تمكّنت الممثلة إيناس مكي من حجز مكان لها في ماراثون الدراما
الرمضانية المقبل، بـمسلسل "مين أنا"، حيث ستفاجئ جمهورها في هذا العمل
بتجسيد ثلاث شخصيات تنتمي لفترات زمنية مختلفة.. وفي حوارها معنا، تحدثت عن
هذه التجربة، كما تطرقت إلى أحدث تجاربها السينمائية، ووضع السينما في
الوقت الراهن.. فإلى تفاصيل الحوار:
·
نبدأ حوارنا من آخر محطاتكِ
السينمائية "ركلام".. لماذا قررتِ العودة إلى السينما بعد غياب من خلال هذا
العمل؟
فيلم "ركلام" من الأفلام التي أعتبرها محطة في مشواري الفني، فعندما
قرأت ورق هذا العمل مباشرة شعرت بالاختلاف بين قصته والأعمال الأخرى، فضلاً
عن أن شخصية فاتن التي قدمتها قدمتني للجمهور بشكل جديد لم يروني عليه من
قبل.
·
وما الذي جذبكِ لشخصية فاتن ومدى
اختلافها عن أدوارك السابقة؟
شخصية "فاتن" صدمت الجمهور كما صدمتني عندما قرأت الورق، فالعمل ككل
يناقش قضية وأسباب انحراف السيدات من كافة طبقات المجتمع، وفاتن كانت إحدى
هؤلاء السيدات، حيث ظهرت في الفيلم على أنها تمتلك مركزا للتجميل كغطاء لما
تمارسه في الخفاء من ممارسة البغاء والصدمة هنا أنها تقوم بتعليم ابنتها
نفس ما تقوم به، ليس هذا فقط بل أجبرت أختها وابنة أختها على ممارسة هذه
الأعمال المنحرفة من أجل تجميع المال، وهذه الشخصية لم أقدمها في حياتي؛
لذلك صدمت الجمهور.
·
قبل "ركلام" ألم تجدي نصًا لفيلم
سينمائي جيد.. أقصد هل كان سبب غيابكِ هو عدم إيجاد العمل والدور
المناسبين.. أم هناك أسباب أخرى؟
أنا لا أبدي موافقة على مشاركتي في عمل ما إلا إذا كنت مقتنعة به
وسيضيف
لي ولمشواري الفني جديدًا، فكل الأدوار التي كانت تأتي إليّ
كانت غير جيدة ولو كنت أبديت موافقة عليها لكنت ظلمت نفسي كثيرًا، وأنا لست
ضد سينما الشباب بل جميعنا نؤيدها ونشاهدها ولكن استاء عندما يأتي إليّ عمل
يعطي للشباب حقوقهم ويسلبها مني.
·
يرى البعض أن السينما في مصر
متعثرة الصناعة، فهل تشعرين بهذا؟
نعم السينما لدينا تحتاج إلى جهود من البعض من أجل إنعاش صناعتها،
وهذا التعثر لم يكن وليد ثورة 25 يناير كما يظن البعض، ولكنه كان موجودًا
منذ فترة، وحقًا لا أعرف من هو المتسبب في هذا ومن أين يبدأ الإصلاح، ولكن
بالطبع جميعنا نشعر بهذا التعثر.
·
وما مدى تفاؤلك بإمكانية تحسن
السينما خلال الفترة المقبلة؟
أنا متفائلة، فما حدث في كل مصر أمر ليس بالهين أو السهل، وأعتقد أن
الفترة المقبلة لصناعة السينما ستكون بخير، وأتمنى أن تكون أفضل بكثير من
حالها الآن.
·
اعتاد الجمهور عليك لفترة طويلة
في شخصية الفتاة الأجنبية.. كيف تمردت على هذه الشخصية الآن؟
الأمر لم يكن سهلاً، خاصة وأن كل أعمالي في بداياتي ظهرت فيها في
شخصية الفتاة الأجنبية، واستمر هذا الأمر لمدة أربع سنوات تقريبا، ولكن بعد
ذلك حدث التمرد وكنت أقول لأي مخرج يتصل بي من أجل هذا الدور "أنا ممثلة،
فعندما تعترف بأنني ممثلة قادرة على تقديم كل الأدوار فاتصل بي".
