هل الشائعات أصبحت وسيلة فعالة للدعاية حتى لو كان مضمونها تشويه
سمعة الفنان أو الإضرار بصحته لدرجة الموت؟.. وهل المنافسة بين
النجوم أوجدت هذا
النوع من الشائعات؟.. وهل الفنانون هم الذين يطلقون الشائعات على أنفسهم أم
تنشرها
الشركات الإنتاجية من باب الدعاية لأى عمل فنى جديد؟ .. وهل الشائعات أصبحت
تصنع
بتخطيط مسبق ومتفق عليه بين الفنانين والشركات الإنتاجية لحشد
اهتمام الجماهير مع
الفنان أو العمل الفنى؟.. ولماذا لا يخرج الفنان إلا بعد أن تحقق الشائعات
هدفها
لكى ينفيها بعد فوات الأوان؟.. وغيرها من الأسئلة المحيرة التى نحاول
الإجابة عنها
فى هذا التحقيق.
شائعات كثيرة خرجت علينا فى الفترة الأخيرة، منها شائعة
خلاف الفنانة اللبنانية دوللى شاهين مع مخرج مسرحية ''قطط الشارع'' مما
دفعها
للانسحاب من المسرحية، وطاردت فنانات لبنانيات أخريات شائعات أخرى منهن
الفنانة
سيرين عبد النور التى انتشرت أخبار تفيد بأنها حامل، وهو ما
ضرب بسهمه كثيراً من
الحفلات التى كانت قد تعاقدت عليها.
وهناك شائعة وجود خلافات بين الفنان
عمرو عبدالجليل والمخرج خالد يوسف مما جعل الأول يقرر عدم التعاون مرة أخرى
مع
الثانى ليتعاون مع المخرج سامح عبد العزيز فى فيلمه «صرخة نملة»، وشائعة
خلاف
الفنان أحمد السقا مع الفنان خالد صالح على أفيش فيلم «ابن
القنصل»، وشائعة علاقة
المطرب سامو زين بالفتاة التى جمعه بها الفيديو كليب الأخير الخاص به
''تعالى بس
قرب''.
وهناك شائعة أخرى حول انفصال المطرب اللبنانى رامى عياش عن خطيبته
سيرين أبو زين ثم عودتهما مرة أخرى، كذلك شائعة وجود خلافات
بين ابنتى الفنانة دلال
عبد العزيز «دنيا وإيمى سمير غانم» بسبب الغيرة الفنية.
واجهنا بعض
الفنانين وصناع السينما وشركات الإنتاج الفنية حول مسألة الشائعات ومن يقف
وراءها،
وهل هى بالفعل مفيدة لمن يطلقها.
الغيرة الفنية
فى البداية قال المؤلف والسيناريست محمد رفعت معلقا على مسألة الشائعات
التى تنتشر فى الوسط الفنى: هناك نوع من الشائعات يطلقها
أصحابها على أنفسهم أو
المتعاملون معهم من باب التمجيد أو التفخيم، لذلك لا غرابة فى أن تجد بعض
الفنانين
يطلقون شائعات حول أجورهم أو حول تعرضهم لمخاطر أثناء التصوير أو حول
العلاقات
العاطفية بين بعضهم البعض،
وأعتقد أن استخدام الشائعات بهذا الشكل يعد نوعا
من المراهقة الفكرية لشعور هؤلاء الفنانين ''القلة'' بالدونية مما يدفعهم
إلى
اللجوء إلى هذه الطرق الملتوية لإيجاد حالة من الصخب حولهم
لإيهام الآخرين بأنهم
جزء من حالة حراك فنى وذلك باستخدام بعض الأخبار المفبركة.
ونبه رفعت إلى
نقطة مهمة: استخدام هذه الطريقة فى إطلاق الشائعات يعد منتهى عدم الثقة
بالنفس من
هؤلاء الفنانين، لأن الفنان الحقيقى الذى يمتلك إنجازات حقيقية
هى التى تتحدث عنه
ويتناولها الإعلام بالحديث، أما الفنان الذى تتناول الصحف والإعلام كل ما
يتعلق
بغير إبداعه الفنى فهو شخص فارغ أى أنه لو كان يمتلك إبداعا حقيقيا فلن
يترك
الإعلام ذلك ليبحث عن أشياء أخرى هامشية.
