بعد نحو شهرين من تعيينه رئيسا للمركز القومي للسينما استطاع المخرج
الكبير مجدي احمد علي ان يقود حركة تغيرات شاملة في القطاعات السينمائية
المختلفة باعتباره احد ابناء المركز وصاحب الخبرة الطويلة في العمل الفني
وبحكم تجربته في مشروع دعم الافلام نجح
مع مجلس الادارة في وضع سياسة جديدة حققت ارتياحا كبيرا بين السينمائيين خلال
ايام يبدأ المركز في التعاقد مع شركات الانتاج للافلام التي فازت بالدعم
حيث يتم منحها مبلغ الدعم »مليوني جنيه«
علي خمس دفعات.
كانت نتيجة المسابقة قد اسفرت عن فوز
٢١ فيلما روائيا طويلا وسبعة افلام تسجيلية و٥١
فيلما روائيا قصيرا وثلاثة افلام تحريك.
·
<
قلت للمخرج مجدي احمد علي..
كيف استفدت بتجربتك كسينمائي في تطوير مشروع دعم وزارة الثقافة للأفلام؟
ــ اجاب :
يجب ان نعترف بان د.عماد ابوغازي حينما تولي وزارة
الثقافة حرص علي وضع قواعد جديدة للدعم وقررنا في مجلس الادارة
علي تحويل الدعم العيني إلي دعم نقدي لان الاول كان معوقا للاداء وكان محل
شكوي من كل الذين خاضوا التجربة مع وزارة الثقافة وانا شخصيا كنت اري من
خلال تجربتي في فيلم »عصافير النيل« ان الاسلوب كان مهينا لاي سينمائي فقد
كانوا يقولون اصرف الاول ثم احاسبك بعد ذلك.. ومع احترامي للقائمين عليه
فقد كانوا يتعاملون بمنطق انهم يدفعونها من جيوبهم لكننا حرصنا علي ان
نتعامل بشكل يليق بالمنطق الطبيعي ان الدولة ممثلة في الوزارة تدفع منحة
مليوني جنيه مساهمة في انتاج الفيلم.
·
<
وهل سيتم دفع الدعم مرة واحدة؟
ــ
لا بل علي خمس دفعات..
تبدأ بعد ثلاثة شهور من توقيع العقد فنعطي دفعة مع بداية التصوير ودفعة
ثانية في منتصف التصوير وثالثة مع نهاية التصوير ورابعة مع المونتاج وخامسة
مع انتهاء نسخة العمل.
·
<
اشاد السينمائيون بالغاء شرط موافقة
الرقابة علي السيناريو قبل دخوله المسابقة ثم عدتم وطلبتم موافقتها قبل
التعاقد علي تنفيذ الفيلم وهو ما أثار غضب البعض..
لماذا حدث تراجع؟
ــ ليس تراجعا..
فقد رأينا في مجلس الادارة عدم الاشتراط
حصول السيناريو علي موافقة الرقابة قبل دخوله المسابقة لكن في حالة فوزه
واستحقاقه للدعم لابد ان يكون قد حاز علي موافقتها فلا يمكن ان نعطي دعما
لفيلم لم يحصل علي موافقة الرقابة لان عدم حصوله عليها يعني عدم دخوله حيز
التنفيذ.
·
<
لكن هذا الشرط أثار زوبعة بين السينمائيين؟
<<
انا شخصيا ضد الرقابة علي طول الخط ولو ان هناك
اعتصاما
ينجح في الغائها لكنت اول المنضمين اليه..
لكن طالما انها مازالت ضمن منظومة وزارة الثقافة وإلي ان ننجح في تغيير
قانون الرقابة لكي لا تكون رقابة مستبقة علي الافكار فاننا مضطرون للتعامل
معها خاصة ان من تمنح الدعم هي الوزارة نفسها..
واري ان المسألة اخذت اكبر من حجمها وتنطوي علي
افتعال لمعركة لا ضرورة لها..فالمعركة التي يجب ان تقودها لابد ان تتجه
لتنفيذ هذه الافلام لا أن نستغرق انفسنا في محاربة طواحين الهواء لأنني اري
ان الرقابة المجتمعية الآن اشد من رقابة سيد خطاب.
·
<
لكن بعض الأفلام التي فازت بالدعم مرفوضة
فعلا رقابيا؟
ــ هناك مشكلة
تواجه فيلم »لامؤاخذة« لعمرو سلامة مع الرقابة بعد رفضها للسيناريو وهناك
مناقشات للمخرج وبشأنها.. والرقابة الاولي للسيناريو اشبه ما تكون بتصريح
للتصوير خاصة في التصوير الخارجي بالشوارع اما الرقابة الحقيقية فهي علي
مراجعة الشريط السينمائي.
