في كل عام وفي مثل هذا الوقت ينتقل مهرجان "عالم واحد" لأفلام حقوق
الأنسان من براغ عاصمة جمهورية التشيك ليحط رحاله في العاصمة البلجيكية
بروكسل وتنتقل عروضه على عدد من الصالات في ارجاء العاصمة ما بين قصر
الفنون وصالة عرض معهد غوته وصالات ممثلية جمهورية التشيك لدى الاتحاد
الأوربي فضلا عن بضعة عروض خاصة في مقر البرلمان الأوربي
.
العودة إلى المربع
المهرجان في عروضه المكثفة حمل معه في هذا العام برنامجا حافلا لأفضل
20 فيلما عالجت قضايا حقوق الأنسان حول العالم وطرحت أسئلة ملحة وجوهرية في
استقصائها للظواهر وخوضها في تحولات الحياة الإنسانية. من الشيشان
وكولومبيا الى فلسطين الى أفغانستان إلى أفريقيا إلى مصر تعالت صرخات
الأنسان المأزوم في هذا العالم لتتبع جميع العروض تقريبا مناقشات مهمة
خاضها مخرجو الأفلام مع خبراء واكاديميون وناشطون في مجال حقوق الأنسان
.
فيلم الافتتاح :"العودة إلى المربع " للمخرج بيتر لوم وهو من انتاج
كندي نرويجي ، يراجع قضايا ومنعطفات الثورة المصرية ، فهو يستقصي حياة ما
بعد الثورة من خلال شخصيات متعددة وشرائح وطبقات اجتماعية وكيف تمثلت
الثورة في مفردات حياتهم وماذا غيرت فيها ؟ انهم اولئك التواقون لبديل أفضل
لكنهم يبثون شكوى مركبة تتعلق بحياتهم ما قبل وما بعد الثورة ، ويتمثل
المشهد في نزوع للبقاء والحياة تتنوع فيه هوامش المطالب صعودا وهبوطا
.
مقابلات لشخصيات متعددة يقدمها الفيلم من دون أن يكرس وجهة نظر من
ساهم بالثورة فعليا فقط بل يمضي إلى الشخصيات التي وجدت نفسها وجها لوجه في
وسط التغيير وهي شرائح واسعة من الشعب المصري، يذهب الى ذلك المرشد السياحي
في الأهرامات، الى سائق الباص الذي رفض امر الشرطة بطلب نقل السجناء من
المتظاهرين ، امرأة اعتقل زوجها بسبب التظاهر لصالح الثورة ، شقيق احد
المدونين على شبكة الأنترنيت وغيرهم كثير ممن يشكلون فسيفساء الشعب المصري
وهي صورة واقع تتشكل ملامحه مابين الشكوى وبطء التغيير والتحول واشكاليات
معيشية واجتماعية مركبة ومعقدة في بعض الأحيان مما انشغل الفيلم بتقديمه
.
وفي الفيلم التشيكي "سباق باتجاه القاع" للمخرجين زابود كيدنو وفيت
جانوشيك هنالك استقصاء لظواهر متفاقمة في المجتمعات الحديثة، ظواهر المدن
التكنولوجية تلك التي بدأت بتغييب الأيدي العاملة ببديل آخر هو التكنولوجيا
الزاحفة وفي وسط ازمات صنعتها البنوك وبحثها عن مزيد من الأرباح.
ويعرض الفيلم لتناقضات هذا المجتمع الصناعي – التكنولوجي وازماته المتصاعدة
في أوربا خاصة، مستعرضا مواقف أرباب العمل والصناعيين والباحثين
الاجتماعيين وقادة النقابات وحتى العمال البسطاء الذين يشعرون أنهم في مهب
الريح ومن الممكن أن يصبحوا في الشارع بلا عمل.
