رغم أن البعض يرى أن أسهم غادة عبد الرازق في الشارع المصري تراجعت بسبب
موقفها المؤيد للنظام السابق فإنها ترفض هذا الكلام وتقول: سأرد بشكل عملي،
كما تشرح حقيقة موقفها من الثورة وغضبها من تقسيم الفنانين بين قوائم سوداء
وبيضاء، وتتكلم عن علاقتها بخالد يوسف وفيلمها الأخير معه ومصير مسلسلها
“سمارة” وغيرها من الأمور في الحوار معها .
·
هل توافقين على الرأي الذي يردد
أن أسهمك تراجعت في الشارع المصري بعد موقفك المؤيد للنظام السابق؟
أولاً لم أؤيد نظام مبارك، وإنما كنت أؤيد فكرة الاستقرار والأمان بعد ما
شعرنا به كلنا من رعب وفزع بسبب أعمال البلطجة والسرقة وهروب السجناء، وهذا
لا يعني أبداً أنني كنت ضد مطالب الثورة من حرية وعدالة، والجمهور يدرك هذا
جيداً بعيداً عن قلة تكره نجاحي وتحاول أن تردد أشياء غير صحيحة مثل أن
أسهمي تراجعت في الشارع وكأنهم نزلوا للشارع وسألوا الجمهور كله وجاءوا
بالنتيجة . وعموماً نجاح أعمالي المقبلة سواء في التلفزيون أو السينما
سيكون أكبر رد على ذلك .
·
لكنك أعلنت بالفعل استعدادك
لتخفيض أجرك!
تخفيض أجري ليست له علاقة بنجوميتي لأنني لم أكن الوحيدة التي أعلنت عن
استعدادها لذلك، وإنما كل النجوم في مصر كان لهم الموقف نفسه ليسهموا في
دوران عجلة الإنتاج بمن فيهم النجوم الذين كانوا مع الثورة منذ يومها الأول
.
·
ما موقفك من إدراج اسمك ضمن
قائمة سوداء للفنانين الذين كانوا ضد الثورة؟
مرة أخرى، لم أكن ضد الثورة وبالطبع الكلام عن قائمة سوداء وأخرى بيضاء أمر
غير مقبول، وعندما علمت بوضع اسمي ضمن القائمة السوداء كما يسميها البعض
غضبت ليس خوفاً على نجوميتي، وإنما لأن هذا الكلام يعني أن هناك من يزايدون
على وطنيتي، وهو أمر لا يمكن أن أقبل مجرد الكلام فيه لأنه ليس من حق أحد
أن يشكك في حبي لبلدي، وليس من حق أحد أيضاً أن يقسم الشعب إلى فريقين،
وأخشى أن تزيد حكاية القوائم السوداء هذه فتصبح مثل محاكم التفتيش التي كان
يعانيها الشعب في فترة ما، فالثورة ليست ملك أحد بعينه وإنما ملك الشعب
كله، وبالتالي ليس من حق أحد أن يجعل نفسه وصيًا على الثورة ويقسم الشعب
إلى قوائم بيضاء وسوداء .
·
البعض سيفسر كلامك هذا على أنه
تراجع منك عن موقفك الذي اتخذتِه قبل تنحي الرئيس السابق وسيصفونك بأنك من
المتحولين . . ألا تخشين هذا؟
موقفي السابق الذي يتحدثون عنه جاء بدافع من خوفي على بلدي، فأنا كنت أؤيد
الاستقرار والأمان وأخشى على بلدي من الخراب، وما أقوله الآن ليس تحولاً أو
تراجعاً، ولو حسبت كلماتي بالورقة والقلم خوفاً من تفسيرها بأي شكل غير
صحيح لن أتكلم أبداً .
·
وما حقيقة تأجيل مسلسل “سمارة”؟
كلام غير صحيح، فقد عدنا بالفعل لاستكمال التصوير خاصة أننا قبل الثورة
كنا انتهينا من تصوير عدد كبير من المشاهد، كما أن الديكورات كانت جاهزة
ولذلك لم تكن أمامنا أي مشكلات تمنع استكمال التصوير، أما إذا كان البعض
يتحدث عن مشكلات في تسويق المسلسل فهذه مشكلة ربما تتعلق بالتلفزيون المصري
فقط لكن مسلسلي تم تسويقه لأكثر من قناة فضائية بالفعل، وعموماً كل الأعمال
التي ستعرض في رمضان المقبل تواجه مشكلات في التسويق للظروف التي يمر بها
العالم العربي كله .
