رصدت "إيلاف" تأثير الربيع العربي على حركة الإنتاج الفني في كل مجالاته من
دراما وموسيقى وحفلات، من خلال التَّحدث إلى منتجين وصنَّاع دراما فنانين
وغيرهم، وذلك لرصد تأثير الثَّورات على النَّشاط الفني بشكلٍ عام.
تشهد البلاد العربيَّة منذ مطلع العام الحالي العديد من الإحتجاجات
والثَّورات، والَّتي نجح بعضها في الإطاحة بأنظمة بلادها، في حين ما زالت
أخرى تصارع في سبيل تحقيق ذلك، ولكن لم يتوقَّف أثر الثَّورات عند هذا
الحد، بل تخطاها إلى مختلف مجالات الحياة، ومن بينها الحالة الفنيَّة،
الَّتي تأثَّرت بشكلٍ واضحٍ بها.
"إيلاف" رصدت هذا التأثير في عددٍ من الدول العربيَّة على حركة
الإنتاج الفني، من خلال التَّحدث إلى منتجين وصنَّاع دراما وفنانين، إلخ..
إختلاف حول تأثير الربيع العربي على الإنتاج وتوقعات بمستقبل
أفضل
القاهرة - تحدثت إيلاف الى عدد من صناع السينما والتليفزيون في مصر
حول تأثير الربيع العربي على الإنتاج في العالم العربي، ورؤيتهم لمستقبل
السوق الفنية خلال المرحلة المقبلة، إضافة الى تقويمهم للوضع في سوق
الإنتاج الفني.
على الرغم من ان الربيع العربي الذي اطاح بثلاثة أنظمة عربية في مصر
وتونس وليبيا، ويواصل نشاطه في سوريا واليمن، إلا أن تأثيره على الإنتاج
الفني بمختلف مجالاته لا يزال مستمرًا، حيث تراجع الإنتاج السينمائي
والتليفزيوني في مصر بشكل كبير، كما تراجعت أيضًا الإعلانات على المحطات
الفضائية.
وعلى الرغم من ان غياب بعض الفنانين كان اضطراريًا بسبب عدم وجود
شركات إنتاج تتحمس لإنتاج أعمال لهم بسبب عدم ضمان الإيرادات السينمائية او
تسويق أعمالهم التليفزيونيةـ إلا أن فنانين اعتاد الجمهور على متابعة
أعمالهم غابوا عن الساحة الفنية، على الرغم من أن عودتهم قد تشكل انتعاشًا
للصناعة، ومن بينهم أحمد حلمي، الذي عاد أخيرًا ليباشر تصوير فيلمه الجديد
"إكس لارج" المؤجل منذ ثورة 25 يناير، وأحمد مكي الذي بدأ التحضير لفيلمه
الجديد بعدما خرج من موسم الصيف الماضي للمرة الأولى منذ ظهوره حيث اعتاد
على طرح أفلامه في الصيف.
الأمر نفسه بالنسبة إلى كل من أحمد السقا وأحمد عز اللذين تأجل
مشروعهما السينمائي "المصلحة" الذي كان من المقرر ان يخرج إلى النور في
موسم الصيف الماضي، لكن الظروف الأمنية والتصوير الخارجي الذي يحتاجه
الفيلم اضطر الشركة المنتجة الى تأجيل استكمال التصوير ليبدأ مع نهاية
الشهر الجاري، كما غاب عدد كبير من نجوم الدراما التليفزيونية في مقدمتهم
يسرا وإلهام شاهين.
وقال عبد الجليل حسن، المسؤول الإعلامي للشركة العربية للإنتاج
والتوزيع السينمائي، التي تعد أكبر كيان إنتاج سينمائي في العالم العربي،
لـ"إيلاف" ان الثورات العربية أدت الى حدو،ث حالة ركود في السينما المصرية،
فدور العرض لم تعد تعمل مثل قبل 25 يناير باستثناء خلال موسم عيد الفطر،
حيث بدأت حالة الانتعاش تعود مجددًا.
وأشار الى أن وجود حظر التجوال في مصر لشهور عدة وحالة الانفلات
الأمني ساهمت في انخفاض إقبال الجمهور على دور العرض السينمائية، موضحًا أن
كل هذه العوامل، إضافة الى وجود مشاكل في التوزيع الخارجي للأفلام المصرية
بسبب وجود ثورات في الدول العربية أدى الى زيادة حالة الركود.
ولم ينكر عبد الجليل تأثر صناعة السينما ككل بالثورات العربية، مشيرًا
الى أن أي شركة إنتاج لا تستطيع ان تنتج ثلاثة او اربعة أفلام ولا تعرف
مصيرهم، خصوصًا في ظل إحجام القنوات الفضائية على شراء الأفلام الجديدة،
منوهًا الى توقف العديد من الأعمال ذات التكلفة الانتاجية المرتفعة والتي
يصعب تنفيذها في الوقت الحالي بسبب حالة الركود.
