عرف الثورة ضد نظام
مبارك مبكرا فناصبه النظام العداء، هو الممثل الجاد عبدالعزيز مخيون وهو
واحد من
قبيلة أبناء علي. يقول 'مخيون' أنا لا أبالغ إذا قلت اني وقفت ضد هذا
النظام وهو في
عز قوته، فأنا من اعضاء 'كفاية' التي خرجت من رحمها كل الحركات الاحتجاجية
ويواصل:
لقد نشأت في أسرة مثقفة وكان عمي عضوا في مجلس النواب، وفي محافظة البحيرة
تعلمت
معنى حب الوطن وخرجت في مظاهرة للمطالبة باستقلال الجزائر.
ويؤكد مخيون أن نظام
مبارك روج للقبح على مدار ثلاثين عاما، فأنا في طفولتي بدأت التمثيل
بالمرحلة
الإعدادية ومثلت مسرحية باللغة الإنكليزية، وكانت من إخراج محمد منير هذا
المثقف
المستنير، انظر إلى مصر الآن فهو بلد يمتلك حضارة عظيمة، ويشق نهر النيل
أرضه وتحمي
ظهره الأهرامات، تراجعنا للخلف لكن ثورة يناير، وهي نتاج لمشوار طويل من
النضال،
عندما تحركت الشرارة الأولى وهي الشباب تحرك الجميع وأصبحت شعبية، حيث شارك
فيها
الجميع من شباب وشيوخ ونساء ومثقفين ومسلمين ومسيحيين.
كل هؤلاء شاركوا في إسقاط
النظام الذي قضى على الحرية وتناسى الفقراء والبسطاء. ويستنكر
مخيون المطالب
الفئوية بهذا الشكل في هذه الظروف الراهنة، إذ يصنفها بأنها
اعتداء على الثورة،
فالتظاهر الآن يضر بمصلحة العمل ومن أجل
القضاء على البلطجة التي بدأت تتزايد في
الفترة الأخيرة يقول مخيون الحل هو أن تبعد قواتنا المسلحة الرجال الذين
افسدوا
الحياة السياسية ونهبوا أموال البلاد فهؤلاء مازالوا موجودين وخطرهم
مستمرا، لذا
علينا الحذر منهم، وحتى لا تتكرر فتنة مثل تلك التي حدثت في قرية صول بمركز
أطفيح،
والتي كان الهدف منها ضرب الوحدة الوطنية في مقل والقضاء على ثورة يناير،
وفي ذات
الوقت أخشى على الثورة من الإعلاميين المتلونين، فقد ساهم الإعلام سواء
أكان خاصا
أو رسميا في تضليلنا بسبب عدم وجود برلمان شعبي يعبر عن أحلام وطموحات
الناس، فلا
شك سوف يتراجع دور برامج التوك شو عندما تكون هناك حياة سياسية جيدة، فلقد
تعامل
الناس في الفترة الماضية على أن هذه البرامج هي الطريقة الوحيدة لتوصيل
صوتها، لكن
في الفترة القادمة ستختلف الأمور.
ويصرح مخيون لـ'القدس العربي' بانه طالما قدم
أفلاما تحمل رسالة سياسية، كانت وسيلة
للتنوير وطريقا لتفتيح المدارك مثل 'الهروب'
مع عاطف الطيب وأحمد زكي و'حدوتة مصرية' مع يوسف شاهين و'الجوع' امام
الراحلة سعاد
حسني. وأتصور أن هذا الفيلم قد تنبأ بثورة يناير وانتقد بشدة ممارسات النظم
السياسية الفاسدة.
وبسؤاله عما تعرض له تفصيلا من نظام مبارك يقول 'مخيون' هذا
ليس وقته الآن، لكني أذكر أني عندما خرجت
في مظاهرات 'فاية' أجريت مداخلة ضد عادل
إمام على قناة 'الجزيرة' وهاجمت النظام الذي كان عادل إمام يدافع عنه
بشراهة ويدافع
فيه عن جمال مبارك أيضا حدثت لي أشياء مؤلمة كثيرة لا أريد أن أتذكرها
الآن.