سباق باتجاه القاع
ويركز الفيلم على ظواهر انسانية تتعلق بأصحاب المشاريع الصناعية
الصغيرة وهم الأكثر عرضة للهزات في ميادين الاستثمار والمضاربات البنكية
ويعرض بشكل حميم حالات محددة لعائلات اسهمت في تلك المشاريع الصغيرة بعدما
بدأت من الصفر لتجد نفسها في وسط العاصفة وهو ما يعرضه الفيلم على وفق
مسارات متعددة تتعلق بضرورة ان يصغي الكل الى الكل في وسط الأزمات الطاحنة
التي تعصف باقتصادات العديد من الدول الغربية منها خاصة . اليوميات التي
ينقلها الفيلم في مصنع للخياطة وقد تحول الى ممرات للأشباح و هجره عماله
بسبب ضعف المبيعات في مقابل افتتاح مصانع شركات السيارات العملاقة سواء
الأوربية أو الآسيوية والأموال الطائلة التي تضخها في مقابل الخواء
والاضرار التي تتعرض لها المجمعات الصناعية الأصغر ..مشاهد وسط الصقيع
والجليد لأناس يتظاهرون مطالبين بحقوقهم وكأن مشاهد الثلج والصقيع هي تعبير
مواز لتجمد الحياة وصقيعها ...المستهلكون الذين يبحثون عن بضائع ومشتريات
بأقل الأسعار جعلت البضاعة الصينية مثلا تنتشر انتشارا مذهلا مع انحسار
الإنتاج المحلي وخاصة ما تنتجه المصانع الصغيرة ذات رأس المال المحدود
والتي تعاني من تقلبات السوق .
وبالرغم من أن الفيلم يعرض لواقع قائم في بلد بعينه إلا أنه في
شموليته يروي جانبا من قصص ازمات مستحكمة وسائدة في بلدان اخرى شمالا
وجنوبا ، شرقا وغربا وبسبب هذا القلق الجماعي والضرر الذي أصاب الجميع
بدرجات متفاوتة نجد ان السؤال الذي كان بحاجة الى إجابة هو : ما السر وراء
هذه التحولات والاضطرابات ؟ وسيأتي الجواب مباشرا : إنها البنوك الكبرى
التي أسرفت في المضاربات في تقديم القروض التي لا أساس لها ولا سيولة
تحكمها
.
في فيلم "مدرستنا " لثلاثة مخرجين وهو إنتاج أمريكي – سويسري يعرض
لجوانب من حياة أقلية ذاع صيتها في شرق أوربا خاصة وهم أقلية الغجر او
الروما لاسيما بعد حملة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا سركوزي الذي سعى الى
اخراجهم من فرنسا، قصة انسانية لحياة اخرى قابلة للتحول ، الفيلم يروي
حكاية ثلاثة اولاد من الغجر يتم نقلهم الى مدرسة بعيدة عن ديارهم ليجدوا
انفسهم في وسط مجتمع آخر مجهول لا معرفة مسبقة لهم به وهنا تتجلى صعوبات
الاندماج بين البيئات الاجتماعية المختلفة ممثلة في الطلاب الغجر الثلاثة
واقرانهم من ابناء المدينة .وفيما يشبه البحث السوسيولوجي تتمثل مشكلة
الاندماج / عدم الاندماج على كل المستويات تقريبا، على مستوى الطلبة انفسهم
ومستوى ادارة المدرسة التي تبدو عاجزة عن فعل شيء لغرض ادماج اولئك
التلاميذ في متابعة يومية لشخصيات تبحث عن انتماء وعن وجود ما في مجتمع
يحاولون التشبث به
.
ولعل ما يلفت النظر في تلك المعالجة الفيلمية هي المتابعة التفصيلة
لحياة الشخصيات الأكثر واقعية وهي تعبر عن افكارها وهواجسها ومعاناتها في
اطار نسيج اجتماعي متكامل .
يعتمد الفيلم في مساحة واسعة منه على قراءة الواقع المعاش للشخصيات
كما هو مع تلك التفصيلات التي تتعلق بردود الأفعال التي يعبر عنها اولئك
الأولاد الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم من هذا العرق او هذه الأثنية
.
قراءة جمالية لتوثيق حي، هي خلاصة من الخلاصات التي يمكن الخروج منها
لدى مشاهدة هذا الفيلم، وثيقة تقدم خلاصات مهمة لواقع اجتماعي مأزوم ويمكن
ان ينطبق على أية شريحة اجتماعية تبحث لنفسها عن وجود وعن أفق ودور في هذه
الحياة وهو ما يعبر عنه اولئك التلاميذ بعفوية، انهم في وسط دافع ان
يندمجوا في واقع جديد لكن ذلك لا يكفي لكي ينسلخوا من كينونتهم السابقة وهو
ما أجاد مخرجو الفيلم في استقصائه والتغلغل فيه على اكثر من مستوى
...
