فنان بحريني قدير، أحلامه عديدة وطموحاته كثيرة، فنان ذو نكهة خاصة
وطابع تراثي بحت، دخل قلوب محبيه دون ان يطرق ابوابها، فنه يذكرنا بجيل من
العمالقة وبفن لا يمكن نسيانه قدم اجمل الاعمال الكوميدية المسرحية
والدرامية منها، تألق في البيت العود وفرجان لول وملفى الاياويد، عرفه
الجميع بصراحته وعفويته اللامتناهيه، يتمنى ان يتم تقدير الفنان البحريني
والاعتراف بموهبته. ترك مهنة التدريس من اجل الفن، يطل علينا في رمضان في
«سوالف طفاش» على قناة سما دبي، إنه الفنان الكوميدي البحريني.. سعد
البوعينين. وكان لنا مع هذا اللقاء:
·
[ كيف تفسر تفوق الدراما
البحرينية في التسعينات وتراجعها الآن؟
- اهم سبب هو قلة الدعم من قبل المسؤولين عن الدراما؛ فهو العامل
الرئيسي في رقيها أو تراجعها ولنقل احباطها ونحن كفنانين ليس بإمكاننا فعل
شيء من دون دعم يأخذ بأيدينا ويرفع من مستوى الفنان والدراما كسابق عهدها
في التسعينيات الفترة التي بتنا نتحسر عليها ونتمنى عودتها، خاصة وأن
تلفزيون البحرين ممتلئ بالمواهب الفنية فلا ينقصنا الكتاب ولا المخرجون ولا
الفنانون لنصبح في مصاف الدول المتقدمة في الدراما.
·
[ أين انت من المسرح وما الذي
يحتاجه المسرح البحريني اليوم؟
- أنا لا زلت موجودا مسرحيا لكن، أين هو المسرح؟ فالفنان بحاجة الى
مسرح بجميع امكانياته المتكاملة من مهندسي صوت وديكور وغيرها من تقنيات
المسرح، ثم أين هو المردود والكثير من المسرحيات متوقفة وبعضها لا يزال
حبرا على ورق وحبيس الادراج خاصة وأن الصالة الثقافية مسموح لنا العرض بها
5 ايام فقط وبعرض مجاني ايضا، كما ان هناك عاملا آخر وهو ضعف الاعلام
والاعلان وعدم وجود مساهمين في الاعلان عن مسرحياتنا في الوسائل المختلفة
بعكس المسرحيات التي تأتينا من دول خليجية وعربية اخرى حيث الاجور كبيرة
وصالات الفنادق متوفرة وحجم الاعلان عنها كبير جدا بسبب مردودها العالي وان
كانت في مستوى مسرحياتنا او اقل منها.
·
[ ماذا عن مشكلة تصنيف الفنانين؟
- إلى الآن لا شيئ ملموس على أرض الواقع بهذا الشأن، ونحن لا نطالب
بالتصنيف، بل جل ما نطالب به هو الاعتراف بهوية الفنان البحريني من قبل
المسؤولين في الدولة خاصة وأن دولاً اخرى ومحطات فضائية خارجية تعترف بنا
ونحن في رمضان الحالي ولا عمل فني بحريني سيعرض محليا بل مجملها اعمال
مستوردة لا تمت لواقعنا بأي صلة.
·
[ ماذا ينقص الدراما البحرينية
من أجل أن ترتقي كالبقية؟
- لدينا كتاب ومخرجون وممثلون على مستوى عال وقد كتبوا ومثلوا وأخرجوا
أعمالاً خارجية كثيرة ونحن دائما عرفنا بالسباقين في الفن، لكن ما ينقصنا
هو عنصر الطاقة فالدراما البحرينية اليوم "صاروخ" جاهز للانطلاق لكن ما يقف
وراء عدم انطلاقه هو عدم وجود وقود يدفعه للتحرك وهو نفسه ما ينقص الدراما
فبدون الدعم لن تتحرك الدراما البحرينية شبرا واحدا.
·
[ ما السبب وراء الإسفاف
والابتذال في المسرحيات الحالية؟
- السبب وراء ذلك هو انسحاب الجمهور وعدم وجود تغطية إعلامية
لمسرحياتنا فابتعد بعضهم عن المسرحيات الهادفة والتي تعالج قضايا مهمة
وأصبح يقلد بعض المسرحيات التي تهتم بالهزل والاسفاف المبالغ والضحك
كالمسرحيات الخارجية التي نراها ناجحة هنا وذات حضور واقبال جماهيري كثيف
وللأسف بسبب الاعلان والتغطية الواسعة وان كان المضمون لا يعني شيئا، وأصبح
كل من "هب ودب" يكتب ويعرض دون تنسيق أو مراجعة او حتى ان يتلقى انتقاداً
من جهة معينة، فعدم وجود كتاب مسرحيين جيدين يطرحون قضايا جادة ادى لذلك
المستوى من المسرحيات.
·
[ ما هي أحلامك الفنية
المستقبلية؟
- حقيقة، أحلامي عديدة وطموحاتي كبيرة لكن جميع أحلامي الفنية ذهبت
هباء وكلها اصبحت دخانا خاصة وانني لا زلت اشعر بأنني ما زلت في الخطوة
الاولى، فقد تركت عملي في مهنة التدريس من اجل الفن عندما رأيت ان مهنتي
كانت تحول دون السماح لي بقبول عروض خارجية، فأحلامي المستقبلية تجلى في ان
ارى الفن البحريني في وضع متميز وان يتم تقدير اهل الفن من قبل المسؤولين
فنحن الفنانين نعاني من التهميش وعدم التقدير ولا توجد لنا مكانة كباقي
الفنانين في دولهم.
·
[ ما الجديد الذي ستقدمه لنا في
رمضان الحالي؟
- في رمضان القادم أشارك في عمل فني تراثي بعنوان سوالف طفاش وسوف
يعرض على قناة "سما دبي" مع نخبة من الفنانين البحرينيين وهو عمل راق ورائع
وأتمنى ان يتابعه محبونا في البحرين وخارجها. [ كلمة أخيرة تود قولها.. -
أقول: إن الفنان البحريني مظلوم وإنني غير متفائل اليوم خاصة مع عدم
الاعتراف بنا من قبل المسؤولين، فهناك العديد من الامور التي تحصل في الفن
البحريني وفي الفنان خاصة تجعله يتراجع ويخطو من السيئ الى الاسوء، وكل ما
نطلبه هو الاعتراف بفننا وموهبتنا خاصة وأن رصيدنا الفعلي والوحيد هو حب
الجمهور وتذكره لنا.
الأيام البحرينية في
28/09/2009 |