تعقد جامعة الدول العربية والمنظمة العربية للتنمية الإدارية
بالاشتراك مع مجموعة ابو ظبي للثقافة والفنون برنامج الدراسات العليا
لادارة وتنظيم المهرجانات كلية ادارة الاعمال في جامعة نابير ادنبرة -
سكوتلاندا بالتعاون مع وزارة السياحة ووزارة الثقافة والسفارة الايطالية
والشبكة اللبنانية لمؤسسة انا لند لحوار الثقافات الملتقى الأول للمهرجانات
في البلدان العربية في بيروت من 2 الى 4 كانون الأول 2009.
تعكس المهرجانات الادبية والفنية من جملة ما تعكسه وتمثله قيما حضارية
راقية سامية. وهي فضلا عن ذلك تجسد افضل معطيات الابداع الانساني لمرحلة من
المراحل. ان المهرجانات الفنية على وجه الخصوص هي في اصلها عكس لهوية الامة
وتاريخها وحاضرها ومستقبلها وهي الحراك المجتمعي الطبيعي والمنطقي والمنطلق
من اصول وقواعد وثوابت الامة وقضاياها. كما وانها تعد من اهم وسائل الجذب
الاقتصادي الكبير لما لها من قيمة سياحية واعلامية وفنية. ان وجود
المهرجانات ضرورة كونها تؤدي الى تبادل الافكار وتلاقي الثقافات. تأتي
اهمية المهرجانات خلال العطلات الصيفية والاعياد من خلال زيادة الحركة
السياحية الداخلية وخلق انشطة ممتعة ومفيدة للسياح والزوار مما يساهم الى
حد كبير في التنمية والتطوير للمناطق التي تقام فيها تلك المهرجانات. حاليا
ومع تغير مفاهيم السياحة والترفيه لم تعد المهرجانات لمجرد قتل وقت الفراغ
بل اصبحت وسيلة للتثقيف لغرس القيم النبيلة والشعور بالانتماء الحضاري ورفع
المستوى الثقافي في المجتمع والارتقاء بمستوى الوعي باهمية التفوق العلمي
والحضاري..المهرجانات بشكل عام لها منافع ومضار فمن منافعها ان احسن
التدبير انها تزيد من الحراك الثقافي وتنشطه وتزيد من الحركة السياحية
والاقتصادية والثقافية..
أهداف الملتقى:
كما حددت اللجنة المنظمة بجهد إعدادي وتحضيري لخديجة اللقيس فتتمحور
حول:
[المساهمة في ادخال الدخل المباشر على المنطقة.
[إيجاد فرص عمل للشباب وتسويق الخدمات السياحية
والمنتجات الفنية والثقافية.
[تحفيز رجال الاعمال للاستثمار في المنشآت
الاقتصادية والسياحية في المنطقة التي يقام فيها المهرجان.
[جذب الطلب السياحي على مناطق المهرجانات
والفعاليات وابراز المنطقة او المدينة من خلال تجربة السياح.
[نسج علاقات وتبادل حيوي بين الفنانين العرب
والاوروبيين والعالميين.
[المساهمة في التنمية الاجتماعية من خلال الترابط
العائلي وتوجيه الجمهور وخاصة الشباب الى قضاء وقت فراغه في اشياء ممتعة
وثقافية.
[ابراز اهمية اقامة المهرجانات والمحافظة عليها
كتقليد دائم لترسيخ الطقوس المسرحية.
[فتح فرصة لتلاقي الناس من مختلف الاعراق والاديان
وتبادل الحوار الذي يرفع من قيمة الثقافة.
[الزيادة في الحركة السياحية الداخلية والتنمية
والتطوير للمناطق التي تقام فيها تلك المهرجانات.
[تنمية الموروث الحضاري والتاريخي والثقافي
المتنوع.
[المساهمة في توعية المجتمع وتصحيح المفاهيم من
خلال التركيز على اهمية السياحة كنشاط اقتصادي واجتماعي ضروري لمجتمعاتنا
المحلية.
[التركيز على الدور الهام للمهرجانات في تعزيز
الوطنية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتكوين الفرص الوظيفية.