ونوه الى أن الشركة العربية ليس لديها سوى فيلمًا واحدًا فقط تم
إنتاجه قبل الثورة وهو "حفلة منتصف الليل" الذي يشارك في بطولته كل من
رانيا يوسف وحنان مطاوع ودره، وهو الفيلم الذي لم يتم تحديد موعد لعرضه حتى
الان، بسبب عدم الانتهاء من عملية المونتاج الخاصة به.
الفنانة بشرى بصفتها المنتج الفني لشركة "نيو سينشري للإنتاج الفني"
التي قامت بطرح أكثر من فيلم سينمائي بعد ثورة 25 يناير، قالت لـ"إيلاف" ان
الثورات العربية اثرت على الإنتاج السينمائي بشكل كبير من حيث الكم والكيف
في الوقت نفسه.
وأشارت الى أن الشركة بدأت تدرس احتياجات الجمهور في هذه المرحلة، حيث
وجدت ان الطابع الكوميدي هو الذي يلاقي استحسانًا عند الجمهور في هذه
المرحلة، معترفة في الوقت نفسه بأن العائدات التي تحققها الأفلام لا تعادل
الإيرادات نفسها التي كان تحقق في الأعوام السابقة.
وأكدت بشرى على أهمية استمرار العمل لدعم صناعة السينما خصوصًا في ظل
وجود المئات من العاملين الذين يقفون خلف الكاميرا ويعيشون على إنتاج
الأفلام، مشيرة الى أن الشركة عندما بدأت في طرح الأفلام كانت مغامرة لا بد
منها، لأنه لا يعقل ان تظل دور العرض المصرية بلا أفلام في الوقت الذي توجد
فيه أفلام محفوظة في العلب.
ولفتت الى أن هناك تفهمًا لدى الفنانين في ما يتعلق بالظروف التي تمر
بها السينما، وهو ما دفعهم الى تخفيض أجورهم، متفهمين الظروف التي تمر بها
السينما، مؤكدة ان كل شركات الإنتاج عليها ان تتعامل مع سوق الإنتاج
السينمائي، وفقًا للمعطيات الحالية والتي تتغير بين لحظة وأخرى.
المنتج اسماعيل كتكت، صاحب شركة فرح ميديا للإنتاج التليفزيوني، قال
لـ"إيلاف" ان الثورات حققت ما كان يتم المطالبة منذ سنوات من خلال تغيير
معايير السوق الفنية للأفضل، وتقليص عدد الأعمال الفنية التي يتم إنتاجها،
منوهًا الى أن عدد المسلسلات التليفزيونية التي عرضت خلال العام الحالي في
مصر والعالم العربي كانت مناسبة للغاية مع عدد القنوات الفضائية الموجودة،
وهو ما يثبت أن الإنتاج الذي تم تقديمه يغطي احتياجات السوق.
وأشار الى أن عدد المسلسلات التي عرضت أعطت للمشاهد الفرصة في
المتابعة، على عكس ما كان يحدث في السنوات السابقة، ومن ثم أخذت الأعمال
الدرامية حقها في المشاهدة حتى لو كانت لا تستحق المشاهدة، لكن الجمهور هو
من قام بالحكم عليها وليس ظلمها بسبب توقيت العرض او عرضها على قناة
مجهولة.
وأكد كتكت أن الثورات العربية ستغير معايير الإنتاج التليفزيوني، لأن
الشعوب أثبتت أنها في مستوى أعلى من مستوى صناع الدراما، ومن ثم على صناع
الدراما الارتقاء الى نفس مستوى الثوار وتقديم أعمال درامية تتوافق مع عقول
المشاهدين وعدم الاستخفاف بها.
وشدد على أن هناك العديد من الامور التي عادت الى نصابها الطبيعي
أخيرًا، ومنها تراجع الأجور الخيالية للفنانين، إضافة الى عدم تدخل الفنان
في اختيار المخرج الذي يباشر إخراج عمله وعدم تدخله في ما لا يعينه كترشيح
باقي الأبطال وإدخال تعديلات في السيناريو.
بدوره يشير الفنان الشاب حسن الرداد الى أن الثورة وعلى الرغم من انها
أدت الى توقف العديد من المشروعات الدرامية التي كان من المفترض ان ترى
النور في رمضان الماضي، فضلاً عن مشاريع سينمائية، إلا أنها تنبأ بمستقبل
أفضل خصوصًا وان عدم انتهاء الثورة حتى الان يعني انه لابد من الانتظار
قليلاً.
