فى نوفمبر الماضى، وبالتعاون مع المركز القومى للسينما فى مصر، أقيم
برنامج خاص عن تاريخ السينما المصرية فى إطار مهرجان الفيلم العربى فى
العاصمة الألمانية، ولقى البرنامج نجاحاً كبيراً من حيث إقبال الجمهور من
الألمان والعرب المقيمين فى ألمانيا، وفى ١٣ يونيو الجارى بدأ فى
السينماتيك الفرنسى فى باريس برنامج آخر عن تاريخ السينما المصرية بالتعاون
مع المركز القومى للسينما أيضاً أعدته الباحثة الخبيرة ماجدة واصف.
برنامج السينماتيك الفرنسى شامل يتضمن ٥٠ فيلماً روائياً طويلاً تعرض
لمدة ٥٠ يومياً بواقع فيلم كل يوم حتى الخامس من أغسطس القادم.
ومن المعروف أن سينماتيك باريس من أعرق مكتبات السينما فى العالم
وأكثرها شهرة، ويديره الآن الناقد الفرنسى الكبير سيرج توبيان، وقد حضر
افتتاح البرنامج مجدى أحمد على، رئيس المركز القومى للسينما، والناقد صلاح
هاشم، والمخرجة صفاء فتحى، من المبدعين المصريين المقيمين فى فرنسا،
والعديد من صناع ونقاد السينما.
وبمناسبة بداية البرنامج عقدت ندوة عبرت فيها ماجدة واصف عن أسفها
لغياب أفلام مهمة لعدم وجود سينماتيك فى مصر، واشترك فى الندوة مجدى أحمد
على وقال: إن وزراء الثقافة أهملوا إنشاء سينماتيك حقيقى، وحتى عندما عرضت
فرنسا المساعدة كان التقصير من الجانب المصرى.
ومعنى هذا أن البرنامج أقيم بما توفر من نسخ مترجمة صالحة للعرض، أو
كما يقال فى مصر «الجود بالموجود»، وليس هذا هو الأسلوب الصحيح لإقامة
برامج خاصة عن تاريخ السينما المصرية فى المهرجانات والمؤسسات الثقافية
التى تهتم بهذا التاريخ، وحتى مع عدم وجود سينماتيك «حقيقى» فى مصر، وهو ما
يهدد التراث السينمائى المصرى بالاندثار.
المتبع فى المراكز القومية المماثلة للسينما فى كل دول العالم من
الهند إلى المغرب أن تكون هناك قائمة بأهم الأفلام فى تاريخ السينما توضع
بواسطة لجنة من الخبراء، ويتم طبع نسخ جديدة «مثالية» من هذه الأفلام،
وترجمة الحوار إلى أهم لغات العالم، وعندما تطلب أى جهة إقامة برنامج يتم
اختيار الأفلام من هذه القائمة حسب العدد المطلوب، ولابد أن يشترط المركز
على هذه الجهة أو تلك إصدار برنامج يعرف بالأفلام وصناعها على نحو علمى
دقيق، وإصدار كتاب عن تاريخ السينما المصرية، ودعوة عدد من السينمائيين
للحوار مع النقاد والجمهور وإعداد ملف صحفى عما ينشر حول البرنامج. وبهذا
تحقق الفائدة من هذه البرامج.
مهرجان السينما المصرية القادم فى جمعية الشبان
المسلمين
بقلم
سمير فريد
٢٠/
٦/
٢٠١٢
نشرت جريدة «الفجر» الأسبوعية عدد١٤ يونيو الجارى، تقريراً للزميل
هانى سامى ذكر فيه أن جمعية الشبان المسلمين سوف تنظم مهرجاناً للسينما
المصرية فى يناير من كل عام، اعتباراً من يناير القادم، وأن المهرجان سوف
يكرم فى دورته الأولى نادية لطفى ويسرا وكريم عبدالعزيز وهالة صدقى وحنان
ترك وماجد الكدوانى ونشوى مصطفى، وجاء فى التقرير أن وزير الثقافة صابر عرب
وافق على إقامة المهرجان فى أحد مسارح دار الأوبرا لمدة أسبوع.
لا توجد مشكلة بالطبع فى وجود مهرجان يختار أفلامه بناء على معايير
دينية، مثل مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما المصرية، لكن هناك مشكلة فى
أن يسمى مهرجان السينما المصرية، وإنما مهرجان جمعية الشبان المسلمين
للسينما، خاصة مع غياب مهرجان الأفلام المصرية الوطنى، الذى كانت تنظمه
وزارة الثقافة، وهو غياب غير مبرر، رغم أنه أهم من كل المهرجانات الدولية
التى تقام فى مصر من حيث دوره فى دعم الإنتاج السينمائى المصرى.
