منذ يوم 25 يناير وعمرو واكد يقف في قلب ميدان التحرير، مشاركاً الآلاف من
شباب مصر رغبتهم في التغيير والقضاء على الفساد ونظام ظلّ جاثماً فوق
الصدور وقتاً
طويلاً، لم يخف على مستقبله أو على نفسه، ولم يمثّل القبض على شقيقه في
اليوم الأول
من التظاهرات إلا دافعاً إضافياً له للاستمرار.
لم يقف نشاط واكد عند التظاهر بل دعم تأسيس ائتلاف سياسي يمثل ورقة ضغط
للحفاظ على مكتسبات الثورة التي شارك فيها مع كثر من دون وجود حزب يمثّلهم،
لكن ذلك
لم يعطل مسيرته الفنية التي يسعى دائماً الى أن يضيف إليها من خلال اختياره
لأدواره
سواء محلياً أو عالمياً.
مع الممثل الشاب والناشط السياسي عمرو واكد كان اللقاء التالي.
·
انشغلت مع الكثير من المصريين
بالعمل السياسي في الفترة الماضية، فما المشاريع
الفنية التي تنتظرك في الفترة المقبلة؟
بدأت تصوير فيلم جديد من إخراج إبراهيم البطوط، تدور أحداثه في إطار
اجتماعي لكن
تتخلّله أحداث سياسية، تحديداً ثورة 25 يناير، وما تبعها من تطوّرات. كذلك،
أحضّر
راهناً لفيلم آخر من إنتاج مصري - إيطالي بعنوان «أرض تموت»، يناقش مشكلة
الهجرة
غير الشرعية. وبعد شهرين سأبدأ تصوير فيلم إيطالي بعنوان «يوفتوس»، أؤدي
خلاله دور
عالم آثار مصري.
·
إذن أنت أحد مؤيدي فكرة تقديم
أعمال فنية تتناول الثورة المصرية بشكل مباشر؟
نعم وبشدّة، شرط أن تكون أفلاماً واقعية لا تعرض واقع الثورة فحسب بل
تتناول
أيضاً حقيقة ما عاشه المصريون والأسباب التي أدت الى قيام الثورة، حتى لو
صُنعت
عشرات الأفلام عن الثورة، لكن المهم أن تكون موضوعية ومنصفة وبعيدة عن
التملّق.
·
ما الذي دفعك الى الدعوة لتأسيس
«الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية»؟
بعدما لاحظت أن عدداً كبيراً من المشاركين في الثورة منذ بدايتها غير
منتمين الى
أي أحزاب أو منظّمات سياسية، شعرت بضرورة وجود ائتلاف يعبّر عنهم، لكنّ هذا
لا يمنع
من أن تتعاون الجبهة مع أحزاب أو منظمات سياسية أخرى، أو ينضم إليها أفراد
مشاركون
في أحزاب طالما أنهم متّفقون مع مبادئها.
·
ما هي أهم مبادئ الجبهة؟
ترسيخ مبادئ الثورة، حماية الديمقراطية، التأكيد على مبادئ العدالة
الاجتماعية،
مواجهة الفساد بكل صوره والقضاء عليه، أي أن هذه الجبهة وسيلة للدفاع عن
ثورة 25
يناير والوقوف في وجه الثورة المضادة، ومحاولات بعض الجهات الاستفادة من
الثورة
وتحقيق مكاسب شخصية من خلالها.
·
انتشرت أخيراً تصريحات نُسبت
إليك تهاجم من خلالها عدداً من الفنانين المصريين،
ما مدى صحة هذه التصريحات؟
لم تكن تصريحات بل هي رأي شخصي عبّرت عنه على صفحتي عبر موقع الـ «فايسبوك»،
وانتقدت من خلاله الفنانين الذين هاجموا الثورة وألصقوا تهماً بالثوار
ونشروا
أكاذيب لم تحدث في الحقيقة، لكني لم أخصّ أحداً بعينه إنما كنت أتحدث عن
المواقف
عموماً، ثم ليس من حق أي مؤسسة أو شخص استغلال ما أعبّر عنه وبخصوصية على
صفحتي
الشخصية ووضعه في شكل تصريحات تهاجم فنانين معينين وهذا ما لم يحدث أصلاً،
خصوصاً
أنني كنت ضد طرد الفنانين الذين قرروا التواجد في الميدان بعدما أدركوا
حقيقة
الوضع، والفنانين الذين خافوا أن يعلنوا عن رأيهم، إذ لا يمكن محاسبة أحد
بسبب
الخوف، لكن التحريض على التعدّي على الثوار هو ما يجب الوقوف ضدّه.