ومضى يقول: هناك نوع ثان من
الشائعات وهى الشائعات المغرضة التى يطلقها البعض بقصد الضرر أو الإساءة
لفنان
بعينه فيما يتعلق بحياته الشخصية وهى موجودة بمنطق الغيرة
الفنية، وهناك نوع ثالث
من الشائعات التى تقوم على أخبار مفبركة تصنعها صحف صفراء تعتمد على
النميمة
الموجودة بالفعل فى الوسط الفنى أو تعتمد على تجميع أخبار من هنا وهناك
لصنع قصة
وهمية لا أساس لها من الصحة.
وعن السر وراء عدم خروج أغلب الفنانين لنفى
الشائعات إلا بعد أن تحقق هدفها أوضح المؤلف والسيناريست المصرى: هناك
نوعان من
الفنانين الذين يتعرضون لبعض الشائعات، الأول يفضل تجاهل الشائعة بمنطق أن
تجاهل
الشىء هو أفضل طريقة للتعامل معه لكن إذا علق عليه فهو يؤكده
من وجهة نظر كثيرين،
أما النوع الثانى فهو يدع الشائعة تأخذ مسارها الطبيعى فى الانتشار بما
يفيده فى
إثارة الحديث حوله من أجل التواجد المستمر فى الوسط الفنى شرط ألا يكون
لهذه
الشائعة تأثير سيئ عليه.
من جانبه علق المخرج باخوس علوان زوج الفنانة
دوللى شاهين على الشائعات التى طاردت زوجته فى الفترة الأخيرة قائلا: فيما
يتعلق
بشائعة وجود خلافات بينها وبين أسرة مسرحية ''قطط الشارع'' مما استتبع
انفصالها
والاستعانة بفنانة أخرى فهذه شائعة سخيفة لا أساس لها من الصحة
لأن العقد الذى
أبرمناه مع الجهة المنتجة للمسرحية انتهى رغم تجديده لمدة شهر إضافى وعندما
طلبوا
تجديد العقد مرة أخرى رفضنا.. لأن دوللى لم تضع فى اعتبارها مسالة استكمال
المشاركة
فى هذه المسرحية التى تجبرها على التفرغ لمدة خمسة أيام أسبوعيا فى الوقت
الذى
ارتبطت فيه بالفعل بأعمال فنية أخرى فى نفس التوقيت منها
ألبومها الغنائى وغيرها.
ونبه باخوس: أقول لكل المغرضين ومطلقى الشائعات إن مسرحية ''قطط الشارع''
التى شاركت دوللى شاهين فى بطولتها كانت ناجحة وأكثر رواجا خلال الأربعة
أشهر
الماضية، ولا أعتقد أن فنانا عاقلا يترك عملا ناجحا إلا إذا اقتضت الضرورة
ذلك،
وعلى العموم لكى أغلق باب الشائعات فى هذا الموضوع أؤكد أن
مسألة رفع أجر دوللى فى
المسرحية لم يكن سببا فى عدم استكمالها المشاركة فى المسرحية لأن مسرح
الدولة أجره
معروف وبالتالى من يتحدثون فى هذا الأمر لا يفهمون بالمرة وليست لهم دراية
بذلك ولا
يجيدون سوى الكلام المغرض والاستفزازى وليس أكثر.
أعداء النجاح
من جانبه أعرب المطرب السورى ساموزين عن انزعاجه من تلفيق شائعة
علاقته بالفتاة التى جمعهما الفيديو الكليب الأخير الخاص به
''تعالى بس قرب''
قائلا: لا أعرف مصدر هذه الشائعة السخيفة أو سببها لكننى برىء تماما منها
ومندهش من
اتهامى بافتعال أخبار عن علاقات عاطفية مع الموديلز التى تظهر فى الفيديو
كليبات
الخاص بى.
