فاجأت الفنانة دلال عبدالعزيز مشاهدي مسلسل “ابن الأرندلي” ببراعتها
في تجسيد شخصية “لطيفة” الزوجة التي تعمل على إرضاء زوجها بشتى الطرق،
ونجحت بدرجة امتياز في المباراة الدرامية التي جمعتها بمعالي زايد ووفاء
عامر ورجاء الجداوي.
في الحوار الآتي تتحدث دلال عن أمور عديدة تخص “ابن الأرندلي” وفيلمها
السينمائي وانطباعها عن مشوارها وابنتها دنيا سمير غانم الفني.
·
ألا ترين أنك كنت شجاعة
بالموافقة على ظهورك بهذا الوزن الزائد في مسلسل “ابن الأرندلي”؟
أنا ممثلة محترفة ومن الطبيعي أن ألتزم بمواصفات الدور طالما قبلته،
وفي جلسات التحضير للمسلسل تحدثت مع المؤلف وليد يوسف في كل ما يخص شخصية
لطيفة، وكنت مقتنعة بضرورة ظهورها بهذا الشكل، لأنها وفق السيناريو سيدة
تعاني من السمنة المفرطة، لذلك لجأت إلى عملية شفط الدهون لإرضاء زوجها “عبدالبديع”.
·
ولكن الجمهور ظن أن هذا وزنك
الحقيقي لأن الكثير منهم لا يعرف كواليس العمل الفني؟
أعتقد أن الجمهور ذكي ثم إنني على الطبيعة مختلفة تماما، وكنت أظهر في
وسائل الإعلام بشكلي الحقيقي، وعموما الكل الآن يعرف جيدا متطلبات التمثيل
ولابد أن نجتهد لنقدم أفضل ما لدينا لإقناع الناس.
·
أجمل ما في المسلسل أنه تضمن
مباراة درامية في التمثيل بين دلال عبدالعزيز، وفاء عامر، رجاء الجداوي،
ومعالي زايد، فمن فاز في النهاية؟
المشاهد، لأن المسلسل يؤكد أهمية “جماعية الأداء”، ولابد أن أشير إلى
دور الفنان الكبير يحيى الفخراني في تألقنا جميعا، لأنه يجبرك على بذل أقصى
جهد لديك كما أنه بسيط في تمثيله ويمتلك موهبة طاغية.
·
الملاحظ أن النساء اللاتي ارتبط
بهن “عبدالبديع” من طبقات اجتماعية مختلفة، فما الذي قصده المؤلف وليد يوسف
من ذلك؟
“أنهار”، “دولت”، “أشجان” “لطيفة” نماذج لسيدات
تركيباتهن النفسية مختلفة لطبيعة النشأة والبيئة، ولقد حاول وليد يوسف
تأكيد فكرة المعاناة الداخلية والقسمة والنصيب من خلال تلك الشخصيات لأن
موضوع الغنى والفقر لا يجلب السعادة.
·
لطيفة حرصت على إرضاء زوجها
وتجاهلت ابنها “علي” وابنتها “منة” وفجأة وجدت أنها لم تكن محقة في ذلك،
فما الرسالة التي ترسلها لكل أم؟
الأبناء في سن المراهقة يحتاجون إلى رعاية خاصة وتحديدا في الجيل
الحالي الذي يتأثر بالمتغيرات العصرية والتطورات التكنولوجية والإنترنت،
ولأن لطيفة ظنت أن إرضاء “عبدالبديع” هو أهم شيء في حياتها لم تركز مع
“منة” و”علي” حتى وقع المحظور واصطدما بمشاكل عديدة، وهنا تكمن الرسالة وهي
ضرورة الحرص على أبنائنا ومتابعتهم بصورة دائمة.
·
صرحت أنك معجبة بغناء نانسي عجرم
لتتر المقدمة والخاتمة للمسلسل، فما سر ذلك؟
صوت نانسي عجرم يتميز ببراءة ممزوجة بالفرحة، وأشعر وكأنها تغني للطفل
“عبدالبديع الأرندلي” الذي يتميز بكاريزما خاصة تجعلك مرتبطا بطريقة
تفكيره.
