ليس غريبا هذا العام على دورة المهرجان الرابعة عشرة أن تم عرض ٤ أفلام
وثائقية دنماركية موجهة للأطفال وعن الأطفال ضمن برنامج الاحتفال بالسينما
الدنماركية، فمن الواضح أن ثمة توجه عام خلال عملية انتقاء الأفلام من
ناحية ومن خلال ما أنتجته السينما التسجيلية العالمية بالتركيز على عنصر
مهم من عناصر المجتمع الإنسانى وهو الأطفال.
إن الطفولة عادة ما تعنى المستقبل والغد والقادم، وهذا معناه أن السينما
التسجيلية إما أنها تستشعر الخطر المحدق بالأجيال الجديدة أو أن صناع
الأفلام التسجيلية اعتبروا أن أجواء الجحيم التى يعيشها الأطفال فى أماكن
كثيرة من العالم بسبب الحروب والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية تعنى أن
هناك أزمة روحية وفكرية تواجه البشرية فى مرحلة من المفترض أنها تمثل حالة
انتقالية لصعود دول وعوالم جديدة وانهيار كيانات وأفكار سيطرت لعقود على
الإنسان منذ ما قبل الألفية الجديدة.
على اختلاف برامج المهرجان وأفلامه الرسمية التى تصل إلى١٨٥فيلما نستطيع أن
نرصد بسهولة عشرات التجارب التى تتخذ من الأطفال إما محورا للطرح الفكرى أو
معادلاً سينمائياً أو درامياً لجزء من هذا الطرح، ففى الفيلم المصرى-
الدنماركى- الوحيد المعروض ضمن برامج المهرجان «نصف ثورة» من إخراج»كريم
الحكيم» و«عمر الشرقاوى» نجد ذلك الحضور الآسر للطفل الصغير ابن كريم
كمعادل رمزى لحالة فقدان الإدراك لطبيعة ما يحدث فى البلد أثناء ثورة
يناير.
وبالمثل نجد الحالة قريبة جدا من الفيلم الفلسطينى المهم «خمس كاميرات
مكسورة» من إخراج «عماد برنات» و«جاى ديفيد» حيث يصنع المصور عماد برنات من
سنوات عمر ابنه «جبريل» معادلا دراميا وفكريا للكاميرات الخمس التى تتكسر
واحدة تلو الأخرى أثناء تصوير المواجهات مع القوات الإسرائيلية نتيجة
احتجاج أهالى قرية «عماد»على بناء الجدار العازل، حيث يقوم «عماد» بتصوير
ابنه كل عام بكاميرا جديدة، وعندما يكبر يبدأ فى اصطحابه إلى المواجهات، كى
يتربى على المقاومة.
أما فى الفيلم الكندى «سائقو الصحراء» للمخرجة «فيك سارين» فثمة ذلك الشعور
بالخطر المحدق على مستقبل الطفولة، من خلال فيلم يتخذ شكل التحقيق المصور
عن الأطفال الذى يتم استقدامهم من باكستان وبنجلاديش ودول شبه القارة
الهندية فى أعمار الخمس والسبع سنوات من أجل العمل فى مهنة ركوب الجمال
أثناء مسابقات الهجن الشهيرة التى تنتشر فى دول الخليج العربى، وتعرضوا
لشتى أنواع الأذى النفسى والبدنى بسبب منعهم من تناول الطعام، كى تظل
أجسامهم خفيفة فوق الجمال بالإضافة إلى تعرضهم للاغتصاب الجنسى من قبل
أصحاب المزارع ومدربى الهجن.
ومن أهم الأفلام التى تعرضت لواقع الأطفال المزرى فى العالم «فى أحضان أمى»
وهو إنتاج إنجليزى هولندى حاصل على منحة سند من مهرجان أبوظبى ومن إخراج
«محمد وعطية الدراجى» حول مجموعة من أيتام الحرب الذين فقدوا آباءهم فى
الانفجارات الإرهابية من الاحتلال الأمريكى للعراق ويعيشون فى دار خاصة
للأيتام ليكونوا مواطنين صالحين، بدلا من أن تتلقفهم التنظيمات الإرهابية
أو الانحرافات السلوكية ويصنع الفيلم معادلا فكريا مهماً يتمثل فى طرح فكرة
الدولة- الأم.