ولا توجد مشكلة فى إقامة المهرجان فى مقر جمعية الشبان المسلمين، أو
فى إحدى دور العرض السينمائى، لكن هناك مشكلة فى إقامته فى دار الأوبرا
التابعة لوزارة الثقافة، لأن الوزارة حتى الآن، على الأقل، وزارة «وطنية»
فى حكومة «وطنية» لكل طوائف الشعب، ومنذ سنوات أقيم مهرجان للأفلام
القبطية، أى التى تنتجها الكنيسة القبطية فى قصر ثقافة الإسكندرية، ووقتها،
وعلى صفحات هذه الجريدة اعترضت بشدة، ليس على المهرجان، وإنما على إقامته
فى مقر يتبع وزارة الثقافة، وليس داخل إحدى الكنائس، أو فى إحدى دور العرض
السينمائى، ولم ينعقد هذا المهرجان مرة ثانية.
وعندما اشتركت وزارة الثقافة فى مهرجان السينما الإسلامية فى قازان،
الذى يرأسه المفتى هناك، اعترضت بشدة أيضاً، وعلى صفحات هذه الجريدة، فلا
توجد مشكلة فى أن تشترك هذه الشركة أو تلك فى ذلك المهرجان، لكن توجد مشكلة
عندما تشارك وزارة الثقافة، وأقدم مهرجانات السينما الدينية وأكثرها عدداً
فى العالم هى مهرجانات الأفلام اليهودية، فهى تقام بهذا العنوان فى الكثير
من الدول ما عدا إسرائيل.
الديمقراطية تعنى حرية كل طائفة فى تقييم الأفلام، وأى أعمال فنية
أخرى بمعايير دينية، لكن دور وزارة الثقافة فى حكومة «وطنية» إقامة
مهرجانات لتقييم الفنون بمعايير المناهج النقدية للفنون دون غيرها.
عن حرق تمثال رائد السينما المصرية
بقلم
سمير فريد
١٩/
٦/
٢٠١٢
أثناء قراءة الصحف التى صدرت أثناء حضورى مهرجان «كان» فى مايو الماضى،
كان الخبر المفزع أكثر من غيره رغم كثرة الأخبار المفزعة هو حرق تمثال محمد
كريم فى مدخل مدينة السينما.
محمد بيومى «١٨٩٤ - ١٩٦٣» هو أول مخرج سينمائى مصرى، ولكنه كان من
هواة السينما والفوتوغرافيا والرسم والشعر والأدب، ولذلك توقف عن صناعة
الأفلام مع بداية السينما الناطقة، أما محمد كريم «١٨٩٦ - ١٩٧٢» فهو أول
مخرج سينمائى مصرى محترف سواء فى فترة السينما الصامتة أو الناطقة، واستمر
يصنع الأفلام حتى آخر سنوات حياته، كما كان أول عميد لمعهد السينما فى
الجيزة، ولذلك يعتبر «رائد» السينما المصرية بكل معنى الكلمة.
والذين اختاروا تمثال محمد كريم لحرقه على علم بذلك، وقد سألت ذات يوم
فى «هوجة» توبة الممثلات فى مصر، لماذا مصر بالذات، وهناك ممثلات فى كل
العالم العربى من المغرب إلى الكويت، وكان الرد واضحاً من هنا بدأت
«الحكاية»، ومن هنا تنتهى.
إننا فى مواجهة فاشية صريحة تتقنع باسم تفسيرات معينة خاطئة من وجهة
نظرى للدين الإسلامى، وتحارب الفنون وتكره الفنانين ولا تفرق بين العمل
الفنى وخطبة الجمعة، وتريد أن تصبح كل الأعمال الفنية من المواعظ الدينية.
وقد عرفت بهذا الخبر الفاجع من مقال ناقد السينمائى الكبير عصام زكريا
فى جريدة «الفجر» الأسبوعية عدد ١٧ مايو ومما يزيد من هول الفاجعة ما ذكره
فى هذا المقال عن وزير الثقافة السابق، ولم أعد أدرى من يقصد مع كثرة تغيير
وزراء الثقافة حيث قال: «إن وزير الثقافة السابق أعتقد أنه يمكن أن يداهنهم
ويناورهم حين راح بعض من يطلقون على أنفسهم (سلفيين) فى حى العمرانية
يتوعدون ويهددون ويطالبون بمنع تدشين تمثال محمد كريم فى الميدان المواجه
لأكاديمية الفنون ومدينة السينما ومعهد السينما وقاعة سيد درويش، فاستجاب
الوزير ونقل التمثال داخل مدينة السينما فى الحديقة المواجهة لجهاز
السينما».
ورغم أنه لا يغير من فظاعة الجريمة حرق التمثال أو تحطيمه، إلا أن
الحرق له دلالة دينية رمزية لا تخفى، وهؤلاء الفاشيون سواء كانوا من
السلفيين أو غيرهم لا يتغولون إلا من خلال ضعف من يفترض أنهم يقاومون هذه
الفاشية، ومحاولتهم المداهنة خوفاً أو المناورة عبثاً، بدعوى التفاهم
والحوار، فالحوار لا يكون بين من لا يملك سوى كلمته وبين من يعطى لنفسه
الحق فى الحرق وإقامة جهنم على الأرض.
