الفنان التونسي يتحدث عن تحول نوعي في سينما بلاده يتمثل في بروز شكل
جديد من الكتابة السينمائية أكثر تحررا وإنصاتا للمجتمع.
أكد الممثل التونسي المعروف هشام رستم الجمعة بتطوان أن رياحا قوية من
الحرية هبت على السينما التونسية التي هي بصدد التحول الى واجهة للتعبير
الحر في أعقاب ثورة 14 يناير من العام الماضي بتونس.
واوضح رستم٬ الذي يكرمه مهرجان تطوان للسينما المتوسطية٬ أن هذه
الحرية تجد انعكاسا لها في الدينامية غير المسبوقة التي شهدتها صناعة
السينما بعد انهيار النظام التونسي السابق٬ بحيث تم انتاج حوالي 50 عملا
سينمائيا في ظرف سنة واحدة٬ الشيء الذي يمثل رقما قياسيا بحسب الفنان
التونسي الذي كان يتحدث خلال لقاء تحت عنوان "ثلاثة نجوم٬ ثلاثة أجيال
بالعالم العربي" نظم على هامش الدورة الثامنة عشرة لمهرجان تطوان.
وكشف الممثل التونسي بمناسبة هذا اللقاء مع الجمهور المغربي٬ الذي
حضره الممثل المغربي محمد مجد والمصري كريم عبد العزيز٬ عن وجود سهولة كبرى
للتصوير في الفضاءات العمومية التونسية وبروز شكل جديد من الكتابة
السينمائية أكثر تحررا وإنصاتا للمجتمع٬ وهو ما يعد بنقلات جديدة في
السينما تحت ظلال الحرية.
وتحدث هشام رستم الذي شارك في بطولة فيلم "الوتر الخامس" للمخرجة
المغربية سلمى بركاش٬ عن ظهور "جيل جديد من الممثلين والمخرجين وكتاب
السيناريو بتونس حاليا مع وسائل ولغة سينمائية ومواضيع جديدة تماما وغير
معتادة"٬ وإن رفض إطلاق وصف "سينما ما بعد الثورة" لان الثورة برأيه مشروع
يندرج في إطار الإستمرارية وما يزال جاريا ببلاده.
في المقابل لاحظ الممثل التونسي المخضرم أن القاعات السينمائية ليست
مجهزة بشكل جيد ولا تواكب الطفرة التكنولوجية الجديدة وأن المشهد السينمائي
التونسي تنقصه صحافة مهنية مرافقة ومحفزة.
ومن جانبه٬ تناول النجم المصري الشاب كريم عبد العزيز مشكلة تأثير
مناخ عدم الاستقرار السياسي على الصناعة السينمائية بمصر٬ معربا عن أسفه
لكون القاعات السينمائية تعاني من غياب الأمن في محيطها الأمر الذي يؤثر
على الإقبال على الأعمال المعروضة٬ لكنه أبدى تفاؤله بعودة الاوضاع شيئا
فشيئا الى طبيعتها.
يذكر أن مهرجان تطوان٬ الذي تختتم فعالياته السبت٬ يكرم الممثل
المغربي محمد مجد والتونسي هشام رستم والمصري كريم عبد العزيز٬ احتفاء
بعطاءات أجيال مختلفة صنعت وتصنع تاريخ السينما العربية.
ميدل إيست أنلاين في
31/03/2012
السيناريو الجيد يصنع مجد السينما المغربية
تطوان (المغرب) ـ من عبد الكريم الشمسي
الممثل محمد مجد يؤكد على كتابة سينمائية تقترب من الوجدان العام
للمغربي وتتفادى الاستيراد الأعمى لثيمات أجنبية.
يبدي الممثل المغربي محمد مجد اعتزازا واضحا بالمستوى الذي بلغته
السينما المغربية لكنه يرى أن تحقيق مزيد من التطور في الصناعة السينمائية
بالمملكة رهين بوجود كتاب سيناريو من الطراز العالي بمقدورهم تزويدها بنصوص
رفيعة.
وقال مجد في حديث لوكالة "المغرب العربي للأنباء" على هامش فعاليات
مهرجان تطوان للسينما المتوسطية إن كاتب السيناريو يبقى عماد أي عمل
سينمائي ناجح٬ دون إغفال أهمية باقي المكونات الفنية والتقنية.
