أسباب كثيرة كانت وراء حالة السعادة التي تعيشها هند صبري هذه الأيام ،أول
هذه الأسباب كانت ابنتها الجميلة »عالية«
والتي أطلقت عليها هذا الاسم تفاؤلا بالشخصية التي قدمتها في أول أفلامها
بتونس »صمت القصور« ، وهو الفيلم الذي كان سببا في شهرتها في مصر والعالم
العربي بعد ذلك. ثاني أسباب سعادة هند انها عاشت الفترة الأخيرة ثورتين
عظيمتين في تونس ومصر، ولأنها تونسية مصرية تري أن قمة سعادتها أن تولد
ابنتها الأولي »عالية« والدولتان تتنفسان نسيم الحرية بعد أن تخلصا من
الأنظمة الاستبدادية والتي استمرت سنوات طويلة هنا وهناك.
واستكمالا لمشوار سعادتها قررت هند أن تسافر إلي
تونس في يوليو القادم حتي تري ابنتها »عالية«
بلادها وهي حرة.
·
هل اسم
»عالية« من اختيارك أم من اختيار زوجك؟
اتفقت أنا وزوجي علي هذا الاسم ليطلق علي مولودنا الأول ولم نقع في حيرة
مثل العديد من الأباء في اختيار اسم المولود فقد لاقي هذا الاسم ارتياحا
لدينا نحن الاثنين واتفقنا عليه قبل الولادة بفترة.
·
ولماذا هذا الاسم تحديدا؟
أولا وهذا يتعلق بي أنا لأن هذا الاسم هو اسم الشخصية التي قدمتها في
الفيلم التونسي »صمت القصور« الذي يعتبر أول أفلامي في احتراف التمثيل
وقدمت فيه دور البطولة ويعتبر هذا الدور هو فاتحة الخير علي لأنه كان نقطة
الانطلاق الي عالم التمثيل وفتح لي أبوابا كثيراة وأدوارا عديدة سواء في
تونس أو في مصر والسبب الثاني ان اسم »عالية« يعني العلو وارتفاع المكانة.
·
عالية جاءت بعد ثورتي تونس ومصر..
كيف كان شعورك بها؟
أشعر بسعادة كبيرة لأن مولودتي الصغيرة رأت النور في هذا التوقيت لأنها
ستتذوق طعم الحرية في وطن والدها ووالدتها معا بعد ثورات بيضاء في الدولتين
الياسمين في تونس ٤١ يناير ثم ثورة الشباب في مصر
٥٢
يناير وهو ما جعل الشعبين المصري والتونسي يتنفسا
هواء الحرية بعد سنوات طويلة من الاستبداد والظلم وأنا سعيدة أن ابنتي سوف
تري الدولتين وهما أفضل من السابق بكثير.
·
هل تخططين لزيارة تونس مع عالية؟
بالتأكيد. فسوف أتوجه الي تونس في شهر يوليو المقبل حتي تري ابنتي تونس وهي
حرة وتذوق معها طعم الديمقراطية والحرية واخترت شهر يوليو لأنه سيوافق
انتخابات المجلس التأسيسي »مجلس الشعب« في تونس وأنا أريد وبشدة المشاركة
بصوتي في هذه الانتخابات التي تعتبر أول انتخابات حرة ونزيهة في تونس
والغالبية العظمي من الشعب التونسي ينتظر شهر يوليو حتي يدلي كل مواطن
بصوته في هذه الانتخابات.
·
هند صبري التونسية المصرية عاشت
ثورتين خلال شهر واحد صفي لنا شعورك؟
أنا كما قلت نصفي تونسي ونصفي الآخر مصري لهذا أنا أري انني أسعد شخص في
العالم وأستطيع أن أقول لك انه لا يوجد من هو أسعد مني وسر سعادتي النتائج
الهائلة وغير المتوقعة التي حققتها الثورة المصرية ومن قبلها الثورة
التونسية
واسقاط الأنظمة التي حكمت البلدين لسنوات طويلة وأنا سعيدة بأن مولودي
الأول سيري مصر الجديدة وهي أكثر حرية.
·
وهل كنت تتمنين المشاركة في
الثورتين؟
بالتأكيد كنت أتمني التواجد مثل أي مصري أو تونسي في الثورتين ولكن مع
الأسف ظروف الحمل منعتني من أداء دوري كانسانة من خلال مساندة الثورتين
العظيمتين اللتين سنظل نحكي ونروي تفاصيلهما لأبنائنا وأحفادنا، فعن الثورة التونسية أي تونسي يعيش خارج الوطن
كان يتمني التواجد في البلاد خلال هذه المرحلة التاريخية
، فهذه الثورة جاءت في الوقت المناسب بعد زيادة الظلم والاستبداد والقهر من
النظام الحاكم وتدهور الأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار والغاء الدعم و
ارتفاع نسبة البطالة التي وصلت الي
٠٣٪ وأنا فخورة بأني تونسية و لولا ظروف الحمل لكنت
سافرت فورا الي تونس وشاركت شعبنا في ثورته ولكن عائلتي شاركت فيها وهو ما
عوضني قليلا أما في الثورة المصرية فقد شارك فيها زوجي منذ اليوم الأول
الثلاثاء
٥٢ يناير وظل طوال ال٨١
يوما يذهب كل يوم إلي ميدان التحرير و حضر كل الأحداث
والاشتباكات التي حدثت هناك.
·
وهل كان ينقل لك الأحداث التي
تدور في الميدان؟
بالتأكيد وأكثر ما كان يثير انتباهي انني بعد عودته للمنزل كنت أشعر من
خلال ملامح وجهه وحديثه وطريقته في التصرف بالجدية والاصرار والحماس
المتواجدين لدي الشباب في ميدان التحرير فأنا سعيدة وفخورة بمصر وتونس معا
وسعيدة أكثر باصرار الشعبين علي التغيير وقدرتهما علي الوصول له وأري أن
مطالب الشعب المصري كانت عادلة وأنا سعيدة جدا بروح التضامن التي وجدتها
بين المصريين مسلمين ومسيحيين.