·
<
المفاجأة التي انطوت عليها المسابقة كانت
في فوز افلام روائية لثلاثة أو أربعة أجيال سينمائية..
هل هي توازنات مطلوبة؟
ــ لم تكن هناك اي توازنات الحكاية كلها اننا حرصنا علي تحقيق
الشفافية الكاملة فتم اعلان اسماء اعضاء لجنة التحكيم علي موقع المركز وقد
كنت مديرا للجلسات ولم يكن هناك اي تحيز من اعضاء اللجنة وكان الاتجاه
للسيناريو الافضل وحينما حرصنا علي الشفافية والعدالة جاءت النتيجة منضبطة..
فقد فاز فيها فيلمان للمخرجين الكبيرين داود عبدالسيد ومحمد خان.. ومن جيل
الوسط احمد ماهر وعاطف الطيب ثم الجيل الاحدث مثل عمرو بيومي وعمرو سلامة
وخمسة مخرجين يخوضون تجربتهم الاولي من بينهم ثلاث مخرجات. هذا التنوع ليس
مقصودا وانما يؤكد حالة الشفافية والعدالة التي اتسم بها عمل لجنة التحكيم.
·
<
وهل انطوت شروط الدعم علي حق وزارة الثقافة
بالمشاركة بهذه الأفلام في المهرجانات المحلية والدولية؟
ــ نعم من حق الوزارة ان تشترك بالنسخة التي تحصل عليها في المهرجانات
والليالي الثقافية في غير الاغراض التجارية بالاتفاق مع جهة الانتاج
التي لابد من وجودها لتقديم الدعم للسيناريو الفائز.
·
<
بمناسبة المهرجانات..
اعلنتم عن اقامة مهرجان الإسماعيلية في يونيو القادم.. ما أهم التغيير الذي
طرأ عليه؟
<<
بخلاف تقديم موعده من اكتوبر إلي يونيو سيشهد
المهرجان تغييرا شاملا في لائحته وفي ادارته وقد قدم لي الناقد امير العمري
تصورات كاملة للدورة المقبلة سيجري الاعلان عنها قريبا وقد التقيت مؤخرا
بوزير الإعلام أحمد انيس ووزير الثقافة ووزارتي السياحة والطيران وسيقام
المهرجان بتعاون منهما..
كما يتعاون معنا د.احمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب وسنوقع معه
بروتوكول تعاون مشترك.
·
<
لماذا وقع اختيارك علي أمير العمري رئيسا
للمهرجان؟
ــ لانه ناقد كبير وله دراية واسعة بالمهرجانات وقد رأس دورة ناجحة له
عام ١٠٠٢.
·
<
ومهرجان الفيلم القومي الذي تحول لمسابقة؟
ــ سنقيم دورته الجديدة في شهر سبتمبر المقبل وسيفتح باب المشاركة فيه
للافلام التي انتجت في
١١٠٢
و٢١٠٢
بعدما تأجل اقامته العام الماضي.
·
<
ومهرجان القاهرة السينمائي..
في ظل حالة الخلاف القائمة علي إدارته؟
ــ لقد حصلت جمعية مهرجان القاهرة السينمائي علي موافقة الاتحاد
الدولي للمنتجين علي اقامة المهرجان وتسير في خطوات ناجحة لاقامة الدورة
المقبلة وسيتم انتقال الجمعية إلي مقر المهرجان بمجرد انتهاء مهرجان سينما
الاطفال..
اما القضية المرفوعة فهي قضية عبثية فحق اقامة المهرجان تم سحبه من كمال
الملاخ بعد تراجع الاعتراف الدولي به..
ووزارة الثقافة تولت المهرجان ولا توجد ما يمكن ان
نسميه »براءة اختراع مهرجان القاهرة«.
·
<
كيف تتغلب هذه المهرجانات علي أزمة
»التمويل«؟
ــ كنا نحصل علي دعم من صندوق التنمية الثقافية ومن قطاع الانتاج
الثقافي ولم يعد ذلك ممكنا في ظل الظروف الحالية لهذا نحاول تعويضها من
جهات اخري.
أخبار اليوم المصرية في
16/03/2012
حكايات أبوسمرة!
ثلاثة من العظماء
سمير صبرى يكتب
من مشاهير مواليد شهر مارس »برج الحوت« الأسطورة اليزابيث تايلور..
