لا تهمه البطولة المطلقة بل أن يكون الدور مؤثراً في الأحداث ولدى
الجمهور، لذا لا يرى الفنان أحمد زاهر مشكلة في الظهور كضيف شرف في الأفلام
السينمائية، إلى أن يتلقى عرضاً لدور عميق ومؤثر شكلاً ومضموناً، ينقله
أشواطاً إلى الأمام في عالم النجومية، من دون أن تتلطخ سمعته بأعمال
مبتذلة. عن جديده ومسيرته الفنية ورأيه في المسرح اليوم كانت الدردشة
التالية معه.
§
ما جديدك للموسم الدرامي
الرمضاني المقبل؟
أصوّر حالياً مشاهدي في مسلسل «الصقر شاهين»، من تأليف إسلام محمود
يوسف، إخراج عبد العزيز حشاد، إنتاج شركة «كينج توت»، وبطولة: تيم الحسن،
رانيا فريد شوقي، شيري عادل، وأحمد خليل.
حدثنا عن مشاركتك في فيلم «فبراير الأسود».
أظهر فيه كضيف شرف وأجسّد شخصية قاضٍ، والفيلم من تأليف محمد أمين
وإخراجه وبطولة الفنان خالد صالح.
§
تولي اهتماماً بالدراما
التلفزيونية على حساب الشاشة الفضية، ما السبب؟
على العكس تماماً، أحب السينما على رغم أن بداياتي الفنية كانت في
التلفزيون. قدمت أفلاماً لا بأس بها، وأخذت مساحات أدوار أكبر من
التلفزيون، على سبيل المثال فيلم «راندفو» كان بطولة مشتركة بيني وبين خالد
أبو النجا وفتحي عبد الوهاب.
§
ماذا عن البطولة المطلقة؟
تعرض عليَّ بطولة مطلقة في أفلام كثيرة إلا أنني أرفضها رغبة مني في
التدقيق في خياراتي. لا يشرفني أن أكون بطلاً في فيلم من أفلام المقاولات
أو أخرى ليس لها أي ثقل.
§
ألهذا السبب تفضل دور ضيف الشرف؟
بالطبع، أرحب بأن أكون ضيف شرف في فيلم من إخراج محمد أمين وبطولة
خالد صالح وإنتاج «الشركة العربية»، من أن أكون بطلاً في فيلم سطحي يعرض
لمدة يومين ثم يرفع من دور العرض.
هدفي الأول والأخير العمل الجيد بغض النظر عن مساحة الدور، ولو عرض عليَّ
سيناريو جيد فلن أتردد لحظة في قبوله حتى لو كان الدور ينحصر في مشهد واحد.
§
ماذا عن البطولة التلفزيونية؟
أتمناها، لكني لا ألهث وراءها. يهمني ترك بصمة في أي دور أقدمه وأن
أكون مؤثراً في الشخصية التي أجسدها.
§
أين أنت من المسرح؟
أين هو المسرح في الأساس؟ قاطعه الجمهور على رغم أنه أبو الفنون.
§
ما السبب في رأيك؟
أسعار التذاكر الباهظة، علماً أن منتجي المسرح معذورون، فهم لن
يستطيعوا دفع أجور النجوم إن لم تكن أسعار التذاكر مرتفعة. في الحقيقة،
يحتاج المسرح إلى صحوة وثورة. لكن لا يمنع ذلك من أن ثمة مسرحيات تعرض في
موسم الصيف وتعمل يومين أو ثلاثة في الأسبوع، كون صالة العرض تتضمن ألف
كرسي يتعذّر ملؤها يومياً، خصوصاً مع افتقادنا إلى السياحة العربية.
§
لكن نلاحظ أن عروض القطاع العام،
التي تكون تذاكرها مدعمة، خاوية من الجمهور.
صحيح لأن تخفيض أسعار التذاكر يأتي على حساب الجودة، فمع احترامنا
الشديد لهذا المسرح إلا أنه لا يختار أسماء قادرة على جذب الجمهور. يريد
المشاهد أن يرى نجمه أو نجمته المفضلة ليتحمس للذهاب إلى دور العرض، وبما
أن مسرح الدولة لا يدفع مقابلاً مادياً جيداً يهرب منه النجوم. باختصار،
مشكلة مسرح الدولة تنحصر في «البيروقراطية».
§
لم تدلِ بآراء سياسية إزاء
الأحداث التي تعصف بمصر اليوم.