·
ألم تشعر بالخوف بعد قرارك
النزول إلى الشارع والتعبير عن رأيك؟
الشعور بالخوف في هذا الوضع طبيعي، لكنه بالتأكيد لم يشكّل عائقاً أمام
نزولي
الى الشارع، خصوصاً أن الفرصة كان قد حانت ليطالب المصريون بحقوقهم، وعلى
رغم
معرفتي بأن اعتقالي مطلوب وتعرّضي لعدد من الضغوط إلا أنني قررت الاستمرار
في
التظاهر حتى بعد القبض على أخي في اليوم الأول للثورة، فما هو معنى العيش
في بلدي
إذا لم أحاول تغيير الأوضاع فيه نحو الأفضل؟
·
ما الدافع وراء نزولك الى ميدان
التحرير؟
رغبتي في أن تكون مصر أفضل حالاً، وفي بناء مستقبل زاهر لأبنائنا. لا
يمكنني
ادعاء أنني تعرّضت لمضايقات ضخمة أثناء النظام السابق، لكني كنت أعرف بأن
كثراً
تضرروا منه بشكل مباشر ووقع عليهم ظلم كبير، وهذا ما جعلني أشعر بالمسؤولية
وأنزل
الى الميدان وأعبر عن رأيي بمشاركة كثر رافضين الظلم والفساد طيلة الحقبة
الماضية.
·
بعد نجاح الثورة في تحقيق الكثير
من مطالبها، وأهمها محاكمة الرئيس السابق حسني
مبارك، كيف ترى الوضع في المستقبل؟
أنا متفائل وأرى أن القادم على مستوى الكثير من المجالات سيكون أفضل، فما
حدث
والطريقة التي ظهر بها المصريون منذ بداية الثورة جعلا الكثيرين يغيّرون
وجهة
نظرهم. كذلك، أعتقد أن أعداد السياح القادمين إلى مصر سيزداد بشكل تصاعدي
خلال
الفترة المقبلة، لكني ضد «الشحادة» على مصر من خلال الدعاية المبالغ فيها
لاجتذاب
السياح. أعتقد أيضاً أنه مع ازدياد الاستقرار سيزيد حجم الاستثمارت في مصر،
وسنعود
ثانية لاحتلال مكانتنا وسط الدول العربية، لكن هذا لن يحدث إذا ابتعدنا عن
روح
الثورة والرغبة في التقدّم والقضاء على الفساد. علينا دائماً تذكير أنفسنا
بما تم
إنجازه وما نرغب في حدوثه، لأنه لو نسينا هذه الروح ستعود مصر الى ما كانت
عليه
سابقاً.
·
كيف ترى حال السينما بعد الثورة،
وهل سيحدث تغيير في نوعية ما يقدَّم من
أعمال؟
على الدولة دعم صناعة السينما من خلال تقديم قروض وتسهيلات مادية لإنتاج
الأفلام، وهذا ما يحدث في الكثير من الدول. مصر دولة تملك من الإمكانات ما
يجعلها
تنافس السينما الأوروبية، لكن يجب العمل على تطوير جميع العوامل التي تخص
هذه
الصناعة، ليخرج فيلم جيد. ونظراً الى الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر
راهناً،
على الممثلين عدم المبالغة في طلب الأجور وتخفيضها كي تعود الصناعة ثانيةً
الى سابق
عهدها.
الجريدة الكويتية في
25/04/2011
اتحاد النقاد السينمائيين العرب... بين الحلم
والواقع
فايزة هنداوي
أعلن أخيراً تأسيس الاتحاد الدولي لنقاد السينما العرب، بعد جهود بذلها
النقاد لإعادة إحياء هذا الاتحاد الذي كاد يرى النور سابقاً
لولا خطوات ناقصة قضت
عليه قبل أن يولد. ما هي أهدافه وكيف يمكن تحقيقها؟
يهدف الاتحاد الدولي لنقاد السينما العرب، برأي الناقدة صفاء الليثي، إلى
ضمّ
النقاد السينمائيين العرب المُتخصصين والمحترفين والتنسيق
بينهم وتقديم خدمات
لتسهيل مهامهم.
