نجومية الممثل وخبرته في المجال السينمائي قد تدفعه إلى اختيار الوقوف خلف
الكاميرا للحصول على لقب (مخرج)، إما لإبراز مواهبه الدفينة ورؤيته الشاملة
في إدارة فيلم والتعبير عن أفكاره في أعمال يمثلها آخرون، أو يتوج بها
الفنان رحلته الطويلة مع التمثيل ويتخذ من الإخراج طريقا آخر للشهرة يعكس
من خلاله تجربته وما اكتسبه عبر سنوات عديدة، ومن أشهر النجوم الذين عرفهم
الجمهور في هذا المجال تشارلي شابلن الذي أخرج غالبية أفلامه الطويلة،
وكلينت ايستوود الذي أصبح يشكل ظاهرة وسط مخرجي السينما الأميركية بأفلام
مثل (فتاة المليون دولار)، (غير المسامح)، (جران تورينو) و(التبديل)، وميل
جيبسون الذي أبدع (القلب الشجاع) و(آلام المسيح) و(كلابيتو)، بخلاف آخرين
لا زالت تجاربهم فردية تعبر عن طموحهم للجلوس على مقعد الإخراج في مرحلة
مقبلة، ومن هؤلاء شون بن، دينزل واشنطن، ساندرا بولك، وبروس ويليس.
وخلال عام 2011 ترى صالات السينما أعمالا جديدة لمخرجين عشقهم الجمهور
كنجوم لهم شهرتهم الكبيرة في مجال التمثيل، وينتظر خبراء السينما والنقاد
أن تحقق أفلامهم نجاحا يوازي ما أنجزوه سابقا، وهؤلاء هم جودي فوستر
والممثل البريطاني رالف فينش وجورج كلوني وتوم هانكس.
«الحواس الخمس» يستعرض فيما يلي تلك الأفلام، مسلطا الضوء على موضوعات
قصصها ومواعيد عروض بعضها خلال الشهور المقبلة.
يجمع فيلم (في بيفر ـ
The Beaver) النجمين الشهيرين ميل جيبسون كممثل وجودي فوستر
كمخرجة وممثلة أيضا، وجودي فوستر التي تخرج هذا العمل لها تجربتان سابقتان
في فيلم (الرجل الصغير تيت) عام 1991، وفيلم (منزل للعطلات) عام 1995، ورغم
أنها كمخرجة تعتبر أقل نجاحا منها كممثلة إلا أنها اختارت أن تخرج فيلمها
الثالث هذا العام وتقدمه للجمهور في 20 مايو المقبل بمشاركة جيبسون في دور
البطولة، حيث يؤدي في الفيلم شخصية رجل محبط يدير إحدى شركات الألعاب، وقد
بلغ إحباطه إلى الدرجة التي بات يشعر فيها أن التواصل مع دمية القندس أفضل
من التواصل مع زوجته وطفليه، وتشارك جودي فوستر في الفيلم كممثلة بشخصية
الزوجة.
أما فيلم (كوريولانوس ـ
Coriolanus) والذي عرض للمرة الأولى في الدورة الماضية
لمهرجان برلين السينمائي ويطرح للجمهور في شهر نوفمبر المقبل، فيعد التجربة
الإخراجية الأولى للممثل البريطاني رالف فينش الذي اشتهر بأدواره في أفلام
حققت نجاحا كبيرا، مثل (المريض الإنجليزي) و(قائمة شندلر) و(القارئ)، ويقدم
فينش في فيلمه الجديد إعادة عصرية لمأساة شكسبير المعروفة (كوريولانوس)،
حيث يسرد أحداث المسرحية بلباس عصري وفي مدن حديثة، مع بقاء خط الحكاية
الرئيسي الذي يتابع انتفاضة البطل الروماني كوريولانوس ضد الظلم والطغيان
بعد انتشار المجاعة في روما.
