في الوقت الذي طالب فيه العديد من المبدعين والمثقفين
بتأجيل أي عمل فني عن الثورة لحين انتهاء احداثها واكتمال المشهد السياسي،
واعتراضًا علي ركوب بعض الأفلام لموجة الثورة، وحشر مشاهد منها
في الأحداث لجذب
الجمهور واسترضاء الثوار، فجّرت أفلام العيد تساؤلاً أهم وأخطر بكثير حول
دور
المبدعين والرقابة علي المصنفات الفنية في التصدي للأعمال الفنية «الرخيصة»
التي
تسيء للثورة، وهل هناك من هو قادر علي منع هذه المهزلة؟
>
في البداية أكد المخرج الكبير داود عبد السيد أن
الفنان
الثوري والمؤمن بمبادئ الثورة ليس بالضرورة أن يكون دوره الحقيقي الدعاية
للثورة
وتجميلها بل علي العكس من واجبه النقد الهادف الذي يدفع هذه الثورة لمزيد
من
الاصلاحات وليس بهدف إحباط هذه الثورة وصناعها علي غرار النقد
الأسري الذي يهدف
لتصحيح الأخطاء وأضاف عبد السيد: لكل مبدع طريقة تفكيره وله الحرية المطلقة
في
تناول الموضوع الذي يطرحه والفيصل الوحيد هو قيمة العمل فكريا وابداعيا،
ومن وجهه
نظري طبيعي جدا أن تخرج أعمال مشوهة عن الثورة في الفترة الحالية لأن الوقت
ليس
مناسبًا لعمل هام عن الثورة لأسباب كبيرة أهمها أن الثورة لم
تتبلور بعد، والعمل
الفني يكون في الغالب قائمًا علي خلاصة التجربة وليس بدايتها فقط خاصة إنني
اعتبر
ما حدث في مصر هو انتفاضة شعبية ولم تبدأ الثورة الحقيقية سوي يوم محاكمة
مبارك
وليس اسقاط مبارك ونظامه لأن المحاكمة هي الحدث الحقيقي لأنها للمرة الأولي
في
تاريخنا ومحاكمة الحاكم لم تخطر علي بال أي مصري قبل هذه
المرحلة.
>
وعن
تناول الثورة من خلال فيلم كوميدي أكد السيد أنه ليس من المحظورات تناول
الثورة في
عمل كوميدي وتابع: «من الممكن أن نقدم الحدث في عمل كوميدي بشكل جاد وعميق
وعن
الانتقادات التي واجهها فيلم محمد سعد «تك تك بوم» بدعوي
سخريته من الثورة فلا أري
داعي لهذا الاندهاش خاصة أنه من الطبيعي أن يتوقع الجميع هذا التناول من
محمد سعد
لأن هذه هي طريقة تفكيره كما أنه لن
يتحول لفيلسوف وفي النهاية لابد أن نحترم مبادئ
الثورة وهي الحرية والتحرر من القيود.
أما المخرج والمؤلف مجدي أحمد علي
فيري أن السبكي ومنتجي أفلام محمد سعد هم الأكثر تضررا من ثورة
25 يناير لأن المناخ
الفني في عصر مبارك كان مناسبًا لأفلام الهلس التي كانوا ينتجونها في ظل
غياب
المفهوم الحقيقي للفن مما ساعد علي إفساد الذوق العام واعتقد أن هذه
النوعية من
الأفلام سوف تختفي قريبًا لأن الحالة المزاجية للجمهور قد
تغيرت، وإذا كان هناك
ايرادات لهذه الأفلام في العيد فليس هذا معيار نجاحها لأن الناس تدخل هذه
الأفلام
للتسلية وبعد العيد اعتقد أن هذه الأفلام ستشهد انهيارًا كاملاً في
الايرادات
واعتقد أن محمد سعد أخطأ في نقد نفسه أولاً قبل أن يخطئ في حق
الجمهور وبدأ يفقد
الكثير من شعبيته بعد هذا الفيلم. وعن مقارنة أفلام ثورة 23 يوليو بأفلام
ثورة 25
يناير قال أحمد علي: لا يمكن مقارنة ثورة 23 يوليو بثورة 25 يناير لعدة
أسباب أهمها
أن ثورة يوليو قام بها الجيش وبالتالي حماها ومنع أي شخص من
الإساءة لها حتي ولو
بالقوة أما ثورة 25 يناير فهي مختلفة في أن الثوار لم يحكموا البلد وإنما
حكمها
المجلس العسكري وتعامل معها بعدم جدية مما جعل منتجي الأفلام الهابطة
يتعاملون معها
بسخرية واستهتار لأنهم ليسوا مضطرين لأن ينافقوا، لكن اعتقد أن
الثورة مازالت
مستمرة وستقضي قريبا علي هذه النوعية من الأفلام.
