صباح السبت ٢٥ سبتمبر، وفى مستشفى الشروق، انتهت رحلة مخرج «الليلة
الكبيرة» و«عقلة الأصبع» و«الشاطر حسن» و«الأطفال يدخلون البرلمان»
و«الوزير سعدون»، رحل فارس مسرح العرائس ورائد هذا الفن فى مصر والدول
العربية الفنان محمد صلاح الدين السقا. وإذا كانت الأجيال الجديدة تعرف هذا
العملاق بأنه والد أحمد السقا نجم السينما، فالأفضل والأجدر أن تعرف أن
أحمد ابن رجل مهم لم ينل ما يستحقه من تقدير فى حياته، فهو المحامى الذى
ترك القانون ليلعب بالعرائس ويصنع منها فنا وفكرا وعلما، ولأنه كان من جيل
لا يعترف بالهواية فقط، قرر أن يثقل حبه لفن العرائس، فدرس على يد الأب
الروحى لفنانى العرائس فى العالم «سيرجى أورازوف» فى رومانيا وحصل على
دبلوم الإخراج المسرحى تخصص فن تحريك العرائس، وعاد إلى مصر ليستكمل
الدراسة فى هذا التخصص ويحصل على ماجستير فى فن العرائس أواخر ستينيات
القرن العشرين.
تميز السقا بعشقة للأطفال، ورغبته فى إحداث انقلاب فى فن العرائس الذى
أخرجه من حيز «لعب عيال» إلى منطقة أخرى تعتمد على ثقل عقول الأطفال
والمراهقين وتنمية أفكارهم، كما أصر أن يقدم الثقافة والسياسة والوعى
والأخلاق، وكانت العرائس وسيلته لتوصيل أفكاره، وتعمد اختيار مسرحيات لا
تخلو من التثقيف غلفها بإطار فنى ترفيهى ممتع يستخدم فيه كل أدواته وحرفيته
وموهبته وخفة ظله، فأصبح الأب الروحى لهذا الفن الذى جعله لا يقل فى تأثيره
عن السينما والتليفزيون والمسرح.
وجد السقا ضالته أواخر الستينيات فى أشعار صلاح جاهين وألحان سيد مكاوى،
فقدموا معا أقوى عمل فى تاريخ مسرح وفن العرائس وهو أوبريت «الليلة
الكبيرة» الذى حقق انقلابا فى تاريخ مسرح العرائس المصرى والعربى، خاصة أن
القيمة الفكرية فى العمل لم تقل عن القيمة الترفيهية، واختلفت الأقوال حول
الإسقاطات السياسية للمولد الشعبى الذى نصبه الثلاثى السقا وجاهين ومكاوى،
ومدلول الشخصيات التى قدموها مثل الأراجوز وبائع البخت والقهوجى والمنشد
والفلاح. كما تعاون مع عدد كبير من أبرز الشعراء أصحاب الأفكار المهمة،
فتعاون مع عبدالرحمن الأبنودى وسيد حجاب فى بعض المسرحيات الناجحة. فى حياة
السقا محطة مهمة لا يمكن اغفالها، عندما حضر الرئيس جمال عبدالناصر أحد
العروض المسرحية التى أخرجها السقا، وكان ذلك يوم ٣ مارس عام ١٩٦٠، ومن شدة
إعجابه بفن العرائس قرر إنشاء مسرح خاص للعرائس، وبالفعل تم بناء مسرح
العرائس بالأزبكية وأصبح السقا مديرا له عام ١٩٦٩، بعدها تقلد عددا من
المناصب منها رئاسة البيت الفنى للمسرح ورئاسة المركز القومى للمسرح
والفنون الشعبية والموسيقى، وتكريما لإنجازاته حصل على عضوية الهيئة العامة
لفنون ومسارح العرائس، وجوائز من معظم دول العالم وعلى رأسها أمريكا
وإيطاليا وألمانيا والنمسا.
السقا حمل على عاتقه مهمة تأسيس مسرح للعرائس ليس فى مصر فقط بل فى الدول
العربية ومنها سوريا والعراق والكويت وقطر وتونس.
