلاف للتاريخ الحقيقي الذي سجّل أن الحصار بدأ منذ دخول غورو
للعاصمة السورية.
ويضيف: من جهة أخرى أبرز الملا دور المرأة الدمشقية متأخرا أيضا، فبعد
ثلاثة أجزاء من خنقها داخل المنزل وعدم السماح لها بالتفوّه بكلمة واحدة
تراه الآن أخرجها لتواجه مصيرها ومصير بلدها، وهذا أيضا مخالف للتاريخ الذي
اعترف نهارا جهارا بأن نساء الشام كنّ شقائق الرجال منذ اليوم الأول
للاحتلال.
وفيما يخص الحالة الثقافية التي بدا أنها، حسب الروماني، تطورت كثيرا
بل خلقت لأول مرة فهي ربما تكون مقبولة نوعا ما من باب أن البلاد كانت تغط
في شيء من الأمية، وتتالي سنوات الاستعمار اضطرت الشباب لأن يتجه نحو
التعلم والتثقف.
وقال: أرجو أن يكون هذا هو قصد الملا بتأخيره للحالة الثقافية في
الحارة أو في المدينة. وأضاف: عموما، المسلسل لن يتطور أكثر من ذلك، وإذا
صنع له أجزاء أخرى فقد يفقد جماهيريته لسبب هو أنه حتى الآن يبدو مفصّلا
على مزاج الطبقة الجماهيرية العادية، وإذا استمر بأجزاء أخرى وفق التطور
المطّرد الذي نشاهده فقد يصبح نخبويا بعد جزأين وعندها قد لا يفهم أو قد لا
يقبل المشاهد العادي ما سيعرض، لذا من الأفضل إنهاء العمل هنا مع توجيه
كامل احترامي وتقديري للصديق بسام الملا.
الممثل والمخرج سليم صبري يقول: وفق متابعتي المتقطعة للعمل، أرى أن
الأمور لا تستحق الكثير من الشرح، فما قلته في الماضي عن العمل هو نفسه ما
سأقوله الآن، وإذا كان من تطورات طرأت فهي سلبية جدا، فالمسلسل الذي أخرج
المرأة من منزلها وجعلها تخرج للمقاومة مع الرجل في وجه المستعمر، استطاع
أن يفعل ذلك دون أن يقدر على إخراج دمشق من داخل حارة ضيقة.
ويشير إلى ما يصفه بنقطة مهمة يجب التوقف عندها وهي أن الكاتب لم يتعب
كثيرا في البحث عن أفكار يضمّنها في العمل، فأفكار العمل تبدو وكأنها كانت
جاهزة من خلال الحصار “الإسرائيلي” على غزة، فقام بتصوير الحالة داخل
القطاع على الورق، واستعاض عنه بحارة، واستعاض عن الأنفاق بقنوات المياه،
وعن الفريق الفلسطيني الآخر بالحارة الأخرى.. وهكذا.
وعن ما يخص الحالة الثقافية في دمشق أو في الحارة (الدرامية) فإن
المخرج والكاتب، كما يقول صبري، يتجهان مع الانتقادات التي توجه لهما،
“فحين قلنا أين الثقافة؟ جاء الطبيب، ولو قلنا اليوم هذا لا يكفي، فإن
الأجزاء المقبلة إن تمت فسيكون معظم أهل الحارة في الجامعة”.
ويضيف: أتمنى على الأخ والصديق بسام الملا أن يفي بما صرّح به في
الصحف المحلية بأن يكون الجزء الرابع هو الأخير من “باب الحارة”، فالأجزاء
كثرت وهي لا تستحق، لأن الأجزاء عادة تستحقها مسلسلات توثيقية تسجّل حالة
أمة في عقود من الزمن، أما القصص الافتراضية فجزء واحد كاف لها.
الخليج الإماراتية في
15/09/2009
سعيد بتجاربه في الدراما
المصرية
جمال سليمان: لا أكرر نفسي في "أفراح
ابليس"
القاهرة المعتصم بالله حمدي:
يمتلك الفنان جمال سليمان حضورا طاغيا في تجسيده للشخصيات الصعيدية
حتى أن الجمهور أصبح مرتبطا بأدائه الصعيدي، ونجح هذا العام في تأكيد
موهبته كممثل من خلال مسلسلي “فنجان الدم” المعروض على شاشة
mbc
و”أفراح إبليس” المعروض في أكثر من محطة فضائية.
جمال تحدث إلينا وعبر عن رضاه التام بما قدم في رمضان موضحا أنه لا
ينافس نور الشريف ومشيدا بتجربته مع عبلة كامل وقال إن “همام أبو رسلان”
مختلف في الشكل والمضمون عن “مندور أبو الدهب”.