الجزيرة الوثائقية في
20/05/2012
عن رواية للكاتب غي دي موبسان
«بل
آمي».. غراميات التـسلّق الاجتماعي
زياد عبدالله
يدخل المجتمع المخملي الباريسي عبر نسائه، ويذلل كل الصعاب بالاعتماد
على وسامته وغوايته، ويمسي الأمر بمثابة شبكة متصلة من العشيقات اللواتي
يطوعهن في خدمة ما يتطلع إليه. الفيلم هو
Bel Ami (بل آمي)، المعروض حالياُ في دور العرض المحلية، والعنوان الذي لا
نترجمه هنا ليس إلا اسم تحبب تطلقه ابنة كلوتليد (كريستينا ريتشي) على جورج
دورا (روبرت باتينسون)، الشاب الريفي الفرنسي العائد من خدمته العسكرية في
الجزائر، الذي نقع عليه هائماً على وجهه في باريس لا يملك ثلاث فرنكات، وها
هو يقع على صديق كان معه في الجزائر شارل فورسيه الذي سرعان ما يترك له
باباً موارباً ليدخل جورج عالم الصحافة والمجتمع المخملي في باريس عام
.1890
قبل المضي أكثر مع أحداث الفيلم، يجب ذكر أن الفيلم مأخوذ عن رواية
للكاتب القصصي الشهير غي دي موبسان (1850 ـ 1893)، والذي عرف بغزارة إنتاجه
للقصص القصيرة، ولتكون «بل آمي» واحدة من ست روايات كتبها موبسان في حياته
العاصفة والسريعة، وقد نشرت هذه الرواية عام ،1903 أي بعد وفاته، وللدقة
انتحاره هو الذي عاش مجداً أدبياً كبيراً وكان على قدر كبير من الثراء.
ومع العودة إلى الرواية يمسي الفيلم معالجة حصيفة جداً للعمل الروائي،
ونقلاً معداً ببراعة إلى وسيط آخر، ولعل العودة لقراءة الرواية وجعلها
مجاورة للفيلم ستمنحنا معبراً مخبرياً نحو ما يمكن أن تأخذه الصورة من
الأوراق، وقدرتها المدهشة على تكثيف فصل روائي بمجموع لقطات لا تتجاوز
مدتها الـ10 دقائق، فجورج في الرواية سيمضي وقتاً طويلاً وهو يتسكع في
باريس، وهو يجري عمليات حسابية تتعلق بوجباته وكيفية ترتيبها بما يتناسب
وما معه من نقود، ومن ثم تردده أمام أن يدخل القهوة ويطلب مشروباً وعدوله
عن ذلك، ومن ثم يلتقي صدفة رفيقه بالجزائر فورسيه، ودعوة الأخير له إلى
المقهى، وبالتالي فإن شارل سيدفع عن جورج، وليأخذه بعد ذلك إلى ملهى لكن
بعد أن يمر شارل على جريدته، ليقوم بتصحيح «بروفا» الطبع، وفي الملهى
سيعطيه مالا ويسأله أن يأتي إلى منزله، لكي يعرفه إلى أصحاب السلطة والنفوذ
في الصحافة ليتم تعيينه في الصحيفة التي يعمل فيها.
ما تقدم تلخيص مكثف جدا لأحداث الفصل الأول في الرواية، وبإحالة ذلك
إلى الفيلم، فإننا سنقع على جورج ومن اللقطة الأولى أمام واجهة المقهى
مديرا ظهره لنا ويراقب ما يجري في داخل المقهى الفاخر، ومن ثم سنقع عليه في
الملهى وهناك سيرى شارل، ويمنحه المال ليشتري بدلة يأتي بها إلى بيته
ليعرفه إلى علية القوم، كل ذلك لن يستغرق أكثر من 10 دقائق، وفي تتبع
لإيقاع الفيلم، فإنه سيكون على شيء من الانتقالات السريعة بين حدث أو آخر،
وعلى شيء من تعقب ما سيصير إليه جورج دورا الذي سيكتشف مع توالي الأحداث
أنه لا يمتلك من موهبة إلا وسامته وقدرته على غواية النساء، الموهبة التي
ستكون في خدمة هدف واحد متصل بالانتصار على فقره وعقدته الاجتماعية.