المصري اليوم في
19/06/2012
فيلم "المصلحة"..
قضية المخدرات التى انتهت الى ثأر شخصى!
محمود عبد الشكور
بعض الأفلام تعانى عيباً واضحاً وجوهرياً فى الكتابة هو تشوّش الفكرة،
وعدم قدرة كاتبها على الإمساك بها، ولذلك يبدأ من نقطة لينتهى الى نقطة
أخرى مختلفة، يبدأ وفى ذهنه أن ينتقل من الخاص الى العام، وينتهى وقد وجد
نفسه انتقل من العام الى الخاص، بل والخاص جداً.
إذا أردت نموذجاً واضحاً على هذا العيب، ستجده فى فيلم "المصلحة" الذى
كتبه وائل عبد الله، وأخرجته ساندرا نشأت، فالفيلم الذى يرصد فى بدايته
عملية تهريب عشرين طناً من المخدرات من بيروت الى جنوب سيناء مروراً
بالأردن، ينتهى الى معركة ثأر شخصية بين مهرّب الصفقة، وضابط صارم، قتل
المهرّبون شقيقه.
الفيلم الذى يبدأ بحملة أمنية تبرز وتؤكد أن وزارة الداخلية يقظة
ومستعدة، ينتهى وقد خرج الضابط عن أى انضباط أو قانون، وهو ينفّذ حكم
الإعدام فى الشخص الذى قتل شقيقه، يحدث ذلك أمام زملائه، وأمام كبير
المهربين، وهو بالمناسبة شقيق الأخ الذى نُفّذ فيه انتقام الضابط.
فيلمنا الذى يبدأ من العام (جهود مكافحة وزراعة المخدرات)، ينتهى الى
الخاص، بل والخاص جداً، عندما يتحول ضابط الداخلية الى رجل بوليس وقاض
ومنفّذ أحكام وعشماوى (الإسم الذى يطلق على الجلاد فى مصر) فى وقت واحد،
أما الدافع فهو أن يُشفى غليله بالإنتقام، وبالمرّة يمنع وصول شحنة
المخدرات الضخمة.
شهرة كبيرة
سبقت فيلم "المصلحة" شهرة كبيرة لأسباب متعددة منها أنه بدأ تصويره
قبل الثورة المصرية، واستُكمل بعدها، وسط أخبار متناقضة، بعضها يشير الى
مساعدة وزارة الداخلية للفيلم بوصفه يسجل أو يستلهم وقائع عملية تهريب
حقيقية ضخمة، بينما أشارت أنباء أخرى الى اعتراض الداخلية على بعض المشاهد،
خاصة تلك المتعلّقة بتجنيد ضابط المكافحة لمصادره السرية.
كان من أسباب شهرة الفيلم المسبقة أيضاً أنه يجمع لأول مرة فى بطولة
مشتركة بين اثنين من نجوم سينما الشباب هما أحمد عز وأحمد السقا، يُضاف الى
ذلك أنه فيلم السقا الأول من إخراج ساندرا نشأت التى اقتحمت بنجاح عالم
أفلام التشويق والحركة، وكانت قدّمت مع عز ووائل عبد الله، مؤلف المصلحة،
أعمالاً ناجحة مثل ملاّكى اسكندرية، الذى كتب وائل قصته، ومسجون ترانزيت،
الذى كتب له نفس المؤلف القصة والسيناريو والحوار.
الحقيقة أن وائل عبد الله لعب دوراً اساسياً فى دفع أحمد عز الى نجوم
الصف الأول بالإنتاج أو بالكتابة، فقد كتب له ايضاً فيلماً جيداً للغاية هو
الشبح من إخراج عمرو عرفة، كما ساهمت ساندرا فى اكتشاف امكانيات عز
الكوميدية فى فيلم الرهينة.
تقريباً نحن أمام فريق عمل متجانس يضمّ ساندرا وعزّ ووائل وصلاح عبد
الله الذى يشارك دوماً فى أعمالهم، بينما دخل على الفريق أحمد السقا برصيد
كبير من أفلام الحركة الناجحة التى بدأت بتقليد النموذج الأمريكى بإتقان
لافت كما فى مافيا وتيتو، ووصلت الى تقديم نموذج مصرى مدهش لسينما الحركة
من خلال قصة حقيقية تناولها فيلم "الجزيرة".
طموح
لاشك أن "المصلحة" يحمل طموحاً وجهداً كبيراً وخصوصاً من جانب الثنائى
عز والسقا، ولكن عدم ضبط الفكرة، وإفلات بعض التفصيلات، تسبب فى تقليل
الحصاد والناتج، يبدأ الفيلم بالدخول مباشرة الى موضوعه: رجال الأمن
المركزى، وبينهم الضابط حمزة (أحمد السقا)، يقتحمون حقلاً للبانجو زَرَعَهُ
سالم السالمى (أحمد عز) أكبر تجار المخدرات فى سيناء.
