جاء تولي مدير التصوير السينمائي دكتور سمير فرج رئيسا لجهاز السينما
بمثابة نقلة جديدة في تاريخ الجهاز, وبالرغم من المشكلات الكثيرة التي
واجهته فور توليه المنصب الا انه قرر دراسة كل هذه المشكلات بتأن اضافة الي
طلبه من حسن حامد رئيس مجلس ادارة مدينة الانتاج الاعلامي تخصيص ميزانية
انتاج محددة للجهاز متمنيا ان تستعيد صناعة السينما بالجهاز بهجتها ورونقها
ومكانتها العالية الأهرام المسائي تحدثت وحاورت رئيس جهاز السينما الجديد
حول عدد من المشكلات التي تواجه الصناعة وخطة العمل الجديدة في الجهاز.
·
ما هي رؤيتك الجديدة للنهوض
بجهاز السينما؟
** لم اتول منصب رئيس جهاز السينما الا منذ يومين هل هذه الفترة
كافية لكي استوعب ما هو الجهاز وما هي مشكلاته؟ انا احتاج الي شهرين ولكن
في بداية عرض المنصب علي تحدثت مع حسن حامد رئيس مجلس ادارة مدينة الانتاج
الاعلامي وطلبت في حالة موافقتي تخصيص ميزانية للانتاج وهنا وافق وقال
لي: إن شاء الله هنساعدك ولو احتجت لشئ سينفذ وبالتالي توجد خطة للجهاز
ولكنها مؤجلة قليلا حتي اعرف كل ملفات الجهاز وندرس المشاكل الحالية ويتم
حلها من مظاهرات وتفاوت في الاجور لدرجة وصلت الي بلع الايرادات.
·
ما هي اهم المشاكل التي تري انها
تعوق مسيرة تنمية الجهاز؟
**المطالب الفئوية هي اهم مشاكل الجهاز والتي في ذات الوقت تعوق
البلد باكمله وليس جهاز السينما فقط فالجهاز جزء من المدينة والاثنان بهما
هذه المشاكل واذا زادت اجورهم سيعترض الاخرون ولذلك اري ان المشاكل مستمرة
مثلما يحدث حاليا في مصر كلها وهي بالنسبة لي فوضي كبيرة ولا اعرف نهاية
هذه الفوضي.
·
هل هناك تحسن في أجور العاملين
بالجهاز؟
**نعم لقد تحسنت كثيرا وزادت الاجور ووصلت الي ارقام كبيرة فأجور
العاملين زادت230 الفا ويوجد اخرون مازالت لهم مطالب ولذلك هذه المسالة
بكل المقاييس كارثة.
·
هل تري انها كارثة لانها مطالب
كثيرة ام لانها لم تتحقق حتي الان؟
انا عمري ما كنت موظف انا راجل فنان بانزل اصور فيلم او مسلسل وحياتي
كلها وسط العمل.
**وعندما فكرت في الانتاج عملت انتاجا مشتركا مع سمير سيف ومصطفي
متولي رحمه الله وانشأنا شركة انتاج بمجهودنا وكفاحنا وكل مانملكه من مال
حيث انتجنا شمس الزناتي والارهابي والطعنة الاخيرة وعيش الغراب وهو كان اخر
عمل للشركة وقد واجهنا كثيرا من الحروب من اعداء النجاح وبالرغم من خبرتنا
منذ30 عاما ولكننا في النهاية خسرنا الحرب ولم ننتصر علي رءوس الاموال
فمابالك بانني حاليا في جهاز السينما بكل ما فيه وانا لا اريد الوقوف ضد
هؤلاء العمال لانني كنت في مكانهم في يوم من الايام ولذلك اريد إضاءهم بكل
الوسائل ولكن يجب ان ينتظروا قليلا حتي تسير عجلة الانتاج وهنا ستتحقق كل
مطالبهم.
·
بالرغم من تقديم الجهاز افلاما
لها بصمة الا انه غاب عن تقديم افلام في الفترة الأخيرة فما السبب وراء
ذلك؟
** جهاز السينما تم انشاؤه منذ عام2000 وانتج عشرة افلام علي مدي
تاريخه واعتقد انه منذ اربعة اعوام لم ينتج شيئا ولكن دون اسباب ومن الممكن
ان يكون السبب هو الازمة المالية التي يمر بها الجهاز.
