محظوظة تلك المدينة التي يحبها "وودي آلان"
حتي لو كانت ملهمة لآلاف المبدعين قبله وبعده ومعشوقة الملايين حول العالم،
فلن يستطيع أي منهم تخليدها أو التقاط تجلياتها الأجمل كما فعل المخرج
والموسيقي والسيناريست الأمريكي ورغم ذلك فإنه بعد مشاهدة فيلم "منتصف ليل باريس"
من الأفضل الحديث عن "وودي آلان"
الطفل الأكثر بساطة من غيره بكل براءته وشقاوته وتوحشه وتجاوزه لكل قوانين
الحكماء والعقلاء ومن ثم جمال وعبقرية ما أنتجه من معني ومشاهد تذوب عشقا
ليس في باريس وحدها ولكن في حرية أن يختار كل إنسان زمانه ومكانه الخاصين
والمفضلين ليقيم فيهما أو بالحد الأدني يزورهما وقتما يشاء.
بينما يطلق حرية اختيار تتجاوز الالتزام بالزمان والمكان
يضرب فكرة الحنين في مقتل إذ يطرح الفكرة الأكثر صدقا والصادمة لأولئك
الرومانسيين الحالمين بالميلاد في زمن سابق حين تشير "عشيقة بيكاسو "
للبطل الذي يلتقيها في عشرينات القرن الماضي باعتباره عصرا ذهبيا له الي
أن العصر الذهبي بالنسبة لها والأولي بالحياة فيه هي
بدايات القرن العشرين حيث عاش بول جوجان ..
وهكذا
يخرج بنا وودي الان من إجماع علي جمال باريس في
منتصف ليل عشرينات القرن العشرين الي نسبية الزمن الجميل لكل جيل باعتباره دائما الزمن
السابق عليه ليصل الي
بنية أكثر عمقا في
اللاوعي الانساني تتعلق بالشوق لما مهد لوجوده من أدب وفن وجمال مختلف عن
ذلك الذي يعايشه ناضجا .
كبر المخرج الأمريكي وودي آلان واقترب من الخامسة والسبعين لكنه بروح الطفل
ذاتها يعود الي حيواته السابقة والمحطة الأبرز فيها وهي ذلك الفيلم
– التحفة " زهرة القاهرة القرمزية -
1985 لا ليكرر ما قدمه من قبل باعتباره حقق نجاحا لم
يكن الان يحلم به ولكن ليعيد صياغة الفيلم بشكل ومضمون يتناسبان مع ما بلغه من نضج وحرفية ويتناسبان مع
زمن لم يعد هو الزمن الذي كان .
والثابت في الفيلمين أن ثمة مشكلة تتعلق بالزواج والارتباط الشخصي تواجه
البطل وبينما تهرب بطلة "زهرة القاهرة القرمزية
" - قدمت دورها ميا فارو- من واقع كونها متزوجة من عاطل لا يريد العمل ويعتمد عليها في
جلب المال ليلعب به القمار في
زمن الكساد الأمريكي
وفي الوقت ذاته يعتدي عليها بالضرب عند أبسط اختلاف فان بطل "منتصف
ليل باريس " -وبطله أوين ويلسون -
يهرب من التورط في
زيجة لا يجمع بينه وبين خطيبته فيها سوي
الجسد ويختلفان في
كل ما عدا ذلك فهي لا تؤمن بموهبته كروائي
وتفضل عليها استمراره في جلب المال عبر كتابة السيناريوهات التافهة
لهوليوود وبينما تدور أحداث الفيلم الأول في مدينة نيويورك المنكوبة
بالكساد في القرن الماضي
فان الفيلم الثاني يدور في
باريس
2010 حيث يقضي الخطيبان أجازة هناك ويتأمل "وودي
الان " في زهرة القاهرة القرمزية "
حالة التوحد مع البطل أوالوقوع في
عشقه كشخص خيالي مطروح لحل أزمة الزوجة التعيسة التي
لا توجد في حياتها لحظة سلام سوي تلك التي تقضيها في
قاعة السينما فتشاهد الفيلم الواحد لخمس مرات متوالية وهو ما يؤثر في بطل
الفيلم الذي تشاهده فيخرج اليها عبر الشاشة ويتورط فريق الفيلم متوقفا عن
استئنافه بينما يهرب البطل مع بطلة وودي
الان الي حيث الأفق الأكثر رحابة.