وأشار الرداد الي أن مشاريعه الجديدة التي كان من المفترض ان ترى
النور تأجلت لكنه غير حزين عليها، خصوصًا ان منها ما لم يعد صالحًا لمرحلة
بعد الثورة، لأن ذوق الجمهور يختلف، إضافة الى أن بعض الموضوعات التي كان
يمكن مناقشتها في السابق لم يعد من المناسب مناقشتها في الوقت الحالي.
تتفق معه في الرأي الممثلة المغربية الشابة، إيمان شاكر، التي ترى ان
الثورة تنبئ بوجود تغييرات لمصلحة الفنانين الشباب، مشيرة الى أن المرحلة
المقبلة ستكون فيها فرصة للوجوه الشابة للظهور بشكل أكبر ومعايير اختيار
ترتكز على الكفاءة وتقديم أعمال ذات مضمون قوي.
إعترف سعد عباس، رئيس شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، بتراجع
الإعلانات بشكل كبير خلال موسم رمضان الماضي، والإعلانات بصفة عامة على
شاشة التليفزيون المصري بسبب الغاء التعاقد المبرم بين التليفزيون ووكالة
صوت القاهرة قبل بداية رمضان بأيام، مشيرًا الى أن ذلك الالغاء أدى الى
تراجع العائدات الإعلانية بشكل كبير، إضافة الى تجاهل الوكالات الإعلانية
للتليفزيون المصري كشاشة، وتوجيه كل الإعلانات للمحطات الفضائية المختلفة.
وأكد عباس ان تراجع الإعلانات على شاشة التليفزيون المصري بعد ثورة 25
يناير يعود إلى عدم وجود برنامج توك شو إخباري ينقل ما يدور في مصر، مشيرًا
الى أن هذه النوعية من البرامج باتت من أهم البرامج التي تحتاجها أي شاشة
تليفزيونية في المرحلة الحالية.
ويشدد بحديث متفائل عن المستقبل على أن الفترة المقبلة ستشهد إعادة
لترتيب أوراق التليفزيون من أجل جذب المزيد من الإعلانات على الشاشة.
"المرحلة التي نمر بها مرحلة انتقالية، ولا يمكن ان تعتبر ان الثورة
كان لها تأثير على مضمون الأعمال الفنية التي قدمت سواء في السينما أو في
التليفزيون"، هكذا بدأ الكاتب والناقد عصام زكريا حديثه لـ"إيلاف" مشيرًا
الى أن المرحلة الحالية لا يمكن اعتبارها مرحلة ما بعد الثورة، لأن الثورة
لم تحقق أهدافها بعد، ولم تنته حتى الآن ومن ثم لا يمكن ان تتحقق في الوسط
الفني.
كما أكد على ضرورة الانتظار لمدة عامين بعد اكتمال الثورة السياسية
حتى يظهر تأثيرها على الإنتاج الفني بصفة عامة، مشيرًا الى أن ما يتم
تقديمه في الوقت الحالي لا يختلف كثيرًا عن ما تم تقديمه قبل ثورات الربيع
العربي.
في العراق.. الربيع العربي لم يرسم ألوانه على الحركة الفنِّيَّة
النائمة منذ 2003 في سرير ولم تصح منه؟
بغداد - اجمع عراقيون على عدم وجود اي تأثير للثورات العربية على
حركة الإنتاج الفني في العراق في كل مجالاته، من اعمال درامية الى موسيقى
وسينما وحفلات فنية.
واشاروا الى ان العراق هو الآن خارج سياقات الاحداث العربية، لانه ما
زال يعيش احداثه اليومية التي لها تأثيرها الواضح على الحياة اليومية
للفنانين انفسهم، وللحركة الفنية بشكل عام، اذ ما زال الفن العراقي اسير
الخوف، كما قال البعض، لذلك ما زالت معظم المسلسلات الدرامية تصور في بلدان
عربية مثل مصر وسوريا، فيما السينما متوقفة منذ زمن بعيد، بينما الحفلات
الفنية شبه معدومة، وليست هنالك الا حفلات بسيطة في اماكن وسط بغداد،
يحييها بعض المغنيين الشباب، ولا تشهد حضورًا واضحًا من الجمهور.
واستغرب العديد ممن التقيناهم ان يكون للثورات العربية ابتداءً من
تونس ومصر وانتهاء بسوريا وليبيا اي تأثير على المشهد الفني العراقي
المعروف عنه بالمحلي، الذي لا يتجاوز حدود المحافظات العراقية، موضحين ان
الفن العراقي نام في سرير المتغير الكبير الذي حصل عام 2003 ولم يصح بعد،
لان الاوضاع الامنية والتطورات الايدلوجية تهيمن على الجو العام.