لم يكن الراحل عاشقا للمادة ولا للشهرة، ولم يسع يوما وراء إغراءات العروض
التجارية التى انهالت عليه طوال حياته، بل عاش زاهدا فى المادة، نهما فى حب
الفن فرحل وترك اسمه كأبرز وأعظم رائد لفن مسرح العرائس فى مصر والعالم
العربى، ويكفيه أنه أدخل مادة مسرح العرائس لتدرس بالمعاهد الفنية
المتخصصة.
ورغم ما وصل إليه فى كل دول العالم، إلا أن الفلاح الموجود بداخله بحكم
مولده ونشأته بقرية أجا بمحافظة المنصورة ظل مسيطرا عليه ومتحكما فى حياته
الخاصة وطريقة تربيتة لابنيه الوحيدين أحمد وفاطمة، لذلك ورث أحمد من أبيه
اخلاق وطباع وتقاليد الفلاحين حتى بعد أن أصبح من أشهر نجوم السينما
المصرية، وكان ينتهز الفرص ليحكى فى جلسات الأصدقاء والمقربين عن علاقته
الوطيدة بأبيه، وكم تأثر به وبطباعه وأخلاقه، فقال إن الدرس الأول من السقا
الكبير للصغير أن يكون فلاحا وابن بلد جدع يشبه رجل الشارع العادى ولا يغره
المال ولا الشهرة، وعلمه أن يعتمد على نفسه، فعندما دخل أحمد معهد الفنون
المسرحية، كان يعلم أن أباه سيرفض الوساطة، وسيتركه مثل أى شاب يحاول
الحصول على فرصة، لذلك دخل المعهد دون أن يطلب من ابيه المساعدة، وتحدى
نفسة ليثبت لأبيه أنه تعلم معنى الرجولة، ونجح فى أن يكون الأول دائما على
دفعته، كما حكى أحمد أن أباه كان السبب فى عشقه للحيوانات خاصة الحصان فنشأ
حبه للفروسية، وقال له أبوه ذات مره: «إذا كنت تركب حصانا لتحصل على لقب
فارس، فالأولى أن تكون فارسا فى أخلاقك وإلا فلا تركب هذا الحصان»، وأهم ما
علمه السقا لابنه ألا يغلبه حب المال وأن الرضا هو الغنى الحقيقى.
المصري اليوم في
27/09/2010
بالصور.. جمال وعلاء مبارك فى عزاء والد أحمد السقا..
وعادل إمام وهنيدى يحرصان على تقبيل يد والدته.. وعمرو دياب وأحمد حلمى
ونجوم الفن والسياسة يشاركونه الأحزان
حشد كبير من المسئولين والنجوم السوبر ستارز الشباب والكبار حرصوا على
مواساة الفنان أحمد السقا فى وفاة والده المخرج المسرحى صلاح السقا، وحضروا
عزاء والد الفنان الذى أقيم مساء أمس الأحد فى مسجد عمر مكرم، وكان عزاء
صلاح السقا بمثابة تكريم له، حيث شهد حضورا كثيفا يعكس مدى حبهم وتقديرهم
له، خصوصا أنه اشتهر بطيبته الشديدة و"الجدعنة" مع كل من حوله.
وحضر العزاء السيد جمال مبارك أمين عام لجنة السياسات بالحزب الوطنى والسيد
علاء مبارك، وأيضا نخبة من النجوم الكبار فى مقدمتهم عادل إمام الذى حرص
على تعزية السقا وشقيقته فاطمة السقا ووالدته السيدة نادية، وحضر أيضا
ًمحمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى وحسين فهمى ومحمود ياسين وعزت العلايلى
ود.أشرف زكى وأحمد بدير وجلال الشرقاوى، ومعظم النجوم الشباب ومنهم أحمد
حلمى وأحمد مكى ومحمد هنيدى الذى أصر على أن يعزى والدة السقا ويقبل يدها.