في " منتصف ليل باريس "
لدينا بطل رجل
يعيش الأزمة نفسها مع فارق بسيط
يوضحه الأداء والحركة داخل الكادر التي
رسمها الان بدقة ليؤكد علي اختلافه مع محيطه سواء في
تعاطيه مع الحياة أو في ردود أفعاله تجاه سلوك الاخرين وخاصة والدا خطيبته
اللذان يشكان في قدراته العقلية وفي الأماكن التي يرتادها فهو شخص حقيقي
تماما بينما الوالدان وصديق الخطيبة وزميلها في الجامعة والذي
يتصادف وجوده ويرتبط بهما طوال رحلة الفيلم شخص "
متحذلق " تماما وزائف تماما يدعي
ويدعي
له الاخرون أنه خبير في الفن التشكيلي والرواية وتاريخ الفن والويسكي
الفرنسي أيضا ويهرب بطلنا من الصحبة تاركا خطيبته مع الاخرين ليجول في
شوارع باريس التي يعشقها ليلا وخاصة في المطر ويبدع الان العاشق في
تصوير مدينة الأناقة ويكتشف جمالها الخاص عبر مشاهد شعرية ممتعة ليصل البطل
الي منعطف غامض يجاور درجات سلم وتلتقطه سيارة
يطلب منه ركابها الصعود اليها ليصل الي
حفل يتعرف من خلاله علي كبار كتاب وفناني عشرينات القرن الماضي
وأولهم "أرنست همنجواي "
الذي
يدخله الي عالم المبدعين فيصحبه الي
منزل بيكاسو وهناك
يتعرف عليه وعلي فيتجرود شتاين وأيضا عشيقة بيكاسو الجميلة والملهمة والفنانة ومصممة
الأزياء ..
ويفاجأ البطل الذي
كان حائرا بسبب عدم ثقته في أي
من نقاد عصره لتقييم روايته قبل عرضها علي
دور النشر فيعرض علي "هيمنجواي "
الرواية لكن المبدع الكبير يرفض ويقرر عرضها الناقدة فيتجرود شتاين مؤكدا أنها لو كانت سيئة سوف
تنغص عليه مزاجه وان كانت جيدة جدا سيشعر بالغيرة وبالتالي
فمن الأفضل أن يراها ناقد وليس مبدع .
ويعيش البطل علي التوازي حياته الأخري حيث يعود بعد قضاء سهرته مع الابداع
والمبدعين الي
الفندق الذي يقيم فيه ويخرج ومع خطيبته ووالدتها لشراء بعض الأثاث لبيت
الزوجية يصادف محلا لبيع كل ما هو قديم من ابداعات ومطبوعات وتلفت نظره
براءة وصدق البائعة ويشتري تذكارات من هناك ثم يشتري
عملا
يشبه المذكرات ونكتشف أنه لعشيقة بيكاسو التي
يراها البطل ليلا وخاصة بعد انفصالها عن الفنان
التشكيلي الكبير ويلجأ لمترجمة فرنسية لقراءة وترجمة المذكرات التي
تعترف فيها العشيقة بحبها لكاتب مغمور اسمه "جيل
باندر " انه اسم بطلنا الذي يفاجأ أنها تحلم أن يهديها قرط للأذن ويعترف لها بحبه ويسارع الي
الفندق ويهم بسرقة قرط خطيبته لكنها تكتشف الأمر وتتهم خادمة الفندق فيعيد
القرط بشكل مريب الي مكانه ثم يشتري اخر ويذهب ليلا الي زمنه ويهدي عشيقة بيكاسو القرط وفيما
يهم بالاعتراف بحبه تتوقف سيارة لتنقلهما الي أوائل القرن حيث يعيش بول جوجان ..
وهناك
يرغب في العودة فتقنعه بأنه عصرها الذهبي وأن عليه هو أن
يعود .
ونكتشف أن الفيلم ما هو الا رواية تتم كتابتها عبر معايشتها لكن الان لا
يكتفي بذلك انه يصطحب البطل الي هناك حيث شاطيء النهر في
منتصف الليل ويلتقي مصادفة بالبائعة التي لا تمانع في أن
يمشي معها قليلا وأيضا لا تمانع في
أن تبتل من المطر الباريسي
لأنها تحبه بينما تتساقط الأمطار علي الإسفلت وعلي
الأعمدة والمصابيح وسط اضاءة ليلية خارجية بديعة.
