تقام الدورة التاسعة والثلاثون من مهرجان روتردام السينمائي في الفترة
من 27
يناير إلى 7 فبراير (12 يوما) في المدينة الهولندية الثانية بعد العاصمة
أمستردام،
والمعروفة بوجود نسبة كبيرة من عدد سكانه (حوالي الثلث) من أصول عربية،
مغاربية
أساسا.
مهرجان روتردام يتميز عن غيره من المهرجانات الدولية الكبيرة باهتمامه
الكبير بسينما الشباب، أي بالتجارب السينمائية الجديدة التي يصنعها مخرجون
من
الشباب، ولذلك يخصص المهرجان مسابقته الرسمية التي تمنح جوائز ذات قيمة
مالية،
للأفلام الاولى والثانية لمخرجيها.
ومهرجان روتردام أيضا لا يكتفي بعرض الأفلام،
بل يقيم أكبر ورشة للمشاريع السينمائية بغضر الحصول لها على
دعم مالي، وتقوم مؤسسة
هيوبرت بالس (مؤسس المهرجان) بتقديم تمويل لعدد من الأفلام من جميع انحاء
العالم،
بصفة سنوية.
وقد قدمت هذه المؤسسة التي تكونت ضمن مهرجان روتردام العام الماضي فقط
أكثر
من 571 مليون دولار لدعم مشاريع إنتاج 27 فيلما من مختلف بلدان العالم.
أما
مشاريع الافلام التي ستقدم لها المؤسسة دعما هذا العام من خلال تلك "الورشة"
المفتوحة لجهات الإنتاج المختلفة، فيبلغ عددها 33 مشروع فيلم.
فيلم الافتتاح
يفتتح المهرجان في دورته الجديدة بفيلم
"باجو" Paju
للمخرج بارك تشان أوك من كوريا الجنوبية. وهذا هو فيلمه الثاني بعد
فيلم "الغيرة.. إسمى الأوسط" الذي حصل على إحدى الجوائز
الرئيسية الثلاث في مهرجان
روتردام 2003.
أما المسابقة فتشمل عرض 15 فيلما من اليابان وهولندا وبلجيكا
وأمريكا وكندا وتايلاند وماليزيا والدنمارك والصين واستونيا والمكسيك
وفرنسا
وجورجيا وكوستاريكا.
لجنة تحكيم المسابقة تتكون من خمس شخصيات هي الممثلة
والمغنية الفرنسية جين بوليبار، والمخرجة الهولندية أورسولا أنطونيك،
والمدير
السابق لمهرجان شنغهاي فيليب شيه، والمخرج المكسيكي أمات
إسكلانتي، والممثل
الأوغندي أوكيلو كيلو سام.
إلى جانب المسابقة هناك ثلاثة أقسام أخرى رئيسية تتخذ
لها عناوين دالة هي "مستقبل مشرق"، و"طيف"، و"إشارات".
القسم الاول "مستقبل
مشرق" يهتم بعرض الأفلام الجديدة لمخرجين يعتبرهم المبرمجون
سينمائيي المستقبل أي
الذين سيكون لهم شأن مستقبلا، ويركزون بالتالي على أفلامهم الأولى
والثانية، مثل
أفلام المسابقة ولكن على نطاق أكثر اتساعا بالطبع، يشمل خريطة السينما في
العالم.
ولاشك أن من الصعوبة بمكان، محاولة اكتشاف المواهب الجديدة الصاعدة في
سماء
الفن السينمائي، وتركيز الأضواء عليها، بما يقتضيه هذا من جهد كبير.
عروض أولى
يشهد هذا القسم فقط عرض 22 فيلما للمرة
الأولى خارج بلاد الإنتاج. ومن هذه الأفلام "الأزرق الصادم" من
هولندا، و"هياكل
عظمية" من بريطانيا، و"عطلة صيف" من اليابان، و"مانويل دي
ريبا" من تشيلي.
أما
قسم "طيف" فيشمل أفلاما لسينمائيين أكثر رسوخا، من الذين يعتبرهم المهرجان
من
الأسماء المؤثرة في مسار السينما العالمية، ومعظمها لسينمائيين (مؤلفين) أي
أصحاب
رؤى سينمائية وليس مجرد مخرجين منفذين لسيناريوهات الآخرين..
ويعرض في إطار هذا
القسم عادة عدد كبير من الأفلام، منها هذا العام، "أحمر وأبيض وأزرق"
لسيمون روملي
من بريطانيا، و"في الغابات" من اليونان، و"افعلها ثانية" من أمريكا، و"لحم"
من
هولندا.
أما قسم "اشارات" فهو يتوقف عند عدد من المحطات السينمائية المهمة، قد
تكون "تيمة" معينة تسود عددا من الأفلام، أو سينمائيا معينا يود المهرجان
تسليط
الأضواء على أعماله مثل الياباني ساي يوتشي الذي يكرمه المهرجان بعرض عدد
كبير من
افلامه منها أحدثها وهو فيلم "كاوي".
وتحت عنوان "أين افريقيا" يعرض قسم
"إشارات" عددا من الأفلام الافريقية الجديدة لكي نستشرف من خلال عرضها
آفاق التطور
في هذه السينما التي كانت لها تجارب مهمة في السبعينيات، ومن أجل التقارب
الثقافي
بين الجمهور الهولندي (الذي يتوجه المهرجان له أساسا) والثقافة الافريقية.
وتحت
عنوان "إشارات: ما بعد الحرب" يعرض عدد من الأفلام التي تركز على ما بعد
انتهاء
النزاعات المسلحة، كيف كان يشعر الجنود، ذكريات الحرب.. إلخ
وجدير بالذكر أن
فيلم "لبنان" الإسرائيلي الحائز على جائزة مهرجان فينيسيا الأخير، سيعرض
ضمن هذا
القسم.
وهناك بالطبع قسم خاص للأفلام القصيرة يشمل عرض 210 أفلام حتى 60
دقيقة،
كما ينظم المهرجان مسابقة للأفلام القصيرة تشمل عرض 33 فيلما.
ويعرض المهرجان من
الأفلام الطويلة، الروائية وغير الروائية، حوالي 240 فيلما، تغطي أهم ما
ظهر من
افلام في العالم خلال 2009، كما تكتشف الجديد وتعرض الكثير من الأفلام
الهولندية
للمرة الأولى ومنها فيلم الختام
The Aviatrix of Kazbek
السينما المجسمة
ولعل من الأحداث البارزة في مهرجان هذا العام العرض الذي سينظم للفيلم
الكلاسيكي
الشهير "إطلب إم للجريمة"
Dial M for Murder
للمخرج الكبير الفريد هيتشكوك، الذي
صور أصلا عام 1954 بتقنية الأبعاد الثلاثة (السينما المجسمة).. واتساقا مع
الموجة
الحالية التي تلقى رواجا كبيرا والتي أعادت الاعتبار إلى هذا النوع من
الأفلام،
سيعرض فيلم هيتشكوك كما صور، أي بتقنيات عرض الافلام المجسمة.
ويعرض المهرجان
أيضا نماذج من الافلام التسجيلية والوثائقية لعدد من خريجي مدرسة برشلونة
التي
تخصصت في هذا النوع من الأفلام.
مجلة "سكرين انترناشيونال" المتخصصة في الصناعة
السينمائية قالت إن مهرجان روتردام خسر هذا العام اثنين من رعاته أي الجهات
التي
تدعمه ماليا، ورغم ذلك لم تتأثر ميزانيته التي تبلغ 10.7 مليون
دولار.
الجزيرةالوثائقية في
27/01/2010 |