عندما توجّه المخرج تيم بيرتون، في ربيع العام الماضي، لاجتماع مقرر
مع شركة “وورنر”، حمل معه قائمة بالمواضيع التي سيطرحها على رؤساء الشركة
التي ستصرف نحو مئة مليون دولار على فيلمه المقبل . من بين هذه المواضيع
كان استكمال دائرته من الممثلين الذين سيشتركون في أداء الأدوار الرئيسة .
في لقاءات سابقة، كان المخرج المعروف حمل معه موافقات كل من ممثله المفضّل
جوني دب لجانب كل من ميشيل فايفر وهيلينا بونام كارتر . الآن أضاف إلى
المجموعة كلاً من إيفا غرين وجوني لي ميلر وكليو غرايس مورتز وكريستوفر لي
.
كان يعلم أن “وورنر” لن تمانع في اختياراته اللاحقة هذه لأن ما يعنيها
هو اختياراته الأولى . لذلك فإن غرضه الأول من الاجتماع في الواقع كان
موضوعاً بعيداً عمّن سيمثل في الأدوار المساندة هذه . كان بيرتون يعلم أن
الشركة، كغيرها من الشركات، تحبّذ اللجوء إلى شركات الكمبيوتر غرافيكس لكي
تصمم وتنفّذ المشاهد التي تتطلّب ديكورات تزيد عما هو متاح على نحو طبيعي
لكن بيرتون كان يحلم ببناء ديكوراته الخاصّة تماماً كما كانت السينما تفعل
دائماً وحتى أواخر الثمانينيات من القرن العشرين .
في البداية أعربت “وورنر” عن استغرابها لهذا الطلب . سألته: ولماذا؟
أليس من الأسهل صنع كل شيء على الكمبيوتر؟ الجميع يفعل ذلك، لم لا تفعل أنت
ذلك؟ لكن المخرج كان حاضراً . أجرى بحثه قبل سفره من لندن (حيث يعمل ويعيش)
إلى هوليوود فاختار المكان وأجرى محادثات تتعلّق باستئجاره وتكلفة
الديكورات التي سينفّذها ووجد أن الفارق بين تلك التكلفة وما يمكن إنجازه
على الكمبيوتر متقارب جدّاً .
وورنر استغربت الطلب وطرحت الأسئلة ثم وافقته على حجّته: بما أن
الفارق ضئيل فإنه ليس من الحكمة التدخل في رؤية مخرج فنان مثل تيم بيرتون،
خصوصاً أن معظم أفلامه أنجزت ما وعدت به من نجاح . وهذا الفيلم لا يختلف،
فهو يعد بنجاح مماثل إن لم يكن أكبر من فيلمه الأخير “أليس في أرض العجائب”
الذي كان حققه لمصلحة شركة “ديزني” .
الفيلم الجديد هو “ظلال داكنة” الذي سينطلق لعروضه العالمية في الثامن
عشر من الشهر المقبل . وهو في الأصل مسلسل رعب تلفزيوني جال الأثير في
النصف الثاني من الستينيات وحتى مطلع السبعينيات من القرن العشرين .
والتطوير الذي تطلّبته مهمّة نقله إلى الشاشة الكبيرة كان شبه جذري،
فالفيلم الجديد سيحمل نكهة المخرج الكوميدية السوداوية . لكن الأهم هو أن
الممثل جوني دب سيقدّم دوراً يُميّزه عن أدواره الأخيرة كما ميّزه سابقاً
كل دور مثّله تحت إدارة هذا المخرج من العام 1990 حين أدّى بطولة “إدوارد
سيزرهاندز” إلى “أليس في أرض العجائب” قبل عام واحد مروراً ب “إد وود”
(1994)، و”سليبينغ هولو” (1999)، و”تشارلي ومصنع الشوكولا” (2005)، و”عروس
جثة” (2005) و”سويني تود” (2008)
جوني يؤدي شخصية فامباير لا يختلف كثيراً عن دراكولا، من دون اسمه،
يخرج من التابوت ليلاً ويختلط بسكان منزل لا يصدّقونه حين يصارحهم بحقيقته
. مثل شخصيته في “إدوارد سيزرهاندز” إنه الرجل العجيب الذي سيسيطر على الجو
النسائي فإذا بالكثيرات واقعات تحت تأثيره .