وقال ساموزين بنبرة أسى واستياء: للأسف الشديد فى الوقت الذى
يجتهد فيه الفنان لتقديم الأفضل لجمهوره تسرى تجاهه شائعات
قاتلة لدرجة أننى أشعر
أن ضريبة الشهرة التى حققتها سأظل أدفع ثمنها غضبا وضيقا طوال الوقت.
وشدد
المطرب السورى: المؤكد أن هذه الشائعات تؤثر على أى فنان إذا أولى اهتماما
بها،
ويعلم الله أننى لا أسعى لافتعال إطلاق شائعات حولى لأننى أكره
هذا النوع من
الدعاية المبتذلة خاصة المتعلقة بالمسائل العاطفية والتى يميل البعض إلى
تصديقها من
باب «لا يوجد دخان من غير نار».
المنتج يحيى شنب منتج فيلم «ابن القنصل»
علق على شائعة خلاف الفنان خالد صالح مع الفنان أحمد السقا بسبب إصرار
الأول على
وضع اسمه فى بداية تتر الفيلم قبل اسم الثانى موضحا: لا أساس لتلك الأقاويل
جملة
وتفصيلا لأن السقا هو بطل الفيلم وصاحب الحق فى تصدر التتر مع
كل التقدير لاسم
الفنان خالد صالح الذى لم يشترط ذلك إضافة إلى أن هذا الفيلم هو اللقاء
الرابع بين
السقا وصالح بعد أفلام ''تيتو'' و''حرب أطاليا'' و''عن العشق والهوى''،
وجميع هذه
الأفلام مرت دون حدوث أى مشاكل بينهما.
أما الفنانة دلال عبد العزيز فأعربت
عن استيائها الشديد من انتشار بعض الشائعات حول وقوع خلافات بين ابنتيها
دنيا وإيمى
سمير غانم بما يسىء لسمعة العائلة الفنية ككل موضحة: أعتقد أن هذه الشائعات
زادت عن
حدها فى الفترة الأخيرة لكننا لا نعيرها أى اهتمام ولا نرد عليها لأن
الغيرة ليس
لها مكان بين بناتى.
وخلصت إلى القول: إننا كأسرة فنية لا نعرف معنى الغيرة
ولا الحسد ولا الحقد، فأنا عمرى ما شعرت بغيرة من ممثل ولا ممثلة ونفس
الشىء
بالنسبة لزوجى سمير غانم.
صباح الخير المصرية في
16/11/2010
الأسطورة الحية ماريلين مونرو أصبح حلم حياتها
أن يجعلها روبرت كيندى سيدة البيت
الأبيض!
كتب
عبد النور
خليل
تناست ماريلين تماما أن هناك فيلما ينتظرها فى الاستوديو وتناست
أن كل يوم تأخير يكلف الشركة المنتجة آلاف الدولارات، ولكنها
كانت قد اتخذت قرارا
لا رجعة فيه وهو أن تفكر قليلا فى نفسها.. وليس فى مصلحة من يعتبرونها بقرة
حلوب..
وليذهب الجميع إلى الجحيم.. فهى لن تتراجع
حتى ولو تراجع شيوخ فوكس.
لم
ينجح دين مارتن شريكها فى بطولة الفيلم والزميل الذى تكن له
احتراما خاصا فى حملها
على الرجوع عن قرارها ومعاودة تصوير الفيلم الذى صورت ما يقرب من نصفه
وبالفعل يأست
الشركة المنتجة، وأعلنت أن استئناف التصوير سيؤجل للخريف.. فدرجة الحرارة
المرتفعة
لهذا الصيف أفسدت أعصاب النجمة المدللة.
وقالت ماريلين لجو وهى تحادثه
تليفونيا :
إننى أدين لسوء التفاهم الذى وقع بينى وبين الشركة بهذه الرحلة
التى أزمع القيام بها طوال أشهر الصيف.
ثم استطردت قائلة :
جو..