الاكتشاف سابق الذكر هو أول المآزق الدرامية التي يجابهها جورج،
والكيفية التي يلتف بها على ذلك والحل الذي يمضي إليه سيضعه أمام حقيقة أنه
لا يملك موهبة الكتابة، فالمقولة الأساسية في الفيلم تتمثل في أن باريس
مسيرة من قبل الزوجات، وبالتالي فإن جورج ومع ذهابه إلى الموعد الذي يحدده
له شارل سيتعرف إلى زوجته مادلين (أوما ثرومان)، وسيقترح عليه على مائدة
العشاء أن يكتب سلسلة مقالات بعنوان «مذكرات فارس فرنسي في الجزائر»،
ولتكتب له المقال مادلين أو تمليه عليه، وحين تتوتر علاقة شارل مع جورج،
فإن الأول يقول له ما معناه إن عليه أن يكتب بنفسه لا أن يترك الأمر
لزوجته، وليقدم جورج على كتابة مقال سرعان ما سيأخذه شارل إلى رئيس التحرير
وليقوم الأخير بطرد جورج لأن مقال جورج أشبه بكتابة معاملة تجارية، لكن
مهلاً! الحل لدى جورج سيكون بالالتفاف على رئيس التحرير، من خلال زوجته
التي يمضي إليها ومعه سلة من الإجاص يقول لها إنها أرسلت إليه من والده في
النورماندي، وليعين رئيس قسم بعد ذلك.
يمكن وصف الرواية والفيلم المأخوذ عنها والذي أخرجه كل من نيك أورماند
ودكلان دونلان، بأنها وثيقة جمالية عن المتسلق الاجتماعي عديم الموهبة،
ولعل الطبقات وتمايزها وتصارعها شكلت محوراً رئيساً في الأدب الفرنسي،
وهناك شخصيات كثيرة خارجة من الروايات الفرنسية في القرن الـ،17 وأقصد
تحديدا ستندال وشخصية جوليان الشهيرة في رواياته «الأحمر والاسود» مرورا
بغوستاف فلوبير، وصولاً إلى موبسان و«بل آمي»، حيث الطبقة التي تنتمي إليها
الشخصية تشكل الدافع الرئيس للأفعال التي تقدم عليها، فجوليان في «الأحمر
الاسود» سيتخذ من نابليون مثلاً أعلى، وهو ينتقل من بيت أرستقراطي إلى آخر،
هو ابن صاحب منشرة أخشاب، لكن جوليان سيكون على اتصال بمزايا تتمثل في
معرفته القوية باللاتينية والأدب الإغريقي وما إلى هنالك من ما يتلقاه في
مسعاه لأن يكون كاهناً، وليكون أيضاً مستثمراً في ذلك ليغزو العالم
الارستقراطي من خلال نسائه أيضاً، معوضاً عقد نقصه من خلال ذلك.
مع جورج سيكون الأمر أكثر مباشرة، والتسلق الاجتماعي سيكون ممهوراً
بالغواية فقط، كون جورج كائن غواية لا يمكن لامرأة إلا وتستسلم لسحره، لكن
لكل امرأة عالمها، فهو سيتزوج مادلين لكن الأخيرة ستكون حرة وعلى شيء من
الانشغال التام بعوالم ليست الغواية من أولياتها، إنها امرأة مستقلة تماماً
ومتنورة ومأخوذة بالأفكار والشؤون السياسية، ولها أن تكون المرأة التي يمسي
الصراع معها مريراً، دون أن يقر بهزيمته في النهاية فهو وحين ينال منه كل
من حوله يمضي عكس قلبه، ويغوي ابنة رئيس التحرير كما سنقع على ذلك مع نهاية
الفيلم، ولعل ممثلاً مثل روبرت باتينسون سيكون اختياراً فيه الكثير من
المزايا لتجسيد شخصية جورج.