قال حسن عبد الحميد، معد ومقدم برامج في قناة الرشيد: "لا اعتقد ان
ذلك يؤثر او يكون قد اثر، لاننا نعيش في احداث مستمرة ودامية وساخنة كل
يوم، ولا تدع لنا مجالاً او فرصة للتأمل واختيار المكتوب، فالاعمال
العراقية التي تكتب الآن هي استجابات سريعة لاحداث ليست مرشحة او مقنعة او
متسربة بشكل جيد، فالثورات العربية جديدة ولم يمر عليها وقت طويل للتأثير،
وان كان هنالك عمل مسرحي عراقي للمخرج عماد محمد وتمثيل محمد هاشم وهو
مونودراما بعنوان "فايسبوك" فيما الاعمال كلها في ظني واعتقادي غير
متأثرة".
واضاف: "الثورات العربية اثرت سلبًا على البلدان التي تحدث فيها، وقد
تأجلت مهرجانات عدة، فمثلاً مهرجان القاهرة لم يقم، ومهرجان قرطاج في تونس
ايضًا، ومهرجان دمشق، ولكن للاسف المهرجانات العراقية لم تستثمر كالعادة
هذه الازمات من اجل رفع شأن الفن العراقي، وهكذا عهدنا دائمًا لا نحسن
اختيار صناعة نجم ولا نحسن ادارة ازمة، نحن نختلق الازمة، كان بالامكان ان
يقام مهرجان بغداد المسرحي في موعده المحدد في عام 2011 الحالي، ولكن الى
الآن لم تقر الميزانية كما سمعت من المسؤولين القيمين على المهرجان، كان
على العراق والثقافة العراقية والفن العراقي ان يستثمر هذه الغياب الطاغي
للمهرجانات العربية ويقوم بإعادة الاعتبار لفن العراقي".
اما الناقد الفني قحطان جاسم جواد فقال: "لم تؤثر طبعًا، وهذا شيء
مؤكد لاننا خارج سياقات ما يحدث في البلاد العربية، نحن منشغلون بحالنا
ووضعنا وهمومنا، ثم ان الدراما العراقية لا تعمل داخل العراق، بل تعمل في
سوريا، والمنتج المنفذ يأخذ نصف المبلغ، ويهضم حق الفنان، وليست هنالك
نشاطات فنية لافتة للنظر او الانتباه من الممكن ان تتأثر سلبًا او ايجابًا
بالاحداث، نحن ليست لدينا اعمال تسوق خارج العراق حتى تتأثر، اعمالنا تنتج
في الفضائيات العراقية، وتعرض في الفضائيات نفسها، ولا يشاهدها الا جمهور
محدود، فليس لدينا مساس بأحد لان اعمالنا محلية بحتة، والجمهور العراقي
وحده من يشاهدها، واذن لا تأثير لما يحدث في البلدان العربية على اعمالنا
الفنية".
فيما قال مدير الانتاج حسن الجوادي: "لا اعتقد ان الفن العراقي عمومًا
يتأثر بما يجري خارج حدود البلد، ذلك لان الفن العراقي غير مؤثر في البلدان
العربية، بل انه غير مؤثر في الداخل بالشكل الذي يجعله يخرج عن نطاق
المحلية، ومما شاهدناه في الاونة الاخيرة فإن الاعمال العراقية ليس لها
حضور لدى الجمهور العربي، بل ان اي شاشة عربية لم تعرض اعماله، بل حتى
الغناء العراقي غير متفاعل مع الاحداث، من هنا يمكن القول انه لا يوجد سبب
معين كي يتأثر اي مجال فني عراقي بالاحداث الجارية في الوطن العربي،
فالسينما متوقفة، والغناء اكثره لشباب، وفي محطات غنائية، والدراما تتناول
اوضاع العراق الحالية او في الزمن السابق، وليس هنالك ما يدعو الى تغيير
الا اذا تحسن الوضع الامني واصبح لليل مكان ساهر".
اما الفنان الممثل عدنان شلاش فقال: "لن تؤثر الثورات على انتاجنا
الفني، بل اننا اثرنا عليها بالتخلف الذي نتميز به ابتداء من الحكومات
وانتهاء بآخر منظومة في المجتمع، نحن لدينا مشاكل كثيرة لم نجد لها حلولاً
بعد، واعتقد ان الفنان العراقي غير معني بما يحدث لانه يعتبر نفسه خارج
منظومة التأثر بالاخر الذي هو خارج العراق، وخارج منظومة التأثير على الاخر
الذي هو داخل العراق، ولا يملك وجهة نظر من الممكن ان تكون عنوانًا لمهرجان
او غير ذلك، لان الرأي الاول والاخير هو للدولة، اي ان اقامة اي مهرجان
لاستقطاب اعلامي او ثقافي هو شأن الدولة، شأن القياديين الذين يقودون البلد
في المحافل السياسية والاجتماعية والثقافية، وكان من الممكن استغلال توقف
المهرجانات العربية باقامة مهرجانات مماثلة تستقطب الفنانين العرب والاجانب،
ولكن نحن لا نفكر هكذا".