ويعتبر فيلم (منتصف مارس ـ
The Ides of March)
الرابع خلال مسيرة النجم جورج كلوني مع الإخراج، حيث أخرج من قبل ثلاثة
أعمال، هي: (اعترافات عقل خطير) عام 2002، وفيلم (ليلة سعيدة وحظا طيبا)
عام 2005، وفيلم (خوذات جلدية) عام 2008، وقد حقق اثنان منها نجاحا نقديا،
في ما كان الفيلم الثالث أقل نجاحا حتى على مستوى شباك التذاكر، لكن فيلمه
الرابع كما يقول بعض من شاهدوه سيكون من النوع الذي لا يمكن أن يمر بسهولة
على موسم الجوائز المقبل، ومن المتوقع أن يكون أحد أهم المنافسين، نظرا
لفكرته التي تعكس دهاليز الحياة السياسة الأميركية، بخلاف طاقمه التمثيلي
المميز رايان جوسلينج، ماريسا تومي، فيليب سايمور هوفمان وبول جايماتي،
إضافة إلى جورج كلوني الذي يشارك أيضا كممثل في دور البطولة الرئيسية، حيث
يقدم شخصية النائب مايك موريس الذي يقرر خوض انتخابات الحزب الديمقراطي
ويكتشف أثناء حملته الانتخابية حجم الفساد المتغلغل في الحياة السياسية
الأميركية.
ويتناول فيلم (لاري كرون ـ
Larry Crowne)
للنجم توم هانكس قصة رجل في منتصف العمر يطرد من عمله فلا يجد أمامه من أمل
في الحياة سوى العودة إلى مقاعد الدراسة الجامعية، وهناك يلتقي بالأستاذة
(مرسيدس) ويرتبط معها في علاقة حب مميزة، وبالطبع فإن توم هانكس هو من
سيؤدي دور البطولة، في حين تجسد النجمة جوليا روبرتس دور الأستاذة
المعشوقة، وتنطلق عروض هذا الفيلم في الأول من يوليو المقبل، وهو يمثل
التجربة الثانية لتوم هانكس في الإخراج للسينما بعد فيلم واحد قدمه في
العام 1996 بعنوان (هذا شيء تفعله)، أما للتلفزيون فقد أخرج ست حلقات لعدد
من المسلسلات، من أشهرها الحلقة التي أخرجها لمسلسل (عصابة من الأخوة) عام
.2001
زووم
ساندرا بولك نجمة متعددة المواهب
تعتبر الممثلة الأميركية ساندرا بولك من أكثر ممثلات هوليوود جاذبية
وأنوثة، وقد لا يعرف الكثيرين عن حبها للإخراج بجوار التمثيل، حيث أسست
شركة إنتاج خاصة بها، وساهمت بتأليف وإخراج وتمثيل فيلم (صنع السندويشات)،
وهو أول أفلام شركتها المنتجة، وظهر إلى جانبها في الفيلم الممثل ماثيو
ماكونهي الذي شاركها بطولة فيلم (ذا نت)، وقد أكدت بولوك في فيلم (العملية
الساحرة) مقدرتها وموهبتها في التعامل في عالم السينما أمام الكاميرا
كممثلة وخلف الكاميرا كمؤلفة ومخرجة، حيث ساهمت في تأليف وتمثيل دور الأخت
التي تمارس السحر.
أنيستون تخرج فيلماً قصيراً عن سرطان الثدي
قررت الفنانة العالمية جينفير أنيستون الوقوف خلف الكاميرا، وإخراج فيلم
قصير حول سرطان الثدي وطرق الوقاية منه، وسيكون الفيلم بطولة أليسيا كيز
وديمى مور ومونستر، ويهدف إلى تمكين المتضررين من سرطان الثدي من طرق
التخلص منه بسلام، حسب موقع جريدة (ديلى ميل) البريطانية.
يذكر أن أنيستون واحدة من الممثلات العالميات التي تطمح إلى دخول عالم
الإخراج، وتنتظر الفرصة لترجمة ذلك في فيلم طويل.
