الفنان المصري يعرب عن سعادته بنبأ عزله عن ممارسة النشاط
السياسي، ويؤكد ان القرار لا يمت للديمقراطية بصلة.
أعرب الفنان المصري طلعت زكريا عن سعادته بعد سماع نبأ استبعاده
وآخرين عن ممارسة الحياة السياسية، لفترة يصل مداها إلى 10 سنوات، موضحاً
أنه ليس سياسياً، وأنه قرر بعد الثورة بشهرين عدم التحدث في السياسة مرة
ثانية.
وقال زكريا في تصريحات لـ"بوابة الأهرام" أتوجه بالشكر إلى مجلس
الشعب، لأنني لن أتحدث في السياسة مرة أخرى، وأضاف "لو عايزنا نبطل نمثل
هنبطل"، مشيراً إلى أن القرار تعسفي وبعيد عن الديمقراطية التي تنادي بها
الثورة.
وتابع زكريا "مقدروش على الإخوان المسلمين ولا السلفيين وجايين علينا،
مشيراً إلى أن مثل هذا القرار يكون لناشط سياسي أو عضو بحزب ما".
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان طلعت زكريا، قد أخطأ في نظر البعض بحق
ثورة 25 يناير/كانون الثاني، عقب إدلائه تصريحاً بأنه رأى عمليات تحرش في
صفوف المتظاهرين إبان الثورة ووصف الثوار بالمندسين، وهي التصريحات التي
دفعت المتظاهرين وكل من أيدوا الثورة إلى أن يقاطعوا طلعت زكريا وأعماله
الفنية نهائياً.
وقد دافع أيضاً عن الرئيس السابق مبارك باستماتة، معللا ذلك، بأن حسني
مبارك وقف معه خلال أزمته الصحية، وقام بتخصيص طائرة خاصة له من أجل علاجه
في فرنسا من المرض النادر الذي تعرض له.
ومن المقرر أن يصدر مجلس الشعب في إطار قانون العزل السياسي قائمة
بأسماء من سيتم استبعادهم من ممارسة الحياة السياسية لمدة 10 سنوات في
الأيام القليلة المقبلة، لكل من ساهم في الإضرار بالحياة السياسية.
ومن المتوقع أن تشمل القائمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه جمال
وعلاء ونائبه اللواء عمر سليمان، ورؤساء الوزراء السابقين عاطف عبيد وأحمد
نظيف وأحمد شفيق، وأمناء الحزب الوطني المنحل ويوسف والي، وصفوت الشريف،
وحسام بدراوي إضافة إلى أعضاء أمانة السياسات أحمد عز، ومحمد هيبة، وأنس
الفقي، وماجد الشربيني، ورشيد محمد رشيد، وإبراهيم كامل، ونبيه العلقامي،
وعائشة عبدالهادي، ومحمد عبد اللاه، ومحمد رجب، وعليّ الدين هلال، وفتحي
سرور، وزكريا عزمي، ومفيد شهاب، وآمال عثمان، ويوسف بطرس غالي، وسوزان ثابت
زوجة الرئيس المخلوع.
كما ضمت القائمة 11 صحافياً، من بينهم 4 رؤساء مجالس إدارات مؤسسات
قومية سابقون وآخر حالي، و5 رؤساء تحرير منهم اثنان حاليان، و9 فنانين من
بينهم طلعت زكريا، وعادل إمام، ومحمد صبحي، وليلى علوي، و7 من الكتاب
والأدباء، و6 من الرياضيين ولاعبي كرة القدم من بينهم التوأم حسام وإبراهيم
وسمير زاهر وهاني أبو ريدة و6 محافظين سابقون يتصدرهم عدلي حسين، وأحمد
ضياء الدين.(فلسطين برس)
ميدل إيست أنلاين في
16/04/2012
فى رحيل الفنان الدكتور الفنانون:
فؤاد خليل فنان أضحك وأبكى الجمهور بتلقائية!!