القدس العربي في
05/04/2011
فيلم 'هي فوضى' يجسد فوضوية السلطة ويتنبأ بالثورة
عمار جمهور
برؤية نقدية لاذعة لواقع المجتمع المصري، وبنظرة تأملية
استكشافية للقوالب التاريخية في المجتمع المصري، يجسد فيلم 'هي فوضى'
لمخرجيه يوسف
شاهين وخالد يوسف ما وصل إليه المجتمع المصري من ترهل قيمي وأخلاقي، ضُربت
ركائزه
السياسية، والاجتماعية والثقافية. الفيلم الذي تدور أحدثه حول
شخصية حاتم (خالد
صالح)، وهو أمين شرطة يسكن في حي شعبي 'شبرا'، وتجاوره في السكن نور 'منة
شلبي'
الشابة الحسناء، ومحاولته الحصول عليها
بكافة الطرق، والتي تنتهي باغتصابها بعد أن
تخطب لشاب آخر يعمل وكيل نيابة. تقيم نور التي تعمل مدرسة مع
والدتها 'بهية'، وتنشأ
بينها وبين ابن الناظرة وداد (هالة صدقي) والدة شريف (يوسف الشريف)، الذي
يعمل وكيل
نيابة قصة حب رومانسية من طرفها بعد أن يترك خطيبته، التي كان من الصعب
التعايش
معها.
وتتمحور الأحداث الرئيسية لهذا الفيلم حول هذه الشخصيات الأربع لتعبر عن
أربع شرائح مجتمعية موجودة في المجتمع المصري، الذي يعد جزءا
من المجتمع العربي في
تكوينه وبنيانه. تتفاعل هذه الشرائح في ما بينها، وتشكل نموذجاً للسياق
الاجتماعي،
على الرغم من اختلاف الطبقات الاجتماعية التي ينتمون إليها. يمثل الوعي
المجتمعي
معيار التمايز بين الشرائح الاجتماعية. يظهر العمل السينمائي
وجود فروق قيمية بين
الشرائح المجتمعية في مصر، مشيراً إلى إمكانية الانسجام الطبقي ما بين
الطبقة
البسيطة والطبقة المتوسطة، واستحالة انسجام أي منهما بالطبقة المتنفذة،
سواء كانت 'ارستقراطية، برجوازية، إقطاعية'. وجسد
العمل الفني هذا الادعاء عبر توفير إمكانية
ارتباط شريف بنور واستحالة ارتباطه 'بسينديا' رغم محاولاته
المستمرة لاستيعاب
تصرفاتها.
الإدراك الواعي للمخرج الذي تمثل بدقة انعكاس المجتمع بخفاياه في
العمل الفني، مكّن الفيلم من التألق وتحقيق الأبعاد الدرامية
المطلوبة، بالإضافة
إلى قدرته الخلاقة في صقل شخصيات الفيلم وتقمصها للواقع بدقة متناهية. كما
أن قدرة
المادة السينمائية ككل على إظهار علاقة السلطة بمجتمعها، وعجزها كمنظومة
سياسية من
مواكبة الصيرورة الحتمية البنّاءة لباقي المنظومات الأخرى في
المجتمع نفسه من
منظومات 'اجتماعية، وثقافية، واقتصادية وفنية'، ساهمت بشكل أساسي في إنجاحه
إلى
ابعد الحدود. نجح الفيلم في تصوير بؤس السلطة ومسؤوليها وجهلهم بطريقة
متقنة، وذلك
بمقارنة شخوصها بشخصية اللص الواعي للقيمة الفنية والتاريخية
للوحة الزيتية التي
يبلغ عمرها 130 عاماً، وجهل أمين الشرطة 'رمز السلطة' بذلك، مظهراً السلطة
بأن
منظوماتها تحولت من الدور الريادي القيادي إلى الدور المادي الاستهلاكي،
الذي يخلو
من أي عمق معرفي. ويروي الفيلم قصة الفساد وتآكل بنيان السلطة، التي تتستر
دوماً
خلف جدار القانون، وذلك بغرض الحفاظ على ما تبقى من انتهازيتها
غير المحدودة
المتمثلة في هذا السياق بممارسات 'رجل السلطة'، مظهراً عقدة النقص فيها.
خلق
شاهين علاقة تناظرية بين الفن والسلطة من جهة، وبين السلطة والتربية
والتنشئة
الاجتماعية من جهة أخرى، مؤكداً أن الصورة الانعكاسية عن
السلطة في أذهان المحكومين
تتلخص في شخصية حاتم، التي يظهرها العمل السينمائي على أنها فاقدة للعطاء،
وذلك
برسم مشهديه حاتم 'خصوصيته' من خلال تربيع الإطار العام له، الذي شكل
شخصيته
بـ'الخمر، السلاح، صورة المرأة العارية، الجهل'، ليؤكد أن
السلطة ونموذجها المغروس
في عقلية الشعب المغتَصب، الذي اختزله شاهين ويوسف في شخصية 'نور' بات
مكشوفاً
مدركاً من قبل العامة.