·
هل عدم انتاج افلام يرجع الي سوء
ادارة الجهاز؟
** مقدرش اقول لسوء الادارة لان في عهد ممدوح الليثي كانت الادارة
ليس لها مثيل وانما قد يكون الروتين هو الذي يعوق المسائل الانتاجية مثلما
يحدث حاليا حيث يوجد مليون بلاتوه للتصوير قطاع خاص وعندما اقوم بتأجيره من
صاحب البلاتوه اجد ثمنه باهظا وبالتالي اطلب منه ان يقلل السعر حتي اكون
قادرا علي دفعه وتتنهي المسألة ويتم التصوير ولكن في بلاتوه الجهاز لم نقدر
فعل ذلك لان الجهاز مرتبط بموافقة جهاز المحاسبات وبالتالي نجد انفسنا في
واقع وظيفي وروتيني ولكن اذا عملنا بعقلية القطاع الخاص فمن الممكن ان ننتج
افلاما وننافس القطاع الخاص ونسترجع المنتجين مرة اخري وعجلة الافلام
تسير.
·
لماذا تحدثت عن الإدارة في عهد
ممدوح الليثي ولم تذكر ما حدث بعده؟
** لا أقصد التحدث عن شخص محدد فحاليا يتم انتاج مسلسلات ولكن
السينما قل انتاجها وهذا يعتمد علي صناعة السينما فهي اصبحت ضئيلة اما
المسلسلات التي يتم تصويرها فاصبحت تعتمد علي التصوير في الفيلات والشقق
والشركات واماكن حية وقليلا ما يتم التصوير في الاستديو وهذا يعتبر من
العيوب التي ادت الي قلة الانتاج بشكل عام.
·
ما الاسس التي يجب السير عليها
لكي تسير عجلة انتاج الافلام مرة اخري؟
** آمل ان تسير عجلة الانتاج مرة اخري ولذلك عندما يتم صرف
الميزانية سوف اعطي مجموعة من الشباب فرصة عمل وسيعود مجموعة اخري من كبار
صناعة السينما للعمل الذين جلسوا في المنزل وتركوا المهنة او تخصصوا في
المسلسلات وايضا سأجلب مجموعة من اكبر مخرجي السينما ولكن احتاج الي قليل
من الوقت لكي تتحقق كل هذه الاحلام قريبا في اخر شهر رمضان.
·
وماذا عن المسلسلات التي يتم
تصويرها حاليا بالجهاز؟
** التصوير يسير بشكل طبيعي ولاتوجد مشاكل وتم تأجير الاستديوهات
لكثير من شركات الانتاج ومنها مدينة الانتاج وصوت القاهرة وقطاع خاص
والمنتج محمد فوزي سيصور مسلسله حياة5 نجوم الاسبوع الحالي والحياة
مستمرة داخل الاستديوهات دون عائق.
·
متي سيكون جهاز السينما قادرا
علي الانتاج بمفرده؟
** اتمني ان يكون الجهاز قادرا علي ذلك ولكن يرجع الانتاج المشترك
الي وجود كثير من المشاكل المالية التي نتجت عن ارتفاع الاجور التي اصبحت
تأكل ايرادات الجهاز فمثلا البلاتوه يجلب5 ملايين والاجور وصلت4 ملايين
فهنا اين الربح؟ وايضا العمل في وقت محدد لمدة5 أو6 اشهر قبل رمضان
وبعد ذلك البلاتوهات مغلقة ومطلوب ايضا دفع اجور العاملين لانهم ليس لهم
ذنب في اغلاق البلاتوهات ولذلك تجب اعادة ترتيب المنزل من الداخل واعتقد ان
حسن حامد اخذ المسألة بجدية ويحملها علي عاتقه ويعمل بجهد شديد واري ان كل
المشاكل ستحل قريبا.
