تجربة جديدة خاضها الفنان خالد صالح في رمضان الماضي من خلال دور
الرجل الكفيف في مسلسل
تاجر السعادة،
حيث استطاع بالرغم من الزحام الذي شهده
شهر رمضان أن
يحجز مكانه وجعلت المشاهد يبحث عنه ليتابع مغامرات الشيخ مصباح
في الحياة وكيف يستطيع أن يتحايل علي عجزه ليصبح صانعًا للسعادة لمن حوله
حتي وإن كان
يفتقدها، خالد صالح تحدث معنا عن هذا المسلسل واعماله المقبلة في
هذا الحوار:
·
قدمت
رمضان الماضي تجربتك
المتفردة تاجر السعادة،
ما سبب اختيارك لنموذج الرجل الكفيف لتعرضه علي مشاهد
رمضان؟
-
هناك أسباب عديدة جعلتني اتمسك بهذا المسلسل الأول هو
إنني شعرت أن هذا هو المشروع الذي أبحث عنه طوال حياتي بالرغم من إنني لم
أكن أبحث
عن تفاصيل وملامح بطل تاجر السعادة إلا أنني عندما قرأت السيناريو شعرت
إنني أعرف
هذا الرجل وإنه في حاجة لأن أقدمه وأتحدث عنه للجمهور كما إنني وجدت أن
هناك
تجاهلاً شديدًا للكفيف في الدراما العربية فأردت أن أقدم عملا عنه بشرط أن
يهتم
به ويشاهده البصير والكفيف في نفس الوقت.
·
ولكن البعض اتهمك بتقليد النجم محمود عبد العزيز
في فيلم الكيت
كات؟
-
كنت أفكر طوال الوقت في مثل هذه المسألة لإن الحقيقة لابد
أن تقال فمن قبلي قدم نجوم عظام شخصية الرجل الكفيف والمشاهد يتذكرهم جيدا
ولا
يمكن لي أن أتجاهلهم أو أتعدي حدودي وأقارن نفسي بهم ومن بينهم
النجم محمود عبد
العزيز عندما قدم شخصية الشيخ حسني في فيلم الكيت كات وأنا من أشد المعجبين
بهذا الفيلم وشاهدته أكثر من عشرين مرة ولكن تعليقي علي مسألة التقليد هو
أن محمود
المليجي وفريد شوقي وعادل أدهم ومحمود عبد العزيز هم مدارس في فن التمثيل
والأداء
ومن حقي أن أختار المدرسة التي أدخلها وأتعلم منها واستقي منها ما أريد
لذلك سمحت
لنفسي أن أكون خريج مدرسة محمود عبد العزيز وأقول ذلك بكل فخر ولا أعتقد في
هذا عيب
ولا تهمة أخشاها.
·
ولكن هناك بالفعل حركات
مشتركة بين شخصية الشيخ مصباح في
تاجر السعادة
والشيخ حسني في فيلم الكيت
كات
ألا تعتبر هذا تقليدًا؟
-
ليس تقليداً لسبب بسيط هو أن
هناك قواسم مشتركة تجمع بين الناس الذي حرمهم الله من نعمة البصر قد تكون
طريقة
السير أو حركة الرأس وأشياء كثيرة قد تكون نسبية بعض الشئ بين هؤلاء
الأشخاص لذلك
فهذه الأراء كانت متوقعة ولكن ما أريد التأكيد عليه هو أن المقارنة بيني
وبين
النجم محمود عبدالعزيز ظالمة لي لإنني مجرد تلميذ في مدرسته.
·
وهل
إلتقيت بنماذج مثل الشيخ مصباح في الحقيقة؟
-
بالطبع لإنني لا أحب أن أنفصل عن أصلي فمن يعرفني جيداً
يعلم
إنني من الشارع نشأت وتربيت وسط الناس البسطاء ولا أجد غضاضة في أن أقول
إنني عشت
في مثل هذه الحارة الشعبية وكنت أعرف أشخاصًا مثل الشيخ مصباح
وتعاملت معهم كثيرا
والحمد لله استطعت أن أشعر بهم جيداً.
