لسمية الخشاب رائحة خاصة، سواء على الشاشة الفضية أو الذهبية، وتذكرك
هذه الرائحة بشهامة أولاد البلد. ومن عمل لآخر تثري سمية هذه الرائحة
بالمغامرة والتجريب من أجل الأفضل والأعمق فنيا، وهو ما يتجسد في عدد من
الأفلام التي شاركت فيها، ومنها: «خيانة مشروعة»، «حين ميسرة»، «الريس عمر
حرب». وفي الدراما التلفزيونية قدمت عددا من الأدوار اللافتة من بينها
مسلسلات: «لقاء على الهوا»، «الحاج متولي»، «ريا وسكينة». وأيضا من باب
المغامرة اقتحمت سمية سوق الغناء بألبوم حمل عنوان «هيحصل إيه».
وبرغم النقد اللاذع الذي واجهته إلا أنها تعشق الغناء وواثقة من أن
صوتها حلو، به قدرات فنية خاصة.. حول هذه الرائحة والمغامرة، ومسلسل «حدف
بحر» الذي يعرض خلال شهر رمضان، ويمثل لها أول بطولة مطلقة حاورتها «الشرق
الأوسط» في القاهرة فكان هذا الحوار:
·
هل يرجع التأخير في تصوير باقي
مشاهدك في مسلسل «حدف بحر» إلى المخرج جمال عبد الحميد، كما يقال؟
ـ لا يوجد أي نوع من التأخير لأني أقوم بتصوير مسلسلين في مسلسل واحد
وهذا يرجع إلى كوني أقوم بشخصيتين مختلفتين في العمل، وكل منهما تحتاج إلى
تجهيز خاص لأن الشخصيتين بعيدتان في الصفات والتركيبة، وهذا تأخير طبيعي
وهناك العديد من المسلسلات ما زال يتم تصويرها حتى الآن، وخلافي مع المخرج
جمال عبد الحميد مجرد شائعة مغرضة من جهة إنتاجية منافسة وراء ترويجها، وهي
ليست الشائعة الأولى فمنذ بداية تصويري للمسلسل وأنا أسمع كل يوم خبرا
مختلفا في وسائل الإعلام ولكني لا أهتم لأني أعرف جيدا من وراء ذلك.
·
تم تقديم تيمة التوأم من قبل في
عمل درامي للنجمة ليلي علوي فما الجديد في «حدف بحر»؟
ـ بالفعل قدمت النجمة ليلي علوي من قبل تيمة التوأم في مسلسل «التوأم»
فكانت تتحدث عن مشاكل التوأمين وعلاقتهما معا وكيف يتعايشان معا ولكن في
مسلسل «حدف بحر» التوأم مجرد رمز. والمسلسل يدور حول شقيقتين الأولى
«مشتهى» التي تعيش في مدينة الإسكندرية ولديها طموح النجومية والشهرة
وتعاني كثيرا للوصول لذلك، والثانية «نيرة» التي تعمل طبيبة في أحد
المستشفيات وهي من عائلة غنية وتتصدى للفساد وتحاول محاربته بطريقتها.. كل
منهما لها حياتها الخاصة بعيدا عن الأخرى والدليل أنهما لم تتقابلا طوال
العمل إلا مرة واحدة في نهاية المسلسل.
·
شخصية مشتهى تعمل مطربة ونيرة
تعمل طبيبة كيف كان التعامل مع هاتين الشخصيتين المختلفتين؟
ـ عندما أقوم بالاستعداد إلى تصوير مشاهدي الخاصة بشخصية «مشتهى»
أرتدي ملابس الشخصية المكتوبة على الورق، وأعيش معاناتها وطموحها في
الوصول. وعندما أقوم بتصوير شخصية نيرة أفعل المثل بارتداء النظارة
والبالطو الأبيض، وفي اعتقادي مشتهى كانت الأصعب لأنها كانت تمر بأزمات
صعبة جدا فكانت تعيش حياتها في معاناة مستمرة.. والفنان المجتهد يستطيع أن
يقوم بأكثر من شخصية في عمل واحد.
