أهل السينما هل تخلّوا عن السينما؟!
أهي المصلحة التي تغلب دائماً أم إنّ المسألة أخطر من ذلك في مصر حالياً؟!
حيث تشهد الساحة ضغطاً متزايداً على الفنانين وهي حال لا يُحسدون عليها،
ففي وقت يواجهون فيه البلطجية عندما يباشرون مهمات التصوير لإحدى الشاشتين،
فإنّهم يعانون دائماً من رعب وإرهاب الاعتداء عليهم، كما حصل مؤخراً مع
فريق حلقات «الإمام الغزالي» للمخرج ابراهيم الشوادي مع محمد رياض.
نجوم السينما فضّلوا منذ فترة إعطاء فسحة واسعة من وقتهم للتلفزيون، على
الأقل لأنهم يقبضون الرقم الذي يريدونه من المنتجين الخاصين، بينما في قطاع
الأفلام فلا مجال أبداً لخوض هذا الغمار حيث العرض ليس مضموناً لاحقاً، وقد
أثبتت العديد من التجارب أن الإحصائيات كانت صادقة مع تدنٍّ وفي أعداد
الذين يقطعون بطاقات دخول إلى الصالات، وبالتالي يظل التلفزيون أضمن بكثير
لذا اندفعوا نحوه ودفعوا عقود مسلسلات مثل: عادل إمام (فرقة ناجي عطا الله)
كريم عبد العزيز (الهروب) محمود عبد العزيز (باب الخلق) حنان ترك (الأخت
تريزا) ليلى علوي (الحملة الفرنسية على مصر) إلهام شاهين (معالي الوزيرة)
نيكول سابا (ألف ليلة وليلة) هيفاء وهبي (مولد وصحبه غائي) مع آخرين قاموا
بالخطوة ذاتها.
لكن هؤلاء فوجئوا بأن هناك حالياً مشاكل في الميزانيات المعتمدة لتصوير
المسلسلات، لذا فإن ما دُفع فقط لعدد من المسلسلات لا يتعدى الـ ٣٠ بالمئة،
والباقي ليس مضموناً، وهو على الاقل ما واجه سبعة اعمال في طور التصوير
حالياً، وهي مهددة بالتوقف لعدم وجود سيولة كافية لرفد الميزانيات بما
تحتاج إليه من مؤونة وهي غير متوافرة، وتشمل:
١
-
بالأمر المباشر، لـ نبيل الجوهري (جمال عبد الناصر وأحمد عزمي).
٢
-
ضابط وضابط (طارق لطفي، وبثينة رشوان).
٣-
الخفافيش (بوسي، دلال عبد العزيز، سمير غانم وسميحة أيوب).
٤-
النار والطين (ياس جلال، ميس حمدان، ومادلين طبر).
٥-
إبن ليل (مجدي كامل، وأحمد بدير).
٦-
ويأتي النهار (عزت العلايلي، فردوس عبد الحميد).
٧-
حارة ٥ نجوم (خالد زكي، احمد عبد العزيز ومي سليم).
إذا الهروب الى التلفزيون لم يكن آمناً، وبالتالي فمشكلة الشاشتين واحدة،
وهي الامن وقلة المال المتوافر، وهما عنصران يحكمان الصورة العامة لعملية
الانتاج الراهنة، التي تعاني فعلياً من أزمة موصدة الابواب، ولا علم لأحد
بكيفية الخروج منها خصوصاً أن الكل يعرف ظروف الانتخابات الرئاسية، واوضاع
مجلس الشعب، اضافة الى العديد من الدورات والمهرجانات الرياضية التي غالباً
ما تأخذ من اهتمام الناس بالفنون، بينما لا يستطيع التلفزيون اكثر في هذه
الفترة مع وجود وقت ضيق يفصلنا عن الشهر الكريم، فيما البطء يؤذي، ويعرقل،
ويضيف الى مأساة التوزيع، فعلى اي اعمال سيتم التفاوض مع الفضائيات العربية
التي اعتادت تلوين ايام رمضان بالاعمال الوافدة من الاستوديوهات المصرية.
الحال كما هو واضح لا تسر مع الشاشتين، ومن حق النجوم العثور على بديل ناجع
لما هو مقفل في وجوههم، لكن الواقع يقول بأن المشكلة رحبة المساحة وتجاوز
عمرها العام الواحد، فما يرعب اعضاء النقابات العاملة من تضاعف ازمة
البطالة الى الحد الذي لا يطاق.