شيماء مكاوي
عشق الفن منذ طفولته وبدأت رحلته معه فى عمر الحادية عشر وفضل أن يحصل
على لقب فنان من أن يكون طبيبا، فهو قد تخرج فى كلية طب الاسنان فى عام
1961، ولكنه كون فرقة مسرحية مع أصدقاء طفولته ومنهم محيى إسماعيل، وكانت
أولى مسرحياته «سوق العصر» فى عام 1968 وكان رصيده من الاعمال 58 عملا
متنوع مابين المسرح والتليفزيون والسينما، وكان آخر أعماله فى عام 2004 وهو
فيلم «حبك نار» إنه الفنان الكبير فؤاد خليل الذى رحل عن عالمنا عن عمر
يناهز 74 عاما، بعد رحلة شاقة مع المرض، ونتذكره مع أصدقائه من الوسط الفنى
من خلال هذا التحقيق...
? فى البداية يقول الفنان أشرف عبد الغفور نقيب السينمائيين: فؤاد
خليل من الفنانين الذين لن يتكرروا مرة أخرى فهو قادر أن يضحكك وأن يبكيك
بكل تلقائية ولم تشعر معه أنه متكلف فى شىء فهو يتقمص دوره بكل براعة، وكان
له مدرسته الخاصة لانه لم يكن يقلد أحدا ولم يتقمص شخصية أحد من الفنانين
ولكنه كان فنانا مميزا للغاية، ولم أنس العديد من أدواره مثل دوره فى
مسرحية «راقصة قطاع عام» فقد أضحك الكثير من المشاهدين ودوره فى فيلم «
جاءنا البيان التالى» الذى وضح حالة الفقر الذى يعيشها الفقير والعديد
والعديد من الادوار التى تتحدث عنه.
? وتقول الفنانة سماح أنور: أنا فعلا حزينة كل الحزن على رحيل هذا
الفنان الرائع المتميز البارع فلا يسعنى إلا أن اقول أنه سيظل خالدا
بأعماله، إلتقيت معه فى مسرحية «راقصة قطاع عام» وكان أستاذا قبل أن يكون
فنانا، كنا نتعلم منه، وهو لم يبخل على أحد وكان روحه جميلة معنا جميعا
أثناء الكواليس، رحمه الله سنفتقده جميعا.
? ويقول الفنان شريف منير: فؤاد خليل على الرغم من حجم جسمه الضعيف
إلا أنه كان عملاق الفن المصرى عن حق فهو يستحق هذا اللقب عن براعة فمن
النادر ان نجد فنانا متميزا فى اسلوبه، فهو قدم شخصية الشرير وقدم شخصية
الكوميديان وقدم شخصية الرجل السكرى وقدم العديد من الادوار وجميعها قدمها
ببراعة شديدة وليس هذا فحسب فقدم تلك الشخصيات بأسلوبه هو، أسلوب فؤاد خليل
الذى لا يضاهيه أحد من قبل، اشتركت معه فى فيلم «شورت وفانلة وكاب» ولى
الشرف أن أقول إننى عملت مع ذلك العملاق.. رحمه الله.
? وتقول إبنة الفنان فؤاد خليل «هويدا»: ابى كان مريضا جدا وكان
الوحيد الذى تكفل بعلاجه والسؤال عنه بصفة شبه يومية هو الفنان الكبير عادل
إمام، وكان قد أصيب بشلل رباعى منذ ما يقرب من عشر سنوات كاملة وقد تدهورت
حالته الصحية بسبب عدم سؤال الفنانين عنه، وفى الحقيقة أنا أحب أن اشكر كلا
من الفنان عادل إمام على سؤاله المستمر والفنان نور الشريف والفنان هشام
سليم الذين أصروا على أن تكون هناك نفقة خاصة لعلاج والدى رحمه الله، لا
يمكن أن اتحدث عن والدى ولكن كل ما أريد أن أقوله إنه منذ مرضه بالشلل وحتى
وفاته كان عاشقا للفن بجميع انواعه وطوائفة، وعلى المستوى الانسانى فهو أب
حنون جدا على ابنائه وتعلمنا منه الكثير والكثير ولم يتركنا جميعا فقد كان
يرغب فى ان نكون الافضل دائما فى دراستنا وفى عملنا وفى حياتنا الشخصية .
أكتوبر المصرية في
15/04/2012
فيلم «رد فعل».. مجزرة انتوا اللى قتلتوا بابايا!