وعبر برنامج تكريم المخرج الإسرائيلى «آيال سيفان» الذى يعتبر أحد مناهضى
سياسية إسرائيل تجاه العالم والملقب بصانع المتاعب عرض فيلم «عبيد الذاكرة»
الذى صوره المخرج عام ١٩٩٠ وقدم من خلاله تشريحا مهماً لكيفية زراعة مبادئ
الكراهية والتعصب الصهيونى العنصرى فى نفوس الأجيال الجديدة من الأطفال
والشباب الإسرائيليين، عبر مناهج التعليم وتوجهات الدولة وتسميم عقول
الأجيال الجديدة بزرع كراهية العالم فى نفوسهم.
وفى فيلم «فجر يوم جديد» من جنوب أفريقيا للمخرجة الشابة رالى جرانينولد
نتعرف على رحلة طبيب جراحات تجميلية شهير يقرر ترك المستشفى الذى يعمل به
ليتجه إلى بنين فى شرق أفريقيا، كى يقوم بإجراء جراحات تجميلية قليلة
التكلفة للأطفال الذين فقدوا أعضاءهم أو تشوهوا فى الحروب الأهلية.
المصري اليوم في
21/03/2012
«على
واحدة ونص» و«حظ سعيد» و«رد فعل» لتنشيط دور العرض
كتب أحمد
الجزار
تستعد دور العرض لاستقبال عدد من الأفلام السينمائية الجديدة فى محاولة
لتنشيط دور العرض، وتمهيدا لانطلاق موسم الصيف والمقرر انطلاقه فى أبريل
المقبل. حسمت بعض الأفلام موقفها مبكرا من العرض فى مارس الجارى ومنها فيلم
«على واحده ونص» بطولة سما المصرى، حيث بدأت عروضه اليوم وحقق الفيلم فى
أول أيام عرضه ٨ آلاف جنيه وحقق يوم الخميس ١٠ آلاف جنيه ويوم الجمعة ١١
ألف جنيه وتستقبل دور العرض اليوم فيلم «حظ سعيد» بطولة أحمد عيد ومى كساب
وتدور أحداثه حول «سعيد» الذى يعيش قصة حب قوية مع «سماح» وظل ينتظر بلهفة
اليوم الذى يتسلم فيه الشقة ولكن تندلع ثورة يناير وتواجهه كثير من العقبات
تحول دون تسلمه للشقة فيقرر الانضمام لقائمة المعتصمين بميدان التحرير،
ويوم ٢٨ من مارس الجارى يعرض فيلم «رد فعل» إخراج حسام الجوهرى وتدور
أحداثه فى إطار تشويقى حول جريمة قتل ويشارك فى بطولة الفيلم محمود
عبدالمغنى وعمرو يوسف وحورية فرغلى وقد انتهى تصوير الفيلم منذ أكثر من عام
وقد قرر منتجه طرحه للاستفادة من فراغ دور العرض.
ومن المقرر أن يفتتح موسم الصيف بفيلم «حلم عزيز» بطولة أحمد عز وشريف
منير، وقد تقرر عرضه فى ١١ أبريل المقبل فى ٥٠ دار عرض وتدور أحداثه فى
كواليس رجال الأعمال ويقدم نموذجا لرجل أعمال يدعى عزيز يستخدم كل الطرق
الملتوية لتحقيق أحلامه. الفيلم تأليف نادر صلاح الدين وإخراج عمرو عرفة
كما سيعرض أيضا خلال الشهر نفسه فيلم «ساعة ونص» إخراج وائل إحسان وقصة
الفيلم مستوحاة من حادث قطار الصعيد الشهير وتدور أحداثه خلال ساعة ونصف هى
مدة الرحلة التى يعيشها أبطاله فى القطار ويشارك فى بطولته سمية الخشاب
وإياد نصار وفتحى عبدالوهاب وكريمة مختار كما يعرض أيضا خلال موسم الصيف
فيلم «مصور قتيل» تأليف عمرو سلامة وإخراج كريم العدل ويشارك فى بطولته
إياد نصار ودرة، وكان من المقرر عرضه خلال شهر أبريل ولكن الشركة المنتجة
قررت تأجيله إلى شهر مايو أو يونيو وفقا لطبيعة الخريطة ولم يحسم جهات
إنتاج فيلمى «مؤنث سالم» لرامز جلال و«المصلحة» بطولة أحمد السقا وأحمد عز
موقفيهما من العرض فى الصيف حيث يتبقى على الانتهاء من تصوير فيلم
«المصلحة» ٥ أيام.
فى سياق متصل، قررت بعض الشركات الخروج بأفلامها من موسم الصيف وعرضها فى
عيد الفطر حيث قرر المنتج وليد صبرى طرح فيلم «تيتة رهيبة» لمحمد هنيدى
خلاله بدلا من الصيف، كما قرر المنتج محمد السبكى تأجيل فيلم «جيم أوفر»
بطولة يسرا ومى عزالدين والمنتج أحمد السبكى عرض فيلمه «حصل خير» لسعد
الصغير وقمر للعيد أيضا.