وحضر أيضا أحمد رزق ومحمد سعد وأحمد عز وفتحى عبدالوهاب وشريف منير ومحمد
رجب وعمرو سعد وعمرو يوسف وأحمد فلوكس، كما حضر الفنان محمد فريد وكاتب
السيناريو تامر حبيب وياسر جلال ورامز جلال مع والدهما، وأيضا طارق لطفى
والمخرج يسرى نصر الله وشريف عرفة وعلى إدريس وسعيد حامد ومحمد ياسين
وساندرا نشأت ومريم أمين وعادل أديب، وممدوح الليثى وحسن كامى وعماد رشاد
ويوسف الشريف وسمير غانم وأسرته كاملة، حيث حضرت دلال عبدالعزيز ودنيا
وإيمى سمير غانم، والفنان أحمد ماهر وإدوارد ومجدى كامل الذى تربطه بالسقا
علاقة صداقة قوية، وأيضا الفنان خالد صالح، وفاروق الفيشاوى وهيثم أحمد زكى
وحسن الرداد وأحمد راتب ووليد يوسف، وكمال أبورية.
ومن المنتجين حضر سامى العدل وجمال العدل ومحمد حسن رمزى وأحمد السبكي، ومن
الإعلاميين خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع ووائل الإبراشى رئيس
تحرير صوت الأمة والإعلامى عمرو الليثى ومفيد فوزى، كما حضر رجل الأعمال
نجيب ساويرس فى بداية العزاء، ومحمد عبدالقدوس، والأب بطرس دانيال وكيل
المركز الكاثوليكى المصرى للسينما.
وحرص العديد من النجمات على الحضور إلى العزاء، واستقبلتهم مها زوجة أحمد
السقا، ومنهن هند صبرى ومنى زكى وداليا البحيرى ومنة شلبى ووالدتها زيزى
مصطفى والفنانة صابرين، التى قالت إنها جاءت العزاء لكى تقدم الواجب تجاه
المخرج صلاح السقا وتعتبر وفاته خسارة كبيرة للفن لأنه قيمة فنية عالية
المستوى، وحضرت أيضا الفنانة المعتزلة شهيرة، والنجمة يسرا التى طلبت من
أحمد السقا أن يتماسك ويتغلب على أحزانه، وقالت : "وفاة عم صلاح السقا أثر
فينا كلنا كفنانين، وله فضل كبير على أجيال فنية متعاقبة".
وقدمت واجب العزاء أيضا النجمة ميرفت أمين وغادة عادل وشويكار ونجوى فؤاد
التى عبرت عن حزنها لفقدان المخرج صلاح السقا، وأيضا حرصت الفنانة وفاء
عامر على الحضور، ورجاء الجداوى وإنعام سالوسة، والفنانة جومانا مراد وأروى
جودة ومها أحمد ودنيا عبدالعزيز والنجمة زينة.
ومن نجوم الطرب حضر النجم عمرو دياب والنجمة اللبنانية هيفاء وهبى وزوجها
رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، ولم تجد هيفاء مكانا للجلوس فظلت واقفة على سلم
المكان المخصص لعزاء السيدات وبجوارها المطربة شيرين عبدالوهاب والمطربة
ساندى، كما حضرت بشرى والمطرب الشعبى أبو الليف، وسيمون، وغادة رجب، ومى
سليم وميس حمدان، وبسمة وياسمين عبدالعزيز محسن وسوزان نجم الدين وبوسى
شلبى وريهام عبدالغفور ونيكول سابا وصفاء جلال ، وهالة فاخر وإنعام سالوسة.
كما حضر العديد من نجوم كرة القدم ومنهم طاهر أبو زيد وأحمد ناجى مدرب حراس
المرمى، ولاعبا الكرة المعتزلان على ماهر وهشام حنفى، والمستشار مرتضى
منصور رئيس مجلس إدارة نادى الزمالك الأسبق.
وشعر أحمد السقا أثناء تلقيه واجب العزاء بتعب شديد ولم يستطع أن يكمل
العزاء وعاد إلى المستشفى بناء على أوامر من الطبيب، وانصرف السقا والدموع
تغالبه ووقف أصدقاء مشواره الفنى بجانبه واستقبلوا العزاء، بينما استقبل
عزاء السيدات مها الصغير زوجة أحمد السقا وشقيقته فاطمة السقا ووالدته
السيدة نادية.
وسيطرت على العزاء حالة حزن شديدة لكن تسبب زحام الجمهور بالشارع فى ضيق
الكثير من الحضور وأحمد السقا أيضا، خصوصا أن بعضا من الجمهور لم يتفهم
ويدرك أن ما يشاهدونه هو عزاء والد أحمد السقا وذهب بعضهم لتقديم واجب
العزاء وطلبوا التقاط صور تذكارية مع السقا دون مراعاة لمشاعره، وهو ما
أثار ضيقه وضيق المحيطين به أيضا.