·
هل صحيح أنكم غيرتم كثيراً في
السيناريو ليناسب شكل الحياة في مصر بعد نجاح الثورة؟
التعديلات بسيطة جداً ولمجرد أن تناسب ظروف المجتمع التي تغيرت تماماً بعد
نجاح الثورة خاصة أن مسلسل “سمارة” مأخوذ أصلاً عن الفيلم الشهير الذي
قدمته تحية كاريوكا بالاسم نفسه، أي أننا ملتزمون بخطوط عريضة في العمل
كانت موجودة بالفيلم وإن كنا في الوقت نفسه نقدم القصة بما يناسب المجتمع
الآن .
·
هل تنوين الانضمام إلى حزب
سياسي؟
لا أدعي فهمي في السياسة أو أن لي علاقة بها ولم أنتمِ في أي يوم إلى أي
حزب سياسي ولا أفكر في ذلك، بل حتى اللقاء الشهير لمبارك مع الفنانين الذى
عقد منذ شهور لم أكن من بين حضوره فأنا فنانة أهتم بفني وبجمهوري، أما
كمصرية فكنت من الباحثين عن الأمان والاستقرار، لكن صدقوني أنا سعيدة
بالثورة التي كشفت فساداً رهيباً كنا نعيش فيه .
·
هل إعلانك عن رغبتك في تقديم عمل
عن الثورة محاولة لمصالحتها؟
من جديد، لم أكن ضد الثورة حتى أصالحها، لكن بالطبع لو عرض عليّ تجسيد
أحداث الثورة فى فيلم أو مسلسل سأرحب جداً، بل أتمنى أن أجد هذا العمل
قريباً لأن أي فنان يشرفه المشاركة ولو بدور صغير في عمل عن الثورة .
·
ولكن المخرج خالد يوسف اتهمك
بعدم الوطنية بعد خلافكما الشهير بسبب موقفك من الثورة؟
لم يحدث أن اتهمني بعدم الوطنية، وهو نفسه نفى مثل هذه التصريحات، وعموماً
أنا لا يمكن أن أنسى سنوات الصداقة الطويلة بيني وبينه رغم الخلاف الموجود
بيننا بسبب سوء الفهم .
·
قريباً يعرض فيلم “كف القمر”، هل
سيكون آخر تعاون بينك وبين خالد يوسف؟
لا أملك إجابة عن هذا السؤال لأن خالد هو المخرج وهو من يرشح أبطال أفلامه،
وأنا كممثلة عندما يأتيني سيناريو أقبله وأرفضه حسب اقتناعي بالدور، ثم إن
أدواري لا تتوقف عند أفلام خالد يوسف حتى من قبل الثورة، فأنا أعمل مع
الجميع .
·
ما توقعاتك لفيلم كف القمر؟
أتوقع له نجاحاً كبيراً لأنه فيلم جيد ويعبر عن الناس بصدق وأشعر بأن هناك
حالة اشتياق من الجمهور للأفلام الجيدة خاصة بعد الفترة التي توقفت فيها
السينما .
·
هل تعدين نفسك بطلة الفيلم؟
البطل الرئيسي في الفيلم هو موضوعه، أما الأدوار فهي مقسمة بين نجوم
كثيرين، ولذلك يمكن عدّه بطولة جماعية .
·
هل صحيح أنك رفضتِ عرضاً تم
تقديمه لابنتك لتتجه إلى التمثيل؟
لم يحدث لأن ابنتي لا تفكر أصلاً في الاتجاه إلى التمثيل، وإذا جاءها مثل
هذا العرض فهي صاحبة القرار، وإن كنت أنا كأم سعيدة أنها بعيدة عن عالم
الفن الذي لا يرى منه كثيرون سوى الشهرة والنجومية، لكننا كفنانين لا نعيش
حياة وردية كما يتخيل البعض، وإنما نعاني الشائعات والصراعات والانتقادات
واقتحام خصوصياتنا .