ونفى المنتج والموزع محمد حسن رمزى ما يتردد حول تدهور السوق السينمائية،
مؤكداً أن الفيلم هو الذى يحدد سوقه مؤكدا أن معظم الافلام التى عرضت مؤخرا
حققت إيرادات جيدة ومنها «عمر وسلمى ٣» و«بنات العم» الذى تجاوزت إيراداته
عشرة ملايين جنيه رغم أن أبطاله ليسوا نجوما للشباك، وأكد «رمزى» تخوف بعض
المنتجين من موسم الصيف هذا العام بسبب انشغال الرأى العام بانتخابات
الرئاسة، مشيرا إلى أن الموسم هذا العام لا يتحمل أكثر من ٦ أفلام لتحصل
على فرصة عرض حقيقية، وأضاف «رمزى»: إن الجمهور متعطش للأفلام الجيدة وإنه
يحتاج إلى مزيد من الأفلام التى تعبر عنه فى الفترة المقبلة وهو مايدعو
للتفاؤل.
المصري اليوم في
21/03/2012
يصفونها بغير الشرعية ونقابة المهن الفنية ترفع دعوى سب
وقذف..
فودة وعبدالغفور ودرويش يفتحون النار على النقابات الموازية
كتب - على الكشوطى
فتحت نقابة العاملين بالمهن الفنية النار على النقابات الفنية الثلاث
«السينمائية والتمثيلية والموسيقية» واتهمتها فى بلاغ للنائب العام بتهمة
السب والقذف والتشهير بنقابة المهن الفنية على صفحات الجرائد والمواقع
الإلكترونية، ووصفتها بالعشوائية وغير الشرعية، وعدم اعترافهم بحرية تعدد
النقابات التى أعطتها لهم ثورة يناير المجيدة، وذلك حسبما أكد البيان الذى
أرسلته نقابة العاملين بالمهن الفنية للصحف والمجلات، كما أضاف البيان أن
البلاغ المقدم والذى حمل رقم 295 تمت إحالته إلى نيابة وسط الكلية وهى
دائرة الاختصاص بنقابة المهن التمثيلية والسينمائية، وتم أخذ أقوال د. نبيل
رزق فى بلاغه ضد رؤساء النقابات الأخرى.
من جانبه، صرح أشرف عبدالغفور نقيب المهن التمثيلية لـ«اليوم السابع» بأن
نقابة العاملين بالمهن الفنية نقابة تتبع اتحاد العمال وليس لها أى علاقة
بالعمل النقابى الخاص بالنقابات الفنية، وادعاؤهم بأنها نقابة فنية، غير
صحيح، لأنهم نقابة عمالية، والقانون الذى ينظم عملها كنقابة عمالية
للعاملين بالمهن الفنية لم يصدر بعد، ولكنه فى طريقه للصدور وادعاؤهم بأنهم
قادرون على إعطاء تصاريح مزاولة مهنة غير صحيح لأنهم غير قادرين على فعل
ذلك، موضحا أنه حتى الآن لم يصله أى شىء رسمى يؤكد صحة بلاغهم من مكتب
النائب العام.
أما نقيب السينمائيين مسعد فودة فأكد لليوم السابع أنه لم يصله أى شىء
رسمى، يؤكد صحة بلاغهم للنائب العام، كما أوضح أنه ينأى بنفسه دوما عن
الخوض فى أحاديث مثل تلك الأحاديث، مضيفا أن الفيصل فى الأمر هو القانون
لأنه قادر على الفصل بين جميع الكيانات، مشيرا إلى أنه لابد من الاهتمام
المرحلة المقبلة والاهتمام بوضع الدستور حتى لا تضيع مصر، مضيفا أنه لا وقت
للمزايدة على بعض، قائلا: «ده فراغ» ولسنا فى وقت لتلك المهاترات.
أما نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش فكان رأيه من البداية هو أن نقابة
العاملين بالمهن الفنية غير تابعة لوزارة الثقافة وتقوم بإصدار تصريحات
كبيرة وهى لا تستطيع أن تنفذها لأنها لا تملك إعطاء تصريح لأى فنان بمزاولة
المهنة.