رغم سقوط قتلى من رجال سالم، ورغم إحراق البانجو، نراه مُصرّاً دون
مبرر معقول على أن يقوم بتهريب شحنة مخدرات ضخمة من بيروت الى جنوب سيناء
عبر الأردن، وذلك بمساعدة أبو فياض (صلاح عبد الله)، بصرف النظر عن غرابة
هذا التصرف بعد إحراق مزروعاته الممنوعة، فإن بطلنا البدوى السيناوى ، يبدو
أيضاً حائراً فلا نعرف هل هو مهرب أم مزارع، ولا نعرف كيف يطمئن على صفقاته
إذ أن مشاهد البداية تؤكد أنه معروف تماماً لضباط المكافحة، ويُفترض أن
يكون تحت المراقبة، وهذا أضعف الإيمان.
مع ذلك يسافر سالم الى بيروت مثل السائحين، ويعقد صفقته مع مهرب
لبنانى، بل ويجد وقتاً وروحاً معنوية بعد مقتل رجاله، لكى يوافق على الزواج
من ابنة المهرّب الجميلة نانسى (كندة علّوش)، ثم يتوجه بارتياح الى الأردن،
للإتفاق مع القائمين بالتهريب، وتتم تسمية الأصناف المُصدّرة باسم هيفاء،
وابو تريكة.
على الجانب الآخر، يقدم الفيلم بطله الثانى: حمزة ضابط بوليس رأيناه
ضمن ضباط الأمن المركزى، ولكننا سنسمعه وهو يقول إنه يعمل فى المباحث، له
شقيق ضابط ايضاً اسمه يحى (أحمد السعدنى)، عريس جديد على غادة حسناء
(ياسمين رئيس)، زوجة حمزة، اسمها حنان (حنان ترك)، لديها المشكلة التقليدية
مع زوجها الضابط المشغول والمعرَض للموت، ولكنه ينجو فى كل مرة بدعوات الأم
المصرية التقليدية (نهال عنبر).
تشاء الصدفة أن يقوم سليمان (محمد فراج)، شقيق سالم، بقتل يحى، شقيق
حمزة، بعد أن تصادف أن كان الأخيرفى كمين للتفتيش، وتصادف أن كان الأول
يحمل معه سجائر البانجو مع عشيقته شادية (زينة)، منذ تلك الحادثة، سيختلط
الخاص بالعام، سترتبك الخطوط، بعد أن طلب حمزة أن يُنقل الى جهاز مكافحة
المخدرات، ليتولى بنفسه أمر سالم وعصابته.
لعبة القط والفأر
يزيد من تعقيد خط الإنتقام الشخصى، أن سالم ينجح، رغم الحكم على أخيه
سليمان بالإعدام، فى تهريب شقيقه وإخفائه فى مخزن تحت الأرض، يصبح العداء
سافراً بين سالم وحمزة، ندخل فى لعبة أقرب الى القط والفأر تبدأ بمراقبة
أبو فيّاض، وتصل الى محاولة عجيبة، ولا يمكن تصديقها، يقوم من خلالها سالم،
بمساعدة زوجته اللبنانية نانسى، بتلفيق قضية مخدرات لـ"حنان" التى هى زوجة
لضابط فى جهاز مكافحة المخدرات ؟!
يقود حمزة بدوره محاولة مضادة أغرب بتجنيد المجرم الذى تم تهريبه مع
سليمان، يصل الى المجرم بسهولة بالغة، وبسهولة أكبر نكتشف أن عصابة سالم
استأمنت المجرم الهارب، وجعلته يعمل معها، نلاحظ أيضاً أن حمزة يصل حرفياً
الى تفاصيل عملية التهريب دون أن نفهم كيف وصلته تلك المعلومات.
هناك محاولة أخرى يقوم بها الضابط بمحاولة استمالة شادية للتعاون مع
الشرطة على قارعة الطريق! كانت المذكورة قد انتقلت الى منزل سالم بعد إخفاء
سليمان فى المخزن، وعندما يكتشف سالم أنها كانت عشيقة لأخيه، يضربها
ويطردها من القصر الذى يعيش فيه.
لعل مما أضعف هذا الجزء أن مشاهد تهريب الشحنة خارج الحدود كانت قليلة
جداً، بينما اقتصر الصراع على سالم فى مواجهة حمزة فى خليط بين الخاص
والعام، من تعليمات المسئولين الى اللعب على النساء، ومن المراقبة فوق
القلعة التى تكشف ما يحدث فى الأردن، الى تخلّص سالم وابو فياض من تاجر
منافس.
عندما تجتمع الخيوط فى مشهد النهاية بإخراج سليمان من مخزنه، واكتشاف
المخدرات القادمة من الأردن، يقوم حمزة بحصر الحكاية بأكملها فى الثأر
الشخصى، وذلك بقتل سليمان، وإحراق قلب سالم عليه، يحدث ذلك حتى قبل أن يسأل
عن الشحنة، لنكتشف أن تعبير المصلحة يعنى فى الفيلم الاسم الذى يطلقه
المهربون على صفقاتهم، ويعنى أيضا، وفقاً لهذه النهاية، أن الضابط الهُمام
استغل هذه المصلحة، لتحقيق مصلحته الخاصة، بالإنتقام لشقيقه!