الخليج الإماراتية في
13/04/2011
ترفض تصنيف الفنانين وتصفه
بالمشين
زينة: لم أندم على شيء
القاهرة - المعتصم بالله حمدي
ساندت الرئيس حسني مبارك، وبعد رحيله اختفت فطالتها اتهامات عدة، منها
معاداة الثورة والبحث عن مصالحها الشخصية، لذلك كان لابد من الحوار معها،
فزينة فنانة مثيرة للجدل تصمت كثيراً وعندما تتحدث تفجر موضوعات تتميز
بالصراحة، والسطور التالية تؤكد حقيقة مواقفها ووضعها الفني الحالي الذي
تؤكد أنه لن يتأثر رغم عدم وجود أعمال جديدة لها، فهي تثق بنجوميتها .
·
أين اختفيت خلال الأيام الأخيرة
التي أعقبت رحيل الرئيس السابق حسني مبارك؟
- كنت في لندن، لأنني شعرت بحاجة شديدة للراحة بعد الأحداث الأخيرة
المتسارعة التي شهدتها مصر، وعدت لأنني وجدت نفسي مشتاقة كثيراً لبلدي الذي
لا أستطيع العيش بعيداً عنه .
·
ولكن هناك من يقول إن اختفاءك
سببه الرئيس حزنك على رحيل الرئيس السابق؟
- لا أنتمي للرئيس السابق أو غيره ولم استفد من نظامه في شيء، ولذلك لا
مبرر لهروبي حزناً عليه، وأنا أرفض نظرية التخوين التي يتبعها البعض لأنها
تضر بالمصلحة العامة .
·
كلامك هذا عكس ما لاحظناه عليك
من مساندة واضحة للرئيس أيام الثورة والدليل على ذلك مشاركتك في مظاهرات
مؤيدة له؟
- عشت فترة صعبة من حياتي، نظراً للظروف الأمنية التي شكلت خطراً على
الجميع بعد انسحاب الشرطة، ووجدت أخباراً متناثرة عن الخطر الذي يواجه مصر
وبالتالي من الطبيعي أن أساند الرئيس لأن الوضع كان مستقراً في عهده .
·
وهل مازلت تؤيدينه؟
- لا أؤيد الفساد وأنا مع محاسبة كل من أهمل في حق البلد حتى ولو كان هذا
سيطول الرئيس، وأريد توضيح شيء هام أن العدالة في مصر بخير وكل من أخطأ
سينال عقابه ودعونا ننتظر نهاية التحقيقات ولا نتهم الناس جزافاً .
·
هل تشعرين بالندم على تصريحاتك
أو مواقفك السابقة؟
- لم أندم عليها لأنني كنت أقولها عن طيب خاطر ولم أقصد بها أغراضاً شخصية،
فأنا لم أحلم يوماً ما بأن أكون زعيمة .
·
وما هو موقفك من ثورة يناير؟
- طالما أنها في مصلحة مصر فأنا معها، وكما قلت لك أعشق بلدي ولا يمكن أن
أرفض الخير له، والشباب دعموا وطنهم ومن حقهم علينا أن نفتخر بهم ولكن من
دون الإساءة للآخرين لأن البلد في حاجة إلينا جميعاً .
·
وما رأيك بالقوائم السوداء؟
- أرفضها طبعاً، فهي تضعنا في موقف خطير، تماسكنا هو الأمل الوحيد في
الإصلاح الحقيقي والديمقراطية التي تنادي بها تعني الرأي والرأي الآخر،
ولذلك فإن تركيز البعض على ما يسمى بالقوائم السوداء أمر مشين .
·
كيف ترين التواجد السياسي لبعض
الفنانين الذين أيدوا ثورة يناير منذ بدايتها؟
- الفنان جزء من نسيج المجتمع ومن حقه التعبير عن تواجده السياسي، وأنا لست
ضد أحد ومع حرية التعبير ولكن بشكل حضاري، وعن نفسي السياسة لا تشكل
اهتماماً قوياً من جانبي .
