لاتخلو سطورها من
أسماء العظماء ولاينقطع عن زيارة صفحاتها وتسجيل اسمه فيها كثير من
المشاهير
»وزبون«
دائم في زواياها غير قليل من كبار الفنانين..
إنها قوائم المفلسين
حتي ولوكانوا مؤقتين!
حتي
عشرات قليلة مضت من السنين لم يعرف الفن
المصري - باستثناء قلة نادرة من ابناءه تعد علي الاصابع -
لم يعرف تلك الأرقام
العجيبة المفرطة في المبالغة التي يتقاضاها النجوم المعاصرون
وكان رقم الالف جنيه
حتي الخمسينيات إذا تقاضاه ممثل -
بخلاف القلة التي أشرنا إليها
- كان هذا
الرقم كفيلا بدفع أسهم صاحبه ونقله الي خانة النجوم باعتباره ممثل »الفي«
وربما
يندهش البعض إذا علم أن أسماءا بثقل وقامة ماري منيب وزينات صدقي »والخواجة
بيچو« ومحمد التابعي وعبدالفتاح القصري -
علي سبيل المثال
- لم يصلوا إلي هذا
المبلغ سوي في نهايات حياتهم الفنية بل أن بعضهم -
أن لم يكن معظمهم
- لم
يصلوا إليه علي الاطلاق لا في بدايات هذه الحياة ولا حتي في نهايتها لذلك لم
يكن غريبا أن
غير قليل من عظماء الممثلين القدامي كان يعمل وظيفة حكومية أو
يمتهن التجارة في محاولة مشروعة وسعي مشكور
لضمان رزق يؤمن قوت أسرته كما لم
يكن غريبا أن يلجأ الكثيرون منهم للاقتراض الي حين ميسرة والمدهش أن
المبالغ
التي كانوا يحتاجون اليها لم تتعد في معظم الاحيان عشرات قليلة من الجنيهات
يصحبنا اليوم ملف نادر إستخرجناه من دهاليز أرشيف أيام زمان يضمن العجب
العجاب.
الخدمة الجديدة
في نهاية الاربعينيات قامت نقابة المهن
التمثيلية بنشاط جديد وشرعت في تقديم خدمة مميزة لاعضائها وذلك عندما رصدت
مبلغا
ضخما وصل الي بضعة الآف من الجنيهات وخصصه لتقديم قروض الي
اعضائها في ظل إشتراطات
صارمة وضمانات محكمة وكان الاقبال علي الاستفادة من هذه الخدمة يفوق كافة
التوقعات
وازدحم مقر النقابة بطالبي هذا القرض الحسن الذي كان يتم تسديده علي أقساط
شهرية
معتدلة وكانت المفاجأة أن قوائم المتقدمين لم تضم المجهولين من
الممثلين وصغارهم
فحسب بل إنها إزدحمت بالكواكب والنجوم المعروفين الذيت وجدوا في هذا العرض
والقرض
فرصة مثالية لفك ضائقتهم وهي ضائقة من الواضح أنها لم تكن تتخلي عن
مصاحبتهم في
سائر الاوقات!
وتقدم الجميع بطلباتهم التي سرعان ماحصلوا عليها بالفعل وجاء وقت
سداد الاقساط الشهرية فأنتظم القليل في الدفع في حين تعثرت
الغالبية -
سهوأ أو
عمدأ - وتعامل الجميع مع الموضوع -
من زاوية
»العشم«
علي
إعتبار أن
النقابة هي البيت الكبير لابنائها وأنها لن تلجأ الي التضييق عليهم وبالفعل
صبرت
النقابة في البداية لشهور ولكن مع إزدياد
»العشم« عن حدوده بدأت في مطالبات
ودية شخصية لم تسفر بالطبع عن أي نتائج إيجابية فأتبعتها بمطالبات ودية
أيضا ولكن
كتابية في هذه المرة ولكن الموقف لم يتحسن عندها لم تجد النقابة بد من
توجيه
مطالبات »شبه حادة« وكاملة الجدية من خلال محاميها الرسمي حملت إنذارات
واضحة
لالبس فيها أما الدفع وإما المحكمة!