·
هل
كانت هناك استعدادات معينة لهذه الشخصية؟
-
الشيخ مصباح من أصعب
الأدوار التي لعبتها في حياتي خاصة إنني افتقدت أداة مهمة جدا من أدوات
الممثل وهي
لغة العيون وكثيرا ما أعتمد عليها في أدائي لشخصياتي ولكن الحقيقة هي إنني
نزلت
وتعرفت علي بعض عازفي العود وكان من بينهم عازفون من فاقدي البصر وكانت أهم
العواقب
الموجودة أمامي هي تعلم العزف علي العود وبالفعل استغرقت في تعلمه حوالي
شهرين
وبالرغم من حبي الشديد له إلا إنني اكتشفت إنه كان صعباً جدا ولكن الحمد
لله كنت
تلميذا شاطر وتعلمته وفي خلال هذه المرحلة قمت بتوطيد علاقتي
بشابين يعانيان من عجز
البصر وبالفعل تعلمت منهما الكثير بعد أن
وضعتهما تحت المراقبة
المشددة.
·
ولكنك
أظهرت الكفيف وكأن حياته سهلة
ولا يعاني من عجز أو نقص وهذه ليست
الحقيقة؟
-
ليس من الضروري أن
نقدمه الشخص الذي يظل طوال الحلقات يشتكي
ويندب حظه فالشيخ مصباح بالرغم من عجزه
إلا إنه كان متصالحاً
جدا مع نفسه ويقدر باقي النعم الموجودة لديه بجانب أن
الكفيف بالرغم من أن الله حرمه من نعمة البصر إلا أنه منحة نعمة أخري وهي
البصيرة
التي نفتقدها نحن بالإضافة للخيال فعدم القدرة علي الرؤية يجعل هذا الرجل
يعتمد
علي خياله فيري بقلبه وعقله أشياء لا نراها نحن الأصحاء وهذا
ما فطن إليه الشيخ
مصباح.
·
ما رأيك في النقد الذي وجه إلي مسلسلك
بأنه يدعو للدجل؟
-
هذا الكلام غير صحيح فنحن لا ندعو لتصديق
الدجالين ولم يكن هذا المقصود بالمرة ولكنها مجرد حالة درامية كما أن هذا
الرجل لم
يدع أنه يعلم الغيب ولكن بعض محدودي العقل ممن حوله هم من روجوا لهذه
الإدعاءات كما
أننا نقدم نماذج لحالات حقيقية من الجهل والعشوائية التي مازالت تروج لهذه
الشعوذة
لتوعية الناس بخطورتها وعدم مصداقيتها.
·
مسلسلك يتطرق لتفاصيل كثيرة في حياة المسيحيين
وموقف الكنيسة الرافض لتصريح الزواج
والطلاق في كثير من الحالات مما جعل البعض
يتهمه بإثارة الفتنة؟
-
الجمهور لم ير ذلك ومن شاهد المسلسل يعرف
أن المسلسل يعرض الحياة الطبيعية
والواقعية المندمجة بين المسلمين
والمسيحيين في مصر فهذه العلاقة تتمتع برقي ودرجة
سمو لا تظهر سوي في مصر، خاصة الأماكن الشعبية وهذا ظهر واضحا في موقف الشيخ
مصباح المساند لصديقه كرلس المسيحي فأين توجد الفتنة في ذلك؟!
·
سبق
وصرحت قبل رمضان بأنك تشعر بالخوف الشديد من هذه
التجربة كيف تراها الآن، وما رأيك في حجم المنافسة هذا العام؟
-
دائمًا أفكر في هذه المنافسة بنظرية الـتي شيرت
وهي تقول عندما تفكر في شراء
تي شيرت
هل من الأفضل أن تدخل لمحل واحد أو تذهب إلي سوق كامل به عشرات
المحلات، من الطبيعي أن تكون الإجابة هي الثانية لذلك أري أن هذه المنافسة
مطلوبة
من أجل المشاهد حتي تمنحه فرصة في أن يشاهد الأفكار والأعمال والأشكال
المختلفة
التي تجعله يختار ما يريحه ويجد فيه ما يبحث عنه وإن كنت أتمني أن يجد طلبه
عندي
بالتأكيد، إلا أنني أرجو النجاح للجميع،
خاصة أنهم منحوني متعة العمل في وسط
هذا الكم من الأعمال المميزة، أما بالنسبة للخوف في البداية فهذا صحيح ولكن
الحمد
لله ردود الأفعال التي جاءتني جميعها في صالحي.