محمود عبدالشكور
أراد فيلم «رد فعل» الذى كتبه إيهاب فتحى ووائل أبو السعود وأخرجه
حسام الجوهرى أن يكون دراما نفسية وبوليسية معاً، ولكنه يستحق أن يوصف بأنه
دراما ساذجة لا هى نفسيّة ولا هى بوليسية،لدينا حبكة بوليسية مضحكة، وأزمة
نفسية عجيبة، وارتباك درامى يكشف عن قلة خبرة وقلة حرفة، وبينما كنا ننتظر
إضافة معقولة لأفلام التشويق التى عادت إلى السينما بعد النجاح النقدى
والفنى لفيلم «ملاكى اسكندرية»، أصبح لدينا فيلم آخر يعانى من الركاكة
الفنية والثغرات المؤسفة.
يمكن تلخيص حكاية الفيلم فى مشكلة نفسية أدت إلى ابتكار جرائم قتل
بشعة طالت 7 شخصيات كلها تسكن فى عمارة واحدة، فى مصر الجديدة، طوال النصف
الأول من الفيلم ليس لدينا سوى تكرار الجرائم من خنق إلى قتل وذبح ثم إلقاء
من النافذة.. إلخ.، ولدينا طبيب شرعى هو دكتور طارق «محمود عبد المغنى»
تخصص تقريبا فى تشريح جُثث هذه العمارة بالذات وإعداد تقارير عنها، وهناك
أيضاً ضابط بوليس هو حسن «عمرو يوسف» لا يفعل شيئا تقريباً سوى تجميع
تحريات عن سكان العمارة، أو تكليف مساعديه بذلك ثم يقدم صورة من ملف
التحريات لصديقه الطبيب الشرعى. أما سكان العمارة الذين سيُقتلون واحدا تلو
الآخر فلهم أنشطة مُريبة مثل رئيس الحزب الذى يشترى أصوات الناخبين فى
الانتخابات ومثل رئيسة تحرير الجريدة التى تأخذ أموالاً من رجل الأعمال
لتبييض صورته أمام القراء، ومثل المحامى المنحرف وكلها نماذج رسمت بطريقة
سطحية وساذجة وبينما نشاهد د. طارق مع ابنة خالته القادمة من امريكا «حورية
فرغلى» لعمل أبحاث عن جرائم الأسرة فى مصر ومقارنتها بمثيلتها فى أمريكا
نكتشف فى منتصف الفيلم تقريباً أن مرتكب كل هذه المجازر هو د. طارق نفسه
الذى سنعرف فجأة أنه كان مريضا بالاكتئاب والفصام البسيط الذى تطّور إلى
فصام حاد جعله يقتل كل هذه الشخصيات لمجرد أنه شاهد فى طفولته شخصيات بنفس
وظائفهم تسببوا فى وفاة والده، ومعاناته مع أمه من الفقر، وهكذا يصبح ما
حدث من جرائم مجرد «رد فعل» بحسب الفيلم الساذج، وبدلاً من أن يقول د.?طارق
لهم «إنتوا اللى قتلتوا بابايا..» فإنه يقوم بقتلهم خاصة أنه لم يعاقب فى
النهاية ولكنه سيوضع فى مصحة عقلية لأنه ليس على المريض حرج!
لو تعب صناع الفيلم قليلا لاستعانوا بطبيب نفسى يشرح لهم أن مرض
الفصام ينتج عن نقص كيماوى بالمخ ويتحسن وتستقر الحالة بالأدوية ولو تعبوا
قليلا لأدركوا أن لعبة التشويق معناها أن تقدم مفاتيح الحل للمشاهد لا أن
تفاجئه بها فى منتصف الفيلم فيكون خارج اللعبة والفيلم للأسف الشديد طالته
الركاكة فى كل شىء: نجما الفيلم ومسلسل المواطن إكس «محمود عبد المغنى»
و«عمرو يوسف» كانا فى أسوأ أحوالهما الأدائية أما المخرج حسام الجوهرى فلا
يُجيد على مايبدو سوى الاختباء ليقول للمتفرج : «بخ... عليك واحد».