·
ماذا تقولين عن هجوم الشباب على
زميلك وصديقك الفنان تامر حسني بسبب موقفه من الثورة أيضاً؟
- نفس الكلام الذي أقوله عن نفسي ينطبق على تامر وغيره وكل من يزج باسمه في
تهمة موالاة مبارك والتي لا أساس لها من الصحة، فنحن ننتمي جميعاً للدولة
المصرية ولا يمكن أن نرفض مصلحة الشعب .
·
ولماذا يقال إنكم لا تشعرون
أصلاً بمعاناة الشعب؟
- هذا الكلام خاطئ لأن الفنان ما هو إلا إنسان يشعر جيداً بكل هموم وطنه،
وأنا أعرف كل المشكلات التي يواجهها الناس البسطاء وأفعل ما بوسعي من أجل
حلها ولو بقدر ضئيل لأنهم أعطونا الكثير ومن حقهم علينا أن نتواصل مع
مشكلاتهم .
·
هل ترين أن نجوميتك تأثرت سلباً
بعد ثورة يناير؟
- بالطبع لا، لأن الجمهور يدرك تماماً أنني لا أبحث من خلال مواقفي عن مجد
شخصي أو فائدة سواء من النظام السابق أو أي نظام، بل إنني عانيت في موضوع
شقيقتي التي اتهمت ظلما وعدواناً وعشناً ظروفاً قاسية حتى ثبتت براءتها .
·
ما هو جديدك الفني خلال الفترة
المقبلة؟
- لا جديد حتى الآن والوضع سيئ، لأن هناك العديد من شركات الإنتاج لم تحدد
بعد مستقبلها وشهر رمضان على الأبواب والمشهد الدرامي لم تتحدد ملامحه بعد
.
·
ماذا لو طلب منك تخفيض أجرك؟
- لا أمانع في ذلك ولكن بحدود، بمعنى أن يرتبط هذا بشكل العمل الذي أقدمه
ومدى رضا جمهوري عنه والأجر ليس هدفي الأول، كما أن هناك أدواراً لا يمكن
رفضها أياً كانت قيمتها المادية، وبالنسبة لوضع الإنتاج الفني فأتمنى أن
يتحسن مادياً ونقدم للناس أعمالاً جيدة تناسب المرحلة الحالية التي نعيشها.
الخليج الإماراتية في
13/04/2011
تنتظر عبور الخمسين بهدوء
إيمانويل بيار: أعيش حياة أفضل من
الماضي
إعداد: محمد هاني عطوي
إيمانويل بيار نجمة من نجوم السينما الفرنسية والعالمية أيضاً، ولها باع
كبير في الفن السابع وأفلام مهمة عدة أشهرها “مانون الينابيع” ذلك الفيلم
الدرامي الذي صورته في الثمانينات من القرن الماضي، وتقاسمت بطولته مع
النجم الراحل إيف مونتان والممثل دانييل أوتاي الذي شاركها حياتها زوجاً
لسنوات طويلة وكون معها أسرة قبل أن ينفصلا لتعيش علاقة عاطفية مع غيره من
بينهم رجل أعمال انتحر قبل سنوات قليلة أثناء قيامها بتلقي جائزة في مهرجان
كان .
المعروف عن إيمانويل بيار أيضاً أنها ابنة المغني الفرنسي الشهير “غي بيار”
المولود في الإسكندرية بمصر، وقامت بأولى زياراتها إلى هناك عام 2004 وعادت
متأثرة جداً بهذا البلد ولتضيف إلى حسها في مناصرة المظلومين والفقراء نبرة
جديدة، ذلك أنها تقف منذ سنوات عدة إلى جانب المهاجرين في فرنسا خصوصاً غير
الشرعيين والذين يعيشون ظروفاً أليمة وتهددهم السلطات بالطرد . وتستغل بيار
نجوميتها للوقوف إلى جانب هؤلاء محاولة إقناع السلطات بالاهتمام بملفاتهم
وعدم البت في مصيرهم بطريقة عفوية وسريعة .
ومن الأفلام العالمية التي ظهرت فيها إيمانويل بيار “مهمة مستحيلة” إلى
جانب توم كروز وجان رينو وكذلك “فينيان” وهو إنتاج أمريكي بلجيكي وبريطاني،
وتدور أحداثه عقب كارثة إعصار تسونامي في آسيا .