هي حاجة تكمن٬ حسب مجد٬ في الجانب التقني للكتابة السينمائية وكذلك في
طبيعة المواضيع التي يتعين في نظره أن تقترب أكثر من الوجدان العام للإنسان
المغربي وتقدم الإضافة المطلوبة للجمهور٬ وتتفادى في المقابل الاستيراد
الأعمى لثيمات السينمات الأجنبية٬ "التي قد لا تكون لها صلة بثقافتنا
المحلية وانشغالاتنا الخاصة".
ويرى مجد أن السينما المغربية تسير في اتجاه جيد٬ على الخصوص رفقة
الشباب الذين عادوا من الخارج٬ متشبعين بأفكار وتقنيات جديدة من شأنها أن
تضخ دما جديدا في شريان الفن السابع المغربي.
واعتبر الممثل الذي يحظى بتكريم الدورة 18 لمهرجان تطوان٬ أن الترحيب
الذي يقابل به الفيلم المغربي في التظاهرات الاقليمية والدولية٬ والجوائز
التي يحصدها "دليل على أن سينمانا بخير".
ليس من السهل أن يكون المرء ممثلا سينمائيا في ظروف الانتاج والتوزيع
القائمة بالمغرب٬ لكن الأمر يتعلق ٬ حسب مجد٬ باختيار في الأساس٬ "ما دمت
تختار هذه المهنة٬ فإنه يتعين عليك اتخاذ موقف صارم وتحمل مسؤولية قرارك
الحر"٬ قبل أن يستدرك قائلا "إن الظروف تحسنت بالمقارنة مع مرحلة الستينات
والسبعينيات".
ويقول محمد مجد إنه "يتعين على المسؤولين في البلاد أن يعوا أن الفنان
المغربي في حاجة الى العمل وليس الى التسول. من حق الفنان أن يعمل ومن واجب
المسؤولين أن يفتحوا الأبواب في وجهه".
أما عن تأثير هذه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على الاختيارات
الفنية للممثل٬ أوضح بطل فيلم "الرحلة الكبرى" أن على الفنان٬ وفاء لجمهوره
٬ أن يحافظ على الصورة التي يعرفه الناس عليها" .
واضاف أنه بصرف النظر عن أي عمل لا يحقق اشتراطات الجودة الهادفة٬ حتى
ولو كلفه ذلك الانتظار طويلا. والدليل "أنني لم أشتغل منذ ثمانية أشهر٬ إذ
منذ الانتهاء من سلسلة 'ياك حنا جيران" بالرغم من توفر بعض العروض".
وحول علاقة محمد مجد مع المخرجين التي يشوبها بعض اللبس احيانا، يقول
مجد إن "بعضهم يتخوف من كوني أطلب مبالغ كبيرة ٬ فيمضون الى التعاقد مع
ممثل بديل٬ حتى دون أن يكلفوا انفسهم عناء تقديم العرض بشكل مباشر٬
والاطلاع على وجهة نظري في العمل. إنها مجرد أحكام مسبقة ".
ويضيف أن "العمل السينمائي إن انتزع إعجابك٬ وعرفت أنه سينال ترحيب
الجمهور٬ فلا بأس من التضحية المادية من أجل الإبقاء على التواصل مفتوحا مع
جمهورك".
وبخصوص العلاقة التي تجمع الممثل بالمخرج٬ اعتبر السينمائي المغربي
المخضرم أن "المخرج هو ربان السفينة الذي يعرف الى أين تسير..." مضيفا
"يمكن مناقشته بخصوص الدور الذي يتعين أن أجسده٬ لكن ليس بشأن العمل ككل٬
وهو نفسه الذي يتحمل مسؤولية الخطأ في حال حصوله".
ويقول مجد من المهم أن يقتنع الممثل بالشخصية التي سيجسدها٬ ويؤمن
بانه قادر على أداء الدور٬ "وإلا فمن الأفضل أن يعتذر٬ ولو أن الظروف
الصعبة بالنسبة لبعض الفنانين لا تترك لهم خيارات كثيرة".
وعن تجربته الغنية مع الانتاجات السينمائية الأجنبية التي شارك فيها٬
يقول "كل عمل شاركت فيه كان درسا جديدا تعلمته٬ الشيء الذي ساعدني كثيرا
على مستوى أعمالي بالسينما الوطنية".