·
يري الكثير أن الثورتين بينهما
تشابه كبير؟
هذا صحيح في البداية من اصرار كل شعب أن ينال حريته ويتخلص من الفساد
الموجود داخل النظام والاصرار علي تلبية كل المطالب ثم أن الثورتين قام
بهما وحركهما الشباب سواء كان في مصر أو تونس وبدأت الثورتان كمظاهرات
سلمية قابلها تدخل عنيف من قوات الأمن حتي الفراغ
الأمني حدث في كلا الدولتين ولجأ الأهالي الي
المشاركة في اللجان الشعبية أمام المنازل وأريد أن أقول أن الأعمال
التخريبية ليست نابعة من الشعب التونسي أو المصري، فهل
يمكن للشعبين اللذين ثارا وحققا الحرية لنفسهما أن يقوما بعمليات سرقة ففي
تونس قامت المليشيات الخاصة بالنظام السابق؟ بهدف انتقاص الانتصار ومحاولة
ضرب الاستقرار واثبات أن تونس غير آمنة ولمحاولة اثبات أن الثورة فشلت فكل
هذا يعتبر محاولات من الرئيس الهارب لضرب الاستقرار وفي مصر تفجرت الأحداث
بعد ما حدث من فتح للسجون واطلاق البلطجية واللصوص في كل مكان وأتمني أن
تثبت التحقيقات المتورط الحقيقي وراء هذه الجريمة ويعاقب عليها ثم بعد ذلك
نزول الجيش لحماية البلدين وأريد أن أشيد بموقف الجيشين المصري والتونسي
فكلاهما نجح في فرض سيطرته علي الموقف ونقل شعور الأمان والطمأنينة الي
الشعبين وتغيير الحكومات وعدم الاستعانة بوزراء من النظام السابق واعتراض
الشعب ثم تخلي الرئيسين عن السلطة في مصر.
·
هل كان نجاح الثورتين مفاجأة لك؟
منذ سنوات قمت بكتابة مقال في احدي الصحف عن الانتماء وقلت أن مشكلة هذا
الجيل سواء في مصر أو في تونس هي أن الشباب عندهم أزمة انتماء لهذا كان من
الصعب حدوث تغيير في أي من الدولتين وكانت المفاجأة هي أن ينجح الشباب
المصري والتونسي الواعي والمتحضر في تحقيق ارادته كما أفرزت الثورتان كميات
من الطاقات الهائلة التي كانت مدفونة في الشباب فيومي
٤١
يناير في تونس و١١
فبراير في مصر أعادا البلاد الي أصحابها.
·
ومارأيك في المشهد المصري
والتونسي حاليا؟
مصر وتونس الآن تمران بمرحلة انتقالية وتعتبر هذه المرحلة هي الأصعب لهما
لأنها ستشهد اعادة بناء وهيكلة الدولتين من جديد علي المستوي السياسي
والاجتماعي والاقتصادي وهذه المرحلة الانتقالية تحتاج الي وقت ومجهود
ومثابرة وتكاتف الجميع وأري أن الأوضاع في الدولتين أفضل بكثير من الفترة
السابقة ففي تونس أصبحت الأمور شبه مستقرة وسوف يتحقق الاستقرار قريبا وفي
مصر أري الهدوء والحياة الطبيعية بدأت في العودة رويدا رويدا وهذا أتي مع
قرارات النائب العام بفتح التحقيقات مع عائلة الرئيس السابق والأمر بحبس
العديد من رموز
الفساد في النظام السابق وهذا ما سيساعد علي تهدئة الشارع المصري وعودة
الاستقرار له.
·
وما أمنياتك لمستقبل تونس ومصر؟
أولا أتمني أن يستقر الوضع الأمني ويعود الاستقرار ليعم الدولتين ونقف جنبا
الي جنب خصوصا خلال المرحلة الانتقالية واجراء الانتخابات الرئاسية أو
البرلمانية وأتمني أن ننعم بحياة تعتمد علي التعددية الحزبية ووجودة حياة
نيابية سليمة وانتخابات حرة نزيهة ومعارضة شريفة وقوية لا تخاف من بطش
النظام الحاكم ويكفي أن الشعب سواء في مصر أو تونس هو الذي سيختار رئيسه
القادم وسنري تنافسا علي مقعد الرئاسة وهذا لم يكن يحدث من قبل في الدولتين.
·
وما الدور الذي يمكن أن تقومي به
لدعم الثورة التونسية؟
لقد قلت منذ اليوم الأول للثورة وقررت بعد الولادة مباشرة أن أسافر مع
»مولودي« الي تونس لأراها وهي حرة بعد التخلص من الاستبداد وبالتأكيد سأقوم
بالتبرع المادي والمعنوي لدعم الثورة التونسية العظيمة وتحسين الوضع
التونسي حتي أستطيع أن أعوض الفرصة التي فاتتني بعدم المشاركة في ثورة
الشعب وأنا علي اتصال دائم بعائلتي هناك.
·
واذا عدنا للوراء قليلا وتذكرنا
ما حدث أثناء الثورة التونسية..
ألم تخشي أن يتهمك أحد بالخوف بسبب تصريحك
عن اجبارك علي التوقيع علي لائحة ال٥٦
التي تؤيد الرئيس بن علي لفترة رئاسية جديدة؟
أنا انسانة والخوف يعتبر شعورا انسانيا داخليا طبيعيا جدا قد يكون دليلا
علي الضعف لكن لا يوجد شيء بيدي لأفعله خصوصا أن عائلتي كانت في تونس أثناء
الثورة فلم أكن خائفة علي نفسي، لكني علي الأقل أخاف وأكون حريصة علي
عائلتي ومستقبلها كما انني دائما أسافر الي تونس لزيارة عائلتي ولا أتحمل
منعي من السفر الي هناك، أما عن هذه اللائحة فقد اتصل بي شخص يدعي »بلحسن الطرابلسي«
وقال انهم يقومون بإعداد لائحة تؤيد الرئيس التونسي السابق »زين العابدين
بن علي«
لفترة رئاسية جديدة تمتد لمدة
٤١٠٢ وأنا فقط أخبرك لأنه لا يمكن أن نضع اسمك في اللائحة دون علمك بعدها
قمت بالاتصال به مرة أخري وطلبت عدم وضع اسمي فأنا فنانة ولا أعمل بالسياسة
ولكنه قال لي »فات الآوان«.