العبقري اينشتاين.. الرسام مايكل انجلو.. الأديب الفرنسي فيكتور هوجو »مؤلف
البؤساء« الفنانة القديرة سميحة أيوب.. النجمة الجميلة يسرا.. الفنانة سهير
رمزي.. مخرج الروائع حسن الإمام.. المخرجة ذات المشاكل المتعددة ايناس
الدغيدي.. المنتج السينمائي محسن علم الدين.. إلي جانب ثلاثة اهرامات كبيرة
في الموسيقي العربية: سيد درويش - محمد عبدالوهاب- وبليغ حمدي.
ومن اهم صفات الرجل برج الحوت انه يفكر كثيرا ويتكلم قليلا وله موهبة
خاصة في الاصغاء العميق لمشاكل الاخرين وله قدرة كبيرة علي امتصاص آلام
واحزان الاخرين وكأنها احزانه هو.. وهو كتوم جدا اذا طلب منه الكتمان وهو
الصديق الذي يصاحب اولاده وهو ايضا المعجب دائما بكل انواع الجمال ولا
يتردد في اشباع هوايته بملاحقة الجمال بنظراته!
قلت: كل سنة وحضرتك طيب.. النهاردة عيد ميلادك.. ممكن نحتفل بيه معاك
في التليفزيون في برنامج النادي الدولي؟
قال: فيه حد عاقل في الدنيا يحتفل بسنة راحت من عمره!
قلت: يعني السنة دي كانت فاضية جدا بالنسبة لك مكانش فيه اي اضافة ليك
في فنك أو حتي حياتك الخاصة؟
قال: طبعا فيه.. الخبرة.. خبرة الحياة اللي الواحد بيكتسبها كل يوم..
وعدد جديد من الاصدقاء.. الانسان دائما محتاج لمجموعة حوله تحبه.. محدش
يقدر يعيش في عزلة عن اللي حوله!
كان هذا جزءا من حواري مع الموسيقار محمد عبدالوهاب عندما كنت اهنئه
يوم ميلاده في ٠١ مارس من كل عام وكانت هذه هي اجاباته دائما لي طوال
السنوات وكنت دائما ارسل إليه باقة زهور من الألوان المفضلة عنده الابيض
والاحمر.. وهي في رأيه الألوان التي ترمز إلي معاني كثيرة.. الابيض هو
النقاء والوضوح في الحب والاحمر هو وهج الحب نفسه الذي لا غني عنه في حياة
الانسان.
وكان رأي الاستاذ عبدالوهاب ان اسمي درجات الحب هو حب الام أو ست
الحبايب فعبدالوهاب والشاعر الكبير حسين السيد كانا يقدسان ألام وكان
يبكيان بشدة وتنهمر الدموع من عينيهما كلما استمعا إلي صوت فايزة احمد
الحساس وهي تردد الاغنية الخالدة ست الحبايب.
وكان عبدالوهاب يصرح دائما ان هذه الاغنية من واقع حبه الشديد للام
التي كان يزورها يوميا عندما كانت صحته تسمح بذلك وانه في احدي زياراته لها
هم بتقبيلها وجاءت القبلة عفوا في عينيها فقالت له: بلاش تبوسني في عينيا
يا محمد بيقولوا البوسة في العين تفرق. واسرع عبدالوهاب وكلم حسين السيد
وكانت ميلاد احدي روائع اغنيات فيلمه »ممنوع الحب« وهي الاغنية التي شهدت
ميلاد الوجه الجديد في ذلك الوقت سمراء النيل مديحة يسري عندما ظهرت لاول
مرة ترقص معه وهو يغنيها قبل انطلاقها سينمائيا بداية »باحلام الشباب«
و»شهر العسل« مع فريد الاطرش قبل ان يتبناها يوسف وهبي ويقدمها في »ابن
الحداد« و»الفنان العظيم« لتكمل انطلاقتها الكبيرة في عالم السينما.
وخلال المرات العديدة التي جمعتني بهذا لعملاق الذي يطربك كلامه
وحديثه اكثر من انغامه تعلمت منه اشياء كثيرة افادتني في حياتي الشخصية
والعملية.
انا لا انسي ابدا ما قاله لي: »الانسان الناجح عمره ما يكره ولا
يحقد.. الفاشل بس هو اللي يقضي حياته كلها في غل وحقد وكره وغيرة وعشان كده
عمر المسكين ده ما يعرف ينجح ازاي«.
سألته ذات مرة: استاذ عبدالوهاب بالفعل تؤمن بما قلته في احدي روائعك
الغنائية بفكر في اللي ناسيني وبانسي اللي فاكرني؟
قال بعد فترة تفكير عميق كعادته: مين المجنون الغبي اللي ينسي اللي
بيحبه ويفكر في حد ناسيه أو بيكرهه؟ انا دائما افكر بس في اللي يحبني..