فى آخر مشهد، سالم وحمزة فى نفس القفص انتظاراً لحكم القاضى، يتسلم
سالم مدية أو سكيناً، يتبادل الطرفان النظرات مع ثبات الكادر، لعبة
المخدرات انتهت الى لعبة الإنتقام، والمعركة الجماعية الأمنيّة انتهت الى
تصفية حسابات شخصية.
لم يفلح الحوار الظريف، وبعض اللمسات الذكية، فى سد الثغرات الواضحة،
لابد مع ذلك أن نشير الى أن الثنائى عز والسقا اجتهدا بصورة واضحة فى أداء
دوريهما، كان واضحاً أن المشاهد مقسومة بالعدل والقسطاس، وقد نجحا فى تقديم
مشاهد مشتركة، هى فى الحقيقة أفضل مشاهد الفيلم.
لمسات كوميدية
الاثنان قدّما لمسات كوميدية جميلة، وإن كانت مشكلة أحمد عز، فى عدم
التحكم فى صوته عند ارتفاعه، ما زالت قائمة وملحوظة مما يتطلّب تدريباً
خاصاً ومكثفاً، صلاح عبد الله قدم دوراً مميزاً وجيداً، بينما كان أحمد
السعدنى فى دور يحى، وياسمين رئيس فى دور عروسه، أقرب الى ضيوف الشرف، محمد
فرّاج كان لافتاً فى دور سليمان، هذا الممثل موهوب ويحتاج الى المزيد من
الفرص.
ظلت الأدوار النسائية على الهامش: لولا مشاهد توريط الزوجة لكنّا
نسينا حنان تُرك، كندة علّوش وزينة قامتا بأداء شخصيتين غير مفهومتين، فلا
نعرف بالضبط كيف وافقت نانسى على مطالب سالم بهذه السرعة، ولم نفهم هل تحب
شادية سليمان، أم أنها تريد شقيقه الأقوى، أم أنها تريد أىّ عريس والسلام.
لابد أن نذكر أن خالد صالح ظهر فى مشهد واحد ظريف يقدم فيه دور أحد
الدعاة الجدد، بصفة عامة ، أثبتت ساندرا نشأت أنها مخرجة احترافية، تجيد
أولا إدارة ممثليها بعد اختيارهم فى أدوار مناسبة، كما أنها تفهم الى حد
كبير طبيعة النوع السينمائى الذى تشتغل عليه.
ربما أزعجنى هنا أنها أسرفت فى استخدام عدسة الزووم اقتراباً
وابتعاداً حتى فى المشاهد الأسرية الناعمة والحميمة، صحيح أنها صوّرت هذه
المشاهد فى لقطة واحدة ممتدة، ولكنها نقلت إلينا قلقاً غير مبّرر قبل لحظات
القلق الفعلية القادمة، كان مدهشاّ أيضاً أن الكادر المُهتز والذى يقترب
ويبتعد بلا هوادة، سرعان ما أصبح ثابتاً لكى تظهر صورة مبارك واضحة فى
الخلفية، وهى مشاهد تم تصويرها قبل الثورة، لا أعرف بالضبط لماذا تظهر صورة
المخلوع فى فيلم عن مكافحة المخدرات حتى إذا لم تقم ثورة ضده، ما علاقة
الرئيس وصورته بجهاز أمنى يقوم بدوره المكلّف به؟ لاشئ سوى النفاق أو
الإستسهال أوالتقليد أو الثلاثة معاً .
ولكن يُذكر لساندرا بشكل خاص نجاحها فى ضبط إيقاع الفيلم وتماسكه
بمعاونة المونتير أحمد حافظ، كانت هناك أيضاً عناصر مميزة اخرى مثل موسيقى
عمرو اسماعيل، وصورة إيهاب محمد على، وملابس خالد عبد العزيز ومها بركة،
لاحظتُ عموماً اختياراً جيداً لمواقع التصوير، وإنْ كانت شقة الضابط أفخم
من اللازم، وبدا قصر المهرّب سالم تقليدياً وكأننا شاهدناه من قبل.
فيلم "المصلحة" تجربة أثقلتها مشكلات السيناريو، ولكنها تستحق
المشاهدة دون إغفال لعثراتها، على الأقل ستشاهد اجتهاداً من نجمين، ومحاولة
لم تكتمل لفتح ملف تهريب المخدرات العابرة للحدود العربية، مما يجعلنا نحلم
بعمل قادم أكثر إتقاناً، يعرف موضوعه، ولا تفلت منه أفكاره.