ويؤكد المخرج أحمد ماهر
أن أفلام العيد ليست فقط اهانة للثورة وإنما استخفاف بها فمن
الممكن أن نصنع أفلاما
كوميدية لكن دون أن تسخر من الثورة والثوار ولا نتاجر بشخصيات أثرت في
الثورة
ودخولهم إلي سلعة يتم المتاجرة بها، لأن الثورة ليست مجرد مناسبة نستغلها
في عمل
تجاري وإلا سيكون مصير هذه الأفلام وصناعها مثل مصير نظام
مبارك الذي كان يستغل أي
شيء مهما كانت قيمته لخدمة مصالحه الشخصية ويعلق ماهر علي أحد المشاهد التي
استفزته
في أفلام العيد وهو فيلم «شارع الهرم» قائلا: المشهد عبارة عن إنسان قزم
يقوم
مجموعة من الأشخاص بخلع ملابسه وضربه والسخرية منه وكأنه ليس
إنسانًا ولو قدم هذا
المشهد في عمل فني في دول متقدمة فإن صناع هذا الفيلم ستتم محاكمتهم وهذا
إن دل علي
شيء فإنه ينم عن الرجعية والتخلف والتدهور الفكري لصناع هذا الفيلم ولا يظن
القائمون علي أفلام العيد أن الإيرادات هي المقياس لنجاح
الأفلام لأن جمهور العيد
مجرد شريحة ومع الوقت سيكون لهم طريقة اختيار مختلفة وسيتغير تفكيرهم في ظل
تغير
المجتمع بأكمله.
ومن جانبه يري السيناريست هاني فوزي أن الثورة ليست «تابوه» ولابد ألا نحولها لذلك، فالثورة
ليست ملكا لأحد وكل فنان له الحرية في أن
يراها كيفما يشاء لأنها ليست فوق النقد.. وهذا ليس جديدًا
فثورة يوليو صورها
المبدعون بطرق مختلفة فمنهم من قدم ما قبل الثورة في صورة جحيم وبعدها
الجنة والعكس
طبعا ومن بين الأفلام التي انتقدت الثورة «ميرامار» و«الرجل الذي فقد ظله»
ولكن
النقد في هذه المراحل كان قائمًا علي تحليل لأن الوقت كان
مناسبًا ولكن مازال الوقت
مبكرًا لتحليل ثورة 25 يناير خاصة أنها لم تكتمل بعد والشعب نجح فقط في
الإطاحة
بالنظام ورئيسه ولكن مازالت الأفكار السياسية متحجرة ولم تتغير. فما كان
قبل الثورة
كان واضحًا سواء كان فسادًا أو قهرًا فمن الطبيعي أن نقدم
أفلاما عنه أما بعد
الثورة فليس واضحًا ومن الصعب بلورته بشكل واف وجاد والجدية هنا ليست
بالضرورة أن
تبتعد عن الكوميديا ولكن ينبغي أن تتميز بالجودة.
أما عن رأي النقاد فقال
يوسف شريف رزق الله: «تناول الثورة واللجان الشعبية بشكل هزلي
في السينما موضوع
مرفوض تمامًا، ولم يفعله سوي الفنان محمد سعد في فيلمه «تك تك بوم» ولذلك
لم يلق
النجاح المتعارف عليه مقارنة بأفلامه السابقة، وعلي المبدعين استغلال كافة
الجوانب
الجيدة في الثورة لإظهارها، أما بالنسبة للإفيهات والعبارات
فلا أعتقد أنها تحمل
إساءة مباشرة للثورة ولكنها تقال في إطار كوميدي عادي ولكن المهم أين
تستخدم ومتي.