·
هل هناك مشاريع سينمائية سنراكِ
من خلالها قريبًا؟
لا أريد التحدث عن شيء إلا إذا تم وتعاقدت عليه، ولا أحب أن أقول إنني
سأشارك في أعمال ما وأرفضها فيما بعد أو أبتعد عن العمل.
·
إذا انتقلنا بالحديث إلى الدراما
الرمضانية، حدثينا عن عملك الجديد "مين أنا"؟
سأقدم في هذا العمل ثلاث شخصيات تنتمي لمراحل زمنية مختلفة، وهذه هي
المرة الأولى التي أظهر فيها بهذا الشكل.
·
وهل يمكنكِ أن تحدثينا عن قصة
هذا العمل، وعن دوركِ فيه؟
المسلسل مكون من جزءين كل جزء خمس عشرة حلقة، ويناقش قضية إنجاب
الأطفال عن طريق غير مشروع أي أطفال الخطيئة، وأقوم فيه بدور عاملة فقيرة
في أحد البارات، ويحاول صاحب البار العبث بعقلي حتى استجيب لمحاولاته
وبعدما ينجح يتخلى عني، لأذهب بعد ذلك إلى ممرضة تجسد شخصيتها الفنانة
نيرمين الفقي، لتتوالى الأحداث بعد ذلك.
·
كيف تقيمين أحمد مكي كفنان
بعيدًا عن كونه شقيقكِ؟
شقيقي أحمد طالما كان متميزًا حتى في أثناء دراسته في المعهد، كانت كل
مشاريعه التي يقدمها تنال إعجاب وإبهار أساتذته، وعندما عمل مخرجًا في
السينما كان أصغر مخرج، وبعد ذلك بحث لنفسه عن شكل جديد يقدمه للفن، وهو
الآن نجم متألق ومحبوب.
البيان الإماراتية في
22/04/2012
نهايات سعيدة لقصص عراقيون في المنفى
نهايات سعيدة لقصص عراقية في السويد!
أمستردام – محمد موسى
أثارت قضية قرار هولندي حكومي صدر العام الماضي، يقضي بارجاع قسري
لصبي افريقي يعيش في هولندا منذ سنوات لبلده الاصلي، ردود افعال كبيرة
إعلاميا وسياسيا في البلد الاوربي الصغير المساحة، بل إنها كادت وقتها ان
تسقط الحكومة الهولندية نفسها، والتي إتهمت بشتى التهم واقذعها من قبل
الاحزاب السياسية اليسارية التوجه والمنظمات الانسانية. وكانت القضية (
إنتهت بقرار مؤقت بالابقاء على الصبي في هولندا لسنوات حتى يتم النظر في
وضعه القانوني مجددا ) مناسبة لوسائل اعلام هولندية عديدة لتحري قصص
الاطفال الالجئين، والذين يصلون بالعشرات لهولندا كل عام، وحيدين بدون
عوائلهم، على أمل أن تثير قصصهم تعاطف السلطات المختصة، لتمنح اهلهم
الموافقات للمجيء الى هولندا والالتحاق باطفالهم.
تحقيقات وسائل الاعلام الهولندية وصلت الى خلاصات لا توافق
التعميمات السهلة التي تطلقها الاحزاب السياسية الهولندية اليمينية، والتي
تركز في خطابها السياسي على أنانية العوائل تلك والتي تدفع بها للمغامرة
بسلامة ابنائها من اجل حياة سعيدة في اوربا، فالالجئون الاطفال، وحسب
تقارير الاعلام المكتوب والمرئي، هم في معظمهم ضحايا الاوضاع السياسية
والاجتماعية في بلدانهم ، والعوائل لا تجد احيانا غير تلك الوسيلة للهروب
من الملاحقات واحيانا الموت.
ومؤخرا قامت القناة التلفزيونية الهولندية الرسمية الثانية بعرض
الفيلم التسجيلي السويدي (إبن المليشيات)، والذي يقدم قصة عائلة كردية
عراقية قامت قبل اكثر من عقدين من السنوات بارسال ابنها الذي لم يكن
تجاوز السادسة من العمر للسويد، ليمكث فيها لوحده لعام كامل، قبل ان توافق
الحكومة السويدية على منح تأشيرة الدخول لعائلة الطفل.