تعرض بطلنا للخيانة واكتشفها الابداع ونجا منها لأنه لا
ينتمي في حقيقة الأمر الي هذا العالم الزائف وقرر أن
يستقر في باريس الملهمة لكن بطلة زهرة القاهرة القرمزية تخطيء في اختيارها
للمرة الثانية حيث
يدخل الممثل طرفا في
العلاقة بينها وبين الشخصية التي يمثلها ويستطيع أن
يعيش معها مشهدا مشابها لذلك الذي عاشته مع شخصيته الأكثر نبلا وصدقا وبالمنطق
السليم وفي دار العرض تقف حائرة بين اختيارين أحدهما شخصية فيلمية نبيلة والثاني
بطل هوليوودي في طريقه الي المجد وكلاهما له نفس الشبه وتختار الانسان
المبدع ليعود الابداع نفسه الي داخل الشاشة يستكمل تقديم الفيلم مهزوما
عاطفيا بينما يصحب الممثلة بطلة زهرة القاهرة القرمزية الي
خارج دار العرض ويطلب منها تجهيز حقيبتها للسفر معه الي هوليوود فتذهب
لدقائق وتعود لتكتشف أنه كان حزءا من خطة استعادة الشخصية الفيلمية حرصا
علي أموال المنتج وعلي مستقبله الفني ..
فتعود من حيث أتت.
آخر ساعة المصرية في
20/03/2012
الراقصة تهدد قريبا هافضح ناس كتير !
كتب: عصام عطية
الراقصة سما المصري بطلة ومنتجة فيلم واحدة ونص شنت حملة ضد من هاجموا
فيلمها بسبب موضوعه ومشاهده غير اللائقة، وقامت بإنشاء مكتب إعلامي يتولي
إرسال البيانات وتصريحاتها المستفزة لوسائل الإعلام وقالت من خلال هذا
المكتب إنها
تتعرض لحروب وسخة جدا وهناك من يضمرون لها العداء ويريدون إسقاط الفيلم
لصالح آخرين منزعجين ومرعوبين من نجاحها ويحاولون الوقيعة بينها وبين
الصحفيين والإعلاميين بدعوي أن الفيلم يسيء لهم وقالت:
أنا أشك أن فيه رقاصة كبيرة صاحبة فضيحة
سيديهات شهيرة مع رجل أعمال هي التي تقوم بتحريض الصحفيين لمنع عرض الفيلم
لوجود واقعة وخلاف سابق بيننا، وقالت لم ولن اذكر أي اسم أو تفاصيل إلا في
الوقت المناسب، وعبرت عن استيائها الشديد من الهجوم الضاري من الصحفيين
عليها وعلي فيلمها وقالت..
وقفة إيه اللي هايعملوها هي الحرب قامت ولا فيه ثورة تانية.
عموما زمن الاحتجاجات والاعتصامات بح ..
يعني خلص وانتهي علي حد تعبيرها كما أشارت سما لأن فيلمها لن
يستطيع أن يوقفه إنسان علي وجه الأرض إلا بحكم محكمة، وأضافت أن الشكل
الهيستيري للهجوم عليها سيضر أول أفلامها وتعجبت من إعلان البعض أنها التي
ترسل أخبارا بعينها كي يكتب عنها الصحفيون ويكون هذا خير دعاية للفيلم
وقالت ميعرفوش أنا عاملة دعاية للفيلم بكام.
