عانى «ما تخافوش» من المطّ والتطويل وتشعّب خطوطه الدرامية
فارق كبير بين توقّعات النقّاد من مسلسلي نور الشريف قبل عرضهما في
رمضان، والنتيجة النهائية التي أجمع عليها الكلّ في الأسبوع الأخير من شهر
الصوم. إذ توّقع كثيرون أنّ تقديم نور الشريف مسلسلين دفعةً واحدةً، سيؤدي
إلى ظلم عمل على حساب الآخر. صحيح أنّ هناك ممثلين كرّروا التجربة هذا
العام، لكنّ الوضع كان مختلفاً. ماجدة زكي مثلاً قدّمت عملين ينتميان إلى
الكوميديا التي لا تتطلب الكثير من مواقع التصوير. كما أنّ زكي بدأت تصوير
«كريمة كريمة» باكراً، ثم تابعت تصوير «حقي برقبتي». أما ليلى علوي فقدمت
مسلسلين لكن في ثلاثين حلقة، عكس الشريف الذي قدّم 60 حلقة دفعة واحدة،
ويستمر في تصوير باقي مشاهد «الرحايا» حتى الأسبوع الأخير من رمضان. وهو
الأمر الذي جعل التوقعات تصب في اتجاه «ما تخافوش» لكون تصويره قد بدأ
باكراً من جهة، وتناول قضية جديدة على المشاهد المصري من جهة أخرى. لكن
أسباب القوة تحوّلت إلى نقاط ضعف مع بداية عرض المسلسلين.
رغم أنّ مؤلف «الرحايا» عبد الرحيم كمال والمخرج حسني صالح يقدمان
تجربتهما الأولى في الدراما التلفزيونية، إلا أنّهما تفوّقا على أحمد عبد
الرحمن ويوسف شرف الدين مؤلف ومخرج «ما تخافوش». إذ عانى الأخير من المطّ
والتطويل، وتشعب الخطوط الدرامية. كأنّ الشريف أراد الجمع بين القضية
السياسية وقضايا اجتماعية أخرى غير جاذبة. وبينما كانت مشكلة الحلقات
الأولى هي الأسلوب المباشر في تناول قضية المخططات الصهيونية لتدمير الوعي
العربي وإنهاء حلم دولة فلسطين، زادت الأمور سوءاً بعد الحلقات العشر
الأولى مع ازدياد التفاصيل المتعلّقة بالشخصيات الثانوية. مثلاً، تابع
الجمهور ثلاث قصص حبّ متتالية لابن شقيقة مكرم بدوي (نور الشريف)، كما تابع
قصة انفصال شقيقة مكرم بدوي عن زوجها طبيب الأسنان وزواجه من الممرضة ثم
تعرضه لأزمة صحية حادة. وأخيراً تعرضت شقيقة مكرم بدوي (رجاء الجداوي)
لأزمة صحية هي الأخرى لتزيد الهموم على مكرم ومعه المشاهدون الذين تشتتوا
بين متابعة مطاردة الصهاينة له ومشكلاته العائلية التي لا تتوقف.
في الوقت عينه، بدأت الإشادات بـ«الرحايا» تظهر في الصحف، وخصوصاً بعد
تراجع الاهتمام بمسلسل جمال سليمان «أفراح إبليس» ليبقى «الرحايا» الممثل
الوحيد للصعايدة هذا العام. حتى أن جريدة «المصري اليوم» نشرت تقريراً عن
تجمع أهل محافظة سوهاج على المقاهي لمشاهدة نور الشريف ورفاقه. بل وصل
الأمر إلى الإشادة بشخصيات أخرى مثل أبو ذكرى الذي جسده لطفي لبيب وبدرة
التي قدمتها بتميّز سوسن بدر. وفيما لم يعد هناك اهتمام بمعرفة مصير مكرم
بدوي ومآل معركته مع الإسرائيليين، بات الكلّ يترقّب مصير عائلة محمد أبو
دياب وسيناريوهات الفتنة بين أبناء الرجل الكبير الذي نجح في القضاء على
شرّ بدرة وأبو ذكرى، لكنّه لم يعرف بعد مَن قتل ولده في الجريمة التي بدأت
بها أحداث المسلسل.