أكتوبر المصرية في
15/04/2012
الفــــن والحرية والرئيس الجديـد
محمد رفعت
من يتصور أن الإخوان حين يصلون لمقاعد الحكم لن يحاربوا الفن، هو
بالتأكيد واهم أو يحاول أن يمنع نفسه من تصديق أمور ستتحول إلى واقع خلال
شهور قليلة، ولو لم يفعل الإخوان ذلك لاتهمهم أنصارهم بمخالفة الشرع
والشريعة..فالمشكلة ليست فى قيادات الإخوان أنفسهم، وبعضهم منفتحون، ولكن
فى التعرض مع النصوص الدينية..فالشرع يمنع الاختلاط بين الرجل والمرأة،
وليس معقولا أن يقبل حاكم سلفى كان أو إخوانى مشهدا فى السرير بين ممثل
وممثلة،ولو كانا رشوان توفيق ورجاء حسين..مجرد الخلوة ممنوعة وليس الرقصات
والقبلات والمشاهد الساخنة.
ولذلك فمن يتحدثون عن الفارق بين الفن الأصيل والفن الهابط، أو
السينما النظيفة والسينما «اللامؤاخذة» غير النظيفة، لن يجدوا ما يقولونه
فى ظل حكم «الحرية والعدالة» والأحزاب السلفية، وإلا فهل يعتقدون أن هؤلاء
يعتبرون مثلهم فن الباليه الذى يبرز عورات الرجال، ومفاتن الراقصات فنا
راقيا، ويستحق المشاهدة فى صالات الأوبرا من قبل جمهور النخبة؟!
وهل يقبل الاسلاميون أن تظهر امرأة غير محجبة فى عمل فني، لتحب رجلا
أجنبيا وغريبا عنها، وتنظر برومانسية فى عينيه، وهل يقبلون من الأساس أن
يركز المصور كاميرا التصوير على جسد الممثلة لينقل صورتها فى المشهد؟!
فالمشكلة ليست فى التفاصيل، وليست فى الفن الراقى والهابط، وليست فى
ظهور السافرات غير المحجبات على الشاشة أو عدم ظهورهن..المبدأ نفسه مرفوض،
والصيغة التوافقية التى وصلت إليها إيران لا تنفع عندنا، لأنهم شيعة ونحن
سُنة، وبعض السلفيين يكفرون الشيعة، أو على الأقل لديهم تحفظات كثيرة
عليهم، وأبسط دليل على ذلك هو قضية الفيلم الإيرانى الذى يجسد الرسول
محمدصلى الله عليه وسلم على الشاشة، وأجازته إيران ويرفضه الأزهر الوسطى
المعتدل، فما بالك بمن هم غير ذلك. وأعتقد أن كلام بعض الفنانين عن
استعدادهم للهجرة من مصر إلى بيروت أو دبى أو أى مكان آخر، إذا فاز أحد
المرشحين الإسلاميين بمنصب الرئاسة، منطقى ومفهوم ومتوقع جدا، وأداء
الإسلاميين فى البرلمان، والقضايا التى أثاروها تعزز هذه المخاوف..ليس فقط
على الفن أو السياحة ولكن أيضا على الحرية والإبداع.
أكتوبر المصرية في
15/04/2012
في الذكري 150 لميلاده مهرجان أفلام " طاغور " ..
قصة حياة أديب نوبل تجارب متنوعة وروائع فنية لكبار
المخرجين في الهند
اليوم الأحد يبدأ "مهرجان أفلام طاغور" ويستمر حتي يوم الخميس وذلك في
المركز الثقافي الهندي.. يتضمن المهرجان عدداً من الأفلام السينمائية
الروائية والتسجيلية التي تتناول حياة الشاعر والروائي والرسام والمناضل
الوطني رانبدارناث طاغور "1861- 1941".
يقام المهرجان بمناسبة مرور 150 عاماً علي ميلاد هذه الشخصية العالمية
التي أصبح ميراثها الثقافي والفكري والفني ملكاً للبشرية جمعاء.. فطاغور
أول أديب من خارج أوروبا يحصل علي جائزة نوبل للآداب عام 1913.. وهو الأديب
الذي جذبت أعماله الروائية أحد أهم المخرجين علي مستوي العالم أيضاً وهو
المخرج الهندي ساتياجيت راي "1921-1992" والاثنان من إقليم البنغال.