ألا تود مرافقتى فى جانب منها؟
بل إذا لم يكن لديك مانع فأنا أحب أن أشاركك
فيها طوال الوقت.. ثم أشفع قوله باقتراح أن تكون جزر الباهاما هى محطة
البداية.
ووافقت ماريلين بعد أن عرضت عليه أن يقوم باستئجار شقة متسعة فى منهاتن
تكون مرساهما بين كل رحلة وأخرى.
إنها فكرة رائعة يا ماريلين بل سأقوم أيضا
باستئجار فيللا فى سان فرانسيسكو يمكننا فيها أن نربى كثيرا من الحيوانات.
ونعود
إليها بين وقت وآخر.. ولمعت عينا ماريلين وهى تقول له: إنى أريد فهدا صغيرا
بين تلك
الحيوانات.
حبيبتى بإمكانك أن تطلبى دائما وما علىَّ إلا التنفيذ.. سيكون
الفهد فى انتظارك فى أجمل فيللا سأستأجرها لك.
جو.. لقد خطر لى خاطر مجنون.
ما هو..
لماذا لا أنهى عهدى بالسينما.. ثم نبدأ من جديد حياتنا
سويا.. أنا وأنت مجرد زوجين عاديين.
رائع.. رائع أعبدك.. وأعدك بأنى سأجعل
منك أسعد امرأة فى الوجود.
ولكن ما رأيك فى المسرح.. أعنى.. بدلا من
السينما.
إنه الجنون بعينه.. ستفشلين فشلا ذريعا فمن ناحية لن تتحمل أعصابك
العمل اليومى الذى قد يستمر شهورا متصلة.. ومن ناحية أخرى..
فإن عادتك فى التأخير
عن مواعيدك كفيلة بأن تجعل أى مسرحية تعملين فيها تنتهى بالسقوط أو
الاستغناء عنك..
وهى بالطبع ستكون إهانة للنجمة الكبيرة.
وضحكت ماريلين إنها بلاشك
غيرة جو هى التى تدفعه لهذا القول.. فداعبته قائلة : جو ألن تكف عن غيرتك
هذه
أبدا..
إنها ليست غيرة.. ولكنه حب.. إنه حبى الذى يؤكد لى.. أنك فى حاجة
ملحة لتغيير حياتك تماما.. وإلا
وإلا ماذا.
لا عليك.. فلنتكلم عن
الحاضر.. أين تريدين أن تمضى نهاية الأسبوع الحالى..
آسفة يا جو.. لن
أستطيع أن أمضى هذه العطلة معك.
لماذا.. هل هناك رجل آخر؟
ودمعت
عينا ماريلين وهى تكذب على جو مؤكدة له أنها ترغب فقط فى الاختلاء بنفسها
وتظاهر
المحب الأزلى بتصديقها وإن حدثه قلبه المحب بغير ذلك ووعدته
ماريلين بقضاء عطلة
نهاية الأسبوع المقبل معه ووضعت سماعة التليفون وهى تبتسم قائلة لنفسها :
بلاشك.. أنا أحب جو.. ولكنه حب من نوع آخر.
ملأ التشاؤم نفس
ماريلين عند عبارة «من نوع آخر » فقد قفز إلى ذهنها صاحب الحب الحقيقى «أى
بوب..
بوب.. الذى اختفى.. بوب لا يأتى.. ولا يتحدث بوب الذى من أجله ستقضى عطلة
السبت
والأحد وحيدة فى منزلها عسى أن تواتيه الظروف فيجد فى وقته المشحون فسحة
يستطيع
خلالها أن يوافيها بزيارة ولو قصيرة إنها ستكون أشبه بجرعة من
الأمل. تعينها على
احتمال العيش بدونه طوال أشهر الصيف الذى ستقضيه راحلة ثم تراجعت فى
أحلامها ونزلت
عن حد زيارة الحبيب إلى مجرد محادثة تليفونية، محادثة تليفونية تمتع فيها
أذنيها
بكلمة «حبيبتى » يهمس لها بها.. بوب الغائب إن بوب ينطق
«حبيبتى » بطريقة لم تسمعها
من أحد من قبل وذلك على كثرة ما سمعت هذه العبارة.
