رضوان الكاشف، ابن الحياة، المفعم بالنشاط، المنفعل طوال الوقت، المشاكس،
الحنون، واهب البهجة، لم يغادرنا لحظة منذ رحيله، لا نتحدث عنه كغائب، ذلك
أن حضوره دائم ومتجدد، وبوحى منه، قررت أسرته الكريمة مع أصدقائه الحميمين،
تقديم جائزة باسمه كل عام، تمنح للمخرجين الجدد، فى مجال الأفلام الروائية
القصيرة، من طلبة وخريجى معهد السينما، وهى جائزة تليق وتتواءم مع اسم
رضوان الكاشف، المؤمن بأحقية المواهب الجديدة فى الرعاية والتشجيع، فضلا عن
عشقه لهذا النوع من الأفلام، والذى أنجز فى إطاره فيلمه البديع «الجنوبية».
فيلمان، هذا العام، فازا مناصفة بجائزة رضوان الكاشف: «نفسى أقول أكشن»
و«صباح الخير»..المفاجأة السعيدة، بالنسبة لى، أن الفيلمين ينتميان، على
نحو ما، لأسلوب رضوان، فأولهما، الذى حققه محمد رشدى، يتعرض، بروح مشبوبة،
لذلك الحلم المدجج بالعزيمة، عند شاب يتمنى أن يصبح مخرجا، وأن ينفذ
سيناريو كتبه والده، وظل ثمانية أعوام يحاول تحقيقه.
«نفسى أقول أكشن» يذكرنا برضوان الكاشف، فى مشواره المضنى، خلال سنوات
طويلة، بحثا عن تمويل لـ«عرق البلح» الجميل، قبل أن يرى النور، ربما يعانى
«نفسى....» من حمولته الزائدة، سواء من تعدد شخصياته، أو تداخل خطوطه، أو
طول المساحة الزمنية بداخله، والتى تمتد لعشرين عاما، بالإضافة لكثافة
أحداثه وتراكم مواقفه.. لكن العمل، فى النهاية، يستحق الترحيب به، بسبب
طموحه، ولأنه، فى لمسة وفاء إنسانية، يهديه مخرجه، لوالده الراحل الموهوب،
مصمم الديكور، رشدى حامد.
أما «صباح الخير»، الذى حققه مصطفى أبوسيف، ابن محمد، وحفيد عمنا الكبير،
صلاح أبوسيف، فإنه يعد من نماذج الأفلام الروائية القصيرة، الجيدة، فهو
يتمتع بوحدة المكان، مجرد حجرة نوم وحمام، كما يراعى وحدة الزمن، فمواقفه
لا تتجاوز الساعة.
يعتمد على شخصيتين أساسيتين: زوجة مقهورة، عصبية، عنيفة، توقظ زوجها صباحا،
وتداهمه بالطلبات، وزوج غلبان، يدخل الحمام ومعه جريدة يقرأ فيها أكاذيب،
ويتراءى له رجل أنيق، يحدثه عن إنجازات لجنة السياسات، وندرك أن أسلوب
الفيلم يجنح إلى المشاهد التخيلية، التى تعبر عن واقع ضنين، شديد القسوة،
فإذا كان الزوج، فى حلم يقظه، يتخيل أن النجمة التى طالعته صورتها فى
الجريدة، تساعده على ارتداء ملابسه، فإن زوجته، واقعيا، تنهره كى يسرع فى
الذهاب إلى صاحب البيت الذى يطالبها بالإيجار، وأن يجهز مستحقات المدرسين،
وتتحول الحجرة، فى عيون الزوجة، إلى ساحة قتال، بين جنود أمريكان ومقاومين،
وبين شرطة ومتظاهرين، وسريعا، ينتهى الكابوس على زوجته التى تودعه وهى
ممسكة بسكين.
إنه فيلم ملفت للنظر، يخرج من عباءة سخريات «الساحر»، وينتمى، على نحو ما،
لسينما رضوان الكاشف.
الشروق المصرية في
19/06/2010
دعاء سلطان تكتب من تاورمينا:
إيطاليا تفوز بثلاث جوائز من أصل أربع في تاورمينا
«رسائل البحر» يخرج من أول جولة
أقيم مساء أمس الأول- الجمعة- حفل ختام مهرجان تاورمينا السينمائي الدولي
في دورته السادسة والخمسين، والذي جاء بسيطاً وغير صاخب.