ويذكر أن تناول السينما لثورة 23 يوليو لم
يوجد بشكل ساخر لأن السينمائيين كانوا
وقتها محترمين، وحتي الذين اختلفوا مع الثورة وأهدافها لم
ينتقدوها بشكل ساخر.
بينما قال الناقد طارق الشناوي: «نحن لا نستطيع أن نحجر علي رأي أو
فكر أي
أحد، ومن طبيعة المصريين أنهم شعب يميل للسخرية من كل شخص وأي شيء، وليس
معني
سخريتهم أنهم يكرهون هذا الشخص وربما كانت السخرية تعبيرًا عن المحبة،
فمثلاً طالما
اخترعنا نكات كثيرة حول الرئيس جمال عبدالناصر والسادات، لكننا
نتعامل مع السخرية
من الثورة بشكل أكثر حساسية لأننا في وقت حساس والظرف غير طبيعي من حولنا،
خاصة أنه
من المؤكد أن الفلول وأعداء الثورة الذين يملكون رأس المال سوف يستغلون هذه
السخرية
لمصلحتهم الشخصية وتشويه الثورة.
ورغم كل ذلك إلا أنني أجد أنه من الأفضل
عرض جميع الآراء بدون حجر علي أحد لأننا لسنا في عهد ما بعد
ثورة 23 يوليو الذي
امتاز بالقبضة الحديدية علي الإبداع، بل نحن في عهد الحرية ولو قمنا بوضع
ضوابط
وعوائق أمام ذكر الثورة بشيء سيئ، سوف تكبر القيود لتشمل عدم الإساءة
للمجلس
العسكري ومنه لمجلس الوزراء، ولو وضعنا قيودًا لن نستطيع
التحرر منها.
وعن
دور الرقابة في السماح للأفلام المسيئة للثورة قال د. سيد خطاب رئيس
الرقابة علي
المصنفات الفنية: «هناك العديد من الأفلام التي تتناول الثورة بشكل عام
وحاولت أن
تواكب الحدث ولكن توجد بعض المحاولات لتناول الثورة من جوانب
أخري.. والمشكلة هنا
أننا لا نستطيع منع حرية الرأي والإبداع، فكل مبدع يتحمل وجهة نظره الخاصة،
ونحن لا
نملك قانونا يحاسب الناس علي الأفكار، ولا نستطيع محاسبتهم علي القيمة
الفنية
للفيلم، ولو كان الأمر كذلك لرفضنا أغلب الأفلام المقدمة وتم
صبغ السوق بلون فني
واحد وبأفكار واحدة.
وتابع خطاب: «لا أعتقد أن هناك مبدعًا لديه الجرأة
الكافية للهجوم علي الثورة بشكل مباشر، وحتي لو جرؤ فسوف يقوم الشباب
بمقاطعة
فيلمه. ولكن هناك مبدعين ينتقدون الأحداث الموجودة حولنا وهو
شكل من أشكال السخرية
الاجتماعية فمثلاً يمكنهم انتقاد بعض الانتهازيين الذين يريدون نسب مجهود
الثورة
لهم، أو بعض المتشددين في مطالبهم، أو الذين يطالبون بمطالب فئوية ومتعجلين
في
أمرهم..
وهنا يمكن انتقاد الأسلوب الإنساني وليس الحدث نفسه، وفي النهاية
فالثورة تحث أساسًا علي المساواة بين الناس في أفكارهم وحرية التعبير عن
الرأي فكيف
لي أن أمنع هذه الحرية.
روز اليوسف اليومية في
06/09/2011
آسر ياسين:
"بيبو وبشير" قدم كوميديا راقية دون إسفاف
كتب هانى عزب ووكالات
أعرب الفنان آسر ياسين عن سعادته بالاستقبال الجماهيرى الكبير لأول
عمل كوميدى له، وهو فيلم "بيبو وبشير"، مؤكدًا أن الفيلم نجح فى تقديم
كوميديا الموقف دون مبالغة أو إسفاف.