·
معنى كلامك أنك شعرت بمشتهى أكثر
من نيرة؟
ـ بصراحة أعجبت بشخصية مشتهى من أول مشهد قرأته لأني وجدت فيها بنت
البلد الجدعة التي تنحت في الصخر من أجل تحقيق أحلامها ومحاولتها لتسلق سلم
الشهرة والنجومية ولكنها كانت أقوى من الظروف.. وتعاطفت معها لدرجة أني
عندما شاهدت المشاهد انتابتني حالة من البكاء، بعكس نيرة، فهي بالفعل تتصدى
للفساد وكانت أقرب إلى الخير، لكن معاناتها تنحصر في رغبتها في تغيير
الفساد وتغيير الأحوال إلى الأحسن.
·
هل تذكرك شخصية مشتهى بأحداث في
حياتك الخاصة؟
ـ مشتهى هي جزء من كل فتاة سواء أنا أو أي فتاة أخرى تحاول الوصول إلى
النجاح وتحقيق طموحها وسط مجتمع يوجد به كثير من العقبات والتحديات
ومضايقات من أشخاص لا يرغبون في أن تستكملي نجاحك، فأنا ومشتهى نشترك في
القوة والعزيمة للوصول إلى النجاح.
·
ألم تخشي النقد ورد فعل الجمهور
حول رقصك في شهر رمضان الكريم؟
ـ أنا أقوم بعمل استعراض في بعض الحلقات وأعتقد أنه لا يخدش حياء
المتفرج لأنه لو اعتبر الاستعراض خدشا للحياء لما كانت الفوازير سمة من
سمات شهر رمضان فكلها رقص واستعراض.
·
لماذا الإصرار على تقديم الأغاني
في المسلسل برغم الانتقادات التي واجهتك كمطربة من قبل؟
ـ أنا لم أصر على الغناء في المسلسل، ففكرة وجود غناء واستعراض كانت
فكرة المخرج جمال عبد الحميد، وبرغم ذلك أنا لا أنكر مدى سعادتي بغنائي في
المسلسل. أما بالنسبة للنقد الذي وجه لي كمطربة فأنا لا أعترف به لأن
جمهوري هو الحكم الأول عليّ كمطربة والدليل على ذلك تحقيق ألبومي الأول
مبيعات في سوق الكاسيت وحصل على رقم 3 في تحقيق أعلى مبيعات «واسألوا موزعي
الكاسيت».
·
لكن يقال إنك أنت التي قمت بشراء
ألبومك؟ ـ «ضحكت».. كيف يحدث ذلك؟! ولماذا أخدع نفسي؟! وما الاستفادة التي
يمكن أن أحصل عليها من ذلك؟!
أنا دائما ما أسأل موزعي الكاسيت عن مستوى المبيعات فيكون الرد:
بالفعل حققنا مبيعات عالية. وقالوا لي بالحرف «أصدقاؤك من الفنانين بييجوا
يشتروا الألبوم»، فأنا حققت المعادلة في نجاحي كممثلة وكمطربة فقمت بالغناء
لأشهر الملحنين كالملحن حلمي بكر، ومحمد ضياء، ويحيي الموجي، وعمار
الشريعي، وأيمن بهجت قمر الذي قام بتلحين أغاني المسلسل.
·
تسبب أجرك الكبير في ثورة من
الممثلين على المنتجين في الفترة الأخيرة؟
ـ مسألة الأجر تم تناولها بشكل مبالغ فيه خلال الفترة الماضية، فأنا
تقاضيت الأجر الطبيعي لأي ممثلة، ولا تخصني ثورة الممثلين فالمسألة عرض
وطلب.