·
ألم تكوني خائفة بعد أن كتبت علي
صفحتك علي الفيس بوك مقالا تحت عنوان »لا
تطلقوا النيران« وذلك أثناء وجود نظام بن علي؟
بالتأكيد كنت أشعر بالخوف لكن الرسالة كانت تهدف لتحذير النظام في تونس كي
يعيد النظر في حالات الانتحار وتدني المستوي المعيشي وارتفاع الأسعار
والغاء الدعم علي بعض السلع ولا أستطيع أن أخفي أنني كنت خائفة علي أسرتي
خصوصا أن النظام السابق كان يفرض رقابة علي موقع الفيس بوك وكان يتابع كل
ما يقوم بكتابته فنانو تونس علي الانترنت.
·
لماذا تم وضع اسمك ضمن هذه
اللائحة طالما لا تعملين بالسياسة؟
لأنه ليس نظاما ظالما يعتمد علي القمع وكبت حرية الرأي والتعبير فقط بل كان
يحاول استغلال شهرتنا نحن الفنانين للترويج لنفسه فقد عاش هذا الشعب ٣٢
عاما من الخوف والصمت فلا يستطيع أحد أن يتكلم بسبب الأجهزة الأمنية التي
أسسها ودعمها بن علي بكل قوته حتي يسيطر ويهدد التونسيين.
·
لكن هذا النظام قام بتكريمك
مرتين؟
هذا صحيح لكن تصحيحا لمعلوماتك التي كرمتني هي »تونس«
الدولة التي أنتمي لها وليس نظاما بعينه وتم تكريمي مرتين لأنني قمت بخدمة
وتشريف بلدي تونس بفني وأدواري السينمائية وليس لأني خدمت النظام السياسي
فالجائزتان مكتوب عليهما الجمهورية التونسية وليس اسم بن علي.
·
ألا تشعرين بالقلق علي عائلتك
التي تعيش هناك؟
لا أستطيع أن أنكر هذا خصوصا وأن الأحداث والمشاحنات لازالت مستمرة ولكني
فخورة بهم لأن الشعب التونسي استطاع أن يقول كلمته ويفرض رأيه ويثبت أنه
شعب حر وسيظل حرا وأكبر دليل علي هذا هو رفض الشعب التونسي لخمسة وزراء
احتفظ بهم الوزير الأول »محمد الغنوشي« من الحكومة السابقة كانوا أعضاء في
حزب التجمع الدستوري التابع لبن علي ومطالب الشعب بأن تكون الحكومة
الجديدة من قوي الشعب رغم أنها حكومة انتقالية حتي أن والدي كان في فرنسا
وبعد قيام الثورة عجل بالعودة لتونس مرة أخري لمشاركة التونسيين في ثورتهم.
·
ننتقل من تونس الي أعمالك
السينمائية في مصر..
ماذا عن دورك في فيلم أسماء؟
تقول ضاحكة أقوم بدور أسماء كما هو واضح من اسم الفيلم وأسماء تعتبر فتاة
عادية تشبه الكثير من الفتيات في مصر ترتبط بقصة حب تجمعها مع هاني عادل
ولكن الفرق بينها وبين أي قصة حب أخري أن بها جانب مأساوي كبير والفيلم
يعالج قضية شائكة ومهمة ولم يتم التطرق لها كثيرا في الأفلام المصرية هذا
كل ما أستطيع أن أقوله عن الفيلم ولا أريد أن أخوض في تفاصيل أكثر حتي أعطي
الفرصة للجمهور لمشاهدة الفيلم كما أننا اتفقنا كفريق عمل ألانقوم بالتحدث
كثيرا عن فكرة الفيلم ويشاركني فيه ماجد الكدواني وهاني عادل.
·
استغرق التحضير للفيلم عامين ألا
يعتبر هذا وقتا طويلا؟
هذا صحيح ولكن من يريد أن يقدم عملا جيدا ويكون اضافة له فعليه أن يأخذ
وقته الكافي في التحضير والتجهيز والكتابة وخصوصا الكتابة فعمرو سلامة مؤلف
الفيلم و مخرجه كان دائما يقوم بتعديلات علي السيناريو حتي استقر علي الشكل
النهائي له كما أن بدء التصوير تأجل بعد أن بدأت تصوير مسلسل »عايزة أتجوز«
الذي عرض في شهر رمضان وتوقف التصوير لأني لم أكن أستطيع أن أقوم بتصوير
الفيلم والمسلسل في نفس الوقت وانتهز عمرو الفرصة وأجري تعديلات أخيرة علي
السيناريو وهذا أفادنا جدا حيث أن التصوير لم يستغرق وقتا طويلا وانتهينا
منه سريعا لأن كل شيء كان شبه جاهز.
·
وهل تتابعين تطورات الفيلم بعد
انتهاء التصوير أم أن دورك يتوقف بعد انتهاء تصوير مشاهدك فقط؟
أقوم بالاتصال بالمخرج عمرو سلامة كل فترة لأعرف آخر التفاصيل عن الفيلم
وعلمت منه مؤخرا انه انتهي من المونتاج.