وقال آسر ياسين، إن فيلم "بيبو وبشير" والذى تشاركه فيه البطولة
الفنانة منة شلبى احتل المركز الثالث فى الإيرادات، بعد أن كان فى المركز
الخامس، وهو مؤشر جيد لنجاح الفيلم برغم المنافسة القوية خلال موسم العيد
السينمائى.
وأكد أن ما حققه الموسم السينمائى من نجاح لافت يبدد مخاوف القائمين
على صناعة السينما، بعد المرحلة الصعبة والعصيبة التى عاشتها مصر عقب قيام
الثورة، وما أعقبها من انفلات أمنى وإعتصامات ومطالب فئوية، إلا أن الجمهور
المصرى أثبت أنه مهتم بالسينما المصرية ومستقبلها، فهو جمهور لديه الحس
والوعى ومساندة صناعة مهمة لديها تاريخ كبير تعدى المائة عام.
وقال إن السينما المصرية ستدخل مرحلة جديدة بلا شك، وذلك بفضل ثورة 25
يناير، وإن السينما ستنهض وستقدم الأفضل تماشيا مع أهداف الثورة النبيلة.
وأكد أنه لن يبحث عن عمل يغازل الثورة بقدر رغبته فى تقديم عمل يحترم
عقلية المشاهد والثورة المصرية أهم ثورة فى التاريخ الإنسانى؛ لذا تحتاج
لجهد حقيقى ورغبة وطنية حتى نقدم عملا سينمائيا يليق بالحدث، وأنه لن يتردد
لحظة فى تقديم فيلم عن الثورة المصرية فور وجود سيناريو جيد ومتماسك.
اليوم السابع المصرية في
06/09/2011
جمهور العيد عاوز كده
إشراف : عبدالرازق
حسـين
فيلم شارع الهرم لسعد الصغير والراقصة دينا حقق خلال أيام العيد
الثلاثة إيرادات بلغت نحو مليون وثمانمائة الف جنيه،
وتصدر بذلك قمة إيرادات أفلام العيد، وجاء في المرتبة الثانية بنحو مليون و300
ألف جنيه محمد سعد، صحيح أن
هذه الإيرادات ليست مقياسا،
وربما شهدت الأيام القادمة متغيرات حادة في خريطة الإيرادات، لكن إقبال
الناس علي فيلم شارع الهرم يؤكد مقولة الجمهور عاوز كده.
كانت أيام عيد الفطر المبارك شهدت مناقشات حادة علي شبكة التواصل
الاجتماعي، حيث تزعم بعض المهتمين بالفن الجاد،
وأنضم لهم بعض المنتمين للتيارات الأصولية، وقاموا بإنشاء جروبات علي الفيس بوك،
تدعوا لمقاطعة فيلم شارع الهرم، وجاءت تعليقات المشاركين لتعكس تباين مواقف
المؤيدين والمعارضين،
قال
أحدهم أؤيد المقاطعة ، خللي البلد تنظف والذوق العام يتحسن، وقال آخر دعوة المقاطعة ح تعمل دعاية للفيلم
، وعلي الجانب الآخر قال أحد المؤيدين ، الفيلم أحسن من عودة الإرهابيين
، بينما علق آخر ، كله سياسة وملل ، أهي حاجة تعمل ترويح عن النفس
، تعليق يؤكد أن جانباً من مشاهدي السينما عايزين كده.
آخر ساعة المصرية في
06/09/2011
لقي احتفاء شديدا من جانب الجمهور والنقاد
فيلم باكستاني يقتحم قلعة بوليوود ويتغلب
على الأفلام التجارية الهندية
نيودلهي: براكريتي غوبتا
عادة ما يجذب الهنود جيرانهم الباكستانيين بأفلامهم، لكنهم الآن
مذهولون بشدة من الفيلم السينمائي الباكستاني الأخير«بول» (كلمات).
