في إطار التعريف بالإنتاج السينمائي ودور العرض وجمهور السينما في قطر عقد
على مشاهد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مؤتمر صحفي حضره عبدالرحمن محسن
مدير شركة قطر للسينما وعدد من الإعلاميين والصحفيين ودار النقاش خلاله حول
الإنتاج السينمائي في قطر والخطوة التي اتخذها وزير الثقافة والفنون
والتراث في قطر لتشجيع هذا الإنتاج ممثلة في تمويل إنتاج فيلم عقارب الساعة
وهو أول فيلم روائي قطري طويل يقوم بإخراجه المخرج خليفة المريخي ويشارك في
بطولته عدد كبير من نجوم التمثيل في قطر، وتطرق الحوار إلى إنتاج الأفلام
عموما في دولة قطر ودور شبكة الجزيرة في ذلك ومهرجان الدوحة - تريبيكا الذي
تم مؤخرا في قطر.
رغم أن قطر عرفت الإنتاج السينمائي الروائي منذ منتصف السبعينيات حين أنتج
تلفزيون قطر فيلم الشراع الحزين وقادت هذه التجربة لإنتاج فيلم ثان
بعنوان حارس الفنار ، إلا أن سنوات طويلة مرت كان فيها إنتاج الأفلام
متعثراً ولم يتم تحقيق إنتاج أفلام روائية حقيقية باستثناء بعض مشاريع
التخرج لعدد من الدارسين القطريين في معاهد السينما المختلفة.
ومع الطفرة الاقتصادية والإعلامية والثقافية الهائلة شهدت قطر صحوة لافتة
في مجال عمل الأفلام التسجيلية والوثائقية من إنتاج جيل شاب من صانعي
الأفلام، فحقق خليفة المريخي أفلاماً مثل سوق واقف ، خيوط تحت الرمال ،
والمخرج حافظ علي فيلم عودة المها ، و عبق الظلال ، و الجساسية لمشعل
الكبيسي، و العرس القطري لمحمد البدر، ومجموعة أخرى من الأفلام التسجيلية
التي تنتجها قناة الجزيرة للأطفال والجزيرة الوثائقية، كذلك يدعم مهرجان
الجزيرة الوثائقي وينتج بعض الأفلام للكوادر الشابة، وقام مؤخرا مهرجان
الدوحة - تريبيكا بتشجيع مبادرات لإنتاج أفلام الدقيقة الواحدة لبعض
الطامحين من هواة الأفلام، كما ظهرت بعض ورش التدريب في مجالات عمل الأفلام
الرقمية وكتابة السيناريو والمونتاج.
ومع إنشاء وزارة للثقافة والفنون والتراث ، واستعداداً لتتويج الدوحة عاصمة
للثقافة العربية عام 2010 وضعت الوزارة من ضمن أولوياتها إنعاش الإنتاج
السينمائي القطري في مجال السينما الروائية الطويلة، فقامت بالفعل بتمويل
أول فيلم روائي طويل وهو فيلم عقارب الساعة من إخراج المخرج القطري خليفة
المريخي، الذي كتب أيضاً قصته بالتعاون مع الكاتب البحريني عبدالله هلال
السعداوي.
ويستقي الفيلم أحداثه من التراث القطري والخليجي بشكل عام والذي يحتوي على
الكثير من الأساطير والحكايات الشعبية، ويدور معظمها حول عالم البحر وتراثه
وفنونه، وهو انعكاس لحقبة غنية من التاريخ اعتمد فيها سكان هذه المناطق على
الغوص وتجارة اللؤلؤ، وأنتجت هذه التجارب تراثا إبداعيا ساحراً انعكس في
الفنون الغنائية والموسيقية التي تنتمي الى أغاني العمل، ومن بين هذه
الفنون النهمة ، و الفجري ، وغيرها وهي فنون صعبة ومركبة لا يعرف أسرارها
سوى عدد محدود جدا من الناس، حتى أن الأساطير أشاعت أن مصدرها لابد أن يكون
غير بشري، ونسبته الى عالم الماورائيات.
يقدم الفيلم تنويعة لهذه الأسطورة حيث يحكي بأسلوب تتداخل فيه الأزمنة قصة
الصبي سعد الذي تضرب عاصفة هوجاء سفينة كانت تقله مع أسرته ولا ينجو منها
سواه وشخص آخر اسمه عتيق، يعود به وينشئه كإبنه في قرية من قرى قطر
القديمة.
وهناك يكتشف سعد أن عتيق على علاقة بالجان الذي علمه فنون الغناء والإيقاع
وفن الفجري، وحرم عليه البوح بهذا السر أو أن يعلمه لأحد، وإلا ستكون
العاقبة مريرة، ويكبر سعد حاملا معه هذا السر الذي يثقل صدره، ولكنه يلتقي
بجنية تكشف له أسرار عالم الجان وتمنحه سائلا يتمكن به من محو الوشم الذي
يتحكم الجان بواسطته في عتيق.
وتتفاعل الأحداث في القرية بسبب غضب كبير الجان، ينتهي الفيلم وعتيق يكشف
سر فنون الفجري لتلهم الكثيرين من بعده، ويمثل هذا الفيلم باكورة إنتاج
وزارة الثقافة والفنون والتراث، ويقوم ببطولته عدد من الفنانين القطريين
منهم علي حسن، وعلي ميرزا، والممثلة الخليجية ميساء المغربي الذي سبق وأدت
بطولة فيلم طرب فاشون ومسلسل هوامير الصحراء .
ويجري حاليا استكمال تصوير مشاهد الفيلم بالاستعانة بخبراء من هوليوود
وكندا والهند في مجال المؤثرات ومشاهد العاصفة التي تم تصويرها في تايلاند.