الأهرام المسائي في
07/04/2012
الكوميديا اليوم…
تضحك على الواقع أم يضحك عليها؟
للضحكة في هذا الزمن الرديء المليء بالمآسي من كل نوع أهمية بالغة
ويبحث عنها الناس للخروج من حال التخبط التي يواجهونها، لكن ليست أي ضحكة،
بل المطلوب ضحكة مبنية على موقف محدد وتحمل رسالة هادفة ليكون مفعولها
مؤثراً في المشاهد. قد يكون هذا الطلب اليوم مستحيلاً، لأن الكوميديا التي
تقدم على الشاشات مجرد نكات أو أفيهات تلعب على وتر الغرائز فتضحك الجمهور
فترة لا تتعدى اللحظات من ثم تزول من عقله ويطويها النسيان.
صحيح أن الكوميديا رافقت الدراما منذ نشأتها، إلا أنها بدل أن تتقدم
مع تطور العصر تراجعت وبات الناس يترحمون على نجوم الكوميديا الذين لمعوا
في الماضي وما زالت أعمالهم تقدم على الشاشات وتستقطب الانتباه والضحك… لا
نفتقد اليوم إلى ممثلين كوميديين بل إلى نصوص تغوص في عمق القضايا وتقدمها
في قالب كوميدي. ليس المطلوب أن تسخّف الكوميديا الواقع كما يحصل اليوم
إنما أن ترسم مشاهد تحفّز الجمهور على الضحك على واقعه بهدف تغييره.
هل يريد الجمهور كوميديا سطحية لا تثير فيه الحاجة إلى التفكير؟ هل
اختلط التهريج والسخرية مع الكوميديا وأفقداها جوهر رسالتها؟ لماذا تردّى
وضعها إلى درجة أن المنتجين والقيمين على الشاشات يفضلون التراجيديا عليها؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحتها «الجريدة» على مجموعة من الفنانين الكوميديين
والنقاد وسجلت الإجابات التالية.
الفنان الكوميدي عملة نادرة
أحمد عبدالمحسن
أحمد العونان
«المسلسلات الكوميدية لها مكانة لدى الجمهور، لكن لا يستطيع الممثلون
كافة أداء أدوار كوميدية، لأن الجمهور لا يتقبل أن يؤدي ممثل برع في
التراجيديا دوراً كوميدياً».
يؤكد الفنان الكوميدي أحمد العونان أن المسلسلات الكوميدية تدخل
السرور إلى قلوب المشاهدين، «الأعمال التراجيدية تُشاهد مرة واحدة ربما في
شهر رمضان أو في فترات متقطعة من السنة، هذه الإحصائيات ليست خيالية لكنها
من واقع موجود في أكثر من مسلسل تراجيدي، عكس المسلسلات الكوميدية التي
يمكن للمشاهد متابعتها مراراً على امتداد فترات السنة».
يلاحظ العونان أن «درب الزلق» للفنان القدير عبد الحسين عبد الرضى،
على سبيل المثال، لا يمل المشاهدون عندما يتابعون حلقاته، لأنه مسلسل
كوميدي ترفيهي ويضحكهم، كذلك الأمر بالنسبة إلى المسلسلات الكوميدية الأخرى.
يضيف العونان: «قد يؤدي الممثل الكوميدي أدواراً كوميدية وتراجيدية،
لكن يصعب على الممثل التراجيدي أداء أدوار كوميدية. عندما نتابع مسلسلات
الممثل المصري الكبير يحيى الفخراني التراجيدية مثلاً نتأثر ونتفاعل معه،
لكن لا يمكن أن يتقبله الجمهور في أدوار كوميدية بحتة على خشبة المسرح
والأمثلة على ذلك كثيرة».
يؤكد العونان أن ثمة اهتماماً متزايداً بالفنانين الكوميديين، ويقول:
«أفتخر بكوني أحد الممثلين الكوميديين وسعيد بالنصوص التي يختارها المنتجون
لأنها تناسب شخصيتي الكوميدية، أتمنى تقديم مزيد من الأعمال الكوميدية التي
تلقى قبولا من المشاهدين».
محمد الصيرفي
«تضاءلت المسلسلات الكوميدية في السنوات الأخيرة قياساً بالماضي ويرجع
السبب إلى الفضائيات التي أهملت هذه الكوكبة وركّزت على التراجيدية».
يوضح الفنان الكوميدي محمد الصيرفي أن المسلسلات الكوميدية أصعب من
المسلسلات التراجيدية سواء من ناحية النص أو الإخراج أو الإنتاج أوالتمثيل،
لافتاً إلى أنه في الماضي كان الاهتمام متوازناً بينهما، لذلك فإن
المسلسلات الكوميدية في السابق كانت أفضل من اليوم.