ووجد الفيلم الباكستاني، الذي تم عرضه في وسط الأسبوع في الهند في
العيد مع الفيلم الهندي الرائع «بودي غارد»، احتفاء شديدا من جانب الجمهور
الهندي كما لاقى استحسانا من قبل النقاد والسينما الهندية.
وقد حظي فيلم «بول»، الباكستاني المحبوب الذي يبرز القمع والازدواجية
في المجتمعات الذكورية التي تحرم المرأة من حقوقها الأساسية، بنجاح شديد في
الهند التي نادرا ما تشاهد أفلاما باكستانية.
ويعرض فيلم «بول» الكثير من الأعراف الثقافية والاجتماعية البالية
التي تسيطر على الحياة اليومية في الهند وباكستان. ويركز على قضايا أخرى
مستفحلة، من بينها المجتمع الذي يهيمن عليه الذكور وعدم وجود حقوق للنساء
وقصور التعليم والقضايا المتناقضة الأخرى الخاصة بأساليب «رجعية» في مجتمع
«متقدم» (في هذه الحالة، لاهور). ومن الممكن أن يتمكن الهنود بسهولة من
الربط بين هذا الفيلم وحياتهم نظرا لوجود قضايا مماثلة تثير استياءهم في
الهند. ويروي الفيلم قصة فتاة صغيرة تحدت الأعراف البالية في مجتمعها الذي
يعامل النساء من دونية. ويهدف الفيلم، الذي تم تصويره في لاهور، إلى إبراز
أزمة النساء الذين غالبا ما تتم معاملتهم كثقل من قبل نسبة كبيرة من
المجتمع.
وقال ساتين كيه بوردولوي، الناقد السينمائي الهندي الذي منح فيلم
«بول» 4 من 5 نجوم: إنه من المخزي أن نجد فيلما باكستانيا يتغلب على أغلب
الأفلام التجارية الهندية، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أن باكستان تنتج
حفنة من الأفلام سنويا مقارنة بالهند. وأضاف أن الفيلم تطرق لقضايا تحرير
المرأة وحق التعليم والتقوى، مما جعل الجمهور يتعايش مع هذه القضايا. كما
ذكر بوردولوي أنه من السهل أن يقوم الجمهور الهندي بالربط بين هذا الفيلم
وحياتهم اليومية، مشيرا إلى عملية وأد البنات في الهند، وأضاف أن الفيلم
يقدم رسالة للجميع مفادها هو مواجهة القمع سواء أكان هذا القمع في المجال
السياسي أم الشخصي. كما أن الفيلم شديد الأهمية، خاصة أنه يبعث بعدة رسائل
في وقت واحد، كما أنه يجذب المشاهدات من النساء. وقال رينو، الذي صاحب
مجموعة من زملائه في الجامعة لرؤية الفيلم: «إنني مفتون بهذا الفيلم؛ فهو
يبدو مألوفا للغاية ويعكس قضايا اجتماعية تقض مضجع الهند أيضا».
وقال نصر الدين شاه، الممثل الهندي البارز، الذي عُرض عليه دور رئيسي
في هذا الفيلم لكنه اعتذر عنه؛ نظرا لارتباطه بفيلم آخر، إنه تمنى أن يكون
جزءا من هذا الفيلم. وقد شاهد الفيلم في سينما مومباي مؤخرا وأحبه للغاية.
وأضاف: «نادرا ما أشاهد فيلما بهذه القوة وهذا الإحساس».
وبدا أن هذا لم يكن مدحا كافيا من قبل أحد الممثلين الكبار في الهند،
الذي اصطحب أصدقاءه وأفراد أسرته في عرض خاص آخر للفيلم. كما أشار تارون
داس، ناقد سينمائي آخر، إلى أن الفيلم يعد أحد الأعمال الدرامية الاجتماعية
الأخاذة في الوقت الحالي التي تبرز أزمة النساء. وكتب في مقاله النقدي:
«لقد كان هناك اهتياج شديد في الهند، كما أن السينما الهندية مذهولة بهذا
العمل الذي لا غبار عليه الذي أظهره المخرج والأداء الرائع للممثلين بمن
فيهم الممثلة البارزة هميما مالك».