أعود إلى الفيلم ككل، واحكام مخرجيه قبضتهما على العمل الأدبي المأخوذ
عنه، حيث إيقاع الفيلم سيكون سريعاً ومتواتراً فطول المشاهد أو اللقطات
تخلق القيمة العاطفية للمشاهد بالاعتماد على تتالي الأحداث أو تواقتها
وتباعدها بفترات زمنية قصيرة تنظم العلاقة بين أجزاء الفيلم، لتكون متناغمة
وعلى قدر كبير من صلاحية الفيلم ليكون مثالاً عملياً جميلاً، لما يمكن
للمعالجة السينمائية أن تأخذه من الرواية.
الإمارات اليوم في
20/05/2012
«مذكرات
فراشة».. المدرسة التي كانت فنــدقاً
زياد عبدالله
يجب على الدوام تجديد صلاحية الرعب، والبحث عن السبل الكفيلة بتوفير
وجبة تشويقية ترفع من نسبة الأدرينالين في دماء المشاهدين الأعزاء. هذه
الحقيقة الصارخة في وجوهنا هي بالذات ما يمكن من خلاله مقاربة ما تحمله لنا
دور العرض المحلية من أفلام عليها أن تحتوي في كل أسبوع على فيلم واحد على
الأقل يستوفي الشروط سابقة الذكر. فيلم هذه الأسبوع هو
The Moth Diaries (مذكرات فراشة)، وهو يجمع إضافة لكونه يسعى إلى تقديم عوالم
التشويق، تمركزه حول فئة عمرية تتمثل في الفتيات المراهقات، كون أحداثه
تجري في مدرسة داخلية للبنات، وجميع شخصياته هن فتيات في الـ16 من أعمارهن.
يحتوي الفيلم المأخوذ عن رواية لرايشل كلين، وقد أخرجته ماري هارون
على مساحة مثالية وأثيرة لأفلام الرعب، إنها المدرسة الداخلية ذات البناء
القوطي، وعلى شيء يجعل من الأحداث التي نشهدها مساندة بقوة لموقع التصوير،
ونحن نتعرف إلى ربيكا (سارا بولغر)، وهي تعود إلى مدرستها، لكن برفقتها سر
متعلق بوالدها المتوفى.
كل ما في الفيلم مبني وفق كليشهات جاهزة، لكن إيقاع الفيلم يبقى هادئا
على الدوام، دون أن تكون المؤثرات مفرطة المبالغة، كما هي الحال في أفلام
الرعب التي تدفع للضحك أكثر من إثارة مشاعر الخوف، أما «الفامبيرز» أو
مصاصو الدماء، فسيجري ذكرهم في معرض أحاديث ربيكا مع استاذ الأدب، الذي
يكون معجباً بوالد ربيكا الشاعر وقصائده.
أعود إلى أهمية كون أحداث الفيلم تجري بين مراهقات، ذلك أن علاقة
ربيكا مع صديقتها لوسي (سارا غودان)، ستكون مفصلية ومحملة بذلك التعلق
المسكون بالغيرة حين تمسي على صداقة مع فتاة أخرى، والفيلم سيتحول إلى
الغموض والرهان على اللغز مع مجيء أرنزا (ليلي كول) ذات الهيئة الصالحة
تماما، لأن تكون مصاصة دماء وهي تحول لوسي إلى تابعة لها، بينما نسمع
مناقشة بين ربيكا وأستاذها عن رواية على اتصال بمصاصي الدماء، يقول فيها
الاستاذ إن مصاصي الدماء يصادقون الضحية، ولا يقبلون الإقدام على قتلها ومص
دمها إلا برضا تلك الضحية التي تصبح مأثورة بشخصية «الفامبير».
ما تقدم هو الاحتمال الأول، الذي نضعه جانباً، حين نعرف ماضي ربيكا
المتمثل في أن والدها أقدم على الانتحار بقطع شرايين يديه، وقد وقعت عليه
ربيكا وهو في الحمام وقد نزف كل دمائه، أرنزا تقول لها إنها ابنة عازف
موسيقى أقدم على الانتحار، لكن لا تنسوا أن المدرسة قد كانت فندقاً في ما
مضى، وأن أفلام الرعب تجعل من الشبح شخصية حقيقية، وكل ما يجري في الفيلم
يكون في اتجاه جعل ربيكا وحيدة في المدرسة وهي تفقد صديقاتها واحدة تلو
الأخرى، ولك ذلك من خلال ما تمارسه أرنزا من تأثير فيهن، وليس من هدف لدى
أرنزا سوى ربيكا، ولعل أفضل ما في الفيلم أن أرنزا تقوم بذلك دون أفعال
خارقة أو ما شابه، بل بالتدريج، لكن هيهات أن تنال من بطلتنا ربيكا.