·
كيف تري مسلسل “فنجان الدم”
المعروض حاليا على
mbc؟
- المسلسل يعد من أهم الأعمال التي ستحسب في تاريخ
الدراما البدوية على مدار السنوات الماضية والسنوات المقبلة، إذ يستعرض
حياة البدو بشكل صادق، كما يقدم العادات والتقاليد البدوية المحترمة بأفضل
صورة من النبل والشهامة التي يتسم بها الفارس البدوي حتى في الحرب والخلاف
مع الأعداء.
·
هل يقدم المسلسل العادات البدوية
بواقعية؟
- قصة “فنجان الدم” جاءت بعد دراسة موثقة عن
العادات التي كان يتمسك بها البدو خلال القرن التاسع عشر، ودرس الكاتب
عدنان عودة كل التفاصيل الدقيقة عن حياة البدو ورصد الوضع الاجتماعي
والسياسي فيها، والعلاقات بين القبائل، وكل تفاصيل الحياة التي كانت موجودة
آنذاك.
·
مسلسل “أفراح إبليس” يراه النقاد
قريب الشبه من مسلسل “حدائق الشيطان” ألا ترى أن ذلك يعد أمراً سلبياً في
مشوارك الفني لأنك تكرر نفسك؟
- المسلسلان مختلفان في الشكل والمضمون ويسأل عن
ذلك المؤلف محمد صفاء عامر، لأنني لا يمكن أن أكرر نفسي أيا كانت الظروف
وقد جُذبت بشدة لشخصية “همام أبو رسلان”.
·
ولكن “همام أبو رسلان” يشترك في
العديد من الصفات مع “مندور أبو الدهب”؟
- يشتركان في الشر فقط ولكن تركيبتهما النفسية
مختلفة للغاية وأيضا أسلوبهما في الحياة ومن يتأملهما جيدا سيعرف الفارق.
·
هل هربت هذا العام للدراما
الصعيدية لتعويض إخفاقك في مسلسل “أولاد الليل”؟
- مسلسل “أولاد الليل” لم يفشل وكوني أقدم مسلسلاً
صعيدياً فذلك لإعجابي بالسيناريو ورغبتي في التعاون مع شركة الإنتاج وأمور
أخرى كثيرة لأنني لا أبحث عن مجرد التواجد والسلام وأرى أنني تواصلت حتى
الآن بإيجابية مع الدراما المصرية وقدمت أعمالا متميزة.
·
هناك من انتقد أحداث المسلسل
واعتبرها ضرباً من الخيال فمن المستحيل في هذا الزمن أن يسيطر رجل على كل
من حوله بهذه الطريقة؟
- همام رجل شرير يمتلك المال ويستخدم العنف في
تحقيق أهدافه ويبحث عن السلطة ومشاعره ميتة وأؤكد أن هناك أناسا في هذا
الزمن مثله تماماً.
·
وهل ترى أنه من المنطقي أن تسيطر
عليه فتاة صغيرة وهو في الأصل بلا قلب؟
- المرأة دائماً نقطة ضعف أقوى الرجال وقد سحرته
“دهب” بذكاء شديد ولعبت على وتر رغباته، وهمام يمتلك المشاعر لكنه أحيانا
يرى أن القسوة الأصلح في التعامل مع البشر.
·
كيف وجدت التعاون مع الفنانة
عبلة كامل؟
- عبلة كامل ممثلة رائعة وهي أحد العوامل التي
أعطت المسلسل قوة خاصة وهي تمثل من دون افتعال وتمتلك كاريزما خاصة جعلتها
تقترب من الجمهور الذي يراها بسيطة وجميلة.
·
البعض يرى أن الفنان نور الشريف
كان مميزا في دور الصعيدي في مسلسل “الرحايا” فهل يعني ذلك أنه حسم
المنافسة لصالحه وتفوق عليك؟
- نجاح نور الشريف يسعدني لأنه فنان كبير ولا خلاف
على ذلك، ونحن نتنافس جميعا من أجل خدمة الدراما العربية، وأنا سعيد بنجاح
“أفراح إبليس” وأراه من أهم الأعمال المصرية التي عرضت في رمضان.
·
المشاهد العربي لم يستطع متابعة
كل الأعمال المعروضة خلال رمضان.. ألا ترى أن العرض الرمضاني يظلم بعض
المسلسلات؟
- هذا حقيقي وأعتقد أن العرض خلال الفترة اللاحقة
لرمضان فرصة طيبة للحكم على المسلسلات بشكل موضوعي، لأن هناك من يحكم على
العمل من أول وهلة وهذا أمر غير منطقي ويظلم بعض الأعمال.
الخليج الإماراتية في
15/09/2009 |