ربيع الثورة حتى الآن .. خريف على الصعيد الفني، وعلينا الا نقول الكلام
المعسول والدبلوماسي حول ما يجري امامنا ومن حولنا على الاقل لمعرفة
القنوات القادرة على معالجة ما يجري بأقل قدر من تضاعف الخسائر والتداعيات
الاجتماعية المختلفة، من جراء الفراغ المحيط بالبلاد ويعم كل القطاعات
تقريباً من دون توقف.
في إنتاج تكلّف ثلاثة ملايين دولار وصُوِّر بين لبنان
وإيران.. والآتي أكثر
«٣٣
يوم» يروي جوانب المواجهة في عيتا الشعب إبّان عدوان تموز
٢٠٠٦
باسم مغنية وبيار داغر في حضور آسر.. كأنّهما نجمان من
هوليوود
ربما كان أول عمل عن المقاومة له نكهة السينما ومعناها وقيمتها وبالتالي
فإنّ الرسالة التي يحملها تصل من دون لافتات وصرخات.
«٣٣
يوم» للمخرج جمال شورجة.
إنّه عنوان الشريط الذي أنتجته شركة ريحانة (قدّمت قبلاً: الغرباء، الولادة
الثانية، صيّاد السبت، أغنية سندباد الأخيرة، جرح الزيتون، الحرية الحمراء،
طريق النجاة، الأغراب) التي صرفت ثلاثة ملايين دولار على التصوير بين
أنصارية، برج رحال، وعدلون إضافة إلى عدد من المناطق في إيران على مدى
ثلاثة أشهر وبمساعدة كاملة من الجيش اللبناني، حيث تمّت الاستعانة بثلاثين
آلية من آلياته مع أكثر من ألفي كومبارس، وتم البناء على خمسة آلاف متر
مربع ٦٥ منزلاً ومبان أخرى تعرّضت لاحقاً للهدم بفعل المتفجرات والقذائف.
«سماء
الجنوب»، كان العنوان المؤقّت السابق، وكانت الفنانة حنان ترك مرشّحة للعب
أحد الأدوار الرئيسية، لكن سلطات النظام السابق منعتها من المشاركة.
«٣٣
يوم» لا يدّعي شيئاً، لكنه يقول ما يريده بشكل مسلسل ومقنع،
فنحن إزاء مناخ إنساني لشعب يعيش في أرضه وهناك مَنْ يُريد اقتلاعه منها،
ولأنّ الكرامة غالية فإنّ أي لبناني حقيقي لا يرضى المهانة لنفسه، لذا كانت
المواجهات ومن ثم الإصابات المتكرّرة، وحين هدّد الجيش الاسرائيلي باقتحام
البلدة إذا بالنساء والأطفال والشيوخ، يلبّون الطلب بعد حين، لكن شاباً
ممتلئاً بالحياة يدعى محمد سرور (باسم مغنية) قرّر مع بعض رفاقه من شباب
البلدة أنْ يرفضوا الخروج وأنْ يقفوا في وجه صلف إسرائيل، لأنّ صمود عيتا
الشعب يعني أنّ باقي الجبهات لن تنهار، لا سمح الله، وبالتالي كانت الرسالة
واضحة .. الصمود، وهكذا كان.
سرور أخذ زوجته الحامل حنان (نسرين طافش) إلى أحد المخابئ الخاصة بالمقاومة
حيث حماها من القصف، وهناك أنجبت ابنهما بعد وقت قليل من استشهاد والده،
بما يعني أنّ هذا المسار مستمر إلى آخر المطاف.
سرور يقود الشباب ويواجه قوّات العقيد آفي (داغر) الذي له تاريخ أسود مع
المقاومين حيث سبق له وعذّبهم في المعتقلات، ومن بينهم أم عبّاس (كارمن
لبُّس)، التي كانت ضربته بسكين حادّة فأحدثت جرحاً بليغاً لا يزال ظاهراً
في وجهه، والرجل يعرف عنادها وقدرتها كما يعرف سرور ورفاقه خصوصاً يوسف
(يوسف الخال) وهو يدخل على موجتهم اللاسلكية مهدِّداً متوعِّداً، وبالتالي
يهدِّد اتصالاتهم محاولاً ترجمة ما يقولونه، وبالتالي التصرّف.
مواجهات، معارك صغيرة وكبيرة، ودمار، كل هذا في مناخ مُقنع جداً، حيث
جعلتنا الصور نصدِّق، ولا نقول «سينما أونطة» إذ لم نواكب ولا مشهداً لم
يقنعنا أبداً، بل كان التدمير تدميراً، والإصابة بقذيفة واضحاً، والضحايا
يُقتلون فوراً بحيث لا يوجد أي شك إطلاقاً بأنّ ما نراه حقيقياً جداً.