أحتفظ بآرائي السياسية لنفسي، أو بمعنى آخر أدلي بها بعيداً عن وسائل
الإعلام في الجلسات العائلية أو بين الأصدقاء. برأيي، لا يجوز أن يتحدث
الفنان في السياسة أو ينضمّ إلى أحزاب، لأنه ملك للجمهور ولا يصحّ أن يُحسب
على تيار معين أو اتجاه محدد.
§
أخبرنا عن مشاركتك في الدراما
السورية «بنات العيلة»؟
المسلسل من إخراج رشا شربتجي التي أعتبرها إحدى أهم المخرجات
العربيات، وهي لا تبخل بخبرتها على أي فنان يعمل تحت إدارتها الفنية.
أشارك فيه كضيف شرف وأجسّد شخصيّة مدحت، شاب مصري متزوج من سورية ولديه
ابنة وحيدة، ويعيش حياة هادئة حتى يحدث له موقف معين يغير حياته. وتشاركني
التمثيل ابنتي ملك.
§
ألم تخش توتر الأوضاع في سورية؟
في البداية، أقلقتني الأخبار والمشاهد التي نراها في نشرات الأخبار عن
الوضع السوري المتدهور، لكني فوجئت بالاستقبال الباهر من الأشقاء السوريين
والمخرجة التي قدمتني في دور مختلف وجديد، فشعرت بأنني وسط عائلتي متداركاً
خطورة الوضع الأمني ومتناسياً الخوف على حياتي الشخصية.
§
ما صحة ما يتردّد من أنك سعيت
إلى أن تعمل ابنتاك ملك وليلى في الفن؟
غير صحيح على الإطلاق، فأنا لم ألحظ أن لديهما موهبة في الأصل، وقد
اكتشفهما المغني تامر حسني الذي تحمس لهما وأصرّ على أن يقدما معه مشهداً
في فيلم «كابتن هيما»، ثم استعان بهما في فيلم «عمر وسلمى» إلى أن أصبحتا
نجمتين ويطلبهما المنتجون باستمرار.
§
هل رفضت مشاركتهما في عمل ما؟
رفضت مشاركتهما في أحد الأفلام بسبب الألفاظ غير اللائقة في
السيناريو، فأنا لا أقبل أن تقدما عملاً مبتذلاً.
§
هل ستنصحهما بالابتعاد عن المجال
الفني عندما يكبران؟
على الإطلاق، ربيتهما جيداً وأحرص على تعليمهما أصول الدين الإسلامي،
بالإضافة إلى وجودي أنا أو والدتهما معهما أثناء التصوير كي لا تقدما أي
مشهد مبتذل أو يتلفظا بكلمات خارج سياق الأدب والذوق.
الجريدة الكويتية في
11/05/2012
وحيد حامد:
طيور الظلام 2 يعرّي التيارات الرجعية
كتب: القاهرة - فايزة هنداوي
رغم حصوله على حكم بالبراءة في قضية ازدراء الأديان، فإن السيناريست
وحيد حامد لم يشعر بالسعادة، مبديا قلقه على مستقبل الفن والإبداع في مصر،
مؤكداً أن الرد على هذه الاتهامات يأتي عبر الفن لا بالمعارك الكلامية.
كذلك أعلن كتابة جزء ثان من فيلم «طيور الظلام»، أحد الأفلام التي اتهم
بسببها بازدراء الأديان، لتعرية من سماهم «التيارات الرجعية».
حول هذا المشروع ورؤيته للفن في المرحلة المقبلة كان هذا اللقاء.
§
كيف كان رد فعلك تجاه الدعوى
القضائية التي أقامها ضدك عدد من المحامين الإسلاميين بتهمة ازدراء الأديان
في عدد من أعمالك؟
لم أكن أعلم في البداية أنني طرف في القضية المرفوعة ضد عادل إمام،
ذلك بسبب اللبس الذي أثاره وجود دعويين قضائيتين في الاتجاه نفسه، والذي
يلقي بتهمة ازدراء الدين الإسلامي على عدد من المبدعين والفنانين.