آخر ساعة المصرية في
20/03/2012
بدء العد التنازلي للافتتاح:
350 فيلما في المهرجان الدولي لسينما الأطفال
كتب : عصام عطية
تبدأ مساء الجمعة القادمة علي مسرح دار الأوبرا فعاليات الدورة الواحدة
والعشرين لمهرجان سينما الأطفال، من المنتظر عرض نحو 350 فيلما روائيا وتسجيليا ورسوما متحركة، وسوف
تكون اليونان ضيف شرف هذه الدورة، حيث تعرض علي الهامش
17 فيلما من بين أفضل ما انتجته السينما اليونانية للأطفال، كما يتخلل
الفعاليات لأول مرة سوق لأفلام الأطفال، إلي جانب الورش الفنية التي تقام
في مركز ثقافة الطفل والحديقة الثقافية بالسيدة زينب، وسوف تقام 17
ندوة طوال أيام المهرجان الذي يستمر حتي نهاية مارس، ورغم الأزمة التي
ترتبت علي الأنسحاب المفاجئ لمدير المهرجان منتصف فبراير الماضي، بسبب
إجراءات إدارية، الإ أن إدارة المهرجان قامت خلال الأيام الماضية بوضع
اللمسات الأخيرة للفعاليات أمام وزير الثقافة الدكتور شاكر عبد الحميد، وتم
مخاطبة مدارس اللغات والمدارس الرسمية للأطفال كما انتهت العلاقات الثقافية
الخارجية من إجراءات مشاركة الدول الأجنبة في الفعاليات، من المقرر أن
يتابع الأفلام لجان تحكيم متخصصة في العروض الروائية والوثائقية والتسجيلية
والرسوم المتحركة، تضم كل لجنة 11 عضوا، بينهم ستة أجانب وعرب، كما يشارك
في اللجان أربعة اطفال، ومن المقرر أن يحضر الفعاليات فنانون عرب وأجانب،
من المهتمين بثقافة وفنون الأطفال.
أشارت د. نادية الخولي رئيس المهرجان إلي أن فيلم الافتتاح هو الفيلم
الهولندي " فوشيه الساحرة الصغيرة "
وهو من الأفلام الروائية الطويلة، وأضافت بأن
الجديد في مهرجان هذا العام هو الاهتمام بالسينما الإفريقية.
آخر ساعة المصرية في
20/03/2012
زينة فارسة جبال الأطلس وحوار مع سامي بو عجيلة
قراءة في مهرجان مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب الـ ٨٢:
نعمــــــة اللــه حســــــــين
الوجوه العربية الناجحة في السينما العالمية شيء يسعد الجميع..
خاصة إذا كان أصحابها يتمتعون بموهبة عالية..
حفروا طريقهم في الصخر ولم يكونوا أبدا نتاج صناعة (نجم)
يلمع لفترة ثم ينطفئ..
وكأنها (موضة) وما أكثر ما عرفت شاشة السينما من نجوم مصنوعين.
وأحد الوجوه اللامعة اليوم في السينما
الأمريكية والأوروبية التي فضلها علي الأولي رغم البريق والأموال وكل ما
يغري النجم..
إلا أنه يقول إنه كان يبحث أيضا عن حريته،
ولم يكن يريد أن يصبح (ترسا)
في الآلة الهوليودية الجبارة التي تلتهم من
إنسانية الفنان الكثير.
إنه سامي بوعجيلة الفنان العربي الفرنسي ذو الأصول التونسية وكانت عائلته
في بداية الأسر المهاجرة في فرنسا..
وشارك والده في بناء البنية التحتية..
ولد (سامي) في مدينة (جرينوبل) بالجنوب الفرنسي والتي تشتهر بمزارع العنب
والنبيذ الشهير.. أجواء جرينوبل وأحياؤها العربية جعلته دائما وأبدا يدرك
أهمية المشاكل والظروف الصعبة التي تحيط بالمهاجرين من المغرب العربي
بالتحديد.. ولتكون مشكلة (الهوية) الحقيقية ومحاولة البحث عن الجذور
ومعرفتها إحدي المشاكل الرئيسية.. وحكايا كثيرة معقدة تعاني منها الأسر
المهاجرة خاصة علي مستوي الجيل الثاني والثالث اليوم.
ملامح الموهبة الفنية وحب التمثيل بشائرها كانت واضحة السمات في اخيتارات
(سامي) في الحياة.. وكأنه أراد أن يركب الصعب دائما..
ولهذا كان قراره بالالتحاق
(بالكونسرفتوار) بجرينوبل ليذهب بعد ذلك للمدرسة الوطنية لفن الدراما بسان
ايتيانا، والتي تخرج فيها الكثير من نجوم السينما الفرنسية.
مشوار حياة سامي لم يكن مفروشا بالورود
لكنه بالتأكيد حظي بجانب الموهبة بالحظ
.. فبعد أن قدم عدة أدوار كلاسيكية علي خشبة المسرح اتجه في عام ١٩٩١ إلي
السينما ليقدم أول أدواره مع المخرج (فيليب جالان)
في فيلم (lathune)
وفيه قدم شخصية من واقع الحياة التي يعيشها
الشباب المهاجر ذو الأصول العربية..