والمهرجان يبدأ بفيلم يجمع بين المخرج والأديب الهنديين ويعتبر من
أجمل أعمال الأول وأكثر ابداعات الثاني اهمية حيث يجمع الفيلم بين السياسية
والحكاية الرومانسية في قصة تدور أحداثها في مرحلة مشحونة بالأحداث والقلق
السياسي والثورة علي الممارسات الاستعمارية البريطانية والسياسات التي
انتهجتها بريطانيا عموماً في مستعمراتها والتي تقوم فلسفة "فرق تسد" التي
تواجه بها- حتي الآن- القوي القامعة في أي بلد لأي ثورة أو تمرد شعبي يقام
ضدها.
الفيلم بعنوان "جهاري بايري" ومعناه "الوطن والعالم" عن رواية لطاغور
"تمكين النساء" شدت انتباه ساتيا حيث رأي منذ الأربعينيات وكتب لها سيناريو
ولم يتمكن من انتاجه بسبب المناخ السياسي إلا في عام 1984 أي في المراحل
المتأخرة من حياة المخرج الفنية.. تدور الأحداث في إقليم البنغال عام 1905
حيث يتولي الجنرال البريطاني "اللورد كيرزون" تنفيذ سياسة "فرق تسد" لتجزئة
المواطنين وشق صفوفهم باستعداء الهندوس ضد المسلمين وتصدي الحركة الوطنية
البنغالية لهذه النزعة التحريضية التي تقوم علي أساس ديني وعرقي وتهدف الي
تقسيم البنغال.
وفي هذا الجو المضطرب يعيش الزوجان الثريان المتعلمان "نيكيل"
و"ييمالا" والمنتميان أيضاً لحركة المقاومة البنغالية.. ويدخل في هذه
العلاقة بحكم الصداقة زميل الزوج "ساندين" وهو شاب وطني مناضل يقف ضد
السيطرة البريطانية.
وفي هذه المرحلة أيضاً تظل علي استحياء فكرة تحرير المرأة. والصدام
التلقائي الذي لا مفر منه بين التقاليد وبين الطموح والتلطعات المرتبطة
بوضعية المرأة.
المرأة في هذا العمل تجسدها الزوجة التي ارتبطت برجل يؤمن بحريتها
وبحقها في التعليم والحياة من دون أغلال. ولكنها تتعرض بوعي منها أو من دون
وعي الي اختبار يسوقه الزوج من خلال صديقه الثائر الذي يتردد علي الزوجين
مدعياً الثورية والرفض القاطع للسياسات البريطانية.
ومع تقدم القصة تبدأ الأحداث في الكشف عن حقيقة الصديق وسلوكه المبطن
بالانتهازية والخداع ولكن بعد أن تنجذب اليه الزوجة وتقع في هواه ومن ثم
تسقط في الفخ الذي نصبه زوجها من أجل اختبار اخلاصها له وفي نفس الوقت
يتكشف ادعاء ونفاق الشاب الذي يقود ثورة اقتصادية وسياسية ضد الانجليز.
ويعتبر الفيلم معالجة جيدة للفترة الزمنية المضطربة في هذه المرحلة من
مراحل المقاومة التي تفشل وتواجه بالقمع ويتم احباطها. وأيضاً اشارة لبداية
ظهور فكرة المرأة المودرن "الحديثة" في الطبقة البرجوازية في الهند إبان
الاستعمار البريطاني. والضغوط الهائلة التي تواجهها بطلة الفيلم التي أمنت
بهذه الفكرة علي حساب التقاليد الهندية الاجتماعية الراسخة التي خضعت لها
المرأة مئات السنين.
رابندراناث طاغور
وتحت هذا العنوان يشاهد المتابعون للمهرجان فيلما تسجيليا آخر لنفس
المخرج عن حياة طاغور حيث يقدم "بورترية" أو صورة حية ومعتمدة عن الشاعر
الهندي وهي "معتمدة" لأنها لم تتضمن أية مظاهر أو سمات من شأنها أن تثير
خلافا أو جدلا حول حياة طاغور. أو حول مصداقية الأحداث ورغم ذلك فإنه أبعد
ما يكون عن أعمال الدعاية المباشرة "البروباجندا".
ويحتوي الفيلم إلي جانب الصور والمشاهد التسجيلية أجزاءً درامية
يؤديها ممثلون تصور حياة الشاعر طفلا وتستحضر صورا من مراحل مراهنة وتعكس
أفكاره وميوله وعبقريته كشاعر وإنسان ينبذ كافة أشكال القيد علي حرية
التفكير والحق في الحياة وفي التعليم التربية السليمة.