بروس ويليس في أولى خطواته وراء الكاميرا
يخطو الممثل الأميركي بروس ويليس أولى خطواته كمخرج سينمائي في فيلم درامي
تحليلي بعنوان (ثلاث قصص حول جوان)، كما ذكرت مجلة (فرايتي) المتخصصة في
عالم السينما. وأوضحت المجلة أن الفيلم يروي حياة شابة عاشت مآسي عديدة
وفقدت اتصالها مع الواقع، موضحة أن ويليس سينتج الفيلم مع شقيقه ديفيد، كما
سيلعب بروس ويليس دورا صغيرا في هذا الفيلم الطويل، وقد حقق بروس ويليس (53
عاما) أولى نجاحاته في 1985 مع مسلسل (ضوء القمر) قبل أن يصبح من نجوم
السينما الذين يحققون أعلى الإيرادات في مجال أفلام المغامرات.
كلاكيت
دينزيل واشنطن يقتدي بإستوود في عشق الإخراج
رغم نجاحاته المتتالية كممثل وتقديمه ما يزيد على 50 فيلما طوال أكثر من 24
عاما، وحصوله على العديد من الجوائز، منها جائزتا أوسكار أحسن ممثل وأحسن
ممثل مساعد عن فيلميه (المجد) عام 1990، و(يوم التدريب) عام 2002، يعشق
النجم الأميركي دينزيل واشنطن البقاء خلف الكاميرات كمخرج، وربما يستمر حسب
تصريحه لمجلة (فارايتي) في هذا المجال خلال الفترة المقبلة.
واشنطن الذي ظهر للمرة الأولى وعمره 18 عاما في فيلم (ويلما)، أكد أنه بعد
تجربته الإخراجية في فيلمه الأول (أنطواني فيشر)ـ استشعر حلاوة العمل
كمخرج، وقال واشنطن الذي يسير في ركب مجموعة من الممثلين انتقلوا للإخراج
السينمائي: في هذه المرحلة من العمر من مشواري الفني، أفضل الانتقال للعمل
كمخرج، وقدوتي في ذلك كلينت إيستوود الذي أعتبره بطلي ونموذجي في العمل
الفني، وأرغب في التركيز كمخرج بدلا من التشتت في التمثيل والإخراج معا.
وكان واشنطن قد فضل إخراج فيلمه الثاني (المناقشون العظماء) فقط دون لعب
بطولته، إلا أن منتج الفيلم هارفي وينشتين رفض ذلك، متمسكاً ببطولته له
أيضا لما يتمتع به من نجومية كبيرة، وجاذبية في شباك التذاكر، وهو ما علق
عليه «واشنطن» قائلا: أعلم أن المال يحكم وله كلمته، وأعتقد بأنني لم أكن
مخرجا سيئا.
البيان الإماراتية في
13/04/2011
أقلام تروي الأحداث بأمانة وأخرى تزوّرها
السينما تستعيد حياة القادة وتعيد كتابة التاريخ
دبي- طيب بن قدور
يبدو أن السينما العالمية حفلت بالعديد من الأعمال التي عالجت الفترات
الرئاسية التي قضاها الزعماء في منصبهم ليحِيكوا منها أدقَّ السيناريوهات
في حبكة درامية تجعل المشاهد يتابع عن كثب تلك التفاصيل، علَّه يظفر
بمعلومة كانت مخبأة في دهاليز السياسة ومغلفةً بنظام البروتوكولات التي
حجزت الطبيعة التلقائية التي يعيشها الزعيم والتفاصيلَ اليومية التي ظلَّت
مستورة بحجاب الخصوصية الممنوعة من التصوير أو التحرير.
فكانت ولاتزال السينما هي الأداة الوحيدة التي تبحث في دفاتر الزعيم بعيدا
عن شبهة الباباراتزاي التي تُلاحق المشاهير أو الصحف الصفراء التي احترقت
عند القارئ قبل أن تطبخ، ولعل الفيلم الفرنسي «الغزوة» للمخرج خافيير
دورينجر، الذي يعالج قصة صعود نيكولا ساركوزي السياسي الطموح من زعيم لحزب
«اتحاد من أجل حركة شعبية» اليميني منذ عام 2002 مرورا بتوليه حقيبة
الداخلية، وقمعه لمظاهرات المهاجرين بضواحي باريس، وانتهاء بفوزه بانتخابات
الرئاسة عام 2007، سينضم إلى تلك الكوكبة من الأفلام ، حيث سيفتح الباب على
مصراعيه حول مدى نجاح تلك النوعية من الأفلام في توثيق الشخصية والوقوف
أمام أهم ممارساتها السياسية ومدى استجابة المشاهدين لها لا سيما النقاد
إما بالاستحسان أو الاستهجان.