وعن تكريمه بالمهرجان ٬ يتحدث مجد متأثرا "بصراحة كنت أنتظر هذا
التكريم بتطوان منذ وقت طويل جدا... حبي لهذه المدينة كبير وقديم".
وبعد سنين طويلة٬ يشعر محمد مجد٬ البسيط الخجول٬ وهو يجتاز عتبة
السبعين من عمره٬ أن تطوان تقدم له عربون اعتراف بالإبداعات التي قدمها على
مدى نصف قرن.
ميدل إيست أنلاين في
31/03/2012
السينما المغربية تحصد الجوائز العالمية، وقاعاتها تواجه
الانقراض
سهام أشطو- الرباط ــ مراجعة: منصف السليمي
رغم النجاحات التي صارت تحققها الأفلام المغربية على مستوى المهرجانات
العربية وحتى العالمية، فإن القاعات السينمائية في المغرب تشهد خصاصا كبيرا
لا يواكب تطور السينما المغربية.
أمام إحدى القاعات السينمائية "المتبقية" في قلب العاصمة المغربية،
تجمعت قلة قليلة من شباب ونسوة ينتظرون دورهم "القريب" لدخول القاعة، فيلم
مغربي من إخراج فرنسي يعرض للأسبوع الثالث على التوالي. الفيلم يتناول قصة
نساء يعشن في إحدى قرى المغرب النائية، قررن التمرد على أعراف جعلت منهن
مصدر الماء في بادية قاحلة، حيث يضطررن لجلب الماء من أعلى الجبل وهناك
تتعرض حياتهن للخطر وتجهض كثيرات. هؤلاء النسوة اهتدين إلى الامتناع عن
المعاشرة الزوجية كوسيلة ضغط على الرجال ليجلبوا الماء بعدما انتفت كل
الوسائل الأخرى. ورغم أن فكرة فيلم "عين النسا" أو "نبع النسا"، مبتكرة
تجمع بين التطرق لإحدى المحرمات(تابوه) وقصة مستوحاة من واقع المرأة
القروية في المغرب، وتعكس تطورا يصفه نقاد سينمائيون بالجريء في طبيعة
المواضيع التي يقع عليها الاختيار مؤخرا في السينما المغربية، إلا أن
الإقبال على هذا الفيلم في القاعات السينمائية بمدينة الرباط كان متواضعا.
مفارقة السينما المغربية
ويجمع فنانون ونقاد ومخرجون سينمائيون مغاربة وأجانب على أن السينما
المغربية عرفت طفرة سواء على مستوى الكم أو النوع خلال العقد الأخير، تطور
رافقته حصيلة إيجابية في المهرجانات العالمية. ومن آخر الأفلام المتوجة
"بيع الموت" لمخرجه فوزي بن سعيدي الذي حصد جائزة تقديرية في مهرجان برلين
الدولي للسينما (برليناله).
ويقول ادريس الروخ ممثل ومخرج سينمائي مغربي إن عدد القاعات
السينمائية في المغرب خلال فترة السبعينات إلى بداية التسعينات كان يتراوح
ما بين 280 و300 قاعة، ويضيف الفنان المغربي خلال حديثه لـDW عربية
إن هذا العدد كان يجلب جماهير غفيرة والناس كان يذهبون بمعدل ثلاث مرات إلى
السينما في الأسبوع وكان المغاربة يتوقون لمشاهدة الأفلام السينمائية "كما
كان من الصعب العثور على تذكرة لدخول دار السينما". هذا الانتعاش على مستوى
الإقبال على دور السينما كان يقابله حسب المخرج السينمائي ضعف على مستوى
إنتاج الأفلام المحلية حيث كان العدد يتراوح ما بين فيلم وفيلمين في السنة.
أما اليوم وقد شهدت السينما المغربية قفزة مهمة حيث يتراوح العدد اليوم بين
18 و 25 فيلما منها ثلاثة إلى ستة أفلام طويلة، فإن عدد القاعات السينمائية
الصالحة للعرض كما يقول الممثل الشاب هو أقل من خمسين قاعة سينمائية ومعظم
هذه القاعات متفرقة بين بعض المدن هي الرباط والدار البيضاء وفاس وطنجة
بالإضافة إلى تطوان.