·
تدور أحداث الفيلم حسب اسمه
والبطلة حول فتاة في حين أن المنتجين يرون أن البطل الرجل هو الحصان الرابح
في شباك التذاكر؟
هذا صحيح وينطبق علي السينما المصرية لأن الجزء التجاري يحتل فيها النصيب
الأكبر وهذه السينما لا تعترف إلا بشباك التذاكر والمنتجون فيها يقومون -
كما يقال - »باللعب في المضمون«
والاعتماد علي الرجل في بطولة الفيلم برغم أن هناك أعمالا حققت
نجاحا جماهيريا ونقديا في السينما وقام ببطولتها نساء فالمرأة تعتبر جزءا
أساسيا في المجتمع فهي مشاركة للرجل في كل الأمور الحياتية لا يمكن
الاستغناء عنها لكن بعض كتاب السيناريو والمنتجون لا يعترفون بهذا فصورة
المرأة في السينما
المصرية والعربية صورة ناقصة ولا تتناسب مع الدور الذي تلعبه في مجتمعاتنا
ويحسب للمنتج محمد حفظي تحمسه الشديد لتجربة فيلم أسماء مع المخرج لأنها
تجربة جديدة وجريئة وتحمل جزءا كبيرا من المغامرة.
·
بعد ردود الفعل الجيدة التي تلت
عرض مسلسل
»عايزة أتجوز« توقع الكثيرون أن هند صبري ستقوم بتوقيع مسلسل لرمضان
القادم.
بصفة عامة أنا أقوم بالتخطيط لحياتي ولكن هناك أشياء تحدث لم تكن متوقعة أو
موضوعة في الحسبان فعندما وقعت فيلم أسماء لم أكن أتوقع أن أقوم بعمل مسلسل
عايزة أتجوز لهذا أجلت دخول أسماء قليلا حتي انتهي من المسلسل وبدأت فيه
وبعدها علمت أني حامل لهذا قمت بتأجيل الموافقة أو الرفض علي أي مسلسل أو
فيلم إلا بعد ولادتي لطفلي واستعادة نشاطي وحالتي الصحية التي بالتأكيد
ستتأثر بالحمل والولادة بعدها ويجب أن أتفرغ لعالية قليلا قبل أن أقرر
وأعلن عن خطوتي القادمة.
أخبار النجوم المصرية في
21/04/2011
الرقباء يعلنون براءتهم
خاضت العديد من الافلام معارك ضارية داخل جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية
خلال السنوات السابقة في ظل النظام السابق..
منها أفلام حققت النصر وأخري حالفها سوء الحظ وبينهما أفلام
تحايلت علي القوانين الرقابية ورضخت لتعليمات الرقباء حتي تخرج إلي النور.
داخل المبني الكائن بالقرب من ميدان طلعت حرب بوسط البلد حكايات مثيرة حول
أفلام كانت أكثر اثارة واحتلت الصدارة في الصحف الفنية منذ الإعلان عنها
وحتي قبل عرضها وأفلام أخري تم منعها من العرض رغم موافقة الرقابة عليها
بسبب لجوء أصحابها لجهات سيادية دون علم الرقابة!
»أخبار النجوم« تكشف كواليس المعارك التي دارت داخل الرقابة وتزيح الستار
لأول مرة عن حكايات مثيرة حول أهم الأفلام من الرقباء أنفسهم الذين كانوا
شهور عيان.
حاولت أن تنفي عن الرقابة تهمة رفض بعض الأعمال التي تكشف ممارسات النظام
السابق فألقت بالكرة في ملعب جهات أخري تخلت عن مهامها الأساسية وقامت
بأدوار رقابية مثل وزارة الداخلية التي وقفت بالمرصاد لأي عمل فني يكشف
ممارساتها وتضرب مسئولة قسم الأفلام العربية مثالا بفيلم »المسطول والقنبلة«
الذي تم عرضه عليها فأجازته لكن صناعه ذهبوا به إلي وزارة الداخلية فمنعت
تصويره، وتتحدث عن عملين آخرين أثارا جدلا في السنوات الأخيرة وتم عرضها
عليها وهما »ولاد العم« و»الصمت«.
بدأت بالحديث عن فيلم »ولاد العم«..
وقالت: تردد وقتها أن السيناريو قد تم تحويله إلي المخابرات وهذا غير صحيح
لأن ما حدث أن الفيلم تمت اجازته بعد اجراء بعض التعديلات التي تخص الأمن
فيها والتي لا يمكن أن نتجاوز عنها وكانت هذه التعديلات في المشهد الأخير
أو النهاية حيث انتهي الفيلم بموت الضابط الإسرائيلي وعودة زوجته وأولادها
الي القاهرة عن طريق الضابط المصري أما المشهد في السيناريو فكان مشيرا إلي
أن الضابط المصري ينجح في اعادة الزوجة وأولادها الي القاهرة دون المساس
بالضابط الاسرائيلي لكن في احدي حفلات عيد ميلاد أحد أبنائها تعلم أن زوجها
الضابط الإسرائيلي ينتظرها تحت المنزل وأنه جاء ليعيدها الي اسرائيل وهذا
يعني أن هناك خللا وقصورا من جانب الأمن أو المخابرات وهو ما رفضناه جملة
وتفصيلا أما عن قصة تحويل السنياريو الي المخابرات عن طريق الرقابة فهذا
غير صحيح لأنه بعد أن منحنا الفيلم تصريحا
بالتصوير وقاموا بالفعل بالتصوير في جنوب افريقيا وجدوا أن جهاز المخابرات
يطلب وقف التصوير نظرا لوجود بعض المشاكل الأمنية به والسبب في ذلك هم صناع
الفيلم أنفسهم حيث توجهوا بالسيناريو إلي المخابرات وعندما رأت المخابرات
ضرورة ايقاف الفيلم طلبوا من الرقابة أن ترسل خطابا رسميا يفيد تحويل
الفيلم الي المخابرات كنوع من الشكليات وعدم مخالفة القانون.
وبالفعل حدث ذلك ولكن السبب فيه هم صناع الفيلم وليست الرقابة لأنهم وضعوا
أنفسهم في مأزق حقيقي كانت نتيجته حجز النسخ التي قاموا بتصويرها في جنوب
افريقيا.