فرانسوا ميتران كما لم تشاهده من قبل
«بطل عربة مارس» يعد من الأفلام الأولى التي وثقت لسيرة زعيم فرنسي، حيث
جسد الممثل ميشيل بوكي شخصية ميتران ، وهو الممثل الوحيد الذي أعطته هيئة
السينما في فرنسا حق تمثيل شخصية رئيس الجمهورية الخامسة لفرنسا فرنسوا
ميتيران، ولقي استحسانا من قبل النقاد و الجمهور، فقد بعث حسب تعبيرهم روح
الرئيس من جديد الذي كان غاب عن الأنظار منذ تخليه عن كرسي الرئاسة، حيث
حمل شخصية استثنائية تتمتع بالأناقة والمثالية مبالغةً في الإقناع من بطولة
رورب جيديجيان، وقد نال الفيلم جائزة أحسن ممثل في مهرجان سيزار .2006
نيكسون كاريزما الزعيم
وبعكس ميشيل بوكي فقد كان أنطوني هوبكينس قد جسد شخصية نيكسون ، فقد كان
يتسم بالتفاخر الشديد تتخلله موجات من الغضب التي تعتري الممثل من الفينة
إلى الاخرى، كل ذلك حاول من خلاله أوليفر ستون مخرج الفيلم أن يظهر شخصية
نيكسون في قالب معقد تتخلله بعض المواقف المثيرة للشفقة في وقت كانت
الحكومة تعاني من أزمة ثقة بينها وبين الشعب، مما أثيرت حوله تساؤلات حول
المغزى الحقيقي من وراء عرض تلك المواقف المتناقضة للشخصية، محاولاً حسب
تعبيره أن يعطي الصورة الدقيقة لتلك الشخصية، وفي نهاية الفيلم يشير المخرج
بأن نيكسون أول رئيس أميركي يأمر بخفض ميزانية الدفاع على مدى ثلاثين سنة،
فيما استطاع هذا الفيلم أن يستحوذ على 14 مليون دولار في شباك التذاكر.
«الملكة» صورة مطابقة للأصل
أما فيلم «الملكة» فلم يخرج عن ديباجة نيكسون في عرض ملامح إليزابيث
الثانية التي جسدت دورها هيلين ميرك في فيلم «الملكة» من إخراج ستيفن
فريياس، فقد نال عدة جوائز على غرار الأوسكارغولدن غلون وجائزة أحسن ممثلة
في مهرجان البندقية، فقد نال استحسان النقاد والجماهير من خلال عرض
التفاصيل الدقيقة كالملابس والقبعات التي تتميز بها ملكة بريطانيا، فقد كان
المخرج فريياس يركز بشدة على تلك التفاصيل والانطباعات الخارجية للملكة،
بما يجسد ذلك الانعكاس الإنساني بين الممثل والشخصية الأصلية، حيث كانت
2007 سنة لحصد الجوائز المهمة لذلك الفيلم.
دموية عيدي أمين تكلل بجائزة الأوسكار
وفي خضم تلك الموجات الأميركية في تجسيد شخصيات بارزة ارتأت السينما
الأميركية أن تجسد شخصيات أكثر سوداوية في تاريخ شعوبها، عندما أرخت لمسيرة
الرئيس الأوغندي عيدي أمين دادا يعرف باسم عيدي أمين، هو الدكتاتور
العسكري، الذي انضم إلى قوات الاستعمار البريطاني العسكرية، في كتائب
البنادق الإفريقية الملكية، تميز حكمه بانتهاك لحقوق الإنسان، القمع
السياسي، الاضطهاد العرقي، والقتل غير القانوني.