§
ماذا فعلت بعدما علمت؟
لم أشعر بصدمة لأن هذه القضية جاءت كجزء من حالة القلق العام والتردي
التي وصلنا إليها في ظل الواقع الذي نعيشه، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى
في تاريخي مع تلك المنازلات القضائية التي أجبرت على خوضها على مدى رحلتي
مع الكتابة سواء للسينما أم التليفزيون. فقد سبق أن تعرضت لقضايا مشابهة مع
مسلسل «العائلة» الذي عرض عام 1994، وفيلم «طيور الظلام» سنة 1995، و{النوم
في العسل» سنة 1996، لذا لم ينتابني أي شعور بالقلق لثقتي في أحكام القضاء
وأنه سينصف الحق في النهاية كما حدث تماماً. عندما قرأت القضية وعرضتها على
كبار رجال القانون ومنهم قضاة أجلاء، جميعهم أكدوا لي أنه لا توجد قضية
أصلاً، أو جريمة من الأساس وأن لديهم ثقة تامة في البراءة.
§
إذاً، لماذا تم رفع هذه الدعوى
في رأيك؟
مثل هذه القضايا الهدف منها استعراض القوة وإرهاب المبدعين بتقديمهم
إلى المحاكم، خصوصاً أن المحامي صاحب الدعوى أحد المنتمين إلى التيار
الإسلامي بشكل أو بآخر، وله أهداف دعائية من إقامة الدعوى، وتكفي الضجة
الإعلامية التي أحدثها حول ذاته ومحاولة التأثير الشديد على المبدعين وعلى
مشاريعهم الإبداعية وإرهاقهم فكرياً وعصبياً. المؤكد أن في مصر الآن تيارات
تسعى إلى عودة المجتمع إلى العصور الوسطى، وهدفها محاربة الفن بجميع أشكاله
لمجرد الحرب، وليس للنقد بشكل موضوعي.
§
هل ترى أن الحكم بالبراءة في هذه
القضية سيجعل هذه القوى والتيارات الرجعية تتراجع عن إرهاب المبدعين؟
بالتأكيد. هذا الحكم له مردود إيجابي، وهو التخفيف من حدة ملاحقة
المبدعين قضائياً، وإن كنت أعتقد أنهم سيستمرون في عملية إرهاب المبدعين
بأشكال أخرى ربما تكون سياسية أو اجتماعية مع محاولة تشويه المبدعين
والفنانين بشتى الطرق وتعبئة الرأي العام ضدهم، خصوصاً أن الشعب المصري
يعاني راهناً مشكلة الضحالة العلمية والفكرية والإنسانية والدينية.
§
هل يعني كلامك أن هذه التيارات
ستتمكن من فرض قيود على حرية الإبداع؟
لن يتمكن أي تيار مهما كانت قوته من تقييد حرية التفكير والرأي
والإبداع، خصوصاً في عهد السماوات المفتوحة.
§
وما هو دور الفنانين للتأكيد على
ذلك في شكل دستوري؟
نحن لا نريد إعطاء الفنان ميزة عن أي مواطن، بل هدفنا الحرية لكل
مواطن يعيش على أرض مصر، فلا يتعدى أحد على حقوقه المشروعة، ومن ثم فإن حقه
في الإبداع والتعبير لا يمكن مصادرته، كذلك لا بد من أن تحتوي اللجنة
التأسيسية للدستور على جميع فئات المجتمع ومنها الفنانون، فالإبداع لا يجب
أن يخضع لأي إرهاب.
§
هل كان هذا هو السبب وراء قرارك
بتقديم جزء ثان من فيلم «طيور الظلام»؟
فعلاً، كان هذا أحد الأسباب المهمة، إضافة إلى أهمية كشف هذه التيارات
الرجعية المتخلفة وتعريتها أمام المجتمع كي لا ينخدع بها أحد، ولا
بشعاراتها البراقة التي تتاجر بها للحصول على مكاسب سياسية، لذا قررت
بالاتفاق مع المخرج شريف عرفة تقديم جزء ثان من الفيلم الذي قدمنا جزءه
الأول قبل سنوات.
§
ما هي أهم ملامح هذا العمل؟
لم تتضح الملامح النهائية بعد. ما زلنا في مرحلة التحضير للاتفاق على
تفاصيل العمل الذي سيتناول الواقع الذي يعيشه المجتمع المصري في الفترة
الراهنة، مع ترشيح الأبطال الرئيسين الذين شاركوا في الجزء الأول، خصوصاً
أن جميعهم ما زالوا على قيد الحياة وأبرزهم عادل إمام، يسرا، رياض الخولي،
وجميل راتب.
§
ماذا عن الجزء الثاني من مسلسل
«الجماعة»؟
سيتناول الفترة التاريخية التي أعقبت اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا،
أي من الخمسينات وحتى نهاية الستينات من القرن الماضي، التي شهدت أحداث عنف
من قبل الجماعة، كذلك سيركّز على القيادي سيد قطب لأن العمل سينتهي بإعدامه.