وقد لفتتنا حالة خاصة جداً تتعلّق بالممثلين.. حيث فوجئنا بأنّ باسم مغنية
كان أفضل من كل أعماله السابقة، فهو كان هناك المناضل سرور بالتمام، بينما
لاعب الكاراكتير الأول في الفيلم بيار داغر في شخصية الضابط الإسرائيلي
القاسي الصارم والبعيد عن الرحمة، وأحببنا كثيراً دور أم عبّاس لـ كارمن
لبُّس، وهي أبلغنا مرة بأنّها باتت تُنادى بـ «الحاجة» كارمن، لكثرة
الأدوار الجنوبية التي أُسنِدتْ إليها.
ونريد هنا إعطاء حق كبير لـ يوسف الخال .. إنّه رائع، مقنع، في الدور الذي
جسّده، وبالتالي فإنّ الوسامة لم يستعملها مع ذلك فقد كان أجمل إطلالاته،
وهم هنا من أهم الممثلين لأنّ الإنتاج كريم.
الخيار للموقع الإلكتروني
IMDB
«غرب
بيروت» - «وهلأ لوين؟!» يتصدّران لائحة أفضل ١٥ فيلماً بعد الحرب
اختار موقع IMDB
أفضل ١٥ فيلماً لبنانياً أُنتجت منذ العام ١٩٩٠ الموعد الرسمي لنهاية الحرب
في لبنان، وجاء الترتيب على الشكل التالي:
-
غرب بيروت، لـ زياد دويري (رامي دويري، نيما، ساهي، محمد شمص، ورولى
الامين) (١٩٩٨).
-
وهلأ لوين؟!، لـ نادين لبكي (كلود باز مصوبع، ليلى حكيم، نادين لبكي، ايفون
معلوف) (٢٠١١).
-
بوسطة، لـ فيليب عرقتنجي (رودني الحداد، نادين لبكي، ندى ابو فرحات، ليليان
نمري) (٢٠٠٥).
-
سكر بنات، لـ نادين لبكي، (نادين لبكي، جوانا مكرزل، جيزيل عواد وياسمين
المصري).
-
تحت القصف، لـ فيليب عرقتنجي (ندى ابو فرحات، جورج خباز، راوية الشاب،
وبشارة عطا الله (٢٠٠٧).
-
طيارة من ورقة، للراحلة رندة شهال صباغ (فلافيا بشارة، ماهر بصيبص، رندا
اسمر، رينيه ديك) (٢٠٠٣).
-
زوزو لــ جوزيف فارس (المقيم والعامل في السويد) (عماد كريدي، انطوانيت
ترك، الياس جرجي، وكارمن لبس) (٢٠٠٥).
-
طيف المدينة، لـ جان خليل شمعون (مجدي مشموشي، كريستين شويري، عمار لشق،
احمد الزين) (٢٠٠٠).
-
شارع هوفلين، لـ منير معاصري (شربل كامل، روبرت كريمونا، كارمن بصيبص،
وجيمي كيروز) (٢٠١١).
-
لما حكيت مريم، لـ اسد فولادكار (برناديت حديب، طلال الجردي، رينيه ديك
وأمية لحود) (٢٠٠١).
- Sorry Mom
لـ عماد الرفاعي (نادين نسيب نجيم، عزيز عبده، نانسي افيوني، سامر
الغريب) (٢٠٠١).
-
حقول الحرب، لـ دانيال عربيد (ماريان فغالي، راوية الشاب، لودي عربيد، عوني
قواص) (٢٠٠٤).
-
فندق بيروت، لـ دانيال عربيد (شارلز بيرلنغ، دارين حمزة، فادي ابي سمراء
رودني الحداد) (٢٠٠١).
-
فلافل، لـ ميشال كمون (ايلي متري، غبريال بوراشد، عصام بوخالد، ميشال
حوراني) (٢٠٠٦).
-
شتّي يا دني، لـ بهيج حجيج (دياموند بو عبود، برناديت حديب، جوليا قصار،
كارمن لبس، حسان مراد) (٢٠١٠).