ولكن ماريلين كانت تعرف
أنها لم تكن متأكدة من أن بوب لن يزورها ولن يحادثها إن قلبها يقول لها ذلك
وقلبها
لا يكذب أبدا.. ومع ذلك رحبت بتواجدها فى عطلة نهاية الأسبوع
على أمل فى لقاء هى
واثقة أنه لن يتم كانت واثقة من ذلك كما كانت واثقة من شىء آخر هو أنها تحب
بوب.
حبا ملك عليها نفسها جدا ومستعدة من أجله
للتضحية بكل شىء وكل شىء يهون لقاء
الاحتفاظ بحبيب القلب.
وسرحت بخيالها ورأت حفل زواجها ببوب.. ورأت الرئيس
أمامها يقبلها قبلة العروس المشهورة
ويهنئ شقيقه على زواجه من أجمل جميلات الأرض
وسمعت نفسها تجيب مبتسمة على سؤال واحد من الصحفيين الذين
تجمعوا خارج الكنيسة التى
عقد فيها قرانها على بوب.. نعم فهى ستعتنق المسيحية من أجله.
نعم تستطيع أن
تؤكد لقراء جريدتك أن لقب مونرو يرجع لنفس الأصل الذى يجمعنى بالرئيس
الأمريكى
الأسبق صاحب هذا اللقب.
إذن فهى أيضا تنتمى لأحد الرؤساء الأمريكان وليس
زوجها فقط.. وبعد ذلك رأت نفسها وبوب أى زوجها داخل قاعة الاحتفالات فى
البيت
الأبيض والتى أقيم بها حفل الاستقبال الذى أعده الرئيس كيندى احتفالا بزواج
شقيقه
وشاهدت نفسها تقفز بجوار بوب فى سيارته بينما الحلق الماسى
الثمين الذى أهداه لها
رئيس الجمهورية كهدية زواج يتلألأ فى ظلام العربة.. التى انطلقت بالعروسين
وهما فى
طريقهما لرحلة شهر العسل.
وفجأة.. دق جرس التليفون.. وانتزع ماريلين من
أحلامها الوردية. وألقى بها فى قسوة من رحلة شهر العسل مع بوب. إلى أرض
الفزع فى
فراشها البارد وأمسكت السماعة بحنق ورفعتها عاليا، وألقت بها ثانية فى عنف
دون أن
تضعها على أذنيها وكأنها تضرب الآلة وتعاقبها جزاء ما اقترفت
من جرم. وخطر لها خاطر
سريع ارتفعت له دقات قلبها فى لحظتها قد يكون بوب فالتقطت السماعة وأعادتها
إلى
أذنها إنه أحد الصحفيين يطلب تحديد موعد لحديث صحفى.
*
ليلة لم
تكتمل
جلست ماريلين تتزين بعناية لم تعهدها من قبل فى لقاءاتها مع
جو. إنها تريد أن تسعده.. هذا الإنسان المخلص.. والوحيد ممن
يحيطون بها الذى تستطيع
أن تجزم أنه يفهمها ويحبها بإخلاص. إنها كانت قاسية معه فى الفترة الأخيرة،
لذا فهى
تريد أن تعتذر له هذه الليلة عن قسوتها الماضية. ومن بين كل أثوابها اختارت
ماريلين
أحب الفساتين لقلب جو إنه الوردى ذات الحمالات السوداء. وتريثت فى وضع «روج
»
الشفاه وأحمر الخدود. واعتنت بطلاء أظافرها، أما البودرة فقد أكثرت
منها، وخاصة
ظهرها ذلك الذى يدعى جو أنه أجمل ظهر فى العالم أمرت بالشامبانيا والكافيار
طعام جو
المفضل طلبت أن يعد العشاء على مائدة خاصة فى حجرة نومها تزينها الشموع
والورود
وتتناثر فى أرجائها الزهور. وبعد أن انتهت من زينتها أخذت
زجاجة عطرها المفضل «شانيل
رقم 5 » وألقت نصف محتوياتها على جسمها ثم نثرت بقيتها فى أرجاء الحجرة.