كان فيلم «بول» هو ثاني فيلم يعرض في الهند للمخرج الموهوب شعيب منصور
والفيلم الآخر هو «خودا كه ييه» (في سبيل الله) الذي عرض عام 2007. وكان
ذلك أول فيلم باكستاني يتم عرضه خارج البلاد وقد حاز الكثير من الأوسمة في
مهرجانات سينمائية دولية. وتطرق إلى الإسلام المعاصر وتأثيره على العالم.
وقد ضرب الفيلم على وتر حساس برسالته الضمنية كما كان ممتعا في الوقت نفسه.
وتوجد هميما مالك، العارضة الباكستانية التي تحولت إلى ممثلة وبطلة
هذا الفيلم، في الهند للترويج للفيلم. وقالت في حديث لها مع وسائل الإعلام
إن صناعة السينما الباكستانية تقدم مشاريع جيدة، ولقد خرجت في النهاية من
تحت عباءة السينما الهندية.
وترى هميما أن العقلية العامة للباكستانيين تتغير أيضا، والدليل على
ذلك هو تزايد حرية التعبير التي تمارسها النساء. وقالت: «لا أستطيع أن أدعي
أن النساء في باكستان يتمتعن بحرية التعبير في جميع مجالات الحياة، لكن
الوقت الحالي أتاح لهن حدا معينا من الخروج على العادات التقليدية. على
سبيل المثال، فإن عارضات الأزياء والممثلات اليوم في باكستان يستمتعن
بالحرية التي تقدمها لهن مهنهن. لكن على الرغم من ذلك فإننا جميعا يجب أن
نحافظ على القواعد العامة للسلوك». وأشارت هميما إلى أن رحلتها نحو عالم
الاستعراضات لم تكن سهلة، خاصة بعد أن تعرضت لتجربة زواج فاشل وكان عليها
أن تقاتل حتى تصبح ممثلة. وأضافت: «عندما يكون أخوك طبيبا ووالدك يدير
المنزل بحزم شديد، يكون انتقالك إلى عالم الأفلام أمرا ليس سهلا. في
البداية، كان عليَّ أن أواجه موجة لا تنتهي من النقد، لكن مع مرور الوقت
بدأت أسرتي في تقبل الأمر. وفي العرض الأول لفيلمي، عندما بكت أمي بعد
العرض، علمت أنهم فخورون بي للغاية».
الشرق الأوسط في
06/09/2011
The Help…
من المكتبة إلى الشاشة الكبيرة
تكلّف الأفلام أموالاً طائلة لصنعها. بحسب المراقبين، تبلغ الميزانية
العادية لفيلم رائج من إصدار هوليوود أكثر من 100 ألف دولار بما فيها
تكاليف الترويج والدعاية. إذاً فإن الاستوديوهات لا تغامر بأفكار غير أكيدة
(إلا إذا كانت تفسّر نفسها مثل فيلم
Snakes on a Plane).
وإحدى تلك الأفكار الأكيدة هي الكتب التي تحقّق نسب مبيعات هائلة ويستثمر
ملايين الناس وقتهم فيها، فذلك يؤكد أن جمهوراً يملأه حب الاستطلاع سيشاهد
الفيلم المقتبس عنها.
The Help
الذي افتُتح أخيراً هو آخر كتاب حقّق أفضل المبيعات يدخل في السينما.
فرواية كاثرين ستوكيت الأولى الصادرة في عام 2009 مستوحاة من قصة ترعرعها
في جاكسون في ولاية ميسيسيبي، حيث كانت خادمة العائلة ذات الأصل الإفريقي
بمنزلة أم ثانية للفتاة. كان صديق كاثرين الصغيرة المفضّل صبياً يُدعى تايت
تايلور، وقد كبر ليصبح ممثلاً ومخرجاً طموحاً فيما كتبت كاثرين الروايات.