اليوم السابع المصرية في
21/03/2012
سينمائيون ماتوا قبل المجد بلحظات
(رجا
ساير المطيري)
بعض نجوم السينما سواء من الممثلين أو المخرجين يعيشون فترة أمجادهم
بعد وفاتهم لعل أبرزهم جيمس دين ،براندن لي ،أدريان شيلي وماسيمو ترويسي
تحدثنا الأسبوع الماضي عن فيلم Network وعن
أفكاره التي جعلته أحد أفضل أفلام عقد السبعينيات، وقد أغفلنا الحديث حينها
عن نقطة مهمة تتعلق ببطل الفيلم بيتر فينش وبجائزة الأوسكار التي فاز بها
على أدائه المميز لشخصية المذيع الثائر الذي كشف فساد النظام الأمريكي.
وكان هذا أول أوسكار يفوز به في مسيرته السينمائية الطويلة التي امتدت إلى
أربعين سنة منذ سنة 1938 وحتى
سنة 1977 التي
رحل فيها عن الدنيا قُبيل لحظات قليلة فقط من اعتلائه منصة الأوسكار
واستلام الجائزة الأهم في حياته؛ ذلك لأن حفل الأوسكار أقيم في 28 مارس
من سنة 1977 فيما
توفي هو قبل شهرين من ذلك؛ في14 يناير،
ففقد بذلك طعم الانتصار الكبير ولحظة التتويج العظيمة التي ينتظرها كل
ممثل، وبالذات من لم يفز بها من قبل مثل العجوز بيتر فينش.
لقد تعمّدنا إغفال الحديث عن هذه النقطة لنجعلها مقدمةً لمقال هذا
الأسبوع الذي سنبحث فيه عن الممثلين الذين يشاركون بيتر فينش مأساته؛ أولئك
الذين أفنوا حياتهم بحثًا عن لحظة مجد.. عن جائزة.. عن صدارة من أي نوع،
وعندما تحققت لهم لم يكونوا حاضرين ليذوقوا طعمها؛ لأن الموت حال بينهم
وبينها، فرحلوا تاركين في أرواح جماهيرهم حسرةً على هذا التتويج الناقص.
ومثلما كان الجمهور يتمنى حضور بيتر فينش في حفل أوسكار 1977 ليستلم
بنفسه أهم جائزة في حياته، كان الجميع يتمنى حضور النجم الشاب هيث ليدجر
الذي مات في 22 يناير 2008؛
وذلك قبل أشهرٍ من بدء عروض فيلمه (فارس
الظلام-The Dark Knight) الذي
قدَّم فيه دور حياته بلا جدال بشخصية "الجوكر"؛
لذا لم يتمكن من رؤية إعجاب النقاد والجمهور بأدائه الرائع، والأهم أنه لم
يكن حاضرًا في حفل الأوسكار الذي توّج فيه بأوسكار أفضل ممثل مساعد في 22 فبراير 2009.
أما النجم الأسطوري جيمس دين فكان له مع الحسرة حكاية خاصة؛ ذلك أنه
مات في عام 1955 في
حادث سير وهو في ذروة نجاحٍ أسطوري حققه في أربع سنوات فقط، ولم يكن يعوزه
سوى الترشح للأوسكار ليؤكد أنه مبدع حقًّا وليس معشوقًا للمراهقين فحسب.
وقد تحقق له ذلك ونال الترشيح مرتين، لكن بعد وفاته، وهنا تكمن خصوصيته
الفريدة؛ إذ اعتُبر الممثل الوحيد في تاريخ الأوسكار الذي يكون حاضرًا في
قوائم الترشيحات سنتين متتاليتين بعد رحيله؛ كانت أولاهما في أوسكار 1956 عن
فيلم (شرق
عدن-East Of Eden) الذي
أدى فيه شخصية مراهق شاب يُعاني تسلّط والده، وكانت الثانية في أوسكار 1957 عن
فيلم(عملاق-Giant) الذي
لعب فيه دور البطولة أمام إليزابيث تايلور بشخصية إمبراطور البترول الفاسد.
وإذا اتجهنا صوب إيطاليا فسنجد فيها ممثلاً منحوسًا مثل هؤلاء؛ هو
الممثل النحيل ماسيمو ترويسي الذي كان له حضور مهم في السينما الإيطالية،
ولم يكن يعوزه سوى أن ينطلق نحو العالمية على خطى مواطنه الشهير مارسيلو
ماستروياني. وعندما واتته الفرصة لينال ترشيحًا للأوسكار، رحل عن الدنيا
سنة 1994 عن
عمر لم يجتز حاجز أربعين سنة. وتمثّلت فرصته في الدور الذي قدمه في فيلم (ساعي
البريد-Il postino) بشخصية
ساعي بريد ينقل الرسائل إلى الشاعر بابلو نيرودا خلال عيشه في جزيرة
إيطالية منفيًّا عن بلده تشيلي.