هناك فيلم آخر ادعي صناعة أن الرقابة سبب توقفه
وتحويله إلي احدي الجهات السيادية وهو فيلم
»المسطول والقنبلة«
للمخرج محمد خان فهذا الفيلم حصل علي ترخيص وتصاريح التصوير
ولم يتم الاعتراض عليه لكن صناع الفيلم أنفسهم قاموا بعرض الفيلم علي جهة
أمنية وتم وقف الفيلم نظرا لانه يحتوي علي بعض المشاهد الخاصة بالأمن
ومعاملته لمواطن مصري بشكل مهين وفج،
ومن الأفلام التي كنت قد ابديت اعتراضي عليها ولكن
عن طريق لجنة أخري تم منح تصريح للفيلم بعد أن تم تغيير اسمه الي
»الصمت« للمخرجة ايناس الدغيدي فعندما تم عرض السيناريوة علي كان يحمل اسم
»زنا المحارم« وكان رأي فيه أنه لايصح أن يشاهده الجمهور وأبديت عددا من
الملاحظات في تقديري الخاص والتي كانت تخص الجزء الخاص بعلاقة الأب بابنته
واقامة علاقة غير شرعية بينهما، فأنا اعتقد أنه ليس من المفيد أن نظهر هذا الجانب بالاضافة إلي أنه
مكتوب بشكل صارخ وفج لهذا قمت برفضه ولكن رؤسائي قرروا أن يعرضوا الفيلم
علي لجنة أخري وتوصلوا الي صيغة معينة وهي ظهور الأب علي أنه يعاني حالة
نفسية وبذلك لا يتم تعميم القضية لكني حتي الآن غير مقتنعة.
أفلام لا تصلح
وتحكي احدي الرقيبات تجربتها مع جهاز الرقابة
علي المصنفات الفنية خاصة انها امضت فترة طويلة في الرقابة ما يقرب من ٥٢
عاما وتقول انها قامت بقراءة عدد كبيرمن السيناريوهات لم يكن هناك أفلام
بعينها قد استوقفتها وأنما تري أن معظم الافلام الموجودة حاليا علي الساحة
ومنذ ما يقرب من ٣ سنوات هي نتاج لانتعاشة السينما وحرية التعبير.
وتري أن هناك أفلاما تتسم بالجرأة تمت اجازتها وهناك أفلام أخري لم يكن
تصلح فتم رفضها ومن الافلام التي قامت
بقراءتها وأبدت بعض الملاحظات عليها ثم اجيزت،
وتتحدث عن فيلم »حائط البطولات«
للمنتج عادل حسني وهو الفيلم الذي أثار
أزمة قبل أسابيع
فقد تم تصويره بعد أن حصل علي تصريح الرقابة
.
وتوضح: حتي الآن لم يهتم صناع الفيلم بالحصول علي تصريح العرض رغم أننا
شاهدنا الفيلم بدعوة منهم وتمت الموافقة عليه دون ابداء أي ملاحظات ولكن
صناع الفيلم أنفسهم لم يعرضوا الفيلم مدعين أن الرقابة هي السبب في عدم
العرض.
وتواصل لكن هناك أفلاما قوبلت بالرفض عند قراءتي لها فيلم »المنتخب«
للمؤلف عباس أبوالحسن نظرا لما يتناوله الفيلم من قضايا شائكة تدعو إلي خدش
الحياء من خلال علاقات غير سوية بين الشخصيات وهذا الفيلم لم يكن يجوز أن يحصل علي تصريح
للتصوير حتي لو تم اجراء بعض التعديلات عليه لأن الفيلم مناف للقوانين
الرقابية وقد تم رفضه أيضا من جانب لجنة التظلمات وهذا يعني أنها تسير علي
خطي صحيحة.
ورطة السبعة
الامور داخل دهاليز الرقابة لم تكن تمضي في سياق واحد فبينما يتم منح فيلم
»تلك الأيام« تصريحا بالتصوير رغم أنه يتناول رموز الحزب الحاكم ففي
المقابل يتم الاعتراض علي تصوير فيلم »ورطة السبعة«
لأنه يتعرض
لمايجري في مجلس الشعب.
لكن الثورة جاءت لتمنحه الافراج بعد سنوات من سجنه في الادراج
الرقيب الذي تم عرض الفيلمين عليه يتحدث عما حدث في الكواليس ويبدأ كلامه
بالحديث عن فيلم »تلك الأيام«.
للمخرج أحمد غانم وهو الفيلم الذي خرج الي النور في صمت وعرض أيضا في صمت
ولم يشعر به أحد علي الرغم من أنه أثار جدلا واسعا داخل الرقابة لانه كان
يهاجم النظام السابق بل أكثر من ذلك كان يشير بأصابع الاتهام الي شخصيات
بعينها داخل النظام فالفيلم كان يلمس العمق السياسي داخل الحزب الحاكم وقد
تم الاشارة بالرمز الي بعض شخوصه في الفيلم وبعد مناقشات عديدة داخل
الرقابة وبين عدد من الرقباء تم منحه الترخيص ولكن ما اثار جدلا بعد ذلك هو
ما حدث من جانب المخرج أحمد غانم الذي أضاف مشاهد جديدة علي الفيلم لم تكن
موجودة بالسيناريو الذي أجازته الرقابة وتم علي الفور مناقشة المخرج وقمنا
بعمل بعض التعديلات التي لا تذكر، هناك أيضا فيلم »حلاوة روح«
والذي أشيع أيضا انه تم رفضه من قبل
الرقابة فهذا الكلام
غير صحيح لان الفيلم رغم تناوله فكرة البلطجة
والقمع الذي يقع علي عدد من السياسيين وقمع الممارسة السياسية والمقصود بها
أن السياسة كانت حكرا علي النظام السابق والموالين له فقط أن الفيلم حصل
علي تصريح بالتصوير ولكن ما حدث أن صناع الفيلم أنفسهم هم الذين لم يعيروا
الفيلم اهتماما ولم يتتبعوا خطواته هناك فيلم آخر بعنوان »ورطة السبعة«
له قصة مختلفة داخل الرقابة حيث قوبل بالرفض نظرا لتناوله العديد من
المحاذير فكان يناقش الحياة البرلمانية بأكملها وكيف أن القوانين داخل مجلس
الشعب يتم تمريرها نظير اتفاقيات وصفقات معينة ولأنه كان يشير الي شخصيات
بعينها فقوبل الفيلم بالرفض وكان ذلك قبل الثورة وبعد الثورة قام صناع
الفيلم باعادة تقديمه من جديد الي الرقابة وهو ما اتاح فرصة النظر من جديد
للفيلم وبالفعل حصل الفيلم علي تصريح بالتصوير بعد أن تم اجراء بعض
التعديلات البسيطة عليه.