عدد القتلى نتيجة حكمه غير معروف؛ لكن تقديرات المراقبين الدوليين ومنظمات
حقوق الإنسان هي ما بين 100,000 إلى 500,000 قتيل، فقد مثل شخصيته فوراست
ويتاكر في فيلم «آخر ملوك اسكتلندا» نال على إثره جائزة الأوسكار لأفضل
ممثل جائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثل، جائزة بافتا لأفضل ممثل، حيث كانت
إيراداته حوالي 48 مليون دولار. الفيلم من إخراج كيفين ماكدونالد بطولة
وجيمس ماكافوي فوريست ويتكار، فقد استطاع هذا الأخير أن يجسد ملامح ذلك
الديكتاتور في أدق التفاصيل.
«سقوط» هتلر
أما فيلم «السقوط» فهو تجسيد لسقوط هتلر والنازية، وفق ما نقلته سكرتيرة
هتلر الخاصة ترودل جونج في قالب درامي حربي مؤثر بعيون ألمانية وسط أجواء
الحرب العالمية الثانية وبالتحديد في أبريل 1945، والتي تحكي آخر 12 يوما
من حياة هتلر، وتقدم الجيش الروسي نحو برلين وقصفه المستمر لها، تدور رحى
صراع نفسي وحرب مكتومة بين هتلر وقادته داخل الحصن المنيع الذي اختبأ به مع
كبار قادته وأركان حربه. وقد رشح للأوسكار لأفضل فيلم أجنبي من إنتاج
ألماني من إخراج أوليفر هيرشبيغل ومثل شخصيته برونو غانز وقد عرض عام .2005
«سلاح الجو واحد» يحصد الملايين
أما «سلاح الجو واحد» فهو فيلم من نوع الإثارة والحرب يجسد فيه الممثل
هاريسون فورد دور الضابط الأميركي جورج مارشال الذي أُسندت إليه عدة مهام
ميدانية، كما عمل في عدة معاهد عسكرية. في يناير 1947 وفي يونيو من نفس
العام أعلن مارشال أفكاره لتنفيذ برنامج يهدف إلى إعادة اقتصادات أوروبا
إلى وضعها الصحيح، وذلك لمقاومة توغل الشيوعية في أوروبا الغربية، ووفرت
الخطة التي أصبحت تُعرف (بمشروع مارشال) الأموال اللازمة لتمويل اقتصادات
أوروبا التي مزقتها الحرب وفي عام 1953 تسلم مارشال جائزة نوبل للسلام
تقديراً لخطته.
استقال مارشال من منصبه كوزير للخارجية عام 1949 بسبب مرضه، وبعد سنة من
ذلك استدعاه الرئيس هاري ترومان ليصبح وزيراً للدفاع. عمل مارشال خلال فترة
توليه المنصب على ضمان التأييد والدعم الأميركي القوي للأمم المتحدة ومنظمة
حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، حقق الفيلم ردود فعل إيجابية بصفة عامة من
النقاد. وقد حقق نجاحا كبيرا في شباك التذاكر، وحقق 172,650,002 دولار
أميركي (54,9%) في الولايات المتحدة و 142,200,000 دولار أميركي (45,1 %)
في بلدان أخرى. ليبلغ الإجمالي 315,156,409 دولار أميركي في جميع أنحاء
العالم في شباك التذاكر.
ولقد شاهد الرئيس الاميركي بيل كلينتون الفيلم مرتين، وأعطى له ردودا
إيجابية. غير أنه لاحظ أن بعض عناصر الفيلم في الطائرة مثل كبسولة الهروب
لا تعبر عن صفات فعلية للطائرة الرئاسية، وذلك لأن التفاصيل الدقيقة وصفات
الطائرة الرئاسية هي في غاية السرية وهذا لا يمكن تأكيده، الفيلم من إخراج
فولفغانغ بيتراسن.