عين على السينما في
26/06/2012
الدورة ال47 لمهرجان كارلوفي فاري
احتفاء
بمئوية أنطونيوني ولقاء سينمائي بين غرب أوربا وشرقها
قيس قاسم
ـ السويد
سبعة وأربعون عاماً، لم ينقطع.. ظلّ مهرجاناً
عالمياً وأوربياً، جمع سينمات شرق وغرب قارة حيوية الإنتاج
والتنوع، كانت الطليعة
في صناعتها ولها فضل ديمومة إستمرارها وكارلوفي فاري كان واحداً من
المهرجانات التي
عكست حضورها، بأكثر تجلياته، وتفاعلت في داخله الكثير من تياراتها وجديدها.
ظل
المهرجان أميناً خلالها لقيم الفن السابع، الذي يشترط وجوده
كمهرجان معني بالسينما،
رغم صراعات وحروب ساخنة وباردة مرت عليه، وظل يُغَلِب الفني على السياسي في
ظروف
تاريخية كان يبدو مثل هذا "التحييد" مستحيلاً، وربما لهذا السبب يحظى اليوم
بكل هذا
التقدير والاهتمام. وينحو كارلوفي فاري لتكريس الفن السابع على المستويين
الإحترافي
والشعبي، متميزاً عن أخرى تغلب جانباً على آخر، وبهذا المعنى ينظر اليه
كواحد من
المهرجانات التي تراعي في خيارتها بين النخبوي والعام، بين جلب
أفضل ما معروض في
مهرجانات تسبقه زمنياً مثل كان وغيره وبين انتقاء لجديد سينما شرق أوربية
وعالمية
دون كثير تركيز على العروض العالمية الأولى أو الأسماء الكبيرة،
كهدف بقدر محاولته
توفير فرص جيدة لجمهوره ليتذوق حلاوة أحدث الأفلام مع إبقاء
الاهتمام بكل ما له
علاقة بتاريخ السينما وتياراتها قائماً، والاحتفاء بالذكرى المئوية لميلاد
المخرج
الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني تشير إلى هذا الميل.
وثائقيات أنطونيوني
فَضّلت
الدورة الاحتفاء بمنجز أنطونيوني عبر وثائقياته، التي مثلت خلال أربعينات
القرن
الماضي خروجاً، على المستوى الفني، عن سابقاتها وبشكل خاص القصيرة منها،
مثل: "ناس
وادي بو" (1947)، "منظفو المدينة" (1948) و"أكاذيب الحب" (1949). في هذه
الأفلام
وغيرها اعتمد أنطونيوني على التعبير البصري، وسيلة لتوصيلها، مقلّلاً وإلى
حد كبير
من التعليق المصاحب لها، ولهذا جاءت أقرب الى الصامتة منها الى الوثائقية
العادية
مع تركيز شديد على اللقطة وزواياها، والتي بعمقها وغناها تولد
إحساساً عميقاً
بدرامية المشهد وعلاقته بالوسط المصور فيه. "فمنظفو المدينة" ليس عن حياة
زَبالّي
روما فحسب بل عن المدينة نفسها، عن الحياة فيها عبر صلة ناسها فيما بينهم
وبين
مدنيتهم، وما يتركون من أشياء خلفهم يأتي المنظفون ويجمعونها من أجل الحفاظ
على
جمال مدينة تلفظهم بطريقة قاسية، جسدها أنطونيوني من خلال
تصوير تفاصيل حياتهم
اليومية.
الفقر الذي يعيشونه يعكس مناخ إيطاليا المهزومة في الحرب العالمية
الثانية، وحياة الناس ولا مبالاتهم وتعبير عن روح إذلال أمة لا تعرف ماذا
ينتظرها
في الغد، تماماً كما صوره في "ناس وادي بو" فعلى ضفاف النهر
كانت تتجمع الأحلام،
والرغبة في الوصول مع القوارب والعَبارات الى البحر المفتوح الآفاق. كان
البحر وليس
النهر وقواربه المحملة بالبضائع ما يدفع الناس للهرولة في استقبالها، كانت
رغبتهم
في الإبحار معها الى مكان ثانٍ، ربما فيه الحياة أفضل من
واديهم ونهرهم العظيم؟ هي
من يحركهم لمتابعة مسارها حتى حدود البحر الذي لم نره!. من نتاجه الطويل
سيعرض
جزئين من فيلمه الوثائقي عن الصين الشعبية "صين تشونغ ـ كو " (1972) والذي
صور
بموافقة حكومة ماو ثم منعت عرضه بعد الانتهاء من إنتاجه بحجة معاداته
للشيوعية.
عَرْض 16 وثائقي لأنطونيوني ستعطي صورة واضحة عن جانب من إبداعه ربما
لا تتوفر للجميع فرصة التعرف عليها دفعة واحدة كما توفرها الدورة الحالية
(29 يونيو
الى 7 يوليو) الى جانب ما تقدمه من وثائقيات كثيرة قاربت الخمسين، ستشترك
ستة عشر
منها في مسابقاتها الرسمية، زيادة على المسابقة الروائية حيث
سيتنافس على جوائزها 12
فيلماً من بينها الإيراني "الخطوة الأخيرة" لعلي مصفا والفيلم التركي
الإخراج
النمساوي الإنتاج "جمالك لا يعني شيئاً " لحسين تاباك وتدور أحداثه حول
الصبي
فيسيل، الذي جاء الى فينا من تركيا مع والديه، وظل يشعر فيها غريباً، فلا
اللغة كان
يفهمها في المدرسة، التي دخل اليها حديثاً، ولا وضع عائلته يوحي له
بالاستقرار.