سينما العالم
أليا السينمائي المناضل
تمر بصمت شديد الذكرى الخامسة والعشرون لرحيل المخرج الكوبي توماس
غوتييريز أليا الذي استحق خلال حياته المهنية الاهتمام الذي أولته إياه
الأوساط السينمائية خلال الستينيات والسبعينيات حينما كانت أفلامه من بين
أكثر الأفلام المصنوعة في أمريكا اللاتينية أهمية وجودة .
أليا يستحق، بعد مماته، اهتماماً مماثلاً، إن لم يكن لشيء فلغياب تلك
السينما السياسية والنضالية التي سادت تلك الفترة، ليس بسبب غياب مبررات
النضال الاجتماعي والسياسي نفسه، بل بسبب دخولنا متاهات السياسة الحالية
التي جعلت الأمور رمادية أكثر مما يلزم . هذا إلى جانب أن اللجوء إلى
الثورة التكنولوجية خلق جيلاً غمرته مياه دمّرت هويّاته الثقافية المنفصلة
وحوّلتها إلى رديف لما يُسمّى بالقرية العالمية .
قبل أن يقع كل ذلك، كان الوضع مختلفاً تماماً وأليا كان من بين آليات
ذلك الاختلاف . ولد في الحادي عشر من ديسمبر/كانون الأول 1928 في مدينة
هافانا في كوبا وعاش متأثراً بجو العائلة الذي كان يُعتبر تقدّميّاً لسنوات
طويلة قبل الثورة الكوبية . درس السينما في روما وتخرّج سنة 1953 وعاد إلى
بلاده محمّلاً بطموح العمل في أفلام ذات سمات واقعية بعدما تعرّف إليها
خلال وجوده في إيطاليا، فالفترة كانت ثرية بإنجازات تيار السينما الواقعية
الجديدة التي عزفت عن أفلام وطنية وتجارية بحتة أو تلك التي كانت بدأت
تقلّد ما ورد من هوليوود .
حين عاد أليا إلى كوبا وأسس مع زملائه “المركز التجريبي للسينما” عمد
في أعماله التي حققها إلى نبذ كل هذه النوعيات من الأفلام، لكنه أيضاً
استبعد والآخرون من أترابه من المخرجين الذين صاحبوا أو تلوا نشأة الثورة
الكوبية سنة 1959 مبدأ صنع أفلام ذاتية أو أفلام مؤلّفين في وقت اشتد عود
هذا النوع من السينما في أوروبا .
هناك شيء آخر تميّزت به بعض أفلام أليا، فهو في حين وقف مع الثورة
الكوبية لم يتحوّل إلى بوق لنظامها الجديد . كان مؤيداً لمبادئ أيديولوجية
يسارية، لكنه كان أيضاً منتقداً واضحاً للتطبيق .
بعد نحو عشرين سنة على تحقيق فيلمه الأول سنة 1947 أنجز أول فيلم له
شهد نجاحاً دولياً تحت عنوان “موت بيروقراطي” (1966) واستخدم فيه مشاهد من
أفلام لوريل وهاردي وباستر كيتون ولوي بونويل في تحيّة لما اعتبره مشاهد
نقدية مزدوجة القيمة فهي فنيّة وفي ذات الوقت اجتماعية من حيث تعليقها على
البيئة الاجتماعية التي تدور فيها والرسالات الخفية التي تنشد الوصول إليها
.
أفلامه لم تكن أقل نقداً كما حاله في “العشاء الأخير” و”الليل الطويل”
و”رجل عجوز بجناحين كبيرين” وصولاً إلى فيلمه الأخير “غوانتاناميرا” الذي
سخر فيه من الحياة في كوبا .
أوراق ومَشاهد
كابتن جبان
معظم ما تم تحقيقه من أفلام مناوئة للحربين العالميّتين الأولى
والثانية عرض لفداحة الحروب وما تسببه من آلام وآثام . لكن “هجوم” (Attack) يختلف في أنه ذهب إلى حد تقديم مفهوم فردي ينفذ
منه إلى الرسالة الأشمل: ليس كل المحاربين هم أبطالاً جديرين باللقب، فبعض
الجنود أفضل شأناً من البعض الآخر . تحديداً، بعضهم الآخر قد لا يكون أكثر
من شخصية جبانة لا تصلح لخوض القتال .
