رغم تراجع انتاج هذا العام الي39
فيلما بعد ان كان العام الماضي47 فيلما الا ان صناعة السينما حققت في
العام2009
نجاحا ملحوظا.
كان هذا النجاح من حيث الكيف فشهد العام عرض عدد من الافلام التي تناولت
قضايا
ومواضيع جريئة سياسية واجتماعية وكوميدية كما شهد العام استمرار نجاحات
نجوم
واخفاقات واختفاء نجوم اخرين وشهد العام ايضا عرض افلام اثارت
الجدل لجرأة واسفاف
مواضيعها واخري لم يسمع بها سوي اصحابها وبرز عدد من الوجوه اللامعة
وكان هناك
توافق نقدي واشادة بعدد كبير من الافلام منها' احكي يا شهر زاد' و'ولاد
العم' وواحد صفر' و'خلطة فوزية' و' الفرح'' دكان
شحاتة' و'امير
البحار' و'بدل فاقد' و'بوبوس' و'طير انت' و'الف مبروك'
و'
بالالوان الطبيعية'
اما الاجماع الجماهيري فانفرد به نجم الاغنيه الشاب تامر
حسني بفيلمه' عمر و سلمي' واعتقد ان ما حققه من نجاح هو ما يسعي له
المنتجين
وكل النجوم وهو تحقيق اعلي ايرادات بعيدا عن اي حسابات نقدية فهو يعرف ماذا
يريد
وماذا يقدم من خلطة فنية تجعلة دائما الافضل لدي جمهورة
والمنحازين له ويمثل تامر
حسني في حد ذاته حالة خاصة ومتفردة بين كل المطربين العرب فهو الوحيد الذي
يملك
موهبة وقبول يجعلانه قادرا علي النجاح المتوازي في الغناء والحفلات وفي
السينما
ويبدو انه ادرك مبكرا ان السينما هي التي تحفظ التراث الغنائي
للمطربين لهذا فهو
يحرص علي التواجد في السينما بفيلم كل عام لانه تاكد ان له قاعدة جماهيرية
لا يمكن
اغفالها.. وكان فيلم' بوبوس' من اكثر الافلام التي قدمت واقتربت من
امور
سياسية وكشفت فساد رجال الاعمال. ومثل كل الاعوام هناك
رابحون وخاسرون ومن أبرز
الرابحون النجمة مني زكي لادائها الاستثنائي في فيلمي احكي يا شهر زاد
وولاد العم
فهي اكدت بادائها انها هي النجمة التي تستحق ان تكون وحدها عنوانا لبنات
جيلها.
وايضا النجم شريف منير بادائة الراقي في ولاد العم فهو كان
المغامر الاول في هذا
الفيلم لانة اختار الشخصية الاصعب تمثيلا والاكثر كراهية له ولنا شخصية
الاسرائيلي
بكل ما فيها من كراهية للعرب والانسانيه فجاء اداؤه ليؤكد انه نجم وممثل
كبير.
ولمع النجم الصاعد عمرو سعد في دكان شحاتة ومعه لمع عمرو عبد الجليل
وصبري فواز ومن الذين ربحوا هذا العام خالد الصاوي لتألقة في
فيلمي الفرح وميكانو
ودنيا سمير غانم والفنانة القديرة كريمة مختار في الفرح و من المخرجين خالد
يوسف
الذي جعل من اسمة عنوانا للنجاح والجدل والدخول في المناطق الاكثر جراة
وكاملة ابو
ذكري التي تختار ما يناسب ضميرها الفني وعقلها بعيدا عن حسابات
السوق وهو ما نجحت
في تحقيقة مع النجمة الهام شاهين وحققا واحدا من اجمل الافلام وهو واحد صفر
وسامح
عبد العزيز الذي اكد علي تميزة في الفرح بعد كبارية والمؤلف احمد عبد الله
الذي
استطاع ان يجبر الجميع علي الاشادة به بافلامة الاخيرة. واكد
النجم الشاب احمد
مكي بفيلم طير انت انه اصبح واحدا من نجوم الكوميديا ومن الاسماء التي
اضيفت الي
اجندة نجوم المستقبل محمد امام في البية الرومانسي وحسن الرداد ومحمد رمضان
في احكي
يا شهر زاد وشهد العام2009 مشاركة احد عشر مطربا في13 فيلما ومن بينهم
دخول
هيفاء وهبي للسينما لاول مرة ومي كساب ومروي ومايا نصري واحمد فهمي وايساف
وسعد
الصغير ونورا رحال وشهد العام ايضا اختفاء اسماء نجوم لطالما
احتلت افيشات السينما
وحققت نجاحات ومنهم محمد سعد وهاني رمزي ومصطفي شعبان وغادة عادل وسمية
الخشاب
واحمد عيد وخالد صالح الذي استهوتة الاعمال التليفزيونية عن السينما ومن