لقد تميّز ترويسي بأداء شخصية الساعي الأمي البسيط الذي يحتك بالشاعر
الكبير ويتأثر به فيبدأ تذوق الشعر ويتعلم كيف يُحب وكيف يثور ضد
الإقطاعيين في جزيرته.
كان الفيلم معبرًا وإنسانيًّا وأحد أفضل الأفلام في عقد التسعينيات،
لكن للأسف ترويسي لم يشاهد الفيلم حتى؛ فقد مات بعد الانتهاء من تصوير
مشاهده مباشرةً في 4 يونيو 1994، ولم
يعش ليشهد انطلاق عروض الفيلم في 14 يونيو 1995، كما
لم يكن حاضرًا في لحظة مجده العالمية حين رشح لجائزتي أوسكار مطلع سنة 1996؛
هما: أوسكار أفضل ممثل رئيسي، وأفضل سيناريو بصفته أحد كتاب الفيلم.
وبعيدًا عن الأوسكار، هناك ممثلون ومخرجون رحلوا عن الدنيا قبل أن
يشاهدوا النجاح الجماهيري الأكبر في حياتهم. من هؤلاء المخرجة أدريان شيلي
التي ماتت في 1 نوفمبر 2006 قبل
أن تعرف مصير فيلمها الأخير (النادلة-Watress) وهل
سيصير مثل أفلامها السابقة؛ مجهولاً يمر مرور الكرام دون أن يبقى في ذاكرة
أحد أم أنه سيفاجئها ويحقق النقلة النوعية في حياتها السينمائية المتذبذبة؟.
رحلت دون أن تعرف أن فيلمها هذا سيحقق نجاحات في شباك التذاكر
وسيمنحها شرف الترشح للمرة الأولى في مهرجان روح السينما المستقلة أحد أهم
المهرجانات الأمريكية التي تُعنَى بالأفلام ذات الميزانيات الصغيرة.
وبالمثل فعل الممثل الشاب براندن لي الذي مات عام 1993 بطلق
ناري أثناء تصوير مشهد في فيلم (الغراب-The Crow) وهو
لا يدري أن هذا الفيلم سيكون أهم أفلام حياته على الإطلاق.
أما النجم البريطاني الكبير أوليفر ريد فعلى الرغم من شهرته ونجوميته
السينمائية، ظل بعيدًا عن الجوائز ولم تسنح له الفرصة إلا مطلع عام 2001 عندما
رشّح لجائزة البافتا للمرة الأولى في حياته عن دوره في فيلم (المجالد-Gladiator) الذي
كان قد بدأ عرضه في صالات السينما في مايو 2000، وقد
غاب نجمنا المنحوس عن كل هذه اللحظات؛ لأنه مات في مايو 1999.
* نقلاً عن صحيفة الرياض السعودية.
الـ
mbc.net في
21/03/2012
«الملكة مارغو» لدوما:
التاريخ الجوّاني من الأدب الى الشاشة
إبراهيم العريس
قبل سنوات حين عرض الممثل والمخرج الفرنسي باتريس شيرو، فيلمه «الملكة
مارغو» من بطولة ايزابيل آدجاني، في واحدة من أزهى دورات مهرجان «كان»
السينمائي، كان أول التعليقات التي تناولت الفيلم يتحدث عن كاتب الرواية
ألكسندر دوما بصفته «واحداً من أعظم كتاب السيناريو السينمائي» في تاريخ
الفنون. ويومها جرى التذكير بأن السينما تناولت بنجاح في أغلب الأحيان،
معظم روايات دوما، وليس في فرنسا وحدها. كما جرى التذكير بقدرة هذا الكاتب
الفذّ على تصوير موضوعاته ورسم شخصياته، منذ ما قبل اختراع فن السينما
بزمن، في شكل يجعلها حية بيننا، حتى وإن كانت المواضيع نفسها تتسم بشيء من
العادية. والحال ان «الملكة مارغو» تشكل استثناء حتى في عالم الكسندر دوما،
حتى وإن كانت - كرواية - تنتمي الى سلسلة رواياته التاريخية التي يبدو انه
آلى على نفسه فيها ان يتابع احداث التاريخ الفرنسي، من خلال شخصيات مميزة
لعبت دوراً فيه، خلال هذه المرحلة أو تلك. ذلك أن «الملكة مارغو» رواية
تدور أحداثها من خلال شخصياتها الرئيسة التي هي محور العمل ومحور
المؤامرات، لا من خلال شخصيات تكون بطولتها في الرواية سنداً لإنقاذ مكانة
شخصيات أخرى، كالفرسان الثلاثة الذين يقوم دورهم في «حماية» التاريخ
الرسمي، من دون ان يكون لهم همّ التطلع الى ان يحلّوا في المكان الرسمي محل
الملك أو وزرائه أو ما شابه. هنا يبدو التاريخ لدى ألكسندر دوما منظوراً
اليه عبر فاعليه الحقيقيين، أهل الظل والكواليس، لا عبر شخصياته التاريخية
المعروفة.