أفلام مثيرة للجدل
علي عكس بقية الرقباء لم يطلب عدم ذكر اسمه،
انه مدير عام الرقابة الدكتور عبدالستار فتحي
والذي قضي في الرقابة مدة تقترب من الثلاثين عاما منذ أن كان رقيبا إلي أن
أصبح مدير عام الرقابة وقد مر عليه عدد من رؤساء الرقابة منهم د.مدكور ثابت
ودرية شرف الدين وعلي أبوشادي والدكتور سيد خطاب ويروي د.عبدالستار تجربته
مع الرقابة وصراعاته مع عدد من الأفلام حيث يتذكر عبدالستار عددا من
الأفلام التي أثارت جدلا واسعا داخل الجهاز منذ أن كان رقيبا حتي أصبح
مديرا عاما وكانت أولي جولاته مع فيلم »سارق الفرح«
للمخرج داود عبدالسيد
.
ويقول عبدالستار أن الفيلم شهد جدلا واسعا داخل الرقابة بسبب المشاهد
الجريئة والتي تقوم بها المرأة اللعوب »عبلة كامل«
ويضيف:
رغم كل ذلك لم ابدا اعتراضا علي العمل وكنت متحمسا له لانها كانت تجربة
مختلفة وقتها وجريئة وكان رئيس الرقابة
وقتها درية شرف الدين وتم عرضه بدون أي ملاحظات
وكان هناك فيلم »الارهاب والكباب«
للفنان عادل إمام وتم اجازته بدون أي ملاحظات رغم جرأة الفيلم وقتها لانه
يتناول جزء انسانيا خاصا بحرية الانسان.
اما فيلم »بحب السينما« للمخرج أسامة فوزي.....
أخبار النجوم المصرية في
21/04/2011
المبدعون ارسلو اعمالهم للجهات السيادية
تحقيق: محمد كمال
والمؤلف هاني فوزي فقد أثار جدلا كبيرا وحالة من الاعتراض العام بسبب تعرضه
لحياة أسرة مسيحية كما أن الفيلم به بعض المشاهد الجريئة لكن رغم اعتراض
جميع الرقباء عليه الا انني كنت مصرا علي الموافقة دون أي حذف واتصور أن
التجربة اثبتت انها تستحق المحاربة من أجلها
رغم الخلاف بيني وبين الدكتور مدكور ثابت رئيس الرقابة وقتها
واعتراض بعض المؤسسات المسيحية كنت أري أن الفيلم لا يسيء لأحد لانها في النهاية
رؤية سينمائية ورغم معاناتي بشكل شخصي في هذا الفيلم إلا أني سعدت عند عرضه.
اما فيلم »المهاجر« للمخرج يوسف شاهين فقد وقفت ضده لاني كنت رافضا لفكرة
أن يأتي بطل فيلم من أصول يهودية يعلمنا فن الزراعة لأننا أصحاب هذه
الحضارة والزراعة علي ضفاف النيل واننا أول حضارة مستقرة في العالم فكيف
نقبل أن يأتي شخص من هذه الأصول غربية ليعلمنا الزراعة وأؤكد أنني كنت
رافضا للفيلم وحتي بعد أن تم عرضه في دور العرض ولازلت عند رأيي برفض
الفيلم وقد اعترضت مؤسسات أخري علي الفيلم قبل مؤسسة الأزهر.
وقد شهد هذا الفيلم جدلا كبيرا بيني وبين المخرج يوسف شاهين لأن يري أنه
علي صواب وكان يصر علي رأيه ولكني كنت أيضا مصرا علي رأيي مقتنعا به وكان
هناك لقاء بيني وبينه عند عرض الفيلم في سينما »كريم«
وقلت له
اني مازلت علي رأيي ولم يكن هناك خلاف شخصي بيننا بدليل أنني كنت سعيد جدا
بفيلمه »المصير« والذي عرضه بعد المهاجر لأن الفيلم كان يناقش علاقتنا
كشرقيين بالغرب واعتقد أن التناول كان مرضيا ومريحا.
ومن الأفلام التي أثارت ضجة كبيرة داخل الرقابة فيلم »عمارة يعقوبيان«
ويري عبدالستار فتحي أن هذا الفيلم من أهم الأفلام ويوضح: كنت وقتها مصرا
علي منح الفيلم ترخيص العرض دون حذف أي مشاهد منه رغم أن الفيلم يتناول عدة
قضايا بشكل أكثر جرأة من أي فيلم آخر ولكن نظرا لأهميته طلبت عدم حذف أي
مشاهد منه وعرضه كاملا أو رفضه كاملا لأنه اذا تم حذف أي مشهد منه سيؤدي
ذلك إلي خلل في الفيلم فبالرغم من أن كان الفيلم يتطرق الي قضية الشذوذ الا
أن السؤال الأهم كيف تم عرض القضية بدون أن تكون خادشة للحياء كما أنه كان
يعكس ظاهرة كانت موجودة بالفعل ولكن علي استحياء، كما أن
لفيلم في نهايته انتصر لطبيعية الاشياء،
وكان فيلم
»دكان شحاتة« للمخرج خالد يوسف أول الافلام التي تعاملت معها كمدير عام
للرقابة وهذا الفيلم له قصة ولكن ليس مع الرقابة لأننا قررنا منح الترخيص
الخاصة بالفيلم ولكن كان هناك جزء خاص بالأمن قام المخرج خالد يوسف باضافته
بعد ذلك ولم يكن موجودا في السيناريو وهو عبارة عن ظهور دبابات في نهاية
الفيلم في ميدان التحرير وذلك بعد خروج الجموع الي الشارع علي شكل مظاهرة
فهذا الأمر أثار اعتراضا
كبيراً من جانب الأمن وتم حذفه بالفعل حتي يتمكن المخرج من عرضه.