وجود زميلته آنا في مدرسته خفف عليه شعوره بالعزلة الى جانب جارهم جيم،
الطيب القلب
المفتول العضلات، والذي ساعده على التنقل بين الحلم والحقيقة، بين الإحساس
العالي
بالرومانسية وبين ضغط الحياة والتهديد الدائم بالرحيل من البلد
الجديد. وفيما وقع
الاختيار على فيلم ليسا باروس سا "اهتزارت جيدة" للافتتاح الدورة تقرر أن
يُنهيها
وودي ألن بفيلمه الجديد "الى روما مع الحب" في الوقت الذي أدرج فيه فيلم
ستيفن
سودربيرج "سحر مايك" خارج المسابقة. وعلى المستوى العربي سيشاهد الجمهور
ضمن خانة "منتدى
المستقلين" فيلم المغربي محسن البصري "المغضوب عليهم"
وفيه يقدم رؤيته
الخاصة لمفهوم الإرهاب الملتبس عبر قصة تدور حول مجموعة صغيرة من
الإسلاميين
المتطرفين تخطف ممثلين مسرحيين بالمغرب وتحتجزهم كرهائن لديها.
كرة الكريستال
وفق ما أعلنه رئيس
المهرجان يرجي بارتوشكا في مؤتمره الصحفي الذي عقد قبل أيام في العاصمة
التشيكية
براغ، ستمنح الدورة "كرة الكريستال" الى الممثلتين؛ البريطانية هيلين ميرين
والأميركية سوزان ساراندون تكريما لمنجزهن الكبير ومساهمتهن المهمة في
السينما
العالمية وشعبيتهن الواسعة. وستحضر هيلين ميرين حفل الافتتاح
وتقوم بتقديم فيلمها "الباب"
من إخراج الهنغاري استيفان زابو الى جمهور المهرجان
مباشرة، فيما ستَستلم
الممثلة سوزان ساراندون جائزتها التقديرية خلال حفل الاختتام
وستحضر بنفسها عروض
الفيلم الذي لعبت بطولته "جيف الذي يسكن في المنزل" خلال أيام المهرجان.
استعادات
وعروض خاصة
من بين المحتفى بهم والمستعادة أفلامهم هذا العام
المخرج التركي ريها أرديم الذي درس السينما في فرنسا وأخرج العديد من
الأفلام من
بين ما اختير منها: "الأزمنة والرياح"، "القمر" و"كوزموس"، الى
جانب الفرنسي جان ـ
بيير ميلفل (1917 ـ 1973) الذي كثيراً ما يوصف بعراب الموجة الفرنسية
الجديدة،
ويعترف الكثير من مبدعي السينما بتأثرهم بأفكاره وإسلوبه من
بينهم مارتين سكورسيزي،
وما زال النقاد يشيدون عند التطرق لأعماله بفيلمه المدرج ضمن عروض الدورة
"جيش
الظلال". كما سيُقدم ضمن احتفاء خاص فيلم المخرج التشيكي الشهير ميلوش
فورمان "كرة
رجل الإطفاء" (1967).
وفي استذكار للمثل التشيكي جوزيف سومر
سيشاهد الزوار فيلمه
المهم "المزحة". وعلى غرار دورات سابقة ستحتشد الكثير من الأفلام المنتجة
في دول
شرق أوربا ضمن خانة "شرق من غرب" الى جانب الأفلام التشيكية القصيرة، لتوفر
فرصة
نادرة للتعرف على أهم ما أنتج حديثاً في هذا الجزء من القارة، الى جانب
مختارات من
بقية قارات العالم، لتشكل بمجموعها ما يزيد على مئتي فيلم،
تحفز الجمهور والمختصين
على حضورها ومتابعة فعالياتها الكثيرة.
الجزيرة الوثائقية في
26/06/2012
أداء رامز لا يعتمد على الاستظراف..
"غش الزوجية" كوميديا رومانسية تُنقذ البدرى
كتبت- ماجدة خير الله :
بتعمل ليه أفلام سخيفة، أما انت تقدر تعمل أفلام لطيفة؟؟ جملة كنت
أتمنى أن أقولها من فترة للمخرج أحمد البدرى!