اللواء اللبنانية في
23/04/2012
لماذا «طُردت» المقاومة من جنة الأشرفيّة؟
باسم الحكيم
فجأة، تراجع مجمع ABC
عن استقبال «33 يوم» الذي يتناول عدوان تموز. رغم عدم الكشف عن الأسباب، قد
تكون الخلفيات السياسية عرقلت وصول الفيلم الإيراني إلى هذه المنطقة وغيرها
لماذا غصّ مجمع ABC
الأشرفيّة في بيروت بفيلم «33 يوم»؟ ولماذا أجّلت صالات
Grand Cinemas
في بيروت مسألة حسم القرار بشأن عرض الشريط السينمائي عن العدوان
الإسرائيلي على لبنان؟ هل للأمر أي صلة مباشرة بالتحالفات السياسيّة
الحالية في هذا البلد؟
ببساطة، الحسابات المرتبطة بالتحالفات السياسيّة، وبالمواقف المعترضة على
سلاح «حزب الله»، وقفت حاجزاً أمام عرض الشريط الأضخم إنتاجاً عن المقاومة
الإسلامية والاعتداء الإسرائيلي على لبنان في 2006. يحاول صاحب شركة
«ريحانة» علي أبو زيد عدم التعليق على الموضوع، والاكتفاء بتكرار ما ذكره
سابقاً عن أنّ «أصحاب المجمع التجاري رفضوا عرض الشريط، ويملكون الحق في
منع العرض بموجب عقد الإيجار الموقّع بينهم وبين المستأجرين الذين هم أصحاب
الصالات السينمائيّة». ويشير إلى أنّ سبب المنع ليس واضحاً بالنسبة إليه،
ولا يستطيع التأكيد أنّ له خلفيات سياسية. مع ذلك، تطرح علامات استفهام
كثيرة، أولاها أنّه بعد إعطاء مجمع
ABC
الإذن بالعرض، تغيّر الأمر فجأة، لماذا؟ الحجة بحسب مصدر متابع
للموضوع أنّ «الفيلم يثير غضب سكان منطقة الأشرفية، وبالتالي يمكن من يريد
متابعته أن يقصد صالات المناطق الأخرى الذي تعرضه». إذاً، يبدو أنّنا أمام
نوع جديد من الرقابة في لبنان. علماً بأنّ الشريط الذي أخرجه الإيراني جمال
شورجة، وأنتجته مجموعة «ريحانة»، يضيء على مرحلة عدوان تموز 2006 بمشاركة
نخبة من نجوم الدراما والشاشة الكبيرة ومنهم: كارمن لبّس، وباسم مغنية،
ويوسف الخال، ونسرين طافش، وكندة علوش، وبيار داغر، ودارين حمزة، ونيكولا
معوّض وميشال اضباشي.
صحيح أنّ الشريط يحمل نقاط ضعف كثيرة لجهة الحبكة الدرامية، لكنّ هذا لا
يعطي الحق لأحد في منع عرضه. كارمن لبس تستغرب قصة منع الفيلم، وتعرب عن
رفضها هذا الأسلوب، تقول: «بمعزل عن رأيي السياسي وتأييدي أو عدمه للحكاية،
ينقل هذا الفيلم صورة واقعية عمّا حصل في بلدة عيتا الشعب الجنوبيّة».
وترفض الممثلة اللبنانية فكرة الرقابة على السينما وعلى الفن عامة، ولا
توافق على أنّ من واجب الفيلم أن ينقل صورة عن لبنان خلال العدوان
الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، تقول: «يكفي أن يعبّر عن عيتا الشعب
التي كانت واحدة من القرى الجنوبية التي تهدّمت في تلك المرحلة»، سائلة:
«هل ينبغي للأفلام السينمائيّة التي تنقل جانباً من حروب فييتنام أن تكون
متشابهة في إعطاء صورة عامة عن تلك الحرب». وتشير إلى أنّ «من عملوا في
الفيلم كانوا من كل لبنان، وليسوا من الضاحية فقط». وتذكّر بأنّ فيلم «شتي
يا دني» للمخرج بهيج حجيج الذي «تمحور حول المخطوفين، لم يتناول كل
المخطوفين اللبنانيين في السجون الإسرائيليّة والسوريّة، بل أضاء على حالة
واحدة من تلك الحالات». وتعود لبس لتشنّ هجوماً على منع الفيلم قائلة:
«لسنا تلامذة وصاحب الصالة هو المدير الذي يقرر ما يسمح به وما يمنعه».
في هذا الوقت، يغيب أصحاب المجمع التجاري عن السمع بعدما حاولت «الأخبار»
عبثاً الاتصال برئيس مجلس إدارة الـABC
روبير فاضل للاستفسار عن القضية. وفي الإطار نفسه، ما زالت
الشركة المنتجة تنتظر ردّ
Cinemacity
في مجمع الـ
City Mall (منطقة الدورة) بشأن عرض الفيلم. لكن حتى الآن، لم يصلها أي جواب!