الفيلم من إخراج روبرت ألدريتش (1956) الذي عُرف بتصدّيه لمواضيع
داكنة ونهايات غير سعيدة ومأخوذ عن مسرحية لجيمس بو تدور في حامية عسكرية
يتم إرسالها لمعرفة مدى قوّة الجيش الألماني، خلال الحرب العالمية الثانية،
ما يعرّضها للخطر . حسب الخطّة، فإن المفترض بالحامية أن تتلقّى مساعدة
فورية من الكابتن كووني (إيدي ألبرت) إذا ما وجدت مقاومة أو أضحت محاطة
بقوّة مناوئة وهذا ما يحدث فعلاً . حين يطلب رئيس الحامية الضابط كوستا
(جاك بالانس) النجدة العسكرية، يضرب الخوف أوصال كووني فيهمل النداء خوفاً
من تنفيذ المهمّة معتقداً في الوقت نفسه أن الحامية كلّها ستزول وعلى رأسها
الضابط كوستا، لكن الضابط يعود طلباً للثأر من الكابتن الجبان .
معاداة الحرب هنا ليست بالقول جهاراً إنها سيئة أو كم هي فظيعة، بل من
خلال تحليل العلاقات القائمة بحيث إن العدو المضاد (الألمان) ليسوا الأعداء
الفعليين بل الأمريكيين من الصف الواحد وذلك بمجرّد وجود مصالح لا علاقة
لها بالقتال من أجل المبدأ، أيّاً كان هذا المبدأ .
الكابتن الرعديد استلم القيادة حتى يبرهن لأبيه القاضي على أنه أفضل
مما بعتقد . وهو مسؤول أمام الكولونيل بارلت (لي مارفن) الذي يريد عدم
إثارة أفعال الكابتن وكتابة التقارير حولها لأنه بحاجة إلى مساعدة والد
الكابتن (ذلك القاضي الذي لا نراه) لدخول المجال السياسي . لكن الضابط
الشهم ورجاله لا يكترثون لمثل هذه المصالح الخاصّة كذلك الجمهور .
اعتبر ألدريتش هذا الفيلم من بين أفضل أعماله وأن الفيلم هو نداء
للسلام ونبذ للحرب . والفيلم ينتهي بالفعل كدراسة لحالة تضارب في المعنويات
وأخلاقيات الحرب وكيف أن ليس كل الجنود يمكن لهم أن يكونوا على خط وصال
واحد مع البطولة والفداء .
م .ر
merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
15/04/2012
السينما الفرنسية تستعيد أمجاد الماضي
انطلاقة جديدة للفن السابع في فرنسا..
وانتعاشة رغم تصفية بعض شركات الإنتاج والتوزيع
باريس: أنيسة مخالدي
ماذا يحدث للسينما الفرنسية؟ هذا السؤال شغل وسائل الإعلام التي باتت
لا تصدق ما يحدث لـ«الفن السابع» في فرنسا.. نجاحات فنية وتجارية كبيرة،
وأمجاد تستعاد بعد غياب سنوات طويلة ليس فقط داخل البلاد، بل خارجها أيضا.
آخرها كان النجاح المذهل الذي حققه فيلم «ذا أرتيست» أو «الفنان» الذي حصد
ست جوائز في حفل الأوسكار الأخير، متقدما على إنتاجات هوليوود الضخمة، كما
استحوذ على ترحيب الجمهور والنقاد الذي كان إيجابيا.
الأهم هو أن النجاح كان كاسحا، على الرغم من مشاكل كثيرة تعرضت لها
السينما الفرنسية بعد تصفية مجموعة «كانتا» التابعة لرجل الأعمال والمنتج
طارق بن عمار، المكونة من عدة شركات توزيع وإنتاج كانت المسؤولة الأولى عن
توزيع معظم الأفلام الفرنسية.