فيما قال احمد الثائر وهو كاتب مسرحي: "يبدو ان رياح التغيير التي
هبّت على المنطقة العربية لم تحرك لدى الفنانين العراقيين المخيلة بهذا
الاتجاه، ذلك لان المشهد العراقي المحتشد بكثير من الرؤى على مستويات شتى
قد استوحى الاخر منها ما شكل مادة لأعماله، وذلك لان الفنان العراقي هو
الذي عاش التغيير قبل ان تهبّ رياحه على الدول العربية الاخرى، لهذا لم
تشكل رياح التغيير لدى الفنان العراقي شيئًا باستثناء تعاطفه مع الثورات
العربية الجديدة، فضلاً عن انشغاله بوضعه الداخلي الذي يحاول ان يجعله افضل
فالبيئة العراقية الآن هي مصدر مهم للاعمال الدرامية، واهم تفاعل حصل في
هذا الشأن كان من قبل الاعلام ورسامي الكاريكاتير فقط، ولم يؤثر التغيير في
الانتاج الفني المحلي سلبًا او ايجابًا الذي يعاني اصلاً ازمات، ولا اظن ان
تأثيرًا من اي نوع حصل للفن العراقي".
السَّاحة الفنِّيَّة الإماراتيَّة بقيت على حالها.. والمتأثرون
كانوا أشخاصًا معينين بسبب مواقفهم
أبو ظبي - سألنا الفنان الإماراتي فايز السعيد فقال: "طبعاً تأثرت
كثيراً والشيء الأول هو العامل النفسي، ومن خلال متابعتي الأحداث، هناك عدد
من الفنانين أجّلوا أعمالهم، حتى تهدأ الأمور قليلاً، وأنا شخصياً طالتني
تأثيرات الأحداث العربية، من خلال تعاوني مع عدد من الفنانين، الذين حصلت
ثورات في بلدانهم، على سبيل المثال المغنيتان المصرية أنغام والسورية
أصالة، إضافة إلى فنانين آخرين أجّلت بعض أعمالهم..
وحتى في البحرين، تكررت العملية نفسها، فقل الإنتاج والنشاط، وأصبحت
الأمور خاضعة لشروط نفسية، فلم يعد الفنان مستعداً لأي شيء، بسبب هذه
الظروف، ولكن الحمدلله في دولة الإمارات، لم تتأثر الأعمال الفنية
والإنتاجية وظلت على حالها من الحيوية".
أما ماهر خوخجي صاحب شركة "سبوت لايت"، المنظمة لغالبية الأحداث
الفنية في دبي فقال: "بالنسبة إلى الحفلات في دبي لم تتأثر كثيرًا، ونسبة
الحضور كانت قوية وبالزخم نفسه ومواعيد الحفلات اقيمت كالعادة، كما كانت
تقام كل سنة ومستوى الحضور الجماهير كان جيداً".
وحول هذا الموضوع، قالت الإعلامية لجين عمران التي تقدم برنامج "صباح
الخير يا عرب" على قناة " أم بي سي": "برنامجنا لم يتأثر لا إيجابًا ولا
سلبًا، فنحن من خلاله نسلط الضوء على شؤون الناس وأوضاعهم الحياتية، نعم
كان هناك بعض التأثير على بعض الزملاء، فأصبحت مسألة من هو مع هذا النظام
أو ضده في بلد ما، تترك تأثيراتها علينا في العمل، فحصلت بعض الخلافات،
ومنهم من اتخذ موقفًا من زميله، وهناك زملاء تركوا وظائفهم بسبب آرائهم
السياسية، أو لأن هذه القناة تأخذ توجهاً معيناً يعارضه بعضهم، كما حصل هذا
الأمر مع الزميل جورج قرداحي، والزملاء في قناة الجزيرة والعربية، وقنوات
أخرى أيضًا، كما إن هناك قنوات قاطعها عدد من الناس، لأنها تبنت جهة
معينة".