§
معروف عنك اهتمامك بالشأن العام،
فما هو تقييمك للوضع السياسي الراهن في مصر؟
المسألة كلها مصالح والقوى الدينية تبحث عن مصالحها، وتنضم إليها في
ذلك القوى العسكرية والأحزاب الأخرى. كما هو واضح، ضاعت مصلحة مصر والكل
يعمل لأجل مصلحته فحسب.
§
كيف يمكن تصحيح هذا الوضع؟
لا بد من حل البرلمان لكتابة دستور جديد، خصوصاً في ظل الهيمنة
الحالية عليه من جماعة «الإخوان المسلمين» والسلفيين الذين لن يسمحوا لأي
رئيس جديد بأن يخطو خطوة إلى الأمام، وسيسعون إلى فرض قبضتهم عليه، فسيتحول
الرئيس المقبل إلى خيال مآته، وسيواجه تحدياً كبيراً من الإسلاميين الذين
سيهددون مسيرته بوضع الكثير من العراقيل أمامه في حال عدم الاستجابة إليهم.
الجريدة الكويتية في
11/05/2012
فجر يوم جديد:
مدارس شعبية لتعليم الديمقراطية
مجدي الطيب
بين الحين والآخر أتلقى تقارير أخبارية ترصد نشاطات نادي الكويت
للسينما، الذي يُقام بالتعاون مع إدارة السينما في المجلس الوطني للثقافة
والفنون والآداب.
آخر هذه النشاطات برنامج «كلاسيكيات السينما العالمية»، الذي أتاح
لأبناء الجيل الجديد فرصة مشاهدة الفيلم الإيطالي الشهير «سارق الدراجة»
(إنتاج عام 1948)، الذي حصل مخرجه فيتوريو دي سيكا على جائزة أوسكار فخرية
عام 1950، وفيلم «إجازة في روما» (إنتاج 1953) إخراج ويليام وايلر، الذي
حصد جائزة أوسكار أفضل سيناريو، وأوسكار أفضل أزياء، كذلك حصلت بطلته أودري
هيبورن على أوسكار أفضل ممثلة، وجائزة البافتا كأفضل ممثلة بريطانية.
ومع إحياء التراث السينمائي وإعادة بعث «الكلاسيكيات الخالدة»، يُلقي
نادي الكويت للسينما الضوء على الأفلام الخليجية الواعدة، ويحتفي ويُقدم
المواهب الشابة التي يُنتظر أن يكون لها شأن كبير في المستقبل القريب.
نشاط ملحوظ وزخم محمود أثارا في نفسي شعوراً بالزهو والسعادة، فثمة من
لا يزال يرى أن الثقافة السينمائية قد تؤدي دوراً في بناء الأمم، لكنني
عجزت عن إيقاف طوفان الذكريات التي اقتحمتني، وأعادتني إلى التجربة المصرية
الرائدة في تكوين نواد وجمعيات وجماعات السينما في الوطن العربي، والتي
قادها كتاب ونقاد وباحثون كبار، وأسهمت بشكل كبير في احتضان أجيال صقلت
وعيهم وهذبت أفكارهم، وجعلت منهم حائط صد في مواجهة التطرف، والمؤامرات
التي تستهدف تدمير المجتمع وإعادته قرون إلى الوراء. فلا أبالغ إذا قلت إن
عدداً غير قليل من أبناء تلك الجمعيات والجماعات، التي يحلو لي أن اسميها
«المدارس الشعبية لتعليم الديمقراطية»، وجد طريقه إلى بعض المناصب القيادية
في الأجهزة الثقافية والمنابر الإعلامية والصحافية بفضل المناقشات
والحوارات التي كانت تتم في هذه الجمعيات والنوادي التي لم تكتف بتنظيم
عروض الأفلام وعقد الندوات، بل كانت توجه الدعوة إلى صانعي السينما في
العالم للحضور ومناقشة أفلامهم في وجود الجمهور، الذي كان يضم طوائف وشرائح
مختلفة من بينها المهندس والطبيب والموظف والطالب، ولم يعرف عبر السنين
شيئاً اسمه «الطبقية».