ويري ساتياجيت راي أن هذا الفيلم تحديدا يتضمن ما يزيد علي عشر دقائق
يعتبرها من وجهة نظره أكثر المشاهد المؤثرة والقوية التي أخرجها في حياته
وقد حصل هذا الفيلم علي عدة جوائز محلية ودولية.
البنات الثلاثة. ولم يكن ساتيا جيت راي مفتونا فقط بأعمال طاغور ولكنه
أيضا من أقدر الذين عبروا عن روحه وأفكاره وشخصياته ورؤاه رغم أن أعمال
طاغور جذبت مخرجين آخرين سنري بعضا من تجاربهم في المهرجان.. ومن القصص
التي عالجها المخرج مستلهما أحد أعمال الشاعر والروائي فيلم "تين كانيا"
ومعناها "البنات الثلاث" وهو عبارة عن ثلاث أفلام قصيرة مستغلة حول ثلاثة
نماذج من الإناث مختلفة. الأول بعنوان "موظف البريد" والثاني بعنوان
"مونبهارا" والثالث بعنوان "سمابتي" والفيلم تم انتاجه للعرض بمناسبة العيد
المئوي لميلاد تاغور أي في عام .1961الفيلم الأول يقدمه "طفله" صغيرة تقوم
بخدمة موظف البريد الذي يأتي للقرية ويعيش فيها لفترة ثم يغادر.. وهذه
الصغيرة "راتان" من خلال وظيفتها هذه. لم تعتد الحنان ولا التعاطف من هؤلاء
الموظفين القادمين من المدينة. ولكن الموظف الذي يشير إليه عنوان الفيلم
ينتمي لشريحة مختلفة. تحمل سمات إنسانية كافية لتقديم يد المساعدة للبنت
الصغيرة وأهمها محاولة تعليمها ومن ثم توسيع مداركها ولكنه في النهاية يرحل
مثل سابقيه تاركا إياها لقدرها.
الفيلم بسيط وعميق في ذات الوقت ومثله الفيلم الثاني الذي يقدم نموذجا
آخر مختلفا عن امرأة جميلة تدعي "مونبهارا" تتزوج من ثري يحبها ويدللها
ولكنها جشعة لا تعرف العواطف بقدر ما تعشق المجوهرات التي يمتلكها وتجد
فيها ذاتها. وحين يفلس الزوج وتعتقد أنه ربما يلجأ إلي بيع مجوهراتها تقرر
الهروب. الأمر الذي يصيب الزوج بالجنون حتي أنه يعتزل العالم.. الفيلم يقدم
في إطار اسطوري وباعتباره حكاية رمزية يحكيها مدرس مفتون بالحكي القصص حتي
أنه يقرر سرد الحكاية لشخصية غامضة يعيش بجوار النهر يتضح في النهاية أنها
شخصية الزوج نفسه الذي خدع في امرأته.
والقصة الثالثة وبطلتها امرأة أيضا ولكنها في هذه المرأة تعيش بعقل
طفلة تعشق الحرية و"المرجيحة" والانطلاق مثل الطائر. وتتزوج رغما عنها من
طالب جامعي ينجذب إليها رغم رفض أمه المؤمنة بالاختيار التقليدي للزوجة
الصالحة لابتعاده لكن هذه الفتاة المنطلقة ببراءة تدرك أهمية الحب
والارتباط بالزوج بعد هجر الأخير لها.
يتضمن البرنامج أيضاً أحد أعمال المخرجين البنغاليين المهمين وهو
المخرج تابان سينها والفيلم مأخوذ عن أحد أعمال طاغور الذي عالجها هذا
المخرج بأسلوبه الخاص وقد أصبح ضمن الأعمال الكلاسيكية الهندية ويقوم
ببطولته ممثل بنغالي شهير هو سوميترا تشاترجي وتحكي قصة حكاية مأمور ضرائب
ينتقل للعيش في قصر مسكون بالأشباح بمدينة صغيرة يقع في غرام فتاة جميلة
تنتمي إلي عالم الأشباح. وبرغم الاختلاف الذي رصده النقاد عن القصة الأصلية
التي كتبها طاغور إلا أن الفيلم يحتفظ بالمضمون الأساسي لها ويضيف إليها
أبعاداً جديدة.. وقد حاز فيلم "كوديتو باشان" أو "الأحجار الجائعة" علي
الجائزة الوطنية ويعتبر ضمن روائع الأعمال الهندية "1960" وقد صور بالأبيض
والأسود.