الاشياء
الجميلة مواصلة الكاتب الكبير وحيد حامد علي النجاح... و من
اهم مشاهد
سينما2009 مشهد المواطن والرئيس في فيلم بوبوس والذي جمع النجم الكبير
عادل امام
مع أشرف عبدالباقي وفيه تخيل أنه رئيس الجمهورية, بينما أشرف مواطن يشكي
له
همه, فهذا المشهد لم يقدم من قبل في السينما المصرية ففيه
يقول المواطن كل همومه
والامه الاحباطات التي يواجهها كل يوم من السلطات التنفيذية وغيرها انه
مشهد اهم من
ملايين الكلمات فكان بمثابة الصرخة التي وجهت للحكومة التي تنسي ابنائها
الذين
يشيخون قبل الحصول علي شقة او وظيفة او ماؤي وخروج الفيلم
للنور وغيرة من الافلام
الجرئية في السنوت الاخيرة يحسب للناقد علي ابوشادي الذي تولي لسنوات رئاسة
الرقابة
ولكن مايسمي بالسن القانونية فرضت علية عدم الاستمرار في عملة كرئيس رقابة
ولكن
سيشهد له التاريخ انجازاتة وانحيازة للابداع الحقيقي
واذا كان هناك ثنائيات
سينمائية فان هذا العام حمل معه مشهدا جديدا وهوظهور ثلاثي فني تكرر مرتين
في اربعة
افلام فقد التقي المخرج وائل حسان والمؤلف يوسف معاطي ومدير
التصوير ايهاب محمد علي
مرتين في فيلمي بوبوس وامير البحار والتقي المخرج سامح عبد العزيز والمؤلف
احمد عبد
الله ومدير التصوير جلال الزاكي في فيلمين ايضا وهما الفرح وحد سامع حاجة
الأهرام اليومي في
30/12/2009
مقعد في الصالة
نجــاح..
ومحن!
كتبت ـ
ماجدة حليم
ظلت السينما المصرية محتفظة بريادتها
منذ ظهورها وحتي الآن.. وتعاقبت عليها ايام طيبة.. ومحن ومشاكل
لكنها كانت في النهاية تقوم من كبوتها لتواصل المسيرة.وهذا العام
جاءبأكثر من
محنة تعرضت لها السينما المصرية كانت اولاها الازمة المالية
العالمية وتراجع
القنوات الفضائية التي اعتمدت عليها السينما المصرية في الانتاج.. حيث
تعرض اصحاب
هذه القنوات فيما يبدو لازمات مالية دفعتهم للتراجع عن الانتاج
السينمائي.
ثم
جاء موسم الصيف فضربت الأفلام من قراصنة مجهولين حيث وجدت
الأفلام في الشوارع وعند
بعض بائعي الصحف بثمن زهيد.. وبعض الأفلام وجدت في الشوارع قبل عرضها
فعليا..
وهكذا تعرض منتجوها لازمة مالية.
وبعد ظهور الرعب العالمي من انفلونزا
الخنازير تراجعت ايرادات الافلام في العيد الصغير.. ولكن بعد اطمئنان
الناس قليلا
دفعتهم بعض الافلام الجديدة في العيد الكبير لارتياد دور العرض.
وبرغم كل هذه
المحن إلا أن السينما المصرية كان لها وجود ملموس هذا العام في تنوع
الافكار..
وتنوع الابطال.. وظهور مخرجين واعدين.
أما الشيء الاهم أن السينما المصرية
ستظل حافزا لكل السينمات المجاورة في البلدان المجاورة لكي تنافسها..
وهذا
اجمل ما في السينما المصرية أن الجميع يرونها عالية علي القمة ويريدون
الوصول اليها
ويتنافسون معها.. وهي كالأم الحنون تبارك خطوات كل السينمات الوليدة
وتشجعها.
وكل النقد الذي نوجهه للسينما المصرية ينبع من حبنا لها.. اننا
نريدها متألقة دوما.. ونتمني أن تظل الملكة علي العرش.
وبرغم القيل والقال
وشكاوي الفنانين إلا أن النقد السينمائي يساهم في توجيه العاملين في
السينما إلي
اشياء تكون قد فاتت عليهم في العمل.. أو اقتبسوا فيلما
اجنبيا ولم يذكروا
اسمه..
إن الناس كلها تحب المدح وتكره النقد.. لكن المحبين يعرفون أن النقد
يفيد ولا يهدم.. وهكذا تظل العلاقة بين كل العاملين في
الفيلم والنقد علاقة
مترابطة متكاملة.
نتمني للسينما المصرية مزيدا من التألق والتقدم.. والتغلب
علي مشاكلها.. ويظل نجومنا يشرفون السينما المصرية ومصر
بادائهم المتميز.
الأهرام اليومي في
30/12/2009 |