غير أن الأهم أن تلك التجربة الفريدة نجحت في تأهيل أجيال متعاقبة
بعدما رسخت لدى أبنائها الكثير من المبادئ الإنسانية والقيم النبيلة
كالتسامح وقبول الآخر، وتبادل واحترام وجهات النظر المختلفة، فضلاً عن
إتاحة الفرصة لشريحة عريضة في اكتشاف طاقاتها الإبداعية الكامنة عبر
الكتابة في «النشرات» التي كانت تصدر عن تلك النوادي والجمعيات، ولم تكن
حكراً على قادتها أو المهيمنين على إدارتها من نقاد وباحثين ومؤرخين
ومتخصصين كبار.
ففي مدرسة الناقد الكبير الراحل سامي السلاموني تعلمنا كيف تكون
السخرية اللاذعة التي تجعل من الفيلم السيئ ومخرجه ألعوبة وأضحوكة، لكنها
لا تسمح أبداً بالتجاوز والخروج أو الإهانة الشخصية، ومن الباحث والمؤرخ
أحمد الحضري أدركنا معنى الرصانة ودقة المعلومة، والتوثيق الذي يمنح صاحبه
الثقة… وإلى الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله، الذي كنا ننظر إليه
بوصفه «موسوعة بشرية تتحرك على قدمين»، يرجع الفضل في تعرف قطاع عريض إلى
المدارس والتيارات والاتجاهات التقدمية وأيضاً العبقريات الإبداعية في
السينما العالمية… ومن الناقد والباحث هاشم النحاس عرفنا أهمية الفيلم
التسجيلي والوثائقي في حياة الشعوب.. وتعلمنا من مدير التصوير الموهوب سعيد
شيمي أن للصورة لغة… ووضع مخرجون كبار مثل توفيق صالح ويوسف شاهين وصلاح
أبوسيف… ومن بعدهم محمد خان، خيري بشارة، عاطف الطيب وداود عبد السيد
أيدينا على مفاتيح قراءة الفيلم.
كانت بحق محافل للتنوير والاستنارة، ومنابر للتحرر من الأفكار العقيمة
والبالية، وربما لهذا السبب تواطأت ضدها القوى الرجعية، فتم إغلاق «نادي
القاهرة للسينما»، بعد تعرضه لمؤامرة غامضة قادته إلى مصير مأساوي جرى
التحفظ فيه على أمواله، وترهيب رموزه، وانتهى بتقييد نشاطاته، بينما تسعى
«جمعية الفيلم» جاهدة إلى مواصلة دورها، وتتشبث بدأب تُحسد عليه بتنظيم
مهرجانها السنوي الذي تُكرم فيه التجارب الواعدة في السينما المصرية في ظل
إمكانات فقيرة وتربص مفضوح، ورغبة محمومة في القضاء عليها بوصفها «بؤرة
ثقافية» تسمح بوجود «قلة مندسة».
ومن عام إلى آخر تحاول «جمعية الفيلم»، التي تأسست عام 1960 كأول
جمعية سينمائية أهلية أن «تبقى على قيد الحياة السينمائية»، وألا تلفظ
أنفاسها، ويُواري جثمانها تراب الساحة الثقافية، كما حدث مع «نادي القاهرة
للسينما»!
تداعيات وذكريات فرضت نفسها عليَّ وأنا أتابع بفرحة غامرة النشاط
الوافر، الذي ينظمه ويدعو إليه «نادي الكويت للسينما»، لكن شعوراً بالقلق
تملكني خشية أن تتكاتف قوى الظلام ضده، ودعوت الله أن يحفظه لجمهوره ويوفق
«الجنود المجهولين» القيمين على إدارته لمواصلة مهمتهم الانتحارية.
magditayeb@yahoo.com
الجريدة الكويتية في
11/05/2012
أحداث العباسية تهدد أفلام الصيف المصرية
كتب: القاهرة – رولا عسران
يبدو أن موسم الصيف السينمائي في مصر سيكون خالياً من الأفلام، والسبب
أحداث العباسية التي أقلقت المنتجين ودفعتهم إلى تأجيل أفلامهم التي كان
عرضها مقرراً في هذا الموسم.
يخشى المنتجون السينمائيون في مصر عدم تحقيق أفلامهم الإيرادات لذا
أعكفوا عن عرضها في هذا الموسم، ما سينعكس سلباً على صناعة السينما التي
تدهورت حالها بفعل التأجيلات المستمرة لعرض الأفلام الجديدة.