يقوم الشاب الكردي السويدي زينار آدمي ، وهو على أعتاب العقد الثالث
من العمر، بتحري قصة عائلته بنفسه، وسيقوم باخراج الفيلم مع المخرج السويدي
ديفيد هيرديز، ليستعيد فيه بعضها من تاريخ عائلته، مقتربا من ذكريات صعبة،
فاتحا جروحا تجتهد العائلة على نسيانها. ويوجه ايضا واحدا من اشد الاسئلة
قسوة الى والديه : " كيف تتركوني وانا في الخامس فقط لوحدي في تلك الطائرة
التي كانت متجهة للسويد؟". وهو السؤال، الذي على الرغم من انه يعرف
اجابته، وربما راضي بقراره نفسه عن خطوة الاهل، والتي انتهت به بعيدا عن
عنف المكان الذي قدم منه في كردستان العراق، مازال يتضمن اتهاما حادا
يتطلب اجابة مفصلة ، لن يكون باستطاعة الوالدين تقديمها، بالسهولة التي
يدافع فيها متهم ما عن نفسه .كما لن تخفف التبريرات السابقة من فداحة
الفعل الذي قامت به العائلة بارسال طفل الى مصير غير معلوم في بلد يبعد
الآلف الكيلومترات.
يبدو الضيق باديا على محيا والدا زينار آدمي عند الحديث عن حياتها في
العراق. تختار الام، وعوضا عن المقابلة الصحفية المباشرة، أن تطلع ابنها
على صور فوتغرافية قديمة لمعسكر المقاتلين الاكراد الذي قضت فيه سنوات
طويله جنبا الى جنب مع زوجها. كجزء من الحركة المسلحة الكردية ضد النظام
العراقي السابق، والتي لم تتوقف ابدا طوال عقود السبعينات الى منتصف
التسعينات من القرن الماضي. لا تغيب الابتسامة عن الزوجين الشابين في صور
الاسود والابيض القديمة، لكن الحال وقتها كان أبعد ما يكون عن السعادة،
فالاب مر بتجربة مروعة بسجون نظام صدام حسين، يرفض التقرب منها كثيرا، كما
يرفض ان يطلب اي مساعدة نفسية في السويد، والافق كان يضيق سريعا على
الحركة الكردية المسلحة، علاوة على مرض ابنهما الوحيد عجل باتخاذ العائلة
لقرار إرساله الى السويد.
لا يستعجل الفيلم اي مواجهات بين افراد العائلة، لا يوجد بالحقيقة ما
يستدعي اي عجالة، فالعائلة تعيش بهدوء كبير في السويد، بعيدا عن هزات
الماضي ومتاعبه، لذلك صورت مشاهد الفيلم على مدى بضعة اعوام. فيبدأ بمشاهد
عن قصة حب زينار آدمي مع صديقته السويدية، ثم انجابهما لابنهما الاول،
وزواجهما، لتصور المشاهد الاخيرة مشاهد لحفيد العائلة وقد بلغ عامه الثاني،
كذلك يرافق الفيلم زيارة زينار آدمي مع والده الى كردستان العراق، والتي لم
يظهر منها في الفيلم الا مشاهد قليلة، كانت الاضعف ضمن سياق الفيلم الخاص،
والذي اختار ان يكون بمعظمه مكاشفة يهمين عليها الحب والتفهم.
غلفت الحميمة التي تعامل بها زينار آدمي مع اهله، وخاصة مع والده (
طلب منه مرتين في الشريط التسجيلي أن يعانقه ) الفيلم كله بالحزن
والسوداوية، لتثير قصص العابرين فيه حسرات كبيرة على حياتهم وزمنهم، فالاب
الذي يقود سيارة تاكسي في السويد، يضع تلك الابتسامة الجاهزة على وجهه،
والام التي ترفض العودة الى ذكرى ذلك اليوم ، عندما كان ابنها ينتظرها في
مطار العاصمة ستولكهوم قبل اكثر من عشرين عاما، حاملا وردة حمراء بلون
الدم، اشترتها له العائلة السويدية التي استضافته لعام كامل، والاكراد
الذين كانوا يحملون حقابئهم الثقيلة في المطارات التي صورها الفيلم، متجهين
او عائدين من المكان الذين يترددون في اطلاق وصف "الوطن " عليه. والشابة
الايرانية التي كانت تغني بساحة سويدية عامة اغنية عن ابناء بلدها في تجمع
سياسي ، والتي صورها الفيلم بالصدفة اثناء مرافقته للمخرج مع والده، سيربط
صوتها المجروح بين المشاهد القادمة، الصامتة بمعظمها، عن عائلة عراقية وجدت
السعادة بابتعادها عن الماضي.