افكر دائما فيمن يعطيني الحب.. حتي استطيع انا ايضا ان ابادله واعطيه الحب.
الانسان العاقل هو الذي يفكر دائما وفقط في اللي بيحبه.. فالحياة
قصيرة لا وقت فيها للكره واتمني دائما لمن لم يعرف الحب.. ان يتعلم كيف
يحب.. وان يدرك قيمة الحب.. ايد الحب دايما تبني وايد الحقد تهدم وتدمر!
قلت: ما هو في رأيك اسمي درجات الحب؟ هل هو كما قلت »عشق الروح مالوش
آخر لكن عشق الجسد فاني؟«
قال: كما قلت لك واقول دائما اسمي درجات الحب هو حب ألام انه دائما
عطاء بلا حدود!
اما بليغ حمدي أو »بلبل« فقد كان النموذج الرائع لمواليد برج الحوت
كما كتب عنها في كتب علم الفلك العديدة.. فبليغ كان زي السمكة يجد كل
السعادة في السباحة مع التيار وليس ضده ويعتبر السير في اتجاه معاكس امرا
شاقا جدا فهو دائما راض بحاضره.. سعيد بيه.. ولا يفكر ولا يهتم ابدا في
بكرة.. وكان مبدأ بلبل دائما »عايز اعيش ودماغي رايقة فيها مزيكا بس« لم
يكن يعشق المال ولا الوظيفة ولا يعرف الطمع أو الحقد أو الغيرة، وكان يحب
جدا كلمات الشاعر السوداني الهادي ادم في رائعة ام كلثوم »اغدا ألقاك« التي
قال فيها: قد يكون الغد حلوا انما الحاضر احلي!
وكل من عرف بلبل كان يقبله بكل التصرفات البوهيمية الغريبة التي كان
يمارسها في حياته فهو مثلا ممكن يوعدك انه جايلك بعد ساعة لتناول الغداء
معك.. وبعد ساع يكون بليغ في الطائرة في طريقه إلي بيروت وقد نسي موعده معك
تماما!
كان مثلا يقول »ايوه يا حياتي.. نص ساعة حكون عندك« ولكنه لا يحضر فقد
انشغل بفكرة لحن جديد أو التقي ببعض الناس نسوه معاده معاك.. ومع ذلك كل
اللي عرف بليغ وحبه عمره مازعل من تصرفاته لأن كل اللي حب بليغ وفهموه
كانوا بيلتمسوا له الاعذار.. وعندما تعرض بليغ لظلم كبير ابعده عن مصر
سنوات عاش خلالها متنقلا ما بين باريس ولندن في غربة شديدة الألم والشجن
وعبر عنه بألحان كانت تصور حالته النفسية السيئة فعلا وعندما عاد إلي مصر
بعد نهاية محنته اقمنا له حفل استقبال كبير في احدي فنادق القاهرة حضره
معظم فنانين مصر وكثير جدا من عشاق فنه وعندما وقفت لاقدمه في ذلك الحفل
قلت: صعب الواحد يتكلم عن بليغ فقامته الفنية فوق كل الكلمات.. بليغ اعطي
فنه الكثير من روحه ودمه وبالتالي فنه اعطاه خلوا زي كل عظماء عصر الفن
الجميل. وكان في الحفل بعض اعضاء الفرقة الماسية ورئيسها نقيب الموسيقيين
في ذلك الوقت الفنان احمد فؤاد حسن وعزفت الفرقة ووقف بليغ ليغني احلي
الكلمات وارق الانغام التي ابدعها وعبر بها عن حبه الشديد لبلده وشوقه
إليها ورأيت دموع بليغ وهو يغني معنا »يا حبيبتي يا مصر« وادمعت عيون
الحاضرين وازداد حماسهم بالغناء حبا في مصر.
وتذكرت كلمات خالد الذكر سيد درويش عندما قال: اهم من حقي في نفسي هو
حقي لبلدي لازم ندي بلدنا كل حاجة تقوم بلدنا تقدر تدينا كل حاجة!
وسرحت وانا اغني مع بليغ في تلك الليلة في خلود هؤلاء الثلاثة من
عباقرة النغم في العصر الذهبي للفن فيكفي سيد درويش انه قال »بلادي بلادي«
ويكفي عبدالوهاب »حب الوطن ووطني حبيبي« ويكفي بليغ »علي الربابة ويا
حبيبتي يا مصر« لتشتعل قلوبنا ويزداد حماسنا ونؤمن انه لابد لنا هذه الايام
ان نضع ايدينا في ايد بعض لنغني معا سيمفونية واحدة في حب مصر ونؤمن بحقوق
البلد علينا قبل حقوقنا الشخصية ونردد معا رائعة حلمي بكر »ما تقولش ايه
ادتنا مصر ونقول حاندي ايه لمصر«.
