المؤثرات البصرية أو ال«Special
Effects» هي التقنيات التي تستخدم من قبل صناع الأفلام كي يستطيعوا خلق
وإظهار ما ليس حقيقيا وما ليس له وجود فعلي في الواقع على إنه شيء حقيقي
وموجود.
وقديما كانت أفلام الرعب تؤكد على الأجواء أكثر من منبهات الصدمة، وتعتمد
على الإضاءة أكثر من الماكياج، والمؤثرات الصوتية والموسيقى أكثر من
التلاعب البصري ـ الظلام، الليل، القمر، الرياح التي تعوي، الأبواب ذات
الصرير، الردهات والممرات المعتمة، الضحكات الشيطانية ـ كل هذا كان من
العناصر والمظاهر الأساسية في أفلام تلك المرحلة. أما حاليا فالأمر تغير
وتطور وصار الاعتماد الأساسي على المؤثرات الخاصة ـ البصرية والصوتية ـ
وبراعة الماكياج في إحداث أكبر قدر من التأثير في تصوير الرعب والعنف،
وإقناع المشاهدين بواقعية المشهد، وعن طريق المؤثرات والماكياج أصبحت مشاهد
القتل أكثر إثارة للفزع وأصبحت أشكال الوجوه والأجساد تدفع للخوف وأحيانا
الاشمئزاز.
وعلى هامش فعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الذي أقيم الشهر الماضي،
استضافت لجنة أبوظبي للأفلام خبراء في الماكياج والأعضاء الاصطناعية من
العاملين في ورشة ويتا
WETA وذلك في مسابقة أفلام من الإمارات لهذا العام، حيث استطاع المشاركون
والحضور وطلاب الجامعات من خلال سلسلة من الشروح حول فن صناعة الماكياج
والأعضاء الصناعية، التعرف على هذا الفن الرائع والخدع المؤثرة وكيفية
صنعها ومدى رد فعل الجمهور تجاهها.
ولعل ويتا استطاعت خلال العشرين عاما الماضية وبتخصصها في مؤثرات الماكياج
و الأعضاء الصناعية والتطبيقات، خلق أهم شخصيات السينما الأسطورية بواسطة
مهارات خبرائها في مؤثرات الماكياج، ومن أشهر الأعمال المنجزة في هذا
المجال ثلاثية بيتر جاكسون، سيد الخواتم
the Lord of the Rings.
والتي فازت عنها ورشة ويتا بجائزة الأوسكار لعامي 2002 و 2004 لأفضل ماكياج
(في عام 2004 عن الجزء الثالث لسيد الخواتم بعنوان: سيد الخواتم ـ عودة
الملك، وفي عام 2002 عن الجزء الأول لسيد الخواتم بعنوان: رفقة الخاتم)،
بالإضافة إلى جائزة بافتا
Bafta لعام 2002 عن أفضل ماكياج للجزء الأول من سيد الخواتم (رفقة الخاتم).
وسينما الرعب كما يتلاعب بها خبراء الماكياج، مأهولة بالمسوخ والأشباح
والشياطين والأموات الأحياء ومصاصي الدماء والمتحولين إلى ذئاب أو فهود
والبيوت المسكونة ومخلوقات الفضاء الغازية وكائنات ما قبل التاريخ
والمومياوات والحشرات والزواحف العملاقة والمضطربين عقليا والعلماء
المجانين والسحر الأسود.
وفي هذه الأفلام نرى أيضا تمرد هذه الأشياء ضد الإنسان وهي تحاول تدميره
(البيت، المصعد، السيارة..الخ). الطبيعة بأشيائها ومخلوقاتها تثور وتشن
حربا لا هوادة فيها ضد البشر، الحيوانات الأليفة لا تعود صديقة للإنسان بل
تنقلب ضده وتتحول إلى كائنات فتاكة، المخلوقات الشمعية تبعث حية وتنشر
الذعر، الدمى تتحرك بروح شيطانية وتقتل في عنف، الأعضاء البشرية المبتورة
(كاليد) تتحرك من تلقاء ذاتها لتنتقم، ولا تتوقف أفلام الرعب عند حد معين،
إنها تقتحم الواقع والخيال معا لتستمد منهما المادة الأولية التي تشكل منها
حكاياتها المخيفة والصادمة.
وتطور خدع الماكياج واكب تاريخ السينما منذ ظهورها، المخرجين يجربون كل
الوسائل الممكنة التي تساعدهم على تجسيد رؤاهم إلى الشاشة كما أرادوا لها
أن تكون، وصانعي المؤثرات وفناني الماكياج يتحايلون بكل طريقه ممكنه
ليخدعوا الكاميرا ويجعلوها تصور ما هو ليس حقيقيا وكأنه حقيقي.
واستطاعوا مع ظهور عناصر وأدوات حديثة من إعادة مفهوم المؤثرات البصرية من
جديد، وفتح حدود لها لم يتخيلها أحد من قبل، خاصة في تلك اللقطات التي نرى
فيها فيلاالمستذئبونلالا وهم يتحولون من هيئتهم البشرية إلى هيئتهم
فيلاالمستذئبةلالا، فأنت لا تشك لحظة في أن هذا الرأس لم يتحول فعلا، وكأنه
حقيقة التقطت بعدسة المصور لواقع فعلي، ولكنها تمت بإبداع أيادي خبراء
الماكياج، وتستطيع من خلال الصور المرفقة لهذا الموضوع، أن تتابع وتدقق
وتندهش مع النتيجة التي لا تملك أمامها إلا أن تفتح فاهك مستغربا أو فزعا
مما تراه.
البيان الإماراتية في
08/11/2009 |