السينما الفرنسية التي تبدو وكأنها تستعيد تألقها الذي عرفته مع
مخرجين ككلود شابرول، وفرانسوا تروفو أو كلود لولوش تعود من بعيد، خاصة أن
البعض كان قد تنبأ بموتها بعد حقبة التسعينات التي عرفت طفرة القنوات
المتخصصة وتحميل الأفلام. هذه التوقعات أكدتها الأرقام الأخيرة للمعهد
الوطني لصناعة السينما (سي إن سي) الذي كشف عن أن عدد التذاكر التي بيعت في
دور العرض الفرنسية عام 2011 بلغ أكثر من 215 مليونا، وهو ما يمثل زيادة 2%
على ما وصلت إليه عام 2010. الرقم قياسي لكن انتعاشة الفن السابع هي ظاهرة
آخذة في التواصل منذ بضع سنوات. فقد سجلت دور العرض الفرنسية بيع أكثر من
206 ملايين تذكرة عام 2010 و230 مليونا عام 2009، وهي كلها أرقام جيدة لم
تحققها السينما الفرنسية منذ سنوات الثمانين حين كان التلفزيون الفرنسي لا
يملك أكثر من 3 قنوات.
حصاد السنة كان جيدا بفضل أعمال طموحة وذكية نجحت في جذب الجمهور
وتخطي عتبة المليون متفرج، على الرغم من ميزانيات متواضعة، بدأ بفيلم
«بوليس» للمخرجة الشابة «مايوين» الذي تروي فيه يوميات عناصر شرطة حماية
الأحداث برؤية إنسانية، وهو ما جذب أكثر من مليوني متفرج. وفيلم «الحرب
المعلنة» الذي عالج بقالب فيه الكثير من المرح والتفاؤل قصة زوجين شابين
يواجهان مرضا خطيرا يصيب ابنهما الرضيع، وهو الفيلم الذي شاهده 2.5 مليون
متفرج. إلى غاية فيلم «لي زانتوشابل» أو «المنبوذون» الذي سجل أعلى
الإيرادات وشاهده أكثر من 19 مليون متفرج، حتى أصبح ثاني أكثر الأفلام
الفرنسية مشاهدة بعد كوميديا داني بون «مرحبا عند الشتي» التي شاهدها ما لا
يقل عن 20 مليون متفرج وحققت إيرادات بلغت 194 مليون دولار (في فرنسا
وحدها) متبوعا بـ«لاغراند فادروي» أو «الرحلة الكبيرة» من تمثيل الراحلين
بورفيل ولويس دو فوناس، الذي شاهده عام 1966 أكثر من 17 مليون شخص.
الأدهى هو أن ميزانية «لي زانتوشابل» الذي أنتجته شركة صغيرة تسمى
«كواد برودكسيون» لم تتعدَّ الـ9 ملايين يورو، بينما بلغت إيراداته حتى
الآن 114 مليون يورو.
عن أسباب هذه الانتعاشة الجديدة التي يعيشها الفن السابع في فرنسا
يلاحظ المختصون أن السينما الفرنسية تأخذ، منذ سنوات، منعطفا جديدا به نزعة
نحو التنوع والمغامرة، مبتعدة تماما عن الصورة التي لازمتها طويلا كسينما
روائية واقعية مملة قد تحصد بعض الجوائز لقيمتها الفنية، لكنها لا تملأ دور
العرض ولا تلاقي الإقبال الشعبي.
التغيير جاء أولا من جانب كُتاب السيناريوهات الذين أصبحوا أكثر جرأة
وفي الوقت نفسه أكثر اقترابا من اهتمامات المتفرج البسيط. يقول جيريمي
ألكايم، ممثل وكاتب سيناريو «الحرب المعلنة»: «المواضيع وحدها لا تصنع شهرة
العمل، بل إن التميز يأتي من طريقة تناولها، وقد ظللنا طويلا نكتب ونحن
مشلولون نخشى ضربة النقاد..»، وما يبدو هو أن تحرر الكتاب لم يكن لصالح
إشكاليات معينة. فالأفلام قد تكون كوميدية كـ«أستيريكس وأوبيليكس» أو «ريان
دكلاريه» أو تراجيدية اجتماعية كـ«لي زانتوشابل» و«بوليس»، لكن بها كلها
جرعة متوازنة من الجرأة والتميز تجعلها تروق إعجاب الغالبية. الدليل أن
جرأة المخرج ميشال أزنفيزيوس مخرج فيلم «تي أرتيست» الذي غامر في زمن
الإنتاجات الهوليوودية الضخمة بفيلم صامت بالأبيض والأسود كوفئت بجوائز
فنية مهمة كالأوسكار وإقبال جماهيري بلغ أكثر من 1.5 مليون متفرج.