·
ما الذي دفعك لتكرار العمل مع المخرجة شيرين عادل
بعد الهجوم
الشديد الذي تعرضت له العام الماضي بسبب مسلسل
بعد الفراق الذي قامت
بإخراجه؟
-
المعروف عني أنني لا أجامل أحدا علي حساب جمهوري ولن
أجامل نفسي علي حساب عملي والناس التي منحتني الثقة وأعطتني تصريحا
بالمغامرة
والتحدي ولذلك عندي تحفظ بالنسبة لمسلسل بعد الفراق
خاصة أن الجمهور كان راضيا
عن هذه التجربة ووصلتني ردود أفعال جيدة
ولكن الهجوم خرج من الإعلام وليس من الشارع
وكأنهم يعاقبونني لأنني قررت خوض طريقة جديدة في التمثيل واتهموني بالبرود،
أما
شيرين عادل فهي مخرجة موهوبة ومخلصة والجمهور قال إننا نجحنا معا فما
الداعي لأن
ابتعد عنها.
·
لكن
البعض يري أنك متحيز للنساء
وتحب العمل مع مخرجات..
فما ردك؟
-
لا أنكر ذلك..
فأنا أقولها
بصوت عالي أنا أحترم النساء وأقدرهن بل أنا متحيز للنساء وأحب أن أشاركهن
تجاربهن
ولكن بشرط أن يكن موهوبات بحق والتجارب السابقة تثبت ذلك فأنا عملت مع
المخرجة
ساندرا نشأت في فيلم ملاكي إسكندرية وحققنا معا نجاحا رائعا وعملت أيضا مع هالة
خليل ولاقينا نفس النجاح وشيرين عادل تشاركني نجاح مسلسلاتي وأنا في
الحقيقة وقت
العمل لا أفرق بين الرجل والسيدة والدليل أن درجة تسليم نفسي للمخرج هي نفس
الدرجة
التي أقوم بها للمخرجة.
·
وهل ستظل بعيدًا
عن السينما؟
-
هذا البعد يقلقني جدًا وكنت قد اتخذت قرارًا
بعدم تقديم مسلسل هذا العام والعودة للسينما ولكن تاجر السعادة خطفني
وجعلني أتخلي
عن قراري ولكن الفترة القادمة سوف أكثف تركيزي في السينما وبالفعل قمت
باختيار عدة
أعمال ولا أعرف أي فيلم سوف نبدأ بتصويره ولكن من بينها فيلم يا إسكندرية
وهو
تأليف بلال فضل وإخراج هالة خليل وأقوم فيه بدور صحفي يعود لبلده بعد غياب طويل
ويقرر استئناف حياته التي تركها لأنه مضطر
لأن يعيش مع أشخاص لا يحبهم والحقيقة
أن هذه النماذج أصبحت مكررة مثل أن تحتمل العيش مع زوجة لا تحبها من أجل
الأبناء.
·
قدمت
دور الصحفي ولاقيت هجومًا
شديدًا لماذا تقترب من هذه الشخصية مرة
أخري هل كنت تحلم أن تكون
صحفيًا؟
-
بالعكس لم أتمن أن أكون صحفيًا ولكن هذه
المهنة
ليست محرمة فهي مثل أي مهنة أخري من حقي أن أتناولها عشرات المرات مثل
الطبيب أو
الضابط.
·
وهل
بحثت جيدًا في هذه المهنة حتي لا تكرر أخطاء تم ذكرها
في مسلسل بعد الفراق مثل مقولة اذهب بهذا الموضوع للمطبعة وهذا عكس واقع
المهنة.
-
الصحفي في هذا المسلسل ليس ممارسًا للصحافة ولكنها مهنة
مذكورة في الأحداث لتدل علي ثقل هذا الرجل وثقافته ورجاحة عقله لأن هذه هي
المواصفات المعروفة عن الصحفي الحقيقي وليس المدعي.
·
ولماذا تأجل فيلم
عرض البحر؟
-
هناك
تعديلات
يتم إجراؤها علي السيناريو بسبب التطورات التي يشهدها المجتمع حاليًا
وهو يدور حول الهجرة غير الشرعية وأسبابها وأثرها علي المجتمع والأشخاص بشكل
درامي إنساني مميز جدًا.
·
وهل هذه التعديلات
طلبتها الفنانة حنان ترك؟
-
بالعكس هذه التعديلات تطلبها الفيلم
والعمل كله وليست لصالح شخص بعينه والحقيقة هي أن الدور مناسب جدًا لشخصية
حنان لأن
دورها يتطلب سيدة محجبة.
·
وما
هي أخبار
فيلم التشريفة؟
-
هو فيلم أعجبتني قصته جدًا وأقدم فيه دورًا
مختلفًا لعازف بيانو
ولكن مازلت احتاج لوقت كبير لأتدرب علي عزف
البيانو لأنه
ليس سهلاً بالمرة ولكني قررت أن أتعلمه ليصدقني المشاهد.
روز اليوسف اليومية في
28/09/2009 |