تضيف الليثي أن الاتحاد تجمّع تطوعي يكتسب شكل المنظمات غير الحكومية
المُتعارف
عليها في العالم، وهو مستقلّ القرار غير تابع لأي جهة أو تيار
أو مؤسسة، لكنه يرحّب
بالمؤسسات والمهرجانات والتجمعات السينمائية التي ترغب في التنسيق معه
لتنفيذ هذه
الغايات وتوفير سبل النجاح للمؤتمرات والندوات التي تقيمها، ذلك على أسس
احترافية
صحيحة.
مشروع تنمية
يرى الناقد ياقوت الديب أن تأسيس اتحاد النقاد السينمائيين العرب محاولة
مشروعة
لتنمية النقد السينمائي، الذي يتحقق من خلال زيادة مساحات
النشر ومنابره، عقد دورات
تثقيفية في النقد السينمائي، تمثيل الاتحاد في المهرجانات العربية، وتخصيص
جوائز
سينمائية غير مادية.
يدعو الديب إلى إنشاء جمعيات سينمائية في الدول العربية عبر التواصل مع
النقاد
والصحافيين المهتمين بالسينما، والاستفادة من نوادي السينما
المتوافرة في بعض
البلدان العربية من بينها: نادي الكويت، نادي المنامة، وجمعية عمان وغيرها...
لتبادل الخبرات. كذلك، يدعو الديب إلى
إنشاء موقع على شبكة الإنترنت للتعارف السريع
والتفاعل بين السينمائيين العرب، من خلال نشر الكتابات النقدية
ومتابعة مهرجانات
السينما أينما وجدت على الكرة الأرضية.
يضيف الديب: «من الضروري تخصيص جائزة أو أكثر باسم الاتحاد تُمنح للأفلام
السينمائية المتميزة الطويلة والقصيرة، على أن يتمّ ترشيح نقاد
من غير المشاركين في
أي من هذه المهرجانات».
مشروع حيوي
يشير الناقد يعقوب وهبي إلى أن إنشاء اتحاد للنقاد السينمائيين العرب هو
مشروع
حيوي ومهمّ لجمع النقاد العرب في كيان يعمل على رقي الواقع
السينمائي في العالم
العربي ويتصدى لمحاولات إفراغ مهمة النقد السينمائي من محتواها، مؤكداً
ضرورة أن
تسيطر على هذا الاتحاد روح جماعية لمصلحة النقد والسينما في العالم العربي.
يعيش النقد السينمائي العربي وضعاً متناقضاً مع التطور التقني في صناعة
السينما
برأي الناقد صبحي شفيق، ما يستلزم إنشاء كيان يجمع النقاد
العرب، سواء المقيمين في
البلاد العربية أو المهجر، لمواكبة هذا التطوّر ورصد التحولات، على أن تكون
له
ثوابته وحضوره من خلال نقاد سينمائيين عرب محترفين لمواجهة التسيّب السائد
على ساحة
النقد السينمائي، وأبرز وجوهه عدم الاعتراف بتميز النقد
السينمائي وعدم فصله عن
وظائف إعلامية وصحافية أخرى، وتجاهل دوره في بناء الحركة الثقافية عموماً
والسينمائية خصوصاً.
يوضح شفيق أبرز شروط الانضمام إلى الاتحاد وهي: «كتابة نقد سينمائي هادف
للتواصل
مع القارئ وهواة السينما، ومشاهدة الأفلام وتحليلها على نحو
متفاعل وجاد.
شروط قويّة
لا يرى الناقد محسن ويفي مانعاً من انضمام صحافيين متخصصين في السينما إلى
الاتحاد، ليتم التفاعل والارتقاء بهم، إنما وفق شروط أهمها
الجدية والاهتمام
الحقيقي بالسينما.
أما في ما يتعلق بضم المخرجين إلى هذا الاتحاد، فيشير الناقد فوزي سليمان
إلى
أنه من الأجدى أن يكون لهم اتحاد خاص بهم، لأن ضمّهم إلى اتحاد
النقاد العرب ليس
مجدياً.
الجريدة الكويتية في
25/04/2011
كوكبة الثمانية... المسار والمصير
محمد بدر الدين
نختم اليوم الحديث عن موجة الواقعية الجديدة، التي بدأت في ثمانينيات القرن
العشرين وجعلت منها عقداً ذهبياً في تاريخ السينما المصرية
ككل، فالفنانون
السينمائيون الذين كانوا في أساس هذه الموجة هم نتاج اجتهادات ومجاهدات
سابقة في
السينما المصرية وليسوا نتاج تلك الحقبة ـ الكئيبة سياسياً مثل سابقتها
ولاحقتها
حتى قيام ثورة 2011 ـ إنما شكلت أوان إعطاء الثمار وفرضها على
رغم الموانع والظروف
القاسية.