في السياق عينه، قال رفعت أحمد مدير الحفلات في شبكة قنوات نجوم:
"عمومًا كان هناك تأثير في بعض البلدان وعلى عدد من الفنانين، الذين
قاطعتهم الجماهير بسبب مواقفهم أمثال عمرو دياب، وتامر حسني، وعمر مصطفى
مثلاً. أما الحفلات في الإمارات فكان لها تأثير على بعض الفنانين، فرفعت
أسهم البعض وأنزلت آخرين، ومثال على ذلك حفلة محمد منير الذي رفعت الثورة
من أسهمه، حيث أقام حفلة في دبي بعد الثورة، وفاق التوقع عدد الحضور الذي
قدر بنحو 13 الف شخص. أما بالنسبة إلى الحفلات الخاصة كالأعراس وما شابه،
فلم تتأثر كثيرًا في الإمارات".
وتقول بسنت شمس مذيعة وصاحبة شركة انتاج: "الثورات العربية لم يكن لها
التأثيرعلى الإعلام، وربما العكس، إذ إن هناك قنوات نشطت، وأخرى افتتحت
ودورة البرامج وحركة الإنتاج كانت متواصلة كما هي، ولكن ربما كان هناك بعض
التأثير على القنوات التلفزيونية الصغيرة".
أما الفنانة عريب فقالت: "أنا اكثر واحدة تأثرت بالأحداث، فصودف طرح
البومي مع الثورة في تونس، وتضررت كثيرًا بذلك، مع العلم أنني كنت أحضر له
منذ مدة طويلة، وكنت انتظره كثيرًا، ولكن شاءت الظروف أنه طرح في هذا
التوقيت، ولم يكن أحد يدري ماذا سيحصل، أما بالنسبة إلى حفلاتي الخاصة
كالأعراس مثلا فلم تتأثر والحمدالله مازالت كما هي".
وتحدث أسامة الشيخ الذي يعمل مهندس صوت حول هذا الموضوع قائلاً:
"الربيع العربي والثورات في البلدان العربية طبعًا، أثرت على عملنا، فأصبح
الفنانون مقلين في أعمالهم، وباتت الشركات تتريث في الإنتاج لكي تنجلي
الأمور، بينما تضاءلت أعمال الملحنين والشعراء بنسبة كبيرة عما كنا نعهده
قبل الثورات".
بدورها، قالت الإعلامية في قناة نجوم بشاير بالعبد: "طبعًا الناس
تأثروا بالجو العام، ونحن من خلال برنامجنا الذي قدمناه خلال شهر رمضان،
حاولنا ان نخفف عن الناس من خلال استضافتنا عددًا من الضيوف تنوعوا بين
فنانين واعلاميين ومصممي ازياء، ولم نكن نتكلم في الشأن السياسي، ولكن في
الوقت نفسه، كنا متعاطفين مع الناس والأحداث الجارية في الوطن العربي.. كان
برنامجنا يقدم ما هو مفيد ومسل للجميع".
اما الملحن والشاعر سعيد الكعبي فقال: "الذي حصل ويحصل في الوطن
العربي يؤثر بالتأكيد على كل شخص فنحن في النهاية بشر، وعلاقاتنا مترابطة
في ما بيننا وخصوصًا في البلدان العربية، ومن خلال متابعة الأحداث، لم يعد
لدى المرء النفس على الكتابة أو التلحين، والناس بشكل عام لم تعد تهتم لما
يلحن أو يغنى، فهي تتابع الأوضاع من خلال القنوات الفضائية، بينما أصبح
الفنانون ايضًا يتريثون بطرح أي عمل، وتريثوا في إنتاجهم حتى تنجلي الأوضاع
على الساحات العربية بشكل عام".
ويقول بسام الترك مخرج تلفزيوني وفيديو كليب: "بحكم اقامتي في دولة
الإمارات، وما يشهده هذا البلد من أمن وأمان، والناس هنا بمعظم جنسياتهم
مطمئنون ومرتاحون، أصبح الفنانون في البلدان التي حدثت فيها الثورات يأتون
الى الإمارات، وباتوا ينتجون أعمالهم هنا، ولكن من الطبيعي ان الحركة
الإنتاجية تأثرت، وأنا شخصيًا لم أتأثر بما حصل، فوجود هذا العدد من
الفنانين هنا في دبي جعل حركة الإنتاج والطلب أكثر على اخراج الفيديو
الكليب، وخلال شهر رمضان قدمنا برنامج "عالم بالخير" على قناة نجوم، ولاقى
هذا البرنامج صدى واسعًا ومتابعة كبيرة من المشاهدين".