فقدم دور الشاب الطموح المهاجر الذي يرتكب كل شيء في سبيل الحصول علي المال
والتميز.
ورغم البدايات لم يقبل سامي أن يقدم أي تنازلات واحتار وانحاز إلي الأدوار
الجادة المتنوعة التي تحمل قضايا عامة مثل المريض الذي يحمل فيروس الإيدز
في (Drolede
Felix).. (فيليكس
غريب الأدوار) كما قدم مع كريم دريدي (باي باي)
واحدا من أهم الأفلام التي تعتبر علامة في
السينما وصمت القصور مع مفيدة تلاتلي ..
و(غلطة فولتير) مع عبد اللطيف كشيش وفيه قدم الشاب ذا الأصول التونسية
ويعيش في فرنسا بدون أوراق.
هذه الموهبة الكبيرة والنجاح الباهر الذي صاحبها ..
جعل السينما الأمريكية تفتح له ذراعيها..
ليقدم فيلمين هناك أحدهما شاركه البطولة (دينزل واشنطن)
هذا الفنان القدير..
من إخراج إدوارد زويك وذلك عام
٨٩٩١ وكان يلعب دور إرهابي..
يبحث عنه دينزل واشنطن وذلك في فيلم
(The
siege)..
ورغم النجاح الذي حققه إلا أنه فضل العودة
لفرنسا من جديد..
والتعاون مع أسماء وتجارب لمخرجين جدد..
وفي عام ٥٠٠٢ شارك في فيلم (سكان البلاد الأصليون)
أو (البلديون)
للمخرج الشهير رشيد بوشارب ..
واستطاع من خلال هذا الدور المتميز أن يحصل هو
وجمال ديبوز..
وسامي ناصري ورشدي زيم حيث تقاسموا جائزة التمثيل في
(كان).. بعدها قدم (خارج عن القانون)
مع جمال ديبوز ورشدي زيم وإخراج رشيد بوشارب..
وذلك عن ثلاثة إخوة مهاجرين يبحثون عن حريتهم ..
أما آخر أفلامه فكان (عمر قتلني) والذي سبق وقدمناه علي صفحات آخر ساعة وهو
مأخوذ عن قصة واقعية وقعت أحداثها في بداية التسعينات.
في لقاء جمعني مع هذا الممثل القدير الذي يتسم ببساطة شديدة حريص إلي حد
كبير علي الاستعانة بكلمات عربية في حواره..
حتي لايبدو وكأنه تخلي عن جذوره التي يعتز بها كثيرا.
في مهرجان مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب والذي كرم (سامي
بوعجيلة) عرض له فيلمان أحدهما (زينة خيالة جبال الأطلس)
أو (فارسة جبال الأطلس)
للمخرج (بولارم جيروجو)..
وقد شاركت في بطولة الفيلم (عزيزة نادر)
وهو واحد من أجمل الأفلام التي لاتمل من
مشاهدتها وهو من إنتاج عام ٥٠٠٢.
(زينة فارسة جبال الأطلس)
صورة سينمائية وملحمة إنسانية
رائعة في علاقة إنسانية تجمع مابين اكتشاف الطبيعة الخلابة القاسية ورحلة
أب في اكتشاف ابنته والتعرف إليها وهو الذي لم يكن يعرف بوجودها أصلا..
ورغبة زوج أمها في الاحتفاظ بها.
زينة الفتاة الصغيرة لم تتعد الحادية عشرة من عمرها كانت تعيش مع والدها
وزوجها (عمر) أمير الصحراء.. بوفاة الأم يأخذها شيخ الجامع إلي والدها
الحقيقي مصطفي والذي يربي الخيول في الصحراء ويصطحبها بعد ذلك إلي مراكش
حيث السباق السنوي في (أجدل) لكن مصطفي يرفض بشدة أن ترحل زينة عنه التي
ترفض وتصطحب أباها في رحلة شديدة الصعوبة وسط الجبال واجتياز طرق شديدة
الوعورة حتي يستطيعا الابتعاد عن طريق مصطفي ورجاله.. وفي النهاية الرهان
والاتفاق بين عمر ومصطفي في أنه في حالة فوز (زينة) بالسباق الذي لايسمح
فيه للنساء بامتطاء الجياد من الأصل.. في حالة فوزها تبقي مع والدها
الحقيقي مصطفي وإن لم يكن تعود إلي عمر.. لينتهي الأمر بفوزها رغم كل
العراقيل التي يضعها عمر..