S.SABRY@SAMIR-SABRY.COM
أخبار اليوم المصرية في
16/03/2012
صباح الفن
الأوسكار الإيراني
بقلم: انتصار دردير
للذين لا يقدرون قيمة الفن السينمائي وتأثيره..
وللذين يعلقون ضعفهم وضآلة ابداعهم ونضوب افكارهم علي شماعة الامكانات
المادية.. لهؤلاء وهؤلاء ادعوهم لمشاهدة الفيلم الايراني »انفصال«
ليعرفوا كيف استطاع هذا الفيلم -
المحدود الميزانية
- والعظيم في مستواه الفني ان يحقق نصرا فنيا وسياسيا لايران.. وان يحصل
علي اكبر الجوائز السينمائية في العالم بعد ان حصد مؤخرا جائزة الاوسكار
لافضل فيلم اجنبي -
غير ناطق بالانجليزية
- متفوقا علي الفيلم الاسرائيلي »ملاحظة هامشية«..
ومسببا صدمة كبيرة للاسرائيليين الذين اعتبروا هذا الفوز الايراني »فألا
غير طيب« في الصراع الدائر بين ايران واسرائيل وفي ظل تهديدات امريكية
بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
كان الاسرائيليون يعلقون علي الفوز امالا كبيرة وعملت الالة الاعلامية
علي الترويج لذلك حتي ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال ان الفيلم
الاسرائيلي يمس القلوب ..
لكن الفوز الايراني جاء مفاجأة
غير متوقعة لهم وذكرت مجلة »فارايتي«
الامريكية ان الاسرائيليين سعوا لعرض
الفيلم الايراني في اسرائيل بنسخته الاصلية الناطقة بالفارسية مع ترجمة
عبرية علي الشريط.
يتعرفوا علي اسباب فوزه
.
»انفصال«
يعطي درسا في السينما الجميلة وكيف يمكن ان تصنع فيلما انسانيا من خلال قصة
زوجين يقرران الانفصال ويتعرض للحياة اليومية في ايران بكل تفاصيلها
وقيودها واحباطاتها دون ان ينزلق مؤلفه ومخرجه »اصغر فرهادي«
لمغازلة السينما العالمية بالهجوم علي مجتمعه..
فحقق الفيلم مكاسب فنية واعلامية وسياسية عديدة لبلاده.
entsar13@hotmail.com
أخبار اليوم المصرية في
16/03/2012
إيران تلغى الاحتفال بفوز «انفصال» بالأوسكار
ريهام جودة
بسبب تعريته المجتمع الإيرانى ومعارضة مخرجه لنظام الرئيس محمود أحمدى
نجاد، منعت الحكومة الإيرانية الاحتفالات الرسمية التى كان من المقرر عقدها
هذا الأسبوع لصناع الفيلم، بعد حصوله على جائزة «أوسكار» أفضل فيلم ناطق
بلغة أجنبية، وأعلن منظمو الحفل فشلهم فى الحصول على تصريح رسمى من وزارة
الثقافة الإيرانية لعقد الاحتفال، رغم حصول الفيلم على أرفع جائزة سينمائية
عالمية وتشريفه للسينما الإيرانية على المستوى الدولى.
الفيلم كتبه وأخرجه أصغر فرهادى، ويلعب بطولته ليلى حاتمى وبيمان
موعادى وشهاب حسينى وسارى بيات والطفلة سارينا فرهادى، وحصل على جائزة الدب
الذهبى فى مهرجان «برلين» السينمائى الدولى، كما حصل بطلاه على جائزتى
التمثيل فى المهرجان، وهو أول فيلم يحصد «دب» برلين فى تاريخ السينما
الإيرانية،
كما حصل على جائزة «جولدن جلوب» كأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وتدور
أحداثه حول الزوجين «نادر» و«سيمين» اللذين ينتميان للطبقة الوسطى فى
طهران، ولديهما ابنة تدعى «تيرما» عمرها ١١ عاما، تطلب الزوجة مغادرة
البلاد كى لا تتربى ابنتهما فى ظل الظروف الاجتماعية الضاغطة والقيود
الصارمة التى عانت منها فى ظل المجتمع الإيرانى، إلا أن الزوج يرفض لأنه
مسؤول عن والده المسن المريض بألزهايمر والذى يقيم معهم، فتطلب الزوجة
الطلاق بعد زيجة استمرت ١٤ عاما، لكن المحكمة ترى أن أسباب طلب الطلاق غير
كافية، ما يدفع الزوجة لهجر منزلها وترك زوجها وابنتها للإقامة فى منزل
والديها، ويضطر «نادر» لاستئجار شابة فقيرة لخدمة والده ورعايته، ويعود
وابنته فى أحد الأيام ليجد والده ملقى ومقيدا من إحدى يديه إلى فراشه،
فيتشاجر مع الخادمة، ويتهمها بالإهمال، ويطردها من المنزل متهما إياها
بسرقة المال من بيته، وتحاول إثبات براءتها وتعود للحديث معه لكنه يلقيها
إلى السلم، فتنقل إلى المستشفى بعد أن فقدت جنينها، ويتهم «نادر» بإجهاضها
ويحاول إثبات براءته، وتتواصل الأحداث التى تعرى المجتمع الإيرانى.