الأخبار اللبنانية في
23/04/2012
يسرا
Game (not) over
محمد عبد الرحمن/ القاهرة
إنّها مذيعة شريرة في فيلم «غيم أوفر»، وخيّاطة شعبية في مسلسل «شربات
لوز». الممثلة المصرية تستأنف نشاطها من خلال مشروعين، يعيدها أحدهما إلى
السينما من بوابة الكوميديا
تعود يسرا لتؤكّد أنّها لا تزال قادرة على العطاء والبقاء عند حسن ظن
الجمهور. الممثلة المصرية انتهت أخيراً من تصوير فيلم «غيم أوفر»، بينما
تنتظر أيضاً عرض مسلسل «شربات لوز» في رمضان. «الفارق بين الشخصيتين كبير،
وهو ما شجّعني على قبول الفيلم والمسلسل في وقت متزامن»، هكذا قالت يسرا في
اتصال مع «الأخبار» رداً على سؤال حول تقديمها فيلماً ومسلسلاً في توقيت
واحد، وهو أمر لم تعتده في الفترة الأخيرة التي ابتعدت فيها عن السينما،
واكتفت بتقديم مسلسل تلفزيوني كل عام، وإن كانت الحال قد تغيرت العام
الماضي بسبب ظروف السوق التي أبعدت كل النجوم الكبار قبل أن يعودوا جميعاً
دفعة واحدة في رمضان المقبل.
تعتبر يسرا شخصية شربات في مسلسلها الجديد نافذة مختلفة تطل بها على
جمهورها العربي. تنفي أن تكون الشخصية قريبة من «نادية انزحة» التي قدمتها
في مسلسل «أحلام عادية» قبل سنوات، بل تؤكّد أنّ أكثر ما يميز الخيّاطة
شربات هو تمسكها بثقافتها الشعبية حتى بعد أن تصبح من الأثرياء، وهو ما شكل
تحدياً كبيراً ليسرا داخل البلاتوه كي تحافظ على جوهر الشخصية رغم كلّ
المتغيّرات التي تمر بها. وزاد هذا التحدّي لأنّ شربات تتمتع بألفاظها
الخاصة وطريقتها المميزة في الحصول على حقها ممن يحاولون استضعافها بعد
وفاة أهلها وتفرّغها لرعاية أشقائها. تجد شربات العون والسند في أهل الحارة
الشعبية التي تقيم فيها، قبل أن تنتقل لتعيش حياة الطبقة المتوسطة لفترة
قصيرة، ثم تقفر إلى مرتبة الأثرياء بعد دخول حكيم حياتها. الأخير يجسده
الفنان سمير غانم في دور تراجيدي وكوميدي في آن واحد. ونفت يسرا وجود خلاف
بينها وبين شركة «العدل غروب» التي تعاونت معها على مدار تسع سنوات
متتالية، مؤكدة أنّ المنتج جمال العدل كان يرغب في شراء حقوق مسلسل «شربات
لوز». لكن المفاوضات لم تكتمل مع منتجي المسلسل طارق الجنايني ومروان حامد.
ويشارك في بطولة المسلسل الذي ألّفه تامر حبيب ويخرجه خالد مرعي، كل من صبا
مبارك، وتامر هجرس، وأحمد داوود، ومحمد فراج، ونسرين إمام. أما مفاجأة
تعاونها مع محمد السبكي، فلا تعتبرها يسرا أمراً يستحق الدهشة لأنّه رغم
الانتقادات الموجهة إليه دائماً، فالسبكي «منتج فاهم سينما يعرف كيف يوظف
الممثل في الدور المناسب». والدليل أنّه عرض عليها بطولة فيلم «غيم أوفر»
رغم أنهما لم يعملا معاً منذ سنوات طويلة، وجاءها النص كما تقول في وقت
كانت تخطط فيه للعودة إلى الشاشة الكبيرة من خلال الكوميديا. كما أنها كانت
سعيدة للوقوف مرة أخرى أمام الممثلة الشابة مي عز الدين بعدما شاركتها
بطولة مسلسل «رد قلبي» منذ سنوات. وتطل يسرا في الشريط من خلال شخصية مذيعة
شريرة تؤذي محيطها، لكن في إطار من الكوميديا، مؤكدة أنّها لا تعرف موعد
عرض الفيلم جماهيرياً، خصوصاً أنّ السبكي محترف في هذا المجال ويختار
التوقيت المناسب، وإن كان المرجّح أن يعرض في عيد الفطر بعد أن يكون
الجمهور قد عاش 30 يوماً مع «شربات لوز».
الأخبار اللبنانية في
23/04/2012 |