اما فيلم
»بنتين من مصر« للمخرج محمد أمين
فإن هذا الفيلم رغم جرأته سواء في التناول أو في المشاهد
والألفاظ الا اننا بعد عدة اعتراضات ومناقشات تم منحه تصريحا وعرضه رغم
اعتراض البعض علي الألفاظ التي جاءت علي لسان بعض الشخصيات في الفيلم وفي
النهاية لأنه فيلم متميز ويقدم قضايا حساسة بشياكة مادام الفيلم يقدم
مضمونا جيدا فمن المؤكد أن تتجاوز الرقابة عن بعض التجاوزات به.
أما فيلم
»الوضع تحت السيطرة«
للمؤلف هاني فوزي أثار أزمة كبيرة مع الرقابة وذلك بسبب
احتوائه علي مشاهد عن الفتنة الطائفية وهذا الامر قوبل بالرفض الشديد من
جانب الرقابة لانها قضية حساسة للغاية ويجب كلنا نعلو عن هذا الامر حتي لو
قام المؤلف أو المخرج بدمجها في اطار فني فأننا نعتبر الفتنة خط أحمر لا
يمكن المساس به،
أما المشاهد المرتبطة بأمن الدولة وعلاقتها مع أبطال الفيلم فهذه الامور
يمكن تداركها والمناقشة فيها حتي نصل الي حلول واذا تجاوزنا مسألة الفتنة
الطائفية فأن الفيلم يحقق الغرض منه أيضا وقد تم منح الفيلم تصريح التصوير
ولكن بشروط محددة قمت بتلخيصها في عشرة ملاحظات كلها تدور حول فكرة الفتنة
الطائفية وعدم التعميق فيها فأن هذا الفيلم عكس ما قدمه يوسف معاطي في
فيلمه »حسن ومرقص« للفنان عادل إمام والذي أراد أن يصل الي فكرة أن ما يحدث
من فتنة طائفية أمر مرفوض.
يقول الكاتب عمرو سمير عاطف (مؤلف فيلم ولاد العم)
الذي قام ببطولته كريم عبدالعزيز ومني زكي وشريف منير، وكانت تدور أحداثه
حول الصراع بين المخابرات المصرية والمخابرات الإسرائيلية: لقد قام المخرج
شريف عرفة بتقديم نسخة من سيناريو الفيلم إلي جهاز المخابرات العامة وهذا
حدث بعيداً عن الرقابة حتي لا نتخطي الأمن القومي،
لأن الفيلم يتعلق بهذا الجهاز الذي يتمتع بخصوصية في طرح ما يخصه، وحتي
يكونوا علي علم بالفيلم ولا يقوموا بإيقاف التصوير وكانت هذه رؤية المخرج
وشركة الإنتاج، وبعد أن بدأنا في تصوير الفيلم أصدر جهاز المخابرات قراراً
بوقف التصوير واتضح وقتها أنهم لم يقوموا بقراءة السيناريو بعد، وبعد ذلك
قاموا بقراءة السيناريو لمدة ثلاثة أشهر وأعطوا لنا الموافقة علي استئناف
التصوير مرة أخري ولم يكن لهم أية ملاحظات علي السيناريو ولم يعترضوا أو
يطلبوا حذف أي مشهد من الفيلم ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بإمدادنا
بالمعلومات والإرشادات التي نحتاجها، فالحق يقال تعاونوا معنا تعاوناً
كاملاً، وهذا كان بعيداً عن الرقابة، فالرقابة كانت لها ملاحظات علي السيناريو وقمنا
بتغيير بعض التفاصيل التي اعترضت عليها.
وبسؤاله هل يؤيد فكرة عرض سيناريو الفيلم علي أي جهة سيادية يتناولها
الفيلم أجاب: بالتأكيد أنا ضد هذا جملة وتفصيلاً
فليس من المعقول عندما نقوم بعمل فيلم عن المدرسين
مثلاً
أن نعرض السيناريو علي وزارة التربية والتعليم لأن السينما
صناعة واستثمار ويجب أن يكون بها حرية في عرض الأفكار ووجهات النظر فأنا ضد
سلطة المنع والسماح في كل المجالات الإبداعية ولكن في نفس الوقت أجهزة
الأمن تعتبر أجهزة لها خصوصيتها وحساسيتها في الدولة لأن التطرق لها في
السينما يراها الجميع سواء في مصر أو خارجها يتعلق بالأمن القومي تطلب هذه
الجهات رؤية السيناريوهات وأحياناً تتدخل لوقف تصوير فيلم يتعلق بها حتي لو أجازته الرقابة ولكن أتمني
أن يفهم القائمون في هذه المؤسسات أن كتَّاب السيناريو المصريين علي دراية
بالبعد الأمني والقومي لمصر.
المسطول والقنبلة
بدوره يؤكد المخرج محمد خان (مخرج فيلم المسطول والقنبلة)
أنه لم يكن هناك أي مشاكل من أي نوع مع جهاز الرقابة حول سيناريو الفيلم،
ويضيف: عندما قمنا بعرض السيناريو
علي الرقابة كان لهم بعض الملاحظات وقمنا بالتناقش حول هذه
التفاصيل وعدلنا بعض الذي اعترضت عليه الرقابة ولم يكن هناك أي خلاف..