> في «الملكة مارغو» يبدو التاريخ مرويّاً عند المستوى الأول، مستوى
الشخصيات التاريخية الحقيقية التي ليس هناك خلاف من حولها أو من حول
وجودها. وهذا ما يجعل الكاتب مرغماً على عدم الابتعاد من التاريخ الحقيقي
المدون لمصلحة إطلاق العنان لخياله، يبتكر ما شاء من شخصيات ومواقف. ومن
الواضح ان هذا الأمر يحدّ من قدرة الكاتب على التلاعب بالتاريخ، فيكون
البديل ان يغوص في تفسيره وتحليل اهدافه وسيكولوجيات شخوصه، ما يعطي حتى
التاريخ المكتوب المعروف، نكهة جديدة وأبعاداً قد لا تكون متوقعة. ولكن لكي
يتمكن كاتب في ذلك الزمان الما - قبل - فرويدي، من الوصول الى مثل هذا
المستوى من الحكي التاريخي، كان عليه ان يكون شيئاً ما بين شكسبير
وستاندال. وبما ان ألكسندر دوما لم يكن هذا ولا ذاك، ولا ذلك الشيء بينهما.
بما انه كان من نوع الكتّاب الذين يتجهون، للسهولة أو لمحدودية الأفق، نحو
رواية الأحداث في سطحها الخارجي، ومحاولة تفسيرها من طريق الربط «البوليسي»
في ما بينها، أكثر مما هو من طريق تحري الأبعاد السيكولوجية لدى الشخصيات،
تصبح الرواية التاريخية مجرد رواية تاريخية لا أكثر: تصف الأحداث المعروفة،
تموضعها ضمن اطار سياقها التاريخي لا أكثر، وتذكّر بالادوار التي لعبتها
الشخصيات. وأكثر من هذا بالأدوار التي لعبتها العلاقة بين الشخصيات في مجرى
الأحداث. وفي مثل هذه الحال، لا يعود الموضوع: «لماذا حدث هذا الأمر الذي
نعرفه»، بل «كيف حدث». فإذا كان من الممكن ان يتبقى قدر من المتعة في
القراءة بعد ذلك، تصبح المتعة متعة استعادة المعروف من الأحداث والتذكير
بها لمجرد ان تصبح - اذا كان في الأمر رسالة يجب ايصالها - درساً وعبرة.
وفي هذا الاطار لا يعود ثمة فارق كبير بين الرواية التاريخية والتاريخ
المروي. ولعل هذا هو، في الأساس، السبب الذي جعل رواية «الملكة مارغو»
لألكسندر دوما غير قادرة على ان تعتبر من أعماله الأساسية. أما أهمية
الفيلم فكمنت في ان باتريس شيرو، المخرج، والكتّاب الذي اشتغلوا معه على
كتابة سيناريو الفيلم انطلاقاً من رواية دوما، اشتغلوا على الرواية كما كان
يجدر بدوما ان يشتغل في كتابته الرواية على الأحداث التاريخية نفسها: أضفوا
على العمل الأبعاد السيكولوجية، وعلى الأحداث ترابطاً خلاقاً رسم صور
علاقاتها ونظامها السببي. ومن هنا جاء الفيلم، لمرة نادرة في تاريخ السينما
التاريخية الفرنسية، اكثر عمقاً من الرواية نفسها.
> غير ان هذا يجب ألا يعني ان الرواية في حد ذاتها ليست عملاً متميزاً.