وكما يحدث غالبا بين العائلة الواحدة، هناك الكثير من المسكوت عنه في
عائلة زينار آدمي والذي لا تتم الاجابة عنه في الفيلم التسجيلي (إبن
المليشيات). لكن هذا لا يبدو انه يشغل بال مخرجي الفيلم، وبالاخص زينار ،
والذي ربما وفر الفيلم له فرصة مهمة للاقتراب من اهله وخاصة
والده، كالساعات التي قضاها معه سابحا في مسبح عام و بحيرة ريفية سويدية،
والتي تم تصويرها بطرق مبتكرة، من تحت الماء احيانا ، وبالتصوير البطيء
احيانا اخرى، ليظهر الاب والابن يدفعان الماء بحركات عادية، لكنها تتخذ
احيانا بعدا رمزيا عن "مشاق" الحياة التي تدفعها العائلة للوصول الى الضفة
الاخرى.
الجزيرة الوثائقية في
22/04/2012
معرض "الدعاية السياسية" في مركز سرفانتس بالرباط
تأثير الريبورتاج الوثائقي والأفيش السينمائي على فن
الدعاية
علي البزّاز
الأفكار الحديثة تتطلب شكلاً بصرياً يحتوي ما تهدف اليه، وما تروّج له. فلم
تعد الدعاية تقتصر على جمل أدبية أو كلمات منمّقة، بل تستفيد الدعاية
السياسية والتجارية والأدبية حتى، من الصورة السينمائية التي تخضع بدورها
إلى التطور الزمني في تقنياتها؛ من الأفيش السينمائي وصور مقدمات الأفلام،
مروراً بالريبورتاج الوثائقي، إلى نظام الصورة ثلاثية الابعاد .تسود
السينما ووسائلها معرض" الدعاية السياسية " من 1976- 2011 المقام في مركز
سرفانتس بمدينة الرباط المغربية. تُركّز الملصقات السياسية في العام 1976
على العبارات والجمل من دون الاهتمام بفن الصورة، إذ شهد العام ذاك بداية
التحولات الديمقراطية بعد رحيل فرانكو. يسود الكلام من دون الصورة في جلّ
ملصقات الفترة تلك، ما يشير إلى ملاحظات عدّة منها:
1 .
توق الفنان والمجتمع إلى التعبير الأدبي، بعد كبت سياسي
واجتماعي نتيجة حكم الجنرال فرانكو. ولذا تكتنز ملصقات تلك الفترة بالجمل
والعبارات التي تتوجه إلى الناخب الأسباني. وكأن وسيلة التعبير حينذاك
أدبية مباشرة.
2.
تشير ملصقات العام 1976 إلى سوسيولوجية الفن
بامتياز. فهي المعبّرة عن نهاية و بداية مرحلة سياسية، تتسم بفرض قيود على
حرية التعبير. فمن الطبيعي طغيان التعبير الأدبي محاكياً شغف المواطن
بالكلام الممنوع سياسياً.
3.
تشي الملصقات بأن وسائل التعبير السياسي والاجتماعي لها توّجه
مباشر، يتفق مع عقلية الناخب الإسباني الثورية وقتذاك، فهي لم تستعمل
الصورة البصرية مقتفية السينما الواقعية الإيطالية أيضاً التي تصور بؤس
المجتمعات بعيداً من البذخ في استعمال ثراء الصورة. تقشّف بصري.
تتغير منذ بداية الثمانينيات أساليب الدعاية السياسية، تبعاً لتطور
السينما وتقنياتها، فتشهد الملصقات السياسية والاجتماعية والتسويقية،
احتواء الصورة السينمائية مستفيدة من الأفيش السينمائي الذي هو في الأصل
نوع من الدعاية الفنية. ثمة استفادة واضحة من تطور وسائط التعبير السينمائي
التي تعتمد الصورة البصرية في أفلام فيليني وبازوليني وتاركوفسكي. وهكذا
يتجه فن الدعاية مباشرة إلى الصورة محاكياً السينما، في ثراء بصري وزهد في
العبارات والجمل.