الفيلم ثالث تجارب المخرج الإيرانى أصغر فرهادى، ولم يلق عنه أى دعم
حكومى، كما تم منع عرضه فى إيران، رغم عرضه فى عدة مهرجانات عالمية، حيث
يعد فرهادى، أحد مخرجى السينما الإيرانيين المعارضين لحكومة الرئيس
الإيرانى أحمدى نجاد من رموز الثورة الخضراء التى اجتاحت شوارع إيران، وعلى
رأسهم جعفر بناهى ومحسن مخملباف.
المصري اليوم في
17/03/2012
حكاية امرأة تبحث عن الطلاق كي تربي ابنتها
«انفصال
نادر وسيمين».. معضلة أخلاقية
حسن عزالدين
حصد الفيلم الإيراني «انفصال نادر وسيمين» جوائز عدة من مهرجانات
سينمائية عالمية توجها بأوسكار أفضل فيلم أجنبي. واحتل الفيلم المرتبة
التاسعة والستين في قاعدة بيانات
IMDb-
حيث تتركز عادة الأفلام الأميركية التجارية أو الأوروبية الناجحة
والمجرّبة من قبل الأجيال. أمر كهذا يعتبر نادرا بالنسبة لعمل إيراني
سينمائي.
بطلة فيلم «انفصال نادر وسيمين» للمخرج أصغر فرهادي تريد الحصول على
الطلاق لكي تتمكن من تربية ابنتها في بيئة أفضل غير ملوّثة بالعنف، لكن
زوجها لا يرغب في المغادرة لأنه يشعر بواجب الاهتمام بوالده المصاب بمرض
الزهايمر. وبذلك تنشأ منذ البداية معضلة أخلاقية قوية، في ما إذا كانت
الأولوية تتمثل بالخروج المشرف للأهل من الحياة، أو بالنمو الهادئ للطفل.
الأمر الإيجابي هو أن الفيلم لا يحل هذا الاختيار.
في الغرب تحصل النساء عادة على ما ترغبن به: يتم تحريرهن من الرابط
الزوجي، كما يحصلن غالبا بالإضافة لذلك، على نسبة من كل ما جناه الزوج خلال
فترة عيشهما المشترك. إلا أن المحكمة القابعة تحت اللحى في إيران تضحك على
النساء المماثلات بسخرية: لا يتم تطليقهن لأن أسبابهن المبيّنة لا تبدو
قوية بما فيه الكفاية. ولا يبقى أمامهن سوى الانتظار، حيث ان الرجال
يشكّلون المحرك الوحيد لوجودهن.
يرسم فيلم «انفصال نادر وسيمين» المواقع المختلفة التي تعيش فيها
النساء في أماكن عديدة، بالإضافة للطرق المختلفة التي ينظرن من خلالها إلى
فرصهن وكيفية تقييمهن لذلك، إحداهن تشعر بأنها محددة لأن زوجها لا يقدم لها
المال لكي تذهب إلى النادي الرياضي، والثانية تشعر بالتحديد لأنه لا يمكنها
أن تفعل أي شيء، مثل كشف شعرها.
أمر شكلي
طريقة إظهار إيران الحالية في فيلم «انفصال نادر وسيمين» هي مقلقة
بالنسبة لنا. فهذه الدولة لا تبدو للوهلة الأولى كمكان لا تسود فيه حقوق
الإنسان، حيث لا يمكن للمرأة أن تقول رأيها. لكن عندما نذهب إلى أعمق من
ذلك، يتبين لنا بأن الاستماع إلى المرأة في المحكمة هو مجرد أمر شكلي. فلا
تأثير لكلمتها على القرار النهائي، بغض النظر عمّا تقوله. هذا الوضع
المنافق – التشبّه السطحي بالنظام الاجتماعي – هو أكثر كآبة من الدكتاتورية
القاسية، لأنه يحاول أن يبدو وكأن كل شيء هو على ما يرام. هذا في حين أن
ذلك البعد غير الإنساني ليس مرئيا عند اللقاء الأول.