ومن أحدث أعمالها “رفيقة الليل” الذي ظهر عبر الشاشة الكبيرة في 23
مارس/آذار الماضي، وتجسد فيه دور امرأة أصيبت بالسرطان . وتشير بيار إلى أن
أهمية فيلمها الأخير تكمن في خطورة الموضوع المطروح فيه، فالرواية تحكي قصة
فتاة مضطربة تسمى جوليا مصابة بمرض خطير تقترح على فتاة مضطربة أخرى تجسد
دورها الممثلة حفصة حرزي أن ترافقها في آخر لحظات حياتها كي لا تموت وحيدة
في فراشها . والحقيقة أن 25 سنة من العمل في السينما والتلفزيون لم تغير
بيار، وحاجتها الماسة لتضع نفسها في مواقف حرجة أو خطرة أو أن تمتنع عن
الكلام حتى ولو اضطرها الأمر لأن تقول أشياء يصعب على البعض فهمها، لأن
ظهورها في الأوساط الإعلامية والتزاماتها وخياراتها في الحياة كلها كانت
بالنسبة لها ضرورات والتزامات لا تغير مفهومها للأمور حتى لو لم يعجب ذلك
الآخرين .
عن كل هذه الأمور حاورت “المرأة المعاصرة” إيمانويل بيار .
·
موضوع فيلمك الجديد خطير جداً
كما يصفه البعض فما الذي جعلك تقررين قبول هذا الدور الصعب؟
- لا يأتي أي فيلم من الفراغ أو مصادفة، فقبل عشر سنوات مثلاً كان لا
يمكنني القبول بالدور لأنني لم أكن قادرة على تأديته، أما اليوم فأعتقد
أنني أصبحت قادرة على القيام به لأنني بلغت مرحلة من النضج تؤهلني لذلك أو
إن شئنا القول التطرق إلى موضوعات تعد من المحرمات مثل موضوع الموت أو
المرض . والواقع أنه خلال السنوات الماضية كان عليّ مرافقة بعض الأشخاص
المرضى، فعلى سبيل المثال أنا قريبة جداً من جدتي البالغة من العمر 107
سنوات، أو بمعنى آخر أحاول أن أصاحبها في آخر أيام حياتها، ونحن نضحك
دائماً ونحكي الفكاهات المتعلقة بالموت . وكبرت إلى جانب والدين علماني أن
الموت شكل آخر للحياة، ولذا فإن هذا الفيلم ينطلق من مبدأ رافض لأي عنصر
مثير للشفقة بهذا الخصوص .
·
سرطان الثدي يشغل بال كل النساء
حول العالم، كيف تعيشين حياتك إزاءه؟
- هذا المرض المخيف محفور في الذاكرة الجماعية للناس، والفيلم يتحدث
عن النتائح الخظيرة والمرعبة لهذا المرض وتأثيره في وحدة العائلة . وفيما
عدا أخيها، تجد جوليا البطلة نفسها منبوذة من المقربين إليها، أما عن رؤيتي
لهذا المرض فأنا أخضع بشكل دوري للفحص من أجل الكشف عنه إن أصبت به في وقت
مبكر، وهذا أمر ضروري وحيوي لكل سيدة .
·
الملاحظ أنك مثلت أدواراً
كوميدية قليلة، فهل الدراما توافقك بشكل أكبر؟
- ماذا أفعل إن كنت وجدت من أجل التراجيديا؟ وبالمناسبة، والدتي
الممثلة جينيفيف جاليا كانت يونانية الأصل، ولذا لا بد أن أسير على خطاها -
أليس كذلك؟
·
قال عنك والدك “غي بيار” منذ
فترة وجيزة إنك لا تفعلين إلا ما تقتنعين به رغم أنه يحبك كثيراً في
الأدوار الكوميدية .
- أبي قال هذا؟ أنا مندهشة جداً، فأنا على سبيل المثال لا تعجبني
أغانيه الكوميدية، بل أفضل له أغاني الحب الحزينة، وأعتقد أننا في فرنسا
نميل إلى الدراما أكثر من الكوميديا . وبالفعل اشتقت إلى الأدوار الكوميدية
وإضحاك الناس، لذا أقول إنني مع الوقت أصبحت أميل نوعاً ما إلى الكوميديا
خاصة بعد أن تخلصت من بعض الضغوط والأمور التي نكدت عليّ حياتي فترة ما،
ولهذا أشعر بأنني أكثر رشاقة وخفة وتفاؤلاً من ذي قبل .