المصري اليوم في
27/09/2010
بعد نجاحه كأفضل فيلم قصير في مهرجان الخليج
"عايش" يؤهل الحساوي عالميًّا ويطير إلى "وارسو" و"بيروت"
و"قازان"
عبدالله الحسن -الدمام:
يواصل الفيلم الروائي القصير "عايش" بطولة الفنان السعودي إبراهيم الحساوي
وتأليف وإخراج عبد الله آل عياف مشاركاته في العديد من المهرجانات الدولية
بعد النجاح الذي حققه في مهرجان الخليج السينمائي باستضافة دبي (إبريل
الماضي) بعد حصوله على المركز الأول كأفضل فيلم روائي قصير.
فقد وقع الاختيار على إبراهيم الحساوي لينافس على جائزة أفضل ممثل في
مهرجان "جراند أووف
Grand Off Film Festival" وذلك في "وارسو" العاصمة البولندية عن دوره في
فيلم "عايش" أمام خمس مشاركات من الولايات المتحدة، وإنجلترا، وبولندا،
وأستراليا، ورومانيا.
ويعتبر مهرجان "جراند أووف" من أهم المهرجانات في أوروبا لاستقلاليته
في التنظيم والتحكيم حيث يُحكِّم فيه عدد كبير من السينمائيين يصل عددهم
إلى 63 متخصصًا ويشارك فيه أكثر من 70 دولة بمئات الأفلام السينمائية ويقام
في 26- 28 نوفمبر من كل عام.
كما اختار مهرجان بيروت السينمائي الدولي الفيلم ليكون أحد المنافسين على
جائزة أفضل فيلم قصير في عام 2010 وذلك في الدورة العاشرة للمهرجان والتي
ستبدأ في السادس من أكتوبر القادم وعلى مدار أسبوع.
وتم اختيار الفيلم أيضًا من قِبَل المهرجان الدولي لسينما الشعوب المسلمة
"المنبر الذهبي" للمشاركة في دورته السادسة والذي يقام في مدينة قازان
عاصمة جمهورية تتارستان وذلك في نهاية شهر ديسمبر 2010 وقد سبق وشارك في
الدورة الماضية للمهرجان الفيلم السعودي "الحقيقة" للمخرج أسامة الخريجي
وفاز بجائزة أفضل فيلم في خدمة الإسلام.
وفي سياق متصل أكد وزير الإعلام السعودي د.عبد العزيز خوجه على أهمية توفير
المناخ الملائم لشباب السينمائيين حتى يبدعوا ويواصلوا تميزه ومشاركاتهم
الناجحة في المهرجانات الدولية مشيرًا إلى دعمه لهم من خلال إصداره توجيهات
للقناة الثقافية بعرض هذه الأفلام وذلك بعد شرائها من مخرجيها مطالبًا
المخرجين الشباب بضرورة الإسراع والتوجه إلى مدير القناة للتنسيق معه
وإنهاء الإجراءات اللازمة.
جاء ذلك بعد استقبال وزير الإعلام السعودي د. عبد العزيز خوجه للمخرج عبد
الله آل عياف والفنان إبراهيم الحساوي وذلك بعد فوز الفيلم السعودي "عايش"
بالجائزة الأولى في مهرجان الخليج السينمائي.
تجدر الإشارة إلى أن "عايش" أول تجربة سينمائية للفنان إبراهيم الحساوي
وتدور أحداث الفيلم حول رجل أمن بأحد المستشفيات يحرس ثلاجات الموتى،
وتنقلب حياته المللة البائسة عندما يقوم بسد العجز في العمل عن أحد زملائه
بحضانة الأطفال في المستشفى.
الفيلم مدته 28 دقيقة، واستغرق تجهيزه ما يقرب من 10 أشهر، وصوِّر على مدار
أربعة أيام متواصلة، ويشاركه عبد الله أحمد، وطراد القحطاني، وتأليف وإخراج
عبد الله آل عياف.
إيلاف في
28/09/2010 |