وحتى وإن اكتفينا هنا بالنظر إليها بصفتها درساً وعبرة تاريخيين كتبت في
ظرف محدد لغرض ايديولوجي محدد. فالرواية بعد كل شيء، إذ تختار الحقبة
التاريخية التي تروي احداثها تبدو هنا ذات دلالة كبيرة. خصوصاً إذا تذكرنا
ان دوما كتبها في نحو العام 1845، اي في زمن - سبق احداث 1848 - كان حافلاً
بالمؤامرات والمناورات في اروقة السلطة العليا، وكانت بدأت فيه الفوارق
الدينية بالعودة الى الظهور بعدما كانت خمدت بعض الشيء إثر قيام الثورة
الفرنسية ونزعتها العلمانية التوحيدية. ولئن كانت حبكة «الملكة مارغو» تبدو
للوهلة الأولى معقدة بعض الشيء، فإن المهم في الأمر انها مؤطرة في شكل جيد
وذي دلالة، بين ليلة مجزرة القديس بارثولوميو (24 آب/ اغسطس 1572) من
ناحية، وليلة موت الملك شارل التاسع من ناحية ثانية. وهذا التمركز التاريخي
الذي يأتي هنا لـ «يؤرخ» تماماً لانتقال السلطة في فرنسا من آل فالوا الى
آل بوربون، يحيلنا بالطبع وفي شكل مباشر الى الحروب الدينية (بين
البروتستانت والكاثوليك) التي كانت قائمة في فرنسا في ذلك الحين، على قدم
وساق. اما احداث الرواية - المحققة تاريخياً - فإنها تتمحور حول ثلاثة
مواضيع: 1- الصداقة بين شخصين من كبار النبلاء، 2- طموح كاثرين دي مديتشي،
3- حكاية الغرام اللاهب التي تعيشها مارغو، ابنة كاثرين دي مديتشي،
والمنتمية الى آل فالوا.
> الصديقان النبيلان المعنيان هنا هما آنيبال دي كوكوناس وهياسنت دي لامول.
فالاثنان سجنا داخل الكنيسة وحكم عليهما بالموت، وإذ يحاولان الفرار معاً،
يفضّل الأول، اذ يصاب صاحبه بجرح يثنيه عن مواصلة محاولة الفرار، يفضل ان
يموت معه بدلاً من ان يهرب وحده. اما كاثرين فإنها، على رغم ان فلكييها
قالوا لها في شكل مؤكد ان الحقبة المقبلة ستوصل الى عرش فرنسا ملكاً من آل
بوربون، ما يضع حداً لحكم آل فالوا، فإنها تناضل ضد هذا المصير بشراسة وقد
أرعبها ان تتصور ملك نافار هنري الرابع على العرش. اما مارغو (الملكة
مارغو) فإنها، إذ تكون زوجة لهنري دي نافار نفسه وتشعر بميل سياسي نحوه
يجعلها تتمنى له الوصول الى السلطة، فإنها في الوقت نفسه مغرمة بهياسنت
غراماً حاداً عنيفاً. وكان هذا فضّل ان يعدم، خلال محاكمته، على ان يفشي
اسرار علاقته بمارغو. ومع هذا حين يعدم لا تتورع مارغو عن الطلب الى زوجها
الملك ان يأتيها برأس عشيقها المقطوعة.
> هذه المواضيع الثلاثة هي التي تتكون منها حبكة «الملكة مارغو». والكاتب
اكتفى، كما اشرنا، بأن يصفها لنا في برّانيتها، من دون اي تعمق في
سيكولوجية الشخصيات، ومن دون اي تدرج في وصف أفعالها وردود افعالها، بحيث
يبدو في نهاية الأمر وكأن الأحداث العامة تدور خارج صفحات الرواية تاركة
لهذه نتائجها. ومع هذا، فإن في هذه الرواية، عدا عن صوابية الأحداث
التاريخية، جانباً مهماً، هو قدرتها على التعبير عن اجواء باريس وحياة
القصور وحياة الشعب في تلك الحقبة المبكرة من التاريخ الفرنسي (القرن
السادس عشر). ولعل هذا كان واحداً من العناصر الأساسية التي استهوت دائماً
قراء هذه الرواية.
> ومهما يكن من الأمر هنا، لا بد من ان نشير الى ان ألكسندر دوما عرف
دائماً كيف يصف اجواء رواياته ويملأها بالحيوية، هو الذي صار هذا الوصف
لديه حرفة اساسية، تشهد على هذا رواياته المهمة وكتب رحلاته الكثيرة، وكذلك
مسرحياته التاريخية والمعاصرة. ونحن نعرف ان ألكسندر دوما الأب (1803 -
1870) خاض كل هذه الأنواع وكتب طوال حياته، منفرداً او مع معاونين، مبتكراً
او مقتبساً من كتّاب آخرين (من بينهم شكسبير) عشرات الكتب، الروائية
والوصفية، التي جعلته يعتبر على الدوام واحداً من اكثر الكتاب الأوروبيين
والفرنسيين شعبية وحظوة، وليس لدى قراء الفرنسية وحدهم.
alariss@alhayat.com
الحياة اللندنية في
20/03/2012
مهرجان جامعة زايد السينمائي.. 100 فيلم من 12 دولة
أبوظبي ــ الإمارات اليوم
تجري الاستعدادات في جامعة زايد حالياً لإقامة الدورة الثالثة لـ «مهرجان
جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط»، الذي تنظمه الجامعة للعام الثالث على
التوالي، وتُعقد فعالياته هذا العام في مقرها الجديد بمدينة خليفة بأبوظبي
في الفترة من 23 الى 25 الشهر المقبل.