·
هل تشعرين بأن الجمهور معجب بك
ويحبك؟
- عندما أسير في الشارع أشعر بأن هذا الحب ينبثق من الجمهور بحرارة
وعنفوان، أما الذين لا يحبونني فإنهم لا يظهرون لي ذلك إلا نادراً . وأعتقد
أن الناس يتوجهون إلى السيدة التي تلفت انتباههم وأتساءل أحياناً عما إذا
كانت الممثلة الكوميدية موجودة بالفعل في قلب الجمهور .
·
ولكن هل تعلمين ما الذي يحبه فيك
الجمهور أو كيف ينظر إليك؟
- أستمع إلى جمل كثيرة تقال عني مثل “لقد أعادت تشكيل نفسها بالبوتوكس”
وغير ذلك، ولكن أحب أن أقول لهم دعوني أكبر وأبلغ سن الشيخوخة كما أشاء .
ولي الحرية في أن أفعل ما أريده بجسدي والناس يريدونني أن أبقى دائماً تلك
الفتاة التي ظهرت في “مانون الينابيع” صاحبة الجمال البهي .
·
ألا تعتقدين أن الشيخوخة هي
الموت الأصغر بالنسبة للمثلة؟
- عندما بلغت الثلاثين شعرت بهذا الإحساس الضاغط المرتبط بالعمر .
وهذا السؤال يطرح بشكل دائم عليّ خلال المقابلات الصحافية . وتخيلي شكل
وجهي في سن الأربعين كان يقلقني، ولكن عندما بلغت هذه السن عشتها بشكل
طبيعي ولم أعش القلق الذي كان يعتري تفكيري من قبل، بل أحببت سن الأربعين
وأنا آمل أن أعبر سن الخمسين بالهدوء نفسه بعيداً عن القلق .
·
هل تغيرت نظرتك لنفسك؟
- أشعر بأنني أعيش حياتي أفضل من ذي قبل، وبلغت مرحلة من العمر تفرض
عليّ ممارسة الرياضة والتوقف عن التدخين علماً بأن ذلك سيكون صعباً عليّ،
فأنا أعشق الأكل والاستمتاع بالحياة .
·
بوصفك ممثلة وسيدة مجتمع مشهورة،
ألا تعتقدين أنك تظهرين في بعض الأحيان بشكل يفتقر إلى الاحتشام نوعاً ما؟
- ليس في هذه المرحلة من العمر يتوجب عليّ أن أتعلم كيف يجب أن أضبط
تصرفاتي المتعلقة بالاحتشام، وأعتقد أن هذا السؤال يأتي في وقت متأخر، وكان
يمكن أن أتلقى هذا السؤال قبل عدة سنوات لأنني الآن لم أعد أستطع تغيير
ذاتي . وفي ما يتعلق بحياتي الأسرية لم تكن هناك محرمات وتربيت على حرية
التعبير في كل شيء خاصة حرية الكلام وحتى الآن لا أستطيع التمييز بين ما
يجب أن يقال وما لا يجب لأن المسألة بالنسبة لي مسألة تربية . وفي بعض
الأحيان أصطدم بالعبارات التي أقولها أو أشعر بأنني سببت صدمة للآخرين،
وهذا لا يهمني بشيء، فالناس أحرار في ما يعتقدون .
·
عندما تقبلين بدور ما، هل تفكرين
قبل أي شيء في أولادك؟
- لم أضح أبداً من أجل أولادي، لكنني كنت دائماً موجودة معهم في أحلك
الظروف، أنجبت أولادي كي يكونوا أحراراً في تفكيرهم وطريقة عيشهم فالكبيرة
نيللي “18 سنة” تريد أن تصبح محامية ويوهان “14 سنة” يريد أن يصبح جراحاً
أما الأصغر “سيرافل” فلم يتجاوز 22 شهراً.
الخليج الإماراتية في
13/04/2011 |