الوصفة الثانية توجد عند المنتجين الذين أصبحوا أكثر إقبالا على
مساندة مشاريع المخرجين الشباب. المنتج ألان أتال لم يقف مكتوف اليدين أمام
رفض قناة «إم 6» دعمه بنحو 500 ألف يورو لاستكمال ميزانية فيلم «بوليس»
للممثلة والمخرجة الشابة مايوين، بل أكد ثقته لها وغامر ببيع أسهم من
شركاته من أجل استكمال الفيلم، تماما كما فعل في السابق مع فيلم «الحفل» أو
«لوكونسار» الذي حقق أعلى الإيرادات واستقطب 3 ملايين متفرج. يضيف هذا
المنتج: «بعد النجاح الذي لاقته قصة ثلاثة رهبان يواجهون الموت (رجال
وآلهات.. 3 ملايين متفرج) وقصة صداقة بين مشلول غني وشاب أسود من الضواحي
الفقيرة (لي زانتوشابل.. 18 مليون متفرج) أصبحت شركات الإنتاج تدرس باهتمام
أكبر كل المواضيع التي تخرج عن المألوف».
المبادرة نفسها تقوم بها قناة «كنال بلوس» التي تنتج جزءا كبيرا من
المشاريع التي تظهر على الساحة الفنية الفرنسية. مانويل أولدوي، مدير قسم
مقتنيات القناة السينمائية، كشف عن أن جميع منتجي «كنال» تلقوا منذ عام
2006 الضوء الأخضر للاهتمام بالمشاريع المتميزة التي تعالج مواضيع جديدة
دون النظر لاعتبارات أخرى كإيرادات المخرج أو شهرة الممثلين.
لكن المفاجأة الكبيرة كانت نجاح السينما الفرنسية في الخارج أيضا
وتحديدا في هوليوود. ففيلم «ذا أرتيست»، الذي يروي قصة ممثل يفشل في
التأقلم مع مرحلة السينما الناطقة، حصد 6 جوائز في مهرجان الأوسكار الأخير،
منها جائزة أحسن ممثل لجان دو جاردان الذي فاز بها على حساب النجمين جورج
كلوني وبراد بيت، وجائزة أحسن إخراج وأحسن موسيقى تصويرية. و3 جوائز في
الغولدن غلوب، أهم المهرجانات السينمائية الأميركية بعد الأوسكار، منها
جائزة أحسن فيلم كوميدي وأحسن موسيقى وأحسن ممثل كوميدي مرة أخرى لبطله جان
دو جاردان بعد 20 سنة من آخر جائزة تلقاها زميله جيرار دو بارديو عن دوره
في فيلم «ذا غرين كارد»، إضافة للجائزة البريطانية «لندن كريتيك سركلر»
كأحسن فيلم وأحسن ممثل وأحسن مخرج والسعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي.
النجاح نفسه يلقاه «لي زانتوشابل» الذي يتم عرضه حاليا في القاعات
الأوروبية، بكثير من الإقبال في دول كألمانيا (400 ألف متفرج) وبلجيكا (600
ألف متفرج)، وسويسرا (450 ألف متفرج).
الشرق الأوسط في
15/04/2012
ديفيد سوشيت رجل التحري الخاص الذي يساعد المتألمين
الياس توما من براغ
أدى الممثل البريطاني الشهير ديفيد سوشيت ادوار مئات الشخصيات في
الأفلام التي شارك فيها غير أن واحدة منها فقط ظللت بقية الشخصيات وجعلت
اسمه يقترن بها وهي شخصية هيركول بوارو رجل التحري الخاص والتي جعلته موضع
إعجاب ومتابعة مستمرة منذ أكثر من 20 عاما. يستغرب الكثير من النقاد هذا
الإعجاب المستمر بشخصية المحقق هيركول بوارو رغم أن أفلامه يجري عرضها منذ
فترة طويلة وحتى هذا العام سيتم تقديمه في خمسة أفلام تلفزيونية تم إعدادها
استنادا إلى قصص اغاثا كريستي أما ديفيد فيرى بان الناس يحبون رجل التحري
هذا بسبب "سحره المتميز".