اما الفنان محمد المزروعي قال: "شيء طبيعي أن تؤثر هذه الأمور علينا
كفنانين وتنعكس على كل شيء، ولكن بالنسبة إلى منطقة الخليج، كان التأثير
قليلاً جدًّا فحركة الإنتاج استمرت عند معظم الفنانين الموجودين هنا،
وبالنسبة إلي كنت قد صوّرت عملين، وأحضر للأغنية الثالثة قبل اندلاع هذه
الثورات، وقد طرحتها في الأسواق، وكان العمل الذي طرح أخيرًا وأجّل بعض
الشيء هو بعنوان "ودي أعرف" الديو الذي جمعني مع الفنانة دارين حدشيتي،
ولكن في مجمل الأحوال كان هناك تأثير على غالبية الفنانين في الوطن
العربي، ولكن بنسب مختلفة".
ثورات الربيع العربي تطرح الدراما أرضًا الَّتي بدأت تبحث
عن يد العون
الرياض - تعيش الدراما التلفزيونية العربية الآن أصعب أيام حياتها،
حيث تحيط بها الظروف الإقتصادية السيئة من جانب، وشبح سحب البساط من جانب
آخر، و بالأحرى الجانب التركي الذى تربّع علي كرسى العرش الذي ظلت عليه
الدراما التلفزيونية العربية لكثير من السنوات، فوضع الدراما التلفزيونية
العربية بلغ قمة خطورته متأثرًا بالتغيرات السياسية والإقتصادية التى
تشهدها البلاد، فهل ستزدهر الدراما بدخول عصر الديموقراطية أم ستتخلف عنه،
ولذلك التقت "إيلاف" بكتاب ومخرجين ومنتجين الدراما التلفزيونية لمعرفة
نتيجة ما يحدث الآن والى أين تذهب الدراما التلفزيونية.
تحدث المنتج والممثل السعودي حسن العسيري، باعتباره يشغل مناصب مهمة
فى الحياة الفنية ومطّلع على التأثر الواقع في جوانب الإنتاج وقطاع
التمثيل، فأكد أن التأثير من قبل ثورات الربيع العربي على الفن كبير،
وسيستمر بتكاتف الأزمة المالية العالمية ومع امكانية وصول تأثيرات الازمة
الاميركية المتوقعة حسب الكثير من المحللين.
واستكمل قائلًا إن الاهم هو أن تستفيد الدراما الخليجية بشكل مناسب من
الاستقرار الكبير لمنطقة الخليج الذي سينعكس ايجابًا على تنشيط الدراما
الخليجية، مقابل الإنخفاضات العالية في الإنتاج السوري والمصري الذي لم
يتعطل تمامًا وندعو الله الا يتعطل.
كما أكد أنه على المنتجين والفنانين أن يقفوا مع زملائنا الفنيين
تحديدًا ذوي الاجور المتواضعة، الذين يقفون وراء نجاحات الاعمال السورية
والمصرية، ويمدوا لهم يد الدعوة إلى المشاركة كفنيي صوت او مساعدي انتاج او
اعمال المكياج، وغيرها من العناصر المساعدة التي كانت تعمل بالاجر اليومي
وتعاني الآن ضررًا كبيرًا بسبب قلة وندرة الاعمال.
على صعيد آخر، أكد العسيري أن هناك فرصة لنجاح او قتل الدراما
الخليجية بضرورة اختيار موضوعات تفاؤلية وانسانية تشد المشاهد وتسعده، كما
انها فرصة كبيرة للدراما المحلية في سلطنة عُمان وقطر لزيادة الاستثمارات
في أعمالهم المحلية.
على الجانب المصري، يرى المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ أن الثورات
العربية والربيع العربي سيصاحبه ازدهار للدراما التلفزيونية من خلال ترسيخ
وتطبيق قواعد الديموقراطية التي تمنح كل إنسان حق التعبير عن نفسه وعن رأيه
في حدود الاحترام والادب، إضافة الى تراجع الاعمال السطحية التافهة التي
تتعمد الاستهتار بعقلية المشاهد وتضليله.
وشدد عبد الحافظ على ضرورة وجود تعاون كبير من المنتجين الباحثين عن
الاعمال الجادة الهادفة من أجل إنقاذ الدرام،ا التلفزيونية، لأن الجميع
شاهد في الفترة الاخيرة زيادة عدد المسلسلات المعروضة الى أن أصبح المشاهد
غير قادر على المتابعة، وعلى الرغم من كثرة العدد إلا أنها معدومة الفكر.
ويقول المخرج إن الثورات العربية أسمى من أن يوجد عملًا واحدًا يجسدها
سريعًا ولابد أن يكون هناك كثير من الاعمال التي تتناول الثورة من كل
الزوايا والجوانب، وأكد أن الثورات لم تنته بعد خصوصًا لوجود الكثير من
الجوانب والاسرار التي لانعرف عنها شيئاً حتى الآن، فلا يمكن أن يقوم أحد
الآن بعمل يجسد الثورة، ولكن ممكن أن يكون هناك بديلاً بعمل يتحدث عن روح
ثورة يناير مثلما حدث في حرب أكتوبر.