بعد أن رفضَ نصَ
The Help
أكثر من 40 ناشراً، قرأه تايلور واشترى حقوق الفيلم من صديقته. وعندما نشرت
بوتنام الرواية أخيراً وتركت أثراً عميقاً لدى القراء، انهالت الاتصالات من
هوليوود على ستوكيت لتحويل الرواية إلى فيلم، لكنها أصرت على أن تايلور هو
من يملك الحقوق كافة والخلفية المناطقية لينفّذه بالطريقة الصحيحة. وشعرت
بأن زميلة تايلور في السكن أوكتافيا سبنسر ملائمة بشكل مثالي لدور ميمي
جاكسون الوقحة، لأنها أوحت بالشخصية جزئياً عندما كانت ستوكيت في زيارة
تايلور في لوس أنجلس.
غالباً، يفقد الكاتب الحق في المساهمة في المشروع، أو حتى في زيارة
موقع التصوير. فقد رمى المخرج العبقري ستانلي كوبريك السيناريو الأدبي
بامتياز لرواية فلاديمير نوبوكوف «لوليتا» جانباً، لأنه كان يعلم أن للفيلم
مقياساً مختلفاً وأن تكييفاً مثمراً للرواية سيكون من خلال التخلّص من بعض
الأمور الفاضحة.
لقد عمل على الأقل ستة كتّاب كي تصبح رواية مارغريت ميتشل
Gone With The Wind فيلماً، من بينهم ف. سكوت فيتزجيرالد. والآن
تُصوّر رواية فيتزجيرالدThe Great Gatsby
للمرة الثالثة في أستراليا من المغامر باز لورمان.
نفّذ لورمان سابقاً فيلماً مقتبساً عن أعظم الأعمال الأدبية الغربية
هو
Romeo + Juliet. وتبيِّن التكييفات الكثيرة لمسرحيات شكسبير،
بدءاً بـ
Forbidden Planet
ووصولاً إلى
A Midsummer Night’s Sex Comedy أن الحكايات العظيمة يمكن تجديدها، ولكن ليس من ضمانة تؤكد أن
المسرحية أو الرواية العظيمة ستكون فيلماً عظيماً. فالنسخ السينمائية من
To Kill a Mockingbird
وOne
Flew Over the Cuckoo’s Next
حققت نجاحاً كبيراً، بينما لم ينجح
Rabbit, Run و
All
The Pretty Horses.
يعرب أدباء كثر عن قلقهم من تكييف رواية جاك كيرواك
On The
Road في فيلم يخرجه والتر ساليس (مخرج
The Motorcycle Diaries)
لأنه مثل لورمان، رجل غير أميركي يتناول قصة أميركية بامتياز.
وربما شعر البريطانيون برجفة ما عندما اقترح ملك أفلام الرعب بيتر جاكسون
ثلاثية مبنية على
The Lord of The Rings،
وحقّق اقتراحه نجاحاً كبيراً.
أيّهما أفضل: الكتاب أم الفيلم؟
Alice in Wonderland: نشره الكاتب لويس كارول (1865)، وصوّره المخرج تيم بورتون (2010).
صُوّر كتاب كارول نسخاً على شكل فيلم سينمائي مرات عدة، من بينها أفلام
الكرتون وحتى فيلم إباحي. إلا أن الجو الكئيب والقوطي الذي أضفاه بورتون
جرّد عالم العجائب من كل العجائب. ولعلّه أسوأ مثال عن الأفلام الثلاثية
الأبعاد من بعدAndy
Warhol’s Frankenstein.
Freakonomics:
كتبه ستيفن د. ليفيت وستيفن ج. دبنر (2005)، وأخرجه: هايدي إوينغ، ألكس
جيبني، سيث غوردون، رايتشل غرادي، يوجين جاريكي، ومورغان سبورلوك (2010).
تعدّ الكتب غير الخيالية مصدراً رائجاً وجديداً تُستوحى منه الأفلام في
يومنا هذا، مثل
The Social Network والفيلم المقبل
Moneyball. جذبت هذه المقاربات للشواذات الاجتماعية والاقتصادية الكثيرَ من
المخرجين، وغطّت مواضيع متنوّعة من مصارعة السومو إلى التبعات العنصرية
لأسماء الأشخاص الأولى. والنتيجة كانت مزيداً من الغموض وليس الغرابة.