يضيف الصيرفي أن الجمهور يتابع البرامج الكوميدية لذا على المنتجين
والقنوات الفضائية إيلاء اهتمام أكبر بها لتعود المسلسلات الكوميدية كما
كانت في السابق، وهذا الأمر يجب أن يكون في صميم سياسة القنوات الفضائية
المطالَبة بتشجيع الأعمال الكوميدية.
محمد رمضان
«ثمة مسلسلات كوميدية أخذت حقها مثل «درب الزلق» للفنان الكبير عبد
الحسين عبد الرضا وأخرى لم تأخذ حقها لأن الاهتمام ينحصر بالمسلسلات
التراجيدية».
يعتقد الفنان محمد رمضان أن الجمهور هو الحكم الصحيح في مثل هذه
الأمور لأنه لا يجامل، مضيفاً أن المنتجين يهتمون بالمسلسلات الكوميدية
لأنها مطلب لدى المشاهدين وتستقطب نسبة مشاهدة عالية.
نشاط في سورية وغياب في لبنان
بيروت – ربيع عواد
من يتابع الشاشات اللبنانية يلاحظ غياباً تاماً للمسلسلات الكوميدية
التي لم تعرف لها مكاناً منذ زمن ضمن قائمة اهتمام المنتجين والقيمين على
وسائل الإعلام. ومن يهتم بالشأن الدرامي اللبناني يدرك أن المسلسلات التي
يتمّ التحضير لها راهناً تتمحور حول قصص حب ومشاكل اجتماعية ضمن إطار درامي
بعيد عن كوميديا الموقف وروح النكتة والفكاهة، علماً أن الدراما سواء
السورية أو المصرية عالجت قضايا اجتماعية في إطار كوميدي ووضعت الإصبع على
الجرح وأمتعت المشاهد في الوقت نفسه.
غياب قسري
فيما ينشط الممثل جورج خباز في المسرح الكوميدي يغيب عن المسلسلات
الكوميدية على رغم تجاربه الناجحة فيها من بينها: مسلسل «عبدو وعبدو» (عرض
على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال منذ سنوات) وغيره.
يوضح خبّاز أن المسلسلات الكوميدية ليست مطلوبة من القيمين على
الشاشات لأنهم يفضلون أعمالاً درامية تتناول قصص الحب والغرام والرومنسية
يقول: «غبت قليلاً عن الأدوار الكوميدية على الشاشة ولن أعود إلا بخطوة
مدروسة جيداً. لا يمكنني المشاركة في عمل لست مقتنعاً به، خصوصاً أن تقديم
عمل كوميدي يجذب المشاهدين أصعب من تقديم عمل درامي عادي».
يتمنى خباز لو أن الكوميديا مدعومة أكثر على الشاشات اللبنانية، «فثمة
أفكار كثيرة يمكن تنفيذها ويقبل عليها الجمهور»، مشدداً على عدم الخلط بين
الكوميديا والتهريج، ولافتاً إلى تأييده كوميديا الموقف التي يعتبرها من
أصعب الفنون، يضيف: «من السهل إبكاء الناس، لكن من الصعب إضحاكهم بشكل راقٍ
وطبيعي بعيداً عن التهريج الذي بات يستخدمه كثر تحت شعار الكوميديا». يوضح
أن الكوميديا التلفزيونية يمكن أن تحمل رسائل اجتماعية وإنسانية وسياسية:
«تلفتني الكوميديا السوداء التي تمتاز بقالب مأساوي وتكون المعالجة في إطار
مضحك».
كوميديون قلائل
الممثل وسام صباغ أحد ألمع الوجوه الكوميدية في لبنان، شارك في
مسلسلات كوميدية حققت نجاحاً من بينها: «محلولة»، «مش ظابطة»،
«CBM»،
«فاميليا»،
«قول إن شاء الله»…
لا ينكر صباغ تفوق المسلسلات الدرامية على الكوميدية مع أن الأخيرة
مطلوبة من الناس، بحسب رأيه، مشيراً إلى أن الأعمال التي شارك فيها كانت
على قدر التوقعات، يقول: «حقق مسلسل «فاميليا» نسبة مشاهدة عالية نظراً إلى
مضمونه الجميل وخفّة ظلّه وبعده عن التصنع، الكوميديا عملة نادرة
والكوميديون قلائل في العالم مقارنة مع ممثلي الدراما».