العمل الفني الإبداعي برأيي يظهر النظام السلطوي بأنه
يبني ديمومته على تناقضات المجتمع وخلق الغوغائيات الجاهلة، التي تغوص
بالمجتمع
للهاوية، كما يظهر خوفه من مكاشفة ذاته عبر خوفه من المرآة، هذه الدلالة
التي تظهر
رفض السلطة المستبدة والمطلقة لإعادة صياغة ذاتها من جديد
وتصويب أوضاعها ومراجعة
قراراتها ومخرجاتها السياسية. النظر في المرآة يمكّن الذات من إعادة تقييم
نفسها
داخلياً بما يتناسب مع واقعها المعاش. حاتم غضب جداً من الراقصات في
محاولتهن
لإثبات جماله عبر إظهار صورته في المرآة، بالإضافة إلى أن
المخرج اظهر حاتم في
المرآة الموجودة في غرفة نومه من ثلاثة أبعاد 'الجهل، الكبت الجنسي، المرض
النفسي'
من دون أن يرى حاتم ذاته، في إشارة واضحة
لعدم قدرته على إعادة صياغة ومعرفة حقيقة
وجوده كانسان.
التناقضات التي يبرزها الفيلم في شخصية حاتم 'فاقد الرؤية' توضح
انفصام شخصيته 'شخصية السلطة'، فهذه السلطة تحاكم صورة المجتمع
- لحظة إطلاق النار
على عيني نور المرسومتين في الصور. كما أن هذه السلطة ذات طابع جنسي شاذ
'اغتصاب،
وتعذيب في السجن بدون جرم، وتحصيل الرشاوى عنوة'. إن هذه السلطة ما تلبث أن
تصبح
عاجزة عن فرض سيطرتها على تطلعات الشعب وطريقة تفكيره. ويستطرد
في مشاهد مختلفة من
الفيلم ليظهر توريث الثلة السياسية لأبنائها الفاسدين لعشرات السنوات من
حكم الحزب
الواحد في مصر.
الفن انعكاس للواقع وفي ذات السياق هو متنفس للتمرد عليه ورفضه،
وباعتقادي هذا ما حاول العمل الفني تجسيده، فقد رفض سياسية
الحزب الواحد وإفرازاته،
وكذلك رفض الفكر المقايض للإخوان المسلمين، ولمح بشكل ما إلى التيار
الناصري من
خلال صورة جمال عبد الناصر المعلقة داخل بيت الناظرة وداد.
بخبرته السينمائية
العظيمة التي استندت إلى أصول علمية وركائز فلسفية استطاع يوسف شاهين وخالد
يوسف أن
يخرجا لنا فيلم 'هي فوضى' في اصدق تعبير عن فوضوية الواقع
المصري والعربي، الذي بات
فاقداً للأسس الفكرية المعرفية الأساسية لنهوض المجتمع، في إشارة واضحة
لاختلال
العقلية السلطوية التي باتت تساوي بين الفاسد والمناضل، فزنزانة السجن تجمع
(أصحاب
الفكر من الحركة الطلابية المصرية، الإخوان المسلمين، مدمني
المخدرات والمجرمين).
ويظهر مجدداً أن السلطة فاقدة للإدراك المعرفي للتمييز فكرياً ومعرفياً
بينهما.
ويحاول شاهين أن ينسج شخصية ايجابية لقناعته الراسخة بوجودها في المجتمع،
فـ'بهية'
تخرج صارخة ترفض واقع الظلم، والساعي في
مخفر الشرطة يرشد وكيل النيابة متمرداً على
ظلم النظام، لتجسيد المفهوم الرمزي تارة وتجسيد الواقع تارة
أخرى، فهو يسلط الضوء
على الواقع، ويشير لنا إلى الرمز.