«حلم عزيز»، بطولة أحمد عز ومي كساب وشريف منير، توزيع الشركة العربية،
كان مقرراً عرضه في الأسابيع المقبلة بعدما طبعت 70 نسخة منه، لكن الشركة
أجلت ذلك إلى حين استقرار الأوضاع الأمنية، خصوصاً بعد اندلاع الأحداث في
العباسية.
يؤكد أحمد عز ألا مشكلة في تأجيل عرض الفيلم ما دام ذلك يصبّ في مصلحة
المنتج، مشيراً إلى أن الممثل لا يحقّ له الاعتراض على التأجيل أو تحديد
توقيت العرض الذي يناسبه، فكل ما يملكه إبداء رأيه بشكل ودي.
يضيف: «أنا مثلا فوجئت بقرار عرض فيلمين لي في التوقيت نفسه هما: «حلم
عزيز» و{المصلحة»، لكني لم أعترض لأن اختيار التوقيت من حق المنتج».
«المصلحة» و{ساعة ونصف» واجها المصير نفسه بسبب أحداث العباسية، الأول
بطولة مشتركة بين أحمد السقا وأحمد عز وزينة، والثاني إخراج سامح عبد
العزيز وبطولة: إياد نصار ويسرا اللوزي، إنتاج أحمد السبكي الذي خسر كلفة
الدعاية التي نظمت على أساس أن الفيلم سيعرض في موسم الصيف.
يوضح أحمد السبكي أنه لم يستقرّ لغاية اليوم على توقيت عرض الفيلم
بسبب الأحداث السياسية المتلاحقة، لذا لا يغامر في تحديد موعد ما دام أنه
لا يضمن شكل الإقبال على الفيلم.
يضيف السبكي: «أوقفت أحداث العباسية حال السينما، خصوصاً أفلام موسم
الصيف، وشهدت الأفلام المطروحة في دور العرض انخفاضاً في الإيرادات»،
لافتاً إلى أن اعتماد المنتجين على إيرادات دور العرض بند أساسي ومهم في
تحديد إجمالي الإيرادات التي يحققها الفيلم.
يطالب السبكي صناع السينما بمتابعة إيرادات الأفلام، خصوصاً في دور
العرض الموجودة في المناطق المشتعلة بالأحداث، ليكتشفوا حجم الانخفاض الذي
لحق بها، ويتساءل: «كيف يمكن التفكير في عرض أفلامنا في ظل هذه الظروف التي
قد تشتعل مجدداً؟ ربما تشهد الأيام المقبلة أحداثاً أخرى، وبناء على هذا
الواقع التأجيل هو الحل الأمثل لنعبر هذه المرحلة بسلام».
استمرارية
على لائحة الأفلام المؤجلة أيضاً «جيم أوفر»، بطولة يسرا ومي عز
الدين، إخراج أحمد البدري، إنتاج محمد السبكي. توضح يسرا أن توقيت عرض
الأفلام حق مكتسب للشركة المنتجة، وهي تنتظر عرض الفيلم في أي موسم يحدده
المنتج، فيما ترى مي عز الدين أن الأحداث الحالية أثرت سلباً على إيرادات
الأفلام، مع ذلك يستمرّ صناع السينما في إنتاج الأفلام وعرضها، خشية أن
تتوقف إحدى أهم الصناعات في مصر وغيرها من بلدان العالم العربي.
بدوره يؤكد د. محمد العدل أن صناعة السينما يجب أن تستمر تحت أي ظروف
وفي أي وقت، وألا تتأثر بالضغوط سواء كانت سياسية أو اقتصادية، مشيراً إلى
أنه «سبق أن مررنا قبل سنوات بالأزمة المالية العالمية ولم تتوقف الصناعة،
وعليه يجب ألا تتوقف بفعل ثورة 25 يناير وتداعياتها وألا تمتنع جهات
الإنتاج عن عرض أفلامها».
يضيف العدل: «لو كان لديَّ فيلم انتهيت من تصويره أخيراً لما ترددت في
عرضه لتستمر عجلة الصناعة في الدوران».
بدوره يؤيد السيناريست تامر حبيب استمرار عرض الأفلام، «لأن جمهور
السينما لن يتوقف عن ارتياد دور العرض أياً كانت الأسباب، بالإضافة إلى أن
تكرار تأجيل عرض الأفلام قد يؤدي إلى خلل في الصناعة نحن في غنى عنه، لكن
في النهاية تظل للمنتج رؤيته الاقتصادية التي يجب احترامها».
الجريدة الكويتية في
11/05/2012 |