السينما العربية حاضرة
ولم يغب المشهد العربي عن تلك النماذج السياسية المهمة، فقد كانت هناك
أفلام من ذلك النمط على غرار الملك فاروق وجمال عبد الناصر وأيام السادات،
يدور فيلم أيام السادات حول حياة الرئيس المصري انور السادات من أيام
طفولته في محافظة المنوفية لحد اغتياله في حادثة المنصة. بين الفيلم أهم
الأحداث التي حدثت له من أول ما دخل الكلية الحربية وزواجه الأول واتهامه
في قضية تجسس لصالح ألمانيا أيام الحرب العالمية الثانية وتورطه في اغتيال
امين عثمان وتسريحه من الجيش المصري، ورجوعه له مرة ثانية، ويعتقد النقاد
أن الفيلم سرد تاريخ شخصية السادات وتطورها بعين الحاضر وليس كما كان عليه
في الأربعينيات، وما تلاها حتى لحظة اغتياله أثناء احتفاله بذكرى حرب
السادس من أكتوبر الأول .1981
وقد ركز الفيلم على فترة ما قبل المرحلة المعروفة بثورة يوليو 1952، ثم قفز
بعد ذلك في اختصار سريع لتبرير قرارات السادات والخطوات التي بنى عليها
سياساته الداخلية والخارجية.
ويبرز الفيلم السادات كشخصية منسجمة صلبة ذات مبادئ منزهة عن المطامع
والمصالح الشخصية تضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات في فترة النضال ضد
الحكم الإنجليزي.
ويرى نقاد ومشاهدون أن الفيلم قفز مرارا فوق الأحداث وقدم تبريرات لمواقف
سياسية عديدة اتخذها السادات مثل اتفاقيات كامب ديفيد ومواقف أخرى عديدة.
يذكر أن من بين الممثلين الذين أدوا أدواراً رئيسية في الفيلم إلى جانب
زكي، الممثلتين منى زكي التي أدت دور جيهان السادات في فترة الصبا، وميرفت
أمين التي جسدت الدور في مرحلة النضج، وقد أدى دور السادات أحمد زكي وقد
مثل إلى جانبه ميرفت أمين منى زكي وأحمد السقا سيناريو أحمد بهجت وإخراج
محمد خان.
ويبدو أن السينما العالمية قد تعرض في بعض الأحيان شخصيات مثيرة للجدل، وهو
الأمر الذي ينطبق على هتلر والديكتاتور الأوغندي وهو ما ألفته السينما
العالمية، فلا يستغرب أن يأتي خافيير دورينجر بفيلم الغزوة ليعلن بأن
السينما لم تكن يوما منوطة بتاريخ الأبطال بقدر ما هي تدخل في غمار
الشخصيات التي تثير جدلاً في حياتها وبعد وفاتها، على غرار ساركوزي وهتلر
على التوالي.
البيان الإماراتية في
13/04/2011
فيلمان يشاركان في مهرجان الجزيرة الدولي بقطر لطلاب مصريين
«بيتهوفن المطرية» و«أحجار» يوثّقان مغامرة الصمت وإسقاطات
الواقع
القاهرة ـــ دار الإعلام العربية
«الصراع بين الخير والشر وصراع البقاء والموت».. هذا هو ما يتناوله الفيلم
الوثائقي «أحجار» الذي سيشارك في الدورة السابعة لمهرجان الجزيرة الدولي
للأفلام الوثائقية الذي يقام بقطر في الفترة من 21 حتى 24 أبريل الجاري..
سها رؤوف، صاحبة فكرة الفيلم، كشفت الواقع وأسقطت على الأحداث المعاصرة من
خلال الفيلم الذي يعرض للعبة الشطرنج، فهذه اللعبة البسيطة التي تعتمد على
قدرة لاعبيها على التفكير والتخطيط وعدم الاستسلام والتأني والصبر.. يمكن
أن يكون لها إسقاطات على الواقع بموازين القوة والضعف والهزيمة والنصر.
وهي موازين متغيرة، وقد تتحول في لحظات، فلعبة الشطرنج بكل قواعدها تخلق
عالماً واقعياً أبطاله هم قطع الشطرنج وعالمهم هي الرقعة، والصراع على رقعة
الشطرنج أو في الحياة يقوم على نفس المبدأ وهو الحركة من أجل البقاء
والفوز؛ لأن الحركة التي تقوم بها قطعة من القطع هي التي تحدد مصير القطعة
التي تليها، بل ومصير الملك نفسه الذي يعلن موته نهاية اللعبة.