كانوا، بصورة أو أخرى، نتاج «المد» ومرحلة الحيوية الدافقة في الخمسينيات
والستينيات بكل ما فيها ولها وعليها، وقد عرقلتهم السبعينيات
بظلامها الشامل ثم
استطاعوا أن «يفلتوا»، موقتاً، في الثمانينيات.
فرض هؤلاء المخرجون، بعنفوان المدّ القوي والموجة الجديدة العاتية، أفلامهم
وعالمهم الفني، على رغم هجوم ممثلي السينما التقليدية البائسة
العنيف عليهم، مثل
المخرج حسام الدين مصطفى، الذي وصف هذه الأفلام بأنها تقدم واقعاً قذراً
باسم
الواقعية، وغيره الذين اتهموها بأنها تسيء إلى سمعة مصر...
وعلى شاطئ التسعينيات وأواسطها على الأكثر، أضرّت العراقيل، السياسية
المجتمعية
الرقابية، بالتجربة الجميلة والموجة الأخاذة من كل جانب، وحالت
دون استمرارها
وإعطاء مزيد من الثمار.
فقد رحل محمد شبل وعاطف الطيب، في عز الشباب، كمداً، وحالت العوائق بقسوة
وفظاظة
دون تقديم المخرجين الآخرين إبداعهم، فيما فصلت فترة زمنية
ليست بقصيرة وانقطاع
طويل بين أفلام كل من خان وعبد السيد.
منذ 1997، بدأت «موجة» تجارية من أفلام فكاهية خفيفة ـ معظمها ضعيف وكثير
منها
مسفه ـ لبّت حاجة جمهور فقد توازنه، ويريد أن يبتسم لأي شيء،
بعدما ألمّت به ضغوط
ودرجات قاسية من الاكتئاب، وقد استمرت هذه «الهوجة»، أي انفراد هذا اللون
باسم
الفكاهة، لمدة 10 سنوات.
صحيح أن كوكبة الثمانينيات الذهبية، عبّرت عن عصرها، بدقة وصدق، وأن ملامح
عدة
وروحاً جمعت بينها، لكن كانت لكل مخرج «خصوصية»، وعالم فني جمالي يعبّر من
خلاله
بهذا الصدق وتلك الدقّة.
امتاز عاطف الطيب بواقعية اجتماعية نقدية وانشغال بحالة الطبقة الوسطى التي
تزداد تدهوراً وذلك في أفلام: «سواق الأتوبيس»، «الحب فوق هضبة
الهرم»، «ملف في
الآداب»، «البريء»... حتى «ليلة ساخنة» نهاية مشواره، كذلك امتاز داود عبد
السيد
بالتأمل الفلسفي والهمّ السياسي في آن في أفلام من بينها: «الصعاليك»، «الكيت
كات»،
«سارق
الفرح»، «أرض الخوف»، «مواطن ومخبر وحرامي»، «رسائل البحر» وغيرها.
بدوره، اتجه علي بدرخان في «الجوع»، أفضل أفلامه، إلى الطابع الملحمي
التاريخي
الاجتماعي بلمساته الأسطورية عن «الحرافيش» تحفة نجيب محفوظ
الخالدة، إلى جانب
أفلام تغلب عليها الواقعية وأنضجها «أهل القمة».
أما خيري بشارة فانتقل من الواقعية الصارمة ذات المذاق التسجيلي في «الطوق
والأسورة»، أفضل أفلام مرحلته الأولى، إلى سينما تتجاوز
الواقعية على نحو أو آخر،
على غرار «آيس كريم في جليم»، أنضج أفلام مرحلته الثانية.
في حين قدّم بشير الديك واقعية منضبطة ـ إذا جاز التعبير ـ في فيلميه «سكة
سفر»
و{الطوفان»، حلّق محمد خان نحو واقعية إنسانية شعرية في: «أحلام هند
وكاميليا»، «سوبر
ماركت»، «موعد على العشاء»، «طائر على الطريق» و{الحريف».