ليصبح المكان كله حاملا رائحة العطر
الملائكى.. إن كل هذا الاستعداد خاص بجو.. جو
الذى تريد ماريلين أن تكافئه على شىء ما، شىء لا تعرفه
بالتحديد.. ولكنها تشعر أنها
لابد من مكافأته هل على حبه لها أم على إخلاصه أم على حنانه لا تعرف.. ولا
يهم،
المهم أنها تريد أن تقدم له نفسها اليوم فى أحلى صورها على الإطلاق.
من خلف
باقة الزهور التى يحملها سمعت ماريلين صوته المتهدج وهو يدخل حجرتها مبهورا
بالجو
الساحر الذى يحيط به.
إنه جنون.. أنا لا أكاد أصدق أن هذه المرأة الرائعة
الواقفة أمامى كانت زوجتى يوما ما كيف لم أحارب الدنيا بما فيها نفسى..
للاحتفاظ
بها.. كم كنت غبيا كم كنت غبيا.
وبكت ماريلين.. فهى سعيدة.. ليست سعيدة
بنفسها بل سعيدة بما أضفته على جو الغالى من سعادة.
ولعبت أنغام الفالس
التى تنساب من الحجرة مع رائحة العطر التى تعبق المكان لعب السحر على نفس
الحبيب
الدائم. وأحس كأنه يطير فى عالم خيالى عالم يجمعه بفاتنته
الساحرة. وخرجت من فمه
عبارات الغرام يبثها ماريلين ويكاد يبكى من فرط انفعاله، وجاءت ردود
ماريلين لتؤكد
لجو أنها تبادله مشاعره بمشاعر تماثلها.
أنا أيضا يا جو أحبك.. بل أحببتك
دائما.. ودائما كان لك فى نفسى مكانة خاصة.
وبدآ تناول العشاء فى هذا الجو
الرومانسى وأخذ جو يلتهم طعامه بسرعة لم تعهدها فيه ماريلين وابتسمت لقد
فهمت أنه
يريد أن يفرغ من طعامه بأسرع ما يمكن حتى يتفرغ لأحلى امرأة.
وفجأة شعرت
ماريلين بشىء من تأنيب الضمير إن صورة بوب تقفز إلى ذهنها رغما عنها لتجثم
على
صدرها وتحول دون ما تود أن تقدمه للرجل الملهوف بخفة دون أن
يشعر أو يفطن جو لذلك
وابتلعت اثنين من الحبوب المنومة.. ثم ألقت بنفسها على جو.. وكأنها تعتذر
له عما
سيحدث وانهال الرجل على شقراء حياته بالقبلات.. ولكن لم يطل المشهد
الغرامى.. لم
يطل.. فجأة.. انزلقت ماريلين من أيدى جو لتسقط على الأرض فى
سبات عميق.. إنه أثر
الحبوب.
الغشاشة لقد استطاعت أن تبتلع حبوبها وأنا لاه عنها بحبى. وأغنى
أغنية المحب الأزلى. ورفع ماريلين من على الأرض ليوسدها
الفراش.. وخرج يغادر الحجرة
والمنزل كله وشعور طاغ بحب هذه المرأة النائمة يملأ عليه نفسه.
*
شامبانيا.. وحبوب
استيقظت ماريلين على غير عادتها مبكرة صبيحة
اليوم التالى، واستدعت بات وألقت عليها بأوامرها عن اليوم الجديد والتى
تنحصر فى
إلغاء كل مواعيدها كما طلبت من بات وجميع الخدم أن ينصرفوا مبكرين فهى تريد
أن تخلو
بنفسها كما ناشدت بات أن تصحب كلبها «ماف » ليبيت لديها هذه
الليلة بعد أن أمرتها
أن تحشر ثلاجة حجرة النوم بزجاجات الشامبانيا.