ويضيف عندما علمت في عام 1987 بأنه جرى اختياري لتأدية هذه الشخصية
بعد بيتر اوستينوف فقد اهتزت ركبتي لأنني كنت اعلم بان الأمر لن يكون سهلا
غير أنني قبلت بالطبع بالعرض لسببين الأول أنني أحب الأفلام البوليسية
والثاني لان شخصية الرجل الذكي والجنتلمان ذي الشوارب والوجه البيضاوي كانت
قريبة مني.
ديفيد حضر طويلا لأداء هذا الدوار وكانت طاولته الموجودة قرب سرير
النوم مكتظة بقصص أغاثا كريستي أما سبب ذلك فكان كما يقول السعي لفهم بوارو
بكل تفاصيله وتقمص كل طبائعه وتميزه وتأدية الدور بحيث لا يثير الضحك وكي
يفهمه المشاهدون أيضا باعتبار هذا الأمور هي جزء من شخصه.
ويضيف لقد دونت أيضا ملاحظات كثيرة حول خصائصه وطرق تصرفه إلى درجة
انه أصبح لدي دراسة توثيقية كاملة عنه مشيرا إلى انه لم يعرف كل شيء عنه
فقط وإنما أصبح هو شخصيا بوارو.
مساعدة من يتألمون
يتواجد المواطن اللندني الأصلي ديفيد سوشيت البالغ من العمر 65 عاما
في حالة حركة مستمرة ففي العام الماضي أنهى تمثيل مسلسلين بريطانيين آخرين
ومثل أيضا الأفلام التلفزيونية المشار إليها لمسلسل هيركول بوارو أما إحدى
النشاطات الأخيرة له فهي مساعدة المرضى الذين لا يمتلكون الإمكانيات للوصول
إلى الدواء المناسب المضادة للألم.
ويقول ديفيد عن هذا الأمر بان ما يقلقه في هذا الشأن هو أن كل رابع
شخص من اصل خمسة ليست لديهم الوسيلة للوصول إلى الأدوية الأساسية المضادة
للألم وانه لا يقل عن مليار نسمة في العالم يعانون قبل أن يفارقوا الحياة.
ويضيف عندما اتصل بي آنذاك مبدعون استراليون كي أتحدث في فيلم وثائقي
عنوانه " الحياة قبل الموت " قبلت ذلك على الفور أما الحقائق التي اطلعت
عليها فكانت مدمرة.
وكان مبدعو العمل قد زاروا 11 دولة من الدول التي لا تتوفر فيها بحدود
كبيرة الإمكانيات لتامين الأدوية المضادة للألم للمرضى وحيث يموت فيها 70 %
بسبب السرطان و99 % بالإيدز ورغم ذلك فان هذه الدول لديها فقط 6 % من
الاحتياطي العالمي من الأدوية.
ويؤكد الممثل البريطاني الشهير انه كديفيد وكبوارو لديه نفور شديد من
الألم ولذلك فانه من خلال حديثه في الفيلم عن الناس الذين تنقصهم الأدوية
المضادة للألم بشكل ملح فانه ينبه إلى واحدة من الإشكالات الصحية الأقل
معرفة في عالم اليوم.
وسام الإمبراطورية البريطانية
يعيش ديفيد سوشيت منذ 35 عاما في زواج سعيد مع الممثلة شيلا فيريس
ولديه منها الابن روبرت الذي يعمل في سلاح مشاة البحرية البريطانية وابنة
اسمها كاترين متخصصة بالمعالجات الفيزيائية أما أوقات فراغه فيقضيها في
ممارسة هوايته الأكبر وهي التصوير.
ويقول عن هذه الهواية بان جده من ناحية أمه جيمس لارش كان مصورا
معروفا للشخصيات المشهورة وقد اشتهر في الثلاثينات بتصويره الملك ادوارد
الثامن، وزوجته الأمريكية فاليس سيمبسون والطيار الفرنسي والمكتشف لويس
بليريو ولذلك فانه أحب التصوير منذ صغره ولاسيما عندما أهداه جده أول
كاميرا في حياته كانت من نوع كوداك.
وعلى الرغم من شهرته كممثل مبدع إلا أن ديفيد معروف عنه أيضا في
بريطانيا بأنه موسيقي ممتاز حيث يعزف على عدة آلات موسيقية.