ولكن ما جعل الفيلم يتوقف حتي الآن هي الظروف الصعبة التي كان ولازال يمر
بها جهاز السينما بعد ثورة
٥٢
يناير فلايزال يمر بمرحلة عدم الاستقرار لعدم وضوح الصورة،
فبعد رحيل الرئيس السابق للجهاز ممدوح الليثي جاء يوسف شريف رزق الله ورحل
وجاء أشرف زكي ولم يستمر طويلاً، ثم عاد رزق الله مرة أخري وحتي الآن خطة الجهاز القادمة
غير معروفة وتوقف الفيلم ولا نعرف متي سنبدأ مرحلة العمل فيه.
وعن عرض الفيلم علي أجهزة الأمن أكد خان أن هذا الأمر أسيء فهمه من قبل
الإعلام لأننا عندما عرضنا السيناريو علي وزارة الداخلية لم يكن الهدف أن
يقولوا لنا رأيهم فيه أو أخذ أذن منهم علي بدء التصوير فهذا ليس صحيحاً،
لكننا عرضنا عليهم السيناريو لأننا
نحتاج منهم تصاريح التصوير وتقديم الخدمات أثناء
التصوير الخارجي وهذا يحدث مع كل الأفلام وليس
»المسطول والقنبلة«
فقط.
ابن الرئيس
أما محمد إمام (بطل فيلم ابن الرئيس)
فتحدث عما حدث مع هذا العمل قائلاً:
قمنا بعرض الفيلم علي جهاز الرقابة قبل الثورة وكان لهم بعض الملاحظات التي
يقوم السيناريست يوسف معاطي بتعديلها،
ولكن الرقابة لم تطلب توجيه السيناريو إلي أي جهة
أمنية في مصر ونحن بدورنا لن نقوم بهذا،
ولكن حدثت الثورة التي أعتقد أنها غيّرت كل شيء وبالفعل أصبحنا لا نحتاج إلي الحذف الكبير في السيناريو
الذي طلبته منا الرقابة لأن النظام والرئيس تغيرا،
ولم يعد هناك ما يسمي بجهاز أمن الدولة الذي كان يتدخل في كل كبيرة وصغيرة
في حياتنا.
وبسؤاله عن أسباب توقف التحضير الآن للفيلم أجاب:
كل شخص سواء كان الأبطال أو المؤلف مشغولون
الآن في مشروع خاص به لهذا نحن ننتظر فقط الانتهاء من هذه المشاريع وسوف
نبدأ علي الفور في عقد جلسات العمل من جديد للاتفاق علي الشكل النهائي
للفيلم الذي سنقوم بتقديمه لجهاز الرقابة بعد الثورة.
حائط البطولات
بينما يصر المنتج عادل حسني (مخرج فيلم حائط البطولات)
علي اتهام الرئيس السابق بأنه السبب في منع عرض الفيلم فيقول: أقيم العرض
الخاص للفيلم منذ عشر سنوات وبعد العرض الخاص أمر الرئيس السابق بمنع عرضه
في دور السينما رغم أنه حصل علي موافقات الرقابة، وأنا أري أن الوقت الآن
أصبح مناسباً لعرضه من جديد بعد رحيل الرئيس السابق ونظامه
بالكامل.
لكن مصدر بالرقابة أكد أنكم لم تحاولوا أساساً الحصول علي تصريح بعرض الفيلم؟ تعقيب يعلق عليه
حسني ضاحكاً:
حتي لو حصلنا علي تصريح بالعرض من الرقابة-
وهذا لم يكن سيتحقق طبعاً-
فهل يتوقع أن يتم عرض الفيلم بعد قرار من رئيس الجمهورية بمنع
عرضه؟ أنا الآن في لندن وسأعود إلي القاهرة أول شهر مايو من أجل البدء في
خطوات إعادة عرض الفيلم مرة أخري وتحديد الموعد المناسب لطرحه في دور العرض
وأري أن الموعد المناسب له في شهر أكتوبر القادم بعد إجراء الانتخابات
البرلمانية.
ظاظا
أما المخرج علي عبدالخالق (مخرج فيلم ظاظا)
الذي تم عرضه وكانت أحداثه تدور حول شخص أصبح رئيساً للجمهورية فقال عن هذه التجربة:
نحن كفريق عمل الفيلم لم نقم بإرسال السيناريو لأي جهة أمنية في الدولة،
ولكن الفيلم أخذ موافقة الرقابة بعد ست سنوات من عرض السيناريو عليها ولكن
طبعاً بعد حذف مشاهد وإجراء تغييرات كثيرة في الأحداث لهذا خرج الفيلم
بالصررة اليي شاهدها الجميع وأولي هذه الملاحظات كانت أن نقول في بداية
الفيلم أن الاحداث تدور في دولة ما وقمنا بكتابة تعهد ألا نظهر أي معالم
تدل علي أننا في القاهرة، لهذا قمنا بتصوير معظم المشاهد خارج مصر، وبالطبع طلب منا الابتعاد عن مؤسسة الشرطة
والمؤسسات العسكرية والجهات الأمنية،
وبعد الانتهاء من التصوير وقيامنا بإجراء كل التعديلات التي لا أستطيع أن
أقول إلاإنها شوهت الفيلم الأصلي، فاجأنا مدير الإنتاج بأن الرقابة رفضت إعطائنا تصريح العرض،
وكان علي أبوشادي رئيس جهاز الرقابة وقتها خارج مصر وأيضاً وزير الثقافة، وبدأت البحث عن مسئول يعطي لنا الموافقة علي عرض العمل الذي كان
مقرراً طرحه في الأسواق بعد ثلاثة أيام إلي أن توصل صديقي المخرج والمنتج
هاني جرجس فوزي إلي وزير الثقافة ونجح في الاتصال به وأرسل لنا جابر عصفور
وكان وقتها رئيس المجلس الأعلي للثقافة وشاهد الفيلم وطلب حذف أجزاء كثيرة
من الفيلم واضطررنا للموافقة لأن الدعاية للفيلم كانت قد بدأت في
التليفزيون والشوارع!
أخبار النجوم المصرية في
21/04/2011 |