وصرح عبد الحافظ أنه يعدّ الآن لعمل سينتاول الحديث فيه عن بعض جوانب
الثورة المصرية، ولكن سيبدأ الخطوات الفعلية للعمل بعد 6 أشهر حينما ينتهي
من أعماله المؤجّلة من العام الماضي، وهم "بيرم التونسي" تأليف محفوظ عبد
الرحمن، و"همس الجذور" تأليف يسري الجندي.
وطالب المخرج جميع الفنانين والمنتجين باستمرار التعاون في ظل الظروف
الاقتصادية السيئة حتى لا تقف دائرة الانتاج.
من جانب آخر، يقول الكاتب مجدي صابر إن الثورات العربية وما تشهده
البلاد هذه الفترة من عدم استقرار وانهيار اقتصادي كان له أثر سلبي كبير
على الانتاج، لان الظروف الاقتصادية هي المتحكمة اولاً وأخيرًا في أي عمل،
وبالتالي هناك شلل في حركة الانتاج التلفزيوني.
وأكد صابر على عدم صلاح الحال عمومًا الا بعد عودة الامن والاستقرار
الى الشارع العربي حتى يطمئن قلب المنتجين، ويقبلوا على العمل من جديد،
وأكد مجدي صابر أن الوضع اختلف كثيرًا بعد الثورة، حيث هناك الكثير من
الاعمال السطحية التي لاقت نجاحًا كبيرًا قبل الثورة، كي لاتخرج الى النور
مرة ثانية، لأن المواطن صانع الثورات لايقبل العري ولا التفاهة مرة أخرى.
إيلاف في
23/09/2011
فيلم "الرحيل من بغداد" في اربعة مهرجانات عالمية
إيلاف - لندن:
يستقبل مهرجان "راين دانس" السينمائي في لندن فيلم "الرحيل من بغداد"
للمخرج قتيبة الجنابي ضمن المسابقة الرسمية للافلام الطويلة وذلك ضمن عرضين
في ٥ و ٧ من تشرين الاول - اكتوبر في سينما ابولو بقلب العاصمة البريطانية
ومن المقرر ان يشارك الفيلم في ثلاثة مهرجانات عالمية هي: "غانت"
البلجيكي في ١٠ تشرين الاول - اكتوبر ومهرجان بانكوك السينمائي العالمي في
تشرين الثاني - نوفمبر ويسافر الفيلم الى الهند للاشتراك في مهرجان الهند
الدولي في شهر كانون الثاني – ديسمبر
في الوقت ذاتها اعلنت شركة "دوك ووف" البريطانية لتوزيع الافلام عن
العرض الجماهيري للفيلم في العاشر من تشرين الاول - اكتوبر من العام
الجاري في صالات عرض بريطانية متنوعة
ويتناول الفيلم ثيمة الخوف الدائم الذي يلاحق العراقيين متمثلا
بمصور الدكتاتور الشخصي ورحلة فراره من العراق صوب المجهول.. و يلقي بذلك
الجنابي الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ العراق المعاصر خلال تسلط
الدكتاتورية على العراق: انسانا وارضا وحضارة
وقد صرح المخرج قتيبة الجنابي بآن فيلم "الرحيل من بغداد" يعتبر تجزبة
ذاتية تهم كل الشعوب التي عانت من الدكتاتورية والفيلم مهدى الى كل ضحايا
الفترة المعتمة التي عاشها العراقيون ما يقارب اربعة عقود
من جهته صرح اندي ويتكر مدير شركة "دوك ووف" للتوزيع بآن فيلم
"الرحيل من بغداد من الافلام الروائية التي تثير الكثير من الاسئلة
الابداعية من خلال عرض مفهوم الملاحقة التي يتعرض لها بطل الفيلم من قبل
مجهولين في محاولته للوصول الى بريطانيا كخطوة اولى للنجاة
والفيلم من بطولة صادق العطار ورانج عمر وجاسم التميمي، في تجربتهم
السينمائية الاولى. اضافة الى الممثل الهنغاري اتيلا شويموشي. وضع الموسيقى
التصويرية توم دونالد
ومن المؤمل ان يعرض الفيلم في بغداد ومحافظات عراقية اخرى ضمن مبادرة
مؤسسة المدى لدعم السينما العراقية
يذكر ان الفيلم قد حصد الجائزة الاولى في مسابقة الافلام الروائية في
مهرجان الخليج السينمائي في دورته الاخيرة
إيلاف في
23/09/2011 |