أقيم حفل الختام في المسرح اليوناني بمدينة تاورمينا، وغاب عنه وزير الشباب
الإيطالي في اللحظة الأخيرة، وحضرت عنه نائبته، بينما حضر عمدة المدينة.
جاءت نتائج مسابقة أفلام البحر المتوسط مخيبة للآمال، بعد اقتناص الفيلم
الإيطالي «dalla
vita in poi» لكل جوائز المسابقة، حيث حصل علي جائزة التمثيل مناصفة بين الممثل
كارلو باكريسو والممثلة كريستينا كابوتوندي، كما حصل الفيلم علي جائزة أحسن
فيلم والتي حصل عليها المخرج الإيطالي فرانسيسكو لاسوتي، في حين لم يحصل
الفيلم الإسباني «comidas 18»
سوي علي جائزة الإخراج، حيث حصل عليها مخرج الفيلم جورا كوير.
ومن جهة أخري أثار فوز الفيلم الإيطالي بالنصيب الأكبر من جوائز المهرجان
العديد من الأقاويل، حيث تردد أن التليفزيون الإيطالي الذي أنتج الفيلم قام
بدعم الفيلم وتوجيه آراء لجنة التحكيم لاختياره وتتويجه الأحسن بين الأفلام
الستة الأخري المتسابقة.
جدير بالذكر أن المهرجان قد قام بحجب جائزة لجنة التحكيم الخاصة، حيث كانت
المناقشات في لجنة التحكيم ترشح فوز فيلم «رسائل البحر» بالجائزة، ولكن
اعتراضات شديدة وقوية واجهها الفيلم، وأقنعت بعضاً من أعضاء لجنة التحكيم،
وتم خروج مصر كالعادة من المهرجان دون أي جوائز تذكر، كما خرج كذلك
الفيلمان الفرنسيان والفيلمان التركي والصربي من التنافس والجوائز.
الدستور المصرية في
19/06/2010
دعاء سلطان تكتب من تاورمينا:
المخرج جعفر بناهي يحضر حفل تكريمه عبر شريط مسجل
دعاء سلطان
خيَّم الحزن علي أرجاء وأروقة مهرجان تاورمينا السينمائي في دورته السادسة
والخمسين، وذلك بعد الخبر الذي صعق كل ضيوف المهرجان، عندما فوجئ الجميع
بالموت المفاجئ للناقد السينمائي الأمريكي «بيتر برنيتي» عن عمر يناهز
السادسة والستين، فقد فوجئ ضيوف المهرجان من الصحفيين المقيمين بفندق «ميدترانيين»
بإصابة الناقد أثناء تناوله وجبة الإفطار بأزمة قلبية توفي علي إثرها في
الحال بعد نقله إلي المستشفي، وسط ذهول الجميع، وقد حضر السفير الأمريكي
إلي مقر المهرجان لإنهاء إجراءات سفر الجثمان لدفنه في الولايات المتحدة.
الناقد الراحل كان كاتباً متخصصاً في تاريخ السينما، وكان يدرس السينما في
أكثر من جامعة أمريكية، وكان يكتب النقد لمدة أربع سنوات ماضية وحتي وفاته
في جريدة «هوليوود ريبورتر» المتخصصة في السينما، وهي واحدة من رعاة مهرجان
تاورمينا.
وعلي أثر الوفاة تم إلغاء حفل الكوكتيل اليومي حداداً علي الناقد الراحل،
ويفكر القائمون علي المهرجان في إهداء دورة المهرجان الحالية له تكريماً
وتخليداً لذكراه.
ومن جهة أخري، أقيم حفل تكريم للمخرج الإيراني جعفر بناهي، وهو تكريم خاص
يقدمه المهرجان للمخرج الإيراني الشهير الذي أطلقت السلطات الإيرانية سراحه
مؤخراً دون أن تسمح له بالحصول علي جواز سفر، وذلك لوقوفه القوي في صف
المعارضة الإيرانية، ومعارضته النظام الحاكم.