لكنها تنجح وتفرض نفسها كفتاة تخوض السباق لأول مرة وتفوز لتبقي مع والدها
والتي كانت تلك الرحلة هي رحلة اكتشاف لمشاعر أبوة..
وحنين فتاة إلي والدها الذي هو كل من تبقي
لها في الحياة.
وبمناسبة الحديث عن الأبوة (لسامي بوعجيلة)
طفلان أحدهما في الحادية عشرة والثانية في
الثامنة من عمرها..
وهو علي عكس العديد من الفنانين لايري أبدا مانعا
من عملهما بالفن..
وهما يشاهدان كل أعماله.
ولعل أكثر ما يسعد (سامي) هو أنه الآن وبفضل الشهرة والنجاح اللذين حققهما
لم يعد يجد صعوبة في البحث عن دور ولم يعد يعاني من عنصرية السينما
الفرنسية تجاه الكثير من العرب.. كما لم يعد محصورا في أداء دور العربي..
وإن كان يدرك جيدا كما يقول أهمية العمل
الجاد الذي يطرح ويناقش قضايا تؤدي إلي تغيير القوانين ومن قبلها الأعراف
وهو ماحدث بعد فيلم (البلديون) (وخارج عن القانون)
وكلاهما لرشيد بوشارب.
❊❊❊
تظل العلاقة التي تربط الآباء والأبناء والأمهات هي أسمي العلاقات
الإنسانية علي الإطلاق.. لكن هذه العلاقات سواء (أبوة) ..
أو
(أمومة) تتعرض للحظات حرجة خاصة إذا كان الأب أو الأم يعانيان مرضا نفسيا
أو ضغطا اجتماعيا شديدا فتأخذ العلاقة خطوطا وأبعادا غير سوية.
وفي الفيلم النمساوي الفرنسي »نهاية الصمت«
للمخرج رولاند إدزارد وبطولة فرانك فاليز
وتيري فريمون ومايا مورجينسترن ففي إحدي القري البعيدة المعزولة تعيش أسرة
مكونة من الأب والأم بالطبع بالإضافة لثلاثة أبناء الكبير نجده يساعد والده
في قطع الأشجار والعمل في الزراعة كذلك الابنة..
أما الشقيق الأصغر وهو فتي لم يتعد الثامنة عشرة فإنه يعيش علي هامش حياة
هذه الأسرة خاصة من قبل والده وشقيقه الأكبر..
مايزيد من الأمر سوءاً
أن الفتي كان يرتبط بمجموعة من الصيادين الذين يعملون في الغابة علي اصطياد
الحيوانات المهددة بالانقراض..
وفي إحدي الليالي تجد والدته عربتها وقد اشتعلت فيها النار..
الأسرة تتهمه بذلك كما تلوم مجموعة الصيادين علي أنها هي التي علمته
القتل.. ونتيجة لأحداث متشعبة نكتشف أن هذا الشاب والده الحقيقي هو هذا
الصياد وهذا سبب الفتور الشديد الذي كان يشعر به
تجاهه الأب بالتبني.. ليرتمي الابن في أحضان الأم التي أخطأت بعد أن قتل
والده الحقيقي.. فخطؤها تحمله هو دون أن يدري سببا لذلك أما زوج الأم فقد
كانت مشاعره متباينة منذ البداية للطفل الصغير الذي رباه ثم الشاب الذي
لايشبهه بشيء بل ربما يذكره دوما بخطيئة زوجته.
الفيلم حصل علي جائزة أفضل سيناريو في لجنة التحكيم الدولية..
لكن في رأيي أن الجائزة الأهم كانت جائزة الجمهور لأحسن فيلم (فرانكوفوني)
أما جائزة الجمهور ومدينة مونز فقد حصل عليها الفيلم الفلسطيني البلجيكي
الفرنسي الإسرائيلي »رجل بدون هاتف خلوي«
للمخرج سامح زوابي.
وعودة للحديث عن العلاقات الأسرية المضطربة والتي يدفع ثمنها غاليا الأبناء
عرض الفيلم الكرواتي (الأم والأسفلت)
للمخرج داليبور ماتاتيك وبطولة مارجا شارسك ..