أما تجاوز الواقعية إلى التجريب فقد انطلق مع محمد شبل مبكراً في أول
أفلامه
وأهمها «أنياب»، بينما حلق رأفت الميهي بعيداً نحو بناء عالم
من الخيال، ساخر
وفانتازي، لكن بقدر ما عبّر عن واقعنا، وإن بصورة مغايرة ساخرة، كانت ثمة «استثناءات واقعية» في فيلمي: «عيون لا
تنام» و{للحب قصة أخيرة» وتجربة خاصة في
فيلم «كثير من العنف قليل من الحب»، إذ تمحور حول حدث واحد
نراه بعيون عالم واقعي
مرة وفانتازي مرة أخرى.
وُلدت موجة التجديد الثمانيني بجناحين «واقعي» و{متجاوز للواقعية»، في
عامها
الأول 1981، فرأينا «أهل القمة» بواقعيته و{أنياب» بتجريبيته،
وهما جناحان حلقت
الموجة بهما خفاقة متألقة، على امتداد المرحلة، حتى أعيقت بقسوة وحماقة
ومُنعت من
الاستمرار في التحليق.
لذلك، قد نؤثر أن نسميها «حركة تجديد السينما»، لأن الواقعية الجديدة، أو
الواقعية والشعرية، جزء منها وأحد جناحيها الخلابين.
ستبقى روائع هذه الموجة تستحقّ المشاهدة المتجدّدة، ومسارها جدير بالدراسة
المتأنية ومصيرها جدير بالتأمل العميق.
الجريدة الكويتية في
25/04/2011
«السينماغراف» صور فوتوغرافية تحوي عنصراً متحركاً
صلاح أحمد
هل رأيت صورة فوتوغرافية تحوي جزءا متحركا من قبل؟ لم يكن هذا متاحا لولا
تزاوج تكنولوجيا الصور المتحركة مع فن التصوير الفوتوغرافي التقليدي ليقدما
لنا هذا الفن الجديد.. إليك «السينماغراف»!
وكما يقول مبتدعا هذه الصيحة الفنيّة الأخيرة فهي «شيء أكثر من صورة لكنها
أقل من فيديو». وهذا لأنها تبدو صورة فوتوغرافية عادية إلا في جزء منها
يختلف عن البقية في أنه يتحرك وكأنه جزء من فيلم.
وعلى سبيل المثال يُرى في إحدى صور السينماغراف هذه شعر المصوّرة جايمي بيك،
وهي واحدة من مبتدعيْ هذه الصيحة الجديدة، متحركا مع الهواء من حولها بينما
بقية جسدها جامدة كما هو الحال مع الصور الفوتوغرافية المألوفة.
ويشاهد في أخرى صورة لساحة تعج بالمارة ولا شيء يتحرك فيها سوى رجل يتصفح
جريدته. وتصوّر ثالثة رصيف مطعم لا حراك فيه الى أن يُرى انعكاس صورة سيارة
تمر على الطريق أمامه على زجاج إحدى نوافذه. فما الذي أتاح كل هذا الاختراق
الذي سيفتح الباب الى إبداعات شتى ولا شك؟
تقول بيك خلال لقاء أجرته في مسكنها بنيويورك مجلة «أتلانتيك» إنها طورت
هذا الفن الجديد مع زميل لها يدعى كيفين بيرغ ويتخصص في الأعمال الغرافيكية
المتحرّكة. فاستخدما التكنولوجيا المعروفة باسم
GIF «يشيع نطقها «غيف» رغم أن مبتدعها ستيف
وايت نفسه قال إن نطقها الصحيح هو «جيف») التي تسمح بتصغير حجم الملف بدون
نقص في نوعية الصورة أو الرسم. وتلتقط بيك الصورة الفوتوغرافية ثم تقدمها
لبيرغ الذي يمضي ساعات طويلة وربما يوما بأكمله لتحريك جزء منها مستخدما
تلك التكنولوجيا.
وتقول: «ثمة شيء ساحر في الصور الفوتوغرافية لأنها تحبس لحطة معينة داخل
إطارها. واعتقد أن تحريك جزء واحد منها يحدث تصادما مثيرا للعين. ما زلنا
في البداية ومرحلة التجريب، لكننا نعتقد أن ثمة مستقبلا باهرا ينتظر هذا
الأسلوب وأبوابا عديدة سيفتحها عبر الخلق والإبداع».
* لمشاهدة بعض صور السينماغراف زر هذا الموقع على الإنترنت:
http://fromme-toyou.tumblr.com/tagged/gif
إيلاف في
27/04/2011 |