كما عمل المخرجان على صياغة بنائية الفيلم
لتصل الميلودراما لذروتها، حيث يعمل الفيلم على إقناعنا كمشاهدين بمأساوية
السلطة
وحتمية نهايتها، ليثير هذا الانجاز السينمائي تساؤلات عدة أهمها، هل صدقت
رؤية
شاهين بشأن حتمية الثورة؟ وهل شكّل هذا العمل الخالد في
الذاكرة باعثاً لجيل الثورة
المصرية الحالية؟
مضى ما يقارب الثلاث سنوات من إنتاج هذه العمل الرائد، الذي
يستحق منا الاعتراف بصدق رؤية شاهين وعمق فلسفته، التي مكنت
المخرج خالد يوسف من
السير على خطاها في عدد من أفلامه التي جسدت واقع المجتمع المصري وعلاقته
مع نظامه
السياسي. كما مكنته أيضا من معايشة فنه واقعاً في ثورة 'ميدان التحرير'
فتكسير
الجموع لأبواب مركز الشرطة في 'هي فوضى'، لا يمكن فصله بدلالته
ومعانيه ومضامينه عن
واقع ثورة شباب مصر اليوم.
كاتب من فلسطين
القدس العربي في
05/04/2011
التلفزيون الاسرائيلي:
صفوت الشريف متورط في اغتيال سعاد
حسني
لندن 'القدس العربي': اتهم الصحافي العربي والمحرر الخاص
بالشؤون الفنية في التلفزيون الإسرائيلي شادي بلان رئيس مجلس الشورى المصري
السابق
صفوت الشريف بالتورُّط في اغتيال الفنانة سعاد حسني في شقتها بلندن.
وأشار بلان
إلى أن تورُّط الشريف في قتل سندريلا السينما العربية، جاء عقب علمه بنيتها
كتابة
مذكراتها وكشف الدور السري الذي أدَّته في العمل مع جهاز
المخابرات المصري خلال
الستينيات من القرن الماضي، حسب صحيفة 'الأهرام' الاثنين 4 إبريل/نيسان.
وأبرز
التليفزيون الإسرائيلي قرار النائب العام المصري عبد المجيد محمود إعادة
فتح باب
التحقيق في مقتل السندريلا، مشيرًا إلى أن خطورة وحساسية هذا
القرار تنبع من تردد
شائعات تزعم تورط الشريف في هذه العملية.
من ناحية أخرى، أشارت الإذاعة
الإسرائيلية، في تقريرٍ لها، إلى أن أهمية هذه التحقيقات تنبع من الكشف عما
سمَّتها 'الأدوار السرية' التي قام بها في الماضي
كثير من الفنانين عندما عملوا مع الأجهزة
الأمنية والاستخباراتية المصرية.
وأضافت أن كثيرًا من هؤلاء الفنانين كانت توكل
لهم مهام سرية غير معروفة، وهي المهام التي كانت تنصب على الاستفادة من
شعبيتهم في
الشرق الأوسط؛ لمعرفة المعلومات السرية من القادة والزعماء العرب.
تجدر الإشارة
إلى أن عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار السابق بالتلفزيون المصري،
نفى أية
علاقة له بكتابة مذكرات الفنانة الراحلة سعاد حسني، والتي يعتقد البعض أنها
السبب
في رحيلها المفاجئ في لندن.
وقال المناوي: 'كانت الفنانة سعاد حسني من أهم
الأصدقاء لي ولأسرتي، وكانت تزورنا في لندن كثيرًا جدًّا، وتجلس مع زوجتي
وأولادي،
وكنا على اتصال دائم بها. سعاد كانت من أحب الشخصيات لي، ورفضت كثيرًا
الحديث عن
هذه الصداقة؛ فهي كانت على مستوى إنساني'.
وذكرت تقارير صحفية أن السلطات
المصرية تنوي في الأيام المقبلة إرسال طلب إلى هيئة الأمن البريطاني 'سكوتلانديارد'
لفتح تحقيق من جديد، وللمرة الثالثة، في
قضية مقتل سعاد حسني.
ويأتي هذا القرار
على خلفية تقديم السيدة جانجاه حسني شقيقة السندريلا الصغيرة معلومات
وإفادات أشارت
فيها إلى أن شقيقتها كانت ستكتب مذكراتها لفضح عدد من الساسة
وخصوصا صفوت الشريف،
وهو ما تسبب بالتدبير لقتلها لتدوَّن الحادثة على أنها انتحار.
القدس العربي في
05/04/2011
اغتيال جوليانو مير خميس المخرج الذي سخر فنه
لخدمة القضية
الفلسطينية
جنين (الضفة الغربية) - ا ف ب:
اغتيل بعد ظهر الاثنين جوليانو
مير خميس، المدير العربي الاسرائيلي لمسرح الحرية في جنين، شمال الضفة
الغربية،
الذي سعى من خلال الفن الى خدمة القضية الفلسطينية ومساعدة اطفال مخيم جنين
على
اسماع صوتهم.