وهو عن زوجة علي خلاف شديد مع زوجها..
فتقرر قبل أعياد الميلاد أخذ طفلها والرحيل..
لكنها
لاتعرف أين تذهب علي وجه التحديد..
فتهيم في الشوارع بسيارتها وسط الثلوج وجو عاصف
وقارس مع طفلها الصغير الذي يكاد يهلك منها لولا أحد حراس أحد المراكز
التجارية الذي يؤويهما لفترة..
لكنها تكتشف أنه مريض نفسيا بسبب ابتعاد ابنه عنه
.. فتخشي علي ابنها وتعود للشارع من جديد..
في الوقت الذي يعود فيه الزوج
.. ربما في محاولة قد تنجح في استعادة زوجته وابنه وعودة الاستقرار
للحياة.. والدفء لهذا الصغير الذي لم يجن شيئا علي الإطلاق من خلافات أبويه
سوي التمزق النفسي.. وما أكثر ما يدفعه الصغار ثمنا لأخطاء الكبار
وحماقتهم.
آخر ساعة المصرية في
20/03/2012
ثاتشر تريد سحق الطبقة العاملة في نسخة روسية
مقرصنة من "المرأة الحديدية"
إعداد عبدالاله مجيد:
تصور نسخة مقرصنة من فيلم المرأة الحديدية بطولة ميرل ستريب رئيسة الوزراء
البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر على انها زعيمة معجبة بهتلر وتريد تدمير
الطبقة العاملة. وتظهر ثاتشر في النسخة المقرصنة مخاطبة مؤيديها بالقول ان
ما ستفعله حين تصبح رئيسة الوزراء هو "سحق الطبقة العاملة، سحق هذه
الحثالة، سحق الرعاع"، أو هذا على الأقل هو المشهد في النسخة المقرصنة من
الفيلم التي تُباع في روسيا حيث راجعها ناقد من اكبر النقاد السينمائيين
دون ان يدرك ان تغييرات صارخة أُجريت على النص الأصلي للسيناريو.
وتبدو ثاتشر بحسب الترجمة الروسية لسيناريو الفيلم التي يتلوها شخص واحد
بنبرة رتيبة واحدة، قائدة متعطشة للدم، معجبة بهتلر، أمنيتها الوحيدة هي
تدمير الطبقة العاملة. وفي حين ان بعض خصوم ثاتشر قد يرون ان هذا تمثيل
دقيق لحقيقة تفكيرها ومشاريعها فحتى ألد اعدائها سيعترفون بأن النسخة
الروسية بالغت في تصويرها.
وانطلت الترجمة الروسية، رغم مغالاتها في ذم ثاتشر، على ناقد سينمائي واحد
على الأقل في صحيفة كومرسانت الروسية نقل مقتطفات من النسخة المقرصنة في
مراجعة ايجابية عموما للفيلم.
ويقول اثنان من المستشارين المحافظين لثاتشر في الفيلم الأصلي ان عليها ان
تخفف من غلوائها بعدما شاهدا مقابلة تلفزيونية معها. ولكن في النسخة
الروسية التي قوَّلتها العزم على سحق الطبقة العاملة، يقول احد المستشارين
انها تمادت في تطرفها وان أحد هؤلاء العمال الذين تريد سحقهم "قد يكون اميا
ولديه تلفزيون يشاهد عليه كل شيء ويبلغ العمال الآخرين ثم تسري الشائعات
بأنكِ كلبة بلا قلب لا تعرفين الشفقة".
والمعروف ان دبلجة الأفلام المقرصنة بنص يحرِّف النص الأصلي ليس ممارسة
جديدة في روسيا. وتشير صحيفة الغارديان الى ان مترجما معروفا يعمل باسم
مستعار هو غوبلن، حقق شهرتة بانتاج نسخ ترفيهية كانت احيانا أفضل من الأصل.
ولكن هذه على ما يبدو هي المرة الأولى التي جرى فيها تغيير جذري لسيناريو
فيلم واسع الانتشار ليكون منسجما مع موقف سياسي معين. وتقدم النسخة ذات
السيناريو "المعدَّل" ثاتشر ووزراءها بوصفهم ضالعين في مؤامرة عالمية
يحيكها زعماء مجهولون من وراء الكواليس. ويتنقل النص الروسي المزور ما بين
الهستيريا واللامعقول حيث تعتزم ثانشر في احد المشاهد اشعال حرب الفوكلاند
عن سابق اصرار بمساعدة المعجبين بالاقتصادي اليميني المفضل لديها ملتون
فريدمان.