الإمارات اليوم في
20/05/2012
بعضهم يشارك بقوة في الحملة الانتخابية لمرشحه المفضل
الفنانون يختارون رئيس مصر المقبل
القاهرة - أحمد الجندي
لا حديث في الشارع أو المجتمع المصري الآن إلا عن الانتخابات الرئاسية
بما يصاحبها من جدل هائل وصراع محتدم ومنافسة شرسة بين المرشحين الذين
ضمتهم القائمة النهائية وهم 13 مرشحاً، وبين القوى السياسية التي يدعم كل
طرف منها مرشحاً بعينه يتفق مع توجهاتها وإيديولوجيتها وطموحاتها، وبات
أبناء الشعب المصري يعيشون في حيرة هائلة وحالة من الجدل الشديد حول من
يختارونه ليكون رئيساً لهم ومن الأصلح بالفعل لحكم بلد كبير وعريق في حجم
مصر، خصوصاً مع كثرة عدد المرشحين والاختلافات الحادة بين توجهاتهم
وطبيعتهم ورؤاهم، وأيضاً حالة الجدل والصراع بين مختلف التيارات السياسية
التي أصابت المواطن بحالة من التشتت والالتباس.
ولم يكن الوسط الفني المصري ببعيد عن الصورة والساحة وما يحدث فيها،
فالفنانون هم في النهاية مواطنون مصريون، فما هي اختياراتهم للرئيس
المقبل؟، وما المرشح المفضل لديهم؟، طرحنا السؤال على عدد منهم فكانت
اختياراتهم مختلفة ومتعددة ومتباينة تماماً، وأشارت إلى نفس الحالة التي
يعيشها سائر أبناء الشعب المصري.
الفنان صلاح السعدني أكد عمرو موسى هو المفضل لديه وأنه أصبح اختياره
الذي سيصوت له في الانتخابات، حيث يرى السعدني أنه الأفضل لقيادة مصر خلال
هذه المرحلة الحالية المضطربة التي نعيشها، فهو رجل «أي عمرو موسى» يحمل
الكثير من الخبرات المتراكمة في العمل السياسي اكتسبها خلال مسيرته
السياسية الطويلة ومناصبه المتعددة، إما إلهام شاهين فكان اختيارها السابق
صريحاً واضحاً وقالت: اللواء عمر سليمان الذي استبعد من السياق الرئاسي
اخيرا كان الأصلح من وجهة نظري والمفضل بالنسبة لي بحكم امتلاكه الهدوء
والحكمة في إدارة الأمور، كما أنه على دراية كاملة بكل القضايا المصرية
داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى أنه شخص قيادي وقوي وصاحب تجربة. ولم تكن
إلهام شاهين وحدها هي التي سبق وأعلنت عن تأييدها لعمر سليمان فكانت هناك
أيضاً هالة صدقي التي لم تكتف بإعلان تأييدها له بل أكدت أنها ستقوم بعمل
دعاية له من خلال شبكة الإنترنت، وكان معهم في هذا الاتجاه عدد غير قليل من
الفنانين المصريين كانوا يرون في عمر سليمان المرشح الأفضل بالنسبة لهم
والأجدر على قيادة مصر خلال المرحلة المقبلة، لكن الآن ومع استبعاده من
قائمة المرشحين بدأت بوصلة هؤلاء الفنانين تتجه ناحية مرشحين آخرين ليس
بينهم من ينتمي للتيار الإسلامي، وإن كان عمرو موسى هو صاحب الفرصة الأفضل
في الحصول على أصوات وتأييد جبهة الفنانين الذين كانوا مؤيدين لعمر سليمان
وربما ينافسه من بعيد على هذه الأصوات أحمد شفيق.