How The Grinch Stole Christmas:
كتبه دكتور سوس (1957)، وأخرجه رون هاورد (2000). جُعلت النسخة التلفزيونية
المصوّرة لعام 1996 رسوماً كرتونية فاحتفظت بروح الكاتب فيها، إلا أن قناع
جيم كاري الأجعد لم يكن لطيفاً البتة. (وكان أهم ما في الفيلم بروز النجمة
تايلور مومسن التي أدت دور سيندي لو هو في
Gossip Girl
لاحقاً).
Rabbit Run:
كتبه جزن أبكايد (1960)، وصوّره جاك سمايت (1970). ما يدعو إلى قراءة رواية
أبكايد عن رياضي في بلدة صغيرة يتحوّل إلى تاجر سيارات ويهجر زوجته وابنه،
هو الأسلوب الوصفي وليس القصة بحدّ ذاتها. حتى النجم جامس كان تنكّر للفيلم
الذي وُضع على الرف جانباً بعد أن صدر بإصدار محدود.
The Road To Wellville:
كتبه ت. س. بويل (1993)، وأخرجه ألان باركر (1994). مثل أبكايد، يمتاز
بويل بأسلوب بارع. وقد جُرّدت القصة التي تتناول الصيحات الصحية المواكبة
لنهاية القرن من جماليتها إلى هيكلها فحسب، فلم يبق للماضين في صنع الفيلم
غير مهزلة مقززة عن الإمساك ورقائق الذرة، وبطولة أنتوني هوبكنز الذي يلثغ
ودانا كارفي الذي يسيل لعابه.
The Godfather:
كتبه ماريو بوزو (1969)، وأخرجه فرانسيس فورد كوبولا (1972). بعض نثر بوزو
عنيف («الآن، على رغم أن دماغه يدخّن كراهيةً، على رغم أن رؤى جامحة بشراء
مسدس وقتل الرجلين تشاحن عظام جمجمته…»). ولكن ذلك ليس بمشكلة في فيلم فتح
طاقم ممثليه الرائع البابَ لدراما العصابات.
The Silence of The Lambs:
كتبه توماس هاريس (1988) وأخرجه جوناثان ديميه (1991). الفيلم الذي يتناول
قاتلاً متسلسلاً يسلخ النساء مخيف جداً. ومع ذلك يجعل أنتوني هوبكنز من
هانيبال ليكتور آكل لحوم بشر لا يمكن للنقاد نسيانه.
The Devil Wears Prada:
كتبته لورا ويزبرغر (2003) وأخرجه دايفيد فرانكل (2006). لم يخلق الممثلون
شخصيات أفضل من الرواية، بل سمح لك الفيلم برؤية الملابس. ولا شك في أنه
أمر مهم في كوميديا تدور حول عالم الموضة.
The Girl With The Dragon Tattoo:
كتبه ستيج لارسون (نشرت الترجمة في الولايات المتحدة عام 2008) وأخرجه
(بالسويدية) نيلز أردن أوبلف (2009): تجعل نسخة الفيلم عن الكتاب الأول في
هذه الثلاثية الرائجة الكتاب المبهم أكثر تشويقاً إذ تتخلص من الحشو
الكلامي. الممثلون الذي يؤدون أدوار البطولة رائعون، وتجعل رؤية الشخصيات
الثانوية الأسماء السويدية أقل إرباكاً (وهي شكوى من قراء أميركيين كثر).
لنأمل أن تحقق النسخة الأميركية المنتظرة في ديسمبر النجاح نفسه.
Julia
&
Julia:
مدوّنة تحولت إلى كتاب كتبته جوليا باول (2005) وأخرجته نورا إفرون (2009).
نجحت إفرون (بمساعدة ميريل ستريب التي أدت دور جوليا تشايلد) في صنع فيلم
مسلٍّ من مدوّنة تعجّ بشؤونها الخاصة ويكثر فيها الكلام.
الجريدة الكويتية في
06/09/2011 |