إيلاف في
20/03/2012
سحب الثقة من ممدوح الليثي كرئيس لاتحاد
النقابات الفنية يثير الجدل في مصر
مجدي الشاذلي من القاهرة:
أثار البيان الذي أصدرته النقابات الفنية الثلاث في مصر (السينمائيين،
الممثلين، والموسيقيين)، بعدم شرعية تولي ممدوح الليثي رئاسة اتحاد نقابات
المهن الفنية، جدلا كبيرا في الأوساط الفنية، وخاصة أن الليثي احتفظ بهذا
المنصب لأكثر من عام رغم قيام ثورة يناير التي أسقطت النظام السابق ورموزه
من مختلف المواقع الثقافية والفنية في مصر. والتي يعد الليثي أحد رمزها
السابقة لعلاقته القوية بوزير الإعلام ورئيس مجلس الشورى السابق صفوت
الشريف الذي يخضع للمحاكمة حاليا في قضايا تتعلق بالفساد.
وذكرت هيئات المكاتب الممثلة لنقابات المهن الفنية الثلاث، في بيانها الذي
أصدرته أمس الاثنين 19 مارس عقب اجتماع طارئ عقد بالنادي النهري لنقابة
الممثلين: "عدم الاعتراف بشرعية وجود ممدوح الليثي رئيسا لاتحاد نقابات
المهن الفنية حيث إن موقفه مازال معلقا ولم تصدر بشأنه فتوى مجلس الدولة
حتى الآن .. وبناء على ذلك نعلن عدم الاعتراف بأي تحرك لممدوح الليثى فيما
يخص النقابات الثلاث حيث إن هذا موكول بالنقباء المنتخبين الثلاثة".
وبدا ممدوح الليثي متمسكا بموقعه كرئيس لاتحاد النقابات الفنية، وعبر عن
إندهاشه من هذا الموقف، معتبرا هذا "البيان باطلا ولا يعبر عن هيئات
المكاتب الخاصة بالنقابات الفنية الثلاث أو يشكل مجالسها، مما يؤكد أن من
أصدروا البيان أشخاص لاعلاقة لهم بالقانون".
وبحسب البيان الذي أشار إلى أن كل ما جاء فى عهد النظام السابق غير شرعي،
تم الاتفاق على تكليف النقباء الثلاثة وهم مسعد فودة (نقيب السينمائيين)
وأشرف عبدالغفور (نقيب الممثلين) وإيمان البحر درويش (نقيب الموسيقيين)،
بتولي اتخاذ القرار مشاركة بينهم، لأنهم جاءوا عن طريق انتخابات نزيهة، في
مرحلة التطهير بعد ثورة يناير أما الليثى فلم يأت بانتخابات.
وفي تصريح لأحمد رمضان سكرتير عام نقابة الموسيقيين وعضو هيئة المكتب، أشار
إلى أن اللائحة تنص علي انتخاب رئيس الاتحاد من الجمعية العمومية التي
يمثلها أعضاء مجالس إدارات النقابات الثلاث, وان الليثي لم يأت بانتخابات
لكنه يكمل فترة ولاية الفنان الراحل السيد راضي والمنتخب من المجالس
السابقة التي سقطت شرعيتها بسقوط النظام السابق.
وعلى ما يبدو أن التحركات التي قام بها ممدوح الليثي مؤخرا، وأهمها مقابلته
لرئيس نقابة العاملين بالمهن الفنية، هي التي أثارت حفيظة النقابات الفنية
الثلاث، وفهموا منها أن الليثي يسعى لضم نقابة العاملين بالمهن الفنية، وهي
إحدى النقابات الجديدة، إلى اتحاد النقابات الفنية، وهو الأمر الذي استبعد
الليثي تفكيره فيه، مشيرا إلى أن قرار كهذا يستلزم موافقة مجلس الشعب.
ومن المقرر أن يحسم مجلس الدولة الذي تم رفع الأمر إليه - وهو جهة فتوى
قانونية - مسألة استمرار الليثي في منصبه من عدمه خلال الأسبوعين القادمين.
فارييتي العربية في
20/03/2012 |