محاور الملتقى:
من برنامج المؤتمر محاور متعددة منها:
المحور الأول: خصائص وتعريف المهرجانات الدولية والعربية وتحديد
اولوياتها.
نشاة المهرجانات في الشرق الاوسط ومراحل تطورها.
هيكلية المهرجانات والارث الاجتماعي او الطبقي
المطلوب.
الدور الريادي للمرأة في نشأة وادارة المهرجانات.
المحور الثاني: التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية ولجان
المهرجانات.
دور وزارات الثقافة والسياحة والاعلام في الترخيص
والترويج للمهرجانات.
مسؤولية البلديات في اقامة المهرجانات.
شروط ترخيص المواقع الاثرية لاقامة المهرجانات.
المحور الثالث: مصادر تمويل المهرجانات.
الدعم الحكومي السنوي: معاييره وشروطه.
مشاركة القطاع الخاص والمؤسسات السياحية
والتسويقية في تمويل المهرجانات.
مساهمة المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والدولية.
المحور الرابع: متطلبات المهرجانات.
كيفية اختيار البرامج والمعايير المطلوبة.
كيفية تسعير بطاقات الحفلات.
تنسيق البرامج بين المهرجانات داخل البلد الواحد
او فيما بين الدول.
المحور الخامس: تقنيات اقامة المهرجانات.
اقامة وتصميم المسارح والتقنية المطلوبة للضوء
والصوت.
اهمية خلق المواقع الالكترونية للمهرجانات..
الحماية الامنية العامة والخاصة ( المهرجانات
المفتوحة والمغلقة).
المحور السادس: مستقبل وتطور المهرجانات.
دور الكفاءات الجديدة في التخطيط والمساهمة في
تطوير الية عمل المهرجانات
منح فرص اكبر للفعاليات السياحية للمساهمة في
انجاح المهرجانات
التكاثر التصاعدي في عدد المهرجانات
المحور السابع: دور الاعلام الثقافي والفني.
اهمية الاعلام في تقييم وترويج برامج المهرجانات.
التخصصية المطلوبة لتقييم برامج المهرجانات.
الموضوعية الاعلامية في تغطية اخبار المهرجانات.
المحور الثامن: المهرجانات: لغة الحوار بين الشعوب والثقافات.
التعاون ما بين المهرجانات المحلية والعربية
والدولية.
التنوع والتمازج الفني الشرقي والغربي.
الحفاظ على التراث الفولكلوري في المهرجانات.
المحور التاسع: الترابط الاقتصادي والاجتماعي بين المنتج السياحي
للمدينة او المحلة وطبيعة الانشطة التي يتبناها المهرجان
مسؤولية المهرجانات في التنمية الاقتصادية
والاجتماعية.
تواكب تطور البنية التحتية للسياحة والمهرجانات.
مسؤولية خلق فرص عمل للشباب خلال المهرجانات.
المستقبل اللبنانية في
07/11/2009
لكي نتذكّر ما بهرتنا به السينما
جان رطل
هي ليست صالة السينما التي كنا نرتادها حيث تستقبلك، على جدران مزينة،
ملصقات «أفلام الاسبوع القادم»، أو «قريبا على هذه الشاشة» أو «فيلم هذا
المساء» مزنرة بمجموعة من الصور التفصيلية عن لقطات مختلفة من الفيلم.
فالقاعة تبدو، مع اختلاف يناسب العصر، كما لو أن الأمورلا تزال تجري
كالمعتاد، وتوحي بأن اقمشة «الساتان» اللماع أو البرواز المتكلف المصنوع من
ورق الكرناش أو الشريط «المطعوج» والمطوي بأسلوب يزخرف الاطار قد أبعدت
جميعها عنها!
هي ليست ردهة سينما ولا واجهتها، انها قاعة مبنى الزاخم التي
استقبلتنا لتمتحن ذاكرة جيل تقادمت سنواته، ربما لتترك مجال المعرفة
والاكتشاف امام جيل شاب بدت له الامور تسير وكأن غيمة المعرض سحابة صيف!