بدورها، ترى الممثلة ليليان نمري (معروفة بخفّة ظلها على الشاشة) أن
الكوميديا فقدت بريقها في العالم العربي، وتستغرب كيف تصنف أعمال تهريجية
بأنها كوميدية على رغم غياب النص والموقف الكوميدي.
تلاحظ نمري أن كتّاب الكوميديا الذين لا يعتمدون على التهريج في
نصوصهم هم قلة، «تستغرق كتابة عمل كوميدي سنوات أحياناً ليكون متكاملاً
وجديداً وبعيداً عن التقليد»، مشيرة إلى أن نجاح أي عمل كوميدي يعتمد على
تجنّب البهلوانيات والحركات السخيفة لإضحاك الناس، تضيف: «أؤيّد كوميديا
الموقف بمعنى إضحاك الناس من خلال موقف يتضمن رسالة معينة ويجب أن يتحلى
الممثل الكوميدي بالكاريزما».
حضور قوي
خلافًا للأعمال اللبنانية، تحقق الدراما السورية تقدماً في الأعمال
الكوميدية وتحفل مسلسلات رمضان بكوميديا هادفة تحمل رسائل اجتماعية.
الفنانة أمل عرفة التي لها تجارب سابقة في الكتابة الدرامية مثل «دنيا»
و{عشتار»، تكتب راهناً مسلسل «رفة عين» من تأليفها وبطولتها، إنتاج شركة
«سورية الدولية للإنتاج والتوزيع الفني» وإخراج المثنى صبح.
من أبرز المسلسلات الكوميدية التي ستعرض في شهر رمضان: «سيت كاز»
تأليف الممثل السوري أيمن رضا بمشاركة بعض الكتاب، ويعود رضا هذه المرة عبر
بوابة «أبو ليلى»، الشخصية التي قدمها في مسلسل «أبو جانتي ملك التاكسي» في
رمضان 2010 ولاقت نجاحاً. «رومنتيكا» من تأليف شادي دويعر، إخراج الممثل
مهند قطيش. «بقعة ضوء» الذي حققت أجزاؤه الأولى نجاحاً وسيتولى إخراجه عامر
فهد.
هبوط واستسهال
القاهرة – هند موسى
يلاحظ الناقد رفيق الصبان أن الأعمال الكوميدية في السابق كانت لها
خلفية اجتماعية وسياسية متميزة، لكن مع الوقت بدأ مستواها ينحدر، رافضاً
إلقاء المسؤولية على المبدعين وحدهم في هذا الشأن بل على الرقابة التي تعيق
أي عمل مهم وتبيح الأعمال التافهة، مشيراً إلى أن منتجين كثراً يخشون تقديم
أعمال تناقش قضايا مهمة بطريقة كوميدية، باعتبار أن الدراما الكوميدية يجب
أن تكون دون المستوى.
يضيف الصبان أن الكوميديا ستستعيد قوتها بعد زوال أسباب هبوطها
وازدياد تعطش الجمهور لها، بالتالي عليها الاستجابة لاحتياجات المشاهد وكشف
أوجاعه ومعاناته بطريقة كوميدية مقبولة.
قضايا شائكة
توضح الناقدة خيرية البشلاوي أن مسلسل «عايزة أتجوز» عرض قضية في غاية
الأهمية وهي تأخر سن زواج الفتيات، من خلال فتاة جسدتها هند صبري بشكل
درامي كوميدي لطيف، وتضافرت جهود المشاركين معها والإخراج المتميز على رغم
تواضع الإنتاج، فنال المسلسل إعجاب الجمهور.
تضيف: «عموماً، يتوقف الحكم على هذه الأعمال على الشكل الذي تخرج به
إلى الجمهور والمعالجة والمضمون، إلى جانب عوامل أخرى كاشتراك طاقم جيد من
الفنانين… ما يؤدي إلى عمل يتابعه الجمهور بشغف، لكن افتقاد مسلسلات كثيرة
لهذه العوامل ساهم في تراجع مستواها».