النجاح الكبير الذي حققه ديفيد في عالم السينما والتلفزيون جعل ملكة
بريطانيا اليزابيت الثانية تمنحه العام الماضي "وسام الإمبراطورية
البريطانية " تقديرا لما قدمه للفن من عطاء.
إيلاف في
15/04/2012
قدّم سيناريو رديئاً رفضه المخرج و«وورنر براذرز»
سيناريست يهودي يتهم غيبسون بـ معاداة السامية
(لوس
أنجلس – أ ف ب، د ب أ)
وصف كاتب سيناريو يهودي، الممثل الأميركي ميل غيبسون بأنه «معاد
للسامية»، بعد أن رفض الأخير سيناريو فيلم أعده الأول حول مجموعة عسكرية
يهودية قديمة.
اتُّهم الممثل والمخرج الأميركي ميل غيبسون الذي تلطخت سمعته قبل سنوات
بسبب تصريحات له معادية للسامية، بأنه «يكره اليهود» من قبل أحد كاتبي
السيناريو كان المخرج قد رفض قصته المتمحورة على أحد الأبطال اليهود في
العصور القديمة.
وقد أعلنت استديوهات «وورنر براذرز» إلغاء فيلم «ذي ماكابيز» الذي كان من
المفترض أن يخرجه ميل غيبسون، بحجة أن سيناريو جو إيسترهاز الذي كتب نص
«بايزيك إنستينكت» (غريزة أساسية) يفتقر إلى «الإبداع».
وقد وجه كاتب السيناريو المستاء رسالة إلى المخرج اتهمه فيها بإلغاء مشروعه
لأنه «يكره اليهود».
وهو كتب في هذه الرسالة التي نشرت على الموقع الإلكتروني المتخصص في آخر
المستجدات الهوليوودية، «ذيراب.كوم»: «وصلت إلى استنتاج مفاده أنك رفضت
إخراج هذا الفيلم لأشنع الأسباب، ألا وهو أنك تكره اليهود».
وأضاف «أظن أنك أعلنت هذا المشروع بغية دحض اتهامك بمعاداة السامية الذي
شوه مسيرتك… لكنك لم تعتزم ولن تعتزم يوما إخراجه».
ويتناول «ذي ماكابيز» التمرد اليهودي ضد سلالة السلوقيين السورية في القرن
الثاني قبل الميلاد التي قادها يهوذا المكابي.
وفي بيان نشر على موقع آخر، دحض ميل غيبسون هذه الاتهامات شارحا أن المشروع
قد ألغي، لأن السيناريو لم يكن جيدا بما فيه الكفاية.
ورد عبر موقع «ديدلاين هوليوود»: «أريد أن أخرج هذا الفيلم… لكن في مسيرتي
الممتدة على 25 سنة لم أرَ يوما نسخة أولى من سيناريو بهذه الرداءة».
وفي رسالة نشرتها صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأميركية، كتب غيبسون رداً على
إيسترهاز: «إن الأغلبية العظمى من الحقائق والتصريحات والأفعال التي نسبت
إليّ في رسالتك هي محض افتراءات».
وأضاف: «بصراحة يا جو، لم يكن السبب هو السيناريو الذي سلمته في وقت متأخر
عما تعهدت فحسب، بل أصبت أنا وشركة «وورنر براذرز» بخيبة الأمل تجاه
السيناريو أيضا».
وتابع: «لقد بني القرار بعدم الاستمرار معك على جودة السيناريو الذي كتبته،
وليس على أي عامل آخر… أعتقد أننا يمكن أن نتفق على أن هذا يجب أن يكون آخر
اتصال بيننا».
وقد تلطخت سمعة الممثل الأميركي في عام 2006 بعدما أوقف بسبب قيادته
السيارة تحت تأثير الكحول، فشتم شرطيا مؤكدا أن اليهود مسؤولون عن الحروب
جميعها في التاريخ. وقد اعتذر الممثل عن تصرفه ووضع تحت المراقبة لمدة ثلاث
سنوات ودفع غرامة قدرها 1300 دولار.
كما أُدين غيبسون لوصفه اليهود بأنهم مسؤولون عن وفاة المسيح في فيلمه «ذا
بايشن أوف ذا كرايست» (آلام المسيح) الذي أنتج عام 2003.
الجريدة الكويتية في
14/04/2012 |