لكن جامعة البلمند، ومن خلال عرض نتف من مجموعة ابراهيم الهندي
الخاصة، أمَّنت ما يشبه استعادة الذاكرة لمن لا يزال بعضٌ من الافلام
حاضراً في ذهنه. مع العلم ان بعضها، لمن يحب السينما، يمثل افلاما وعناوين
دخلت تاريخ الفن السابع من عدة مطارح. ففي الافلام الترفيهية سلسلة «بينك
بانتر» (الفهد الزهري) لبلايك ادوردز، وتليها افلام جيمس بوند العميل السري
007 خادم صاحبة الجلالة، وفيلم «ذهب مع الريح» مع صورة كلارك غيبل وفيفيان
لي. ولم لا ايضا وأيضا «جولي اندروز» وهي تطلق اغنية «صوت الموسيقى»!
وأخيرا وليس آخراً ملصق فيلم «ايرما لادوس» الذي تحول في السينما العربية
الى فيلم بعنوان «خمسة باب» من تمثيل بطلة شباك التذاكر ناديا الجندي الى
جانب عادل امام وفؤاد المهندس وتدور حكايته حول الاستقامة التي يمثلها شرطي
في تعامله مع اصحاب حانة..
ومع الافلام «الغربية» تجدر الاشارة الى ملصق «لوليتا» الفيلم المأخوذ
عن رواية لفلاديمير نابوكوف بنفس الاسم، قام بإخراجه السينمائي الفريد
«ستانلي كيوبرك» ( ثالث افلامه)، و قصة الفيلم تتحدث عن وقوع رجل كهل في حب
فتاة صغيرة. الفيلم يصفه النقاد بانه فيلم عن جنون الحب، ويعتبر متحرراً
بشكل من الاشكال من اصله الادبي كما حرص دائما «كيوبريك».
التنقل بين «ملصقات» الافلام العربية يرسم صورة بانورامية لعدد مهم من
مخرجي الافلام الخفيفة والترفيهية من كمال عطية، مروراً بأحمد السبعاوي،
ومحمود ذو الفقار، وحسن الإمام وصولاً الى اشرف فهمي في فيلمه «الوحش داخل
الانسان» من سيناريو وحوار عبد الحي أديب، الذي شارك يوسف شاهين مؤلفاً
وكاتباً للسيناريو في فيلمه «باب الحديد»، التحفة التي كان شاهين من بين
ابطالها ممثلاً في دور «قناوي» المعاق، اثر حادث أصيب في ساقه، وحبه الهوسي
«لهنومة» (هند رستم) التي هي على علاقة بـ«ابو سريع» زعيم الشيالين في محطة
قطار باب الحديد، الدور الذي جسده فريد شوقي.
ليس هذا ما نخرج به فقط من الافلام العربية. ففي فيلم «صراع مع الموت»
من إخراج ابراهيم عمارة يكتب محمد عبد الوهاب موسيقى الرقصة، كما نعرف ان
رشدي اباظة ينتج فيلما، مع العلم ان الممثلين العرب نادراً ما شاركوا في
انتاج افلام سوى قلة منهم. ومع ملاحظتنا ان لا «افيشات» لافلام صلاح أبو
يوسف فان وجود افيش لفيلم «شيء في صدري» من اخراج هتشكوك السينما العربية
كمال الشيخ عن قصة لـ«احسان عبد القدوس» ابن الصحافية اللامعة الطرابلسية
روز اليوسف، يسهم في إثلاج الصدر. أما آخر ما يشد الانتباه فهو اشتراك
الشاعر «بيرم التونسي» في كتابة حوار فيلم «عنتر بن شداد» من اخراج نيازي
مصطفى.
كلها افلام من أواساط الستينيات، ما تستحضره الصور المرتبة والمتجاورة
المقطوفة من عنديات «ابراهيم الهندي» الذي بدأبه وحرصه وهوسه وهوايته
وحرفيته استطاع ان ينعش ذاكرة كثيرين ومنهم رئيس الجامعة د. إيلي سالم الذي
اشار الى انه كان يملك خلال الحرب 200 بوستر ولكنه لم يستطع الحفاظ عليها.
معرض استعادي ولكنه كذلك معرض لاحتمالات البقاء بين برواز أو الخروج
الى شاشات عرض يتحلق حولها اجتماع يحفل بمتع الحياة وفنونها.
المستقبل اللبنانية في
07/11/2009 |