برنامج تثقيفي
عرض فيلم «انفصال نادر وسيمين» في تشيكيا يستبدل الدعاية غير الكافية
والانعكاس الإخباري للمعايير الإيرانية. كما يمكنه أن يستبدل وبقوة تفكير
من يرغب في الاهتمام في ازدواجية تباين العالمين الغربي والشرقي. لا نرى
على الشاشة أي ظاهرة اجتماعية أو سياسة عامة. نصل إلى الأبواب المغلقة
للمنزل العادي. نحصل على معلومات حول كيفية سير الأمور في إيران على ما
يبدو: لماذا يتشاجر الأزواج؟، كيف يتجادلون؟ ماذا يثمّنون عن بعضهم بعضا
وعن الآخرين؟ معظم الأمور المصورة ليست متسقة مع سلّم قيم الإنسان الغربي.
رسالة الفيلم لا تكمن في تصوير مشكلة محددة ما – فالأمر يتعلق بنظرة
على الاتفاقية المحلية، الأخلاق، المبادئ. ولا يمكن إلا لفنان محلي أن ينجز
عملا يتمتع بمثل هكذا تأثير. فبالرغم من أن صانع السينما الأميركي أو
الأوروبي قد يتمكن من دراسة البيئة الإيرانية بأفضل الطرق الممكنة، إلا أنه
سيواجه العادات المحلية مع القيم الغربية، شاء ذلك أم لا. لا حاجة للفنان
الإيراني للحُكم، بل للإظهار، للتوثيق. وهذا منطقي: لا أسباب كثيرة لديه
لكي يحكم على شيء يعرفه من وطنه – فبذلك سيسبب المعاناة للمشاهد المحلي من
خلال عذابه المحلي. هو يريد على الأرجح إظهار ذلك بكل تجرد لطرف آخر.
الأمر الأخلاقي في الواقع
يبدو فيلم «انفصال نادر وسيمين» كمنتدى نقاش، لا يمنح المخرج الحق
لأحد، حيث يجب على المشاهد أن يختار بنفسه. الأبطال يجلسون دائما في غرفة
ما ويناقشون، ما هو الصحيح في العلاقة تجاه العائلة، تجاه أنفسهم، تجاه
القرآن، تجاه الزوج. في الواقع، تجاه أي شيء. الدفاع عن مدى صلة التصرف
يشكّل موضوعا أساسيا. وهذا يشكل موازنة مثيرة للسينما الأميركية الرئيسية
التي لا يشكك فيها أحد تقريبا بنفسه. جميعهم مقتنعون بأنفسهم وبشكل أرعن.
يبدون رائعين أمام أنفسهم. أما الفيلم الإيراني فيتحدث عن الإدراك المتواضع
والتفكير.
أسلحة نسائية
حدث فيلم «انفصال نادر وسيمين» يصل إلى الحالة التي يحتاج فيها
الإنسان الذي يفكر على الطريقة الغربية الى صياغة رأي ما. فبعد فشل عملية
الطلاق يعيش الزوجان بشكل منفصل. هو يحاول أن يعمل ويهتم بوالده الذي يعاني
مرض الزهايمر وتربية ابنته. وهي تؤثر فيه من خلال «الأسلحة النسائية» لكي
لا يمنع ابنته من أن تنعم بحياة أفضل. وعندما يتّهم الرجل المربّية بسرقته،
يتحول من خلال المنظار المحلي إلى شخص مدان، لأنه لا يملك أي دليل على ذلك
– نحن قد نقول فقط انه لم يكن محقا.
عندما يوظف أمرأة لم يسمح لها زوجها بذلك، فإن ذلك يتعارض كليا مع
الأخلاق المعمول بها محليا – ما قد يكون مماثلا لذلك في الغرب على سبيل
المثال هو عندما يعمل شخص ما على إذلال شخص مريض نفسيا. وعندما تضبطه ابنته
خلال ممارسة الكذب، يبدو بالنسبة لها وكأنه قد توفي. عندما يعمل أي كان على
تسهيل التصرف الحميد، يصبح وجوده موضع شك.