أما المرشح حمدين صباحي فهو متواجد وبقوة ويحظى بتأييد عدد لا بأس به
من الفنانين على رأسهم بالطبع المخرج خالد يوسف الذي لم يعلن تأييده له على
الملأ فقط، بل إن خالد كان في مقدمة المتواجدين مع حمدين عند تقديم أوراقه
إلى اللجنة العليا للانتخابات وظهر معه في العديد من المسيرات الانتخابية،
بل إن خالد جعل مكتبه بحي المهندسين أحد المقارات الانتخابية له، ويشاركه
في نفس الاتجاه وبقوة المنتج محمد العدل والفنان خالد الصاوي وسامح الصريطي
والسيناريست مدحت العدل وجميعهم من المؤيدين والداعمين بشدة لحمدين صباحي
والتيار والفكر الناصري الذي يمثله ويرون أن حمدين هو الأكثر قدرة على
إرساء مبادئ العدل الاجتماعي والتوجه الثوري الذي تحتاجه مصر حالياً بما
يملكه من توجهات اشتراكية وثورية.
ولم يكن هؤلاء وحدهم هم الداعمون لحمدين بل هناك آخرون تواجدوا وبقوة
في المؤتمرات والمسيرات الانتخابية لهذا المرشح الناصري، منهم الإعلامي
حمدي قنديل والشاعر الكبير سيد حجاب الذي أكد أن حمدين بما يملكه من فكر
وتوجه ناصري وقومي هو الأنسب لقيادة مصر الآن.
ولم يكن بغريب أن يكون التيار الإسلامي بجناحيه سواء الإخوان المسلمين
أو السلفيين غائبين تماماً عن المشهد بالنسبة للوسط الفني فهذا كان
متوقعاً، خصوصاً بعد كم التصريحات المفزعة التي انطلقت من بعض عناصر هذا
التيار ضد الفن والثقافة والفنانين والمثقفين، لكن الغريب والمدهش هو
التواجد الظاهر وبقوة للمرشح د. عبد المنعم أبو الفتوح بين الفنانين فهو
بشكل أو بآخر ينتمي إلى التيار الإسلامي، وهناك العديد من الفنانين الذين
أكدوا أن أبوالفتوح هو مرشحهم المفضل، وفي مقدمة هؤلاء الفنانة آثار الحكيم
التي أعلنت دعمها بقوة له وحضرت العديد من مؤتمراته الانتخابية، وهناك
أيضاً المؤلف والمخرج السينمائي عمرو سلامة الذي أعلن استعداده للانضمام
للحملة الدعائية التي تدعم أبوالفتوح، وكذلك المطرب والملحن عزيز الشافعي
الذي يضع بوستر لأبوالفتوح على زجاج سيارته، وأيضاً المخرج السينمائي خالد
دياب، ويرى هؤلاء الفنانين أن د. عبدالمنعم أبوالفتوح رغم مرجعيته
الإسلامية إلا أنه إسلامي مستنير ومنفتح الفكر ويؤمن تماماً بشكل الدولة
المدنية التي لها مرجعية إسلامية، كما أنه يتميز بالحكمة والهدوء والحزم
وصاحب برنامج انتخابي واضح وأفكار واقعية وهي كلها صفات تجعله المرشح
المفضل بالنسبة للعديد من الفنانين.
أما المحامي خالد علي الذي يعد أصغر المرشحين سناً فهو أيضاً متواجد
على ساحة الوسط الفني وله العديد الذين يرون فيه مرشحاً مفضلاً، وعلى رأس
هؤلاء المخرج الكبير دواد عبدالسيد الذي أكد دعمه لهذا المرشح، أيضاً
الفنان فتحي عبد الوهاب وآخرين يرون في خالد علي المستقبل والشباب والقوة
الذين لابد أن يأخذوا فرصتهم في التواجد السياسي بما يملكونه من طاقة وحماس.
وإذا كان هؤلاء وغيرهم من الفنانين قد حسموا موقفهم واستقروا على اسم
مرشح سيدعمونه، فهناك العديد من الفنانين ما زالوا حائرين ومترددين بين
أكثر من اسم، ومنهم على سبيل المثال نجم الكوميديا أحمد عيد الذي أكد أنه
مازال يفاضل بين حمدين صباحي وأبو الفتوح وعندما يستقر على أي منهما لن
يكتفي بإعطاء صوته فقط بل سيشارك بقوة في حملته الانتخابية.