·
وهل ترين أن نموذج “عبدالبديع
الأرندلي” موجود بكثرة في واقعنا؟
نعم لأن هناك العديد من الناس يرتبط معنى الحياة لديهم بالمادة، ويمكن
أن يوظفوا مشاعرهم من أجل تحقيق أغراضهم، وهذا ما كان يفعله “عبدالبديع”.
·
هل تابعت المسلسلات التي عرضت في
رمضان؟
لم تسمح لي الظروف بمتابعتها لأن والدتي توفيت في بداية الشهر الكريم
وعشت حالة نفسية سيئة لأنني كنت مرتبطة بها، وعموما الأعمال الرمضانية كانت
كثيرة جداً ولم يستطع أحد التركيز معها جميعا باستثناء مسلسلات كبار
النجوم.
·
هل ترين مسلسلات النجوم أكثر
حظاً من غيرها؟
هذا طبيعي لأن المشاهد تعود في السنوات الأخيرة على متابعة إبداعات
نور الشريف، والفخراني، ويسرا، وإلهام شاهين وغيرهم ولذلك فإن الفضائيات
العربية تقبل على مسلسلاتهم ويتم عرضها في توقيتات جيدة.
·
ولكن مسلسلات زينة، وأحمد عز،
وسمية الخشاب، ومنة شلبي كانت تحت الأضواء وخطفت الأنظار؟
أنا لم أقل إن النجاح قاصر فقط على كبار النجوم، ولكنني أشرت إلى
ارتباط المشاهد بمسلسلاتهم وهذا لا يمنع نجاح نجوم السينما والشباب في فرض
أنفسهم بقوة على الشاشة الصغيرة.
·
في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية
وتغير معالم صناعة الفضائيات، كيف ترين مستقبل الدراما العربية؟
قبل رمضان كان هناك قلق من عدم الإقبال على المسلسلات العربية وبخاصة
المصرية بسبب الأزمة الاقتصادية وزيادة أجور النجوم، ولكن هذا لم يحدث لأن
المسألة مرتبطة بالمكسب والخسارة، وطالما أن جهات الإنتاج تربح من
مسلسلاتها ونفس الحال بالنسبة للفضائيات التي تعرضها فلا توجد مشكلة.
·
ولكن الجمهور العربي أحيانا يحب
التجديد لذلك أقبل على المسلسلات التركية؟
هذه الظاهرة لن تستمر طويلا، وأرى أن المسلسلات التركية لو عرضت في
رمضان ستسقط في الاختبار ولن تستطيع منافسة المسلسلات العربية، ونجاح بعض
الأعمال التركية كان أمرا عاديا لأنها تمثل شكلا دراميا جديدا.
·
مشاركتك الأخيرة في فيلم
“العالمي”.. هل تعني أنك ستعودين مجدداً للسينما؟
يعرض علي الكثير من الأدوار السينمائية ولكنني أرفض معظمها لأنني غير
مؤثرة في الأحداث، وأنا لا يمكن أن أضحي بتاريخي الفني لمجرد رغبتي في
التواجد السينمائي، ولو لاحظت معظم الأفلام الأخيرة سنراها تعتمد في المقام
الأول على الممثلين الشباب ورغم أن هذا شيء ضروري نظرا لطبيعة الزمن لكن
لابد من تواصل الأجيال بمعنى أن نقدم موضوعات تستهوي جميع الفئات والأعمار.
·
الفترة الماضية شهدت تألقا واضحا
من جانب ابنتك دنيا سمير من خلال أدائها المتميز في فيلمي “الفرح” و”طير
أنت” فهل تتوقعين أن تتفوق الابنة على والدتها؟
هذا بدأ يحدث بالفعل، فموهبة دنيا بدأت في الظهور بشكل لافت وهي تمتلك
طموحا كبيرا وجرأتها غير محدودة، فمثلا عندما أخبرتني بدورها في فيلم
“الفرح” وهو “سميرة بيرة” الفتاة المسترجلة قلت لها إنه صعب عليها، ولكنها
قالت أنتظر رأيك بعد عرض الفيلم، وبالفعل كسبت دنيا الرهان وقدمت أداء
عبقريا.
الخليج الإماراتية في
29/09/2009 |