يتابع معرض"الدعاية السياسية" 35 عاماً من وسائل التعبير السياسسي في
أكبر حقبة ديمقراطية تعيشها إسبانيا بعد الإصلاح السياسي، من مكاسبها حقّ
الاقتراع المباشر والتصويت على القوانين في المؤسسات الوطنية والدستور،
وحقّ التصويت على الدستور الإسباني العام 1978. وهكذا نتابع تطور الصورة
البصرية السينمائية من خلال ملصقات الحملات الإنتخابية، التي تسلط الضوء
على تطور الذوق الشعبي، وازدهار حساسية المواطن الإسباني تجاه الفن
السينمائي بشكل خاص، والفن عموماً. أي الفن التشكيلي والتأليف الأدبي.
يتابع المعرض تباين النظرة الفنية للأحزاب المشاركة في الإنتخابات، من نظرة
سطحية مباشرة إلى أخرى فنية تراعي الصورة التي لها جاذبية الذاكرة إسوة
بأبيات الشعر الخالدة. وهكذا يختلف التعبير البصري في ملصقات حزب إتحاد
الوسط الديقراطي عن الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العماليّ. ثمة ملصقات
لرؤوساء حكومات ومرشحين من أمثال: أدولف سواريث، فيليبي غونثاليث، خوسيه
ماريا أثنار ولمثقفين وكتاب؛ غابريل ثيلايا ورفائيل البرتي.
في البدء كانت الصورة
ثمة رأي يقول أن صور الملاحم الإنسانية على جدران المعابد هي بداية
الصورة البصرية، وهي المدخل إلى الصورة السينمائية الحديثة بعد التطور
التكنلوجي، وهذا الموضوع يذهب اليه مباشرة فيلم"الكتابة الأولى"، الذي
عرضته قناة الجزيرة:
يعرض الفيلم لويحاً سومرياً أسمه "كوشي" العام 3300 قبل الميلاد، وهو
أول نظام للكتابة المقطعية البصرية. في الجزء العلوي منه تفاصيل صفقة
تجارية وعقد بين طرفين: أحدهم يعيرُ شخصاً ما 135 ألف لتراً لمدة 37 شهراً
من مادة الحنطة أو الشعير التي رُمز اليها بسنبلة. دونت تفاصيل العقد
بالصورة تماماً من دون الكلام، بمعنى أن الكتابة المسمارية تحقّق الصورة
التي نسميها اليوم لغة السينما.
الأختام السومرية تندرج ضمن فن الدعاية، أكانت سياسية أو اجتماعية،
وهي تعتمد الصورة في تعبيراتها إسوة باللقى والشارات الأثرية والمسكوكات
النقدية. إن الصورة هي قبْلية، ربما قبل نظام الكتابة. كما تشير الشارات
المعدنية إلى حضورها المتزامن مع التعبير السياسي الذي شهد ذروته خلال
الحقبة السوفيتية في صور لينين والعلم السوفيتي. تسود الشارات السياسية،
تسمى "أدوات الترويج الأنتخابي" في معرض" الدعاية السياسية"، محاكية
النموذج السوفيتي في السبعينيات الثورية، ثم تفترق عنه بسبب تطور الصورة في
وعي المواطن وفي وعي شركات الإعلان، فتصبح الشارة المعدنية على شكل قلم
وحاملة مفاتيح تستبطن أفكار وتوجهات الناخبين، بعدما كانت منافض السجائر
والولاعات هي السائدة بصرياً. لم تفترق الدعاية السياسية منذ الثمانينيات
عن السينما، فأصبحت تستعمل وسائلها التقنية والتعبيرية، في ترسيخ
الريبورتاج الوثائقي كمادة إنتخابية دعاية. وفعلاً ثمة عرض فيديو لبعض
الحملات الإنتخابية في المعرض. ما يشير إلى قوة حضور السينما في الحياة
السياسية والاجتماعية.
وليس بعيداً عن السينما، الاستعانة بالتصوير الفوتغرافي في الملصق
الدعائي، الذي هو قرين التعبير البصري.