الأخبار اللبنانية في
18/09/2009
«ليالي»... هل تمثل أمام المحكمة؟
باسم الحكيم
في زحمة سباق رمضان، لم تتمكن كلّ المسلسلات من فرض موقعها على
الشاشات العربيّة. وإذا كان كبار النجوم قد احتلوا الساحة بأعمالهم، فبعض
أعمال النجوم الشباب حققت نسبة مشاهدة لا بأس بها، بينها «الأدهم» مع أحمد
عز و«ليالي» الذي أثار سجالاً حتى قبل البدء بتصويره. حقّق «ليالي» نسبة
مشاهدة عالية بفضل قصة أيمن سلامة المحبوكة، وأسلوب التنفيذ المتقن للمخرج
أحمد شفيق الذي قدّم عملاً بمواصفات جيّدة، من دون الدخول إلى استديوهات
التصوير. حتى إنه أظهر مناطق لبنانيّة كما لم يسبق أن رأيناها حتى في
الدراما اللبنانيّة المتغرّبة عن واقعها.
«ليالي» الذي توزّعت بطولته بين زينة، صلاح عبد الله، سوسن بدر، عمّار
شلق، ماغي أبو غصن، عزت أبو عوف، حنان مطاوع ويوسف الشريف، عاد إلى الواجهة
بعد إعلان عبد الستار تميم، والد المغنية الراحلة سوزان تميم، أنه سيقدّم
دعوى على أصحاب العمل، بسبب تقديم قصة حياة ابنته دون الحصول على تصريح
بذلك.
المحامي محمد حسن الذي أوكل إليه تميم رفع الدعوى صرّح للصحافة
المصريّة بأنّه «ليس عندي شك في أن المسلسل تجسيد لحكاية سوزان تميم وهشام
طلعت». لكن بخلاف كلام عبد الستار تميم ومحاميه، رأى محامو الدفاع عن هشام
طلعت مصطفى أنّ «العمل بعيد عن قصة طلعت، ولا يجوز ربط الأحداث بعضها ببعض
عشوائياً حسب الأهواء».
لكن حتى اللحظة، لم تُبلَّغ الشركات المنتجة أيّ دعوى، وفق ما أكد
الكاتب أيمن سلامة ومدير المبيعات في شركة «صباح ميديا» زياد الخطيب
لـ«الأخبار». وهما ينفيان أنّ العمل يطرح قصة حياة سوزان. يقول الخطيب:
«على والد سوزان أن يرفع دعوى أيضاً على مسلسل «حدف بحر» مع سميّة الخشاب،
فقصته أقرب إلى رصد حكاية ابنته، على اعتبار أنه يرصد سيرة حياة مغنية،
بينما نحن نتحدث عن ممثلة». من جهته، سارع أيمن سلامة إلى التأكيد أنّ نصّه
«حصل على الموافقة الرقابيّة في أيّار (مايو) 2008، أي قبل مقتل تميم بأكثر
من 3 أشهر».
وإذا كان المسلسل لا يطرح حياة سوزان تميم، فلماذا تطعيم المسلسل
بشخصيات لبنانيّة وإماراتيّة؟ يجيب سلامة بأن «رؤوس الأموال في مصر ليست
مصريّة صافيّة. هناك شراكة مع رجال أعمال عرب وخليجيين». لكن ألم تتفق مع
فريق من
LBC على كتابة قصة حياة سوزان تميم؟ يؤكد: «لم أجتمع بجماعة
LBC إلّا في حفلة اتحاد الإذاعة والتلفزيون».
ويبقى السؤال هل يصوّر «ليالي» حياة سوزان تميم؟ وهل يكفي مجرد نفي
الكاتب والمخرج والجهة المنتجة للأمر حتى يتحول إلى واقع، وخصوصاً في ظل
كلام يدور في أروقة
LBC أنه اتُّفق على تقديم سيرة الفنانة
الراحلة من دون التصريح بذلك علناً؟
صباح على النار
سيرة صباح (الصورة) تتحوّل مع الكاتب أيمن سلامة إلى عمل درامي من
إنتاج «صباح ميديا»، إذ عقد سلامة في الآونة الأخيرة جلسات عمل عدّة مع
الشحرورة، بهدف تحويل قصّة حياتها إلى مسلسل تلفزيوني. لن يكون سلامة
الكاتب الوحيد. الشركة المنتجة تحاول الاتفاق مع سيناريست لبناني لكتابة
الجانب اللبناني من حياتها توخّياً للدقّة. الأبحاث عن حياة صباح وصلت إلى
مراحلها الأخيرة، لكنّ النص ما زال في بداياته، وستتضح ملامحه منتصف الشهر
المقبل. ويبدو أن مسلسل «قضية صفية»، من كتابة سلامة وبطولة مي عز الدين،
سيجد طريقه إلى التنفيذ في غضون أيّام
الأخبار اللبنانية في
18/09/2009 |