وتتابان سينها هو أيضاً مخرج فيلم "كابوليولا" "1961" عن قصة الفلا
طاغور باللغة الهندية عن تاجر أفغاني أرمل اضطرته الظروف أن يترك ابنته في
أفغانستان والسفر إلي الهند. وفي الهند وبدايع اشتياقه الشديد لابنته ينجذب
إلي فتاة صغيرة يعطف عليها تعويضا لمشاعره كأب ولكن التقاليد تقف ضد هذه
العلاقة وترفض هذا الحب الأبوي.
المعالجة العاطفية للعلاقة مشحونة بالمشاعر وكذلك الأغنيات الهندية
التي تصور الحنين إلي الوطن وإلي الابنة التي تركها الأب الذي بات معذبا
بأشواقه إليها.
وتتنوع موضوعات الأفلام وإن توحد مصدرها الأدبي الذي يتميز بالمهارة
البالغة في صياغة وترجمة الأفكار وبأسلوب شعري وحساسية إنسانية بالغة.
في فيلم "تشار ادهياي" "1997" ومعناه "الفصول الأربعة" المستوحي من
رواية لطاغور بنفس الاسم يلقي المخرج كومار شهاني الضوء علي الآثار المدمرة
ومظاهر النفاق التي تتبدي في نظام ايدولوجي يتم اتباعه دون تبصر.
أحداث الفيلم تدور إبان مرحلة الإرهاب في حركة التحرر الهندي ويتناول
قصة "ايلا" التي صارت بمثابة رمز حي للأمة.
طاغور سينمائياً
وفي العيد السبعين لميلاد طاغور قامت إحدي الشركات الهندية بإنتاج
فيلم بعنوان "ناتير بوجا" "1932" مستوحي من قصيدة لطاغور.. ويعتبر الفيلم
من الأعمال الهامة في تاريخ السينما الهندية. حيث انها المرة الوحيدة التي
يتعامل فيها طاغور بشكل وثيق ومباشر مع فن آخر هو السينما قام ابن شقيق
طاغور بكتابة سيناريو الفيلم بتوجيه منه بينما قام بتمثيله بعض الطلبة
بمؤسسة سانتيكتان التعليمية الشهيرة التي أسسها طاغور. كما قام طاغور نفسه
بأداء أحد الأدوار الهامة في هذا الفيلم الدرامي الاستعراضي وكذلك قام
بإخراجه. هذا الفيلم تم تصويره بكاميرا ثابتة في استوديو شركة "نيولتيتر"
وتم تصويره في أربعة أيام. ورغم تعرض الفيلم للضياع إلا أنه قد تم العثور
علي أجزاء كبيرة منه واستعادتها وسوف تعرض خلال المهرجان. طاغور يتمتع
بشخصية متعددة المواهب فقد كان روائيا. وقصاصا وكاتبا مسرحيا وموسيقارا
ورساما وفليسوفا وتربويا ومصلحا اجتماعيا وأحد أقطاب الحركة الوطنية وكان
منبعا خصبًا تستقي منه السينما الهندية الكثير من موضوعاتها. ورغم أن
مشاركته الشخصية في مجال السينما متواضعة فقد كان من أكثر الكتاب علي
الإطلاق الذين تمت الاستعانة بأعمالهم لاستخدامها في أعمال سينمائية.
والمهرجان الذي يبدأ اليوم مناسبة لإحياء ذكري تراثه في مجال
السينما.. ويجدر الإشارة إلي "الكتيب" القيم الذي أعده المركز الثقافي
الهندي عن هذه المناسبة الذي اعتمدنا عليه في كثير من المعلومات التي وردت
في هذه المقالة وسوف يتم توزيعه علي الجمهور مما يسهل من استقبال الأعمال
المعروضة وكلها مترجمة إلي العربية.
المساء المصرية في
15/04/2012 |