عقدت ماريلين العزم على ألا
تغادر فراشها طيلة اليوم وتذكرت جو وليلة الأمس التى لم تكتمل وفى نفس
الوقت شعرت
بالرثاء من أجله.
مرت الساعات ودقت السادسة مساء وماريلين على حالها فى
الفراش ليس لها من رفيق إلا الشامبانيا وبدأ القلق يعتريها بشأن جو.. إنه
لم يتصل
بها اليوم.. لقد اتصلت به ثلاث مرات.. ولا مجيب.. أين هو إنها بحاجة له إلا
أن
حاجتها له تفوق حاجتها لبوب.. ولكن لا أثر لجو.. هل يخذلها هو
الآخر.. وهو الذى لم
يخذلها أبدا.. إذا فلتعاود الاتصال به.. إنها واثقة أن أجهزة الرادار
الخفية لديه
ستخبره بأنها تحتاجه ولكنه اختفى ودون أن يخبرها لذلك.. وقع بصرها على
صورتها فى
المرآة التى تتصدر الحجرة وشهقت.. ما هذا إن جسمها بدأ فى
الامتلاء.. وما هذا الشحم
الذى بدأ يتراكم حول صدرها..هذا الصدر الذى دوخ العالم.. وصرخت ملتاعة
:
يا
للهول.. إنها النهاية.. بوب يهجرنى.. وجو اختفى.. والشيخوخة
تزحف بسرعة وبقوة..
إنها النهاية.. إنها النهاية.
ومدت يدها وتناولت إحدى زجاجات الشامبانيا
الفارغة وقذفت بها بكل قوتها على المرأة.. لتتطاير أجزاؤها متناثرة فى
أرجاء
الحجرة.. إذا دارت دقات قلب ماريلين وازداد إحساسها بالوحدة.. وازدادت
حاجتها لجو..
ولكنه لا يجيب وتعددت دقات قلبها، وكادت تصم أذنيها.. إن حبتين مهدئتين
كفيلتين
بتهدئتها.
استيقظت ماريلين مونرو ذات صباح من صيف عام 1962 آخر صيف فى
حياتها لكى تجد أن حبيبها روبرت كيندى «بوبى» المدعى العام
الأمريكى قد قطع كل صلة
له بحياتها.. وقد تجد نفسها ممزقة بسبب نصيحته لها بالعودة إلى الاستديو
لاستئناف
العمل فى فيلم «شىء يجب أن يعطى» الذى كانت شركة فوكس قد فصلتها من العمل
كبطلة
له.. وأدارت ماريلين قرص التليفون برقم «بوبى» كيندى الخاص..
الذى يصله مباشرة،
وبعيداً عن سنترال مبنى إدارة العدل ويدق على مكتبه.. وجاءها رد مسجل «أنت
تدير
رقما لا يعمل فى إدارة العدل الأمريكية.. من فضلك راجع فهرس تليفونك وأدر
الرقم
ثانية».
وأصابتها نوبة غضب مجنون، وتجاهلت أوامر بوبى المشددة، وطلبت
سنترال إدارة العدل، وقررت أن تعصاه وهى تستخدم اسمها الحقيقى
عندما قالت:
-
أنا ماريلين مونرو.. أجد صعوبة فى مخاطبة المدعى العام من خلال رقمه
الخصوصى.
وأسقط فى يد رئيس وردية العمل فى السنترال وسارع يجيب:
-
إن هذا الخط قد تم فصله بناء على أوامر شخصية من المدعى العام.. وأنا آسف
لأنه لن
يجيب.
وعندما أوصلها إلى حجرة السكرتارية، خارج مكتب روبرت كيندى، تلقت
إجابة جافة:
-
مستر كيندى مشغول فى مؤتمر يستمر طوال اليوم وحتى المساء،
وهكذا كان بوبى ينهى علاقة ماريلين الغرامية مع أسرة كيندى..
فعلها بقسوة.. كما
يفعلها ولد غنى فى جامعة، مع فتاة صديقة فقيرة من طبقة غير طبقته.. لقد
كانت متعة..