والغريب هنا أن بعض الفنانين من الذين شاركوا في الثورة من يومها
الأول مثل عمرو واكد والمخرج أحمد ماهر أكدا أنهما سيقاطعان الانتخابات ولن
يصوتا لأحد ولن يدعما أياً من المرشحين الحاليين للرئاسة، ولم يبد أي منهما
أسباب هذه المقاطعة، أما الطريف في الأمر فهو موقف الراقصة دينا التي أعلنت
أنها ستساند المرشحة بثينة كامل وقامت بعمل توكيل لها في الشهر العقاري،
لكن بثينة خرجت من سباق الرئاسة بعد فشلها في الحصول على عدد التوكيلات
اللازمة «30 ألف توكيل»، ورغم ذلك أكدت دينا أن بثينة - رغم خروجها من
السباق - كانت الأفضل بالنسبة لها.
النهار الكويتية في
20/05/2012
طوني خليفة يفتح النار على جو بوعيد بسبب تنورة ماكسي
مي ألياس
بيروت: أقام
المخرج جو بوعيد مؤتمراً صحفياً في فندق لورويال ضبية للرد على الهجوم
القاسي الذي يواجهه فيلمه الروائي الأول "تنورة ماكسي" من بعض الإعلاميين
اللبنانيين وعلى الأخص كل من ريما نجيم وطوني خليفة الذين هاجما العمل
وإنتقداه بشدة.
كاميرا إيلاف حضرت المؤتمر الصحفي وحاورت المخرج جو بوعيد حول
الأزمة التي قد تؤدي الى منع الفيلم من صالات السينما، كما التقت الإعلامي
طوني خليفة الذي شرح أسباب هجومه على الفيلم بأنه يهين الكنيسة بمشاهد فيها
إيحاءات جنسية، وإدعى بأنه فهم من أحد المشاهد بأنه صور البطلين وهما
يمارسان الجنس داخل الكنيسة، وحاولنا أن نشرح له بأن المشهد لم يكن داخل
الكنيسة وأنه جاء في سياق منفصل، فكان رده هذا ما وصلني من مشاهدتي للفيلم،
ورداً على تحفظنا على دعوات منع الفيلم التي تصادر حرية التعبير، قال خليفة
بأن حرية التعبير تقف عند المقدسات، وتساءل هل يجروء جو بوعيد أن يصور ما
صوره في جامع؟
وعندما سألناه هل نواجه موجة أصولية (متشددة) مسيحية في الشرق؟
رد: نعم نتشدد عندما يمس الأمر المقدسات. ورد جو بوعيد عليه بدوره
بالقول: لن تتمكنوا من إسكاتي، وإن نجحتم بإسكاتي هنا سأتحدث من مكان آخر؟
كما قال بو عيد في مؤتمره بأن الفيلم لو كانت به إساءة فعلاً للكنيسة
لكان هو أول من يوقفه.
وبرر مشهد النار في الكنيسة بأنه لا يعني دعوة لحرق الكنائس وأن من
يقول ذلك هو كمن يقول لا إله ويقطع الجملة دون يكملها
... !
وحول مشهد النميمة بين الفتيات في الكنيسة قال جو : من ينتقد هذا
المشهد بالتأكيد لم يحضر قداساً أو هو من هذه العينة فلم ينتبه الى بعض
السلوكيات التي تمارس في الكنائس ولا تمت للإيمان بصلة.
وحول اتهام طوني له بأنه يصور البنات في تلك المنطقة وتلك الفترة
الزمنية التي يتطرق اليها الفيلم بأنهن عاهرات، رد بو عيد إن فيلمه ينطلق
من تجربة والديه الشخصية، وأضاف إن كنت أرجم أمي في الفيلم بحجر، فأعتقد أن
عقولكم خفيفة لو قمتم بلومي.
والجدير بالذكر أن الفيلم حاز الأسبوع الماضي على جائزتي أفضل مخرج
وأفضل ممثلة في مهرجان موناكو السينمائي.
إيلاف في
20/05/2012 |