وتشهد دورة 2012 ارتفاعاً في عدد الأفلام المشاركة في المسابقة، إلى أكثر
من 100 فيلم، مقارنة بـ65 فيلماً في العام الماضي، كما تشهد زيادة في عدد
الدول التي ينتمي إليها هؤلاء المشاركون، من ثماني دول في العام الماضي،
إلى 12 دولة في العام الجاري وهي: الإمارات، تركيا، إيران، مصر، الأردن،
لبنان، فلسطين، الجزائر، المغرب، تونس، قطر، وسلطنة عمان.
ويُعد هذا المهرجان الوحيد من نوعه المخصص لعرض تجارب سينمائية من إبداع
الطلاب يقدمونها إلى أقرانهم الطلاب في جامعات المنطقة. وسوف تتنافس
الأفلام المشاركة على ست جوائز تتوزع على ست فئات هي: الجائزة الكبرى، أفضل
فيلم روائي، أفضل فيلم وثائقي، أفضل فيلم رسوم متحركة، أفضل قصة إخبارية،
وأفضل مخرج واعد. ويذكر أن المشاركة بالمهرجان محصورة فقط في الطلاب
الملتحقين بدراستهم الآن، أو أولئك المسجلين منذ العام الماضي في إحدى
المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسطأ بما فيها تركيا وإيران وشمال افريقيا.
وسيطير الفائزون من بلدانهم إلى أبوظبي لحضور فعاليات المهرجان وتكريمهم
وتسليمهم الجوائز في الحفل الختامي الذي سيقام يوم 25 إبريل المقبل.
واللافت أن انطلاقة المهرجان في الدورة الأولى في عام 2010 جاءت كمبادرة
طلابية، إذ قررت الطالبتان اليازية الفلاسي وريما ماجد في جامعة زايد أن
يكون مشروع تخرجهما الجامعي على شكل مهرجان سينمائي طلابي، أطلقا عليه
«مهرجان جامعة زايد السينمائي». وفي العام الماضي تطور حجم المشاركة واتسعت
رقعتها حتى شملت بلداناً غير عربية في المنطقة، الأمر الذي دفع إلى إضافة
عبارة «الشرق الأوسط» إلى اسمه.
واكتملت تلك الدورة باختيار لجنة التحكيم التي تألفت من نخبة من الخبراء في
هذا المجال وهم المدير التنفيذي لشركة «إيماجنيشن» مايكل جارين، والمدير
المساعد لمهرجان أبوظبي السينمائي كيلين كوين، والمخرجة السينمائية نادية
فارس.
وتم عرض نحو 40 فيلماً خلال فعاليات المهرجان على مدار ثلاثة أيام. كما
تضمنت قائمة الجامعات المشاركة في المهرجان 15 جامعة من منطقة الشرق الأوسط
هي: الجامعة الأميركية في دبي، وجامعة السيدة اللويزة في لبنان، والجامعة
الأميركية في مصر، والجامعة الفرنسية في مصر، ومعهد البحر الأحمر للفنون
السينمائية في الأردن، وكلية دار الكلمة في فلسطين. وسلمّت عميد كلية
الاتصال وعلوم الإعلام د. مارلين روبرتس، الجوائز للفائزين ضمن حفل حضره
عدد من كبار المسؤولين، وعمداء الكليات في الجامعة، والطلاب. ويعمل طلاب
جامعة زايد على الوصول بدورة هذا العام إلى مستويات أعلى من ذي قبل في
التنظيم والإعداد والتنافس، ولذا تعمل لجنة طلابية مؤلفة من 14 عضواً بجد
ومثابرة من أجل تحقيق هذا الهدف.
إلى ذلك، تعمل اللجان المنظمة للمهرجان على توفير فرص عديدة لطلاب متطوعين
للمشاركة في الأعمال الإدارية والتنظيمية للمهرجان. وعبرت الطالبة إيمان
العثمان أحد أعضاء فريق المهرجان والمتخصصة في دراسة العلوم الإنسانية
والاجتماعية بالجامعة عن سعادتها حيال المهرجان، لأنه «سيوافر فرصة للتعرف
إلى مخرجين ومخرجات جدد من الوسط الطلابي ببلدان الشرق الأوسط والتواصل
معهم».
الإمارات اليوم في
20/03/2012 |