وينتظر أن ينتهي المخرج من تصوير مشاهد الفيلم في نهاية ديسمبر المقبل قبل
أن يقوم باستكمال الأعمال الفنية من مونتاج ومكساج وغيرها ليكون الفيلم
جاهزا للعرض في بداية العام المقبل.
ومن الجدير بالذكر أن مخرج الفيلم خليفة المريخي درس الإخراج السينمائي في
الولايات المتحدة الأمريكية، وأخرج عدداً من الأفلام التي شاركت في عدد من
المهرجانات السينمائية.
الراية القطرية في
12/11/2009
تصوير أول فيلم روائي طويل ينتج محليا في قطر
الدوحة ـ
رويترز:
قال المخرج خالد المريخي إن أول فيلم روائي
قطري طويل سيصل إلى دور العرض بحلول نهاية نيسان/ابريل عام
2010.
ويمكن أن تصبح
هذه التجربة التي وصفها المريخي بأنها 'جديدة' أساسا لصناعة سينمائية تتوفر
لها
مقومات للحياة في الدولة الخليجية الصغيرة.
وصورت معظم أجزاء الفيلم الذي يحمل
عنوان 'عقارب الساعة' وتبلغ مدة عرضه 110 دقائق وتنتجه وزارة
الثقافة القطرية في
قرية الرويس التاريخية بشمال قطر.
وتدور أحداث الفيلم في ثلاثينيات القرن الماضي
وتحكي أسطورة مشهورة عن مجموعة من القرويين يتعلمون من جني عزف
موسيقى الفجري
التقليدية المعروفة في قطر وغيرها من الدول الخليجية.
وقال المخرج خالد المريخي
'هي
أساسا تعتمد على أسطورة قديمة جدا. ثلاث أشخاص تعلموا الفن الفجري عن طريق
الجن. وهذه أسطورة قديمة جدا. تعاونت مع كاتب حتى نشترك مع بعض لتأليف
السيناريو.
هذه القصة أو الأسطورة تحتمل أن نعملها قصة قصيرة. بدأت الفكرة كقصة قصيرة
ثم فيلم
قصير (سكريبت). ثم وجدت أن القصة تتحمل أن تكون فيلم روائي أطول تنقلنا إلى
أجواء
وعالم آخر.. ثاني.. وننتقل من الزمن الواقعي إلى الزمن
الأسطوري في
القصة'.
واستقدم المريخي فنيون من الولايات المتحدة وبولندا والهند وتايلاند
لإنتاج الفيلم الذي يرقى إلى معايير دولية. كما صورت بعض المشاهد في الخارج
بالعاصمة التايلاندية بانكوك.
وأمام الممثلين فنحو 95 في المئة منهم من قطر
والباقون من دول عربية خليجية وغير خليجية.
وذكر المريخي أن العمل في فيلم طويل
أمر مختلف يواجهه الممثلون القطريون لأول مرة وتحول من العمل
التلفزيوني الذي
اعتادوا عليه.
وقال 'بالنسبة للممثلين القطريين ان تجربتهم في العمل السينمائي
تجربة جديدة لأن العمل التلفزيوني يختلف تماما من ناحية الإيقاع ويختلف من
جوانب
كثيرة. العمل السينمائي يحتاج إلى تكثيف جهد الممثل. ولن نرى
هذا الممثل على شاشة
التلفزيون إنما نشاهده على شاشة كبيرة وهذا يحتاج من الممثل أن يكون عنده
قدرات أن
يؤدي. أنا أتصور.. أنا تعاملت معهم.. هم بالفعل متمكنون جدا واندهشت من
البعض
وتوقعت ان لا يؤدوا آداء جيدا. ولكن بالفعل أخذوا تعليمات
بسيطة وأدوا آداء
جيدا'.
وأعرب الممثل أحمد ميرزا الذي يلعب في الفيلم دور شيخ القرية عن أمله
في
انتاج المزيد من الافلام في قطر.
وقال 'فيلم -عقارب الساعة- أول فيلم قطري روائي
طويل يحكي عن معاناة قرية معينة وأحداث معينة تحدث فيها. تتدخل
فيها سلطة القرية
لصالح الإنسان. بحيث نستطيع أن نخرج بما نريد إلى الناس بحرية وانطلاق.
أمثل فيها
شخصية أبو أحمد زعيم هذه القرية التي تحدث فيها الأحداث. وهي أول تجربة
روائية
سينمائية قطرية. نتمنى بطبيعة الحال أن تتكرر مرات ومرات ونرجو
أن تهتم وزارة
الثقافة بهذا القطاع لأنه قطاع مهم ونستطيع من خلاله إيصال الفنون والآداب
والصوت
القطري إلى العالم من خلال السينما.' وقال المخرج الذي لم يكشف عن تكلفة
الفيلم إنه
أنفق 75 في المئة من ميزانية الفيلم حتى الآن.
ورفض المريخي الإفصاح عن حجم
ميزانية إنتاج الفيلم
.
ويرى المخرج أن من المهم إنتاج المزيد من الأفلام في
الخليج ويؤكد أن مثل هذه الأفلام ستحظى بنفس القدر من الرواج الذي تحظى به
الأفلام
الأوروبية والأمريكية إن لم يفقها.
وقال إنه لا توجد صناعة سينما في الخليج
معربا عن أمله في أن ينتج صناع السينما العرب أفلاما تحمل
رسائل ومضامين بدلا من
الاكتفاء بالسعي لتحقيق المكاسب المالية.
وبدأ تصوير 'عقارب الساعة' في تشرين
الأول (اكتوبر)ومن المتوقع انتهاؤه في الأسبوع الأول من كانون
الأول(ديسمبر).
القدس العربي في
01/12/2009 |