وقد تسلمت جائزة جعفر بناهي بدلاً منه الممثلة الإيرانية فاطمة معتمد،
والتي قامت ببطولة عدد من الأفلام الإيرانية المهمة منها «ريحانة» و«رجال
في العمل»، وخلال الحفل، تم عرض شريط مسجل مدته 6 دقائق ظهر فيه بناهي
موجهاً خطاباً قوياً ومؤثراً جاء فيه: «حينما خرجت من السجن فوجئت بهذا
الكم من الدعم الذي لقيته من زملائي من صناع السينما.. أعلم أن السينمائيين
في العالم يدعمونني، ولقد عني لي ذلك الكثير، لكن قلبي يعتصره الحزن علي
أصدقاء لي في السجون الإيرانية لا يجدون من يدعمهم، لأنهم غير معروفين،
ولذلك فإنني أهدي لهم هذا التكريم لعل العالم كله يعرف أن هناك بشراً
يعانون مرارة الظلم وراء القضبان بسبب مواقفهم المعارضة.. وأشكر بصفة خاصة
ديبورا يونج رئيس المهرجان لدعمها القوي لي، فقد علمت مدي دعمها لي أثناء
وجودي في السجن»، وقد صفق الحضور بحرارة شديدة عقب انتهاء الكلمة، وبمجرد
ظهور بناهي علي الشاشة.
جدير بالذكر أن الممثلة الإيرانية فاطمة معتمد ألقت أثناء الحفل مقطعاً
باللغتين الفارسية والإيطالية من قصيدة عن الحرية، وأعربت عن تأثرها الشديد
لاستلامها الجائزة نيابة عن بناهي، مشيرة إلي أنه اختير لعضوية لجنة تحكيم
مهرجان كان الماضي رغم وجوده في السجن.
وعرض المهرجان فيلم
Offside للمخرج جعفر بناهي، وذلك في إطار تكريمه وفي إطار تظاهرة السينما
والكرة أيضا، والتي يرفع المهرجان شعارها هذا العام، والتي تضمنت عرض عدد
من الأفلام التي لها علاقة بكرة القدم، ومن بين الأفلام المعروضة ضمن هذه
التظاهرة أيضا فيلما «ضربة البداية» العراقي، و«مارادونا» إخراج أمير
كوستاريكا.
وعلي الجانب الآخر انتهت يوم الأربعاء الماضي عروض مسابقة أفلام البحر
المتوسط بعرض الفيلم الفرنسي «Nous
trois»،
واجتمعت لجنة تحكيم المسابقة التي تضم الناقد الكبير «سمير فريد» من مصر،
والألماني «دايتر كوسليك» مدير مهرجان برلين، والمخرجة الإسبانية «إيزابيل
كويكست»، والممثلة البرازيلية «أليس براجا»، والممثل الإيطالي «انريكو لو
فرسو» لمناقشة الأفلام السبعة المعروضة ضمنها وهي:
الإسباني
comidas 18 والفرنسي
Chicas والإيطالي
Dalla vita in poi والصربي
Neke druge price Some Other Stories والفرنسي
Nous trois والتركي
Vavien والمصري «رسائل البحر»، وتتنافس هذه الأفلام علي جائزة الثور الذهبي
لأفضل فيلم، وجوائز أفضل مخرج وأفضل أداء تمثيلي، بالإضافة إلي جائزة لجنة
التحكيم الخاصة.
الدستور المصرية في
19/06/2010
مشاركون من لبنان في
لجان التحكيم في مهرجان عالمي لأفلام
الأطفال
دمشق ـ ماهر منصور
شارك خمسة عشر طفلاً لبنانياً، ممثلين الدول العربية، في تقييم حوالى
25 فيلماً
من أنحاء العالم، رشّحت للمسابقة النهائية في مهرجان «بري جونيس» العالمي
لأفلام
الأطفال الذي يظم في ألمانيا الأسبوع الماضي.
واختار الأطفال اللبنانيون،
وأعمارهم تتراوح بين الثانية عشرة والخامسة عشرة، مرشّحيهم
واختاروا فيلمهم المفضل
من بين أفضل الإنتاجات التلفزيونية الموجّهة للأطفال حول العالم. ومن بين
الافلام
الفائزة في المهرجان الفيلم الوثائقي «المنعطف» الذي أعدّته وأخرجته
السورية منال
صالحية.
وتمّ اختيار أطفال لبنان عن الدول العربية ودول المنطقة للمشاركة في
تحكيم أفلام المهرجان إلى جانب سبع لجان تحكيم أخرى من سبع دول مختلفة من
العالم.