أحجار الشطرنج
والإسقاط هنا، كما تقول صاحبة فكرة الفيلم، يتجاوز حدود الرقعة إلى الشخوص
الذين تمثلهم أحجار الشطرنج، فالحصان مثال للشخص المراوغ يقفز فوق الجميع
ويتقدم للأمام بالمراوغة والخداع، والجندي رمز الضعف ورمز الصبر الذي قد
يصبح في مرحلة من المراحل هو الوزير بالترقي فيملك مفاتيح اللعبة، وهنا
يظهر معنى أن الحياة لا تظل على وتيرة واحدة، فحتى الملك الذي يختبئ وراء
الجنود الضعفاء بالرغم من أهميته لا قيمة له بدون الجنود وبموته تنتهي
اللعبة بأكملها.
هذا هو الفيلم الذي لا تزيد مدة عرضه على 18 دقيقة الذي أخرجه هشام طلحا
ورنا بدر وسمير محمود، وقام بأعمال المونتاج والجرافيك له هادي فريد، وصوره
صالح هواش ووضع موسيقاه صهيب شكري، وهذا الفيلم كان مشروع التخرج لفريق
العمل الذي قام بإعداده في كلية الإعلام عام .2010
والمفارقة أن هذا الفيلم يشاركه فيلم مصري آخر في العرض ضمن 22 عملا فنيا
من 89 دولة في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية وهو فيلم «بيتهوفن
المطرية» بالرغم من أن الفيلمين لم يلقيا أي اهتمام عند عرضهم لأول مرة ضمن
مشروعات تخرج طلاب الكلية، بل إن الأخير تعرض لهجوم شديد من أعضاء لجنة
التحكيم على مشروعات تخرج الطلاب.
عالم الصمت
وفيلم «بيتهوفن المطرية» الذي بدأت فكرته بعبارة مؤثرة طرحتها إحدى عضوات
فريق العمل الذين يجمعهم مشروع واحد وهي «أن هناك من لم يسمع صوت أمه طوال
حياته»، ومن هنا قرر فريق العمل أن يخوض مغامرة في عالم الصمت؛ عالم الصم
والبكم، وبدأ أفراد الفريق في البحث عن بطل فيلمهم في هذا العالم، إلى أن
تم العثور على عبدالله، وهو طالب بمدرسة الصم والبكم بالمطرية.
وعلى الرغم من أنه لم يسمع الموسيقى في حياته أبداً، إلا أنه تعلم الموسيقى
على يد معلمته سهير هاشم، وهي المعلمة التي رشحته لفريق العمل كأبرز
النماذج الأخلاقية والعلمية بعد فوزه بالعديد من المسابقات المدرسية بعد أن
أثبت نبوغاً في العزف على البيانو بالرغم من إعاقته، وأصر عبدالله على
الاستمرار في ممارسة هوايته في العزف على البيانو بالرغم من أنه يعمل
نقاشاً في حي المطرية.
وهو من أحياء مصر الفقيرة، وأشار الفيلم إلى أن عبدالله يملك كاريزما خاصة
وملامحه تشبه الفنان المصري عمرو واكد، وعندما توجه فريق العمل إلى عدد من
خبراء الموسيقى لتقييم موهبته فوجئوا بأن د.محمود الحلواني، أستاذ التربية
الموسيقية، يعتبر عبدالله أفضل من بيتهوفن؛ لأنه ولد بهذه الإعاقة
الموسيقية ولم يسمع الموسيقى في حياته أبداً، بينما أصيب بيتهوفن بالصم في
أواخر أيامه بعد أن تذوق الموسيقى.
الجدير بالذكر أن فيلم «بيتهوفن المطرية» للمخرجة مريم صالح وفكرة إيمان
السيد وتصوير صالح هواش ومدير إنتاج ومونتاج عماد الجازوي ومدة عرضه عشر
دقائق.
البيان الإماراتية في
13/04/2011 |