·
لماذا قرار الغناء في هذا
التوقيت؟
ـ درست الغناء في معهد الكونسرفتوار منذ سنوات ومع اعتمادي كمطربة في
الإذاعة والتلفزيون كانت رغبتي شديدة في أن أبدا كمطربة لكن الصدفة حالت
دون ذلك فاحترفت التمثيل قبل الغناء.
·
لماذا بدأت بإصدار ألبوم مرة
واحدة ولم تقومي بعمل أغنية واحدة «سينجل» كأي مطرب مبتدئ؟
ـ كنت أنوي أن أقوم بعمل «سينجل» في البداية، لكني بعد قيامي بعمل
أربع حفلات مع كبار المطربين لمعرفة رد فعل الجمهور عني كمطربة ومن خلال
هذه الحفلات لاقيت نجاحا من الجمهور وتشجيعا لم أتوقعه، وبعد هذه الحفلات
بدأ يسألني كل من يقابلني أين الألبوم فرأيت ضرورة قيامي بعمل ألبوم كامل
وحقق بالفعل نجاحا رغم طرحه في توقيت أصدر فيه العديد من كبار المطربين
ألبوماتهم.. ورغم تحذير المقربين مني بعدم المجازفة في طرحه في ذلك التوقيت
ولكني صممت لأني مؤمنة أن كل إنسان يأخذ نصيبه.
·
رغم تشديدك على نجاحك لكن للنقاد
رأي آخر؟
ـ لا يهمني إلا رأي الجمهور، و«اللي عايز يشتم يشتم، واللي ينقدني
أهلا وسهلا بيه»، فأنا تعودت على مثل هذا النقد منذ بدايتي وليس لدي أي
مشكلة، فسوف أغني مرة أخرى وأمثل، وأنا أعتبر النقد بالنسبة لي نجاحا، فما
داموا يتحدثون عني،فمعني ذلك أني موجودة، وهناك كثير من المطربين أقل موهبة
ولا أحد ينتقدهم بل أصبحوا نجوما.
·
وإلى أين وصلت خلافاتك مع المخرج
خالد يوسف؟
ـ أي خلافات؟! لا يوجد أي نوع من الخلافات بيني وبين خالد فهو صديق
مقرب لي، وقمت بتعزيته في والدته واتصلت به كي أبارك له على فيلم «دكان
شحاتة» الذي عرض مؤخرا في دور العرض.
·
لكن، لماذا رفضت تأدية دور
«بيسه» في دكان شحاتة؟
ـ أنا لم أرشح من الأساس للدور، فلذلك لم أرفضه، وأنا كنت مشغولة في
تلك الفترة بتجهيز ألبومي وتصوير الفيديو كليب وتصوير مسلسل «حدف بحر»
وخالد يعلم ذلك.
·
ألم تكن خلافاتك مع المنتج كامل
أبو علي هي السبب في عدم ترشيحك؟
ـ لا توجد خلافات بيني وبين المنتج كامل أبو علي، لكنه مجرد اختلاف في
وجهات النظر. فكان من المتفق عليه قيامه بإنتاج مسلسل سأشارك فيه، ولكني لم
أرض عن السيناريو ولذلك رفضت القيام به والموضوع انتهى بطريقة ودية، وفي
خلال هذا التوقيت عرض سيناريو «حدف بحر» وأعجبت بفكرته وتحدث معي المنتج
كامل مرسي واتفق معي على إنتاج المسلسل.. وعدم ترشيحي لدور بيسه لم يكن
واردا لا من المنتج ولا من المخرج لانشغالي بأعمالي الفنية.
·
وماذا عن الهجوم الذي شنه ضدك
برنامج البيت بيتك الذي يعرض على التلفزيون المصري؟
ـ كنا قد اتفقنا على أن أحل ضيفة في البرنامج أثناء صدور ألبومي
«هيحصل إيه» ولكن أصبت بنزلة برد شديدة واتصلت بهم قبل البرنامج بيومين كي
أعتذر ففوجئت بهجوم عنيف من مذيعي البرنامج تامر أمين والإعلامي خيري رمضان
بالهجوم ضدي واتهامي بعدم الالتزام وبعد ذلك ظهرت في أحد البرامج في قناة
فضائية وشرحت وجهة نظري.