والحمد لله جاءت الفرصة كى أقولها أخيراً وأشيل من على صدرى حمل ثقيل،
والغريب أن دور العرض تستقبل فى أسبوعين متتاليين، فليمين لمخرج واحد،
الأول وهو «جيم أوفر»، كان ثقيلا رديئا مهترئاً، مبتذلا، رغم الدعاية
المكثفة ووجود اسم نجمة كبيرة، أما فيلمه الثانى «غش الزوجية» فهو أفضل
حالا بنسبة ملحوظة، رغم أنه لم يحظ بالدعاية الكافيه بل تم عرضه فى هدوء
شديد، بالإضافة لأن أبطاله ليس بينهم أى من نجوم الشباك؛ ورغم ذلك فأنت
تمضى الوقت فى متعة واضحة، وتتسرب اليك حالة من البهجة تفتقدها فى كثير من
الأفلام الكوميدية!
ولكن قبل أن تأخذك التوقعات بعيدا، وتعتقد أننا نتحدث عن فيلم كوميدى
عظيم، فسوف أقول لك تمهل قليلا، فالأفلام اللطيفة، أو المبهجة، ليست
بالضرورة تلك التى تحمل أفكارا جديدة، ولاحتى أفكارا عظيمة وقضايا معقدة،
ولكن يكفى صدق النوايا والابتعاد بقدر معقول عن الابتذال والتهريج، وهى
أمور تجدها فى فيلم «غش الزوجية» مضافا لها حالة من الوهج والتوهج قد حدثت
لرامز جلال، الذى كنت أعتبره مهرجًا صغيراً دخل مجال التمثيل صدفة، ولكن
مصر بتتغير، وحاجات كتير بتتغير، ومش معقول يكون رامز جلال مش حايتغير!
وإحقاقاً للحق أننا أمام «رامز» جديد، غير اللى بيضرب بمب ويفرقع حاجات،
عشان يخض زمايله فى البرامج، وليس هو نفسه اللى بيسوق الهبل على الشيطنة فى
معظم أعماله فيثير الغيظ والحنق أكثر من قدرته على إثارة الضحك! المهم
الحمد لله أنه قرر أخيرا ان يغير من أسلوب أدائه، مع احتفاظه بقدرته على
الأداء الكوميدى كلما احتاج الأمر، فالكوميديا ليست شقلبظات أو تحريك الوجه
وعضلات الجسم بشكل عشوائى، ولكنها فن يحتاج لدرجة أعلى من التحكم فى ملامح
الوجه، ولغة الجسد!
حكاية الفيلم لاتحمل جديدا، وهذه ليست مفاجأة على ما أعتقد،
والسيناريو الذى كتبه لؤى السيد، يكاد يكون معالجة عصرية لفيلم مصرى قديم،
نحبه جميعا ولا يختلف عليه اثنان هو "إنت حبيبى" الذى أخرجه يوسف شاهين فى
الخمسينيات من القرن الماضى، ولعبت بطولته شادية وفريد الأطرش وهند رستم،
والفكرة باختصار تدور حول شاب عابث (رامز جلال) يعمل فى مجال الدعاية،
يمتلك شركة استيراد بعض منتجات التجميل، وحتى يفوز بصفقة ما، تضطره الظروف
لعمل قرض ضخم، فيلجأ إلى صديق قديم يعمل مديرا لأحد البنوك، وحتى تتم صفقة
القرض، يقوم الأب «حسن حسنى» بعمل صفقة ثانية مع مدير البنك، مفادها أن
يتزوج ابن الأول، ابنة الثانى، ولكن عقدة الفيلم هنا، أن العروس (إيمى سمير
غانم) هى فتاة رياضية مسترجلة، ومعقدة أيضا، وطبعا تحت إلحاح الآباء
ومؤامراتهم المتكررة، يضطر حازم للزواج من سلمى رغم أنه لا يجد فيها ما
يحفزه على الزواج، ولكن طبعا لابد وأن يتوقع المشاهد أن الحال سوف ينقلب
ويتدخل كيوبيد ليرمى سهامه فى قلب الزوجين الشابين، فيقع بينهما الحب، الذى
لايفسده إلا شعور كل منهما أنه تزوج الآخر من أجل مصلحة ما.
ولأن الافلام ليست الحكايات فقط، ولكن تفاصيل تلك الحكايات، أو كيف
تروى تلك الحكايات فى صور متحركة على الشاشة، وقد زخر فيلم «غش الزوجية»
ببعض المشاهد والتفاصيل التى يمكن أن نصفها بإنها ظريفة فعلا، وإذا كان حسن
حسنى لم يعد لديه أى جديد ليقدمه، ولا ادوارد، الذى مللنا مشاهدته فى دور
الصديق الذى لا يقدم ولا يؤخر، فيجب ان نذكر ان يوسف فوزى ومها أبو عوف لا
يزال لديهما الكثير ليقدمانه، أما ايمى سمير غانم فهى تكسب مع كل دور تقدمه
أرضا جديدة، بفهم لطبيعة الدور، والمعايشة واقتصادا فى ردود الفعل، مع
الالتزام بالملابس المناسبة للشخصية، ويكاد يكون دور حازم هو أفضل ما قدمه
رامز جلال فى حياته الفنية كلها، وربما يكون بداية لمرحلة جديدة.
الوفد المصرية في
27/06/2012 |