تشير البشلاوي إلى أن الشعب المصري بطبيعته يعشق الأعمال الكوميدية
ويضع الممثل الذي يؤديها في القمة، لذا هي أسهل طريق للنجومية، بخاصة إذا
كان هذا الفنان يُضحك المشاهد ويخترق مشاعره، «وهو ما حدث مع نجوم الـ «ست
كوم» على غرار «تامر وشوقية» في مقدّمهم الفنان أحمد مكي، ما يعني أنه كلما
كان المسلسل الكوميدي جذاباً وقريباً من المشاهد ويحترم عقليته كلما حقق
نجاحاً كبيراً».
تتوقع البشلاوي ازدياد إقبال الجمهور على متابعة هذه الأعمال في
الفترة المقبلة بسبب الهموم التي يعيشها والمشاكل التي يواجهها نتيجة
الاضطرابات الحاصلة من حوله.
استسهال وتراجع
ترى الناقدة ماجدة خير الله أن «الأعمال التي ظهرت في الفترة الأخيرة
وقدمها فنانو الكوميديا أمثال: هاني رمزي، أحمد رزق، أحمد آدم، أحمد عيد…
لم تكن بمستوى الكوميديا التي عرفناها، بل تراجعت لاعتمادها على إطلاق
«الإيفيهات» وليس على كوميديا الصورة أو الموقف التي اختفت بسبب تردي مستوى
كتابة الحوار، ذلك بعدما كانت خطت في السنوات الماضية خطوات رائعة، أما
اليوم فليس أمامنا سوى استظراف بعض الممثلين والممثلات».
تضيف خير الله أن الـ «ست كوم» أغنى تجربة المسلسلات الكوميدية من
خلال أعمال جيدة ، لكن عندما تحول إلى موضة تراجع. «في مواسمه الأولى كان
«راجل وست ستات» رائعاً، بعد ذلك انخفض مستواه لأن هذا النوع يعتمد في
المقام الأول على الكتابة التي يشارك فيها فريق عمل، إلا أن كثراً من
أعضائه انسحبوا منه للمشاركة في أعمال أخرى تاركين المجال لمن هم أقل منهم
إبداعاً».
تلاحظ خير الله أنه كان يتوجب على القيمين على الدراما الكوميدية الاهتمام
بها، لكن هذا الأمر لم يحدث. فكانت النتيجة انصراف الجمهور عنها لشعوره
بالملل منها، «وهو ما سيحدث بالطبع في شهر رمضان المقبل».
المشكلة، في رأيها، أن الفضائيات تتعامل مع الأعمال الكوميدية على
أنها غير ذات قيمة، بالتالي يكون الاستسهال سيد الموقف، موضحة «أن الناس
بحاجة إلى الترويح عن النفس ليخرجوا من الأجواء الضاغطة والمحبطة التي
تسببها الأحداث والمواقف السياسية التي زادت وتيرتها أخيراً، ومن الطبيعي
أن يتجهوا نحو مسلسلات الترفيه الرومنسية أو الكوميدية أو أي لون بعيداً عن
الأكشن والتراجيديا، هذا ما يفسّر إقبال المشاهد على المسلسلات التركية
التي تغسل عقله بأحداث بعيدة عما نعيشه».
في السياق نفسه، يوضح الناقد عصام زكريا أنه لا يمكن الحكم على مستوى
الأعمال الكوميدية بشكل عام أو حتى الـ «ست كوم» لتباين مستواها من موسم
إلى آخر.
يتوقّع زكريا أن يقبل المشاهدون بكثافة على متابعة المسلسلات
الكوميدية التي تقوم على الضحك من دون هدف (لاعتقاد المنتجين والمؤلفين أن
الجمهور يحب هذه الوجبة الضاحكة التي يخرج منها من دون أي معلومة)،
باستثناء قلة تتمسك بجدية الحياة في ظل الأحداث التي تمر بها البلاد.
يتمنى زكريا أن يقتنع الفنان الكوميدي بوجهة نظر معينة ويحاول إبرازها
وتقديمها في عمل فني ساخر مناسب، بذلك يؤدي دوراً مهماً بدل ترداد جمل
حوارية كالببغاء، لمجرد انتزاع الضحك من المشاهدين.
الجريدة الكويتية في
07/04/2012 |