·
وهل كان السبب في ظهورك في
البرنامج لمجرد الرد على برنامج البيت بيتك فقط؟
ـ بالطبع لا، أنا كنت متفقة من قبل أن أوجد كضيفة في البرنامج،
بالصدفة وخلال المقابلة وجه لي مقدم البرنامج سؤالا عن أسباب الهجوم ضدي من
برنامج البيت بيتك وذكرت له أسباب عدم ذهابي للبرنامج.
·
الأغنية الأقرب لقلب سمية في
ألبومك «هيحصل إيه»؟
ـ أغنية «ليه» فقد أديتها بكل إحساس واستحضرت كل مشاعري وتأثرت بها
جدا والأغنية من كلمات محمد رفاعي وألحان محمد يحيي وتوزيع حسن الشافعي.
·
لو فكرت في عمل «دويتو» غنائي
فمن تفضلين أن يشاركك الأغنية؟
ـ أعشق مدرسة الإحساس وهي مدرسة المطربة شيرين عبد الوهاب والمطرب
اللبناني فضل شاكر ولو فكرت في القيام بعمل «دويتو» غنائي مشترك فسيكون مع
المطرب راغب علامة.
·
يقال إن فضل شاكر يفكر في
الاعتزال؟
ـ خسارة كبيرة جدا أن يعتزل فهو مكسب كبير للوسط الفني وأتمنى أن تكون
مجرد شائعة وأنا من هنا أرجوه ألا يفكر في هذا الأمر.
·
لماذا ظهرت بشكل مختلف في تصوير
الفيديو كليب لأغنية «أنا عايزاك كـده»؟
ـ تصوير الكليب كان في لبنان مع المخرج يحيي سعادة وظهوري بهذا الشكل
كان متعمدا، لكي يجعلني أظهر بشكل مختلف لم يتعود عليه الجمهور من سمية
الممثلة. ورغم ظهوري بشكل فاجأ الجميع إلا أنه كان بعيدا كل البعد عن
الابتذال والعري الذي نراه في بعض الفيديوهات.. ولكن لا أنكر أن عملي
كممثلة أفادني في تصوير الكليب.
·
كيف ترين المنافسة في رمضان؟
ـ أنا لا أفكر في المنافسة ولكني أجتهد في عملي وأركز فيه ليكون رد
فعل الجمهور قويا، خاصة أنه البطولة الأولى لي في الدراما التلفزيونية
ولكني أنتظر كل رمضان أعمال بعض النجوم وأنا حريصة أن أشاهد أعمالهم وعلى
رأسهم الأستاذ نور الشريف الذي تعلمت منه الكثير وتتلمذت على يديه.
·
هل لك طقوس معينة في شهر رمضان
الكريم؟
ـ نظرا لأني ما زلت أقضي معظم وقتي في الأستوديو كي أنهي تصوير مشاهدي
في المسلسل، ولكن مع ذلك أنا حريصة على قراءة القرآن وتأدية الصلاة، مع
حرصي على تناول الإفطار مع أسرتي وكنت أنوي الذهاب لأداء العمرة قبل نهاية
شهر رمضان ولكن التحذيرات الشديدة خوفتني من السفر.
·
حصلت على العديد من الجوائز خلال
هذا العام فما الجائزة التي تنتظرينها؟
ـ حب الناس هي الجائزة التي أتمناها ولا يمكن تعويضها بأي جائزة في
الدنيا وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم دائما، وأسعى لإرضائهم طوال الوقت،
وأتمنى عدم تأثير الشائعات التي يروجها البعض على جمهوري الذي أثق فيه.
الشرق الأوسط في
18/09/2009 |