واعلن قائد شرطة جنين محمد تيم ان مجموعة مسلحة مجهولة اطلقت النار
بعد ظهر اليوم على سيارة هذا المخرج، والفنان المعروف جدا في
اسرائيل، واردته بخمس
رصاصات. وافاد شهود بانه اغتيل برصاص اثنين من القناصة الملثمين.
من جهته، قال
محافظ جنين قدورة موسى لفرانس برس ان مير خميس 'قتل برصاص قناص ملثم اطلق
عليه خمس
رصاصات من نافذة سيارته'، مشيرة الى ان الرصاص اصاب ايضا امرأة
من بيت لحم في يدها.
واضاف موسى 'لم نلق بعد القبض على احد لكننا شكلنا لجنة تحقيق من كافة
الأجهزة
الأمنية للكشف عن ملابسات الجريمة، ونأمل في الحصول على نتائج
خلال ساعات'.
وجرى نقل جثمان مير خميس الى اسرائيل عبر معبر الجلمة شمال جنين، كما افاد
مصور
فرانس برس.
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بشدة قتل المخرج وقال ان
'هذه
الجريمة البشعة لا يمكن السكوت عنها إطلاقا، وهي تشكل انتهاكا خطيرا يتجاوز
كل
المبادئ والقيم الانسانية، وتتناقض مع عادات شعبنا وأخلاقه في التعايش'.
ولد
جوليانو مير خميس في الناصرة في العام 1958 وكان والده القيادي الكبير في
الحزب
الشيوعي الإسرائيلي صليبا خميس. اما والدته فهي اليهودية آرنا
مير (1930-1995) التي
ناضلت طوال حياتها من اجل القضية الفلسطينية.
وكان يدير 'مسرح الحرية' الذي بني
العام 2006 محل 'مسرح الحجر' الذي اسسته والدته في جنين، حيث عاشت السنوات
الأخيرة
من عمرها قبل ان يتعرض للدمار اثناء الاجتياح الاسرائيلي للمخيم عام 2002.
وتهدف برامج هذا المسرح الى توفير حيز مناسب لأطفال وشباب المخيم يستطيعون
فيه
التعبير بحرية عن انفسهم وتطوير مهاراتهم واكتساب الثقة بالنفس.
وهذه البرامج
مستلهمة من مشروع الرعاية والتعلم الذي اشرفت عليه آرنا في مخيم جنين خلال
الانتفاضة الأولى، والذي تم توثيقه في فيلم بعنوان 'أطفال ارنا'
اخرجه مير خميس
العام 2004 بدعم من زكريا الزبيدي القيادي في كتائب شهداء الاقصى التي
شاركت في هذه
الاحداث.
يدور هذا الفيلم الوثائقي حول أطفال فلسطينيين من مخيم جنين شاركوا في
المسرح الذي اقامته ارنا أثناء هذه الانتفاضة الأولى. وبعد
الاجتياح الاسرائيلي
للمخيم في العام 2002 يعود جوليانو باحثا عن هؤلاء الأطفال لمعرفة كيف
تطورت
حياتهم. وقد حصل الفيلم على العديد من الجوائز العالمية.
كما قدم مير خميس
العديد من العروض المسرحية في البلاد والخارج، وشارك في بطولة عدة أعمال
سينمائية
محلية وعربية وعالمية اخرها 'ميرال' (2010) الذي تناول فيه قصة امرأتين
فلسطينيتين
بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948 والذي عرض مؤخرا في مبنى الامم
المتحدة في نيويورك.
وآخر مسرحية أخرجها خميس كانت مسرحية 'الكراسي' التي عرضت بالأمس في افتتاح
مهرجان أيام المنارة المسرحية في رام الله.
ورغم ذلك، فان مير خميس ومسرحه لم
يكونا محل اجماع في جنين، حيث سبق ان تعرض المسرح لعدة محاولات احراق، فيما
تلقى
جوليانو عدة تهديدات بالقتل.
وفي رام الله شارك حوالي خمسين من الفنانين
والمخرجين والممثلين الفلسطينيين مساء الاثنين في مسيرة وسط المدينة رفعوا
خلالها
صور مير خميس ولافتات كتب عليها 'قتل جوليانو لا يخدم القضية الفلسطينية'،
و'قتل
جوليانو خسارة للقضية الفلسطينية وخسارة للحياة'.
القدس العربي في
05/04/2011 |