أرضية مشوشة
لم يتسنّ لأصغر فرهادي اختيار أسلوب الفيلم بشكل أفضل، فهو سهل، محدد،
واقعي. ستشعرون بأنكم غير مرئيين، وبأنكم تجلسون إلى جانب الأشخاص الذين
يتناقشون مباشرة. وما يمكن أن يكون أمرا مملا لشخص ما ، يشكل للشخص الآخر
أرضية غير مشوشة لإدراك مواقف الأبطال المختلفين في الفيلم. وكأنهم يتحدثون
معكم. ولو كان الجانب الصوري أكثر فوضوية من الناحية التركيبية وأكثر خاما
من الناحية التقنية، لكان بإمكاننا اعتبار الفيلم كبديل إيراني للطريقة
السينمائية الدانمركية الشهيرة «الدوغما».
أمور غير معتادة
تراقبون ماذا يعني الإيمان الحقيقي والاقتناع؟ كيف يبدو الأمر عندما
يكون الإنسان العصري مرتبطا بشكل حقيقي بربه وكتابه المقدس الذي يحدد
التصرف الحميد؟ تراقبون تصرف الشخص الذي تشكّل الأخلاق بالنسبة له أكبر
نظام داخلي، ذلك الشيء الذي يسمح له بالنظر إلى نفسه كل يوم في المرآة.
تراقبون امرأة تعاني بشكل مستمر، لكنها لا تعتبر ذلك ظلما، بل واقعا عاديا
– لا تحتج أبدا الى ما رُسم لها. «فلا يبقى للمرأة هنا سوى الانتظار».
اختلاف قائم
يضيف المخرج العنصر الذي نعرفه جيدا، الفتاة المراهقة المرتبكة التي
لا تعرف إلى جانب أي من والديها ستقف، وأي منهما ستختار، وأي منهما ستمنحه
يدها أو تدير له ظهرها. هنا يبدو المخرج فرهادي وكأنه يريد أن يُظهر أننا
لسنا مختلفين كثيرا – أننا نأخذ الأطفال كرهائن لحل مشاكلنا إن كنّا نعيش
في أوروبا، نيويورك أو في إيران. أنه نقد لأخلاق الإنسان الحالي.
خلال النظر إلى قيم واتفاقيات الإنسان الشرقي يبدأ المشاهد الغربي
بالوعي، بأن ذلك الاختلاف هو قائم ليس بسبب تلك الديموقراطية المتأخرة
وطريقة التطور في العالم الشرقي، بل ان جذورها هي مترسّخة عميقا في
التقاليد. يُظهر فيلم انفصال نادر وسيمين أن عناصر التصرف والسلوك التي
يضحك عليها الإنسان الغربي، لها معناها – على العكس فانه قد لا يكون لها
معنى لو تخلى عنها الإيرانيون لأن من يسمّون بالأميركيين الأكثر تطورا
ينصحونهم بذلك.
من يرغب في حرب العوالم هذه عليه أن يبحث عن العناصر المشتركة، سيضطر
للقبول بحقيقة أن الرجال هم مغرورون في كل مكان حول العالم، وبأنهم لا
يتخلون عن حقيقتهم الذاتية أبدا. شخصية نادر مكتوبة بشكل مقصود لكي لا نعرف
في ما إذا كان كبرياءه هو أمر مرتبط بالأنانية الذكورية، أم بالمبادئ
الأخلاقية الداخلية.
الحافز المهيج
المشاهد الإيراني سيتعامل على ما يبدو مع عمل أصغر فرهادي بصفته «فيلم
من الحياة، لا يخاف من إظهار ما هو قبيح في الواقع اليومي». وتماما مثل
فيلم «انفصال نادر وسيمين» الذي ينظر إلى الواقع اليومي الإيراني، بطبيعة
الحال فإن فيلم أصغر فرهادي يبدو وكأنه قد تم تصويره بنيّة تعليمية – وكأنه
كان من المفترض أن يكون للجمهوري غير الإيراني. شيء كهذا هو فاعل في العالم
الذي لم نتعود فيه بأن يموت المرء بسبب قناعاته الذاتية، أو بأنه لا يمكن
للمرأة مساعدة الرجل المتخلّف عقليا لكي لا يُفهم تصرفها مصادفة على أنه
تصرف جنسي.
إن هذه المنبهات هي مقلقة بالنسبة لنا، فهي تُجبرنا للاستفسار عن
أنفسنا، وكيف من الممكن أصلا أن يوجد مثل ذلك الأمر في يومنا هذا. ما قد
يثير استفزاز المشاهد الإيراني أكثر على الأرجح هي الكليبات المصورة
للمغنية ليدي غاغا.
القبس الكويتية في
17/03/2012 |