وأكدّ المخرج السوري فراس دهني، ممثل مؤسسة «بري جونيس» العالمية أن
«اختيار
أطفالنا للأفلام الفائزة.. كشف قدرتهم الكبيرة على تقييم أفلام العالم
الموجّهة
للأطفال وحسن محاكمتهم لتلك الأفلام».
وقد اختارت مؤسسة «بري جونيس» لمهرجانها
هذا العام موضوعاً تحت عنوان «الاختلاف وكم نحن متشابهون في
اختلافاتنا أو كم نحن
مختلفون في تشابهنا».
وتعنى مؤسسة «بري جونيس» بتطوير البرامج والأفلام
الموجّهة للأطفال والمراهقين حول العالم، وهي تنظم مهرجانا عالميا مرة كلّ
سنتين في
ألمانيا، وتقدّم فيه أفضل الإنتاجات التلفزيونية الموجّهة للأطفال.
ولفت المخرج
دهني، في حوار مع « السفير» إلى أنّ مؤسسته «بري جونيس» كانت قد بدأت في
دورة
مهرجانها العام الفائت باختيار لجان تحكيم فتية من سبع دول في العالم، من
بينها
لجنة تحكيم من أطفال سوريين لتقوم بتحكيم الأفلام المشاركة في
مهرجانها. وكانت
مشاركة الأطفال في التحكيم خلال الدورات السابقة من المهرجان قد اقتصرت على
لجنة
تحكيم من الأطفال الألمان.
وأشار المخرج دهني إلى حسن اختيار الأطفال
اللبنانيين للأفلام الفائزة فقد «قورنت نتائج لجان التحكيم
أطفال لبنان مع لجان
تحكيم التي مثلت أنحاء العالم المختلفة، واللطيف أنّ الكثير من هذه النتائج
تطابقت
في ما بينها على الرغم من اختلاف الدول للجان التحكيم».
واعتبر أنّ في ذلك
دليلا قويا إلى أنّه «يمكن الوثوق بقدرات هذا الجيل من أطفالنا». وقال
المخرج دهني
أنّ اختيار الأطفال اللبنانيين كان من قبل معدة ومقدمة البرامج اللبنانية
ريم نعوم
التي تعد وتقدّم برنامج «كزادو» عبر قناة OTV
اللبنانية. وعن المعايير المتبعة في
عملية الاختيار، يقول دهني إنّه «يتم اختيار الأطفال بحيث يمثلون ثقافات
مختلفة
وانتماءات مختلفة وبيئات اجتماعية مختلفة..».
وقام المعنيون في المؤسسة باختيار
مجموعة من الأفلام المؤهلة لدخول المسابقة النهائية للمهرجان،
لتقوم لجان الأطفال
الثماني باختيار الفيلم النهائي بحسب أصول التقييم العالمي في التحكيم،
والتي تقوم
على أربع نقاط أساسية هي: (الفكرة - السيناريو - الإخراج، وما مدى مخاطبة
الفيلم
للفئة العمرية المخصّصة).
ويقدّم المهرجان مجموعة جوائز هي: جائزة الجمهور،
جائزة لجنة التحكيم الخاصة، جائزة لجان تحكيم الأطفال، جائزة أحسن فيلم
لفئة
المراهقين، جائزة أفضل برنامج، جائزة أفضل روائي، وهناك
جائزتان تقدّم إحداهما
اليونيسيف والأخرى تقدمها اليونسكو.
وحصلت سوريا على جائزة اليونسكو هذا العام
وهي المرة الأولى في تاريخ المهرجان، عن فيلم «المنعطف»
للمخرجة منال صالحية، وهو
إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ويتناول حياة بنات مراهقات في
سوريا
والتطور الفيزيولوجي والنفسي الذي يخضعن له خلال سن المراهقة.
يُذكر أنّ مؤسسة
«بري
جونيس» العالمية هي مؤسسة عالمية غير ربحية تأسست سنة 1964 في ميونيخ (ألمانيا)، وتعنى بتطوير البرامج والأفلام
الموجهة للطفل في العالم من خلال إقامة
ورشات تكوينية وتعزيز التبادل البرامجي.
السفير اللبنانية في
19/06/2010 |