تستحوذ السينما على الدعاية من جانب الصورة وتساهم في ازدهارها: من
الخطابة الأدبية ذات التوّجة الأحادي الذي يتبنى الإنشاء الأدبي إلى الخطاب
البصري ذي الوسائل الفنية المتعدّدة، تحتوي التأليف الأدبي والتشكيل
والفوتوغراف. يستفيد ملصق الدعاية من أسلوب الكولاج التشكيلي المزدان
بالجمل وبالصورة الفوتوغرافية في وحدة بصرية جامعة لكل هذه الفنون تراعي
حضور الصورة داخل فضاء الملصق. دخلَ الكولاج في المنمنمات الفارسية
والتركية كدعاية ثقافية، اذ بدأ هذا الفن العام 1703 مستعملاً بعض الآيات
القرآنية والأبيات الشعرية من خلال التذهيب والقص واللصق، ثم تطور لاحقاً
أوربياً في اتجاهات البوستر السياسي. لكنه ظل محصوراً بنظام التعبير
الأدبي. تلقفت الحركة التجريدية نظام الكولاج، بتعزيز اللوحة بمواد الخشب
والحديد والنسيج. أمّا ملصق الدعاية الراهن، فهو ليس محاكاة الفن السينمائي
فحسب، بل أصبح فناً بصرياً يخضع إلى شروط الفيلم السينمائي من ناحية
المونتاج والتصوير.
الجزيرة الوثائقية في
22/04/2012
بهية ومحمود رحلة بلا توقف في مهرجانات العالم
استمراراً لجولته الناجحة في المهرجانات الدولية والعربية، يشق الفيلم
القصير الثالث للمخرج الأردني زيد أبو حمدان طريقه في المهرجانات
السينمائية العربية، هذه الجولة التي كان من أبرز محطاتها مشاركته في القسم
الرسمي لـمهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر 2010، وكان الفيلم جزءاً
من القسم الرسمي في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الدولي، كما اختير
رسمياً للمشاركة في مهرجاني وهران السينمائي في الجزائر ومهرجان كرامة
السينمائي في عمان. كما أُختير الفيلم أخيرًا للمشاركة في المسابقة غير
الرسمية للأفلام الأردنية بـمهرجان الخليج السينمائي الدولي الذي انتهت
فعالياته قبل أيام.
تزامن اختيار الفيلم للمشاركة في المهرجانات السينمائية العربية مع
نجاحه المذهل حول العالم، لينال جائزة أفضل فيلم في مهرجان بالم سبرينجس
الدولي للأفلام القصيرة ليصبح أول فيلم عربي قصير يقترب من الترشح لجوائز
الأوسكار، كما حصل الفيلم على جائزةOutstanding Short
في مهرجان السينما العربية بسان فرانسيسكو، واختير في القسم الرسمي
لـمهرجاني هارت لاند السينمائي وبوسان السينمائي الدولي.
بعد عام من بدء جولته في المهرجانات، يواصل الفيلم تواجده حيث وقع
عليه الاختيار ليُعرض ضمن فعاليات مهرجان بكين السينمائي الدولي بالصين
علاوةً على المشاركة في مهرجان رييلز السينمائي للأفلام القصيرة بكندا
والذي سيبدأ في الأيام الأولى لشهر مايو هذا العام. وتم اختيار الفيلم
ليكون واحداً من أربعة أفلام عربية تشارك في مهرجان
Short Shorts Film Festival And Aisa
في
يونيو - حزيران 2012 والذي يقام في اليابان.
يدور الفيلم حول قصة زوجين مسنين جعلهما الروتين اليومي يدخلان في
مشاحنات مستمرة أصابتهما بالبؤس من بداية الليل وحتى الصباح، حتى يأتي
اليوم الذي استيقظ فيه محمود ليكتشف أن زوجته بهية ذهبت وتركته.
وُلد زيد في مدينة عمان بالأردن، وقد افتُتن زيد منذ الصغر بأشكال
مختلفة لحكي القصص، وفي عام 2009 أسس شركة زها برودكشنس
Zaha Productions
للتخطيط والخدمات الإنتاجية بكل من عمان ودبي، بالإضافة إلى
الخدمات الإنتاجية في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا. كان أول فيلم لـزيد
هو "بارام وحمزة" الذي نال عنه عدداً من الجوائز المرموقة لينتج فليمه
الثاني Love...Older
الذي تبعه بفيلم بهية ومحمود الذي أنتجته هبة أبو مساعد. ومن المتوقع أن
يتوافر فيلما بهية ومحمود وبرام وحمزة للتحميل من على موقع
iTunes
خلال هذا الشهر. يقيم زيد حالياً في هوليوود ويجهز لفيلمه الأول حنين Nostalgia.
الجزيرة الوثائقية في
22/04/2012 |