ورغم أن الموازنة المخصصة للإنتاج السينمائي عرفت تطورا مهما إلا أن
مهنيين يعتبرون أن الدولة عندما وضعت سياسة لدعم الإنتاج لم تضع سياسة
مقابلة لدعم مجال التوزيع واستغلال القاعات، وتشير الأرقام إلى أن عدد
مرتادي قاعات السينما في المغرب بلغ في العام 2000 حوالي ثلاثة عشر مليون
شخص سنويا، أما اليوم فالعدد تقلص إلى حوالي مليونين إلى ثلاثة ملايين شخص.
القرصنة تكتسح السوق السينمائية
الانخفاض الكبير في عدد مرتادي قاعات لسينما، أدى بعدد من أرباب دور
السينما في العديد من المدن المغربية إلى إغلاقها أو استبدالها بمشاريع
أخرى بسبب ضعف مردوديتها، ويقول ادريس الروخ إن عدد مرتادي قاعات السينما
قلَ بتقلص عدد القاعات، خاصة أن الأخيرة تتركز في مدن دون غيرها حتى أن بعض
المدن لا تتوفر حتى على قاعة واحدة. وحتى مدينة ورزازات جنوب المغرب التي
تحولت إلى قبلة لصناع السينما في العالم، ورغم أن أراضيها شهدت تصوير أفلام
ذائعة الصيت، إلا أنها لا تتوفر على أي قاعة سينمائية بعدما تم إغلاق
القاعتين الوحيدتين لأسباب غير معروفة.
ويقول ناصر شاب مغربي في عقده الثاني إنه لا يذهب للسينما لأنه "بكل
بساطة لم يتعود على ذلك"، ويعتقد ناصر أن الذهاب إلى قاعة السينما ليست
حاضرة بقوة في ثقافة المجتمع المغربي، كما أن القرصنة مكنت من تقريب
المواطن لأحدث الأفلام وبكلفة جد مناسبة.
ويرجع مهنيون بدورهم السبب في "نفور" المغاربة من القاعات إلى
عدة عوامل، منها خصوصا القرصنة، حيث أن المغرب وبالرغم من مصادقته على عدد
من الاتفاقيات في مجال الملكية الفكرية إلا أن منظمات دولية متخصصة تضع
المغرب من بين أكثر الدول التي تنتشر فيها ظاهرة القرصنة على المستوى
الافريقي والشرق أوسطي.
ضعف الإقبال على الأفلام المغربية
وتشير بعض الأرقام إلى أن المغرب يشهد توزيع ما بين 400 و600 ألف قرص
مدمج منسوخ بطريقة غير قانونية كل أسبوع. وتكلف القرصنة المغرب خسائر تزيد
عن ملياري درهم سنويا( اليورو يعادل 11 درهم مغربي). فنفس الفيلم الذي
تعرضه دور السينما حاليا في الرباط يمكن لأي شخص أن يشتريه بأقل من نصف سعر
تذكرة مشاهدته في السينما وفي أحيان كثيرة على مرأى رجال الأمن.
ويؤكد ادريس الروخ من جهته أن القرصنة تؤذي السينما المغربية بشكل
كبير وتسهم في أزمة القاعات السينمائية، ويضيف في هذا السياق"القرصنة فاقمت
بشكل كبير مشكلة ندرة القاعات السينمائية بسبب هذا الدخول الهائل للأقراص
المدمجة، شرعيا أو غير شرعيا وكذا الأدوات والآلات التي تستعمل في دمج هذه
الأقراص" قبل أن يستطرد قائلا" إنها زادت الطين بلة، إذ لعبت دورا كبيرا في
عدم ذهاب الناس للسينما فهي موجودة في كل مكان وبثمن بخس".
وتقول كوثر إنها تذهب نادرا للسينما لأن القاعات السينمائية قليلة
و"حتى الموجودة متدهورة ولا تتوفر فيها شروط القاعة السينمائية كتلك التي
نراها في الأفلام أو نسمع عنها في دول أخرى"، وحتى عندما تذهب كوثر للسينما
فإن آخر ما تفكر فيه حسب قولها هو مشاهدة فيلم مغربي، وتقول خلال حديثها لـ DW
عربية"أفضل طبعا الأفلام أمريكية لأن
المغربية أحيانا مملة وتتناول نفس المواضيع كما أن مستوى السينما المغربية
لا يمكن مقارنته مع الأمريكية".
دويتشه فيله في
31/03/2012 |