كانت جميلة وشهية.. لكنها قد استهلكت بعد
أن حققت ما يريده.
ففى حماية
ثرائهم العريض، وفى الأمان الذى يتحقق فى مكانتهم فى «هيانيس بورت» و«بالم
بيتش»
والاختفاء وراء مئات الممولين قطعت عائلة كيندى فى هدوء كل علاقة لماريلين
مونرو
بعالمهم.
يقول روبرت سلاتزر، أحد أصدقاء ماريلين المقربين''
-
كانت
غاضبة ومجروحة، بل كانت ثائرة، لأنهم أخرجوها من دنياهم بليل.. وكان يعذبها
الشعور
بأنها قد استخدمت.
وكان هذا هو أسوأ ما فى الأمر، كما كان أيضاً نهاية
المطاف.. كان الضربة الأخيرة فى حياة مليئة بالضربات.. لقد سمحت مونرو
لنفسها بأن
تصدق أن بوبى جاد فى علاقته بها. تقول زميلة ماريلين وكاتمة أسرارها تيرى
مور:
-
كانت تشعر بجوار بوبى أن أمامها فرصة حقيقية لأن يجعل منها السيدة الأولى
فى البيت الأبيض ذات يوم.
وقال صديقها سلاتزر:
-
حاولت أن أبين لها
استحالة ما تفكر فيه، لأنه سوف يحطم مستقبل بوبى.. وقلت أكثر من مرة إن
عائلة كيندى
كاثوليك.. وهذا يجعل طلاق بوبى لزوجته من رابع المستحيلات.. لكنها لم تنصت
لى.
وبعد أيام، عادت ماريلين تتصل بصديقها سلاتزر مرة ثانية، كانت فى أوج غضبها
فقد سمعت أن بوبى قد وصفها بأنها «شقراء غبية» خلال غداء فى
البيت الساحلى الذى
تملكه أخته بات كيندى لوفورد وزوجها الممثل بيتر لوفورد.. وقالت ماريلين
لسلاتزر:
-
ربما كان يشعر حقيقة أننى شقراء غبية.. لقد قلت لنفسى ربما كان يتجنبنى
ويبتعد عنى لهذا السبب، أو أنه فقط لم يعد يحتاجنى.. وفى النهاية.. لقد أخذ
منى كل
ما كان يريده.
إن ماريلين لم تشعر أبداً مثلما تشعر الآن بأنها كانت مجرد
لعبة جنسية.. فقد علا نجمها
فى المجتمع لأقصى مكانة ممكنة، مستخدمة شهرتها وجمالها
كجواز للمرور.. وشقت طريقها كاملا إلى مخادع الأسرة فى أمريكا،
لكنها لم تكد تفعل،
حتى اكتشفت أن الرئيس «جون.ف.كيندى» وشقيقه «روبرت كيندى» لا يختلفان عن
مغامرى
هوليوود الذين أسلمتهم جسدها فى المراحل المبكرة من عملها.. هناك اختلاف
واحد فقط،
هو أن أفاقى هوليوود كانوا يصرفونها بقبلة.. بأخلاق وفى احترام.
قال
سلاتزر:
-
إن العلاقة مع بوبى.. كانت أخطر علاقات ماريلين على الإطلاق..
فقد كانت هذه العلاقة قائمة على حب حقيقى وليست مجرد صلة جنسية وجرحت
ماريلين بعمق
عندما اختفى من حياتها فجأة.
وعندما زادت حرارة العلاقة بينها وبين بوبى..
قال دكتور رالف جرينسون، طبيب ماريلين النفسى لزملائه إنه يخاف أن تصاب
ماريلين
بأبلغ الضرر عندما تنتهى هذه العلاقة.. وطلب منها أن تتأكد من أنها متورطة
مع
الأخوين كيندى.. لا لأنها يجب أن تتورط، بل لأنها تريد هى أن
تتورط معهما.
صباح الخير المصرية في
16/11/2010 |