الصيغة
الموحدة
كانت صيغة الخطاب
الانذاري الذي حمل في أعلاه اسم محامي النقابة
»الافوكاتو مصطفي سمير
حيدر« صيغة مطبوعة موحدة لم تختلف سوي في اسم الممثل الموجه اليه الانذار
وعنوانه
وتاريخ حصوله علي القرض وقيمته وقالت في نصها »السيد بعد التحية..
بناء علي طلب
موكلنا السيد الاستاذ نقيب المهن التمثيلية
حالة محل نقابة
ممثلي المسرح
والسينما بصفته ممثلا للنقابة نخبركهم بالاتي.
بتاريخ
- إقترضتم من صندوق
النقابة مبلغ - وبرغم الطلبات الودية المتكررة لم تقوموا بالسداد ولما كان
السيد
مو كلنا بصفته مضطرا
لاسترداد كافة القروض والسلفيات لهذا نخطركم بموجب هذا
سرعة سداد المبلغ
المستحق طرفكم في خلال ثلاثة أيام من تاريخه وإلا فسنضطر آسفين
لاستصدار أمر بالاداء وتوقيع
الحجوز التحفظية والتنفيذية واتخاذ كافة الاجراءات
القانونية والقضائية اللازمة مع الزامكم بجميع المصاريف
والاتعاب ومع حفظ كافة حقوق
موكلنا الاخري«
بقي في النهاية أن نلقي نظرة سريعة الي بعض الاسماء التي
تضمنتها الانذارات وقيمة المبالغ الهزيلة
- علي حسابات هذه الايام -
المطلوبة
منهم لنجد النقيب السابق والممثل العملاق أحمد علام وكان عنوانه وقتها في
شارع
الجيزة بمصر الجديدة واجمالي ما اقترضه
٠٦
جنيها بقي عليه منها
٥٣ أما فاخر
محمد فاخر المقيم في شارع السبتية فكان متبقيا عليه
٤٥
جنيها من أصل قرضين
قيمتهما الاجمالي
٩٣١
جنيها وهو من أكبر المبالغ التي
تم إقتراضها في حين
إقترض معظم المتبقين مبالغ
بسيطة مثل عبدالعزيز الجاهلي المقيم بدرب عبدالخالق
عطفة الامير حسين بالجامع الاحمر مبلغ
٢١ جنيها تعثر في سداد ٥٧و٣
منها أو
الراحل العبقري الشهير المجهول إدمون تويما متعدد الاهتمامات
والأنشطة الذي لم
يعرفه أحد باسمه ولكنكن سوف
تتذكرونه
عندما نشير الي أنه كان دائما يظهر في
شخصية اجنبي -
وكان كذلك بالفعل
- تاجر أوصائغ أوموسيقي ومن ادواره تاجر
القماش الذي اختلطت حقيبته مع حقيبة نجيب الريحاني في فيلم »سلامة في خير«
وكذلك الموسيقي صديق الخواجة بيچو أحد
أعضاء فرقة حسب الله والذي قدم لعبدالحليم
حافظ فرصة العمل كمدرس موسيقي، كان هذا العظيم مدينا بمبلغ
جنيهين لاغير من
أصل عشرة!
أما نجوي سالم المقيمة في شارع الخليج المصري -
بورسعيد
-
بغرة فكان متبقيا عليها
٢١ من ٠٢ جنيه في حين تمت مطالبة نعيمة وصفي ساكنة
شارع بهجت علي بالزمالك بمبلغ خمسة جنيهات من قرضين بلغ
مجموعها ٤٢ جنيها
لاغير.. هل بقي من تعليق؟
لا أظن!
أخبار النجوم المصرية في
19/11/2009 |